أهالي مخيم خان دنون يواجهون أزمة انعدام المازوت وسط برد قارس
2024-11-28
يعاني أهالي مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق من غياب توزيع مادة المازوت المخصصة للتدفئة من قبل مديرية المحروقات، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم مع حلول فصل الشتاء وسط انخفاض حاد في درجات الحرارة وتأثير منخفض جوي شديد البرودة.
وأصبحت أسعار المازوت عبئاً لا يُحتمل على السكان، حيث بلغ سعر الليتر الواحد 20 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر البرميل إلى 4 ملايين ليرة سورية.
وتتجاوز هذه التكاليف الباهظة قدرة الأهالي على تحملها، مما يحرمهم من أبسط حقوقهم في التدفئة.
يقول "أبو مازن"، أحد سكان المخيم البالغ من العمر 48 عاماً وأب لأربعة أطفال: "نحتاج على الأقل برميل ونصف من المازوت لتدفئة المنزل، لكن راتبي الشهري الذي لا يتجاوز مليون ليرة سورية لا يغطي تكاليف المعيشة لأكثر من عشرة أيام."
ويضيف أبو مازن أن الكثير من العائلات في المخيم تلجأ إلى بدائل مثل الحطب، وروث البقر والأغنام، وبقايا "تفل" الزيتون المضغوط. ولكن الطلب المتزايد على هذه البدائل أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعارها.
من جانبها، عبّرت أم أحمد، وهي أم لثلاثة أطفال، عن قلقها من الشتاء القادم، مشيرة إلى أنها غير قادرة على شراء وقود التدفئة أو حتى ملابس شتوية لأطفالها. وقالت: "أعيش في خوف من البرد القادم. لا أعرف كيف سنواجهه في ظل غياب أي وسائل للتدفئة."
وفي ظل هذه الظروف، ظهرت بعض المبادرات لتحويل المخلفات الحيوانية وبقايا المواد القابلة للاشتعال إلى وقود بديل بأسعار أقل، إلا أن هذه الحلول تبقى محدودة مقارنة بحجم الاحتياج الكبير داخل المخيم.
ومع اشتداد البرد، يناشد سكان المخيم مديرية المحروقات بتوفير حصص التدفئة اللازمة بشكل عاجل، كما يطالبون وكالة الأونروا بتقديم مساعدات مالية طارئة لتمكينهم من شراء الوقود ومواجهة الظروف المعيشية القاسية التي يعيشونها، لا سيما مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
إلى جانب أزمة الوقود، يعاني مخيم خان دنون من نقص حاد في المياه وتردي الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة اللاجئين ويجعل من فصل الشتاء تحديًا حقيقيًا يهدد حياتهم وكرامتهم الإنسانية.