• المخيمات الفلسطينية في بيروت بين حركتي نزوح وعودة تتأرجحان وفقاً للوضع الأمني
    2024-11-11

     
    مع استمرار العدوان على لبنان منذ نحو 43 يوماً، تواصل المخيمات الفلسطينية في بيروت مواجهة آثار هذا العدوان، لا سيما في مخيم برج البراجنة الملاصق لضاحية بيروت الجنوبية، حيث ما يزال نحو ثلثي سكانه نازحين، فيما لم يسعف وضع الإيواء "المتردي" في مراكز الإيواء التابعة لوكالة "أونروا" النازحين من مخيم شاتيلا الذي شهد قصفاً في محيطه، واضطرهم للعودة رغم المخاطر، وفي مخيم مار الياس يواجه اللاجئون الفلسطينيون
     
    نقص الإمكانيات اللازمة لاستقبال النازحين بشكل ملائم باعتباره المخيم الأكثر أمناً.
    معظم الباقيين في مخيم برج البراجنة من أصحاب الأمراض المزمنة و(أونروا) تواصل إغلاق عيادتها
    ولعل أقسى الأوضاع الأمنية والاقتصادية يعانيها من تبقى من أهالي مخيم برج البراجنة جنوب بيروت داخله، ونسبتهم تزيد عن 30 بالمائة، يصف الناشط الاجتماعي في المخيم ثائر الدبدوب الوضع بالصعب للغاية "حيث يسكن من تبقى داخل المخيم في حياة معدومة المقومات وهم ينتظرون من يلتفت إليهم ويمد يد العون لهم".
    يوضح الدبدوب أن من بقي من اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيم هم من أصحاب الأمراض المزمنة (السرطان والسكري والضغط) ويكابدون صعوبات في الحصول على الدواء الشهري، خاصة بعد أن أقفلت وكالة "أونروا" عيادتها ومركزها الوحيد في المخيم وسحبت موظفيها منه، مؤكداً أن المخيم شبه فارغ من السكان، ولم يعد كما كان بعد أن طاول القصف "الإسرائ يلي" معظم مناطق ضاحية بيروت الجنوبية.
    يقول الدبدوب: "أنا من الناس التي بقيت في المخيم لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في تأمين الوجبات الغذائية والإطلاع على أوضاعهم وتوزيع ما تيسر من المساعدات، كوني المسؤول عن جمعية (أمان) التي تقوم بدور بسيط لمساندة أهلنا".
    ويضيف: "نحن مجموعة شباب ندق أبواب أهلنا ونسألهم إذا ما كانوا بحاجة لأي شيء بعد أن تخلت (أونروا) عنهم وتركتهم في وضع لا يحسدوا عليه، ناهيك عن الخوف والرعب الذي يشعرون به عن قصف العدو الإسر ائي لي لضاحية بيروت الجنوبية".
    وطالب الناشط الفلسطيني وكالة "أونروا" أن تعدل عن قرارها وأن تفتح عيادتها على الأقل يومين في الأسبوع حتى يتسنى للاجئين الحصول على دوائهم الشهري.
    في الوقت ذاته، معظم من نزح من المخيم، أحوالهم ليست بأفضل حال عمن بقي، يعبر عن هذا اللاجئ الفلسطيني محمد القفاص الذي نزح إلى مدرسة "يعبد" القريبة من منطقة صبرا.
    يقول القفاص: حياتي تحولت إلى جحيم بعد أن تركت محلي الذي كنت أبيع فيه مواداً غذائية، فأنا اليوم بلا عمل ولا أملك المال الكافي لاستئجار شقة، وفي ذات الوقت لم أستطع التكيف على البقاء في مدرسة حيث تنام أكثر من أربع عائلات في غرفة صفية واحدة.
    يؤكد القفاص أنه سيعود إلى المخيم قريباً رغم أي مخاطر قد أتعرض لها، "العودة أفضل من البقاء في المدرسة التي لا تؤمن فيها وكالة (أونروا) احتياجاتنا".
    القصف "الإسرا ئي لي" العنيف على ضاحية بيروت الجنوبية تسبب بتضرر كبير في منزل القفاص، وحين خرج من المخيم خرج تحت وطأة الغارات العنيفة وصراخ زوجته وأبنائه من الخوف، ولكن العائلة لم تجد احتياجاتها في مركز الإيواء الذي تديره "أونروا"، لذا ينوون العودة إلى المخيم حتى تحت الخطر، وفق ما يقول القفاص.
    ليس القفاص وحده، فكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من المخيم تحت أصوات الغارات "الإسرا ئي لية" عادوا إلى المخيم جراء "تردي" الأوضاع في مراكز الإيواء.

    http://www.alhourriah.ps/article/95666