• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 11/11/2024 العدد 1153
    2024-11-12

     الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

    هآرتس 11/11/2024

     

    ما الذي انتظرتموه حينما هتفتم بـ «الموت للعرب» في أمستردام ؟!

     

     

    بقلم: ياردين سكوب

     

    بالنسبة إلينا، لم يبدأ الأمر، الخميس الماضي؛ فمنذ الأربعاء شاهدتُ مقاطع لمشجعي فريق مكابي وهم يتجولون في أمستردام، ويهتفون هتافات عنصرية بأعلى أصواتهم، ويتسلقون أيضاً على جدران منازل، ويقومون بتمزيق الأعلام الفلسطينية، فجمدتُ في مكاني من العار، وخفت.

    وكما هي الحال في كل مكان في العالم، وخصوصاً منذ أحداث 7 تشرين الأول، فقد صارت الحياة المشتركة معقدة في أمستردام، وبصفتي مهاجرة يهودية تعيش في حي ذي أغلبية مسلمة، فأنا أحب جيراني، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين، ولم أواجه أبداً مشكلة أو تمظهراً من تمظهرات اللاسامية، وحين أقضي وقتي في المدينة مع أصدقاء إسرائيليين لا أشعر أبداً بالحاجة إلى إخفاء لغتي العبرية، ومع ذلك، ومنذ صعود حكومة اليمين المتطرف إلى الحكم في هولندا، ارتفعت التوترات العرقية، ولم أرغب في أن تأتي الكراهية إلى هنا من إسرائيل، يحملها مشجعو كرة قدم.

    وفي صبيحة الجمعة، استيقظت على رسائل قلقة من أصدقاء وأفراد عائلتي في إسرائيل، إذ سألوني: "هل أنت بخير؟"، و"ما الذي يحدث في أمستردام؟" وحين فتحت مواقع الأخبار ورأيت أن العناوين الرئيسة تشير إلى حدوث "مذبحة معادية للسامية" في المدينة، الليلة الماضية، لم أُفاجأ، وطمأنتُ الجميع أنني بخير، وأرسلت إليهم مقاطع الفيديو من الليلة السابقة، يوم الأربعاء، والتي تُظهر مشجعي مكابي يتسلقون المنازل في وسط أمستردام لتمزيق العلم الفلسطيني، ويصرخون: "دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر، سننكح المسلمين" في المحطة المركزية، وفوجئ أصدقائي في إسرائيل، إذ لم يسمع أحد منهم عن ذلك؛ فقد قدّم الإعلام الإسرائيلي الوضع كما لو أن مغاربة أشراراً كانوا ينتظرون اليهود الأبرياء الخارجين من المباراة ليفاجئوهم ويهاجموهم بلا سبب.

    يؤسفني أن أقول هذا، لكن في ضوء الأحداث التي شهدتها المدينة في الأيام التي سبقت الخميس من جانب الإسرائيليين، لا يمكن تصنيف مساء الخميس على أنه "مذبحة معادية للسامية" ضد أبرياء، إنما كان ردة فعل من سكان المدينة تجاه زوار استفزوهم بلا داعٍ.

    أنا ضد العنف طبعاً، ولم يكن على سكان المدينة المسلمين مهاجمة مشجعي كرة القدم الإسرائيليين، لكن كان يجب أيضاً على المشجعين الإسرائيليين عدم تسلُق جدران المنازل في المدينة وترديد شعارات عنصرية مستورَدة من إسرائيل، أو تنظيم تظاهرة كبيرة في ساحة دام باستخدام الألعاب النارية ولافتات تشجع الجنود على قتل العرب في غزة، حيث يُقتل الكثير من المدنيين، وربما أقارب سكان أمستردام العرب.

    ويشكل المسلمون في أمستردام نحو 12% من السكان، وجاء المشجعون الإسرائيليون إلى المدينة وهم يهتفون "الموت للعرب" ويتهكمون على مقتل الأطفال في غزة.

    تخيلوا لو أن مشجعي فريق أوروبي جاؤوا إلى تل أبيب أو القدس، وساروا في الشوارع يهتفون "الموت لليهود" ويستهزئون بموت الأطفال في الهولوكوست.

    هل كان الإسرائيليون سيقبلون ذلك من دون ردة فعل؟ ألم تكن ستخرج مجموعات من الشباب لمهاجمة هؤلاء الناس؟

    والأكثر خطورة من ذلك هو سلوك الشرطة الهولندية، التي يبدو أنها لم تتعامل مع عنف المشجعين الإسرائيليين يوم الأربعاء. لماذا مُنح هؤلاء المشجعون الحصانة لترديد شعارات عنصرية في مدينة أجنبية وتخريب الأملاك الخاصة؟ هل هذا قانوني؟ ربما لو كانت الشرطة قد ردت بصورة مناسبة على تصرفات المشجعين الإسرائيليين لَمَا شهدنا، يوم الخميس، هجمات من السكان المغاربة الذين ربما شعروا بأن عليهم التصرف بأنفسهم بسبب غياب ردة فعل السلطات.

    وهناك جانب آخر يقلقني كيهودية تعيش في أوروبا، وهو تسليع مصطلح معاداة السامية. نعم، لا تزال معاداة السامية موجودة في العالم، وأنا أستطيع فهم سبب الرعب الذي تثيره رؤية شخص ملقى على الأرض في أمستردام يصرخ "لست يهودياً" بينما يتعرض للركل، وما يثيره ذلك من استجابات عاطفية من الذاكرة الجماعية اليهودية للهولوكوست والمذابح، لكن هذا ليس هولوكوست ولا مذبحة، إنها أعمال شغب شارك فيها طرفان: إسرائيليون يهود جاؤوا ضيوفا من دولة أجنبية، خرقوا النظام ولم يحترموا السكان المحليين، وهاجموهم، وعرب محليون يشعرون بأن النظام يميز ضدهم منذ سنوات طويلة، وقد منحت الشرطة مَن استفزهم وهاجمهم حصانة تامة من عواقب القانون.

    والمسؤولون عن الوضع أيضاً هم السياسيون المحليون الذين لم ينطقوا بكلمة ضد سلوك مشاغبي إسرائيل، وفعلياً اتخذوا موقفاً ولم يدافعوا عن المواطنين الذين انتخبوهم والذين من المفترض أن يخدموهم. كان من الواجب أن تكون هناك إدانة للعنف من الجانبين؛ الإسرائيليين والهولنديين العرب على حد سواء. وأنا أيضاً، كمواطنة في أمستردام، شعرت بالقلق من عنف المشجعين الإسرائيليين والإخلال بالنظام في المدينة الذي لم تتم معالجته، فهذا فشل للسلطة المحلية.

    وإلى جانب ذلك كله، فأنا أخشى أن يؤدي استخدام وصف "معاداة السامية" بصورة متسرعة وعشوائية لوصف هذه الأحداث إلى تقليل صدقيّتنا كيهود عندما تحدث حوادث معادية للسامية تجاه يهود أبرياء من دون أي استفزاز من جانبنا.

    وأعتقد أنه في السنوات القادمة سنشهد المزيد من العنف من اليمين السياسي الصاعد ضد اليهود في الخارج.

    أعلم أن هذه الكلمات أصبحت جوفاء في إسرائيل، لكن لدينا مسؤولية، وعلينا أن نتحملها، فسكان أمستردام لا يتجولون في المدينة باحثين عن يهود عشوائيين لمهاجمتهم. وحتى آلاف السياح الإسرائيليين الذين أسمعهم يتحدثون العبرية في وسط أمستردام طوال العام الحالي يثبتون أن الإسرائيليين لا يشعرون بالخطر في أمستردام في الوضع العادي.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 11/11/2024

     

     

    الجيش يسمح للعصابات بسرقة شاحنات المساعدات في قطاع غزة

     

     

    بقلم: نير حسون وينيف كوفوفيتش

     

    الجيش الاسرائيلي يسمح لمسلحين فلسطينيين بسلب ونهب شاحنات المساعدات التي تدخل الى القطاع. مصادر في مؤسسات المساعدات يقولون بأن المسلحين من ابناء عائلتين معروفتين في رفح يقومون بمنع عدد كبير من الشاحنات التي تدخل الى القطاع في معبر كرم أبو سالم، بشكل ممنهج ومن خلال غض النظر المتعمد من قبل جنود الجيش الاسرائيلي. بعض منظمات المساعدات ترفض دفع رسوم حماية، وفي حالات كثيرة تبقى المواد في المخازن التي يسيطر عليها الجيش. المساعدات الانسانية التي تنقلها الشاحنات تشكل الاغلبية المطلقة من الغذاء والمعدات الحيوية للقطاع، التي توقفت التجارة الخاصة بها بصورة شبه مطلقة.

