• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 4/11/2024 العدد 1147
    2024-11-05

    الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

    إسرائيل اليوم 4/11/2024

     

     

    مطلوب مفهوم امن جديد لاسرائيل

     

     

    بقلم: العميد تسفيكا حايموفيتش

     

    الى جانب الاعمال الهجومية المبهرة في نوعيتها حيال حزب الله، النجاحات حيال حماس في قطاع غزة، واساسا فتح الجبهة المباشرة والمتصاعدة حيال ايران (جولات الضربات لا تزال امامنا) – يعلن الجيش عن إقامة وحدات جديدة وعن شراء المزيد من القدرات، بل وبدأت مداولات ميزانية الدفاع، التي ستضاعف في السنة القادمة بل وربما اكثر.

    ثمة معنى للشك في وجود هذه السياقات دون أن تكون استكملت التحقيقات المهنية، لكن حتى قبل أن تستكمل هذه وتنشر – عن شيء واحد لا يوجد خلاف: مفهوم الامن الإسرائيلي، الذي كتبه قبل 76 سنة دافيد بن غوريون ولم يتغير رسميا ابدا، يستوجب تعديلا وتكييفا مع واقع 2024.

    مفهوم الامن الإسرائيلي هو العقيدة العسكرية التي صيغت في 1953 لغرض حماية وجود الدولة ومصالحها في وجه تهديدات محتملة، وتلخص في ثلاثة مباديء: الردع، الاخطار والحسم. كان صحيحا وجودها في السنوات الأولى للدولة الشابة التي تقاتل في سبيل قيامها، وهذا صحيح باضعاف اليوم حين يكون وجودنا في المنطقة ليس امرا مسلما به.

    لقد جرت محاولة لتحديث المفهوم في 2004، حين اوصت لجنة خبراء برئاسة دان مريدور إضافة مبدأ “الدفاع”. توصيات اللجنة لم تتلقى ابدا مفعولا رسميا، وفي وثيقة “استراتيجية الجيش الإسرائيلي” التي وضعت في هيئة الأركان في 2015 أشار رئيس ا لاركان في حينه، غادي آيزنكوت الى غياب مفهوم محدث.

     

    تكييف المباديء مع 2024

     

    أكدت حرب السيوف الحديدية الفجوة الواسعة بين الواقع اليوم وبين مباديء مفهوم الامن الذي يعود الى 71 سنة، والتي لا تتكيف مع التصدي لمنظمات الإرهاب. فالتصدي لدولة او منظمة يختلف بشكل جوهري – روافع الضغط، الموقف من المدنيين وغيرها. لم تتصدى إسرائيل ابدا لمعنى مفهوم “الحسم” تجاه منظمة إرهاب او لاحتمال سلاح نووي لدى دولة عدو، ومفهوم الامن لديها لم يتكيف مع حرب مباشرة ضد دولة في دائرة ثالثة او حيال دولتين في الوسط الذي بين إسرائيل وايران.

    كل إدارة المعركة من تعريف اهداف الحرب وحتى آليات الانهاء، كانت سلسة اكثر لو كان تحت تصرف إسرائيل مفهوم امن مكيف مع الواقع، بعد مسيرة استيضاح عميقة لمنظومة المفاهيم ذات الصلة. لو كنا نفهم بشكل افضل ما هو معنى “الحسم” او “النصر” على منظمة إرهاب، لما كان مؤكدا ان اهداف الحرب كانت ستتحدد كما هي. فضلا عن ذلك، فان استخدام مفاهيم مثل “النصر المطلق” او “تفكيك كتائب حماس”، ما كانت لتولد.

    إضافة الى ذلك، فان مفهوم الامن يقصد سياقات بناء القوة، ميزانيات الدفاع مقابل الأولويات المحددة والمستهدفة – عند نأتي لنفحص ونؤكد استراتيجية الجيش الإسرائيلي، سيتعين على الجيش أيضا أن يبحث في التغييرات واجبة الواقع في 2024: ما هو معنى الامن الجاري او معنى القتال بقوى متدنية تجاه سبع ساحات نشطة، الامن الجاري حيال دول في الدائرة الثالثة مثل ايران واليمن (الحوثيين) الدفاع عن الحدود في ضوء احداث 7 أكتوبر.

     

     الشجاعة في التطبيق في المكان وفي الزمان

     

    الفشل العسكري والسياسي الذي أدى الى الحرب الحالية يستوجب بحثا متجددا في المفاهيم الأساسية أيضا. احدها هو “الردع” الذي اكثرنا من استخدامه على مدى السنين مع تعابير مثل “حماس مردوعة” و “حزب الله مردوع” – التي أدت الى النتيجة التي نعرفها جميعا.

    مفهوم “الردع” هام ومطلوب، لكن علينا الان ان نواصل ترميم الردع والتعريف الصحيح لمضمونه في ضوء الواقع ما بعد 7 أكتوبر – بالنسبة لذاك الذي نشأ بعد سنة، في سلسلة اعمال حيال حزب الله وعلى رأسها تصفية نصرالله وبالشكل الذي عالجت فيه اسرائيل بمنهاجية تهديدات المنظمة وقدراتها التي بنتها منذ حرب لبنان الثانية.

    اذا كان مفهوم الامن لإسرائيل هو البوصلة التي توجه الاستراتيجية والفعل الأمني للدولة، فاننا فقدنا البوصلة ونحن مطالبون بان نعيد احتساب المسار من جديد. لاجل البحث في هذا المفهوم هناك حاجة للشجاعة، لان توضع جانبا الاعتبارات السياسية وتجرى عملية مهنية وموضوعية توجه وتعد إسرائيل على نحو صحيح اكثر لتحديات الغد. الشجاعة هي ليس فقط التصدي والتعريف لمفهوم امن حديث وذي صلة بل وأيضا لتطبيقه في المكان والزمان الصحيحين. هذا سيختبر في اختبار المستقبل كي لا تتمكن منظمات الإرهاب التي تجمع القوة والقدرات قرب حدودنا من ان تتواجد فيه.

    كي نكون جاهزين على نحو افضل وبالاساس كي نكيف الاستعدادات مع الواقع المتشكل في السنة الأخيرة لا مفر من تحديث مفهوم امني، ومنه استراتيجية الجيش. ومن الأفضل ساعة مبكرة اكثر.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

     

    هآرتس 4/11/2024

     

     

    حصار داخل حصار.. جوع وقتل يفتك بسكان شمال قطاع

     

     

    بقلم: يورغوس بترويولوس مسؤول المنظمة الأممية بغزة

     

    نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الإثنين، تقريرا لها تحت عنوان: "حصار داخل حصار" .. الجيش الإسرائيلي يحجب المساعدات الإنسانية عن عشرات الآلاف المتبقين في شمال قطاع غزة.

    وتقول الصحيفة، في 18 أكتوبر/ تشرين أول الماضي تم قصف مبنى في الفالوجا بمخيم جباليا وكان بداخله 32 فلسطينيا نجا بعضهم بصعوبة وطلبوا المساعدة لمن هم تحت الأنقاض .. تدخل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وحاول الدخول للمكان لكن تم رفض طلبه تماما كما جرى مع عشرات الطلبات التي قدمت الشهر الماضي

    وكان الجيش الإسرائيلي يبلغ المنظمة الأممية أنه لم يعد هناك أي جدوى من الذهاب إلى المكان لأن احتمال بقاء أي من المحاصرين على قيد الحياة هو صفر

    وتقول الصحيفة: حتى هذا اليوم لم ينشر الجيش الإسرائيلي سبب مهاجمته للمبنى في الفالوجا ولم يزعم أن أيا من ضحايا الهجوم كان عضوا في حماس

    يقول يورغوس بترويولوس مسؤول المنظمة الأممية بغزة: هناك كارثة إنسانية كبيرة في شمال قطاع غزة .. يرفض الجيش الإسرائيلي السماح بإدخال المساعدات ويقصف بشكل يومي .. سقط العشرات من القتلى يوميا ومنذ 3 أسابيع لا تتوقف الهجمات يوميا .. هناك استخدام واضح للمساعدات الإنسانية كسلاح ضد المدنيين هناك

    تقول هآرتس: بالفعل هناك اليوم ثلاث دوائر حصار في قطاع غزة تخضع لقيود مختلفة: أولا: القطاع بأكمله محاصر، فلا يدخله أو يخرج منه إلا بإذن الجيش .. ويفرض حصار آخر على شمال قطاع غزة بأكمله من منطقة وادي غزة إلى الشمال ما في ذلك مدينة غزة ومخيمات اللاجئين والمناطق الأخرى .. وفرض الجيش مطلع الشهر الماضي حصارا آخر وأشد شمال قطاع غزة وتحديدا في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون .. وصف مسؤول أممي كبير ذلك بأنه "حصار داخل حصار داخل حصار"

    تضيف الصحيفة: يبقى في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ما بين 75 إلى 90 ألف مواطن لا يستطيعون أو لا يريدون المغادرة على الرغم من مطالبة الجيش الإسرائيلي بالانتقال جنوبا

    يقول بتروبولوس: عندما يُسأل الباقون عن سبب بقائهم، يجيبون: من الصعب العيش هنا ومن الصعب العيش هناك (جنوب الحصار) لكنني هنا على الأقل لا أعيش في خيام .. لا يعني ذلك أن المنازل في المنطقة سليمة لكن في منطقة رفح ينام الناس تحت النايلون في ظروف قاسية.

    قال أحد سكان المنطقة المحاصرة الذي يرفض المغادرة لصحيفة "هآرتس": نفضل أن نموت في جباليا ولا نعيش في الخيام ونتعرض للإذلال .. كانت هناك مناقشات صعبة حول ما يجب فعله مع الأطفال وهل يجب الانفصال عنهم لكننا سنبقى معا ونموت بكرامة وأيضا من سيضمن لنا أننا لن نتعرض للقصف أو إطلاق النار فور مغادرتنا؟ لا يوجد مكان آمن في غزة، كل التصريحات حول ممر آمن أو منطقة إنسانية هي أكاذيب .. الناس لا يفهمون مدى خطورة التنقل من مكان إلى آخر داخل القطاع.

