• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاحد 1/12/2024 العدد 1171
    2024-12-02

    الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

    هآرتس 1/12/2024

     

     

    سوريا ستبعد الاهتمام الإيراني عن إسرائيل

     

     

    بقلم: عاموس هرئيلِ

     

    هذا لم يكن اسبوع ناجح لمحور ايران في الشرق الاوسط. بعد بضعة ايام على اضطرار ايران وحزب الله على الموافقة على اتفاق وقف اطلاق النار بشروط غير مريحة لهم في لبنان، وربما ايضا بالهام منه فقد تغير الوضع كليا في سوريا في غير صالح نظام الاسد.

    للمرة الاولى منذ ساعد التدخل العسكري الكثيف لروسيا النظام في سوريا على تحقيق نوع من الانتصار، واعادة ثلثي اراضي الدولة الى سيطرته في 2018، حصل المتمردون السنة على انجاز مهم. رجال “تحرير الشام”، النسخة الحالية لفرع القاعدة في سوريا، قادوا هجوم مفاجيء لمنظمات المتمردين بدعم من تركيا، من منطقة ادلب الى مدينة حلب في شمال غرب الدولة. الهجوم امسك المحور في نقطة ضعفه: ايران غارقة في معالجة الاضرار التي لحقت بحزب الله، الذي سيجد صعوبة الآن في ارسال مقاتلين لمساعدة الرئيس بشار الاسد. النظام نفسه يسيطر بصعوبة وبدفع رواتب ضئيلة للجنود وهو ينشغل في نشر المخدرات، حبوب الكبتاغون، في المنطقة وفي العالم.

    جنود الاسد انسحبوا من مناطق كثيرة في حلب، تقريبا بدون قتال. ويبدو أنهم سيحتاجون الى مساعدة جوية روسية، الغارقة في الحرب في اوكرانيا، من اجل اعادة سيطرتهم على المدينة.

    في هذه الاثناء المتمردون يعلنون عن نية التقدم جنوبا، نحو مدينة حماة. أمس نشر أن قوات الجيش السوري هربوا جنوبا، من محافظة حماة نحو حمص. وتيرة تقدم المتمردين تفوق كل التوقعات. نظام الاسد مرة اخرى يتعرض لخطر كبير يهدد وجوده. الرئيس نفسه يوجد في موسكو، ومن غير الواضح متى سيعود – حيث في دمشق تنتشر الشائعات عن محاولة انقلاب نفذته جهات في النظام. بشكل غير مباشر، زعيم حماس يحيى السنوار، خلق في السنة الماضية رد متسلسل، يتم الشعور به الآن حتى دمشق. نتساءل اذا ما كانت ايران، بأثر رجعي، تعتقد أن السنوار قد ارتكب خطأ.

    بالنسبة لاسرائيل فان هذه انباء جيدة، لأنها ستركز اهتمام ايران وجهودها على ساحة بعيدة نسبيا عن المواجهة معها. قبل ذلك، في القدس تحدثوا عن الحاجة الى استخدام ضغط غير مباشر على الاسد بهدف اضعاف تحالفه مع ايران بعد انهاء القتال في لبنان. الآن اعتماد الرئيس السوري على ايران وروسيا يزداد، لكن يوجد لطهران سبب آخر للقلق.

    رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرى أول امس مشاورات هاتفية في الليل حول ما يحدث في سوريا، لكن القلق الاستراتيجي الرئيسي الذي يشغله هو ايران. في اسرائيل يقدرون أن النظام في طهران يقلق جدا من عودة الرئيس دونالد ترامب الى الصورة، وهو سيحاول البحث عن طريقة للتوصل الى اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، وكبح المشروع النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. ولكن جهاز الامن لا يستبعد امكانية اتخاذ ايران في نهاية المطاف مقاربة معاكسة، والاعلان عن التوصل الى القدرة النووية اذا تولد لديها الانطباع بأن المفاوضات غير مثمرة.

    نتنياهو يستمر في الحديث عن الفرصة التاريخية لمعالجة المشروع النووي الايراني، لا سيما بعد الاضرار الكبير بمنظومة الدفاع الجوية الايرانية في الهجوم الجوي في 26 تشرين الاول الماضي. الامور ستتضح فقط بعد عودة ترامب الى البيت الابيض.

    في جنوب لبنان يواصل الجيش الاسرائيلي تنفيذ بالنيران قواعد اللعب الجديدة. في الايام الاخيرة تمت مهاجمة عدة خلايا لحزب الله حاولت اجتياز المنطقة جنوب الليطاني، أو قامت بنشاطات مشبوهة قرب قواعد لاطلاق الصواريخ. اسرائيل تحاول التلميح في هذه المرة الى سياسة فتح نار مشددة، وعند الحاجة ايضا ستصعد الردود. على الارض بقيت فقط طواقم حربية لوائية، ترتكز الى وحدات الجيش النظامي. معظم وحدات الاحتياط تم تسريحها. واذا استقر الوضع الامني فان الجيش الاسرائيلي سيفحص في القريب اذا كان سيوصي سكان المستوطنات التي تم اخلاءها في الصف الثاني من الحدود بأنه لا يوجد أي تهديد من اطلاق صواريخ مضادة للدروع امام العودة الى بيوتهم.

    الجنرال الامريكي الذي سيترأس طاقم الرقابة ومساعدة الجيش اللبناني وصل أمس الى بيروت. في محادثات مع الضباط الامريكيين فان ممثلي الجيش الاسرائيلي يحاولون التأكيد على الحاجة الى عدم تكرار الاخطاء في القرار 1701 من العام 2006. في حينه قوة اليونفيل والجيش اللبناني امتنعوا عن تمشيط ما وصف بالاملاك الخاصة، بيوت خبأ فيها حزب الله السلاح، والحكومة اللبنانية غضت النظر عن ادخال السلاح الى الجنوب طالما أن رجال حزب الله لا يقومون بحمله بشكل ظاهر.

     

    مفارقة الضغط

     

    السناتور الجمهوري ليندزي غراهام، المقرب من ترامب، قال اول امس للمراسل براك ربيد بأن الرئيس المنتخب معني بأن يتم استكمال صفقة تبادل المخطوفين الاسرائيليين ووقف اطلاق النار في القطاع قبل أن يحل محل الرئيس جو بايدن في 20 كانون الثاني. هذه بشرى مهمة من ناحيتين. الاولى، يتبين بشكل واضح أن هدف ترامب هو انهاء الحرب وليس استمرارها، خلافا لما قاله بعض رجال اليمين المتطرف في اسرائيل. الثانية، ترامب غير معني بتأجيل آخر للمفاوضات، الذي يمكن أن يكلف حياة عدد آخر من المخطوفين.

     

    في الخلفية يوجد يقظة معينة في نشاطات المخابرات المصرية في محاولة للتوسط في عقد الصفقة. وللمرة الاولى تركيا تهتم ايضا بالوساطة. في جهاز الامن في اسرائيل هناك تأييد ساحق لتسريع المفاوضات من اجل اطلاق سراح المخطوفين. 

    رؤساء جهاز الامن لا يصدقون وعد نتنياهو بالنصر المطلق، ولا يحصلون من المستوى السياسي على أي خريطة طريق للوصول الى هناك، ويرفضون محاولة بيع الاوهام للجمهور الاسرائيلي.

    اضافة الى اقوال غراهام فان الامل – المحدود في هذه الاثناء – بالتقدم مرة اخرى بعد بضعة اشهر على الجمود، يستند ايضا على انهاء الحرب في لبنان وادراك حماس أنها بدرجة كبيرة بقيت لوحدها في المعركة. الذراع العسكري لحماس تمت هزيمته كاطار عسكري، ونشاطاته في ارجاء القطاع تستند الى قوات صغيرة تعمل باسلوب الارهاب وحرب العصابات. الجيش الاسرائيلي يمكنه العمل في أي مكان في القطاع، وحسب قادته الكبار فانه يمكنه ايضا سحب القوات من هناك عند الحاجة، رغم الاعمال الهندسية الكثيفة التي تجري في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا وفي مناطق اخرى.

    حماس نشرت امس فيلم للجندي عيدان الكسندر، احد المخطوفين الذي يحمل الجنسية الامريكية. وقد دعا ترامب الى العمل على عقد الصفقة. في وسائل الاعلام الاسرائيلية ردوا على الفور بالطريقة المعتادة: تم الادعاء بأن الامر يتعلق بحرب نفسية، وأن المخطوف فقط يقرأ ما قيل له أن يقوله. هذه الحقائق واضحة من تلقاء نفسها، لكن ليس هذا هو المهم هنا. المهم هو أنه تم الحصول على اشارة على حياة المخطوف، وأنه لا يوجد تأكيد على أن الكسندر واصدقاءه في الاسر سيبقون على قيد الحياة بعد شهر أو شهرين اذا لم تعمل الحكومة بسرعة.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 1/12/2024

     

     

    الثوار يشخصون فرصة

     

     

    بقلم: رون بن يشاي

     

    من شبه المؤكد انه يوجد ارتباط وثيق بين الهجوم المفاجيء للثوار السوريين في سوريا على حلب وبين وقف النار في لبنان. فالثوار السُنة كانوا يسيطرون، بدعم من تركيا على محافظة ادلب في سوريا، بعد أن صدهم نظام الأسد بمساعدة الروس والإيرانيين من معظم أراضي الدولة. هناك نظموا أنفسهم، بقيادة ما كان ذات مرة “جبهة النصرة”، تجمعت كل جماعات الثوار السُنة في تنظيم واحد “هيئة تحرير الشام” – وواصلوا خوض الحرب.

