• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 10/2/2025 العدد 1231
    2025-02-11

    الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

    هآرتس 10/2/2025

     

    بدون قبضة حزب الله، حكومة لبنان تبدأ بشق الطريق الى الاعمار

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    78 حكومة تم تشكيلها في لبنان منذ استقلاله في العام 1943، الحكومة الاخيرة تم تشكيلها في نهاية الاسبوع الماضي بعد ولادة سريعة استمرت ثلاثة اسابيع، واستبدلت الحكومة المؤقتة التي عملت لثلاث سنوات. هذه حكومة كاسرة للمسلمات و”التقاليد” بمعان كثيرة. منذ العام 2005 تعود لبنان، وكأن الامر هو أمر الهي، على أن تشكيل الحكومة يستغرق اشهر كثيرة، واحيانا سنة، حتى عندما كان يتم تشكيلها بعد الحرب. في هذه المرة السرعة كانت جزء لا يتجزأ من الانقلاب السياسي، الانقلاب حقا حدث. رئيس الحكومة الجديد نواف سلام، بتوجيه من الرئيس جوزيف عون، قرر أن توزيع الحقائب الوزارية سيعكس التركيبة الطائفية في الدولة، لكن لا أحد من الوزراء سيتم تعيينه كممثل رسمي عن حزب، بل استنادا الى مؤهلاته وقدراته المهنية.

     

    طريقة التعيين الطائفي والتخصيص الحزبي كانت السبب الرئيسي في فشل الحكومات الذي رافق الدولة لعشرات السنين، والفساد العميق الذي احدث الازمة الاقتصادية التاريخية، وجعل لبنان دولة مفلسة. البداية كانت في اتفاق الطائف في 1989 الذي انهى الحرب الاهلية التي استمرت 15 سنة، ونص على أن الرئيس سيكون دائما مسيحي ماروني، ورئيس الحكومة مسلم سني، ورئيس البرلمان مسلم شيعي، ورئيس الاركان درزي.

     

    على اساس ذلك، بدون أي اساس دستوري، تم وضع “تقاليد” حصلت فيها احزاب وحركات على مواقع نفوذ في الحكومة. وزارة المالية مثلا، الجسم الثالث في الاهمية في هيكلية السلطة بعد الرئيس ورئيس الحكومة، كانت في يد الطائفة الشيعية. عمليا، نبيه بري، رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل، هو الذي قام بـ “تعيين” وزير المالية. وهكذا ايضا فيما يتعلق بوزارات اخرى مثل الصحة والرفاه التي كانت في يد حزب الله، أو وزارة الخارجية التي كانت في يد المسيحيين. في هذه المرة سلام خلط الاوراق، وضعضع التقاليد السياسية، لكن ليس بالضبط. خمسة وزراء تمت “التوصية بهم” من قبل نبيه بري، وزير المالية ياسين جابر الذي على تعيينه وضع نبيه بري تهديد شديد بدون مساومة، اربعة وزراء تمت التوصية بهم من حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع. هذه في الواقع “حكومة خبراء”، لكن سيكون من الصعب تغطية فيها الانتماء الحزبي لمعظم وزرائها.

     

    التغيير المهم، وربما الاكثر تأثير، هو في مكانة حزب الله. منذ العام 2008 امسك حزب الله بيديه القوة لمنع قرارات للحكومة، وتغييرها بشكل جوهري وحتى تخريبها – عمليا، املاء سياسة لبنان في كل المجالات. حسب الدستور اللبناني فان القرارات المهمة مثل المصادقة على الميزانية، شن حرب وتطبيق اصلاحات اقتصادية، تحتاج الى موافقة ثلثي اعضاء الحكومة تقريبا. أي أن من يمسك بيديه دعم ثلثي الوزراء ووزير آخر، “الثلث المانع” حسب قاموس لبنان السياسي، يكون أقوى من رئيس الحكومة.

     

    هنا كانت تكمن قوة حزب الله السياسية، رغم حقيقة أنه امتلك عدد قليل من الوزراء، اثنان في العادة، إلا أنه نجح في تشكيل تحالف شل عمل الحكومة. في الحكومة الجديدة لا يوجد وزراء من حزب الله، وقدرته على تشكيل “الثلث المانع” غير موجودة، على الاقل على الورق. هذه النتيجة مسؤول عنها بشكل كبير الموقف العنيد لمرغان اوتاغوس، نائبة مبعوث ترامب للشرق الاوسط، ستيف ويتكوف، التي استبدلت عاموس هوخشتاين في منصب المبعوثة الخاصة للبنان.       

     

     لن يكون أي ممثل لحزب الله في الحكومة، بأي شكل من الاشكال، ويجب نزع سلاحه، ليس فقط جنوب نهر الليطاني”، هكذا اوضحت اورتاغوس للرئيس عون ولرئيس الحكومة سلام. اسلوب اورتاغوس يختلف كليا عن اسلوب هوخشتاين في منصبه. هو ايضا حاول، لكن بدون نجاح، تشكيل حكومة في لبنان، لكن الظروف التي عمل فيها كانت مختلفة. هدفه كان التوصل الى وقف لاطلاق النار في الوقت الذي كان فيه حزب الله بكامل قوته، وحسن نصر الله أدار الحزب وسياسة لبنان من موقع قوة. المفاوضات ادارها هوخشتاين ومبعوث فرنسا جان ايف لادريان مع نبيه بري الذي كان المفوض من حسن نصر الله. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يكن اكثر من شخصية تمثيلية بدون تأثير. في هذه النقاشات وضع حسن نصر الله مبدأ اساسي الذي بحسبه تعيين الرئيس وتشكيل الحكومة هي شؤون لبنانية ولا يحق لأي جهة اجنبية التدخل فيها.

     

     انهيار حزب الله العسكري وموت حسن نصر الله واسقاط نظام بشار الاسد على يد هيئة تحرير الشام ورئيسها احمد الشرع وابعاد ايران عن ساحة سوريا وفصلها الجغرافي عن حزب الله، كل ذلك اوجد نسيج من الظروف التي مكنت من التوصل الى وقف اطلاق النار والعملية السياسية التي اثمرت النظام الجديد في لبنان. الى ذلك يجب اضافة ايضا التدخل الفعال للسعودية التي اشترطت المشاركة في اعادة الاعمار في لبنان بتحييد حزب الله. هذه العملية حاول محمد بن سلمان تنفيذها في الاعوام 2016 – 2017، بكن بدون نجاح، وبعد ذلك قطع نفسه عن ساحة لبنان، باستثناء مساعدات صغيرة لمشاريع انسانية.

     

     حزب الله اصبح الآن مبعد عن المشاركة المباشرة في الحكومة، وتضرر بشكل كبير في قوته العسكرية؛ ايضا هو يتعرض لانتقاد شديد من الجمهور بسبب الاضرار والمعاناة التي تسبب بها لمئات آلاف اللبنانيين الذين تكبدوا خسائر، مباشرة وغير مباشرة، بمبلغ 13 مليار دولار. ولكن كل ذلك لا يجعله منظمة عديمة القوة وبدون تأثير. حزب الله يمثل قطاع شيعي كبير بشكل خاص في جنوب لبنان، وفي الضاحية في بيروت وفي اجزاء في البقاع. الآن هو يطمح الى الاظهار للجميع بأنه يمكنه الوفاء بتعهده، تعويض وتأهيل المتضررين بسبب الحرب.

     

     هذه ليست مسألة احترام كلمته. في أيار 2026 اذا لم تكن أي تطورات استثنائية فانه يتوقع اجراء انتخابات للبرلمان. حزب الله، مثل الاحزاب الاخرى، سيقف في حينه امام الامتحان السياسي الاكثر اهمية، وسيضطر الى مواجهة نتائج الحرب. ايضا مسألة نزع سلاحه في ارجاء الدولة، وليس فقط جنوب الليطاني بحسب القرار 1701، يمكن أن تحتل مكان رئيسي في الحوار السياسي ازاء الضغط الدولي، لا سيما الامريكي والسعودي، على الحكومة في لبنان. هذه القضية يوجد لها امكانية لاشعال مواجهة عنيفة بين الحزب وبين الحكومة والجيش.