    حسب اقوال المصادر فان سلب ونهب شاحنات المساعدات يعكس الفوضى المطلقة السائدة في القطاع نتيجة غياب سلطة مدنية يمكنها العمل. في المنظمات الدولية يقولون إن بقايا قوات الشرطة المحلية حاولت في عدة حالات العمل ضد هؤلاء السارقين لكنه تمت مهاجمتهم من قبل الجيش الاسرائيلي الذي يعتبرهم جزء من حماس. ايضا في المنظمات قالوا إن حل المشكلة بشكل يمكن المساعدات من الوصول الى السكان يقتضي وضع في القطاع قوة شرطة فلسطينية أو دولية – الخطوة التي حتى في المستوى السياسي وفي الجيش يرفضونها. في المستوى السياسي طلبوا القاء على الجيش المسؤولية عن توزيع المساعدات، لكن جهاز الامن يعارض ذلك.

     مشكلة العصابات المسلحة فاقمت بشكل كبير سيطرة الجيش الاسرائيلي على معبر رفح، الذي استخدم حتى الآن كمحور اساسي لادخال البضائع الى القطاع. منذ تم وقف عمل المعبر على الحدود بين غزة ومصر دخلت معظم البضائع الى القطاع في معبر كرم أبو سالم، الذي سيطر المسلحون على منطقة قريبة منه. في الفترة الاخيرة زادت عمليات السطو الى درجة أن مقطع الطريق المؤشر عليها في خرائط نشرتها الامم المتحدة كـ “منطقة خطيرة جدا، بالاساس بسبب انهيار النظام المدني”.

    الشاحنات تدخل الى القطاع في معبر كرم أبو سالم، تمر في منطقة يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا وبعد ذلك تتحرك شمالا نحو رفح، هناك يهاجمهما المسلحون. مصادر مطلعة على عملية نقل المساعدات قالت إن المسلحين يوقفون الشاحنات بواسطة حواجز ارتجالية أو بواسطة اطلاق النار على اطارات الشاحنات، بعد ذلك يطلبون من السائقين دفع “رسوم الحماية”، التي تبلغ 15 ألف شيكل. السائق الذي يرفض ذلك يتعرض لخطر الاختطاف أو السيطرة على الشاحنة وسرقة حمولتها.

    الجهات التي تعمل في القطاع تقول إن هجمات المسلحين يتم تنفيذها تحت نظر قوات الجيش الاسرائيلي وعلى بعد مئات الامتار منهم. بعض منظمات المساعدات التي تمت مهاجمة شاحناتها توجهت للجيش الاسرائيلي بهذا الشأن، ولكنه رفض التدخل. في هذه المنظمات يقولون إن الجيش يمنعهم ايضا في السفر في شوارع اخرى تعتبر اكثر أمنا.

    “أنا شاهدت دبابة اسرائيلية التي وقف على بعد 100 متر منها فلسطيني يحمل كلاشينكوف”، قال للصحيفة مصدر رفيع في منظمة دولية تعمل في القطاع. وحسب قول هذا المصدر فان “المسلحين يقومون بضرب السائقين ويأخذون كل المواد اذا لم يتم الدفع لهم. ومن اجل تجنب ذلك فان بعض منظمات المساعدات توافق على دفع رسوم الابتزاز هذه. الدفع يتم على الاغلب بواسطة شركة فلسطينية تعمل كوسيطة. وحسب عدد من المصادر فان جهات في قسم منسق اعمال الحكومة في المناطق، المسؤول عن المساعدات الانسانية، اوصت بالعمل عبر هذه الشركة.

    “نحن جربنا كل شيء. اردنا السفر في طرق اخرى ولكن الجيش منع ذلك. حاولنا الوصول في الخامسة فجرا على أمل أن لا يكون السارقون هناك، لكن ذلك لم يساعد. وحتى حاولنا اجراء مفاوضات مع المسلحين والشرح لهم بأن هذا غذاء للناس، لكن ذلك ايضا لم يساعد”، قال المصدر الرفيع.

    مصادر في جهاز الامن اكدت على أنهم في الجيش الاسرائيلي يعرفون هذه الظاهرة. وحسب قول هذه المصادر فانهم في المستوى السياسي فحصوا في السابق حتى القاء على العائلات التي ينتمي اليها هؤلاء المسلحون المسؤولية عن ادخال المساعدات وتوزيعها على السكان. هذا رغم أنه حسب اقوال هذه المصادر فان ابناء هذه العائلات كانوا مشاركين في الارهاب، وبعضهم حتى كان يتم تشخيصهم كأعضاء في منظمات متطرفة مثل داعش.

    مصادر في الجيش اوضحت أنه في السابق كانت عدة حوادث فيها تمت مهاجمة المسلحين الذين قاموا بسلب الشاحنات، وفي اعقاب ذلك اصيب ايضا عاملون في منظمات المساعدة. هذه الاحداث أدت الى توجيه انتقادات شديدة في وسائل الاعلام الدولية، لذلك فانهم في الجيش يفضلون عدم المخاطرة بهجوم في منطقة الشاحنات. المصادر اضافت أنهم في الجيش يختارون مهاجمة المسلحين الذين يهاجمون الشاحنات فقط عندما يكون الحديث يدور عن رجال لحماس، وليس عن سارقين لا ينتمون لحماس.

     

    منطقة السلب والنهب

     

    على بعد كيلومتر تقريبا عن معبر كرم أبو سالم الى داخل القطاع، وقبل الاحياء الشرقية في رفح بقليل، توجد منطقة يسمونها في الجيش “منطقة السلب والنهب”. في هذه المنطقة جرت معظم الاحداث التي تم فيها سلب سائقو الشاحنات. الحديث يدور عن منطقة توجد تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي العملياتية، الذي يوجد على بعد مئات الامتار عن الحواجز التي يضعها المسلحون على الشارع، واحيانا أقل من ذلك.

    سلاح الجو يراقب المنطقة بواسطة المسيرات، ومراقبات الجيش الاسرائيلي يتابعن ما يحدث على الارض. جنود وضباط يعملون في القطاع قالوا بأنهم يعرفون عن اعمال السلب التي اصبحت حسب قولهم أمر روتيني. اثناء جولة لمراسلين مع الجيش الاسرائيلي في شمال القطاع مرت في المنطقة قافلة شاحنات للمساعدات التي كانت تشق الطريق نحو الجنوب. أحد الضباط قال للمراسلين بأنه “بعد 500 متر سيتم سلبها”. لا أحد من الجنود تفاجأ من ذلك.

    منظومة المراقبات في الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو ينفذون عملية الرقابة طوال اليوم وعلى المحاور اللوجستية التي قام الجيش الاسرائيلي بفتحها على طول القطاع، والتي تستخدمها قوافل المساعدات الانسانية. سائقو الشاحنات وممثلو المنظمات الدولية قالوا إن جنود الجيش الاسرائيلي يشاهدون مهاجمة الشاحنات، لكنهم لا يفعلون أي شيء حسب قولهم. في الجيش الاسرائيلي يقولون بأنه في الفترة الاخيرة تم فتح محور آخر في جنوب القطاع، يمكن السائقين من تجاوز منطقة السلب والنهب، لكن ايضا في هذا المحور حدثت عدة احداث. حسب الفلسطينيين فان المسلحين يستمرون في هذه الاثناء اخذ الاموال مقابل ادخال المساعدات الى المناطق الانسانية ومناطق القتال.

    جهات امنية رفيعة تطرقت لهذا الموضوع مؤخرا قالت إن رؤساء جهاز الامن يدركون ظاهرة سلب الشاحنات على يد عائلات مسلحة، وأن هذا الموضوع طرح ايضا في النقاشات مع المستوى السياسي. حتى أنه مؤخرا وصل رئيس الاركان هليفي الى قيادة المنطقة الجنوبية وتحدث هناك مع الضباط وتطرق الى هذه الظاهرة المقلقة، حيث أنه كانت هناك قوات رفضت المشاركة في كل ما هو متعلق بالمساعدات.

    مشكلة اخرى تثقل جدا على نقل المساعدات هي تهريب السجائر. منذ فرض الحصار على القطاع قبل حوالي سنة تم منع ادخال السجائر من قبل المستوى السياسي، الذي يحدد سلة المواد التي يجب ادخالها الى القطاع في اطار المساعدات. ولكن جهات اجرامية وتجار في غزة وجدوا مسار للتهريب على شاحنات المساعدات. السجائر المهربة تباع في القطاع باسعار خيالية، التي ارتفعت بمئات النسب المئوية منذ بداية الحرب. في بعض الحالات يتم تهريب السجائر في رزم المساعدات ويتم اخذها من قبل السائقين في مقطع الشارع الذي يسيطرون عليه، احيانا تصل الى مخازن المنظمات بعد انزال البضائع في القطاع، والمسلحون يأخذونها من هناك.

    المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال ردا على ذلك بأن “الجيش يعطي اهمية كبيرة لنقل المساعدات الانسانية للقطاع. وبناء على ذلك فانهم يعملون على تمكين وتسهيل نقل المساعدات بالتنسيق مع المجتمع الدولي والخضوع لفحص أمني دقيق في المعابر. وعلى خلفية محاولة المنظمات الارهابية استغلال نقل المساعدات، فان الجيش الاسرائيلي يقوم بعمليات احباط مركزة ضد المخربين المسلحين الذين يسلبون المساعدات الانسانية”. في الجيش قالوا ايضا بأن النشاطات تتم بشكل روتيني ووفقا للتعليمات العملياتية مع الحذر الشديد، والتأكيد على تركيز المس بالمخربين ومنع المس بنقل المساعدات. وأن الجيش الاسرائيلي يعمل بالتنسيق مع منظمات المساعدات الانسانية من اجل تقديم حلول وتوفير وسائل بديلة في اطار هذا التنسيق لنقل المساعدات الى القطاع.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 11/11/2024

     

     

    لبنان ينتظر الاتفاق لكن ليس في الدولة من يوقع عليه

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب وقع للجالية اللبنانية في الولايات المتحدة على سند سياسي، الذي يسعى الى تسديده، حتى لو فعلت ادارة بايدن ذلك من اجله. حسب موقع “ام.تي.في” اللبناني فان ترامب طلب من عاموس هوخشتاين، المبعوث الامريكي الخاص للشؤون اللبنانية، “استكمال المهمة والتوصل الى صفقة في لبنان”. هوخشتاين الذي زار اسرائيل ولبنان في السابق حوالي 12 مرة، ويتوقع أن يأتي في هذا الاسبوع الى بيروت، لا يحتاج الى تشجيع من ترامب. فقد كان مسرور جدا لتقديم للرئيس بايدن على الاقل انجاز سياسي واحد في الحرب المستمرة منذ اكثر من سنة والتي فيها لم تسجل فيها الادارة الامريكية لنفسها حتى ولو نجاح مهم واحد.

    يبدو أن التقارير في اسرائيل، التي بحسبها يمكن لحكومة نتنياهو الاعلان عن وقف احادي الجانب لاطلاق النار حتى لو من اجل وقف اجراء في مجلس الامن يفرض عليها وقف الحرب، كان يمكن أن تشير الى بداية مبادرة حقيقية، لكن المشكلة كما يعرف هوخشتاين ذلك جيدا، هي أنه في الطرف اللبناني لا يوجد في هذه الاثناء من يتم توقيع الاتفاق معه.

    وقف اطلاق النار احادي الجانب لا يلزم حزب الله الذي يتمسك بموقف يقول إنه فقط وقف الحرب في غزة سيؤدي الى وقف النار من جانبه. بدون اتفاق رسمي مدعوم من قبل حزب الله فان الحكومة اللبنانية لن ترسل الجنود لاحتلال مواقع على طول الحدود واليونفيل ستواصل كونها الجهة الدولية الوحيدة المخولة للعمل في جنوب لبنان، في الوقت الذي بقيت فيه مكشوفة ولا فائدة لها. وقف النار احادي الجانب من قبل اسرائيل ربما يمنحها نقاط في الساحة الدولية، لكن يتوقع أن يتحطم عند الاعلان عنه بدون أن يحرك عملية سياسية.

    الصعوبة في الحصول على موقف لبناني متفق عليه لعملية سياسية لا تمكن فقط في الفجوة في مواقف حزب الله ومواقف الحكومة، ولا حتى في السياسة الطائفية التي تفصل بين مؤيدي حزب الله الشيعة وبين الطائفة المسيحية والطائفة السنية.

    توجد خلافات عميقة بين ممثلين سياسيين من السنة فيما بينهم. رئيس الحكومة الانتقالية نجيب ميقاتي قام بدعوة في يوم السبت 24 من بين الـ 27 عضو سني في البرلمان من اجل الحصول على الاقل على دعمهم لتطبيق القرار 1701 ووقف اطلاق النار. هذا كان لقاء غريب فيه رئيس حكومة يمكن أن يمثل جميع الطوائف يقوم فقط بدعوة ابناء طائفته لمناقشة موضوع يتعلق مستقبل الدولة. صحيح أن رئيس حزب “القوات اللبنانية ايضا”، سمير جعجع، ينوب عقد لقاء لاعضاء البرلمان المسيحيين فقط، لكنه ليس رئيس حكومة.

    موقف متفق عليه لم يخرج من اللقاء السني. وبدلا من ذلك تطورت مواجهة ساخنة فيها أحد الاعضاء في البرلمان، اشرف الريفي، وزير العدل السابق والمسؤول في السابق عن الامن الداخلي، طرح موقف حاسم. فقد طلب ليس فقط تطبيق القرار 1701، بل طلب ايضا نزع سلاح حزب الله. “يوجد قرار دولي وموافقة عربية على اجتثاث اذرع ايران في لبنان وتطبيق القرار 1701ن قال الريفي. “نحن أكدنا على الحاجة الى انهاء اسلوب “دولة داخل دولة” (أي سيطرة حزب الله على العملية السياسية)، تلك التي تتخذ القرارات بشأن السلام والحرب بشكل منفصل عن موقف الحكومة اللبنانية”. ولكن اقوال الريفي قاطعها عضو سني آخر في البرلمان، جهاد الصمد، عندما قال “في هذه الاثناء، لا سيما على خلفية الحرب مع اسرائيل، فانه من غير المناسب طرح مثل هذا الطلب”. الريفي انفعل ووجه الانتقاد للصمد وقال: “اغلق فمك عندما أنا اتكلم. نحن نعرف تاريخك وانتماءك السياسي (الصمد هو من مؤيدي حزب الله ومن اصدقاء حسن نصر الله). أنت رجل حزب الله ولا يوجد لك حق في التحدث”.

    خلافات مثيرة ليست أمر نادر بين السياسيين حتى من نفس الطائفة. والمفهوم العام الذي يتمثل في أن قادة نفس الطائفة يتحدثون بصوت واحد لا اساس له ولم يكن له أي اساس. ولكن اذا كان هناك توقع بأنه عندما يخوض لبنان حرب وجودية فانه يتطور قاسم مشترك بين الطوائف والاطراف يمهد الطريق للحل السياسي فانه يتبين أنه مجرد أمنية في الوقت الحالي.

    يبدو أن الجملة الاساسية التي قيلت في هذا اللقاء يتم الاحتفاظ بها بالذات لرئيس الحكومة. عندما سئل اذا كان حزب الله مستعد لتطبيق القرار 1701، رد ببساطة: “لا أعرف”. هذا رد غريب، لأن ممثل حزب الله في المفاوضات حول الخطوات السياسية، رئيس البرلمان نبيه بري، طرح حتى الآن موقف ثابت يقول بأن حزب الله مستعد لتطبيق القرار 1701 شريطة أن لا يتم ادخال الى تعديل أو تغيير عليه، أي بدون توسيع صلاحيات قوة اليونفيل وبدون نزع سلاح حزب الله، رغم أن هذا الطلب يوجد في القرار. عندما يقول ميقاتي بأنه لا يعرف اذا كان حزب الله مستعد لتطبيق القرار 1701 فانه يضع علامة استفهام واضحة، ليس فقط على احتمالية التوصل الى وقف لاطلاق النار، بل ايضا على العملية السياسية التي يمكن أن تؤدي الى الاتفاق.

    في هذه الاثناء يواصل لبنان تلقي ضربات شديدة، التي سبق وجبت حياة اكثر من 3100 شخص و13 ألف مصاب. الكثير من القرى قرب الحدود مع اسرائيل تم تدميرها بالكامل. 1.4 مليون شخص اصبحوا نازحين الذين لا تنجح حكومة لبنان في توفير الخدمات الاساسية لهم. سكان يعيشون في مدارس وفي مبان عامة اخرى يخشون من أنه قبل الشتاء لن يكون لديهم كهرباء بما فيه الكفاية لتدفئة هذه المباني وأن طرق تزويد المساعدات ستغلق بسبب الثلوج والوحل والامطار.

     

    بشار الاسد، انتبه

     

    في نفس الوقت اسرائيل تدير حرب “ثانوية” في سوريا، التي اهدافها المعلنة هي المس بالبنى التحتية لحزب الله وتدمير مصانع انتاج الصواريخ والمسيرات وشل الطرق لنقل السلاح من سوريا الى لبنان. ولكن حسب خارطة الهجمات كما تظهر في اهداف القصف يبدو أن اسرائيل تستغل السماء المفتوحة التي توجد لها في سوريا، بفضل روسيا، في محاولة لدفع الى الخارج قوات حرس الثورة والمليشيات المسلحة التي تعمل في خدمة “قوة القدس”.

    هذه مهمة طموحة جدا حيث أن القوات الايرانية والقوات المؤيدة لايران تمتلك تقريبا 530 قاعدة ومواقع عسكرية في ارجاء سوريا. وحسب استطلاع معهد “جسور” للابحاث الذي يعمل في تركيا، فان ايران قلصت في الحقيقة عدد قواعدها في سوريا، لكن ما زالت تمتلك القوة الاجنبية الاكبر في سوريا.