    بدأت الانعطافة عندما شن نصرالله حرب استنزاف ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 وعندما هرعت ايران لمساعدته بخاصة في الأشهر الأخيرة. ولاجل منع المساعدة الإيرانية لحزب الله، علم أن الجيش الإسرائيلي هاجم في السنة الأخيرة 70 مرة في سوريا – ليس فقط معابر الحدود التي تمر عبرها المساعدات الى حزب الله بل وأيضا مخازن ومنشآت حزب الله في الدولة والميليشيات الشيعية السُنية التي ساعدت حزب الله.

    هذه الميليشيات هي التي ساعدت نظام الأسد، الى جانب رجال الحرس الثوري الإيراني في القتال ضد الثوار في ادلب. صحيح أن الروس يعتبرون السند الأساس لبشار الأسد ونظامه في حربهم ضد الثوار، لكن المساعدة القريبة التي يعطونها هي فقط جوية لا تكفي لصد الثوار ولا حتى لالحاق خسائر جسيمة بها. يحتاج النظام أيضا الى مناورة قوات برية للهجمات، وهذا ما يوفره له الحرس الثوري الإيراني، حزب الله والميليشيات الشيعية السورية التي يقودها حزب الله. وهذه كانت منشغلة في السنة الأخيرة بمساعدة حزب الله الذي في وضعه المتضرر اليوم غير قادر على أن يساعد الأسد الذي جيشه صغير وغير مجهز.

    الضربات المتكررة المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي لهذه الميليشيات الشيعية وللحرس الثوري على الأراضي السورية هي التي خلقت على ما يبدو الخلفية والامكانية للثوار للتحرر من الضغط على الأرض وللانتظام لهجومهم المضاد الكبير، بعد أن صُدوا عن حرب قبل ثمانية سنوات في 2016.

    ما أن اعلن وقف النار في لبنان حتى فهم الثوار السوريون على ما يبدو بان هذه هي اللحظة المناسبة للهجوم حين يكون حزب الله ووكلاء ايران الآخرون ورجال الحرس الثوري في سوريا في ذروة ضعفهم ويركزون على المساعدة للبنان. هذا الاعتبار تبين صحيحا وناجحا.

    صحيح أن سلاح الجو الروسي المرابط في مطار حميميم جنوب شرق اللاذقية ضر الثوار الذين تحركوا بسرعة نحو حلب بل وقتل نحو 200 منهم على حد قول الرئيس، لكن هذا لم يوقف السُنة المتزمتين الذين لا يزالون يحاولون اسقاط نظام الأسد والسيطرة في سوريا التي السُنة هم اغلبية السكان فيها.

    معقول جدا الافتراض بان الثوار السوريين فعلوا هذا بالتشاور مع رجب طيب اردوغان، حاكم تركيا، الذي هو أيضا إسلامي سُني متزمت ورجاله يحتلون اقليما مجاورا لمحافظ ادلب يمر عبره التوريد للثوار، صحيح أن تركيا تحاول الوصول الى تسوية مصالحة مع نظام الأسد، لكن لدى اردوغان، الهدف البيبي يفوق اعتبارات الامن القومي التركي.

    أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع مشاورات امنية استثنائية لتقدير آثار التطور المفاجيء لهجوم الثوار في شمال سوريا. يجدر بالذكر ان حلب هي المدينة الثانية في حجمها في سوريا، قد تكون اهم حتى من دمشق من ناحية اقتصادية ويوجد بجوارها المشاريع الكبرى للصناعات العسكرية السورية.

     

    يمكن القول انه في المدى القصير التأثيرات على امن إسرائيل ستكون إيجابية بالذات. فالاسد لن يسارع الى الصدام مع إسرائيل وهو ضعيف ويفقد السيطرة. كما أنه يعرف بان حزب الله لن يهرع الان لنجدته، واذا جلب الإيرانيون رجال الحرس الثوري والميليشيات لمساعدته، فمن شبه المؤكد ان إسرائيل ستقصفهم الى جانب رجال جيشه وهذا سيضعفه اكثر فأكثر. هو يريد الحفاظ على نظامه وتورطه مع إسرائيل قد يضعفه ويضعف جيشه بشكل خطير. لقد حذر نتنياهو الأسد بل وقال هذا صراحة في مقابلة الأسبوع الماضي مع القناة 14.

    كما يوجد جانب روسيا. للروس مصلحة في الحفاظ على نظام الأسد كي تتمكن الشركات الروسية أخيرا من أن تكسب من اعمار سوريا بعد الحرب الاهلية. وطالما كان الثوار نشيطين، فان هذا الاعمار لن يبدأ وبالتالي فان لروسيا أيضا مصلحة الا يستفز الأسد إسرائيل. إضافة الى كل هذا، فان روسيا متورطة في أوكرانيا ولا يمكنها أن تساعد الأسد مثلما فعلت من 2015 حتى 2020.

    هكذا بحيث أنه في المدى القصير يمكن الافتراض بان الأسد سيحاول السير على حبل رفيع: من جهة يحتاج للايرانيين ولا يرغب في اغضابهم، لكن من جهة أخرى سيخاف ما من شأن سلاح الجو الإسرائيلي أن يفعل له ولجيشه. وبالتالي يبدو انه سيواصل السماح بعبور المساعدات لحزب الله لكن بكميات صغيرة وبالتنقيط، وبالتأكيد ليس بالحجوم التي كانت دوما.

    في المدى البعيد، ثمة مكان للقلق لان الثوار السُنة هم جهاديون خطيرون بقدر لا يقل عن الجهاديين الشيعة العاملين برعاية ايران. حماس مثلا، تنتمي الى الجناح السُني الذي هو الأغلبية في الإسلام. اذا اسقط هذا التنظيم والثوار السوريون الجهاديون الأسد وسيطروا على سوريا فستكون لها مشكلة غير صغيرة.

    حاليا على الأقل يبدو أن هجوم الثوار هذا يضعف ليس فقط الأسد بل وايران أيضا ويمس بحزب الله ولعله حتى يقرب إمكانية ان يعمل الأسد بجهد اكبر كي يجدد علاقاته مع الغرب ومع الدول العربية السنة المعتدلة – السعودية والامارات. لكن على إسرائيل أن تتابع وترى الا ينمو لنا وحش جهادي آخر، هذه المرة سُني على حدودنا الشمالية – الشرقية.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 1/12/2024

     

     

    السعودية تقرر: اتفاق مع الولايات المتحدة سينتظر تسلم ترامب مهام منصبه

     

     

    بقلم: أمير تيفون

     

    السعودية اعلنت في نهاية الاسبوع بأنها لا تنوي الدفع قدما في هذه الاثناء بالمفاوضات على التوصل على حلف دفاع مع الولايات المتحدة، وذلك بسبب الصعوبة في التغلب على العامل الاسرائيلي – الفلسطيني في مثل هذا الاتفاق على خلفية الحرب في غزة. هذا الاعلان وضع حدا للجهود التي استمرت لاربع سنوات من جانب ادارة بايدن للدفع قدما باتفاق ثلاثي مع السعودية واسرائيل، الامر الذي كان يمكن أن يكون الانجاز الرئيسي للرئيس الامريكي في الشرق الاوسط. مع ذلك، السعودية تطمح الى استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بعد دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض في 2025.

    في السنوات الاخيرة حاولت ادارة بايدن بلورة اتفاق تطبيع بين اسرائيل والسعودية، كجزء من عملية دبلوماسية واسعة استهدفت التوقيع على حلف دفاع بين امريكا والسعودية. هذا الاتفاق كان يمكن أن يشمل تعهد امريكي حول اعطاء مساعدات عسكرية للسعودية في حالة مهاجمتها، وايضا السماح بعقد سلسلة طويلة من صفقات السلاح بين الدولتين. اتفاق كهذا يحتاج الى تأييد ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي، وفي الادارة الامريكية قدروا بأنه اذا كان هذا الاتفاق سيشمل ايضا التطبيع بين اسرائيل والسعودية فسيكون من الاسهل تجنيد تأييد له في الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.

    المفاوضات حول عقد اتفاق تطبيع بين اسرائيل والسعودية، اضافة الى حلف دفاع بين امريكا والسعودية، وصلت الى مرحلة متقدمة في ايلول 2023. ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قال في حينه بأنه كل يوم السعودية تقترب الى انعطافة تاريخية مع اسرائيل. التطبيع بين الدولتين كان يمكن أن يشمل ايضا بادرة حسن نية ما من قبل اسرائيل لصالح الفلسطينيين. ولكن المفاوضات حول هذا الشأن توقفت بعد هجوم حماس في 7 اكتوبر والحرب في غزة. خلال الحرب تشددت السعودية في موقفها حول القضية الاسرائيلية – الفلسطينية، واعلنت أنه لا يمكن أن يكون تطبيع مع اسرائيل بدون تقدم حقيقي في اقامة الدولة الفلسطينية.