     تعيين رئيس وتشكيل حكومة في لبنان تمهد الطريق امام ضخ مليارات الدولارات لغرض اعادة اعمار اضرار الحرب وتسديد دين الدولة الذي يبلغ 140 مليار دولار. حتى الآن يوجد للبنان تعهد من الدول المانحة، الذي اعطي في 2018، بأن يتم تحويل اليه 11 مليار دولار، لكن الشرط لتحويل هذه الاموال، مثلما امكانية أن يحصل لبنان على قروض من صندوق النقد الدولي، كان وما زال اجراء اصلاحات اقتصادية وقانونية شاملة. حتى الآن لم يخرج هذا الطلب الى حيز التنفيذ. التقدير هو أنه عند ترسخ وقف اطلاق النار، على فرض أن انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان سينتهي في 16 الشهر الحالي بعد التمديد من الولايات المتحدة، حكومة لبنان ستبدأ في تنفيذ خطة الاصلاحات. مع ذلك، من السابق لاوانه القول بأن هذه العملية ستنجح في اجتياز الالغام السياسية القابلة للانفجار التي تنتظرها.

    -------------------------------------------

     

    هآرتس 10/2/2025

     

    عندما يذهب العربي الاخير من هنا، لا تنسوا اغلاق الباب عليكم

     

    بقلم: عودة بشارات

     

    أنا أريد التوجه الى الأخوة اليهود والقول لهم: مبروك!. بعد عمل حثيث استمر اكثر من مئة سنة، وبعد طرد الفلسطينيين في العام 1948 وفي العام 1967، والآن بعد مذبحة غزة وتدمير معظم المباني فيها، فان الدولة العظمى في العالم تتجند لاستكمال المهمة. الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، يقترح طرد مليوني فلسطيني الى المجهول، ربما الى مصر، الاردن أو ثقب بعيد في الكرة الارضية. بالطبع، هذا الطرد ليس نهاية المطاف. الجيش الاسرائيلي يواصل طوال الوقت مهمة تسوية الضفة الغربية على أمل أن يسمع بشرى اخرى من ترامب. وماذا بالنسبة لمن يسمون هنا عرب اسرائيل؟ الله كبير.

     

    يتبين أن الاغلبية الساحقة من الاخوة اليهود يؤيدون خطة ترامب. يمكن الفهم أنهم أخيرا حققوا رغبة المتطرفين الذين يعيشون بينهم – ارض بدون عرب. هم يمكن أن يكونوا وحدهم، الفرح لوحدهم، غناء اغاني ارض اسرائيل الجميلة لوحدهم والنضوج في مرقهم لوحدهم. شبيبة التلال سيلعبون لعبة الاستغماية مع “اخوة في السلاح”، يئير لبيد سيلعب لعبة الطاولة مع بتسلئيل سموتريتش، بني غانتس سيلعب لعبة الشطرنج مع ايتمار بن غفير، يوآف غالنت سيجلس ويتحدث بشكل ودي مع حامل بشرى القاء القنبلة النووية على غزة، عميحاي الياهو، والجمهور سيحتضن بحميمية الحاخام آفي ماعوز الذي يعمل بجهد على اعداد المناهج التعليمية للابناء والبنات، كل جنس وخطط التعليم الخاصة به بالطبع.

     

    في هذه الاثناء يمكن مواصلة حملة البحث عن قبور الصديقين في الوديان والجبال والكهوف. من يعرف، ربما يكتشفون أنهم سيضطرون ايضا الى طرد سكان الاردن، سوريا ولبنان، لأن الآباء أحبوا التنزه في المنطقة، حتى أنهم وصلوا الى مصر. ايضا يمكن اعادة كتابة التاريخ: لم يعش هنا في أي يوم على هذه الارض أي شعوب اخرى. الشاعرة الوطنية نعامي شيمر ستوجه بذلك الكائنات التي تعيش في البلاد. هي لم تلاحظ العرب الذين يوجدون في شرقي القدس، وقالت وهي تبكي “آبار المياه جفت، ساحة السوق اصبحت فارغة”. يجب علينا أن لا ننسى اثناء حرصنا على تمجيد ارث الشعب الخالد محو اللغة العربية. الحذر، الحذر! احذروا عدم محو في ضجة المحو نصف اللغة العبرية، اذا لم يكن أكثر. أي بيت يذكر بالعرب هو بيت محكوم عليه الهدم. الى الامام أو الى الوراء، هذه خطوة نحو فترة الأنبياء.

     

    عندما يذهب من هنا العربي الاخير لا تنسوا اغلاق الباب عليكم. المتطرفون بينكم، الذين لا يمكنهم العيش بكرامة ومساواة مع الآخر، سيرتدون ملابس العيد. أخيرا شعب منفرد سيعيش لوحده. هكذا فان وحشية التاريخ تضحكنا حتى الألم. السلطة المهيمنة في اوروبا اضطهدت اليهود وقامت بطردهم، وفي دولة اليهود اصبح المضطهد هو المسيطر، الآن هو يريد فعل بالاغيار هنا ما فعله الاغيار به هناك.

     

    بعد الفي سنة في الشتات، المتطرفون اليهود يتوقون للعيش وحدهم، غرباء عن محيطهم بارادتهم. لن نزعج اكثر راحتهم. علموا اولادكم بأن كل العالم ضدكم، وأنه محظور عليكم الاعتماد على غير انفسكم، العالم مليء بالافاعي السامة، هي توجد في كل مكان، خلف الباب، تحت السرير، يجب أن لا تثق بأحد. علموا اولادكم الحذر من الغرباء. ولمزيد الثقة علموهم ايضا أن يكرهوهم.

     

    هذا لم يكن سهل. لقد سفكت هنا دماء كثيرة، وتدفق هنا الكثير من عرق ودموع اليهود، وبالطبع دماء وعرق ودموع الفلسطينيين، الى أن وصلت النتيجة المأمولة: ارض بدون عرب. كل المجانين في العالم سيرغبون الآن في التعلم منكم كيفية صنع هذه المعجزة المدهشة: نهضة شعب، وفي نفس الوقت دفن شعب آخر. أنتم تستحقون التربيت على الكتف، لأنه الى أن وصلتم الى هنا فان دول عظمى كان يمكنها تدمير شعوب واستعبادها وطردها. هاكم فجأة شعب صغير يثبت أنه يستطيع فعل شيء كهذا. أي معجزة هذه! عمل مدهش حقا.

    في اعماقي تعتمل فكرة مختلفة. حافلات الطرد تسخن المحركات. اشخاص طيبون من الشعب المختار ينضمون بجموعهم للمطرودين. “العفو، هذه الحافلة ليست مخصصة لكم. انزلوا”، سيقول لهم المراقبون لعملية الترانسفير. ولكنهم يرفضون.

    -------------------------------------------

     

    معاريف 10/2/2025

     

     

    محاولة لخلق دفعة انتقالية تجسر بين مرحلتي الصفقة دون الإعلان عن نهاية الحرب

     

     

    بقلم: بن كسبيت

     

    المعركة على المرحلة الثانية من الاتفاق لتحرير المخطوفين آخذة في الاحتدام كلما اقترب الوقت من اليوم الـ 42 للاتفاق، حين يفترض بإسرائيل أن تبدأ باخلاء محور فيلادلفيا. يتبين أن صور الفظاعة من تحرير الثلاثة المخطوفين في يوم السبت لا تغير بشكل جذري مواقف “المطوقين” الذين يحيطون نتنياهو. بتسلئيل سموتريتش، القلق من ظل ايتمار بن غفير الذي هجر الحكومة منذ الان، نشر امس بوستا طويلا وثاقبا ضد تنفيذ المرحلة الثانية، وان لم يهدد صراحة بالانسحاب من الحكومة.

