• حرب الإبادة التي تشنها دولة الإحتلال على شعبنا والعدوان على شعوب المنطقة
    2024-10-27
    رباح جبر مسؤول إعلام الجبهة الديمقراطية في إقليم الضفة

     

    حرب الإبادة التي تشنها دولة الإحتلال على شعبنا والعدوان على شعوب المنطقة ، هي استمرار للمجازر الدموية والتهجير الذي واكب نشأتها ، والغرب في دعمه المتواصل لها من أجل شرق أوسط على مقاسه ، ستحبط المقاومات العربية مخططه وأهدافه


    ربما يكون البعض قد تفاجأ بحرب الإبادة التي يشنها الإحتلال على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام بوحشية عزّ نظيرها في التاريخ الحديث ، متناسين أو غافلين بشكل متعمّد ، أن الحكومات الأكثر يمينية وفاشية في تاريخ دولة إسرائيل ومنذ أكثر من ثلاث أعوام وهي تتحدث عن حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني ، فكيف ستحسم هذه الحكومات وآخرها الحكومة التي يرأسها نتنياهو ويتحكم فيها غلاة زعامة الصهيونية الدينية ( بن غفير وسموتيريش) ...؟ كيف كان من الممكن أن تفكر في حسم هذا الصراع مع شعبنا لصالح مشروعها في الإستيطان والضم ومنع إقامة الدولة الفلسطينية  في ظل مقاومة فلسطينية متصاعدة ، إن لم ترتكب بحقه المجازر وتحاول بكل السبل تهجيره من وطنه الأصلي؟.

    إن الحرب التي تدور رحاها في الضفة والقدس المحتلتين منذ حوالي أربع سنوات ، هي جزء ومقدمة لحرب الإبادة التي تكثفت منذ طوفان الأقصى الذي هو في أحد أبعاده جاء نصرة للضفة وانخراطا في المعركة ومنع الإستفراد بها، وبالتالي فإن معركة الطوفان والزلزال الذي أحدثه في العالم لم يكن مغامرة كما يروّج البعض ، مدعين أن الطوفان قد جلب الدمار والقتل لشعبنا ، وإن حرب الإبادة هذه أبعد بكثير من مجرد ردة فعل على الطوفان أو انتقام من غزة والمقاومة أو  بسبب خسارة إسرائيل صورة الردع التي سلبها الطوفان ، فالطوفان في السابع من أكتوبر قد سرّع محاولة تنفيذ المخطط الإسرائيلي الذي كان ينفذ من قبل على مراحل وبطرق وأساليب تراعي وتأخذ بالحسبان الرأي العام الدولي ومؤسساته الحقوقية.

     كما أنها – حرب الإبادة -  تذكّر بنشأة دولة الإحتلال عندما قامت العصابات الصهيونية بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم في العام 1948، وتدمير مئات القرى وارتكاب عشرات المجازر التي لم يطوها النسيان - ، هذه النشأة الدموية لدولة الإحتلال جاءت في ظل الحضانة البريطانية عندما كانت بريطانيا تتزعم العالم الرأسمالي البريطاني – ، والتي كشف المؤرخون الجدد اليهود عن تفاصيل البعض منها كالطنطورة بالإضافة إلى مجازر دير ياسين وكفر قاسم وسعسع والدوايمة ومجاز يافا واللد وأبو شوشة وقبيا وغيرها العشرات .

    هذه الأيام تشن إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على شعبنا الفلسطيني خاصة في قطاع غزة متلحّفة بالدعم الغربي الاستعماري وبشراكة أمريكية ، بعد أن انتقلت إسرائيل للوصاية الامريكية بعد العام 1967 ، وتعمق ارتباطها العضوي بها وتعاظمت أهميتها الإستراتيجية بالنسبة لأمريكيا والغرب بعد سقوط حكم الشاه في إيران ، الذي كان العالم الرأسمالي يعتبره شرطي المنطقة وحارس مصالح الغرب الإستعماري فيها، هذه الحرب التي تشنها إسرائيل  ليس فقط من أجل قطع الطريق على الشعب الفلسطيني والحيلولة دون تمكنه من تقرير مصيره وبناء دولته ، بل إن الدعم الغربي والشراكة الأمريكية في العدوان على شعبنا وشعوب المنطقة  وتبرير حرب الإبادة من قبل بعض الدول الغربية ، له أيضا أهدافه المعلنة والتي صرّح  بها المسؤولون الأمريكيون منذ زمن طويل منذ أن قالت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كوناليزا رايس في تموز العام 2006 خلال العدوان على لبنان ، وبشّرت بأن عدوان إسرائيل على الشعب اللبناني ومقاومته هو بمثابة  " انبثاق للشرق الأوسط الجديد " ، كما صرح بذلك نتنياهو في بداية العدوان وكررها أكثر من مرة في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي معتبرا حرب الإبادة تأتي في سياق " رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد " على المقاس الأمريكي – الغربي ،  مؤكدا أكثر من مرة في خطابه ، بأن إسرائيل تحارب هي وجنودها نيابة عن أمريكيا والغرب ضد ما تسميه بمحور الشر من أجل الشرق الأوسط   الجديد ، وطبعا يقصد الشرق الأوسط الذي تتسيّده إسرائيل حتى تتمكن من القيام بوظيفتها التي أنشأت من أجل القيام بها والمتمثلة بحماية المصالح الغربية الإستعمارية في المنطقة ونهب خيراتها ومنع الصين وروسيا من إيجاد موطئ قدم لهما في المنطقة ، وهذا ما يفسر الدعم اللامحدود بالأسلحة والعتاد العسكري وحاملات الطائرات والبوارج الحربية وبالغطاء السياسي الديبلوماسي الذي يقدمه الغرب عموما وخاصة أمريكيا، كل ذلك من أجل أن تبقى إسرائيل القاعدة العسكرية الغربية المتقدمة في المنطقة وشرطيها المتوحش.

    وفي ظل العجز العربي الرسمي _ أقل ما يوصف به _ عن مواجهة هكذا مخطط يستهدف قضيتنا الوطنية والشرق الأوسط  برمته وشعوبنا العربية ومصالحها ومستقبلها ، أثبتت المقاومات العربية وخاصة الفلسطينية واللبنانية وبإسناد من المقاومات اليمنية والعراقية وبالتضامن الشعبي العربي حتى في الدول المطبعة ، أنها قادرة على إفشال هذه المخطط ومنع تحقيق الأهداف من ورائه ، فها هي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومنذ أكثر من عام و بإمكانياتها المتواضعة إذا ما قورنت بإمكانيات العدو الذي يحظى بدعم عسكري ومالي وسياسي غربي وأمريكي هو الأكبر في التاريخ تدك قوات العدو يوميا ، وها هي المقاومة اللبنانية تستعيد عافيتها بعد الضربات الإسرائيلية وموجة الإغتيالات المؤلمة وتتمكن بعملياتها اليومية من إيلام العدو الإسرائيلي .، والشعب الفلسطيني كما اللبناني اللذان يشكلان الحاضنة الشعبية للمقاومة صامدان برغم الدمار والقتل واستهداف إسرائيل لكل مقومات الحياة .  

    في النهاية وباختصار  ... ما دامت هناك مقاومات متواصلة وأجيال واعية تمسك بمصيرها وشعوب تتطلع إلى الحرية ... فالإحتلال والإستعمار إلى زوال.

     

     

     




    http://www.alhourriah.ps/article/95237