    في الاشهر الاخيرة دخلت المفاوضات حول ذلك الى التجميد. حيث اوضحت السعودية للولايات المتحدة بأنه لا يمكنها التقدم مرة اخرى امام اسرائيل بدون انهاء الحرب في غزة. في هذه الفترة عزز ابن سلمان علاقته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، استضاف مؤخرا مؤتمر للدول العربية في موضوع قطاع غزة، الذي اتهم فيه بن سلمان اسرائيل بتنفيذ ابادة جماعية في قطاع غزة.

    على خلفية الصعوية في التقدم في المفاوضات مع اسرائيل فقد طلبت الادارة الامريكية فحص امكانية الدفع قدما باتفاق حلف دفاع مع السعودية بدون صلة باسرائيل. هذه العملية استهدفت تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع دولة مهمة في الشرق الاوسط، وتوفير عقود للصناعات الامنية الامريكية بملايين الدولارات. الاتفاق مع السعودية مهم للولايات المتحدة ايضا من ناحية صراع النفوذ الدولي الذي تقوم به امام الصين وروسيا. لذلك، حاولت الادارة الامريكية الدفع قدما باتفاق امريكي – سعودي منفصل، رغم فشل مفاوضات التطبيع.

    الصعوية الرئيسية للادارة الامريكية هي الحصول على الدعم المطلوب في مجلس الشيوخ لهذا الاتفاق – دون أن يشمل عامل التطبيع التاريخي بين اسرائيل والسعودية وانجازات سياسية لصالح الفلسطينيين. وقد اضيف الى هذه الصعوبة في الفترة الاخيرة خوف السعودية الذي يقول بأن التوقيع على اتفاق مع الرئيس التارك جو بايدن سيظهر كاهانة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سيدخل الى البيت الابيض عند اداء اليمين في 20 كانون الثاني القادم، ويتوقع أن يحاول استئناف المفاوضات حول التوصل الى اتفاق امريكي – سعودي – اسرائيلي.

    ترامب اظهر في السابق الاهتمام بالتوصل الى هذا الاتفاق، استمرارا لاتفاقات ابراهيم التي تم التوقيع عليها في اواخر ولايته الاولى في البيت الابيض. وهو حتى طرح الموضوع في المحادثات التي اجراها مع رئيس الحكومة نتنياهو منذ فوزه في الانتخابات، وفي المحادثة التي اجراها مع محمود عباس قبل ثلاثة اسابيع تقريبا. ترامب قام بتعيين رجل الاعمال ستيفن فيتكوف، الذي يعتبر الصديق المقرب له، كمبعوثه الخاص في الشرق الاوسط، الذي اساس مهمته سيكون التوصل الى الاتفاق المامول. في الحقيقة حتى الآن اعلنت السعودية عن اغلاق قناة المفاوضات، لكن المحادثات يمكن أن تستأنف بعد بضعة اشهر.

    الصعوبة الرئيسية امام ادارة ترامب، الدفع قدما بهذا الاتفاق، ستكون علاقات القوة في مجلس الشيوخ. طلبات السعودية في اطار الاتفاق تحتاج مصادقة 67 عضو من بين الـ 100 عضو في مجلس الشيوخ، لكن الحزب الجمهوري يوجد له 53 سناتور فقط. ترامب سيحتاج الى تأييد 14 سناتور ديمقراطي على الاقل. هذا هو المعنى الرئيسي لدور اسرائيل، وربما ايضا الفلسطينيين، في الاتفاق المامول.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 1/12/2024

     

     

    معركة محلية محدودة أم طريقة لترسيم خريطة سيطرة جديدة في سوريا

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    الهجوم المفاجيء الذي قام به تنظيم “هيئة تحرير الشام” على مدينة حلب في شمال غرب سوريا، واحتلال معظم المناطق فيها، يمكن أن يغير ليس فقط قوة سيطرة الرئيس بشار الاسد على الدولة، بل ايضا حدوث عمليات يمكن أن ترسم خريطة سياسية جديدة على الحدود الشمالية الشرقية لاسرائيل.

    سؤال هل ستعزز روسيا وايران قواتها في سوريا لمساعدة قوات النظام في احتلال حلب، وهي لمدينة الثانية من حيث حجمها والتي كانت تحت سيطرة النظام منذ العام 2016 وصد قوات المتمردين، واسئلة مهمة اخرى مثل هل ستتدخل تركيا وكيف، وهل الاكراد في شمال سوريا والدروز في محافظات الجنوب سينضمون لهذا الهجوم، ويقومون بتأسيس “وحدة ساحات” للمتمردين واستئناف العصيان المدني في ارجاء الدولة المختلفة.

    ايران وروسيا – التي هاجمت من الجو عدة اهداف للمتمردين – اكتفت في هذه الاثناء بالتعبير عن قلقها، وطلبت تهدئة. ولكن الضرر الاستراتيجي الذي اصابها، ليس فقط الاسد، يحتاج الى رد عملياتي على الارض. توقيت الهجوم كان مفاجئا، لكن الاستعداد له ظهر على الارض قبل اسابيع، وحتى قبل أشهر. تقارير في سوريا تحدثت عن تركيز قوات “الهيئة” على حدود محافظة ادلب، وعن اقامة وحدة جديدة تقوم بتشغيل الحوامات والمسيرات، اضافة الى تطوير وسائل انتاج محلية منها سيارات مصفحة وسلاح دقيق. ايضا نشر عن تعزيز منظومات وتغيير في هيكلية القيادات الحالية المقاتلة، بالاساس عن الخوف المتزايد في اوساط قادة “الهيئة” من جس نبض تركيا للدفع قدما بالتطبيع بين تركيا وسوريا، وهي العملية المقلقة جدا، سواء للمعارضة في ادلب وعلى رأسها “الهيئة” أو الاكراد في شمال سوريا.

    التطورات الاقليمية والدولية منحت ايضا الدعم الذي حدد توقيت الهجوم. يبدو أنه ليس بالصدقة أن الهجوم بدأ في وقت قريب من موعد دخول اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان الى حيز التنفيذ، الذي أدى بقيادة “هيئة التحرير” الى الاستنتاج بأنه توجد فرصة تقيد قدرات حزب الله على التحرك بشكل حر بين لبنان وسوريا، وتوفير للنظام السوري المساعدة والدعم من اجل القضاء على الهجوم.

    يضاف الى كل ذلك الاعتراف بضعف ايران الحالي في سوريا. ففي اعقاب هجمات اسرائيل المتواترة اضطر حرس الثورة الى تقليص عدد قواعده في وسط وغرب سوريا، وحجم القوة البشرية القيادية وعدد الجنود السوريين والافغان الذين تم تجنيدهم في صفوف المليشيات المؤيدة لايران. هذه المليشيات قامت بتكثيف قواعدها في شرق سوريا في منطقة دير الزور، وعلى طول الحدود مع العراق، لكن في هذه المناطق اضطروا الى مواجهة يومية مع القبائل السنية التي تعارض التواجد الايراني. ايضا روسيا، التي في 2015 تجندت بكل القوة لمساعدة الاسد على قمع التمرد ونجحت في قلب من اجله الامور رأسا على عقب ومنحه السيطرة على 70 في المئة من الدولة، الامر الذي غير الوضع. في اعقاب الحرب في اوكرانيا قلصت روسيا بشكل كبير حضورها في سوريا، وحتى أنها قامت بسحب مقاتلين ومتطوعين (سوريين) الى جبهة اوكرانيا، وهكذا قلصت حجم القوات التي كانت في متناول يد الاسد.

    النجاح العسكري لـ “هيئة التحرير”، وهي مليشيا المتمردين الاكبر في سوريا، حتى الآن لا يجعلها حليفة لقوات متمردة اخرى. “هيئة التحرير” هي حفيدة “جبهة النصرة”، وهي المليشيا الاسلامية المتطرفة التي كانت فرع من القاعدة في سوريا. في 2016 انفصل أبو محمد الجولاني (احمد الشرع) عن القاعدة وقام بتسمية التنظيم الجديد الذي غير اسمه عدة مرات الى أن استقر على “هيئة تحرير الشام”، ولكن من ناحية ايديولوجية بقي مخلصا لمباديء الاسلام المتطرف.

    كما يدل اسم التنظيم، فهو تحالف يتشكل من خمس مليشيات كبيرة وست مليشيات التي العلاقات فيما بينها اقل من مثالية. الجولاني رسخ حكمه بواسطة التصفية المنهجية للخصوم، ايضا الذين ساروا طريق طويلة معه وكانوا من مؤسسي التنظيم. هذا التحالف الجديد يدير معظم محافظة ادلب التي يعيش فيها 4 ملايين نسمة، بينهم مليون لاجيء، بواسطة “حكومة الانقاذ” التي اسسها الجولاني، ويشارك فيها ممثلون عن عدد من المليشيات.