    من الجهة الأخرى، د. مريم ادلسون، المقربة جدا من الرئيس ترامب والمشاركة جدا في الضغط لاعادة كل المخطوفين الإسرائيليين الى بيوتهم، أقلعت في طائرتها الخاصة الى واشنطن. وأفاد مقربون منها بانها مصممة على التأكد من الا يتراجع الرئيس ورجال فريقه والا يسمحوا للطرفين باضاعة الانتقال الى المرحلة الثانية من الصفقة وعودة كل المخطوفين الى البلاد.

    في جانبنا بدأوا يطرحون أفكارا بديلة: بافتراض ان نتنياهو لن يستجيب ولن يوافق على وقف الحرب او وقف نار دائم في الانتقال الى المرحلة الثانية، تحاول محافل مختلفة، بما فيها محافل الامن أيضا، تربيع الدائرة: بدلا من الانتقال من المرحلة الأولى الى المرحلة الثانية، خلق نوع من المرحلة الوسطى لا يكون فيها اعلان عن نهاية الحرب، لكن تتواصل الدفعات، بهدف ان يعاد الى البلاد أكبر عدد ممكن من المخطوفين الاحياء قبل ازمة أو تفجير الاتصالات.

    في جهاز الامن يرون في شهر رمضان المقترب عاملا يمكنه أن يشعل المنظومة ويفجر الاتصالات، لكن أيضا عامل يمكنه أيضا أن يخلق نوعا من التأجيل في الازمة. يوجد من يسمون الحل المتبلور “دفعة رمضان” نوع من الاتفاق الانتقالي الذي يجسر بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة ويحصل حول رمضان، لاجل السماح للطرفين بعبور العيد الإسلامي بسلام. لنتنياهو هذا سيساعد في كسب الوقت وتمديد المرحلة التي يفترض بها الوصول الى وقف النار الدائم، حماس ستكون مطالبة، حسب ا لتقدير بالتعويض بتحرير سجناء ثقال في وقت مبكر أكثر، وربما أيضا زيادة وتسريع المساعدات الإنسانية.

    الاحتمالات لتحقيق “الدفعة الانتقالية” او “دفعة الجسر” بين المرحلة الأولى والثانية إياها لا تبدو في هذه اللحظة عالية. في جهاز الامن هناك من يؤيدون هذا الجهد انطلاقا من مصلحة واضحة لمواصلة انقاذ المخطوفين الاحياء بكل ثمن وبكل طريقة. نتنياهو لا يزال يخشى من سقوط حكومته، وهو يعرف بان مناورة “النفي الطوعي” لترامب تفقد زخمها بسرعة، وكلما تبين بانها غير واقعية ومن غير المتوقع ان تحصل في المستقبل المنظور. صحيح، في محيط نتنياهو يعرفون بان الاحتمال بان يغادر بتسلئيل سموتريتش الحكومة في اعقاب بن غفير ليس عاليا، طالما بقي بن غفير في الخارج يبقى الضغط على سموتريتش ونتنياهو غير مستعد لان يأخذ الرهان.

    والى ذلك يتبين أن قصة الهجرة او النفي الطوعي للفلسطينيين في قطاع غزة، والتي رفع الرئيس ترامب مستواها بشكل مفاجيء في المؤتمر الصحفي في واشنطن الأسبوع الماضي ليست منفصلة تماما عن الواقع في الميدان. خطة سرية لتشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة جرى العمل عليها سرا في الأشهر الأخيرة من محافل في إسرائيل.

    في إطار هذه الاتصالات عثر أيضا على دولة ثالثة ستكون “دولة هدف” متفق عليه للمهاجرين من غزة وأجرت إسرائيل معها اتصالات وصفت كـ “في الطريق الى النضوج”.

    يشار الى أن الخطة لم تكن متبلورة او كاملة، وكان متوقعا لها مزيدا من العوائق الكثيرة، دولية وقانونية، لكنه جرى دفعها الى الامام سرا – وتقدمت. القنبلة التي القاها الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي في هذا الشأن اصابت بالذهول إسرائيل التي لم تصلي لان يأخذ الرئيس ا لامريكي على نفسه حظوة على خطوة من هذا النوع بل يطالب بالملكية عليها. هكذا او بشكل آخر في إسرائيل لا يعلقون آمالا كبرى في هذه اللحظة لامكانية أن يحصل هذا، سواء بقيادة أمريكية ام إسرائيلية. الأيام ستقول.

     ------------------------------------------

     

    هآرتس 10/2/2025

     

     

    الجيش البري، سيضطر الى المحاربة في خمس جبهات في نفس الوقت

     

     

    بقلم: اسحق بريك

     

    اعلان دونالد ترامب عن الحاجة الى اخلاء مليوني غزي من قطاع غزة الى اماكن اخرى في العالم، الذي يبدو خيالي أكثر منه واقعي، يثير غضب العالم العربي ضده وضد الولايات المتحدة واسرائيل، ومن شأنه أن يؤدي الى تدهور اكثر خطورة: اتفاق السلام مع السعودية يمكن أن يختفي من الاجندة، والسلام مع مصر يمكن أن يتحطم، وتحالفات قديمة بين دول عربية ضد اسرائيل ستظهر مرة اخرى على جدول الاعمال وما شابه.

    ايضا خطة تطبيق المرحلة الثانية في صفقة تحرير المخطوفين اصبحت مشوبة بالشك، لأن اسرائيل تربط هذه المرحلة باستسلام حماس ونزع سلاحها. احتمالية هذا الاستسلام لا تلوح في الافق، لأن حماس تدرك أن امريكا واسرائيل لن تبقيا لها أي أفق للمستقبل، وأنهما تنويان طرد السكان من اراضيهم ونفيهم الى اماكن اخرى في العالم.

    بدلا من الانخداع في الاوهام فانه يجب على المستوى السياسي اطلاق سراح جميع الرهائن بدون وضع شروط لن توافق عليها حماس بأي شكل من الاشكال، ووقف الحرب التي فقدت هدفها، والتركيز على اعادة ترميم الدولة، الاقتصاد، المناعة الاجتماعية، العلاقات الدولية والجيش. هذا التغيير يحتاج الى رؤية امنية تختلف عن الرؤية التي بلورها دافيد بن غوريون في الخمسينيات. يجب التسلح بوسائل قتالية جديدة، وعلى الجيش الاسرائيلي تبني نظرية تشغيل تختلف في جوهرها. كل ذلك لم يحدث في الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة بسبب الجمود الفكري والعملي والغطرسة والسذاجة والغرور وعدم المهنية والتهرب من المسؤولية والاهمال المجرم.

    الجيش الاسرائيلي تدهور وتخلى عن أمن اسرائيل في كل المجالات. فلم تتم بلورة نظرية امنية مناسبة للحروب الحالية والحروب المستقبلية، الجبهة الداخلية لم يتم اعدادها للحرب، الجيش البري تم تقليصه وهو لا يمكنه الصمود امام تحديات الحرب، لم يتم في الجيش بناء نظرية دفاع وهجوم امام الصواريخ والقذائف والمسيرات.

