• مستوطنون على تخوم غزة يطالبون بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية
    2024-11-06

    على مقربة من غزة، يتجمع يمينيون متطرفون إسرائيليون، للمطالبة باحتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه، زاعمين أن "إسرائيل لليهود فقط وعلى الفلسطينيين الرحيل إلى الدول العربية".

     
     
     
     

    وبمشاركة وزراء بارزين في الحكومة الإسرائيلية، عقد مئات اليمينيين الإسرائيليين، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مؤتمرا قرب قطاع غزة دعوا خلاله إلى إعادة النشاط الاستيطاني في "كل شبر" من القطاع الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

    وتحت عنوان "الاستعداد لإعادة استيطان غزة"، انعقد المؤتمر في منطقة صنفها الجيش الإسرائيلي عسكرية مغلقة قرب مستوطنة بئيري بمحاذاة غزة.

    ودعا إلى هذا المؤتمر حزب "الليكود" (يمين)، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء ونواب ونشطاء من أحزاب يمينية أخرى.

     
     
     

     

    وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "الوزراء الذين شاركوا في المؤتمر هم: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والإسكان يتسحاق جولدكنوبف، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، والرياضة ميكي زوهر، والرفاهية حاييم كاتس، وشؤون الشتات عميحاي شيكلي".

     

    ورغم انتهاء المؤتمر، مازال متطرفون إسرائيليون يواصلون تنظيم فعاليات في المنطقة، للمطالبة باحتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية.

     
     
     
     

    القاسم المشترك الذي اجتمع حوله المشاركين في الفعالية، هو أنه يجب على الإسرائيليين احتلال الأراضي الفلسطينية والعيش في غزة، وأنه لا يمكن السماح للفلسطينيين بحكم أنفسهم خاصة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأنه يجب "تشجيعهم على الهجرة القسرية".

    "ليس خياراً بل مشيئة الرب"
    وزعم يهود موجودون في المنطقة في أحاديث مع وكالة "الأناضول"، أن "إسرائيل" عائدة لهم بحسب العقيدة اليهودية، وليس بحسب القانون الدولي.

     
     
     
     

    وقال إلياهو بنيامين (38 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال، إنه عاش في مستوطنة "غوش قطيف" في غزة إلى حين انسحاب إسرائيل منها عام 2005، وأنه الآن يقيم في مدينة سديروت المجاورة.

    وردا على سؤال بشأن توجهاته السياسية، أضاف إلياهو: "نحن لا نعرف ما الذي يدور في أذهان هؤلاء الناس عندما نصوت. نحن نصوت بناءً على ما يقوله السياسيون".

    واستطرد: "نحن لا نعرف الحقيقة، أو ما يفكرون فيه بالفعل، ولكن إذا أخبرك الله من هو أفضل قائد، فنحن نصوّت له في الانتخابات، والله يخبرنا ما يريد. هذا ليس خيارنا بل هو خيار الله"، على حد زعمه.

     
     
     
     

    وذكر إلياهو أنه صوت لصالح "الذين يقولون إنهم يؤمنون بالعهد القديم، وأولئك الذين يقولون: يجب أن تكون إسرائيل دولة لليهود فقط ويجب أن نحكم هذا المكان، ويجب أن نجعل هذه دولتنا".

    وأضاف أنه لا يؤمن بالانتخابات، بل "بمشيئة الله فقط"، على حد قوله.

    وفي إشارة إلى عقيدة "المسيح" المنتشرة بكثرة في الأوساط اليمينية المتطرفة في "إسرائيل"، قال إلياهو "إن الله سيقرر من سيحكم بني إسرائيل في هذا العالم، وهذا هو المسيح"، مدّعياً بأن "المسيح سيجلس على كرسي المُلك من أجل اليهود والعالم".

     
     
     
     

    وقال إلياهو إنهم سيواصلون استحضار مسألة الاستيطان الإسرائيلي في غزة من خلال احتلال الأراضي الفلسطينية، على الأجندة دائما.

    وأردف: "بهذه الطريقة ستضطر الحكومة الإسرائيلية إلى إدراج هذه المسألة على جدول أعمالها ولو بعد شهر أو عام، ومن أجل السلام في المنطقة والعالم يجب أن تكون هذه الأراضي لليهود فقط، دون الفلسطينيين والعرب".

     "إسرائيل" الكبرى أكبر من الحالية
    وفي معرض حديثه عن مزاعم "إسرائيل الكبرى" و"الأراضي الموعودة" التي تستخدمها أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل، قال إلياهو: "إن الأرض الموعودة لإسرائيل أكبر بكثير من إسرائيل الحالية. وفي يوم من الأيام، وبمشيئة الله، ستكون كل هذه الأراضي لنا وستطلب كل الأمم ذلك".

     
     
     
     

    وقال إن الفلسطينيين في غزة يمكن أن يهاجروا قسرا إلى أماكن أخرى عن طريق التبرع بالمال من قِبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وزعم أن الفلسطينيين "يريدون أيضًا الهجرة من غزة ومن الضروري تشجيعهم".

    وردا على سؤال حول ما يجب فعله إذا كان هناك فلسطينيون في غزة يريدون البقاء، قال إلياهو: "الكتاب المقدس يقول إن هذا الوضع يمكن قبوله إذا كان هناك أشخاص يريدون العيش في إسرائيل. ولكن هناك شرط لذلك. يجب أن يقبلوا إدارتنا وحكومتنا وقواعدنا".