    مداخيل التنظيم التي تقدر بعشرات ملايين الدولارات كل شهر، يحصل عليها من الرسوم، الغرامات، الضرائب التي يجبيها من السكان ومن “رسوم العبور” على الشاحنات التي تنقل البضائع من تركيا. المداخيل تصل ايضا من جباية الضرائب في المعبر الذي يوجد في باب الهوا على الحدود بين تركيا وسوريا، الذي تأتي منه قوافل المساعدات للامم المتحدة الى شمال سوريا، والمعبر البري الداخلي الموجود بين محافظة عفرين التي احتلتها تركيا وبين محافظة حلب.

    نظام القمع والضغط الذي تفرضه “الهيئة” على سكان المحافظة ولد المواجهات العنيفة التي طالب فيها السكان طرد الجولاني وقيادة المحافظة. وحسب بعض المحللين المحليين فان قرار شن الهجوم الاخير هدف الى حرف الانتباه عن هذه الخصومات الداخلية وتوحيد الجمهور حول “هدف وطني”.

    “دولة الرعاية” للهيئة هي تركيا، التي تعتبرها حليفة، سواء بسبب قوتها العسكرية (تستند ضمن امور اخرى الى التعاون مع تركيا) التي يمكنها صد سيطرة الاسد على كل الاراضي في سوريا، والعمل ككابح حيوي لوقف حركة اللاجئين الكبيرة الى تركيا. في سنوات الحرب الاهلية استوعبت تركيا 3.5 مليون لاجيء سوري.

    سيطرة “الهيئة” على محافظة ادلب، التي تحيط من الجنوب بعض محافظات الاكراد، بعضها تم احتلالها من قبل تركيا، وفي اجزاء اخرى تطمح انقرة الى تاسيس قطاع امني بعمق 25 – 30 كم، تحولها الى شريك استراتيجي حيوي، الذي عمل عسكريا ايضا ضد تجمعات للاكراد لصالح تركيا. الاكراد في المقابل هم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش”، الذي يوفر الذريعة لمواصلة التواجد الامريكي في سوريا، 900 جندي ومدرب عسكري.

    هكذا فان الاكراد يحصلون على الرعاية الامريكية، التي تشمل التزويد بالسلاح والوسائل القتالية والمعلومات، الامر الذي لا يرضي تركيا التي تعتبر القوة العسكرية الكردية تنظيم ارهابي لا يختلف حسب رأسها عن “حزب العمال الكردستاني” الذي تدير ضده تركيا حرب ضروس.

    في الوقت الذي فيه خلفية العلاقات هكذا فانه يصعب كما يبدو توقع أن يتعامل الاكراد مع “هيئة التحرير” التي تعتبر في الولايات المتحدة منظمة ارهابية، وتم تخصيص في 2017 لمن يجلب رأس زعيمها جائزة بمبلغ 10 ملايين دولار.

    بسبب أن الائتلافات والتحالفات هي موضوع غير ثابت، وعندما تظهر مصالح مشتركة حتى الاعداء الايديولوجيين يعرفون كيفية اظهار المرونة المدهشة، الهيئة أو الاكراد تهددهم الآن نية اردوغان التصالح مع الاسد، وهي العملية التي حتى الآن لم تنجح بسبب شروط الرئيس السوري، لكنها لم تبتعد عن جدول اعمال تركيا. اهداف تركيا معروفة. فهي تطمح الى جعل الاسد شريك ناجع في الحرب ضد الاكراد واعادة الى سوريا ملايين اللاجئين الموجودين على اراضيها.

    معنى هذه المصالحة بالنسبة للاكراد هو فقدان الاستقلال النسبي لهم وعدم سيطرتهم على آبار النفط التي تشكل معظم مداخيلهم. بالنسبة لهيئة تحرير الشام فان التداعيات مشابهة. فهي ستفقد السيطرة على محافظة ادلب وستفقد مصادر الدخل، ورجالها سيضطرون الى نزع سلاحهم، والمقاتلون الاجانب فيها من الدول الاسلامية الاخرى، لا سيما من القوقاز، سيتم طردهم، ومستقبلها في ظل نظام الاسد لا يحتاج الى التخمين.  ازاء تهديد المصالحة بين تركيا وسوريا اعلن قائد القوات الكردية، مظلوم عابدي، في ايلول الماضي بأنه مستعد لفحص التعاون حتى مع “الهيئة”. ولكن من غير الواضح اذا كانت هذه الرغبة هي متبادلة، ويصعب ايضا التقدير كيف سيتصرف هذين الخصمين ازاء التطورات الاخيرة.

    على أي حال، هجوم عسكري جريء وواسع على حلب استهدف، ضمن امور اخرى، التوضيح لتركيا، ليس فقط لسوريا، ما معنى المصالحة بين الدولتين اذا كانت ستكون على حساب “الهيئة”.

    ايضا الدروز لهم حساب طويل مع “هيئة التحرير” التي قامت بالتنكيل بسكان ادلب الدروز وسرقت بيوتهم واراضيهم. ايضا الفجوة الايديولوجية والدينية والسياسية ستستمر في أن تكون عقبة امام “وحدة الساحات” الداخلية. ضمن امور اخرى، الدروز، في معظمهم، مستعدون للتعاون مع نظام الاسد طالما أنهم يوعدون بحكم ذاتي، اداري وثقافي، ولا يتعين عليهم التجند للخدمة العسكرية. مع “الهيئة” فان هذه الاحتمالية مستحيلة.

    الايام القريبة القادمة هي التي ستحسم كيف ستبدو الساحة السورية، لكن مرة اخرى سنرى أنه مثلما في كل سنوات الحرب الاهلية ايضا الآن تغيب عنها الولايات المتحدة ودول اوروبا، وهي ستواصل كونها ملعب لروسيا وايران، الذي فيه اسرائيل هي لاعب ثانوي.

    --------------------------------------------

     

    إسرائيل اليوم 1/12/2024

     

     

    محور الشر في ضائقة

     

     

    بقلم: ايال زيسر

     

    في نهاية الأسبوع شن الثوار في سوريا هجوما مفاجئا ضد قوات النظام السوري في شمال الدولة، وفي غضون يوم واحد تمكنوا مما فشلوا فيه على مدى سنوات الحرب الأهلية الطويلة والمضرجة بالدماء التي شهدتها هذه الدولة في العقد الماضي. فقد انهار الجيش السوري وتمكن الثوار من السيطرة على مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية والمدينة الثانية في حجمها في الدولة ومنها انطلقوا الى مدينة حماة، على الطريق الى دمشق.

    يخيل أن التاريخ يكرر نفسه. بالضبط قبل عقد، في ربيع 2015، تمكن الثوار من السيطرة على مدينة ادلب في شمال سوريا، المدينة الكبرى الأولى التي سقطت في ايديهم، وكان يخيل للحظة ان مصير بشار الأسد حسم وان سقوط الحاكم السوري، الذي سيطر في حينه فقط على ربع أراضي سوريا هو مسألة أيام أو أسابيع.

    غير أنه عندها تدخلت الى جانبه في الحرب روسيا وايران. فقد بعث الروس بطائرات قتالية قصفت مناطق الثوار، واساسا  السكان المدنيين الذين جاءوا منها، لكنهم تركوا القتال على الأرض لإيران. فقد بعثت هذه الى سوريا بمقاتلي الحرس الثوري واساسا ميليشيات شيعية جندتهم في كل ارجاء الشرق الأوسط وبالطبع مقاتلي حزب الله.

    ضُرب الثوار وتشتتوا في كل صوب ونجا بشار من الحرب. غير أن نظامه تبين كضعيف وعديم القوة والتأييد. عمليا سيطر فقط في نحو ثلاث أراضي سوريا، حيث ان الاكراد اقاموا في شرق الدولة برعاية أمريكية حكما ذاتيا اما في ادلب في الشمال فواصل ثوار العمل برعاية تركية.

    لكن في نهاية الأسبوع الماضي حسم شيء ما في سوريا وفي الشرق الأوسط كله. الثوار، رجال جبهة النصرة (او باسمها الجديد جبهة تحرير الشام) خرجوا على نحو مفاجيء الى هجوم ضد قوات النظام في شمال الدولة.  في الماضي كانوا ينتمون الى القاعدة لكنهم منذئذ اصبحوا براغماتيين، والدليل – في الوقت الذي سيطروا فيه في الجولان السوري في العقد الماضي حرصوا على الإبقاء على الهدوء على طول الحدود مع إسرائيل. يبدو أن تركيا هي التي وقفت من خلفهم وساعدتهم في تسلح وتدريب رجاله. فاجأ الهجوم الجيش السوري تماما وكشف ضعفه، ضعف نظام بشار الذي لا يمكنه وحده أن يتصدى لاعدائه من الداخل. في غضون يوم احتلوا مدينة حلب التي لم ينجحوا في احتلالها على مدى العقد الماضي. ومن هنا فتحت امامه الطريق جنوبا نحو دمشق. من التقارير من سوريا يفهم أن الجيش السوري انهار وان وحداته فرت من وجه الثوار وان هؤلاء يستقبلون بالترحات في القرى والمدن التي يحتلونها.