    في اعقاب غياب نظرية امنية وعدم فهم الواقع في المستوى السياسي وفي المستوى الامني، فانه لم يقم الجيش الاسرائيلي بشراء وسائل قتالية جديدة مناسبة للحرب متعددة الساحات، لم يتم انشاء سلاح مضادة لصواريخ ارض – ارض من اجل تدمير منصات اطلاق صواريخ العدو، التي ستكون ناجعة اكثر من الطائرات لهذه المهمة. كان يجب أن تكون مبادرة وطنية مع الولايات المتحدة لتطوير وانتاج سلاح ليزر قوي يمكنه المس بالصواريخ البالستية للعدو، الذي هو أرخص بمئات الاضعاف من الصواريخ التي توجد لدينا مثل “الحيتس” و”مقلاع داود” و”القبة الحديدية”. بسبب الثمن الباهظ فان احتياطي هذه الصواريخ ضئيل جدا، وفي اثناء الحرب متعددة الساحات ستنفد خلال بضعة ايام. اضافة الى ذلك فان الليزر القوي هو الوسيلة الوحيدة التي يمكنها اعتراض الصواريخ فرط صوتية المتملصة. لم يتم شراء قواعد اطلاق متعددة الفوهة موجهة بواسطة الرادار، التي فعاليتها ضد المسيرات كبيرة. ولم يتم شراء عشرات آلاف المسيرات لمهمات استخبارية وهجومية، وزيادة الجيش البري.

    كل ذلك بسبب رؤية مشوهة للمستوى العسكري الاعلى، الذي واصل تخيل حروب الماضي وقام ببناء القوة العسكرية بالاساس على الطائرات التي مكانتها في الحروب العالمية آخذة في التقلص لصالح الطائرات بدون طيار والمسيرات. اضافة الى ذلك المستوى السياسي والمستوى العسكري الاعلى لم يرد على التغيرات في الجيوش العربية التي أعدت نفسها للحروب التي تغيرت بشكل كامل.

    التهديد الوجودي الآن على دولة اسرائيل هو لا شيء مقارنة بالتهديد الوجودي في المستقبل. الجيش البري فيها صغير ولا يمكنه المحاربة في اكثر من جبهة، لكن سيكون عليه المحاربة في خمس جبهات برية على الاقل في نفس الوقت. عندما ستندلع حرب اقليمية متعددة الجبهات وشاملة فسيكون على الجيش الاسرائيلي المحاربة ضد قوة الرضوان التابعة لحزب الله في لبنان، التي ستتعزز مرة اخرى؛ ضد الدولة الاسلامية الجهادية المتطرفة في سوريا، التي تدعمها تركيا؛ ضد المليشيات المؤيدة لايران على الحدود مع الاردن. اذا حدثت انتفاضة في الاردن مثلما حدث في سوريا فان اسرائيل ستشعر بتأثير الدومينو، ووضعها سيكون اصعب بكثير. كل ذلك بسبب تقليص الجيش البري في العشرين سنة الاخيرة.

    في الوقت الحالي لا توجد لاسرائيل قوات على طول الحدود مع الاردن، ومنذ سنوات هي لا تقوم بمنع عمليات تهريب مئات آلاف قطع السلاح والعبوات الى يهودا والسامرة، الامر الذي يمكن أن يتسبب في تفجر انتفاضة ثالثة. يجب الاخذ في الحسبان بأنه في ظروف معينة هناك امكانية لانضمام مصر للحرب، وهكذا ايضا حماس في قطاع غزة.

    هذه هي السيناريوهات التي يجب على الجيش الاسرائيلي الاستعداد لها. اذا لم يحدث أي شيء فطوبى لنا. ولكن اذا حدثت كارثة فان وضعنا سيكون سيء ومرير. يجب الاستعداد للامكانية الكامنة في التهديد المحتمل، وليس تقدير نوايا العدو، كما فعلت “امان” في السابق ودائما كانت مخطئة.

    لقد تم انتخاب في الفترة الاخيرة رئيس جديد لهيئة الاركان، ايال زمير، الذي يستطيع وهو قادر ويعرف كيفية ترميم الجيش. ولكن هناك خوف كبير من أن بنيامين نتنياهو والحكومة، الذين بقاءهم في الحكم هو الاكثر اهمية من أي شيء آخر، سيضعون العصي في الدواليب وسيحرصون على ارسال الجيش الاسرائيلي لمواصلة الحرب التي فقدت منذ زمن هدفها. هذا الوضع لن يسمح باعادة ترميم الجيش واعداده للتحديات في الحاضر والمستقبل.

    -------------------------------------------

     

    إسرائيل اليوم 10/2/2025

     

     

    تنوع القدس هو قوتها

     

     

    بقلم: ليدور سلطان

     

    كيف ستبدو القدس بعد خمس سنوات؟ هل ستصبح حريدية أكثر. كم من العرب سيسكنون فيها؟ هل ستتواصل الهجرة السلبية منها؟ أسئلة باعثة على الفضول بالتأكيد. لكن اذا كنا نريد أن نفهم بعمق الميول الديمغرافية التي تسير اليها عاصمة إسرائيل في المستقبل، فيجب التوجه بداية الى المعطيات اليوم: صحيح حتى بداية 2024 يعيش في القدس اكثر من مليون نسمة – نحو 60 في المئة منهم يهود، ونحو 39 في المئة عرب (الباقي أقليات باعداد هامشية). يخلق هذا الوضع، عمليا، ثلاث مجموعات مركزية في المدينة.

    “يدور الحديث عن تركيبة مميزة جدا في إسرائيل”، يشرح يئير اساف – شبيرا، باحث كبير ورئيس فريق المعلومات والمعطيات في معهد القدس للبحوث السياسية. “صحيح حتى اليوم لا توجد في القدس اغلبية واضحة لفئة سكانية معينة. لا الحريديم، لا العرب ولا اليهود غير الحريديم يشكلون اغلبية واضحة، الامر الذي لا يمكن قوله عن أي مدينة كبيرة أخرى في البلاد. في حيفا وتل أبيب مثلا الأغلبية الواضحة هي يهود غير حريديم. في القدس نشأ وضع من ثلاث مجموعات أساسية تتماثل في حجمها وفي داخلها عدد لا يحصى من التيارات الأخرى.

    البروفيسور سيرجيو دلا فرغولا، ديمغرافي في الجامعة العبرية في القدس يضيف: “هذه مدينة ذات فسيفساء نادر من الفئات السكانية المختلفة التي تعيش معا  بشكل منسجم نسبيا، وكل فئة سكانية تتركز في حيها.

    الفوارق بين الاحياء تخلق توترا وتشكل جزءاً لا بأس به من الشرخ المركزي بين اليهود والعرب في المدينة، بخاصة حول الاعداد”.

     

     كيف الحفاظ على الأغلبية

     

    عمليا، منذ حرب الأيام الستة في 1967 رفع الى السطح السؤال حول مستقبل الديمغرافيا في المدينة، وما يمكن عمله لاجل زيادة عدد اليهود فيها وتثبيت مكانة العاصمة الموحدة كمدينة يهودية. منذئذ، عمل أناس كثيرون في المسألة، التي نالت مفعولا خاصا في نهاية التسعينيات في زمن ولاية اهود أولمرت كرئيس البلدية. جمع أولمرت في حينه أفضل الخبراء لمشروع طموح كان هدفه فهم التحولات التي من المتوقع للقدس أن تجتازها حتى العام 2020 ومنها التحولات الديمغرافية وذلك من اجل محاولة تغيير الواقع مقارنة بالميول الطبيعية التي يتوقعها الخبراء للمدينة.

    “دعيت لان أكون رئيس الفريق الديمغرافي في المشروع”، يتذكر البروفيسور دلا فرغولا. “أولمرت، كرئيس البلدية، طلب أن يعرف كيف يمكن الحرص على أن تكون في العام 2020 اغلبية يهودية من 75 في المئة في القدس. اهتم جدا في بحثنا ونزل الى تفاصيل التفاصيل لكل جدول وسطر. منذئذ فهمت بان عمليا تسير الميول في المدينة الى اتجاهات أخرى. شرحت بان معدل اليهود بالذات سيقل، فيما أن معدل العرب سيرتفع بسرعة اكبر. شرحت بانه من اجل الوصول الى الهدف المرغوب فيه هو أمر لكن التوقع الدقيق يقوم على أساس البحث هو شيء آخر”.