    باحث من تركيا غير مرتبط بالمعهد قال للصحيفة بأنه يبدو أن الكثافة التي تعمل فيها اسرائيل في سوريا تستهدف ايضا اقناع الرئيس بشار الاسد بعدم الانضمام الى “وحدة الساحات” الايرانية، والقيام بخطوات مهمة لتقليص تواجد ايران في سوريا، وعلى الاقل التوقف عن ارسال السلاح الى لبنان. بشرى واضحة على هذا التوجه وجدها الباحث في هجوم اسرائيل التي نفذ في يوم السبت، الاول في نوعه، على القاعدة العسكرية في محيط مدينة ادلب، الذي فيه اصيبت ايضا منشآت للجيش السوري. “الهجوم بالذات في ادلب، الذي فيه تستعد قوات جيش النظام امام قوات المتمردين، ليس بالصدفة”، قال هذا الباحث. “يبدو ان اسرائيل تلمح للرئيس بشار الاسد بأن لها حرية المس بشكل متعمد ايضا بمنشآت الجيش الاسرائيلي، وهي الاهداف التي امتنعت عن المس بها حتى الآن، على الاقل بشكل غير متعمد”.

    --------------------------------------------

     

     

    إسرائيل اليوم 11/11/2024

     

     

    بضغط دولي نتنياهو يعد انهاءً في الشمال

     

     

    بقلم: شيريت افيتان كوهين

     

    قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انهاء الحرب في لبنان وإعادة سكان الشمال الى بيوتهم، الى جانب استمرار القتال في غزة وفقا لاهداف الحرب – هزيمة حماس كقوة عسكرية ومدنية وإعادة المخطوفين. رغم الاعتراض في أوساط وزراء الحكومة، يعمل نتنياهو على اقناعهم بان إنجازات الحرب في الجبهة الشمالية تكفي لتحقيق هدف إعادة السكان. في جلسة الحكومة التي انعقدت صباح امس طلب نتنياهو السرية التامة وعرض عليهم تفاصيل التسوية المتبلورة برعاية إدارة بايدن، والكفيلة بان تشكك أيضا مدخلا لادارة ترامب الوافدة.

    اثنان من رجاله ارسلا للتوسط في الاتفاق في جبهتين: رون ديرمر الى الولايات المتحدة، كي يضمن حرية عمل في لبنان اذا لم يحترم الاتفاق ووزير الدفاع الوافد، إسرائيل كاتس اعلن في خطاب تسلم المهام بان إسرائيل هزمت حزب الله كرسالة الى الجمهور الإسرائيلي. الاعمال الدعائية تستهدف منع الاعتراض من الجناح اليميني في الحكومة وفي هذه الاثناء يبدو أن الاعتراضات ابقيت بالفعل في مستوى منخفض. ومع ذلك، وزراء الحكومة يطالبون بشروحات كيف ستنهي إسرائيل الحرب في الوقت الذي لا يزال حزب الله يبقي على قدرات عسكرية ذات مغزى. وطالب بعضهم الاستيلاء على نقاط أساسية في لبنان في اطار الاتفاق، لكن نتنياهو لا يسارع الى الاستجابة لهذا الطلب. في كل حال، فان الإعلان عن النصر في لبنان لا يكفي. فلاجل ضمانه يجب منع حزب الله من البقاء في المنطقة.

    الضغط الأمريكي بقيادة الولايات المتحدة يتركز الان في الادعاءات حول “تجويع” السكان في شمال القطاع. عمليا، بيد واحدة عمل الجيش بتوجيه من المستوى السياسي على تطهير شمال القطاع من مخربي حماس من خلال توجيه السكان جنوبا ومنع عبور المساعدات، وفي اليد الثانية أمر نتنياهو بوقفه. الى جانب تكرار قرارات سابقة مثل ربط منشأة التحلية بالكهرباء (امر سبق أن صدر قبل اشهر) يستأنف الجيش الان نشاط معبر كيسوفيم للمساعدات. إضافة الى ذلك، في لقاء عقد امس بمشاركة نتنياهو، كاتس وديرمر، طلب من منسق اعمال الحكومة في المناطق ان يعرض امام منسقة المساعدات من الأمم المتحدة خطة لزيادة المساعدات لشمال القطاع.

    كان هذا هو اللقاء الثاني في غضون بضعة أيام بين نتنياهو ومنسقة المساعدات من الأمم المتحدة، سيغريد كاغ. وتعقد اللقاءات في ظل انذار وجهه البيت الأبيض لزيادة المساعدات الإنسانية لشمال القطاع، الذي سيصل الى 30 يوما في 13 تشرين الثاني. اللقاء الأول عقد يوم الأربعاء، وفي نهاية الأسبوع اتصل وزير الدفاع لويد اوستن بكاتس وطلب ان يطرح موضوع المساعدات في شمال القطاع للبحث في الكابنت أيضا الذي انعقد أمس. يبدو أن إدارة بايدن التي شبعت وعودا على مدى الأسابيع الأخيرة، تطلب ان ترى تنفيذها – والان.

     

    لم يعد وجود لذريعة غالنت

     

    غير أن هنا يتبين مسرح عبث نتنياهو والكابنت. في الصباح يأمر رئيس الوزراء بزيادة المساعدات للمناطق التي يقاتل فيها الجيش لهزيمة حماس، وففي الليل يطالب باستمرار الحرب حتى الهزيمة المطلقة. النتيجة هي حرب عبثية تجبي ضحايا بين مقاتلينا ممن يطالبون بالعودة من جديد الى الشجاعية وجباليا. مع كل الاحترام للضغط الدولي والامن – على نتنياهو أن يقرر: إما يقف في وجه الضغط او يستسلم له ويعرض هذا (بنجاح) كصمود.

    في نهاية أيلول، مع بداية المناورة في لبنان، امر نتنياهو بعملية في شمال القطاع بروح خطة الجنرالات – حقيقة تؤكدها محافل سياسية وامنية على حد سواء. لكن لاحقا، في ضوء التهديدات من البيت الأبيض، بدأ يستجيب بالتدريج للمطالب في الوقت الذي يطهر فيه مقاتلو الجيش الإسرائيلي المنطقة. في مداولات مغلقة يوفر لوزرائه كلمات داعمة ويسند طلب وزير المالية سموتريتش توفير المساعدات لغزة بقوى إسرائيلية لاجل قطع التغذية لحماس. وتدعي محافل امنية بان ربط معبر كيسوفيم يأتي لنقل المساعدات بالذات الى المنطقة التي لا يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي وانه منذ الان توجد محاولات لنقل السيطرة في مناطق مطهرة الى العشائر. غير أن في غزة لا تكفي الكلمات لاجل هزيمة حماس ويثبت ذلك جنود الجيش الإسرائيلي الذين يعملون من اجل اهداف هددت قبل سنة وشهر ولم تتحقق بعد. في هذا الموضوع على الأقل، منذ اقالة غالنت في نهاية الأسبوع لم يعد هو يمكنه أن يكون الذريعة.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 11/11/2024

     

     

    اسرائيل تنتظر اذا كانت ادارة بايدن ستعمل ضدها، وتحاول حل رسائل ترامب

     

     

    بقلم: عاموس هرئيلِ

     

    في فوز ترامب في الانتخابات الامريكية تكمن الآن كما يبدو الامكانية الاساسية لالتهام الاوراق في الشرق الاوسط، وربما لانقاذ اسرائيل من حرب الاستنزاف الطويلة التي وجدت نفسها فيها في عدد كبير من الساحات. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على قناعة بأنه يستطيع أن يوظف ترامب لتحقيق اهدافه كما حدث في السابق.

    لكن الرئيس الامريكي المنتخب يبث كالعادة رسائل صعبة على الحل منذ فوزه في 5 تشرين الثاني الحالي. ربما الصورة ستتضح فقط عندما سيدخل الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني. في هذه الاثناء فانهم في الادارة التاركة للرئيس جو بايدن يتم فحص الآن خطوات شديدة ضد اسرائيل في الفترة المتبقية، ومنها تشديد القيود في مجال تصدير السلاح، وعدم استخدام الفيتو على قرارات مناوئة لاسرائيل في مجلس الامن.

    يوآف غالنت، وزير الدفاع الذي اقاله نتنياهو، قال الحقيقة لعائلات المخطوفين في لقاء وداعه لهم في الاسبوع الماضي. وحسب اقواله فقد نضجت الظروف لعقد الصفقة. وليس للبقاء في محور فيلادلفيا حسب رأيه أي مبرر امني أو سياسي. “لن نبقى في غزة، ما العمل. الانجازات الكبيرة تم تحقيقها… أنا اخشى من أن يكون ذلك (تصميم نتنياهو على عدم سحب قوات الجيش الاسرائيلي) قد جاء بسبب رغبته في البقاء هناك. هذا هدف لا يستحق تعريض حياة الجنود للخطر من اجله”، قال غالنت.

    عمليا، الصورة محزنة اكثر: لا يوجد للحكومة أي مصلحة في صفقة التبادل. الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف يعارض اطلاق سراح سجناء فلسطينيين ونتنياهو يعتمد عليه بالكامل من اجل بقائه السياسي، في حين أنه يعمل على تأجيل تقديم شهادته في محاكمته الجنائية. في المقابل، يتم بذل جهود كبيرة في الاستعداد لسيطرة طويلة على شمال القطاع، التي في اليمين يريدون ترجمتها الى احتلال حقيقي واقامة المستوطنات.