    ونشرت هآرتس شهادات للعديد من المواطنين حول ما يجري في شمال قطاع غزة معهم من حصار خانق ومحاولة إجبارهم على النزوح جنوبا، لكنهم يصرون على البقاء هناك.

    وتقول الصحيفة: تصريح الدخول الوحيد إلى المنطقة المعزولة كان مخصصا لسيارات الإسعاف التي وصلت لنقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة من المستشفيات الموجودة هناك إلى المستشفى في مدينة غزة، وهذا النقل يتطلب تنسيقا معقدا مع مقر تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، وبعد ذلك تذهب قافلة إلى المستشفيات، وتحمل المرضى في سيارات الإسعاف وتعود جنوبا، ويطلب منها التوقف للتفتيش، ويطلب من المسعفين إخراج كل مصاب من سيارة الإسعاف والسير معه مسافة 50 مترا وتقديمه للجنود.

    يقول بيتروبولوس: في إحدى المرات عندما قمنا بنقل الجرحى، سألنا الضابط عن سبب عدم قيامنا بإخراج الجرحى من سيارة الإسعاف، قلت له: تعال وانظر، هذه فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات ولديها جرح في رأسها يمكنك من خلاله رؤية دماغها، لكن يبدو أن الطريقة الوحيدة لكي لا تكون إرهابيا في غزة هي أن تكون طفلاً .. لقد تأخرنا لمدة ثلاث ساعات أثناء الفحص، وطوال هذا الوقت واصل المسعف إعطاء الأكسجين للفتاة، لقد نقلناها إلى المستشفى في غزة، لكنني لا أعرف ما إذا كانت قد بقيت على قيد الحياة.

    وبالإضافة إلى السماح لسيارات الإسعاف بالدخول، سمح الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي بنقل المواد الغذائية والمعدات الطبية والوقود وعمليات نقل الدم إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، لكن لم يتم قبول جميع طلبات ذلك المستشفى في المنطقة المحاصرة يوجد في المنطقة قسم لغسيل الكلى يعالج حوالي 65 مريضا.

    ويعتمد تشغيل آلات غسيل الكلى على الديزل الموجود في المستشفى، ووفقا لبتروبولوس، عندما ينفد الوقود، وهو ما قد يحدث قريبا، سيموت جميع المرضى في الجناح.

    وينطبق الشيء نفسه على المرضى المزمنين الآخرين، ويوجد في المستشفى أيضا قسم للعناية المركزة والجهاز التنفسي، ولكن نظرا لعدم وجود سيارات إسعاف مزودة بأجهزة تنفس اصطناعي في القطاع، لا يمكن نقلها إلى مستشفيات أخرى، وهنا يوضح بتروبولوس: سيعيشون أو يموتون في كمال عدوان، ولا يمكنك إخراجهم من هناك".

    وأشار إلى أنه واجه خلال زياراته للمستشفى حالات إصابات ما بعد الصدمة وإصابات نفسية لم يتمكن أحد من علاجها.

    وتشير الصحيفة إلى الأعداد المأهولة من الضحايا الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، والذين لا تستطيع أي طواقم طبية أو الدفاع المدني مساعدتهم.

    وحول التشكيك الإسرائيلي بأعداد الضحايا، يقول بتروبولوس: على أية حال، هناك عشرات الوفيات يوميا. إذا لم تكن هناك مائة حالة وفاة بل 50 فقط، فهل هذا جيد؟ هل يتناسب قتل 50 شخصا مع قتل شخص واحد؟ .. لقد وقع هجوم وحشي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن الوحشية مستمرة كل يوم منذ ذلك الحين، وليس ضد الناس فحسب، بل أيضا ضد المكان الذي يعيشون فيه، والمناظر الطبيعية والمباني والطرق".

    قبل نحو ستة أشهر شهد بتروبولوس هجوما في خان يونس استهدف أحد كبار مسؤولي حماس. يتذكر قائلا: بدا الأمر مثل ناغازاكي .. لقد أحصىوا الجثث، لكن كان هناك 70 شخصا تبخروا ببساطة، وعندما قصفوا مواسي في 10 سبتمبر/أيلول، قفزت من السرير، وكان هناك أيضا عشرة أو 20 شخصا قتلوا .. كنت في الخيام قبل الهجوم واختفوا بكل بساطة .. كنت أيضا في المستشفى بعد القصف، وكان يبدو وكأنه مسلخ، وكانت الدماء في كل مكان.

    ويعمل بتروبولوس، وهو مواطن يوناني يعيش مع عائلته في الأردن، في مجال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم منذ حوالي 20 عاما، 14 منها عبر الأمم المتحدة، وقد زار دارفور وأفغانستان واليمن وليبيا ودول أخرى، وهو موجود في القطاع منذ شهر يناير، ويبقى هناك لمدة أربعة أو خمسة في الشهر الواحد، ووفقا له، فإن الفرق بين مناطق الحرب الأخرى في العالم وغزة هو أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

    ويؤكد: لا يوجد شيء اسمه منطقة إنسانية في غزة .. كل مكان يمكن أن يتعرض لإطلاق النار من أي اتجاه طوال الوقت .. الناس هنا يتعرضون للهجمات في كل مكان وحتى في المواصي التي توصف أنها آمنة .. هذا يجعل كل شيء مأساويا للغاية .. عليك أن تتخيل ماذا سيحدث لو قُتل 60 مدنيا في أوكرانيا كل يوم.

    وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعامل الموظفين الأممين بطرق مهينة، ويجعلهم ينتظرون التنسيق لساعات من أجل دخولهم رغم أنهم يحصلون على تنسيق مسبق.

    ويقول بيتروبولوس إن القطاع بأكمله تفوح منه رائحة الجثث المتعفنة المنبعثة من الأنقاض التي دفن الناس تحتها، وأن الكلاب البرية تتجول وأعضاء بشرية في أفواهها، ونجمع جثث أشخاص قتلوا من الطرق التي نمر بها ولا أحد يستطيع الوصول إليها ونسلمها للصليب الأحمر.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 4/11/2024

     

     

    حركة الاستيطان الجديدة: ارض اسرائيل بدون عرب من النهر الى البحر

     

     

    بقلم: روبيك روزنطال

     

    مرحلة تلو اخرى يتم تطبيع فكرة الاستيطان في قطاع غزة. في القناة 13 اعلنت موريا اسرف بأن هذه “فكرة مشروعة”، ليمور لفنات لم تصب بالصدمة من الفكرة بل من توقيعها، وذلك في برنامج “منطقة اختيار”، وهو البرنامج الرئيسي للجمهور الليبرالي. نتنياهو اوضح فقط بأنه “في هذه الاثناء هذا الامر غير واقعي”. احداث الاعداد للاستيطان يتم توثيقها في التلفزيون كاحداث مفرحة.

    هذه قصة اسرائيلية معروفة: ما كان بالامس “خيالي” وينطوي على كوارث ويعارض المصالح الوطنية، هو الآن “مشروع” وفي الغد “واقعي”. هذا يحدث ايضا لافكار اعادة الحكم العسكري في غزة واعادة احتلال منطقة أمنية في لبنان.

    زعماء الاستيطان يختفون وراء المبررات الامنية، مثلما قال وزير المالية سموتريتش. “أينما توجد مستوطنات سيكون جنود، ولذلك سيكون أمن”. هذا بحد ذاته حلم مدهش سيحتاج الى كتائب جنود من اجل ايجاد حلقات دفاع حول المستوطنات المحاصرة والمكشوفة لمليوني انسان في قطاع غزة. ولكن المبرر الامني هو آلية تطبيع اخرى.

    ايتمار بن غفير اوضح بأن الاستيطان مقرون بالترحيل، أو ما يسمى باللغة المغسولة “التشجيع على الهجرة”، الذي هو حسب تعريف عمانويل كانت من كريات اربع “الحل الاخلاقي جدا”. ماي غولان تبين أنها مفكرة صهيونية، واوضحت بأن “من حاول الحاق الكارثة بنا يجب أن يتلقى نكبة”، أي ليس “ترانسفير اخلاقي” بل طرد الملايين.

    حركة الاستيطان الجديدة ليست على صيغة “دونم آخر ومنطقة عسكرية مغلقة اخرى”. حركة الاستيطان هذه هي حركة “ارض اسرائيل بدون عرب من النهر وحتى البحر”. صورة مرآة لحلم حماس الذي اصاب اتباع اغبياء في ارجاء العالم.

    يجب القول بنزاهة، كما يقول الشعار، بأن حلم ارض اسرائيل بدون عرب يرافق الحركة الصهيونية منذ الولادة. هذا بدأ بشعار بريء، “شعب بلا أرض يعود الى ارض بلا شعب”. ارض فارغة تنتظر الطلائعيين من اجل استيطانها واحتلال كل الاراضي القفر وتجفيف المستنقعات. قرى ومدن صغيرة عربية كانت تنتشر في حينه في ارجاء البلاد، لكنها لم تشوش حلم الارض الفارغة. ايضا خطة التقسيم وتقسيم البلاد بعد الحرب في 1948 لم تقتل هذا الحلم. في حرب الايام الستة هرب الكثير من اللاجئين الى الاردن، ووجدوا هناك مخيمات جديدة للاجئين. ثلاث قرى في سهل ايالون تم اخلاءها وتدميرها في الليلة الاولى للحرب. الحلم لم يمت. حزب شرعي في الكنيست طالب بـ “الترانسفير الطوعي”، برئاسة جنرال احتياط، الذي ارثه يمول بالملايين من حكومات مختلفة حتى الآن.

    كلما ظهر أن هذا الحلم اقل واقعية يزداد التوق اليه. مرة تلو الاخرى ظهرت فكرة عرض الاموال بسخاء على الفلسطينيين، وهم سيغادرون البلاد بجموعهم. يوسي بيلين قال ذات مرة بأنه من اجل اعلان مغري للهجرة تم تسجيل بضع عشرات. الفلسطينيون يلتصقون بالارض، ما يسمى الصمود، كقيمة اساسية وخيار وحيد. الخيار الوحيد الواقعي لتطبيق حركة “من النهر وحتى البحر” اليهودية هو حلم ماي غولان: نكبة اخرى.