    حسب معطيات مركز البحوث والمعلومات في الكنيست، في أواخر التسعينيات بلغت حصة اليهود في القدس نحو 69.5 في المئة. واندرج في هذا المعطى، مثل طريقة القياس اليوم، جماعات اقلية أخرى أيضا. مع هذا العدد انطلقوا في بلدية القدس الى الدرب.

    “بفرض أننا لا نغير حدود القدس، مثلما طلب أولمرت وصلنا الى الاستنتاج بان ليس فقط معدل اليهود لم يرتفع بل انه سينخفض في العام 2020 الى 60 – 65 في المئة”، كما يقول البروفيسور دلا فرغولا. “بعد نحو 20 سنة من ذلك، في يوم البحث نفسه، فوجئت بان اكتشف بان توقعنا انحرف بـ 0.6 في المئة فقط ومعدل اليهود في المدينة بلغ نحو 61.5 في المئة”.

    النتائج الإحصائية التي نشرت في 2020 بينت أن عدد سكان اليهود ارتقع بـ 40 في المئة، اما العرب بـ 110 في المئة – اكثر من الضعف. واستخلص الخبراء من الاستنتاجات ميولا مشوقة – احدها في مجال التكاثر الطبيعي. “في السنوات الأخيرة نرى ان السكان العرب في القدس ينجبون أطفالا اقل مقارنة بالماضي”، يشرح اساف – شبيرا. “صحيح أن نسبة النمو في المجتمع العربي في المدينة اعلى مقارنة بالسكان اليهود بالضبط مثلما توقع الخبراء مسبقا، لكن يتبين أن معدلات الولادة ادنى بكثير من المعدلات في عموم اليهود في المدينة.

    معطيات مكتب الإحصاء المركزي في بداية 2024 تعزز هذا التشخيص: معدل الخصوبة في أوساط النساء اليهوديات وغيرهن في العاصمة بلغ 4.3 في المئة، اما في أوساط النساء العربيات فبلغ 2.81 في المئة.

    اساف – شبيرا: “لجملة منوعة من الأسباب في السنوات الأخيرة انخفض معدل الخصوبة العام في المجتمع العربي واساسا في شمال البلاد، في الوسط وفي القدس. مقابل ذلك، فان معدل الخصوبة في المجتمع الحريدي في القدس يبقى مرتفعا”.

    اذن كيف يحتمل أن يكون معدل النمو في المجتمع العربي في المدينة يواصل كونه اعلى من ذاك لدى السكان اليهود؟

    “ثمة شيء ما يؤثر اكثر بكثير من معدل الخصوبة، وهو الهجرة. فكر بالمدينة كوعاء اصغر مما هو قادر على ان يحتويه، وبالتالي فان الفوائض “تنسكب” منه الى الخارج في شكل هجرة سلبية. هذه مسيرة تميز كل مدينة كبيرة، حتى تل ابيب”.

    البروفيروس دلا فرغولا: “بشكل تقليدي تخسر القدس في ميزان الهجرة – عدد مغادريها كل سنة اكبر بالالاف من عدد المستقرين فيها، وهذا معطى سيرافقنا في المستقبل القريب القادم. الهجرة الداخلية السلبية تميز القطاع اليهودي وليس العربي الذي يكاد لا تكون فيه هذه “الخسارة”، وعليه فان القطاع العربي ينمو كل الوقت، حتى عندما يكون التكاثر الطبيعي لديه بطيئا نسبيا مقارنة بالمجتمع اليهودي”.

    ورغم كل هذا، يواصل عدد سكان القدس النمو

    دلا فرغولا: صحيح. انه من ناحية نظرية يفترض بالهجرة السلبية ان تؤدي الى تقليص عدد سكان المدينة. اما عمليا في القدس توجد ولادة عالية جدا الى جانب معدلات وفيات متدنية بسبب العمر الشاب للسكان – وعليه فالمدينة تواصل النمو. هذا سيستمر هكذا في السنوات القادمة أيضا.

     

     الحريديم يغادرون أيضا

     

    حقيقة مشوقة أخرى اظهرتها المعطيات التي نشرت في 2020 تتعلق بتوزيع السكان المغادرين للمدينة.

    “في الهجرة بين المدن فان القطاعات اليهودية في القدس اكثر نشاطا بخلاف المجتمع العربي في العاصمة”، يشير دلا فرغولا. “من ناحية الفئات، تظهر المعطيات بان العلمانيين يغادرون اكثر الى منطقة الوسط اما الحريديم فينتقلون أساسا الى بيتار عيليت، بيت شيمش وموديعين عيليت. المتدينون القوميون يغادرون في معظمهم الى الضفة، الى معاليه ادوميم ومناطق الاستيطان في غلاف القدس. يوجد في الجمهور فهم بان كل العلمانيين يغادرون القدس وانها تتحرد، لكن في الواقع هذا ليس دقيقا على الاطلاق.

    اشرح، لو سمحت.

    “عملية تحرد المدينة وان كانت قائمة ولكن ليس بالضرورة بسبب الهجرة العلمانية. “معدل الحريديم الذين يغادرون القدس عال جدا ولهذا فان تحرد المدينة ابطأ مما يعتقد”.

    اساف شبيرا: “النبوءة عن القدس المتحردة” هي قول ينبغي الحذر منه. من يرى السواد يستند الى نموذج كان في مدن أمريكية في عهد التمدن الكبير، حين غادر السكان البيض مراكز المدن وبقي فيها سكان فقراء، سود أساسا. في السطر الأخير، في القدس يوجد كل الألوان والجماعات السكانية وباعداد كبيرة. هذه الفئة السكانية او تلك لن تختفي غدا ولا بعد عقد أيضا”.

    ------------------------------------------

     

    هآرتس 10/2/2025

     

     

    الترانسفير لا يعتبر جزء من الكنز اللغوي

     

     

    بقلم: يائير غولان

     

    من الجدير قول الامور التالية: يمكن الفهم، بالتأكيد بعد 7 اكتوبر، بأن هناك من لا ينتمون للحركة المسيحانية أو الحكومة المتطرفة، وأنهم لا يتعاطفون معها. مع ذلك، استمعوا الى دونالد ترامب واعتقدوا في انفسهم بأنه اذا كان يمكنهم الذهاب للنوم والاستيقاظ في الصباح واكتشاف أن الشعب الفلسطيني اختفى بين ليلة وضحاها فانهم لن يعارضوا ذلك.

    لكن الألم لا يعتبر برنامج عمل، والاحلام التي تخفي المشاكل بكبسة زر لساحر، لم تكن في أي يوم طريق الصهيونية. في الواقع نحن حركة حالمة، لكن دائما كان لها ارجل على الارض، وخطة ملموسة قابلة للتنفيذ، بحيث تستطيع اخراج حلمنا الى حيز التنفيذ. أين الآن اسرائيل الجريئة والمبادرة، التي تطالب بملكيتها على مستقبلها وتعمل بشكل حثيث على أمنها؟. الترانسفير هو فكرة مناقضة لليهودية والصهيونية. الرئيس الامريكي ترامب ليس يهودي أو صهيوني، لكن اليهودي والصهيوني بيننا يجب عليه الوقوف ضد الترانسفير والتأكد من أنه لن يتم تطبيعه في خطاب اسرائيل. هذه ليست المرة الاولى التي يطرح فيها دونالد ترامب اقتراح يفاجيء فيه من يستمعون اليه، وليست المرة الاولى التي يتم فيها اعادة الفكرة التي قام بالقائها في الجارور – الى هذا المكان تنتمي هذه الفكرة في افضل الحالات.