    في الاسبوع الماضي نشر في الصحيفة عن خطوات لدفع كل السكان الفلسطينيين في الربع الشمالي للقطاع الى منطقة جباليا. في نهاية الاسبوع وصف مراسل “يديعوت احرونوت”، يوآف زيتون، انطباعه من زيارته في ممر نتساريم، الى الجنوب من هناك. عرض القطاع الذي احتله الجيش الاسرائيلي في الممر ازداد الى 7 كم. الجيش يقيم هناك مواقع تناسب التواجد الدائم، واقام بنى تحتية للمياه وألواح للطاقة الشمسية. زيتون قدر أنه “بعد موت 20 – 30 مخطوف آخر في الاسر فان أي قيادة في اسرائيل لن تعطي حماس هدية على ذلك – ممر للتقطيع استهدف من البداية أن يكون ورقة مساومة في الصفقة”.

    في هذه الاثناء اعلن نتنياهو عن تعيين رئيس مقره السابق، يحيئيل لايتر، في منصب سفير اسرائيل القادم في الولايات المتحدة. الدكتور لايتر الذي نجله موشيه، قائد فصيل في الاحتياط في لواء المظليين والذي قتل في السنة الماضية في القتال في شمال القطاع، هو ممثل الجناح الايديولوجي للمستوطنين. هذا تعيين يشير الى التوجه الذي يسعى اليه رئيس الحكومة: اعتراف امريكا بضم المستوطنات في الضفة الغربية (الامر الذي طلبه ولم ينجح في تحقيقه في “صفقة القرن” في 2020). ويبدو أيضا احتلال زاحف في شمال القطاع. البنية التحتية لذلك تتم اقامتها في الوقت الحالي.

    في لبنان الجيش الاسرائيلي انتهى بالفعل من المهمة الاساسية التي حددت له وهي تمشيط وتدمير البنى التحتية في صف القرى الاول، 5 كم شمال الحدود مع اسرائيل. الآن الجيش يستعد لاحتمالية تقدم الى صف القرى الثاني. هذه العملية التي رئيس الاركان غير متحمس لها ستكون مقرونة بمشكلتين. الاولى، الطقس سيشتد بسبب الشتاء القريب. الثانية، ستكون حاجة الى تجنيد قوات اضافية للاحتياط، رغم الشكاوى المتزايدة من العبء الملقى على عدد قليل جدا من السكان.

    مكتب نتنياهو يبث التفاؤل بخصوص امكانية التوصل الى تسوية سياسية ووقف لاطلاق النار في لبنان في القريب. من غير الواضح اذا كان يوجد لهذه التنبؤات ما تستند اليه. في كل الحالات يبدو أن الحل الذي يسعون اليه هو تحسين قرار 1701 لمجلس الامن الذي انهى الحرب السابقة في لبنان في 2006. هذا بعيد عن الحسم العسكري، لكن اسرائيل يمكنها على الاقل أن تستند الى الانجازات الكبيرة ضد حزب الله في الاشهر الاخيرة والأمل بأنه في المرة القادمة ستعرف كيفية التصميم على نظام تطبيق متشدد اكثر ضد خرق الاتفاق من قبل حزب الله.

    في غزة المفتاح يمر بالتدريج الى يد ترامب نفسه. من المرجح أن فكرة الصفقة التي ستحاول انهاء مأساة عائلات المخطوفين وتضع نهاية للقتال، مغرية بالنسبة له. هو يذكر السابقة التاريخية من العام 1981 عندما، فقط عندما دخل رونالد ريغان الى البيت الابيض، أطلق النظام في ايران سراح الرهائن الامريكيين من السفارة في طهران، في مشهد طارد الرئيس الاسبق جيمي كارتر. يوجد لترامب ورجاله خطط اكبر للمستقبل في المنطقة، على رأسها توسيع اتفاقات ابراهيم بشكل يشمل تطبيع بين اسرائيل والسعودية وصفقات ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية.

    بصورة تدل الى أي درجة بقيت خطوات ترامب صعبة على التنبؤ، فقد اعلن امس الرئيس المنتخب بأن مايك بومبيو ونيك هيلي، من الشخصيات البارزة في الادارة السابقة التي اقامت شبكة علاقات ودية مع نتنياهو، لن يشغلا أي منصب في الادارة القادمة. في حاشية ترامب هناك عدد غير قليل من ذوي الرؤى الانفصالية، الذين يؤمنون بالحاجة الى تقليص التدخل العسكري الامريكي في ارجاء العالم. يبدو أن أحدهم سيتسلم منصب رفيع في الادارة الجديدة في كانون الثاني.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 11/11/2024

     

     

    ماذا عرفوا في مكتب رئيس الوزراء عن حملة شرائح الاتصالات قبل 7 أكتوبر

     

     

    بقلم: رونين بيرغمان

     

    هل كان ضابط الاستخبارات الذي اشتكى بان محافل رفيعة المستوى في مكتب رئيس الوزراء يلمحون له بانهم يملكون مادة محرجة عنه وهو يشتبه بانهم يحاولون كم فاهه او ابتزازه كان بالفعل يملك مادة ذات مغزى كبير جدا بالنسبة لمسائل الذنب والمسؤولية عما وقع في 7 أكتوبر، قبل قليل من الساعة 6:30 صباحا. وبالتوازي، اذا كانت بالفعل أجريت تزييفات في الساعات وفي المضمون – هل هي كفيلة بان تؤثر باي اتجاه كان على مسؤولة وذنب مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء، وربما الأكبر بينهم، في تلك المواضيع بالضبط؟

    من محادثات مع سلسلة محافل مطلعة على الشكاوى والمواد الاستخبارية ذات الصلة جدا، يتبين انه في مركز التحقيقات الجارية حول مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفي داخله – تحقيقات فيها شكاوى عن تزوير وثائق، تجسس داخل الجيش، سرقة وثائق سرية فائقة ونقلها للنشر في الخارج، شكاوى بابتزاز بالتهديد وغيرها – يوجد موضوع ذوى معان تاريخية، في قلب الجدال على الذنب بالحرب، الموضوع الذي اثار منذ الان غير قليل من الجدالات وتبادل الاتهامات. لهذا الموضوع يوجد اسم واحد SIM  او شريحة الاتصال. تلك التي توجد في هواتفنا جميعا.

    والمقصود هو حملة الشرائح في الأشهر ما قبل هجمة حماس. في المركز يوجد سؤالان عليهما جدال هائل. الأول، ماذا عرف مكتب رئيس الوزراء وماذا عرف رئيس الوزراء نفسه عن حملة شرائح الاتصال التي تحدث عنها الشباك وبحث عن مؤشرات تدل على إمكانية عملية مخطط لها من حماس في السنوات وفي الأشهر ما قبل الحرب؟ والثاني ما الذي بلغ به مكتب رئيس الوزراء عن حقيقة عنه تم تفعيل الشرائح في اثناء اليومين ما قبل، واساسا في الليلة التي سبقت اجتياح حماس لإسرائيل؟

    أهمية الشرائح وصفت في وثيقة لضابط امن قيادة المنطقة الجنوبية التي تناولت الموضوع منذ 2022: شبكة شرائح الكترونية إسرائيلية مخصصة لمجموعة النخبة، التي توجد في كل لواء حماس. أجهزة الهاتف الذكي مع الشرائح يحوزها المسؤولون في الكتيبة ولدى بعض أعضاء النخبة في السرايا. بالاصل كانت الأجهزة معدة بتصوير الاجتياح في الزمن الحقيقي وبثه الى القطاع في تطبيق يسمى “الوديان”، مع استخدام رزمة تصفح الشرائح الإسرائيلية. وكذا كما قدروا، يحتمل ان تستخدم للاتصال بين المخربين في اثناء الاجتياح. “بتقديرنا استخدام هذه الوسائل في الطوارئ تشكل مؤشرا هاما على الدفع قدما بالاجتياح في ساعات او أيام بعد ذلك”، كتب في الوثيقة، “من المهم التشديد ان مجرد التفعيل لهذه الأجهزة بحد ذاته لا يشكل مؤشرا اخطاريا؛ وذلك في ضوء حقيقة أن النشطاء اعتادوا على تفعيل الأجهزة في الأيام العادية أيضا لاجل اجراء الفحوصات، الحفاظ على الاهلية، تحديث الصيغة وتنزيل التطبيق.

    على فرض أن حملة الشرائح تجري على الأقل منذ بضع سنوات فان المستوى السياسي ورئيس الوزراء على رأسه يعرفونها بصيغها وتطوراتها. رغم ذلك عندما نشرت الحملة في وسائل الاعلامن على هذه الصفحات أيضا، سارع مكتب رئيس الوزراء الى نفي كل معرفة عن الموضوع كله وهذا أيضا كالعادة لاجل التراجع في وقت لاحق امام الأدلة القاطعة في أن نتنياهو عرف عن ذلك.

    في الليلة بين 6 و 7 أكتوبر بدأت تتبلور في اسرة الاستخبارات مؤشرات متزايدة عن استخدام الهواتف مع الشرائح الإسرائيلية. ونقلت هذه المؤشرات الى سلسلة من المحافل ومنها مكتب رئيس الأركان: في اليومين الأخيرين سلسلة استخدام الهواتف الخلوية في عدد من الوية حماس. ومن الفحوصات تبين بان في الماضي طرحت مؤشرات على استخدام شرائح جديدة وإدخال رزم تصفح في منطقة خانيونس ومنطقة الشمال”. وفي الختام كتب عن “سلسلة استخدامات شاذة هي في جبهة الشمال وفي الجنوب أيضا”.