    حلم الارض الفارغة خفت كما يبدو كلما مرت السنين وازداد عدد الفلسطينيين. القرى اصبحت مدن وتقريبا مقابل كل يهودي من البحر وحتى النهر يوجد فلسطيني من البحر وحتى النهر. الملايين مقابل الملايين. بالذات في 7 تشرين الاول، الذي فيه كان يجب علينا فهم خطأ الغطرسة وقيود القوة والحماسة التي تشتعل في الطرف الثاني، الحلم يرتفع ويحتل المزيد من الجمهور، واصبح لا يخجل ولا يغلف نفسه بكلمات مغسولة.

    من بين الانقاض يندفع الحلم برقصات صاخبة، وينتشر بعيدا اكثر من أتباع عنصرية كهانا. في هذيان الاستيطان في قطاع غزة يوجد شرط ضروري الذي اخرجته الكاهنة من الكوابيس، دانييلا فايس: غزة نقية من العرب. “لو أنه اصبح في غزة 200 ألف فلسطيني بدلا من المليونين، لكان كل شيء بسيط أكثر”، قال سموتريتش، ونحن نستمع ونجري المقابلات ونتناقش بلغة خفيفة ونطبع.

    مهمات كثيرة وضعتها لنفسه الحركة الصهيونية طوال الـ 140 سنة من عمرها. الكثير منها تم تحقيقه وحتى بطريقة مؤثرة. مهمة واحدة فشلت وتم ابعادها عن الطاولة، وعندما طرحت نزلت على الفور، وهي مهمة العثور على طريقة للعيش مع الشعب الذي فرض علينا أن نكون شركاء له في نفس قطعة الارض. هم لن يذهبوا الى أي مكان. ونحن لن نذهب الى أي مكان. كثيرون منهم شركاء في صورة المرآة لنفس الحلم: فلسطين من البحر حتى النهر خالية من اليهود.

    اذا لم نعرف كيفية التخلص من اصحاب هذه الاحلام الكاذبة، والفهم بأن انهاء النزاع، الآن أكثر من أي وقت مضى، هو المفتاح لمصير دولة اسرائيل والمشروع الصهيوني، فانه لن تقوم لنا قائمة. ليس كشعار كاذب للناسخ الوطني، بل كامكانية وحيدة لاستمرار وجود دولة اسرائيل.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    هآرتس 4/11/2024،

     

     

    روليتا روسية في قطاع غزة

     

     

    بقلم: اسحق بريك

     

    في حزيران كتبت وثيقة عن جنود الجيش الاسرائيلي الذين يقتلون بالعبوات الناسفة والكمائن اثناء تمشيط البيوت في قطاع غزة. وقد كتبت في الوثيقة بأن سبب ذلك هو أن القيادة العليا لا تطبق الدروس. للاسف، لم يتغير أي شيء منذ ذلك الحين. الاهمال يستمر. الجنود يدخلون الى البيوت المفخخة بدون أي فحص، ويقتلون. الاغلبية الساحقة من الحالات التي يقتل فيها الجنود ويصابون في القطاع تنبع من عدم الانضباط العملياتي، وعدم استخلاص الدروس وتطبيقها، وتجاهل القادة الكبار للاحداث الخطيرة. أي اطلاق نار صديقة من قبل قواتنا. دخول غير مراقب للبيوت المفخخة وفتحات الانفاق وانفجار عبوات.

    تحليل بيانات القتال في لبنان سيجري بعد العملية. ولكن من الواضح أنه ايضا في القرى اللبنانية يوجد لاسرائيل الكثير من القتلى والمصابين بسبب عدم الانضباط العملياتي وعدم تطبيق تمارين اساسية للتقدم الصحيح نحو الهدف. في جزء من الاحداث الصعبة في لبنان سار الجنود وهم منتصبون نحو الهدف ودخلوا الى بيوت مفخخة بدون الفحص المسبق، الامر الذي هو مطلوب حسب الاوامر. المورد الاكثر اهمية بالنسبة لنا، حياة الانسان، اهملته وتخلت عنه القيادة العليا للجيش الاسرائيلي في حرب “السيوف الحديدية”.

    أنا تحدثت مع قادة اثناء الحرب في قطاع غزة. وقد قالوا لي بأنه في احداث صعبة، عندما قتل واصيب عشرات المقاتلين، أمر رئيس الاركان بأن يقوم كل قادة الوحدات بالتحدث الى جنودهم حول الحدث وتعليمهم كيفية التصرف حسب الاجراءات والاوامر كي لا تتكرر كوارث كهذه. حسب اقوالهم فان توجيهات رئيس الاركان في موضوع الانضباط العملياتي لم تنزل الى الميدان بشكل عام، بل علقت في الطريق. بالتوجيهات التي وصلت لم يحدث أي شيء ولم يتم اصلاح أي شيء، والوحدات استمرت بالتصرف بنفس الطريقة. وحسب قولهم فان سبب ذلك هو نقص الرقابة والمتابعة من قبل المستوى الاعلى لتنفيذها. والاخطر من ذلك هو أنه عندما يطلب القائد من المسؤولين عنه الحصول على وسائل لفحص البيت قبل دخوله مع الجنود من اجل تمشيطه فان الجواب الذي يحصل عليه احيانا من قادته هو “تدبر الامر مع ما هو موجود لديك”. إن أمر الجنود بالدخول الى البيوت بدون وسائل فحص هو مقامرة بحياتهم.

    “منذ فترة طويلة وقواتنا تعود وتهاجم مرة تلو الاخرى نفس الاماكن التي سبق أن احتلتها في قطاع غزة بسبب نقص الفائض من القوات، الامر الذي لا يسمح بالبقاء لفترة طويلة في المنطقة التي تم احتلالها. في كل هجوم كهذا نحن ندفع ثمنا باهظا جدا بالقتلى والمصابين. هذا القتال يذكرنا بحرب الخنادق في الحرب العالمية الاولى، التي تم فيها ارسال الجنود من خلال الخنادق وركضوا وهم مكشوفون في مناطق حيث كانت اجسادهم امام وسائل اطلاق لهب قاتل وبنادق وسقطوا باعداد كبيرة. في الواقع مقاتلو الجيش الاسرائيلي لا يهاجمون رجال حماس الذين يطلقون اللهب لأن حماس تقاتل حرب عصابات ولا تسعى الى الاشتباك وجها الى وجه، بل تقوم بنصب الكمائن وتفجر العبوات في المباني وتطلق الصواريخ وتختفي في فتحات الانفاق، وهكذا تلحق بالجيش الاسرائيلي خسائر كبيرة.

    “في كل يوم يمر يقتل جنودنا عند دخولهم الى البيوت المفخخة بدون انضباط عملياتي أو اجراءات اساسية أو تعلم الدروس أو رقابة ومتابعة من قبل القادة الكباير أو بدون تنفيذ تمارين اساسية قبل دخول المباني (مثل اطلاق قذيفة دبابة أو قذيفة مدفعية أو ارسال حوامة أو كلب أثر) من اجل فحص المبنى. يدخلون الى بيت مفخخ بعمى مطلق، مثل الاعمى في المدخنة أو مثلما في اللعبة القاتلة للروليتا الروسية، ويقتلون بتفجير العبوات بسبب المخاطرة المتعمدة من قبل قادتهم، وهكذا فان حياة الجنود يتم تركها للحظ.

    هذا “الروتين” يعود مرة تلو الاخرى، وبسبب ذلك تجرى الجنازات المؤلمة، وكثيرون يحزنون جدا، والحزن الفظيع يسيطر على الجميع، ولكن لا أحد ينبس ببنت شفة أو يقوم بالاحتجاج. كل ذلك يحدث بدون أي هدف، ودخول الجنود الى البيوت المفخخة لا يساهم في التقدم في الحرب. هذه هستيريا لا يمكن قبولها أو فهمها، ويجب عدم الوقوف مكتوفي الأيدي.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 4/11/2024

     

     

    للسلطة ولمصر يوجد مقترح لليوم التالي، وإسرائيل تتجاهل

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    عشية الانتخابات الامريكية بذلت جهود كبيرة من قبلها ومن قبل السلطة الفلسطينية ودول عربية من اجل وضع الاساس لخطة “اليوم التالي” قبل دخول الرئيس الجديد الى البيت الابيض – وطرح بديل عملياتي لادارة القطاع. أمس وصل الى القاهرة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من اجل المشاركة في لقاء قمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. في نهاية الزيارة التي ستستمر ليومين يتوقع أن يعلن محمود عباس، بأمر رئاسي، عن تشكيل لجنة فلسطينية لادارة شؤون غزة.

    هذه القمة تشكل استمرارية فورية للقاء الذي اجري يوم السبت بين وفود من فتح وحماس مع رئيس المخابرات المصري حسن محمود رشاد، التي شارك فيها ايضا نائب عباس، محمود العالول، ومستشاره محمود الهباش وممثلون عن حماس، الذين اتفقوا على تشكيل لجنة مهنية ستعمل برعاية الحكومة الفلسطينية. هذه اللجنة ستاخذ بيدها ادارة ادخال المساعدات الانسانية وتوزيعها، وتشغيل معبر رفح في الطرف الغزي واعداد خطة عمل لاعمار القطاع بعد وقف اطلاق النار.

    تشكيل هذه اللجنة تمت مناقشته في تشرين الاول الماضي، لكن النقاشات المبكرة انتهت بدون نتائج. ومنذ ذلك الحين لم تكف مصر عن الدفع قدما بفكرة تشكيل هذه اللجنة، في نفس الوقت مع نشر خطة “وقف اطلاق النار القصير” التي بادر اليها السيسي. حسب الخطة الاخيرة فان اربعة مخطوفين سيتم اطلاق سراحهم مقابل سجناء فلسطينيين (الذين عددهم واسماءهم لم تنشر في اطار وقف قصير لاطلاق النار الذي خلاله سيتم استئناف المفاوضات حول وقف الحرب وعقد صفقة تبادل شاملة).