    لكن النقاش حول الترانسفير يحرف الانتباه عن الامر الملح والضروري: الحرب في قطاع غزة. فالحرب هناك مستمرة والجنود يستمرون في التضحية بحياتهم وعشرات المخطوفين وعائلاتهم ينتظرون أن تنفذ اسرائيل العقد الاساسي جدا بينها وبين المواطنين، واعادتهم الى البيت، أحياء أو الى الدفن المحترم. كل يوم آخر لا يوجد فيه بديل لحماس هو يوم نعطي فيه لحماس هدية استراتيجية.

    لماذا يستمر كل ذلك حتى الآن؟ لأنه خلال الـ 16 شهر الاخيرة انشغلت الحكومة بالطمس والمماطلة، بدلا من بلورة خطة حقيقية لمستقبل القطاع وضمان أمن الاسرائيليين.

    الحل لا يكمن في استفزاز الطرد الجماعي أو في الاستيطان المسيحاني الخطير في قطاع غزة، بل في عملية سياسية محسوبة وواقعية. يد بيد مع الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة يجب على اسرائيل أن تبني مستقبل ينهض فيه قطاع غزة مع ضمان أمن اسرائيل. الخطوات الحيوية واضحة: تحرير المخطوفين، وقف دائم لاطلاق النار، ايجاد سلطة بديلة لحماس، بلورة جبهة اقليمية امام ايران مع استنفاد انجازات الحرب. فقط هذه الخطوات ستقود الى شرق اوسط اكثر أمنا مع أفق واقعي.

    الحلم الحقيقي يشمل ايجاد تحالف للدول المعتدلة ضد المحور الراديكالي الشيعي أو السني. الحلم الحقيقي هو الحفاظ على اسرائيل مع اكثرية يهودية صلبة، كما يقتضي الوطن القومي للشعب اليهودي، وفي المقابل دولة حرة مع مساواة وديمقراطية، دولة مزدهرة يرغب مواطنوها العيش فيها وليس الهجرة منها.

    الحلم الحقيقي هو علاج المشكلات الحقيقية وليس التهرب منها. مع الفلسطينيين يجب العيش بأمان، مع المحور الراديكالي سنضطر الى المواجهة وبناء قوة عسكرية ضاربة، التحديات الداخلية يجب علينا مواجهتها مع الصراع ضد الشعبويين والفوضويين الذين يشكلون الحكومة. الامتحان الحقيقي للسياسي لا يكمن في الشعارات، بل في تشكيل عمليات تاريخية. لنفترض أن السيناريو المدحوض لترامب سيتحقق، وأن 200 – 300 ألف فلسطيني فضلوا الهجرة بدلا من أن يعيشوا فيما بقي من القطاع الى حين اعادة اعماره. الى أين سيذهبون؟ اوروبا غارقة في ازمات الهجرة وهي لن تسارع الى استيعاب لاجئين. الدول الاسلامية تدير ظهرها. لا يوجد هدف، لا يوجد حل، فقط فوضى اخرى.

    الفوضى هي الجو المريح جدا لنتنياهو. والاحتمالية الافضل لمواصلة تعزيز حكمه. سكان قطاع غزة لن يختفوا، سواء في الغد أو بعد عقد. من يريد حل يمكن من العيش الى جانبهم بأمان لن يجده في حل من انتاج بتسلئيل سموتريتش ودانييلا فايس. ولكن في الوقت الذي فيه ينشغلون هنا في النقاشات غير المجدية فان الحكومة تستمر في تخريب الديمقراطية، اهمال المخطوفين والتخلي عن حياة الجنود الذين يتمرغون في حرب كان يجب أن تنتهي. عشرات آلاف الاسرائيليين غادروا الدولة بسبب الخشية من أنه لن يكون لهم، ولأبنائهم بالاساس، مستقبل هنا. من يبحث عن حل حقيقي للاسرائيليين يجب عليه العمل على أن تبقى اسرائيل دولة يمكن العيش فيها.

    لذلك فان المهمة الاكثر اهمية الآن هي التأكد من اعادة جميع المخطوفين وعلى الفور. بعد ذلك يجب بناء مستقبل حقيقي للجيل الحالي وللاجيال القادمة، الذين بيتهم هنا وهويتهم يهودية وديمقراطية، وهم يحملون بتفاخر قيم المساواة والحرية. الترانسفير لن يكون في أي يوم جزء من مفرداتنا اللغوية، وايضا لن تكون لنا حرب خالدة، لأن هذه هي صهيونيتنا.

    ------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 10/2/2025

     

     

    تحدث ترامب كمن يفهم بانه بعد الصفقة ستوجد الطريق لاستئناف القتال

     

     

    بقلم: ناحوم برنياع

     

    8 حزيران 2024 اقتحمت قوة من الشباك واليمم مبنيين في مخيم اللاجئين النصيرات في وسط القطاع. أربعة مخطوفين، نوعا ارغماني، الموغ مئير غان، اندريه كوزولوف وشلومي زيف خلصوا تحت نار كثيفة. مقاتل اليمم المتميز ارنون زمورا قتل في اثناء القتال وسميت العملية بعد موته على اسمه. حسب الجيش الاسرائيلي قتل اكثر من 100 فلسطيني، مخربو حماس ومواطنين، وحسب حماس قتل 274 وأصيب 700.

    كانت هذه عملية لامعة بمعنيي كلمة لامعة. نحن نعرف اليوم بان المخطوفين اوهد بن عامي، ايلي شرعابي واور ليفي احتجزوا في الجوار. المخربون الذين احتجزوهم قرروا الثأر. انزلوا الثلاثة الى نفق، جوعوهم ونكلوا بهم. عندما نقل الثلاثة الى طابور النهاية يوم السبت بدوا كما بدا السجناء في بيرغن – لوزان في يوم التحرير. الصدمة كانت ثقيلة. الطابع الاجرامي، السادي، لرجال حماس انكشف مرة أخرى بكل وحشيته. يمكنهم أن يلبسوا بزات وان يقيموا منصات وان يصدروا شهادات تحرير وكأنهم جيش شرعي. حين تلوح لهم فرصة يعودون ليقولوا ما هم عليه – رعاع متعطشين للدم أبناء موت.

    في اثناء الاستعدادات للعملية طرح السؤال ما يمكن ان يحصل في اعقابها لمخطوفين آخرين. طرح حتى تخوف من أن يقتل مخطوفون. نظر في الأمور واتخذ القرار. فليكن واضحا: لا اعتزم الادعاء بان القرار بتخليص مخطوفين بالقوة كان مخلوطا او متسرعا. اعتزم الإشارة الى ثقب كبير في الخطاب الجماهيري على تحرير المخطوفين وفي الواقع في الخطاب على الحرب كلها: الاستيعاب بان لكل عملية تنفذها إسرائيل توجد نتائج مرافقة.

    منذ بداية الحرب تسعى الحكومة لان تخفي عن الجمهور كامل الثمن: في نظرها الجمهور ليس راشدا بما يكفي، ليس ناضجا بما يكفي كي يفهم الواقع. السيدة ستروك من الخليل تفهم؛ السيدة كوهن من الخضيرة لا تفهم. إسرائيل كاتس، وزير مع كثير من الفخامة وقليل جدا من الفهم في الامن، يوبخ رئيس امان على أنه قدر، في نقاش مغلق بان خطاب الترحيل لترامب من شأنه أن يثير معارضة في العالم العربي. ماذا، كاتس لا يفهم بان هذا هو عمل رئيس امان؟ ان من يدس رأسه في الرمل ينتهي بمفهوم مغلوط ينتهي في 7 أكتوبر؟

    ينبغي لاحد ما ان يقول لكاتس الحقيقة: أعداء وأصدقاء إسرائيل يتابعون عن كثب وزراء دفاعها. ليس جيدا أن يفكروا بان ليس لوزير دفاعنا ثقة بالجيش، ليس هناك أمن في الحصانة القومية واساسا ليس هناك تفكر. هذا يمس بامن الدولة. قد أكون اخلط بين شيء وآخر من غير جنسه، لكن في اثناء السبت الأخير دهشت لسماع أن د. جلعاد بودنهايمر، رئيس خدمات الصحة النفسية في وزارة الصحة اصدر بيانا يوصي فيه الجمهور الا يشاهد الصور من تحرير المخطوفين الثلاثة خشية أن تضر الصور بنفسيته. لو كان اكتفى بالتوصية بعدم تعريض الأطفال للصور لقلنا فليكن، بالكاد، لكن تحذيره كان موجها أيضا للراشدين.

