نشرت مجلة “تايم” الأمريكية مقابلة مع مبعوثة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمراقبة معاداة السامية، ديبورا ليبستاد، استبعدت فيها أن ما يجري من فظائع في غزة يعتبر إبادة جماعية.
وسألها كارل فيك، في المقابلة، قائلاً: “ركّزتِ عملك الأكاديمي على الهولوكوست، فهل يثير سماعك أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية؟”
وردت قائلة: “هناك تعريف للإبادة الجماعية. يمكنك أن تقول إن هذه مأساة، فالكثير من الناس في غزة ليسوا من أنصار “حماس”. يمكنك أن تقول إن المعاناة هائلة، ولا نهاية لها على ما يبدو، لكن هذه ليست إبادة جماعية”.
وقد اختارت إدارة بايدن ليبستاد لكي تكون مبعوثة أمريكية لرصد ومكافحة معاداة السامية. وتعتبر مرجعية في تاريخ الهولوكوست، وحصلت على جوائز، وشهدت في القضية التي أدانت المؤرخ البريطاني ديفيد إرفينغ، باعتباره منكِرًا للهولوكوست، وذلك بعدما قدمها للمحكمة في بريطانيا بتهمة التشهير به.
وقالت إن مشكلة معاداة السامية أصبحت خطيرة في الولايات المتحدة لدرجة “أنني أسمع من الناس أنهم يخبرون أحفادهم في عمر 12 عامًا بارتداء قبعة بيسبول بدلاً من الكيباه، طلبًا للسلامة في الجزء الشرقي من مانهاتن”.
وعندما سألها عن نشأتها في وقت كانت فيه إسرائيل ضعيفة، مقابل جيل نشأ على النظر إليها كدولة محتلة، قالت: “لقد كنت هناك أثناء حرب الأيام الستة. كنت طفلة، ولكن كما تعلمون لم نكن نعرف ما الذي سيحدث. لقد تغيرتْ هذه الصورة بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، لا تزال هناك كراهية شديدة في العديد من الكيانات المحيطة بإسرائيل التي تريد أن ترى زوالها”.
وعن التفريق بين نقد إسرائيل ومعاداة السامية، ردت قائلة: “إن تحميل اليهود في كل مكان المسؤولية عما يحدث في إسرائيل هو معاداة للسامية. ولكن
إذا كان انتقاد سياسات إسرائيل يشكّل معاداة للسامية، فإن مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين يحتجّون في الشوارع في كل ليلة سبت هم معادون للسامية”.
وعندما سألها عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، وما تبعها من تنافس في الصدمة، قالت: “بالتأكيد هناك تنافس في الصدمات، ولا أدخل في تنافس بالمعاناة؛ فضرساك المتلاصقان لا يجعلان ضرسي أفضل، ولا يقودنا هذا إلى أي مكان ونحن نتحدث عن الرد على الهجوم. مقتل 1,200 شخص، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مثل قتل 48,000 أمريكي، ولو طلب منا أحد أن نجلس صامتين بعد 9/11 وألا نردّ؟ عندما يضربك أحد، يجب أن ترد”.
وعندما سئلت: “هل قلتِ نحن؟” بررت قائلة إنها كانت تتحدث كمبعوثة لبايدن، الذي طار إلى هناك بعد الهجمات، وتتحدث أيضًا كيهودية. وعن ارتباط مصير اليهود بمصير إسرائيل، قالت: “أعتقد أن بعض اليهود يشعرون بذلك، ويشعر بعضهم أنه لو حدث شيء لإسرائيل فسيشعرون بأنهم أقل أمانًا، وهناك الكثير من اليهود الذين يشعرون بهذه الطريقة”.
وفي سؤال حول نزع الشرعية عن إسرائيل وأثر ذلك على اليهود، قالت: “أعتقد ذلك. وأعتقد أن هذا يحدث في العديد من الأماكن. وعلينا أن نفكر في الأمر أيضًا. هل تريد أن تتحدث عن إبادة جماعية؟ تحدث عن إبادة جماعية للإيغور”.
وعندما قال لها فيك إن ما يحدث من إبادة جماعية للإيغور ليس موثقًا على الكاميرا، ردّت أن الصينيين تأكّدوا من عدم حدوث هذا، وقالت: “ولكن لو قام شخص بالعثور على مجموعة من القوميين الصينيين وضربهم [انتقامًا]، ألا نشعر بالرعب؟”