     

    ايران وروسيا ستتدخلان

     

    قبل عقد كان الروس، الإيرانيون ومقاتلو حزب الله هم الذين انقذوا بشار. غير أن الروس غارقون اليوم في حربهم في أوكرانيا. ايران توجد تحت ضغط امريكي ثقيل ومردوعة من إسرائيل، فيما أن حزب الله لا يزال ملقيا على الأرضية التي القت به اليها إسرائيل في الحرب الأخيرة في لبنان. غير أن بشار وحده لا يمكنه أن يتصدى لاعدائه، وهذا ما يعرفونه في موسكو، في طهران وكذا في صفوف الثوار الذين حددوا بناء على ذلك موعد هجومهم. ومع ذلك، فبالنسبة لإيران وروسيا هذه مسألة حياة أو موت ومستقبل مكانتهم في المنطقة. ولهذا فانهم سيفعلون كل شيء كي ينقذوا بشار الذي يواصل الاستمتاع بالدعم من أبناء طائفته الذين يسيطرون في الجيش السوري.

    بشكل تقليدي إسرائيل كانت الى جانب بشار لانها رأت فيه حاكما حذرا يحرص على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود في هضبة الجولان. هكذا ، بالمناسبة، تصرف أيضا في اثناء الحرب في السنة الأخيرة. لكن بشار يشكل حلقة حرجة في المحور الذي يربط بين طهران وبيروت.  فبعد كل شيء، وردت سوريا سلاحا متطورا لحزب الله وسمحت لإيران بان تنقل عبر أراضيها سلاحا لحزب الله. الان بعد أن ازيل تهديد حزب الله عن إسرائيل وتغيرت الخريطة الإقليمية يجدر بنا إعادة النظر في موقفنا. والمؤكد هو – انه يجدر بنا أن نستغل الواقع الجديد في سوريا كي نعمل بتصميم وبحزم اكبر من الماضي كي ندحر ايران ووكلائها من هذه الدولة.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 1/12/2024

     

     

    سموتريتش يعين ناشطا لتهويد القدس مديرا عن أملاك الفلسطينيين في شرقي المدينة

     

     

    بقلم: نير حسون

     

    وزارة المالية تنفذ تغييرات في هيكلية قسم القيم العام على املاك الغائبين، وهو قسم له قوة كبيرة في كل ما يتعلق باملاك الفلسطينيين في شرقي القدس. على رأس هذا القسم المجدد سيقف حنانئيل غورفنكل، وهو ناشط من اليمين أسس جمعية لتهويد القدس ودعا الى طرد الطلاب العرب من التخنيون. في وظيفته السابقة في وزارة العدل عمل الكثير من اجل مساعدة جمعيات المستوطنين، وحتى أنه دعا علنا الى منع “الاحتلال العربي” لشرقي القدس.

    غروفنكل، وهو ابن مؤسسي مستوطنة الكنا ويعيش في مستوطنة نوف تسيون في قلب الحي الفلسطيني جبل المكبر في القدس، وقف منذ عشر سنوات على رأس الوحدة الاقتصادية للقيم العام في وزارة العدل. بقوة منصبه السابق كان المسؤول عن ادارة الاملاك – سواء العقارات أو الاراضي – التي كانت بملكية اليهود قبل العام 1948، والتي اصحابها غير معروفين. غروفنكل، الشخصية المعروفة لسكان شرقي القدس، استخدم منصبه من اجل مساعدة جمعيات المستوطنين على وضع اليد على املاك فلسطينيين في شرقي القدس والدفع قدما باقامة مستوطنات جديدة. في السابق صادق على بيع اراضي لجمعية عطيرت كوهانيم في سلوان؛ ووظف محامي للجمعية وجمعيات يمينية اخرى من اجل تمثيل الدولة في الملفات لاخلاء عائلات فلسطينية، وعمل على مساعدة جمعيات اليمين في مشاريع لتهويد شرقي القدس.

     

    اخلاء – بناء

     

    حتى تسلمه منصبه لم يتعود القيم العام على الاطلاق على تقديم خطط بناء في المناطق التي توجد تحت سيطرته. ولكن نشاط غورفنكل وصل الى الذروة عند ربط وزارة العدل بجمعية عطيرت كوهانيم وجمعية عقارات يديرها نشطاء من اليمين – من اجل الدفع قدما باقامة ثلاث مستوطنات جديدة لليهود قرب الاحياء العربية في شرقي القدس. خطط البناء تشمل احياء جفعات شكيد قرب قرية شرفات، وكدمات تسيون قرب رأس العامود، وحي آخر بين قريتي ام ليسون وجبل المكبر.

    في كل حي من الاحياء المخطط لبنائها توجد مئات الوحدات السكنية لليهود، قرب الاحياء العربية أو حتى داخلها. جمعيات “عير عاميم” و”بمكوم – نخطط من اجل حقوق التخطيط” قدمت التماس للمحكمة العليا ضد غورفنكل ووزارة العدل بسبب هذه الخطط، وحتى الآن لم يتم عقد جلسة لمناقشة هذا الالتماس.

    غورفنكل هو ايضا شخصية معروفة في الشيخ جراح. فهناك تحاول جمعيات المستوطنين اخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من بيوتها بذريعة أن البيوت اقيمت على اراضي كانت بملكية اليهود قبل اقامة الدولة. وحسب سكان الحي فان غورفنكل اظهر التحمس لاخلائهم من بيوتهم. وفي تحقيق اجري حوله، الذي نشر في 2018، ذكر احد سكان الحي، محمد زهران، عن لقاء بينه وبين غورفنكل في اروقة المحكمة. “لقد جاء مع ثلاثة اشخاص من قسم القيم العام وكأنهم اصحاب البيت”، قال زهران. “عندما خرجنا الى الرواق قال لي: أنت تظهر كشخص يحب العزف، تعال الي وأنا سأغني لكم، وأنتم تعزفون لي مع الطبلة”. وحسب اقوال زهران فان غورفنكل هدده لفظيا لربع ساعة وقال: “أنا سأذهب معكم حتى النهاية، مع قبضة حديدية، وسأكون متشددا معكم حتى بالنسبة لحنفية. كل من قام بأي تغيير في البيت ليعرف أنه سيتم اخلاءه. لأن احد ذرائع الاخلاء، “المستأجرون المحميون”، يعتبر تغيير في المبنى”.

    قبل اسبوعين جاء غورفنكل وهو يحمل بندقية، كالعادة، من اجل الرقابة على اخلاء مقهى صغير في باب العامود. صاحب المقهى، محمد كستيرو، استأجر هذا المحل منذ عشرين سنة من القيم العام. وحسب قوله فقد استثمر تقريبا 200 ألف شيكل من اجل ترميم المقهى. ولكن القيم العام طلب منه الاخلاء بذريعة أن الترميم هو خرق للاتفاق. كستيروا حاول الاستئناف على القرار، لكن ذلك رفض في المحكمة.

    في 2018 نشر في “هآرتس” تقرير كشف أن غورفنكل لم يبلغ المسؤولين عنه في وزارة العدل بأنه عضو مركزي في حزب اليمين، البيت اليهودي، وأنه أقام مع زوجته جمعية “نبني القدس”، التي وضعت هدفا لها تهويد شرقي القدس. في اعقاب التقرير تم فتح تحقيق في وزارة العدل، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوات ضد غورفنكل واستمر في تولي منصبه.

    مؤخرا تم اختيار غورفنكل لوظيفة اخرى، هذه المرة في وزارة المالية، وهي مدير قسم رفيع في قسم القيم العام على املاك الغائبين. الحديث يدور عن منصب جديد تم تفصيله على مقاسه في قسم القيم العام، وهو المنصب الذي له قوة كبيرة في كل ما يتعلق باملاك الفلسطينيين في شرقي القدس وفي اماكن اخرى في البلاد. حسب قول مصدر في الحكومة فانه في مناقصات سابقة في قسم املاك الغائبين ظهر طلب لمعرفة اللغة العربية لأن اغلبية نشاطات القسم تكون مع مواطنين أو سكان يتكلمون اللغة العربية. ولكن في المناقصة التي فاز فيها غورفنكل لم يظهر هذا الشرط. سواء في جمعية “مكور” أو في جمعيات حقوق الانسان في شرقي القدس، فانهم على قناعة بأن هدف التعيين هو تسريع بناء المستوطنات وتهويد شرقي القدس. والدليل على التغيير المتوقع يمكن ايجاده في وثائق الاعلان عن وظيفة مدير القسم، التي حصل عليها غورفنكل: حسب شروط الاعلان عن الوظيفة فانه يجب على المدير الجديد العمل ايضا على “الدفع قدما بعمليات تشريع من اجل تسوية النشاطات وفقا للسياسة”.

     

    الحاضر – الغائب

     

    حسب القانون فان القيم على املاك الغائبين هو المسؤول عن معالجة وادارة جميع الاملاك التي تركها اللاجئون الفلسطينيون في ارض دولة اسرائيل في حرب الاستقلال. ولكن صيغة القانون واسعة جدا وهي تمكن ايضا الآن من الاعلان عن اصحاب كغائبين، والسيطرة على املاكهم. مثلا، تعاملت الدولة مع جمعية العاد في دعوى اخلاء ضد عائلات فلسطينية في شرقي القدس بذريعة أن الامر يتعلق بأملاك غائبين. في بعض الحالات الدولة طالبت باملاك في القدس تعود لفلسطينيين فقط لأن اصحابها يعيشون في الضفة الغربية، بذريعة أن الضفة الغربية ايضا هي “اراضي دولة معادية”، لأن اسرائيل لم تقم بضمها. في 2012 قررت المحكمة العليا بأنه يجب على السلطات تقييد نفسها في استخدام قانون املاك الغائبين في القدس فقط في حالات نادرة جدا.