    ماذا يحصل هنا؟ بعد سنة وثلث من صافرات الإنذار والتفجيرات، من الغرف الأمنية وغرف الدرج، الصدمات وما بعد الصدمات، الجنازات والثكل، الدمار والخراب، هل يظن احد ما في الحكومة بان التهديد الأكبر على سواء عقولنا هو أن نرى ثلاثة رجال نحفاء يقتادون الى منصة في قطاع غزة؟

    المجال الأخطر الذي تحاول فيه الحكومة إخفاء الحقيقة عن الجمهور هو المفاوضات على مرحلة ثانية من صفقة المخطوفين. في مقابلتين صحفيتين اعطاهما لنداف ايال في “يديعوت احرونوت” وليونيت ليفي وعميت سيغال في القناة 12، قارن يوآف غالنت معارضة نتنياهو في صفقة المخطوفين في نيسان – أيار موافقته على الصفقة في كانون الثاني.  فقد قال على حد افضل ذاكرتي جملة كهذه: بين سموتريتش وبايدن فضل نتنياهو سموتريتش. بين سموتريتش وترامب فضل ترامب.

    معقول أن يكون رئيس الوزراء يعطي وزنا مختلفا للرئيسين: بايدن كان قبل نهاية ولايته. بمفاهيم عديدة كان اوزة عرجاء. اما ترامب فبدأ فقط، وبكل القوة. ما ليس معقولا هنا واخفي عن الجمهور هو ماذا كان دور سموتريتش في هذه القصة. كيف يحصل ان رئيس كتلة مسيحانية، قليلة الناخبين، تفرق بين حياة وموت 11 مخطوفا وربما اكثر، فقدناهم بين نيسان وكانون الثاني.

    الان نحن نقترب من المرحلة الثانية في الصفقة، والاخفاء والتضليل يتواصلان. في اثناء المداولات على المرحلة الأولى ما اقلق نتنياهو جدا كان الانتقال من المرحلة الأولى الى الثانية: الا يدخلونه الى تلم لا يمكنه الخروج منه، الن يدفع الثمن على الانتقال بتفكيك حكومته. الخوف من سموتريتش تملكه مرة أخرى. صور ثلاثة المخطوفين الذين تحرروا في السبت أوضحت له، في فندقه في واشنطن بان ضغط العائلات وضغط معظم الإسرائيليين لتحرير الجميع سيشتد فقط.

    الاقوال التي قالها ترامب علنا في اثناء الزيارة كان ينبغي لها ان تهديء روعه: فقد تحدث ترامب كمن يفهم بانه بعد الصفقة ستوجد الطريق لاستئناف القتال. هو ليس بايدن: هو لن يوفر حياة سكان غزة. ستنتهي المرحلة الثانية، حماس ستسلح نفسها من جديد، إسرائيل ستعلن ان حماس تخرق وقف النار وستدخل الى غزة من جديد، باسناد امريكي.

    فما بالك أن نتنياهو جاء لمواصلة الصفقة وهو معزز بانجازات الجيش ا لاسرائيلي في لبنان، بسقوط النظام في سوريا، بتصفية السنوار، بتصريحات ترامب. هو يمكنه أن يسمح لنفسه.

    لكن نتنياهو ليس واثقا بترامب، والاهم من ذلك هو أنه ليس واثقا بان سموتريتش واثق بترامب. وعليه فهو يخفي ويخادع – يعد الجمهور بان التحرير سيستمر وبالتوازي يفعل العكس. رئيس الموساد دادي برنياع ورئيس الشباك رونين بار ازيحا عن الفريق المفاوض. رئيس الموساد هو ابن بيت في قطر؛ رئيس الشباك في المخابرات المصرية. لغال هيرش الذي يفترض أن يحل محلهما لا توجد علاقات ولا توجد مؤهلات. الوسطاء يفهمون جيدا هدف الاستبدال – وهم سيتصرفون بناء على ذلك. ومثلما قلنا لكل عمل لحكومة إسرائيل توجد نتائج مرافقة، باستثناء انهم ينسون فقط ان يقولوا لنا الحقيقة.

    ------------------------------------------

     

    يديعوت 10/2/2025

     

     

    الاتفاقات في جهة، الواقع في جهة أخرى

     

     

    بقلم: يوسي يهوشع

     

    وقف النار في الشمال وفي الجنوب يوجد في حالة مخادعة: في الجنوب تواصلت المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس لكن الغموض حول المرحلة الثانية يبقى كثيفا رغم الصدمة من حالة ثلاثة المخطوفين الذين اعيدوا الى إسرائيل في نهاية الأسبوع. في الشمال يهاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا في رد على خروقات حزب الله، لكن الترقب الأمريكي هو التنفيذ الكامل للاتفاق وعلى رأسه انسحاب عموم قوات الجيش الإسرائيلي الى الخط الدولي الأزرق. في ظل هذه التطورات، فان السكان في النقب الغربي وفي بلدات خط التماس الذين يتصدون للواقع المتشكل على حافة بيوتهم وهم قلقون.

     

     

     

     

    مرة أخرى على الجدار

     

    في الجنوب، انسحب الجيش الإسرائيلي ليلة الاحد من محور نتساريم حيث سيطرت القوات من المراحل الأولية للمناورة البرية. والان باتت حركة سكان القطاع من الجنوب الى الشمال حرة تماما. بعضهم يرى الأنقاض ويعودون، لكن في جهاز الامن يقدرون بان الحديث لا يدور عن اغلبية الجمهور الغزي. هكذا بحيث أنه من ناحية حماس هذه احدى صور النصر في ضوء الصمود والمحاولة للعودة الى الحياة الطبيعية. ومثلما تعلمنا على جلدتنا فليس مجديا جدا الاستخفاف بمسألة الوعي حيال منظمة دينية متطرفة كحماس. من الجهة الأخرى، طوى الجيش الإسرائيلي البنى التحتية العديدة التي أقامها في المجال (استحكامات، طرق، مواقع استخبارات، غرف مبيت وطعام). بعضها فكك، أخرى دمر وثمة أيضا ما احرق. يتبقى التساؤل ماذا سيحصل اذا ما عاد الجيش الإسرائيلي الى القتال – الامر الذي يتعلق بتوافقات رئيس الوزراء مع الرئيس الأمريكي في زيارته الى واشنطن. تلك الزيارة التي شهدت “الخطة”، التي امتشقها ترامب وتبدو بعيدة جدا عن الواقع في الميدان في هذه اللحظة.

    لكن ما يقلق السكان حقا هو ما وقع في موعد قريب من الانسحاب: فقد وثق عشرات الغزيين على مسافة مئات امتار قليلة عن جدار الحدود في منطقة ناحل عوز. الجيش، بمن نسي، يفترض أن يواصل الاحتفاظ بمنطقة مجردة – “الفاصل”، بعرض 700 متر داخل أراضي القطاع. في الجيش يقولون انه استخدمت حوامات واطلاق نار لاجل ابعاد الغزيين، الذين لم يكونوا مسلحين. وقد ابتعد هؤلاء عن المكان بالفعل ولم يبدوا كمن يعتزمون الهجوم على الجدار. احداث مشابهة سجلت في نقاط أخرى في المنطقة وجرت رد فعل عسكري مشابه. بالنسبة لسكان الغلاف هذا يكفي بتذكيرهم بواقع 6 أكتوبر الامر الكفيل بان يجعل جهود الاعمار والعودة الى الحياة الطبيعية صعبة. ومع كل الاحترام للخيالات عن ابعاد سكان غزة، هناك حاجة لموقف جدي ومعمق من هموم الجمهور في الجانب الإسرائيلي.