    هذا التقرير، مع تفاصيل واسعة، نقل الى مكتب رئيس الوزراء ومنه الى مجموعة مسؤولين كبار من خلال الاتصال المشفر في الهواتف الخلوية الحمراء للجيش الإسرائيلي. كما أن ضابط الاستخبارات إياه، العقيد ش، تلقى هذا التقرير. اذا كان تلقاه حقا، فان الامر يستبعد ادعاء مكتب رئيس الوزراء وكأن المكتب لم يتلقَ أي تحديث في اثناء الليلة عما يجري في غزة والتخوف من أن استخدام الشرائح هو مؤشر شاهد محتمل على انتقال حماس الى منحى طواريء أي الى إمكانية ان تهاجم إسرائيل.

    بالنسبة لباقي الاحداث في تلك الليلة فانه بالتوازي مع شكوى السكرتير العسكري السابق اللواء آفي غيل الى المستشارة القانونية رفعت لرئيس الأركان شكوى أخرى من محافل في الجيش حول الاشتباه بمحاولة ابتزاز العقيد ش. في مركز الشبهات ظاهرا، حسب هذه الشكوى، والتي عرضت أيضا على محافل قانونية رفيعة المستوى في الجيش .

    رئيس طاقم رئيس الوزراء، تساحي بريفرمان. الشكوى الأولى، للسكرتير العسكري موضوعها سلوك محفل رفيع المستوى جدا في المكتب، هدد احدى الموظفات وطلب منها تغيير زمن وصيغة بضع مكالمات حرجة للغاية أجريت في ذاك الصباح من 7 أكتوبر. السكرتارية العسكرية اعتادت على اجراء تسجيلات للمكالمات والاعمال كما هو متبع، وفي الفحص الذي اجري بعد بضعة اشهر دهش السكرتير بان اكتشف، حين جيء اليه بالمحاضر وجداول الاتصالات وجهات الاتصال ومدة المكالمات بان تفاصيل هامة في الجداول وبعض المواضيع الجوهرية في مضمون المحاضر غيرت بشكل يخلق الانطباع ظاهرا وكأنه في المكتب كان معروفا اقل بكثير عن حملة الشرائح. وعندما توجه الى الموظفة التي اجرت التسجيلات وسألها عن معنى الحدث اجابته انها فعلت هذا بامر من ذاك المسؤول الكبير في المكتب وانها لا يمكنها ان ترفض أوامره خوفا من أن تتضرر جراء ذلك.

    --------------------------------------------

     

    إسرائيل اليوم 11/11/2024

     

     

    السيادة في الضفة مرة أخرى على جدول الاعمال

     

     

    بقلم: يهودا شليزنغر وآخرين

     

    يبدو محيط رئيس الوزراء في الأيام الأخيرة اكثر هدوء وتفاؤلا على الاطلاق: فبعد انتصار ترامب، اقالة غالنت ودخول أناس ساعر الى الحكومة في وظائف ذات مغزى، باتوا في محيط رئيس الوزراء واثقين من أنهم “صعدوا فوق الموجة”، وليس فقط لا توجد تهديدات على وحدة الائتلاف او تخوف من تفكك الحكومة بل العكس – الان بوسعهم ان يخططوا لخطوات ذات مغزى ودراماتيكية على نحو خاص. وعلمت “إسرائيل اليوم” بان كلمة “سيادة” عادت الى جدول الاعمال في محيط نتنياهو.

    الى جانب ذلك لا يكتفي المسؤولون في الحكومة بخطط مبدئية تنتهي بمجرد تصريحات وقد بدأوا منذ الان يعملون على المراحل الأولى بخطة فاعلة للسيادة في أجزاء من يهودا والسامرة. على جدول الاعمال: أساسا المناطق التي توجد في الاجماع، مثل معاليه ادوميم، غور الأردن وغوش عصيون.

    الاستراتيجية السياسية تجاه الولايات المتحدة هي عدم “اغضاب” إدارة بايدن هذه الأيام حتى دخول ترامب في كانون الأول القادم الى البيت الأبيض.  ولهذا فان مسألة السيادة تقال هذه الأيام فقط كمهمة مستقبلية وفقط في أوساط أناس نتنياهو، ولا تخرج كخطة علنية واضحة ومرتبة. ومع ذلك فانها تندرج على الاطلاق بين الخطط ذات المغزى التي يعتزمون في الحكومة العمل عليها بعد تسلم ترامب لمهام منصبه.

    في الحكومة على وعي جيد في أن انتخاب ترامب من شأنه أن يكون سيفا مرتدا، والسؤال الكبير هو أساسا من هم الأشخاص الذين سيحيطون به. بخلاف الإدارة الديمقراطية، هنا لا توجد إمكانية للمناكفة مع الإدارة او لممارسة الألعاب لان من شأن الامر أن ينتهي بتسجيل هدف ذاتي.

    الضغط يرتفع مرة أخرى

    وبينما يطرح موضوع السيادة مرة أخرى على الطاولة، في الحكومة يعرفون بان هذه هي “الجائزة الكبرى”، جائزة سيكون من التحدي الكبير تحقيقها وعليه فثمة أيضا خطوات ملموسة يخططون لتنفيذها منذ الان لاجل تعزيز النهج الذي يعتقد بانه يجب تقوية المناطق قدر الإمكان وتحقيق إنجازات سياسية في الإدارة الودية.

    الإنجاز الأول المطلوب هو انعقاد جلسة مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، الذي انعقد في المرة الأخيرة في شهر آب. في الحكومة انتظروا بصبر حتى نهاية حملة الانتخابات، في ضوء رسائل واضحة نقلها نتنياهو في أنه لا يريد تعريض انتصار ترامب للخطر باي طريقة كانت، لكن الضغط الان يعود ليرتفع.

    يوجد سيناريو في إطاره ينعقد مجلس التخطيط الأعلى في الأسابيع القادمة لاقرار 7 – 11 الف شقة تنتظر الإقرار، لكن يحتمل أن يتأجل انعقاده بسبب مصالح إسرائيلية أخرى، مثل الذخائر من الولايات المتحدة. والتطلع بعد دخول ترامب الى المنصب هو لانعقاد مجلس التخطيط الأعلى كل ثلاثة اشهر او حتى اكثر لاجل الوصول الى الرقم المنشود – مليون إسرائيلي في السامرة في غضون عقد.

    كما أن العقوبات التي فرضت في الإدارة الديمقراطية توجد على الطاولة. يوجد فهم بانه لن يكون ممكنا وقف العقوبات في الإدارة المنصرفة، لكن التطلع هو لدفع الموضوع الى جدول اعمال الإدارة الجمهورية الوافدة حتى في الأيام الأولى لولاية ترامب كرئيس للولايات المتحدة.

     

    “محادثات جيدة وهامة”

     

    لقد بدأت إسرائيل في الماضي بتخطيط خطوات السيادة. وكان في حينه الوزير يريف لفين هو الذي ادار اعداد المواد، مشاريع القرارات والخرائط التي تعرض على الأمريكيين قبيل إقرار الحكومة. وكان لفين على اتصال متواصل في هذا الشأن مع الإدارة الامريكية ومع قيادة الاستيطان. وفي اثناء عرض الخطة كان لفين يحضر مع رئيس الوزراء نتنياهو في الغرفة البيضوية، حتى في اللقاءات السرية مع ترامب. والتقدير هو انه بقدر ما تعود خطة السيادة الى الطاولة، سيكون لفين هذه المرة أيضا في الجبهة وعلى اتصال مع إدارة ترامب ومع المستوطنين.

    كما يذكر، قبل نحو اربع سنوات عرض ترامب ونتنياهو صفقة القرن التي تضمنت اعترافا أمريكيا لسيادة إسرائيلية في الضفة، وفي الحكومة احتفلوا بالحدث. يونتان اوريخ، مستشار نتنياهو غرد حتى بان السيادة ستطرح على الحكومة لكن المعارضة الامريكية شطبت الموضوع عن جدول الاعمال.