    حماس رفضت الاقتراحين، والمتحدثون باسمها عبروا عن الخشية من أن وقف قصير لاطلاق النار وصفقة تبادل محدودة لن تمنع اسرائيل من استئناف الحرب، وأنه بدون اتفاق على وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع فانه لن تكون صفقة. بخصوص لجنة لادارة الشؤون المدنية والشؤون الانسانية في قطاع غزة فان حماس صممت على أن يتم في البداية تشكيل حكومة خبراء، التي ستتحمل المسؤولية عن ادارة القطاع. هذا الموقف الذي أيده في حينه ايضا يحيى السنوار، استهدف ضمان مكانة لحماس بشكل رسمي ومعترف بها في حكومة فلسطينية. الآن يبدو أن حماس لينت موقفها وهي مستعدة للموافقة على تشكيل “لجنة ادارة” في اطار الحكومة الفلسطينية الحالية برئاسة محمد مصطفى، الذي عينه محمود عباس في هذا المنصب في شهر نيسان الماضي. التعيين، الذي تم عرضه كجزء من الاصلاحات التي يتعين على السلطة اجراءها، حسب الخطة المطلوبة من قبل الادارة الامريكية، لم يكن مقبول على حماس بسبب ذلك. حماس ايضا طلبت أن يتم تشكيل اللجنة حسب أمر رئاسي الذي ينشره محمود عباس بصفته رئيس م.ت.ف. وحماس طلبت ايضا بأنه فيما بعد سيتم تشكيل اطار موحد لتمثيل الشعب الفلسطيني، م.ت.ف محدثة، سيشمل جميع الفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس.

    هذا الطلب هو استمرارية للموافقة التي تم التوصل اليها في اللقاء الذي عقده 14 فصيل فلسطيني، الذي اجري في شهر تموز في بجين، والذي اعلنت فيه الفصائل عن المصالحة والاستعداد للعمل بالتعاون. ولكن منذ ذلك الحين لم تتوقف الخلافات بين حماس وفتح، وهذه الخلافات وصلت الى تبادل اللكمات اللفظية، التي فيها ضمن امور اخرى، هاجم الهباش خالد مشعل، المسؤول عن حماس الخارج، والذي تحدث عن “انجازات الحرب… الجديرة بالثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون” – واعلن عن الغاء اتفاق اوسلو. “الشعارات الكاذبة لن تحقق أي انجاز ولن تدافع عن أي فلسطيني”، هذا ما قاله الهباش الذي يمثل موقف عباس، المعارض للنضال العنيف، ويشجع النضال السياسي والدبلوماسي.

    مصدر رفيع في فتح قال أمس للصحيفة بأن تشكيل لجنة الادارة، اذا تم تشكيلها حقا، “هي فقط مرحلة اولية. الامتحان الحقيقي سيأتي عندما سيطلب من اسرائيل المصادقة على عمل اللجنة في قطاع غزة والسماح لاعضائها بالوصول الى القطاع وبدء معالجة الشؤون الانسانية الملحة”. وحسب قوله فان الولايات المتحدة وافقت مبدئيا على هذه العملية، وايضا دول عربية مثل السعودية ودولة الامارات تؤيد هذه الفكرة. “لكن نحن ندرك جيدا طموحات حكومة نتنياهو اليمينية، السيطرة على غزة بشكل دائم، وايضا استئناف الاستيطان في القطاع”، قال. بخصوص تغيير موقف حماس بالنسبة لتشكيل اللجنة أوضح رجل فتح بأنه “منذ تصفية السنوار وحماس الخارج هي التي تتخذ القرارات السياسية، وهي الآن منشغلة بالاساس في الحفاظ على مكانتها كحركة وكمنظمة سياسية”. وحسب قوله فانه يبدو أن قيادة حماس تعترف بأنه من اجل ترميم شرعية المنظمة فانه “لا مناص لديها من الانضمام لـ م.ت.ف والقيام بالشراكة مع فتح. هذه المرة بشروط اصعب من الشروط التي حاولت املاءها في السابق”.

    مصدر اسرائيلي مطلع على الاتصالات مع مصر قال بأن العملية الفلسطينية تمت مناقشتها في اللقاء الذي عقد في الشهر الماضي بين رئيس الشباك رونين بار ورئيس المخابرات المصرية. وحسب قوله فان الموضوع طرح بشكل مفصل في اللقاء الذي اجراه في الاسبوع الماضي الرئيس المصري مع رئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز. المصدر استنتج أن وتيرة التطورات منذ يوم الخميس يمكن أن تدل على أن السيسي وعباس حصلوا على الضوء الاخضر من واشنطن للدفع قدما وبسرعة لتشكيل اللجنة كحل فوري للحاجة الملحة لاستئناف توفير المساعدات الانسانية التي قلت بشكل دراماتيكي في الفترة الاخيرة، ومنع تطبيق “خطة الجنرالات” في شمال القطاع. في هذا السياق فان تشكيل اللجنة أمر حيوي من اجل السماح باعادة فتح معبر رفح الذي اغلقته مصر في أيار الماضي عندما سيطرت اسرائيل عليه وعلى محور فيلادلفيا، واستئناف العمل فيه تشترطه مصر بتشغيله على يد قوة فلسطينية.

    في نفس الوقت حتى لو تمت المصادقة على تشكيل هذه اللجنة فانه ما زالت حاجة الى ترتيب قضايا تقنية كثيرة، التي يمكن أن تفشل عملها. أهم هذه القضايا هي هل وقف اطلاق النار سيكون شرط لتشكيل هذه اللجنة. ايضا حتى الآن من غير الواضح من الذي سيؤمن نشاط اعضاء اللجنة وما هي القوة التي سترافق قوافل المساعدات، التي ستكون هذه اللجنة هي المسؤولة عن توزيعها: على فرض أن اعضاء اللجنة لم يرغبوا في العمل تحت حماية الجيش الاسرائيلي فكيف وأين سيتم فحص البضائع التي ستدخل الى القطاع؟. في المقابل، مجرد تشكيل لجنة من قبل الحكومة الفلسطينية كجزء من السلطة الفلسطينية يمكن أن يفتح الباب الى غزة أمام قوات دولية، وبالاساس عربية. جزء منها، دولة الامارات مثلا، اوضحت بأنها ستكون مستعدة للمشاركة في جهود حماية القطاع اذا تم استدعاءهم من قبل السلطة الفلسطينية.

    العقبات الكأداء التي ستقف امام اللجنة، بالاساس الموقف المبدئي لاسرائيل التي تعارض اشراك السلطة الفلسطينية في ادارة غزة، تضع علامة استفهام كبيرة على امكانية تشغيلها. ولكن مجرد تشكيلها، حتى لو بقي في هذه الاثناء على الورق، سيضع الحكومة الاسرائيلية امام حقيقة تقول بأنه يوجد بديل فلسطيني سيحصل على الدعم الامريكي والعربي، الامر الذي ربما سيمكن من وقف اطلاق النار، ويمنع حماس من السيطرة على المنظومة المدنية في القطاع.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 4/11/2024

     

     

    في اسرائيل يعتقدون أن ايران قيدت نفسها بالرد على الهجوم عليها

     

     

    بقلم: عاموس هرئيلِ

     

    نافذة الفرص الايرانية آخذة في التقلص. منذ بضعة ايام وكبار الشخصيات في طهران تهدد اسرائيل بهجوم ردا على هجوم اسرائيل الاخير في 26 تشرين الاول الماضي (الذي من ناحيتها كان رد على هجوم سابق لايران في 1 تشرين الاول). في الغد ستجري الانتخابات الامريكية الرئاسية. وكلما اقترب الايرانيون من الانتخابات – قبلها وبعدها ايضا – يبدو انهم يأخذون مخاطرة اكبر. اذا قرروا العمل فان رد اسرائيل يمكن أن يكون شديد. وحسب الاشارات من واشنطن فان هذا الرد سيحصل على الدعم الامريكي.

    في الايام التي اعقبت هجوم اسرائيل بذل النظام في ايران جهود كبيرة للتقليل من اهميته وبيع الجمهور في ايران وهم وكأن قصف سلاح الجو قد فشل. ولكن الواقع كان اقرب الى تقديرات اسرائيل بشأن الاضرار الكبيرة في منظومة الدفاع الجوي وخطوط انتاج الصواريخ والمسيرات. هذا ايضا هو الاستنتاج الذي توصل اليه بالتدريج جهاز الاستخبارات ووسائل الاعلام الغربية. وفقا لذلك تغيرت ايضا طبيعة التصريحات العلنية للنظام. الايام الاخيرة وفرت سلسلة طويلة من التصريحات، من الزعيم الاعلى علي خامنئي ومرورا بكبار قادة حرس الثورة وقادة كبار آخرين بشأن انتقام قريب من اسرائيل.

    في المقابل، جهات اسرائيلية رفيعة حذرت ايران من رد فوري في مثل هذه الحالة. مصادر اسرائيلية ذكرت بأنه في ظل غياب منظومة دفاع جوي تعمل – هذا نتيجة حقيقية للهجوم الاخير – فان ايران ستجد صعوبة كبيرة في الدفاع عن نفسها. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في الاسبوع الماضي في احتفال تخريج دورة ضباط للجيش الاسرائيلي بأن اسرائيل ضربت “البطن الرخوة” لايران والآن توجد لها حرية عمل اكثر من أي وقت مضى في الهجوم هناك. “نحن يمكننا الوصول الى كل مكان في ايران حسب الحاجة”، تفاخر المصدر.

