بلينكن: حماس لن تحكم قطاع غزة ونعمل عى خلق واقع جديد في الشرق الأوسط
2025-01-15
بروكسل: عرض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء، خطة "اليوم التالي" لما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي سيسلمها لفريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مشيراً إلى أنها تتضمن "انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة"، و"إنشاء إدارة مؤقتة" في القطاع، و"تشكيل قوة أمنية مؤقتة بمشاركة قوات من دول شريكة وعناصر فلسطينية".
وذكر بلينكن خلال كلمة أمام "مركز أبحاث المجلس الأطلسي" بواشنطن يوم الثلاثاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "قريب للغاية"، زاعماً أنه "بانتظار الكلمة الأخيرة من حماس".
وقال بلينكن خلال كلمته: "تتضمن الخطة دعوة السلطة الفلسطينية لشركاء دوليين لتأسيس وإدارة إدارة مؤقتة تتولى مسؤولية القطاعات المدنية، مثل البنوك، والمياه، والطاقة، والصحة، والتنسيق المدني مع إسرائيل"، مضيفاً أن "المجتمع الدولي سيقدم التمويل، والدعم، والإشراف".
وتابع: "ستشمل الإدارة المؤقتة فلسطينيين من غزة وممثلين عن السلطة الفلسطينية، وستعمل بتنسيق وثيق مع مسؤول كبير في الأمم المتحدة لضمان أمن الحدود، وهو أمر ضروري لمنع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية".
ولفت إلى أن "مبادرة جديدة سيتم إطلاقها لتدريب وتجهيز قوات أمنية بقيادة السلطة الفلسطينية لتولي مسؤولية القانون والنظام تدريجياً في غزة"، مضيفاً: "سيتم تضمين هذه الترتيبات في قرار لمجلس الأمن الدولي".
وذكر بلينكن أن "بعض الشركاء أبدوا استعدادهم لإرسال قوات أو شرطة لدعم هذه المهمة، ولكن فقط إذا تم الاتفاق على توحيد غزة والضفة الغربية تحت قيادة سلطة فلسطينية يتم إصلاحها، كجزء من مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة"، مشدداً على ضرورة أن "تقبل إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية موحدة".
"أساس السلام الدائم"
ولفت بلينكن إلى أن "السعي لإنهاء الحرب في غزة يتم بطريقة تضع الأساس لسلام دائم، إلى جانب تحقيق التطلعات المشروعة للإسرائيليين للأمن، والفلسطينيين للاستقلال من خلال إقامة دولتهم الخاصة".
وتابع: "بعد شهر من الصراع، قمت بتوضيح مبادئ اعتبرتها الولايات المتحدة أساسية لتحقيق هذا الهدف".
وتضمنت هذه المبادئ، وفق بلينكن، "ضمان عدم استخدام غزة مرة أخرى من قبل حماس كمنصة لأي هجمات عنيفة أخرى، وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة بقيادة فلسطينية، متحدة مع الضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، وعدم وجود احتلال عسكري إسرائيلي في غزة أو تقليص أراضيها، وعدم محاولة فرض حصار دائم أو إغلاق على غزة، ومنع النزوح القسري لسكان غزة".
وأردف: "كما دعت المبادئ إلى إنشاء آلية مستدامة لتعافي غزة وإعادة إعمارها، وخلق مسار يؤدي إلى تعايش الإسرائيليين والفلسطينيين جنباً إلى جنب في دولتين مستقلتين، مع تحقيق مستوى متساوٍ من الأمن، والحرية، والفرص، والكرامة للجميع".
وذكر أن الهدف من الخطة "ليس العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 7 أكتوبر، بل بناء واقع جديد يكون فيه الجميع أكثر أماناً، عبر تحقيق التطلعات الطبيعية، والعيش في سلام".
الانسحاب الإسرائيلي من غزة
وقال بلينكن إن خطة اليوم التالي، تضمن "انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة"، و"تحويل وقف إطلاق النار إلى اتفاق دائم".
وأضاف: "على مدى أشهر، عملنا بشكل مكثف مع شركائنا لتطوير خطة مفصلة لما بعد النزاع، تتيح انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وتمنع عودة حماس، وتوفر إدارة وأمن وإعادة إعمار لغزة، استناداً إلى المبادئ التي وضعتها في طوكيو".
ودعا بلينكن، الإسرائيليين إلى "التخلي عن الأسطورة القائلة بأنهم قادرون على ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع"، مضيفاً أن "إسرائيل تتوسع في المستوطنات، وتضم الأراضي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى في السنوات العشر المنصرمة".
وأعرب بلينكن عن "أمله بصدق أن تكون الأطراف مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة في المستقبل"، لافتاً إلى أن "الفلسطينيين يحتاجون ويستحقون أفقاً سياسياً واضحاً وقريباً لتقرير المصير"،
وعلى الرغم من أن بلينكن لم يعد أمامه سوى أقل من أسبوع كوزير للخارجية، إلا أنه يأمل أن تصبح خطته أساساً لأي خطة مستقبلية لـ"اليوم التالي" للحرب في غزة، بما في ذلك لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب، الذي سيتولى مقاليد الأمور في البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.
"منع حزب الله من إعادة التشكيل"
واعتبر بلينكن أن "إسرائيل عاشت لفترة طويلة جداً في وضع غير مستدام على حدودها الشمالية"، مضيفاً: "حزب الله يهدف إلى تدمير إسرائيل، يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الأراضي جنوب نهر الليطاني، في انتهاك لقرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب السابقة".
وقال بلينكن: "هدفنا ليس فقط وقف القتال وتجنب حرب إقليمية أوسع، بل منع حزب الله من إعادة تشكيل نفسه بطريقة تهدد إسرائيل أو تستمر في احتجاز الدولة اللبنانية وشعبها كرهائن. كما نسعى لتهيئة الظروف التي تسمح للأسر الإسرائيلية واللبنانية النازحة بالعودة بأمان إلى منازلها".
ويرى بلينكن أن الاتفاق التي تم بين "حزب الله" وإسرائيل "يلبي هذه المعايير، فهو يمكن الحكومة اللبنانية من استعادة السيطرة على أراضيها، ويوفر للاقتصاد اللبناني وقوات الأمن الدعم والمساعدات اللازمة، ويحافظ على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي، كما يحقق هدف إسرائيل بفصل جبهتها الشمالية عن الحرب في غزة".