    في السنوات الاخيرة تم فتح امام القيم العام ثغرة مهمة لوضع اليد على الاملاك والتأثير على التخطيط في القدس. بعد عشرات السنين التي جمدت فيها الحكومة تسجيل الاراضي في شرقي القدس، في 2018 قررت الحكومة بأن وزارة العدل ستبدأ في تسجيل الاراضي. المشروع اثار تخوفات كبيرة في اوساط الفلسطينيين من تسجيل الاراضي على اسم القيم العام بذريعة أن اصحابها غائبين. عمليا، في جزء الاراضي التي تمت تسويتها، مثلا في جفعات همتوس، تم نقل الملكية للقيم العام، وهكذا في اماكن اخرى. الخوف من استخدام مشروع تسوية الاراضي من اجل الدفع قدما بتهويد شرقي القدس ازداد عند النشر عن المناطق التي تم اختيارها لبدء التسجيل، من بينها املاك في الشيخ جراح وسلوان واماكن اخرى، التي تظهر جمعيات المستوطنين الاهتمام الكبير بها.

    في العشرين سنة الاخيرة شغل رونين باروخ منصب القيم العام على املاك الغائبين. في اعقاب التماس قدمته “حرية المعلومات” قال باروخ في المحكمة بأنه لا يعرف حجم الاملاك التي يديرها القسم الذي يترأسه. وزارة الخارجية تدخلت في الطلب وقالت ان اعطاء معلومات حول حجم الاملاك التي يديرها القيم العام يمكن أن يضر بعلاقات الدولة الخارجية. وحسب رد الدولة فان باروخ سيستمر في منصب القيم العام، في حين غورفنكل سيتم تعيينه مديرا لهذا القسم.

    وقد جاء من وزارة المالية: “الوظيفة الجديدة تهدف الى تحسين منظومة كل الوحدة. معرفة اللغة العربية لم تكن في أي يوم شرط رئيسي للاعلان عن التعيين في المنصب. وبخصوص السؤال حول التحقيق في وزارة العدل فان هذا الامر لم يكن معروف للجنة الفحص. من الفحص تبين أن الامر تم فحصه في السابق من قبل وزارة العدل ولم يكن من المطلوب ابلاغ اللجنة عن الامر”.

     --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 1/12/2024،

     

     

    نحن الان ملزمون بفك الارتباط عن غزة

     

     

    بقلم: شمعون شيفر

     

    “هذا النصر”، قال خليفة نصرالله، الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم “اكبر من 2006”. حسنا. اذا واصل الجيش الإسرائيلي فرض القواعد التي تقررت لوقف الحرب في الشمال، فان الواقع سيكون اقوى من هذه التبجحات.

    يمكن الافتراض بان الجانب الإسرائيلي أوقع على المشروع الإيراني في لبنان ضربة كفيلة بان تتسبب بتغييرات تكتونية في المنطقة – انظروا ماذا يحصل في سوريا. لكن الحرب ضد غزة تواصل جباية اثمان بحياة الانسان وتثبت التقديرات بان نتنياهو يعتزم ابقاءنا هناك والامتناع عن الانقضاض على تحرير المخطوفين – الخطوة التي ينبغي له أن يفعلها بكل ثمن، حتى بثمن تفكيك الائتلاف. لا يوجد خيار آخر.

    ماذا تشبه الأمور؟ اقرأ الان كتابا عميقا عن التاريخ العسكري لحرب فيتنام والدرس الذي لا لبس فيه الناشيء عن الكتاب هو أنه لا يمكن الانتصار في حرب عصابات – بالضبط كتلك التي تخوضها حماس ضدنا. مذهل أن نقرأ كيف هُزم رؤساء في أمريكا عندما افترضوا باستخفاف بان لا امل للفيتناميين امام القوة العظمى الاغنى في العالم. كما أن قيادتنا وقعت في خطيئة الغرور، ونحن الان ملزمون بفك الارتباط عن غزة. وهذه ليست كلمات غليظة: ببساطة فك الارتباط.

    في كانون الأول 1982 صعد ياسر عرفات الى سفينة في مرفأ بيروت وخرج الى المنفى في تونس. عندما سُئل الى اين يخرج، أجاب: “الى فلسطين”. الان، بعد حرب لاكثر من سنة استأنف الفلسطينيون عمليات الإرهاب في الضفة أيضا، وهم يقولون لنا ان لا نية لهم لان يستجيبوا لاقتراحات سموتريتش وشركائه للهجرة من بيوتهم. هذه هي المعضلة، وهو وجودية لهم ولنا أيضا: كيف نتعلم العيش الواحد الى جانب الاخر.

    قبل أربعة أيام من اغتياله، شاركت في المقابلة الأخيرة التي منحها اسحق رابين في برنامج “موكيد” في التلفزيون. سألته لماذا يرفض ارتداء سترة واقية واستخدام السيارة المحصنة التي طلب الشباك منه أن يستخدمها: “لست مستعدا لان اتلقى شيئا ما لا يتلقاه مواطن آخر”، أجاب. والنهاية معروفة.

    على هذه الخلفية ثرت حين طلب نتنياهو من المحكمة البحث في ترتيبات الحراسة له قبيل شهادته في محاكمته. فمن على الاطلاق يهدده؟ ومثير للحفيظة أيضا السماع بان سارة نتنياهو طلبت الاعتراف بها كـ “متضررة جناية”. محاموها كتبوا بان الألعاب النارية التي اطلقت نحو البيت في قيساريا عرضتهم للخطر – لكنهم لم يكونوا في البيت على الاطلاق. تذكرت انه في احدى زياراتهم الى باريس تهجمت عليّ بحضور عشرات الصحافيين وصرخت عليّ وفي النهاية قال: “انا أيضا يمكنني ان اكتب عنك لاني كنت مراسلة في “معاريف للشبيبة” في طبعون”.

    “اكتب” أجبت بكياسة.

    يوم الجمعة اشتركت في الصباح في مقابلات صحفية في بيت بن غوريون في تل أبيب. يا له من تواضيع في البيت، بمئات كتبه – لكن الصيانة خفيفة. لن افصل ما قاله لي المسؤولون، لماذا وصل منزل رئيس الوزراء الأول الى وضع يصرخ للإصلاح.

    هكذا كتب بن غوريون عن “التناخ” (الكتب المقدسة): “سفر الاسفار يوجد كل يهودي، متزمت أو حر، يجد جذوره التاريخية والأخلاقية وقيم الانسان على وجه الأرض التي لم يعثر عليها أي سفر في العالم”.

    د. رود غراج نشر كتاب “نور في الغرب”، عن الثقافة العبرية في المغرب في الاعوام 1912 – 1956. منه تعرفت عن انه في مجلة “بيكوريم” التي صدرت بمدرسة المعلمين للعبرية في كازبلانكا عرض تلميذ تعابير من التلمود بواسطة قصائد قصيرة كتبها بالفرنسية.  هكذا اختار أن يعرض تعليق “لا بعسلك ولا بلذعك”: “أقول للدبور الزنان انك لا تريد اللذع الذي تستخدمه بفن ولا العسل الذي ينتجه”.

    --------------------------------------------

     

    إسرائيل اليوم 1/12/2024

     

     

    الخطة العملية للاستيطان في الضفة في عهد ترامب

     

     

    بقلم: حنان غرينوود

     

    بناء أربعة مدن جديدة وبينها مدينة درزية، إقامة بنى تحتية ثورية للمواصلات والطاقة، اخذ المسؤولية عن أراض واسعة وتحويل السلطات العربية الى سلطات إقليمية – بسيطرة إسرائيل: هذه فقط جزء من تفاصيل الخطة العملية والطموحة التي يسعى شخصيات عامة ورؤساء سلطات برئاسة مجلس يشع والنائب افيحاي بورون، لدفعها قدما الان مع حلول اربع سنوات حكم ترامب.

    في الأسبوع الماضي اجتمع في فندق رمادا في القدس عشرة نشطاء، شخصيات عامة ورؤساء سلطات من اليمين في اطار مؤتمر استثنائي نظمه مجلس يشع. بينما احتلت اقوال قالها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن قطاع غزة العناوين، فان الدراما الحقيقية وقعت من خلف الكواليس: وضع الخطة العملية للاستيطان، التي بدأت تتجسد.

     

    ليست خطة نظرية

     

    بقيادة النائب بورون اجتمع بعض من رؤساء الاستيطان والشخصيات العامة اليمينية المعروفة للبحث في وضع خطة واقعية وطموحة للضفة في السنوات القادمة، مع الفهم بانه يجب الوصول مع خطة عملية للعمل عندما تدخل إدارة ترامب البيت الأبيض.