    بالنسبة للولايات المتحدة التي تعزز قدراتها الدفاعية والهجومية في الشرق الاوسط (ضمن امور اخرى وصلت الى قطر قاذفات ثقيلة من نوع “بي 52”)، وحذرت ايران من أنها لن تتمكن من كبح رد اسرائيل اذا تمت مهاجمتها. كما نشر في وسائل الاعلام الامريكية فانهم في الادارة الامريكية يقدرون بأن رد ايران سيأتي في هذه المرة من العراق في محاولة لطمس قليلا المسؤولية المباشرة للنظام في طهران عن الهجوم. المليشيات الشيعية التي تمولها ايران في العراق تمتلك صواريخ بالستية ومسيرات وصواريخ كروز. حتى الآن اطلقت مسيرات قليلة نسبيا من العراق نحو اسرائيل. يبدو أن هذا هو السلاح الرئيسي الموجود لديها. هي تستطيع أن تخرج الى حيز التنفيذ هجوم كبير نسبيا، بروحية هجوم 1 تشرين الاول، وان كان هذا سيكون مقرون كما قلنا بثمن تصعيد كبير من ناحية طهران.

    في جهاز الامن يقدرون أن ايران قيدت نفسها في الرد، في موعد ما زال غير واضح، ازاء خطورة الضربة التي تكبدتها في الهجوم وبسبب الخوف من أن ضبط النفس سيفسر كضعف في نظر الجمهور في الداخل. استعداد اسرائيل – امريكا يمكن أن يضمن نجاح نسبي في الاعتراض، وحتى الآن الخطر هنا كبير – ورد اسرائيلي الى جانب استغلال الفرصة للمس بموارد استراتيجية ايرانية اخرى، يمكن ايضا أن يطيل ويقوي ويزيد تبادل اللكمات بين الطرفين، الذي يستمر بين حين وآخر منذ اكثر من شهر.

    الامر الذي لن يتحقق كما يبدو في نافذة الفرص حتى الانتخابات هو عقد اتفاق لانهاء الحرب في لبنان. الادارة الامريكية ارسلت الى المنطقة مبعوثين، ونشرت توقعات متفائلة، لكن يبدو أن الفجوة في مواقف الطرفين ما زالت جوهرية. هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي يجب اغلاقها، لكن هناك عائق اساسي يتعلق بطلب اسرائيل اعطاء الجيش حق التنفيذ بالقوة، في حالة أن لبنان خرق الاتفاق (مثلا، اذا عاد رجال حزب الله الى المنطقة في جنوب نهر الليطاني). ورغم أن الجيش الاسرائيلي يعتقد بأنه يقترب من انهاء العملية الاساسية التي خطط لها، تدمير البنى التحتية لحزب الله في خط القرى الاول قرب الحدود، فهناك شك اذا كان يمكن التوصل الى وقف لاطلاق النار في الفترة القربية. الجهود ستتواصل ايضا في فترة “البطة العرجاء”، الشهرين والنصف بين الانتخابات ودخول الرئيس أو الرئيسة الجديد الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني القادم.

     

    مصادر اجنبية

     

    محكمة الصلح في ريشون لتسيون مددت أمس اعتقل أحد المتحدثين باسم نتنياهو وهو ايلي فيلدشتاين، واعتقال مشبوهين آخرين، في قضية تسريب المعلومات الاستخبارية من الجيش الاسرائيلي الى مكتب رئيس الحكومة ومن هناك الى وسائل اعلام اجنبية. المحكمة ازالت جزء من اوامر منع النشر في هذه القضية، لكنها ابقت على حالها لمدة بضعة ايام السرية على اسماء عدد من المشبوهين. مشتبه فيه آخر في هذه القضية تم اطلاق سراحه.

    القضية التي يتم التحقيق فيها من قبل الشباك تركز على الاشتباه في اخراج معلومات استخبارية حساسة بشكل خاص بملكية الجيش بدون صلاحية. المعتقلون متهمون بنقل المعلومات الى المتحدث، التي حسب الاشتباه نقلت الى وسائل اعلام اجنبية في محاولة للتأثير على مواقف الجمهور الاسرائيلي بخصوص المفاوضات مع حماس حول تحرير المخطوفين. التقدير هو أنه تم تسريب معلومات استخبارية خام من داخل الجيش الاسرائيلي، وجرى تلاعب عليها بحيث تم تشويه جزء من التفاصيل، كجزء من حملة وعي (حرب نفسية) التي وجهت الى الجمهور في البلاد. جهاز الامن يدير عدد غير قليل من حملات الحرب النفسية والتاثير، لكن هذه يمكن أن توجه موجهة للعدو أو لدول اجنبية، وليس من اجل تضليل المواطنين الاسرائيليين.

    لكن تحقيق الشباك يركز على موضوع واحد فقط وهو كشف معلومات خام حساسة، التي كان يمكن أن “تحرق” مصادر المعلومات للاستخبارات. هذا هو الفرق بين هذه القضية وبين حالات اخرى من التسريبات، التي تناولت في معظمها اما مواد استخبارية اخرى أو بروتوكولات نقاشات سرية في الطرف الاسرائيلي. الامر الذي اثار الجيش هنا وجعل رئيس الاركان يطلب تدخل الشباك في التحقيق هو الخوف من الاضرار بالمصادر. وللمفارقة فان التحقيق تناول ايضا اشخاص جزء من وظيفتهم هو حماية سرية المعلومات.

    منذ تفجر القضية نتنياهو ومؤيدون ومن يخدمونه يُسمعون الادعاء بأن الامر يتعلق مرة اخرى بتطبيق انتقائي تجاهه، الجميع يسربون، بما في ذلك الخصوم السياسيين له وكبار قادة جهاز الامن، لكن فقط هو الذي يلاحقونه وفقط رجاله ينكلون بهم. الجزء الاول من الادعاء يبدو أنه صحيح. هناك عدد كبير من التسريبات اثناء الحرب، ووسائل الاعلام بالتأكيد لا يجب أن تشتكي من ذلك. ولكن تحقيق الشباك يرتكز الى الضرر الذي كان يمكن أن يلحق بمصادر حساسة، الى درجة تعريض للخطر هدف مركزي من اهداف احرب (اعادة المخطوفين)، وربما تعريض حياة المخطوفين انفسهم للخطر. في حين أن وسائل الاعلام ايضا يجب أن تكون قلقة من الاحتمالية المعقولة بأن هذه المعلومات تم تشويهها، وأن هذا الامر هو جزء من عملية حرب نفسية موجهة لمواطني اسرائيل. هذا هو لب القضية. جهود الدعاية والخداع التي تتم ممارستها الآن لا يجب أن تطمس ذلك.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 4/11/2024

     

     

    جوهر قضية التسريب هو الاستخدام الكاذب لمادة سرية لتضليل الرأي العام

     

     

    بقلم: ناحوم برنياع

     

    أحيانا حتى البيبيين يصعب عليهم أن يفهموا نتنياهو. خذوا القضية الأمنية التي تعصف في الأيام الأخيرة بمكتب رئيس الوزراء. قصة واحد، اسمه ايلي فيلدشتاين، بيبيّ فاخر، عمل كناطق في خدمة نتنياهو ومكتبه.  احدى المهام التي كلف بها ظاهرا كانت ان يدس في هيئات الاعلام معلومات امنية تخدم سيده. هو مشبوه بالتآمر مع ضباط في الجيش، تلقى منهم وثائق سرية ووزعها بتفسير زائف. عندما نشرت الانباء، في “بيلد” الألمانية وفي “جويش كرونيكل” البريطانية سارع نتنياهو وعقيلته ليستخدماها لاغراضهما السياسية.

    زميلنا رونين بيرغمان كشف النقاب هنا عن التلاعب والكذب. فتح تحقيق، تدحرج من الجيش الى الشباك. عندما علمت الصلة بين المشبوه المركزي ورئيس الوزراء سارع مكتبه لاصدار جملة بيانات. في البداية كان النفي تام: لم يكن أي شيء، وان كان فلم يكن. بعد ذلك عندما تبين أنه كان بل وكان، نفيت الصلة: الرجل لم يعمل هناك ونتنياهو علم بالوثائق فقط من وسائل الاعلام؛ في المرحلة الثالثة، حين فهموا بان الجياد فرت من الاسطبل، انضموا الى طلب وسائل الاعلام لإزالة الحصانة. وفي اطار ذلك بلوروا خط الدفاع في حربهم على الرواية: يدور الحديث بالاجمال عن تسريب؛ الكل يسرب كل الوقت والكل يغض النظر؛ التركيز على المكتب وتسريباته هو ازدواجية أخلاقية وانفاذ انتقائي.

    هذه رواية كاذبة: جوهر القضية ليس التسريب بل الاستخدام الكاذب لمادة سرية لاجل تضليل الرأي العام في إسرائيل في الموضوع الأكثر شحنا على جدول الاعمال، قضية حياة وموت. ليس التسريب بل الكذب؛ نزعة الشر؛ حرية التنكيل بابناء شعبك، بمواطني دولتك، بضحايا قصورك. هكذا تتصرف اكثر الأنظمة ظلامية.

    من السابق لاوانه ان نقرر أنه كان هنا ضرر امني ذو مغزى أو مخالفة في مجال الخيانة. العناوين الرئيسة المدينة هذه تميل لان تتقلص كلما تقدمت المسيرة القضائية. لكنه ثبت هنا انه لالة السم، مثلما لبقعة الساحر، توجد آلية خاصة بها: هي لا تتوقف عند السياسيين، الصحافيين والشهود في محاكمة الحاكم. هي تدوس كل من يقف في طريقها بمن فيهم المخطوفون.

    كان يمكن لنتنياهو ان يختار خطوة اقل فاعلية بكثير. كان يمكنه أن يقول، صحيح، فيلدشتاين، المشبوه المركزي، عمل لدي. قرار الشباك، رفض إعطائه تصنيفا أمنيا، نبع برأيي من اعتبارات غريبة. من حقي الا اراعيه. هو فعل ما فعله باذن وبصلاحية: انا وجهته. قررت ان هذا حيوي لامن الدولة. لا تسألوني لماذا – من حقي الا افصل. ولا تجلبوا اعتراضات قادة الجيش والشباك. ليس لهم أي فكرة عما هو حيوي للامن وعما هو ليس كذلك. لم اشركهم لاني لا اثق بهم. عندما يكونوا رؤساء الوزراء يمكنهم ان يقرروا خلاف ذلك. في هذه الاثناء انا الرئيس وانا من يقرر.