     

    تفويت فاخر

     

    في الشمال أيضا سجل توتر بين المستوى العسكري والسكان. ففي الجيش اصدروا فتوى مهنية تقضي بان لا مانع من عودة النازحين الى بيوتهم ابتداء من الأول من اذار، بعد اقل من شهر. وجاء هذا القرار في اعقاب تقويم للوضع اجري مؤخرا مثلما تعهد الجيش في شهر كانون الأول. اما الرد الغاضب فلم يتأخر بالمجيء.

    “هذا تسيب مزدوج”، قال لـ “يديعوت احرونوت” دافيد ازولاي، رئيس مجلس المطلة، “ألا يكفي ان المطلة دمرت على مدى سنة كاملة دون رد من قيادة المنطقة الشمالية، حتى بداية المناورة وبعدها قرار لاعادة السكان بعد ثلاثة أسابيع هو تأكيد لتخريب مطلق – باسم “صورة النصر” التي قررتها حكومة إسرائيل وقائد المنطقة الشمالية. أيها الرفاق الأعزاء ليس هناك ما يمكن العودة اليه.

    ليس في الجانب العسكري ولا في الجانب المدني وبالتأكيد لا توجد صورة نصر. توجد صور بشعة جدا في اعقاب التسيب الذي شهدناه قبل المناورة. مخاوف ازولاي ومسؤولين آخرين في الشمال مفهومة وواجبة. في يوم الثلاثاء من الأسبوع القادم يفترض بالجيش ان يسحب كل القوات في الشمال الى خط الحدود الدولية. وعلمت “يديعوت احرونوت” بان الإدارة الامريكية تضغط للالتزام بهذا الموعد. امس اخلى الجيش الإسرائيلي منطقة أخرى في الجبهة الشرقية، والجيش اللبناني دخل مكانه الى مجالات قريبة جدا من حدود كيبوتسي منيرا ومسغاف عام.

    هذا التطور يخيف السكان بل ان ازولاي دعا الجيش الى الامتناع عن الانسحاب. والان يتبقى أن نرى اذا كانت الحكومة ستفرض على النازحين اتخاذ قرار من خلال اغلاق صنبور الدعم.

    كل هذا يكشف مأساة المعركة في الشمال: بخلاف غزة، حيث فشل الجيش في تحقيق حسم حيال حماس، الصدام مع حزب الله انتهى بنتيجة ممتازة لقواتنا لكنها لم تترجم الى الإنجاز السياسي. في اتفاق وقف النار لم يتقرر فاصل مثلما في غزة لا يمكن لاي مواطن لبناني وبالتأكيد لا يمكن لاي نشيط من حزب الله ان يدخل اليه.

    صحيح أن قيادة الشمال تلاحظ ان الجيش اللبناني يعمل بقدر اكبر ضد حزب الله ما كان قبل الحرب لكن التحسن غير كاف ومطلوب زمن آخر لتثبيت الردع في الميدان. في هذه الاثناء ادخل حزب الله ومؤيدوه خمسة وزراء الى الحكومة الجديدة وتجرب المنظمة قوتها أيضا في ترميم القدرات العسكرية. وعليه فان الجيش يهاجم أهدافا بسلاح الجو. وامس اعلن الجيش الإسرائيلي بانه هاجم عدة اهداف شهدت خرقا للاتفاق بينها نفق في منطقة البقاع، اجتاز من أراضي سوريا الى لبنان استخدمه حزب الله لنقل السلاح. السؤال – هل هذه الاعمال ستتواصل وباي وتيرة، بعد تنفيذ الانسحاب أيضا في إطار وقف النار.

    ------------------------------------------

    هآرتس 10/2/2025

     

    “خطة ترامب ستشعل الضفة في رمضان”.. وكاتس لهاليفي: أخرس صاحبك

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

    وزير الدفاع إسرائيل كاتس، يريد أن يفعل للجيش الإسرائيلي ما فعله بن غفير لشرطة إسرائيل. ليست نزوة شخصية؛ لأن كاتس عين لهذا الهدف تماماً: المضي بتسييس الجيش الإسرائيلي وفقاً لنموذج بن غفير في الشرطة. كل من لا يتماثل مع الحكم سيبدأ بعمل هذا وإلا سيجد نفسه خارج الجهاز.

     الجمعة الماضي، أمر كاتس بتوبيخ رئيس شعبة الاستخبارات “أمان” اللواء، شلومي بندر، بعد أن حذر بندر بمحفل أمني بأن المضي بخطة ترامب لترحيل سكان قطاع غزة ربما يثير اضطراباً في الحرم والضفة الغربية مع بداية رمضان.

    تجدر الإشارة إلى أن رئيس “أمان”، بندر، لم يعارض خطة ترامب ولم يعرب أيضاً عن موقف إزاء قدرة تنفيذها، إنما دعا لتقدير تداعيات الخطة إذا ما خرجت إلى حيز التنفيذ. في التقدير الاستخباري الذي نقله للسكرتاريين العسكريين ولرئيس الوزراء ووزير الدفاع، حذر من أن الخطة قد تتسبب بتوتر أمني مع حلول العيد الإسلامي.

    أدى بندر واجبه، لكن الويل لرئيس “أمان” المقتنع بأنه عين لتقديم تقديرات استخبارية مهنية بدلاً من تكييف تقديرات استخبارية للجيش الإسرائيلي مع ما يريد نتنياهو سماعه.

    استخدم كاتس بندر لينقل رسالة لكل قيادة الجيش الإسرائيلي: “لن يكون هناك واقع يتحدث فيه ضباط الجيش الإسرائيلي ضد خطة الرئيس الأمريكي ترامب المهمة إزاء غزة، وضد توجيهات المستوى السياسي”، أوضح. وجسد كاتس بذلك بأن ليس هناك خط أحمر يمكن أن يجتازه الموالون لنتنياهو إلا من أجل سيدهم حتى ولو بثمن المس بأمن الدولة ومؤسساتها.

    تناول كاتس تقدير بندر الاستخباري كما تناول نتنياهو تحذيرات جهاز الأمن في زمن الانقلاب النظامي: ألغاها لأنها لم تكن تناسبه سياسياً. كما أن كاتس لم يراع أن الجيش الإسرائيلي -كجزء من استخلاص الدروس من 7 أكتوبر- وسع استقلالية رجال الاستخبارات بعرض مواقف مهنية بشكل حر ومنفتح، بما في ذلك وبخاصة إذا لم تكن متطابقة مع تقديرات كبار مسؤولي الجيش.

    إن فكرة “استخلاص الدروس” غريبة تماماً عن نتنياهو وحكومته، الذين يرفضون إقامة لجنة تحقيق رسمية رفضاً باتاً. درسهم الوحيد من القصور الأكثر رعباً في تاريخ الدولة هو أن عليهم استكمال تسييس أجهزة الدولة كلها، تطهير كل الأجهزة سياسياً، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، من كل من لا يتماثل مع نتنياهو ويملأ الأجهزة بالموالين.

    لن يمنعهم أي أمر بالقصور التالي من اتهام الجيش والاستخبارات وتنظيف أنفسهم من الذنب أو المسؤولية.

    -----------------انتهت النشرة-----------------



    http://www.alhourriah.ps/article/97605