    حول طاولة مستديرة جلس رئيس مجلس يشع إسرائيل غانتس، مدير عام المجلس عومر رحاميم، رئيس مجلس شاعر شمرون آفي روئيه، رؤساء المجالس افرات، كرنيه شمرون، كدويم واورانيت – دوبي شيفلر، يونتان كوزميتس، عوزيئيل باتيك واور بيرون – زومر وكذا مدير عام منتدى كهيلت بئير روبين. الناتج الذي بني حول الطاولة هذه هي الخطوة الأولى لرؤساء الاستيطان في السنوات القادمة، وليس هذه خطة نظرية على الاطلاق.

    “نحن نوجد في نافذة فرص يمكننا أن نستغلها بشكل غبي أو ذكي”، يشرح النائب بورون. “اذا استغليناها بشكل غبي، سنكون مع سبعمائة الف نسمة واكس بيوت أخرى بعد أربع سنوات؛ اذا استغلينا نافذة الفرص بشكل ذكي، سنخلق الظروف لتحويل يهودا والسامرة والغور الى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل – فلا يكون بذلك فقط صعبا فقط إزاحة السكان من هناك بل بذلك نغير برنامج العمل”.

    أحد المواضيع الأهم في الخطة يعنى بمستقبل السيطرة على المنطقة. كلمة السيادة وان كانت توجد على الطاولة بشكل بارز في هذه الخطة، لكن التفاصيل التي بحثت بها الشخصيات التي تعنى بتخطيط الاعمال التي ليست بالذات تصريحية بل عملية. الشخصيات العامة تقترح “العودة الى نقطة القرار – قبل أوسلو. قبل أن نبدأ “بالثرثرة”. او بكلمات أخرى: الغاء السلطة الفلسطينية بالامر الواقع.

    أولا، يسعى رؤساء السلطات الى توسيع سيطرتهم بحيث يكونوا مسؤولين عن كل أراضي المجالس الإقليمية. اليوم، بخلاف كل مجلس إقليمي آخر في إسرائيل، فان أراضي السلطات في الضفة هي فقط وحصريا أراضي المستوطنات. توسع مجال الولاية للمجالس الإقليمية الى الأراضي التي بين المستوطنات سيجعل السلطات اقوى بكثير.

     

    السيطرة على القرى العربية

     

    إضافة الى ذلك، تسعى الشخصيات العامة الى الدفع قدما بالسيطرة على القرى العربية التي في المناطق ج والتي توجد نظريا بسيطرة إسرائيلية كاملة، أما عمليا فهي في افضل الأحوال سيطرة مدنية فلسطينية وفي الحالة الأسوأ تصبح خارج إقليمية. رؤساء السلطات اقترحوا سحب إدارة السلطة الفلسطينية من هذه القرى، العمل على خطط بناء مدن فيها وخلق إمكانيات تشغيلية للسكان العرب بحيث يبقون في أراضي إسرائيل.

    كما عنيت الشخصيات العامة بمستقبل المنطقة كلها، واحد الاقتراحات البارزة كان الغاء السلطة الفلسطينية وبدلا منها إقامة سلطات بلديات عربية – ما يجعل إسرائيل بمفاهيم معينة حكما فيدراليا. “حل الدولتين يجب ان يشطب الى الابد، حسب توجه واضح للمستوى السياسي”، يقول النائب بورون.

    “السكان العرب في المناطق سيتجمعون في هذا المكان في بضع سلطات بلديات تدير نفسها، تتلقى خدمات من إسرائيل وتدفع عليها ومكانة السكان ستكون بالضبط مثل مكانة عرب القدس – مكانة إقامة. التوجه القومي لها سيكون مثلما كان قبل 1967 تحت الحكم الأردني.

    “محظور السماح لميليشيات الإرهاب بالعربدة، هذا سيتفجر علينا مثلما في 7 أكتوبر على مسافات اقصر بكثير – من الخليل الى عراد والى بئر السبع، من قلقيليا الى كفار سابا. التركيز اليهودي الأكبر في العالم مكشوف للذبح. يجب تفكيك هذا الامر ضمن أمور أخرى من خلال تفكيك الحكم المركزي الفلسطيني وتحويله الى سلطات بلديات تحت حكم فيدرالي”، كما يضيف النائب بورون

     

    استثمار كبير في البنى التحتية

     

    مجال دراماتيكي آخر شددت عليه الشخصيات العامة في الخطة هو استثمار استثنائي في البنى التحتية.  فقبل بضعة اشهر كشفت “إسرائيل اليوم” عن خطة “بشرى 2023” لوزير الطاقة ايلي كوهن، بمشاركة النائب بورون بإقامة محطات طاقة في ارجاء الضفة. ومؤخرا اعلن الوزير كوهن عن إقامة أولى محطات توليد الطاقة في الضفة في منطقة ترقوميا وإقامة حقل الطاقة الشمسية الأكبر في إسرائيل في غور الأردن.

    تطلع رؤساء السلطات والشخصيات العامة هو لجعل الضفة امبراطورية طاقة وصناعات ما يجعل المنطقة جزءا من إسرائيل بكل المعاني: “جعل الضفة، مع التشديد على الغور، الى محطة توليد الطاقة لدولة إسرائيل”.

    ولهذا الغرض، كما تعتقد الشخصيات العامة، هناك حاجة لاقامة بنية تحتية شاملة من المواصلات بما في ذلك جعل الطريق 60 طريق 8 وطريق 90 طريق 10، وإقامة بنية تحتية للقطارات في المنطقة.

    “هناك حاجة لتغيير خطة التشغيل. وتطبيق القانون الإسرائيلي، ادخال الوزارات الحكومية الى المنطقة، بناء بنية تحتية للطاقة، الغاز والمواصلات”، يفصل النائب بورون الرؤيا. “إقامة مناطق صناعية، تجارة ومواصلات. السيطرة على المناطق المفتوحة مع الميل لجعلها ارضا تديرها دولة إسرائيل – ليس فقط في البناء بل وفي إدارة المقدرات الطبيعية، الاثار وغيرها. جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل السيادية. مثلما يوجد الجليل، يوجد بنيامين. مثلما يوجد النقب، يوجد الغور ومثلما يوجد السهل الساحلي يوجد جبل الخليل”.

    ان مسألة البناء وتحريك السكان الى داخل يهودا والسامرة تحتل جزءاً غير صغير من الخطة، حيث ستقام ثلاث أو أربع مدن جديدة في الضفة، منها مدينة درزية ومدينة حريدية مع سكان مثاليين يكونوا مستعدين لان يأتوا الى المنطقة ويسكنوها بجموعهم. “هذا محطم تعادل يؤدي في نهاية الامر الى فرض السيادة”، كما يقول احد الشخصيات.

    كما طرحت مبادرة الى تحويل مستوطنات في أماكن استراتيجية الى مدن بقرارات حكومية ممولة. بين المستوطنات التي طرحت في اطار الخطة: معاليه افرايم، نحليئيل، عاليه، كريات أربع وافرات. يوجد اجماع على أنه يجب استغلال فترة إدارة ترامب بزخم بناء من أربع سنوات.

     

    مزارع لحفظ الأراضي

     

    مشروع المزارع الذي يسمح بالحماية للمناطق ج يحتل هو أيضا مكانا معتبرا في الخطة. فرؤساء السلطات والشخصيات العامة يعتقدون بوجوب العمل وتطوير مشروع المزارع بشكل كبير بما في ذلك مئات المزارع الإضافية لحفظ أراضي الدولة وخلق مبنى قانوني لحيازتها. “الحد الأقصى من الأرض، الحد الأدنى من الناس”، كما وصف ذلك احد الشخصيات العامة.

    ويقول النائب بورون “علينا ان نصل الى وضع لا يواصل فيه الامريكيون من النقطة التي توقفوا فيها في خطة القرن التي سعت لوضع الاستيطان في طوق خانق. المعنى من هذه الخطة كان فقدان السيطرة الإسرائيلية الفعلية في المناطق. على المعادلة أن تكون معاكسة. كل أرض مفتوحة وبناء إسرائيلي يجب أن تكون سيادة إسرائيلية. على هذه الأرض يفرض القانون الإسرائيلي لاجل السيطرة عليها بشكل فاعل. من ناحيتنا هذه خطة للتنفيذ وهذا ما سنعمل عليه في السنوات القادمة”.

    --------------------------------------------

    هآرتس1/12/2024

    «قادتنا مطلوبون في لاهاي ومواطنونا منبوذون في العالم» انتصرنا عسكرياً، وخسرنا في كلّ شيء آخر

    بقلم: جدعون ليفي

    «بصوت ضعيف، بمرارة، وأحياناً بغضب، انتهت بالأمس حرب إسرائيل، الزائدة عن الحاجة، في الشمال». هكذا يبدأ جدعون ليفي مقاله اليوم في هآرتس، محلِّلاً المرارة السائدة في إسرائيل مع توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار.

    يصف ليفي خطاب بنيامين نتنياهو أول أمس، بـ«المثير لليأس»، والذي عدّد فيه «كم قتلنا وكم دمّرنا، وكأن هذا إنجاز»!