    لم أجد هذه الجمل: نتنياهو قالها، بكلماته، في شهادته امام لجنة التحقيق في موضوع الغواصات والسفن. في القضية إياها أيضا هو والرجال المكلفين من جانبه جربوا صيغا أخرى وابتكارات أخرى. احد مساعديه حتى طالب، كآخر المجرمين تمزيق وتدمير وثيقة محرجة خرجت من هيئة الامن القومي. عندما نفدت هذه المعاذير تمترس نتنياهو برواية الدولة هي أنا: أنا رئيس الوزراء وأنا قررت. وها هو، في قضية الغواصات لم يلحق به أي ضرر. من قضية الى قضية قوته تزداد.

    نتنياهو، الذي يعشق كل ما يأتي من أمريكا، كان يمكنه ان يتعلم شيئا ما من الرئيس ليندون جونسون. جونسون هاتف ذات مرة الصحافي المحقق جاك اندرسون، كاتب المقالات لـ “واشنطن بوست”. أراد ان يسرب له قصة. آسف، قال اندرسون. انا أنشر فقط قصصا سرية.

    لا مشكلة، قال جونسون. أنا الرئيس. سأجعل هذه الوثيقة سرية. وهذا ما فعله.

    الدول التي تجتاز مسيرة انقلاب نظامي لا تعرف دوما متى وصلت الى نقلة اللاعودة. نحن الإسرائيليين لا نزال نتمتع بحرية تعبير وحرية نقد، اذرع الانفاذ التي لا تزال بعضها رسمية، أذرع أمن تؤمن بالقانون. كل هذا يعطي تفاؤلا لكن محظور أن يغشي عيوننا من أن نرى ما يحصل في مكتب الحاكم، في روحه، في محيطه القريب. ما يسمح لنفسه أن يفعل، من القوة الزائدة او من الضعف. هذا ما يخيف في هذه القضية المقلقة.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 4/11/2024

     

     

    القضايا الاخيرة في مكتب نتنياهو تدل على أن المحيطين به “تنظيم اجرامي”

     

     

    بقلم: يوسي فيرتر

     

    عندما سيتم ازالة منع النشر عن “القضية الامنية” – يبدو اليوم الاحد – سيتبين للجميع من هو ناشر الحقيقة ومحاولة تضليل الجمهور بأنه لم يتم اعتقال أو التحقيق مع أي شخص في مكتب رئيس الحكومة. عمليا، الصياغة المحكمة والمتعرجة هذه هي بحد ذاتها جزء من المشكلة. فاذا كان المشتبه فيه بتسريب معلومات سرية لوسائل اعلام اجنبية لا يعمل بشكل عادي في مكتب رئيس الحكومة، والذي يمر بفحص امني في الشباك، فكيف سمح له بالوصول الى جلسات المشاورات الامنية ومحاضر جلسات الكابنت والقواعد العسكرية والمواد الاستخبارية الحساسة؟.

    هذا، كما قلنا، كان الرد الرسمي الذي قيل أول أمس (أمس نشر المكتب بيان آخر ناقض فيه نفسه. فهذه المرة هو لم يقم بنفي حقيقة عمل المشتبه فيه في المكتب. هذا ما يمكن للخوف أن يفعله). في الاحاطات غير الرسمية لمقربي رئيس الحكومة قيل إن “عشرات التسريبات الامنية لم يتم التحقيق فيها حتى الآن. من المثير للاهتمام لماذا. تم التلميح الى انفاذ انتقائي للقانون، وهو مصطلح كأنه تم اختراعه في اكاديمية اللغة من اجل نتنياهو لاستخدامه الحصري والمتكرر

    “انفاذ انتقائي للقانون” هو خيار لا مناص منه للشخص الحقير. في الملف 1000 هو سأل لماذا لم يحققوا في الهدايا التي اعطاها ارنون ملتشن لاصدقائه الآخرين، مثل شمعون بيرس وسلفان شالوم ويئير لبيد (جواب حاسم قدمته شاهدة الدولة هداس كلاين، في الاسبوع الماضي في “المصدر”: هذا لم يحدث أبدا. لم يتم اعطاء أي هدية، وبالتأكيد لم يتم فتح خط تزويد). في الملف 4000 مرة اخرى انفاذ انتقائي للقانون!. لماذا لم يتم التحقيق في أنباء ايجابية ظهرت في موقع “واللاه” عن سياسيين آخرين؟ هكذا ايضا في الملف 2000، لماذا لم يتم فحص العلاقة بين تسيبي لفني وناشر “يديعوت احرونوت”؟.

    الاجابة بسيطة: لأنه في كل هذه الافعال لم يكن هناك أي شك في ارتكاب الجريمة. ولكن عودة الى موضوعنا. الشخص الذي يدور الحديث عنه والذي تم تشغيله قبل ذلك في مكتب احد الوزراء، تم احضاره الى مكتب رئيس الحكومة لتعزيز المتحدثين بلسانه اثناء الحرب. استحواذ نتنياهو المرضي لوسائل الاعلام والسيطرة على الرواية التي ورطته في مخالفات جنائية، لم تنته كما يتبين، حتى لو أنه في القضية الحالية هو غير متهم.

    النجم الجديد متحمس جدا كي يثبت نفسه. فقد اندمج بسرعة في الاجواء الفاسدة وشبه الاجرامية في مكتب رئيس الحكومة، الفساد الاخلاقي والقيمي المتفشي هناك، وفي ثقافة الكذب والتلاعب والمعلومات الكاذبة. المتحدث اغرق ممثلي وسائل الاعلام بالأنباء. هذا مقبول لدينا. وسائل الاعلام في اسرائيل اصلا تخضع للرقابة. أما وسائل الاعلام الاجنبية، مثل “بيلد” الالمانية و”جويش كرونكال” البريطانية لا. وعندما نشرت في هذه الصحف مواد استخبارية حساسة جدا فقد فهموا في الجيش الاسرائيلي بأنهم يتعاملون مع مسرب كبير، ليس فقط خطير وعديم المسؤولية والكوابح، بل هو ايضا يعمل على مساعدة رئيس الحكومة في اهدافه السياسية. تم فتح تحقيق ونشر عنه رونين برغمان في “يديعوت احرونوت”.

    النبأ في “بيلد” وصف بأنه “مواد استخبارية سوداء”، التي نشرها باحتمال كبير سيكشف ويعرض للخطر مصدر مهم في القطاع. من جهة اخرى، هو خدم نتنياهو في سلوكه الكاذب والمتعمد مع عائلات المخطوفين. يجب التأكيد مرة اخرى: لقد استخدمت هنا منظومة نشر الانباء الكاذبة. ليس ضد حماس بل ضد الجمهور الاسرائيلي وعائلات المخطوفين. هذه هي السخرية في أبهى صورها.

    مكتب نتنياهو في السنوات الاخيرة اصبح مغناطيس لنماذج مشكوك فيها. في نسخته السابقة انتج مجموعة كاملة من شهود الدولة الذين وجدوا انفسهم متورطين في الجريمة والفساد بدلا من الرئيس. نير حيفتس، شلومو فلبر وآري هارو. وقد استبدلهم، من بين آخرين، عوفر غولان ويونتان أوريخ، الغامضان والقاسيان والمشبوهان بملاحقة شاهد الدولة فلبر. النيابة اوصت بتقديم لائحة اتهام ضدهم. واضافة اليهم هناك توباز لوك وعومر دوستري. لا يمكن لأي أحد القول بأنهما ليسا من موظفي المكتب. هما ايضا قدما عمل في الفترة الاخيرة في خدمة الرئيس. بعد فترة قصيرة من هجوم البيجرات في لبنان، الذي لم تتحمل اسرائيل المسؤولية عنه، سارع لوك الى نشر تغريدة متبجحة، التي ازالت بالفعل الغموض عن العملية. وبعد توبيخه قام بحذفها. رد المكتب يذكر ذلك في القضية الحالية: “لوك لا يعمل كمتحدث بلسان رئيس الحكومة منذ بضعة اشهر، وهو غير موجود في دائرة المشاورات المقربة”.

    رسميا هذا صحيح. لوك يعمل في متسودات زئيف. عمليا، هذا كذب خالص. لوك يتواجد كثيرا في مكتب رئيس الحكومة في القدس وفي مقر وزارة الدفاع في تل ابيب، وهو أحد المستشارين الثلاثة المقربين جدا لنتنياهو.

    دوستري، المتحدث الجديد بلسان نتنياهو، سارع حتى الى نقل لوسائل الاعلام صور من داخل بئر السيطرة لسلاح الجو، على الفور بعد الهجوم في ايران. في الحرب على اخذ الفضل كان يهتم كثيرا بأن يسبق وزير الدفاع الى وسائل الاعلام، الى درجة أنه لم يهتم بطمس أي معلومة حساسة جدا (تقرير سليمان مسودة في “كان”). يبدو أن دوستري ارتكب مخالفة امنية كبيرة جدا بخصوص أمن المعلومات. ايضا في هذه الحادثة الجهات ذات الصلة في جهاز الامن دهشت.

    في الحادثتين لم يتم فتح تحقيق جنائي ولم يتم اعتقال أحد. من المثير للاهتمام لماذا. ولكنها تدل مثل ألف شاهد على المجموعة المحيطة بنتنياهو. هذا تنظيم اجرامي تماما. اخلاص كلبي تام وغير متحفظ للرئيس، الذي من ناحيته يطلب ذلك كشرط للتشغيل في المكتب الاكثر اهمية في الدولة، الذي يمكن من خلاله التقدم الى وظائف رفيعة ومربحة.

    لا يمكن القول بأنهم سيئون في عملهم. بل بالعكس، هم مؤهلون للقتل واذكياء جدا. ولكن فقط لفعل الشر والاضرار والتخريب والمس بكل من يعتبر خصم أو عدو لرئيس الحكومة. الدولة هي دائما في المكان الثاني أو الثالث بالنسبة لهم. ارضاء الزعيم والاستخذاء له تسبق دائما مصالح الامن الوطني.