    امس تناول نتنياهو العلاقة مع ترامب وقال انه في الأيام الأخيرة تحدث ثلاث مرات مع الرئيس المنتخب ترامب. وأشار الى ان هذه كانت “محادثات جيدة وهامة جدا”، وان “المحادثات استهدفت التوثيق المتزايد للحلف المتين بين إسرائيل والولايات المتحدة. نحن نرى بانسجام التهديد الإيراني بكل عناصره، والخطر المحدق منه. كما نرى الفرص الكبرى التي امام إسرائيل، في مجال السلام واتساعه، ومجالات أخرى”.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 11/11/2024

     

     

    احتلال بدلا من مخطوفين

     

     

    بقلم: عيناب شيف

     

    يوم الخميس بث في اخبار “كيشت” النشرة الأكثر شعبية في التلفزيون، تقرير ليولن كوهن صور في جباليا. شوهدت في التقرير قافلة لفلسطينيين واساسا نساء فلسطينيات يسرن في قافلة لان الجيش يحظر عليهن التواجد هناك. توقفت كوهن عند حقيقة أنه استغرقهن شهر للاخلاء. عند الاخلاء ذاته (الذي هو على أي حال ليس الأول في السنة الأخيرة)، عند الادعاءات بانه في شمال القطاع تنفذ “نكبة ثانية” برعاية “خطة الجنرالات” موضع الخلاف، وحتى عند الجانب الأخلاقي ذاته (كيف يشعر المرء امام أزمة أناس في عمر أمك وجدتك حتى لو كان الهدف عادلا ظاهرا) – لم يكن لديها سؤال واحد. حتى أنها لم تهتم كيف سيساعد هذا في إعادة المخطوفين والمخطوفات الذين ترافق عائلاتهم في الأيام العادية ليس فقط في التقارير بل في الاعراب عن خيبة الامل من تركهم لمصيرهم. وها هي، مع السترة الواقية والخوذة اختفت ليس فقط الصحافة الأساس بل وأيضا التجند من اجل العائلات.

     

    لقد عكس التقرير على الأقل بشكل دقيق التجاهل والكبت للتيار المركزي في إسرائيل ما يجري هذه الأيام في شمال القطاع. يخيل ان الجمهور، برعاية معظم وسائل الاعلام (وتماما ليس فقط القناة 14)، يفضل الا ينشغل اكثر مما ينبغي في مسألة ما الذي تبقى من العلاقة التي يفترض أن تكون بين اهداف الحرب وما يجري على الأرض. نوصي بالاستماع الى الوصف الصادم ليوآف زيتون، المراسل العسكري لـ “يديعوت احرونوت” و “واي نت” الذي يزور غزة بتواتر عالٍ، في بودكاست “العنوان”: لم يعد هذا “محور نتساريم” بل “غوش نتساريم”. وإسرائيل اقرب ما يكون من احياء الاستيطان في المنطقة منها الى العودة الى خطوط 6 أكتوبر.

    سواء كان هذا انطلاقا من الحاجة لكبت واقع مركب والصعوبة في النظر الى ما وراء الجرح النازف لـ 7 أكتوبر ام ربما انطلاقا من الموافقة على اعمال تغير الواقع الإسرائيلي لاجيال الى الامام (والثمن سيكون متناسبا مع ذلك)، النتيجة متشابهة: خارج إسرائيل، كل من ينظر الى شمال القطاع يرى هناك احتلالا زاحفا، ليس بهدف الانسحاب وفي ظل تنفيذ اعمال من شأنها أن تكون متعارضة مع القانون الدولي (وينبغي أن تكون عسيرة على الهضم بالنسبة لكل انسان ذي ضمير). في إسرائيل لا ينظرون الى غزة الا عبر نظارات الجيش: تضحية المقاتلين الباعثة على الالهام، العبء الهائل على قوات الاحتياط، وبالطبع القتلى، الجرحى وعائلاتهم. وبينما في إسرائيل يكاد يكونون غير مبالين لمفاهيم مثل الشرعية الدولية وحتى ما تبقى من الاستماع للخطاب الأخلاقي تبخر في اعقاب الجرائم النكراء والصادمة التي ارتكبتها حماس، من الصعب احتواء الفصل القائم بحكم الامر الواقع لدى الجمهور بين اعمال الجيش ومسألة المخطوفين والمخطوفات. بعد ان ثبت بان صيغة “الضغط العسكري” لم تحقق الا انقاذا لافراد ومآسي اكثر بكثير، كل النقد موجه للمستوى السياسي دون السؤال ما هو المنطق والمنفعة في التدمير الهائل، في شق الطرق وفي إقامة اللواقط.

    في الوقت الذي يسوق فيه الناطقون بلسان الجيش (بالبزات وأساسا بدونها) بانهم يتمنون فقط البحث في مسألة اليوم التالي، فان فجر هذا اليوم انبلج منذ الان. عمليا، لتوه سيقف في مركز السماء وشيء لن يحركه من هناك، ولا حتى الفرضية بان المخطوفين والمخطوفات لن ينجوا من شتاء آخر في الانفاق. مريح للمركز السياسي، وكذا لليسار المعتدل التفكير بان المشكلة هي فقط حكم يمين متطرف ورجعي، لكن عمليا مقاول التنفيذ يخلق واقعا يدحر إسرائيل الى خارج اسرة الشعوب ويعرض للخطر ما تبقى من الـ 101 البائسين والبائسات الذين يتركون لمصيرهم كل يوم من جديد. نعم، رئيس الأركان وضباطه الكبار أيضا مسؤولون عن السيناريو المتكدر: يحتمل الا يكون الجيش هو من يعثر على جثثهم بل دانييلا فايس.

    --------------------------------------------

     

     

    هآرتس 11/11/2024،

     

     

    تعيين يحيئيل لايتر هو جزء من ازالة الغطاء الشرعي عن سياسة الحكومة

     

     

    بقلم: نوعا ليمونا

     

    تعيين يحيئيل لايتر في منصب سفير اسرائيل في الولايات المتحدة هو الدليل على التدهور الاخلاقي للدولة في السنة الاخيرة، وقراءة واضحة للتوجه بخصوص المستقبل. تعيين من كان في السابق رئيس مقر نتنياهو هو بمثابة تساوق مع المؤشرات المتطرفة والمسيحانية للائتلاف.

    بصفته مستوطن وناشط من اجل الاستيطان والضم، وله ماضي كهاني، وكان باحثا في منتدى “كهيلت”، الذي دفع قدما بالانقلاب النظامي، وكاتب وباحثا في معاهد ابحاث اخرى متماهية مع اليمين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، فان الخط الموجه لعمله امام ادارة ترامب هو خط واضح: طرد الفلسطينيين من شمال القطاع واقامة المستوطنات، الضم والاستيطان الكثيف في الضفة، منطقة أمنية في لبنان، وربما ايضا مهاجمة مشتركة للمنشآت النووية في ايران. كل ذلك يسير مع تصفية المؤسسات الديمقراطية في اسرائيل وجعلها ديكتاتورية دينية، وهو الحلم الآخذ في التحقق.

    هذا التعيين هو علامة فارقة في الطريق الى ازالة الغطاء الشرعي عن سياسة الحكومة. اذا كانت ادارة بايدن قد اجبرت نتنياهو ولو قليلا على اخفاء نواياها الحقيقية والاعلان بأن اهدافه ليست الضم والاستيطان في القطاع، وأن اهداف الحرب هي تدمير حكم حماس هناك واعادة المخطوفين، فانه امام ترامب لم تعد حاجة الى النفاق. يمكن تعيين سفير يعكس حلم ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش: ارض اسرائيل الكاملة من البحر وحتى النهر. وما يحظر على المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الهتاف به مسموح لاسرائيل الرسمية الاعلان عنه.

    لا يوجد أي عزاء في أن المارد خرج من القمقم، رغم أنه من السائد رؤية الصدق والشفافية قيم سليمة، ويبدو أنه اذا كانت الامور ظاهرة للجميع ولا تحدث في الظلام، فمن السهل معارضتها – في هذه الحالة اهمال التظاهر يشير الى الهاوية الاخلاقية التي وقعنا فيها. فهو يدل على غياب الخجل، ويبدو أنه كلما زاد الاستغراب من سلوك الائتلاف الذي يتصرف مثل المافيا، كلما اصبحت معارضته اسهل.

    رغم أن الاستطلاعات الاخيرة تظهر أن غالبية الجمهور في اسرائيل تدرك أن الحرب تستمر فقط لاعتبارات سياسية، إلا أنه يبدو أن هذا الفهم لا تتم ترجمته الى نظرية كاملة للواقع والمطلوب فعله من اجل تغييره. تعيين لايتر يجب أن يوضح بشكل نهائي للاغلبية العقلانية التي ترزح تحت عبء خدمة الاحتياط الطويلة: هذه التضحية ليست من اجل أمن الدولة، بل بالعكس هي تضر به. الضم والاستيطان في غزة ليس فقط جريمة حرب، بل هو سيضمن قتل الجنود في المستقبل وسيترك اسرائيل في وضع أبدي من الحرب وسيرفع نهائيا الشرعية عن المشروع الصهيوني.

    استمرار الحرب لن يضر بنا، نحن الذين نعيش هنا ونرسل اولادنا الى الجيش، بل هو يمس ايضا بأمن الاسرائيليين واليهود في ارجاء العالم. كما ظهر في مظاهر اللاسامية العنيفة المتزايدة كلما استمر التدمير والقتل في القطاع. التضحية ايضا ليست من اجل اعادة المخطوفين الذين سيبقى اهمالهم الى الأبد وصمة عار لن تمحى وصدمة للاجيال القادمة. الحرب الفظيعة وضحاياها، جسديا ونفسيا واقتصاديا واخلاقيا، تستهدف تحقيق حلم الاستيطان والضم.

