• حرائق لوس أنجلوس.. تهديد لأولمبياد 2028!
    2025-01-16

    استهلّت مدينة لوس أنجلوس الأميركية العام 2025 بموجة من الحرائق الكبيرة، اجتاحت مساحات واسعة، مُخلّفةً وراءها خسائر في الأرواح وأضراراً مادية كبيرة على مستوى المنازل والممتلكات.

    تقف خلف تلك الكارثة العديد من العوامل الطبيعية والبشرية، أبرزها الجفاف المستمر الذي تعاني منه ولاية كاليفورنيا، حيث تشهد نقصاً حاداً في المياه، مما يجعل الغطاء النباتي عرضة للاشتعال، فضلاً عن موجات الحرارة المرتفعة التي تزيد من فرضيّة اندلاع الحرائق.

    وتعدّ الرياح العاتية والقوية، وأهمها رياح "سانتا آنا"، من العوامل الطبيعية التي تساهم في نقل النيران بسرعة عبر المساحات الشاسعة.

    أما على مستوى العوامل البشرية، فتعدّ الأخطاء الناتجة عن الإشعال الخاطئ للنيران، سواء في معسكرات التخييم أو المصانع، من الأسباب التي تؤدّي إلى اندلاع الحرائق.

    خسائر بشرية ومادية كبيرة

    تسبّبت الكارثة الأخيرة في وفاة 25 مواطناً أميركياً وتسجيل عدد من المفقودين، في ظلّ استمرار مساعي فرق الإطفاء على محاصرة النيران وإيقافها.

    وعلى الرغم من امتلاك المدينة سجلاً حافلاً بالحرائق الكبيرة، إلّا أنّ حرائق العام 2025 دخلت تاريخ لوس أنجلوس، إذ باتت الأعلى تكلفة في تاريخ المدينة.

    وبحسب مصرف "جي بي مورغان"، قدّرت الأضرار الأولية الناتجة عن الحرائق بنحو 50 مليار دولار حتى 10 كانون الثاني/يناير الجاري، لتصبح هذه الحرائق واحدة من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

    وعلى الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي خصصتها الحكومة الأميركية والسلطات المحلية من أجل محاصرة النيران، فإن الكارثة قد حلّت، مُخلّفة وراءها الكثير من الدمار والخسائر المرتبطة بالبنية التحتية، بما في ذلك الطرقات والمنشآت العامّة.

    القطاع الرياضي ضحية جديدة للحرائق

    ويعدّ القطاع الرياضي من المتضرّرين بفعل تلك الحرائق، مثل جميع القطاعات الأخرى. إذ تسبّبت الكارثة في تأجيل عدد من مباريات دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين "NBA"، حيث تمّ تأجيل مباراتين كان من المقرّر إقامتهما في 11 كانون الثاني/يناير الجاري، كان من المفترض أن تجمع لوس أنجلوس ليكرز بسان أنطونيو سبيرز، ولوس أنجلوس كليبرز بتشارلوت هورنتس.

    كما تأجّلت منافسات مباراة بين لوس أنجلوس كينغز ومنافسه كالغاري فليمز ضمن منافسات دوري الهوكي الوطني "NHL".

    ولم تقتصر المشكلات الرياضية على تأجيل المباريات فحسب، بل أثّرت الحرائق أيضاً على تدريبات فريقي لوس أنجلوس رامز ولوس أنجلوس تشارجرز، حيث تمّ تعديل جداول التدريبات لتجنّب تدهور جودة الهواء في دورة كرة القدم "NFL".

    أولمبياد 2028 في خطر

    وأمام موجة التأجيلات وإلغاء التدريبات، برز سؤال مهم تمحور حول قدرة المدينة على استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العام 2028، في ظل استمرار أزمة الحرائق المتكرّرة على مدى السنوات الماضية.

    ولعلّ ما فاقم المشكلات اقتراب الحرائق بشكل مقلق من "نادي ريفييرا كاونتري كلوب"، الذي سيستضيف منافسات الغولف الأولمبية في عام 2028.

    كلّ تلك العوامل ساهمت في ارتفاع أصوات داخل الولايات المتحدة الأميركية، تطالب بنقل دورة الألعاب من مدينة لوس أنجلوس، تجنّباً لوقوع أي مشكلات خلال الحدث الرياضي الأضخم.

    بدوره، أشار حاكم ولاية كاليفورنيا، غافن نيوسوم، في تصريحات صحافية، إلى أن التخطيط لدورة الألعاب الأولمبية 2028 وكأس العالم لكرة القدم 2026 يسير في الاتجاه الصحيح.

    وأمام التحديات الطبيعية والمناخية وضغوط المنتقدين، يبقى مستقبل استضافة مدينة لوس أنجلوس لدورة الألعاب الأولمبية للمرة الثالثة في تاريخها بعد عامي 1932 و1984، موضع شك في ظل الأوضاع الراهنة.


    http://www.alhourriah.ps/article/97043