    «تزلزلت الأرض في بيروت»، يقول نتنياهو ويعقّب عليه الكاتب: «ماذا استفادت إسرائيل من الأرض المتزلزلة في بيروت، باستثناء إرضاء شهوة الانتقام؟ كيف استفاد من هذا أيّ شخص، باستثناء صنّاع السلاح وبارونات الحرب؟ لم يحاول نتنياهو ولو للحظة تقديم ذرة أمل في مستقبل آخر. فقط الوعد بأننا سنعود للقتل والتدمير أيضاً في الجولة القادمة».

    «لأيّ هدف كان كل هذا العرض العنيف»؟ يتساءل: «هل إسرائيل الآن مكان أكثر أماناً؟ الجليل؟ هل تحسن الوضع الدولي للدولة؟ فقط تراكمت الخسائر ووصلت لمستويات غير مسبوقة». برأيه، لم يتحقّق أيّ هدف من أهداف الحرب سوى اغتيال القادة، وسرعان ما سيظهر بدلاً منهم قادة جدد.

    كان واضحاً من اليوم الأول للحرب، أنّ الجبهتَين لن تؤديا لمستقبل أفضل، «هذا ما يحدث عندما نخرج في حرب عقابية، كل هدفها إرضاء الرأي العام». في غزة و لبنان انتصرت إسر...ائيل عسكرياً، ولكنها خسرت بأيّ منظور آخر: قادتها مطلوبون في لاهاي ومواطنوها منبوذون في العالم.

    يخصّص الكاتب جزءاً كبيراً من مقاله للردّ على الزعم بأنّ الحربَين، في غزّة ولبنان، لم تكونا اختياريّتَين. برأيه، كان من الممكن، بل ومن الواجب، عدم الخروج لحرب مرعبة لهذا الحدّ ضدّ غزة، حتى في أعقاب 7أكتوبر، حيث الحرب لم تُعِد الموتى ولا حتى المخطوفين.

    يقول إنه كان من الممكن، بل ومن الواجب، ألّا تخرج إسرائيل للحرب أيضاً ضدّ حزب الله. إذ أنّ ما تحقّق في الاتفاق الموقَّع أول أمس كان يُمكن تحقيقه بلا حرب، فقط عبر وقف الحرب في غزّة.

      لو أنّ إسرائيل أرادت الدفاع عن نفسها، كان عليها أن تعرف ما الذي تريده عند انتهاء الحرب. لم يكن لديها فكرة عن هذا، ولذلك فقد كانت تلك حرباً عبثيةً أخرى، لا أحد يحتفل حتى بانتهائها جزئياً.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 1/12/2024

     

     

    سناتور مقرب من الرئيس المنتخب: ترامب يسعى لوقف الحرب قبل تسلم منصبه رسمياً

     

     

    بقلم: عاموس هرئيل

     

    السناتور الجمهوري ليندزي غراهام، المقرب من ترامب، قال أول أمس للمراسل براك ربيد، إن الرئيس المنتخب معني باستكمال صفقة تبادل المخطوفين الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في القطاع قبل تسلمه المنصب في 20 كانون الثاني. هذه بشرى مهمة من ناحيتين: الأولى، يتبين أن هدف ترامب هو إنهاء الحرب وليس استمرارها، خلافاً لما قاله بعض رجال اليمين المتطرف في إسرائيل. الثانية، ترامب غير معني بتأجيل آخر للمفاوضات، الذي قد يكلف حياة عدد آخر من المخطوفين.

    في الخلفية يقظة معينة في نشاطات المخابرات المصرية في محاولة للتوسط في عقد الصفقة. وللمرة الأولى، تهتم تركيا بالوساطة. لدى جهاز الأمن في إسرائيل تأييد ساحق لتسريع المفاوضات لإطلاق سراح المخطوفين.

    رؤساء جهاز الأمن لا يصدقون وعد نتنياهو بالنصر المطلق، ولا يحصلون من المستوى السياسي على أي خريطة طريق للوصول إلى هناك، ويرفضون محاولة بيع أوهام للجمهور الإسرائيلي.

    إضافة إلى أقوال غراهام، فإن الأمل – المحدود في هذه الأثناء – بالتقدم بعد بضعة أشهر من الجمود، يستند أيضاً إلى إنهاء الحرب في لبنان وإدراك حماس أنها بقيت وحدها في المعركة. الذراع العسكري لحماس هزمت كإطار عسكري، ونشاطاته في أرجاء القطاع تستند إلى قوات صغيرة تعمل بأسلوب الإرهاب وحرب العصابات. الجيش الإسرائيلي يمكنه العمل في القطاع في أي مكان، ويمكنه حسب قادته الكبار سحب القوات عند الحاجة، رغم الأعمال الهندسية الكثيفة التي تجري في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا ومناطق أخرى.

    نشرت حماس أمس فيلماً للجندي عيدان ألكسندر، أحد المخطوفين الذي يحمل الجنسية الأمريكية. ودعا ترامب لعقد الصفقة. وردت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالطريقة المعتادة: تم الادعاء بأن الأمر يتعلق بحرب نفسية، وأن المخطوف يقرأ ما يملى عليه. هذه الحقائق واضحة من تلقاء نفسها، لكن ليس هذا هو المهم هنا. المهم أنه تم الحصول على إشارة على حياة المخطوف، وأنه لا تأكيد على بقاء ألكسندر وأصدقائه في الأسر على قيد الحياة بعد شهر أو شهرين إذا لم تعمل الحكومة بسرعة.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 1/12/2024

     

     

    أبواق نتنياهو بعد “الألعاب النارية”: يسار إرهابي.. اختاروا ذكرى قتل رابين

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

    النيابة العامة للدولة سترفع لائحة اتهام ضد نشطاء الاحتجاج الأربعة، عوفر دورون وابنه غال وايتي يافيه وامير سديه، المشبوهين بإطلاق طلقات الإنارة البحرية إلى منزل رئيس الوزراء في قيسارية. واعتقل الأربعة قبل نحو أسبوعين. والخميس، مدد اعتقالهم بخمسة أيام أخرى، حتى رفع لائحة الاتهام.

    الشبهات ضد الأربعة بلا أساس جوهرياً: جناية القيام بفعل إرهابي على إطلاق مادة متفجرة بغير وجه قانوني، وإشعال نار بهدف المس بالبشر، وإلحاق ضرر مقصود بمادة متفجرة وإشعال حريق.

    من اللحظة الأولى، انقض نتنياهو، وزوجته، ورفاقه في المعسكر والحكومة ومؤيدوهم على الحالة كغنيمة كبرى. من ناحيتهم، يدور الحديث عن فرصة ليثبتوا زعماً أفعالاً ملفقة حول “العنف من الجانبين”. كما أن “الشاباك” والشرطة سارعا للتعاون مع الجنود وتصرفا تجاه الأربعة كإرهابيين يهود بكل معنى الكلمة.

    يدور الحديث عن عمل احتجاجي غبي كان يجدر الامتناع عنه، لكنه كان مع احتمال صفري للتسبب بضرر. يدور الحديث بالإجمال عن ألعاب نارية يستخدمها من يخرجون إلى البحر لإطلاقها وقت الخطر. إضافة إلى ذلك، سارع المشبوهون إلى الاعتراف، والاعتذار والإعراب عن الندم. ولا ينعكس منهم أي خطر. من يقرر خلاف ذلك ويحاول عرضهم على أنهم يخططون لعملية مضادة أو اغتيال رئيس الوزراء وزوجته إنما وقع في خديعة.

    يدور الحديث عن تضخم متهكم لخطر وهمي، هدفه جني ربح سياسي من الحالة. بدون ذرة خجل، لم تفوت عقيلة رئيس الوزراء فرصة لعرض نفسها كضحية لمحاولة قتل، ورفعت شكوى رسمية على “اشتباه لمحاولة قتل و/أو إيذاء، وسرقة عتاد عسكري لأهداف إرهاب وجنايات أخرى ترتبط بأمن الدولة وتهديد حقيقي على الديمقراطية. في كتاب الشكوى، أشير أيضاً إلى الموعد الذي اختاره المشبوهون للعمل، قريب من يوم الذكرى السنوية لاغتيال رابين، ما يدل -حسب الادعاء- “مرة أخرى على نية وإعلان واضح لمنفذي العملية للمس جسدياً برئيس وزراء قائم، في ظروف مشابهة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق وليس رمزياً فقط “.

    للزوجين نتنياهو ومعسكرهما، مصلحة لعرض الاحتجاج بأنه خطير وعنيف. مقابل يغئال عمير وباقي المجرمين السياسيين من اليمين، وجدت أخيراً خلية إرهاب من اليسار، ليس أقل. لكن محظور على النيابة العامة أن يغريها استخدام المشبوهين الأربعة لتثبت حياديتها السياسية، بل سيشهر بها معسكر نتنياهو ويصورونها كشريك في المؤامرة لتنفيذ انقلاب سلطوي بوسائل قضائية.

    أي اتهام ينسب رغبة الأربعة بالمس جسدياً بنتنياهو وأبناء بيته سيكون تشويهاً للواقع، وسيشكل سابقة خطيرة لملاحقة سياسية لكل من يتجرأ على مواصلة الاحتجاج ضد حكومة نتنياهو.

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/96223