    كلما مر الوقت يتبين أن مذبحة 7 اكتوبر هي حادثة خدمت الحكومة – سواء المصالح الشخصية للاعضاء فيها أو مصالحهم السياسية. وبناء على ذلك فان الدرس يجب أن يكون معارضة بكل القوة لاستمرار الحرب والعمل – بكل الطرق القانونية المحتملة – على اسقاط الحكومة.

    --------------------------------------------

    أعمال المافيا ومكر الثعالب.. نتنياهو بعد فضيحة الوثائق: “يستهدفونني وقادة إسرائيليين”

     

    من القليل الذي نشر حتى الآن عن القضايا الثلاث التي يشارك فيها مكتب رئيس الوزراء، يثور اشتباه بأعمال جنائية بأسلوب ما كان ليخجل منظمة مافيا. ليس الطمع بالمال هو ما يقف من خلفها، بل الطمع بالحكم. وتتضح في ذلك محاولة ظاهرة باستخدام معلومات حساسة لغرض خلق رواية تخدم رئيس الوزراء.

    يجب عدم التعاطي مع مثل هذه القضايا وكأنها لا ترتبط معاً. فلثلاثتها هدف مشترك: شطب مسؤولية نتنياهو عن أحداث 7 أكتوبر من التاريخ، وتزويده بمواد يستخدمها للإلقاء الذنب حصراً على جهاز الأمن وبمواد تخدم نتنياهو للتحكم بوعي الجماهير وقمع الاحتجاج ضده.

    القضية الأولى تتعلق بالاشتباه في محاولة مكتب نتنياهو تغيير البروتوكولات حول مداولات الكابنيت التي جرت في زمن الحرب ومحاضر المحادثات. إن تشويش البروتوكولات هو عملياً تشويش للأدلة التي تخدم كل لجنة تحقيق رسمية تسعى لاستيضاح دور نتنياهو في القصور. وتشويش البروتوكولات يخدم إعادة كتابة التاريخ أيضاً.

    لتشويش البروتوكولات حاجة إلى قدرة الوصول إليها. محاولة وضع اليد على البروتوكولات هي التي ورطت مكتب رئيس الوزراء في تحقيق إضافي. فمحافل في المكتب مشبوهون بأنهم ابتزوا ضابطاً كبيراً في السكرتاريا العسكرية، كان يعمل مع المكتب حتى وقت أخير مضى، للوصول إلى البروتوكولات من الأيام الأولى للحرب.

    التحقيق الثالث جاء عقب اشتباه بأن رجال جهاز الأمن أخرجوا معلومات حساسة من منظومات الجيش الإسرائيلي بخلاف القانون، ونقلوها إلى إيلي فيلدشتاين، الذي كان ناطقاً في مكتب رئيس الوزراء.

    حسب الاشتباه، اجتازت المعلومات تحويراً وشقت طريقها إلى وسائل الإعلام الدولية بشكل خدم خط مكتب نتنياهو. وهكذا ولد النشر الزائف في قسم منه في صحيفة “بيلد” الألمانية والذي فهم منه ضمن أمور أخرى بأن يحيى السنوار يستمد تشجيعاً من المظاهرات ضد الحكومة. بالمناسبة، حملة الوعي ضد الجمهور الإسرائيلي نجحت: الاضطراب الجماهيري عقب مقتل المخطوفين الستة في رفح في نهاية آب انطفأ عقب النشر. ورد نتنياهو يعزز الانطباع الناشئ من مكتبه. “هذه حملة صيد منظمة تستهدف المس بقيادة الدولة”، قال أمس دون خجل.

    ينبغي المواظبة على التحقيقات والوصول إلى الحقيقة. لكن لا ينبغي الوقوع في الأوهام والافتراض بأن هذا يكفي لأجل هزيمة الدولة العميقة البيبية، التي تعمل بلا كلل وبلا ملل كي توقع ملف 7 أكتوبر على الجيش و”الشاباك” ووزير الدفاع السابق غالنت. كل هذا من أجل تخليص من قاد إسرائيل إلى كارثة 7 أكتوبر على مدى السنين، من ربقة القانون الجنائي والجماهيري والتاريخي: رئيس الوزراء نتنياهو.

    --------------------------------------------

     

    خطة أمريكية تقوم على إنشاء "قوة دولية مؤقتة" لإدارة قطاع غزة

     

     

     

     

    تل أبيب: كشفت القناة 12 العبرية يوم الإثنين، عن مقترح امريكي قدم لأبو مازن بشأن إدارة مستقبلية في قطاع غزة بمشاركة السلطة الفلسطينية ولكن ليس بشكل كامل. ولم يقدم عباس بعد ردا على الاقتراح، لكن مساعديه يقولون إنه لا يرضيه.

    وقدمت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف الاقتراح لعباس في اجتماعهما في رام الله، مقترحات الإدارة الأمريكية لتخطيط مستقبل قطاع غزة، النقطة الرئيسية في هذا الاقتراح هي إنشاء "قوة دولية مؤقتة" لفترة زمنية محدودة لتولي إدارة قطاع غزة.

     

    وفيما يلي النص الكامل للمقترح الأمريكي:

     

    1- إقامة إدارة مدنية: بمساعدة السلطة الفلسطينية، ستدعم الدول المشاركة الجهود الرامية إلى إنشاء إدارة مدنية في غزة، والترتيبات الأمنية وإعادة التأهيل المبكرة للقطاع خلال الفترة الانتقالية.

    2- المجلس التنفيذي: سيقوم الشركاء، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، بتشكيل مجلس تنفيذي للمهمة الانتقالية. وسوف تضم ممثلين فلسطينيين، بما في ذلك من غزة.

    3- إصلاحات السلطة الفلسطينية: ستواصل السلطة تنفيذ إصلاحات ملموسة وبناء المؤسسات.

    4- إعادة بعض وزارات السلطة الفلسطينية:  منها المياه والبنوك والطاقة والتجارة وجمع الموارد للمستشفيات.

    5- قوة أمنية فلسطينية جديدة: ستقوم الدول الشريكة بتدريب وتسليح قوات أمنية فلسطينية جديدة غير مرتبطة بحماس. وستتولى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية مسؤولية الحفاظ على القانون والنظام في غزة، وستتولى لاحقا المسؤولية الأمنية الكاملة للقطاع.

    6- مساعدات السلطة الفلسطينية:  ستتولى السلطة الفلسطينية إدارة المكاتب التي كانت في أيدي حماس، بما في ذلك في مناطق قطاع غزة.

    7- القوة المؤقتة المتعددة الجنسيات:  ستقوم الدول الشريكة بتشكيل قوة مؤقتة متعددة الجنسيات، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، والتي ستضم شركاء إقليميين ودوليين رئيسيين. الهدف: أمن الحدود، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.

    8- انسحاب الجيش الإسرائيلي: سيتم تنفيذ انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، طالما أن الإدارة المؤقتة تتولى المسؤولية عن المهام المختلفة.

    9- التمويل: ستساعد الدول الشريكة، بما في ذلك الولايات المتحدة، في تمويل المهام المطلوبة لتشكيل الحكومة المؤقتة، وسيتركز المبلغ في صندوق مخصص. وسيتم تحويل تمويل إعادة إعمار قطاع غزة عن طريق السلطة الفلسطينية.

    10- تحويل عائدات الضرائب: ستقوم إسرائيل بتحويل عائدات الضرائب أو الجمارك إلى السلطة الفلسطينية، بما في ذلك إلى الصندوق المخصص لقطاع غزة.

    11- المؤتمر الدولي: ستعقد البلدان الشريكة مؤتمرا دوليا لتقديم دعم مالي وسياسي قوي للبعثة الانتقالية.

    12- دعم الميزانية: ستقدم الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية مساعدة شهرية لتزويد السلطة الفلسطينية في رام الله بدعم مباشر ودائم لميزانيتها، خلال الفترة الانتقالية ولدعم جهودها الإصلاحية.

    13- الشراكة مع الأمم المتحدة: ستعمل الحكومة المؤقتة بالشراكة مع الأمم المتحدة من خلال تسهيل ودعم دور الأمم المتحدة ووكالاتها في قطاع غزة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية. لن تعمل الوكالات مع حماس أو أي جماعة مسلحة أخرى.

    14- التزام إسرائيل: ستتعهد إسرائيل بالامتناع عن اتخاذ إجراءات في الضفة الغربية من شأنها أن تعرقل أو تعرض للخطر التوصل إلى حل عادل وشامل وواقعي ومستدام للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. صراحة، يجب على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات شرم وعقبة، وإعادة تأكيد التزامها بالوضع الراهن في الحرم القدسي.

    15- توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة: ستصدر الدول الشريكة إعلان نوايا يتضمن التزاما بدعم توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكومة واحدة وجهاز أمني واحد وحيز قانوني واحد، كخطوة أولى نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.

    16- قرار مجلس الأمن الدولي: ستطلب الدول الشريكة، بالتنسيق مع إسرائيل، قرارا من مجلس الأمن الدولي لتعزيز الترتيبات المفصلة في الوثيقة، بما في ذلك إنشاء البعثة بدعم من السلطة الفلسطينية وأهدافها.

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/95684