    في مكتب رئيس الحكومة السمكة تفسد من الرأس. الكادر البشري الذي يصل الى هناك، موجة تلو الاخرى، لم يكن ليجد مكانه فيها لولا أن الشخص الذي يجلس وراء الباب المزدوج ومن يجلس امامه وراء منصب السكرتير، رئيس الكادر تساحي بافرمن. ليس بالصدفة أن بافرمان واوريخ سارعا في الاسبوع الماضي الى التشاور مع النائب العام الجنائي، عميت حداد، محامي نتنياهو في ملفات الآلاف كما نشر ميخائيل شيمش في “كان”.

    المشتبه فيه هو وآخرون سيتم احضارهم اليوم لمناقشة تمديد اعتقالهم في محكمة الصلح في تل ابيب. هو بالتأكيد سمع في السابق بأن رئيس الحكومة، الذي كان على تواصل معه يوميا وقام بارساله الى مهمات قذرة، أكثر أو أقل، وضمه الى جولات امنية واشركه في معلومات سرية (رغم أنه، كما قلنا، لم يكن له تصنيف مناسب) –  تخلى عنه بسرعة. من المهم كيف سيرد هذا الشاب وما الذي سيقوله أو قاله للمحققين.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 4/11/2024

     

     

    تولي نتنياهو مهام منصبه في ظل المحاكمة فتح بوابات الجحيم على إسرائيل

     

     

    بقلم: عيناب شيف

     

    الى جانب غير قليل من المشاكل التي تنشأ عن بث مقابلة واسعة مع شاهدة مركزية في محاكمة لا تزال تجري، اقوال هداسا كلاين في “همكور” كانت يفترض أن تطير السقف. كلاين، التي كانت اكثر بكثير من اليد اليمنى لارنون ميلتشن في إسرائيل (ولاحقا لجيمس باكر)، عملت بلا كلل على المحاولة الفاشلة لاشباع الشهية التي لا تكل ولا تمل لعائلة نتنياهو على الدلال والهدايا. عمليا، وهذا هو احد الأسباب التي جعلت هذا التقرير الصحفي هاما، رغم أن شهادة كلاين انتهت منذ زمن بعيد، فان الكثير من التفاصيل التي روتها لكاميرا رفيف دروكر لم تندرج على الاطلاق في لائحة الاتهام. ما وصل الى عتبة هيئة القضاة لم يكن الصورة الكاملة ولا حتى نصفها.

    لكن السقف يجلس مرتاحا في مكانه. فهو ينجو من الكارثة الأكبر في تاريخ الدولة والمذبحة الافظع لليهود منذ المحرقة. السقف ينجو من الـ 101 مخطوفا ومخطوفة يذوون في انفاق غزة. ينجو من المقاتلين الذين يسقطون في المعركة والمواطنين والمواطنات الذين يقتلون بالصواريخ، وهو ينجو من تطبيع الحرب الاهلية لاعتبارات تافهة، معروفة أيضا كمسرحية عبث “بانتظار الرد”. وبالتالي قصص أخرى من قضية بدأت عند النسخ ومن المتوقع لها أن تنتهي عندما يواصل أبناء احفاد رجال الاحتياط ينتظرون المساواة في العبء. عاصفة في كأس شمبانيا من النوع الذي تأخذه زوجة رئيس الوزراء في مشربيتها الى بيتها، حسب كلاين.

    وعليه، بالمناسبة، فان من ينبغي لهم ان يكونوا في حرج على نحو خاص، هم ليسوا فقط عائلة نتنياهو (التي على أي حال قوية في الحرج مثلما هي تتميز بالسخاء والعطف) بل جهاز الانفاذ والمحكمة. ملف الهدايا، حيث لا يكاد يكون خلاف حول الحقائق بل حول التفسير القانوني لها، هو حدث لامع بقدر ما هي وقاحته وجسارته الظاهرة والتي مجرد استمراره نحو 500 سنة هو فشل وقصور بمقياس تاريخي. من تحقيق الشرطة عبر النيابة العامة للدولة والمستشار القانوني للحكومة في حينه وحتى السلوك الغريب لهيئة القضاة في محكمة الالاف (الذي سمي هكذا على اسم الاف السنين التي سيستغرق انهاؤه): لا يطاق انه منذ سبع سنوات وهم يحاولون ان يحسموا اذا كان ملياردير صاحب مصالح، يفتح خط توريد لا ينتهي من الهدايا لرئيس الوزراء وعائلته، هو حدث جنائي او لا.

    وبالاساس شهادة كلاين يجب أن تثير اعتراضا قاطعا على نية رئيس الوزراء (التي من المتوقع أن تصبح طلبا رسميا) تأجيل بدء شهادته بعد شهر. هكذا على أي حال الوضع الذي يتيحه القانون، لرئيس وزراء يواصل تولي منصبه في ظل المحاكمة، فتح أبواب الجحيم على إسرائيل، افسد ودمر مؤسساتها، شق بشكل لا مرد له الجمهور وخلق تدهورا وصل حتى شفا حرب أهلية. بالطبع التآكل في مكانة إسرائيل، لدرجة حرب في سبع جبهات في ظل ازمة داخلية عميقة وصادمة هو نتيجة مباشرة لدولة تمزقت على خلفية سلوك سياسي ساحق، تحقيقات اهمالية ومحاكمة لا تنتهي.

    شهادة نتنياهو هي حدث أساس في القدرة على تسريع المحاكمة نحو الاستنفاد (مثلا في صفقة قضائية او حتى عفو، خيار على الوطنيين الحقيقيين ان يفكروا به، وبالفعل الناس يموتون)، وبقوتها أن تدفع قدما بتحرير إسرائيل من عبء يهدد بتقويضها بقدر لا يقل عن الصوايخ والمُسيرات. وعليه، مع كل الاحترام لحاجة نتنياهو للاستعداد (قلت انه لن تكون مشكلة، إذن لا توجد مشكلة) او الاحتماء (حقا؟)، مسموح الامل في أن يكون القضاة، على الأقل ان يفهموا بان انهاء المحاكمة لا يمكنها أن تنتظر نهاية الحرب: نهاية المحاكمة هي نهاية الحرب.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 4/11/2024

     

     

    هكذا تلاعب نتنياهو بالإسرائيليين وعبث بهدف رئيسي للحرب

     

     

    بقلم: عاموس هرئيل

     

    محكمة الصلح في “ريشون لتسيون”، مددت أمس اعتقال أحد المتحدثين باسم نتنياهو وهو إيلي فيلدشتاين، واعتقال مشبوهين آخرين، في قضية تسريب المعلومات الاستخبارية من الجيش الإسرائيلي إلى مكتب رئيس الحكومة، ومن هناك إلى وسائل إعلان أجنبية. أزالت المحكمة جزءاً من أوامر منع النشر في هذه القضية، لكنها أبقت سرية على أسماء عدد من المشبوهين، على حالها لمدة بضعة أيام. وثمة مشتبه فيه آخر في هذه القضية تم إطلاق سراحه.

    القضية التي يحقق فيها “الشاباك” تركز على الاشتباه في إخراج معلومات استخبارية حساسة بشكل خاص بملكية الجيش بدون صلاحية. المعتقلون متهمون بنقل المعلومات إلى المتحدث، التي -حسب الاشتباه- نقلت إلى وسائل إعلان أجنبية في محاولة للتأثير على مواقف الجمهور الإسرائيلي بخصوص المفاوضات مع حماس حول تحرير المخطوفين. وثمة تقدير بأنه تم تسريب معلومات استخبارية خام من داخل الجيش الإسرائيلي، وجرى عليها تلاعب، بحيث تم تشويه جزء من التفاصيل، كجزء من حملة وعي (حرب نفسية) وجهت إلى الجمهور في البلاد. يدير جهاز الأمن عدداً غير قليل من حملات الحرب النفسية والتأثير، لكنها قد توجه للعدو أو لدول أجنبية، وليس لتضليل المواطنين الإسرائيليين.

    لكن تحقيق “الشاباك” يركز على موضوع واحد فقط، وهو كشف معلومات خام حساسة قد “تحرق” مصادر المعلومات للاستخبارات. هذا هو الفرق بين هذه القضية وحالات أخرى من التسريبات، التي تناول معظمها إما مواد استخبارية أخرى أو بروتوكولات نقاشات سرية في الطرف الإسرائيلي. ما أثار الجيش هنا وجعل رئيس الأركان يطلب تدخل “الشاباك” في التحقيق هو الخوف من الإضرار بالمصادر. وللمفارقة، تناول التحقيق أيضاً أشخاصاً جزء من وظيفتهم حماية سرية المعلومات.

    منذ تفجر القضية ونتنياهو ومؤيدون ومن يخدمونه يُسمعون ادعاء بأن الأمر يتعلق بتطبيق انتقائي تجاهه، الجميع يسربون، بما في ذلك خصومه السياسيون وكبار قادة جهاز الأمن، لكنه هو فقط الذي يلاحقونه، ورجاله ينكلون بهم. الجزء الأول من الادعاء يبدو صحيحاً. هناك عدد كبير من التسريبات أثناء الحرب، ووسائل الإعلان بالتأكيد لا يجب أن تشتكي من ذلك، ولكن تحقيق “الشاباك” يرتكز إلى الضرر يمكن أن يلحق بمصادر حساسة، إلى درجة تعريض هدف مركزي من أهداف الحرب (إعادة المخطوفين) للخطر، وربما تعريض حياة المخطوفين أنفسهم للخطر. في حين أن وسائل الإعلان يجب أن تكون أيضاً قلقة من الاحتمالية المعقولة بأن هذه المعلومات تم تشويهها، وأن هذا الأمر جزء من عملية حرب نفسية موجهة لمواطني إسرائيل. هذا هو لب القضية. جهود الدعاية والخداع التي تمارس الآن لا يجب أن تطمس ذلك.