    وفيما يتعلق بما إذا كان الفلسطينيون سيحصلون على نفس الحقوق، قال إلياهو: "ليست نفس الحقوق. لا يمكنك أبداً أن تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها السيد. لم أقل (إنهم) عبيد، ولكن هناك سيد وهناك أشخاص آخرون. هم سيتساوون فقط في حق العيش هنا".

    فخورة بالحكومة وقادتها
    شيرا ليف كريتمان، وهي مواطنة إسرائيلية من مواليد نيويورك تبلغ من العمر 31 عاماً وتعيش في مدينة عسقلان وأم لثلاثة أطفال، قالت إنها ترغب في الاستقرار في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من الفلسطينيين في غزة.

    وأضافت أن الجنود الإسرائيليين أخبروهم أنه "تم إخلاء معظم الجزء الشمالي من قطاع غزة".

    وذكرت كريتمان أنها تحدثت مع أشخاص من الحكومة وأنه تم تقييم بعض الخطط والأفكار، مضيفةً أن "بعض الأشياء تُقال علناً وبعض الأشياء لا يتم مشاركتها مع الرأي العام".

    وأردفت: "أنا فخورة بالحكومة وقادتها لتحديهم الضغوط الدولية ولأنهم يفعلون ما يجب القيام به، وبعض الإسرائيليين الذين يريدون الاستيطان في المنطقة ينتظرون في الخيم التي نصبوها في محيط غزة".

     رؤية "الصهيونية الكبرى"
    من جانبه، قال مالكيل برهاي، وهو مواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، ولد في مستوطنة بمرتفعات الجولان المحتلة ويدعم الاستيلاء الإسرائيلي على الأراضي في غزة، إنه قام ببناء بؤرة "إفياتار" الاستيطانية غير القانونية في قرية بيتا، حيث قُتلت الناشطة التركية عائشة نور إزغي إيغي في 6 أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما أطلق جنود الاحتلال النار عليها خلال مشاركتها في مظاهرة ضد الاحتلال.

    وتابع: "إسرائيل كانت لديها مستوطنات يهودية في غزة حتى عام 2005، وعلى المجتمع الدولي بأكمله أن يساعد في التهجير القسري للفلسطينيين في غزة".

    وشدد على ضرورة إقامة مستوطنات إسرائيلية في لبنان أيضاً، زاعماً أن "الفجوة الأمنية في جميع النقاط التي احتلها الجيش الإسرائيلي لن تنتهي ما لم يتواجد في تلك المناطق مستوطنون إسرائيليون".

    وأكد برهاي أنه لا يؤمن بالحدود المحددة في النصوص المقدسة، بل برؤية "الصهيونية الكبرى" للزعيم المؤسس لإسرائيل ديفيد بن غوريون.

    وزعم أنه كانت هناك "مستوطنات صهيونية" في مناطق مثل ميس عيون، التي تقع ضمن حدود لبنان قبل قيام دولة إسرائيل.

    وقال المستوطن الإسرائيلي: "أي دولة تهاجمنا سندافع عن أنفسنا ونطلق هجوماً مضاداً. ومن يعتدي علينا فسنرسم حدودنا وفقاً لمصدر الاعتداء وسيدفعون ثمن هجماتهم".

    وعندما سُئل عن رأيه في مقتل عائشة نور بنيران جنود إسرائيليين، قال برهاي، إن المنطقة كانت تشهد أعمال عنف في كثير من الأحيان، وأن الجيش الإسرائيلي استخدم "حقه المشروع في التدخل".

    وتابع قائلا: "لا أعرف تفاصيل الحادثة، ولكن عائشة كانت في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ، ولكن اتهام الجيش الإسرائيلي في هذه الحادثة ليس أمراً منطقياً".

    احتلال "عادل ومبرر"
    بدوره، قال ديفيد فيندل إنه يعيش في مدينة سديروت التي تعد أقرب مستوطنة إلى قطاع غزة منذ 30 عامًا، مدعياً أن العودة إلى قطاع غزة "واقعية وعادلة ومبررة".

    وادعى فيندل أنه "يمكن إرسال الفلسطينيين في غزة إلى 22 دولة عربية، وأنه لا يوجد أي منطق يحول دون قدرة اليهود على الاستقرار في أي مكان في الأراضي الإسرائيلية"، على حد زعمه.

    وأردف: "إسرائيل الكبرى أعظم من إسرائيل الحالية، لكن المسيح سيضمن ذلك، والآن نطالب بغزة".

    وفيما يتعلق بخيار مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قال فيندل: "بالطبع أنا أؤيده. هل علينا أن ننتظر حتى تصبح إيران قوة نووية؟ علينا التأكد من عدم بقاء النظام الحالي في إيران".

    وزعم فيندل أن "إسرائيل تقدم مساعدات غذائية كبيرة جدًا لغزة، تصل إلى 3 آلاف سعرة حرارية للشخص الواحد يوميًا"، وأنه يعارض ذلك تماما.

    واستطرد: "نحن نعمل على ضمان عدم اختلاق أي مشكلة تعيق السلام العالمي. يجب أن نوضح للفلسطينيين أن هناك العديد من الدول العربية (ليهاجروا إليها)، وأن إسرائيل لليهود. وإذا لم يتمكنوا من الاعتياد على ذلك، فسوف ندفعهم للاعتياد على ذلك".

    وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 145 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

    وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
     


    http://www.alhourriah.ps/article/95543