    --------------------------------------------

     

    حماس بعد السنوار: أضعفت عسكريا وقوية إداريا وباقية في غزة

     

     

    نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعده مراسلها ميهول سريفيستافا وأندرو إنغلاند ونيري زيبلر تساءلوا فيه عما تبقى من حماس في غزة بعد مقتل يحيى السنوار، الشهر الماضي.

    وقالوا إن يوسف، مهندس برامج الكمبيوتر دهش منذ غادر وعائلته مدينة غزة هذا العام من بقاء حماس على حالها. ولم يكن يوسف الذي ترك زوجته بدون حجاب معجبا بالإسلاميين الذين حكموا غزة منذ عقدين تقريبا. وفي الوقت الذي ترك فيه يوسف غزة، كانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت على معظم غزة من الجناح العسكري لحماس وقتلت آلافا من المقاتلين وقتلت قبل فترة السنوار.

    ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنهم دمروا معظم القوة العسكرية للحركة. لكن ما تبقى من حماس كما تظهر رحلة يوسف بين معسكرات النازحين في رفح ودير البلح، يظهر صعوبة تدمير الحركة. وقال يوسف الذي يعيش في خيمة الآن مع زوجته وولديه “في كل مكان تشم رائحة حماس”. وعندما احتاج لبطانية ومكان طلب منه الحديث مع موظف في وزارة التنمية الاجتماعية الذي تعرف عليه بأنه مسؤول محلي في حماس من شمال غزة.

    ويقول إن الأئمة الذين عينوا بالتشاور مع حماس يأخذون الناس في المساء للصلاة وسط أنقاض مسجد. وعندما حدثت سلسلة من السرقات للمجوهرات والهواتف النقالة والمال في مخيم آخر، ذهب المشتكون إلى رجل شرطة بالزي المدني من خان يونس، المدينة التي اعتبرت في الماضي معقلا قويا لحماس.

    ظهرت لقطات فيديو على قناة حماس في منصة تيلغرام وفيها صور للسارقين المزعومين وهم يضربون، وهو دليل على ما يقوم به أفراد وزارة الداخلية المتبقين للحفاظ على مظهر من الأمن والنظام

    وبعد يوم أو يومين ظهرت لقطات فيديو على قناة حماس في منصة تيلغرام وفيها صور للسارقين المزعومين وهم يضربون، وهو دليل على ما يقوم به أفراد وزارة الداخلية المتبقين للحفاظ على مظهر من الأمن والنظام. وعاد رجل الشرطة بكيس من الهواتف النقالة. ويقول يوسف “لن يذهبوا إلى أي مكان”، وقال “إنهم هنا وينتظرون نهاية الحرب”.

    ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم دمروا 23 من 24 كتيبة للقسام وخفضوا حجم الحركة من مجموعة عسكرية قادرة على إطلاق مئات الصواريخ مرة واحدة على تل أبيب إلى مجموعة صغيرة من الخلايا التي تخوض حرب عصابات. وتبدو هذه الخلايا مستقلة وتقوم بتجميع نفسها بطريقة مفاجئة، كما في مخيم جباليا، شمال غزة.

     لكن حماس لم تكن فقط قوة عسكرية بل هي جزء من النسيج الاجتماعي والتي أدارت بطريقة رسمية وغير رسمية عددا من الوزارات والخدمات الاجتماعية. وما بقي من الحركة بات ضعيفا ولكنه صامد.

     وبعد المواجهة في عام 2007 والتي أدت لطرد حركة فتح من غزة، تورطت الحركة في الحكم من خلال تولي الوزارات شخصيات سياسية مرتبطة بحماس.

    واليوم، وبرغم تدمير هذه الوزارات وتفرق المسؤولين فيها، يدير الناجون خدمات شبه حكومية غير فاعلة ومستنفذة، في وقت تحول فيه الجناح العسكري إلى حركة حرب عصابات. وهم ينتظرون، كما أظهرت مقابلات مع غزيين مثل يوسف ومسؤولين عسكريين إسرائيليين ومحللين وصفوا ما تبقى من حماس كلاعب قوي وسط الأنقاض في غزة، ويمكن أن يعود حالة انسحب الإسرائيليون.

    يقول عمر شعبان، مؤسس بال- ثينك للدراسات الإستراتيجية في غزة: حماس حركة ولديهم مؤسسات، وسيحتاجون وقتا للتعافي ولكنهم لم يتم محوهم

     ويقول عمر شعبان، مؤسس بال- ثينك للدراسات الإستراتيجية في غزة “هم حركة ولديهم مؤسسات، وسيحتاجون وقتا للتعافي ولكنهم لم يتم محوهم” و”بالطبع لا يستطيعون السيطرة على المجتمع وتقديم الخدمات المتوقعة منهم، لكنهم هنا ويحاولون الحفاظ على أدوارهم في الحياة المدنية”.

    وتقول الصحيفة إن ما تبقى من حماس ضروري وبخاصة بعد مقتل السنوار الشهر الماضي في مواجهة مع جنود إسرائيليين بالصدفة في رفح، جنوب غزة. وعبر المسؤولون الأمريكيون والدبلوماسيون بالمنطقة عن أملهم من أن يؤدي مقتل السنوار لوقف إطلاق النار يمكن أن يحرر الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض شروط الاتفاقية وقال إنه سيترك بقايا حماس تسيطر فعليا على ما تبقى من القطاع.

    واعترف مسؤول عسكري إسرائيلي: “لقد فقدوا قدراتهم العسكرية وفقدوا التسلسل القيادي ولكنهم لا يزالون في غزة ولديهم قدرات إدارية” وأن “تفكيك القوة العسكرية هو أسهل من تفكيك القدرة الإدارية”، مضيفا: “مقتل السنوار يساعد ولكن حماس هي أقوى من رجل واحد”.

    وتقول الصحيفة إن السنوار قبل الحرب اعتاد على تفقد القوات العسكرية خلال التدريبات الجماعية وعلى لقاء الدبلوماسيين الإقليميين وكان يلقي الخطب النارية في الحشود المعجبة في التجمعات الخارجية. ومن المرجح أن يتم اغتيال خليفته، الذي لم يتم تعيينه رسميا بعد، من قبل إسرائيل وإجباره على العيش في الظل، مما سيؤدي إلى تحول في طبيعة حماس.

    وقد تحولت غزة بعد عام من قرار الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر خرابا وقتل في الحرب أكثر من 43,000 فلسطيني وأجبر السكان على النزوح إلى أرض يباب غير مضيافة.

    تحولت غزة بعد عام من قرار الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر خرابا وقتل في الحرب أكثر من 43,000 فلسطيني

    ورغم لوم الكثير من الغزيين حماس على الهجوم والمقامرة المتهورة بالمواجهة مع إسرائيل، إلا أنها لا تزال الحركة الأكثر شعبية وحاملة لواء المقاومة ضد إسرائيل. وبحسب المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، فإن دعم حماس وإن تراجع مع استمرار الحرب إلا أن الغالبية العظمى ترى أن 7 تشرين الأول/أكتوبر قربهم نحو الدولة الفلسطينية من خلال عودة معاناتهم للمسرح الدولي. وفي خارج غزة والضفة الغربية لا تزال حماس فاعلة وبرغم مقتل رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية في أثناء زيارته لطهران. ولدى الحركة مكتب في الدوحة بقطر وتعقد مؤتمرات في بيروت وطهران، ويسافر مبعوثوها حول العالم لعقد مشاورات مع المسؤولين بمن فيهم الصينيون في بيجين.

    ويقول مايكل ميلشتين، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية والزميل في معهد دايان بجامعة تل أبيب: “يمكنك إلحاق الضرر بهم ولكن لا يمكنك إجبارهم على رفع الراية البيضاء. يمكنك تحطيم رؤوسهم، كما فعلنا مع السنوار، ولكن دعونا نعترف بذلك، في غزة، نحن لا نقترب من الهدف” الذي حددته حكومة نتنياهو في بداية الحرب. وأضاف: “حتى لو عانوا من ضرر لا مثيل له، فلا يزالون اللاعب المهيمن في غزة ولديهم قدرات عسكرية أساسية”.

     وفي مقابلة مع مقاتل جريح من القسام، أجريت قبل فترة من خلال صحافي فلسطيني، قال إن كتائب القسام جهزت لهذه اللحظة، وهي الاختفاء من ساحة المعركة تجنبا للقوة العسكرية الضاربة ثم الظهور وملاحقة القوات الإسرائيلية واستنزافها. وقال المقاتل الجريح للصحيفة: “حماية أرض الوطن تعني أكثر من شيء”. وطلب وصفه باسم إبراهيم التركي و”اليوم، تعني إهانة العدو بألف جرح وطرده من فلسطيننا المقدسة”. وقال إن حماس مجهزة تجهيزا جيدا وتستطيع المقاومة لمدة طويلة. وهي تعتمد على الأسلحة الخفيفة وكميات صغيرة من العبوات الناسفة وفرق صغيرة تتألف من ثلاثة إلى خمسة مقاتلين يعملون بسرعة ثم يختفون في أنقاض غزة.

    وقد أصبحت قدرة حماس على ممارسة حرب عصابات واضحة بشكل متزايد: فقد قتل عقيد إسرائيلي في الفترة الأخيرة في انفجار لحماس على مشارف جباليا خلال الهجوم الرابع الذي شنته قوات الدفاع الإسرائيلية على مخيم اللاجئين منذ بدء الحرب. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي ثان إن القتال كان ضاريا هناك وقد ينتشر لمناطق أخرى من غزة. ونقلت الصحيفة عن إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق في رام الله إن آلة حماس “تتكاثر، وهذا قتال لا علاقة له بالشخصيات، فهم مهمون. بل يتعلق ببدء عملية جديدة تستفيد من القضاء على [السنوار]”. وقال:”أنا كبير السن بما يكفي لرؤية شخصيات تصعد وتهبط على مدى سنوات عديدة، من خلال الانتفاضات والصراعات”.

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/95510