بلينكن يعرض على إسرائيل "صفقة" لرد رمزي على إيران أو تأجيله
2024-10-24
تل أبيب: كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومسؤولين التقاهم في زيارته التي انتهت الأربعاء، تأجيل الضربة لإيران، والانسجام مع الرؤية الأميركية بشأن التطورات في الشرق الأوسط.
وحدد بلينكن رؤية واشنطن بثلاثة موضوعات أساسية، وهي وفقاً للمصادر: "تأجيل الضربة لإيران، والعمل بشكل إيجابي مع جهود التسوية في لبنان، وعدم تفويت الفرصة الناشئة بعد اغتيال السنوار، للتوصل إلى صفقة صغيرة لهدنة قصيرة تفتح الباب لصفقة أكبر توقف الحرب في غزة".
"قوة إسرائيل"
وقالت المصادر إن بلينكن جاء إلى إسرائيل "حاملاً بشرى"، عبّر عنها لدى مغادرته مطار بن غوريون، بالقول: "حان الوقت كي تحول إسرائيل النجاح العسكري الكبير إلى نجاحات استراتيجية"، من خلال "إنهاء الحرب في غزة فوراً لتحرير الرهائن ضمن اتفاق".
وقال بلينكن لنتنياهو: "لقد حققت جميع أهدافك العسكرية في غزة. (حماس) فقدت قوتها العسكرية، السنوار قُتل، وتمت تصفية معظم قيادة الحركة، وحان الوقت لتحقيق نجاح بعيد المدى بصفقة رهائن، ووقف الحرب لاحقاً".
لكن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت قال، الأربعاء، خلال زيارة قاعدة جوية، إن "الجميع سيدرك قوتنا بعد أن نهاجم إيران"، في إشارة إلى الرد المرتقب على موجة الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل مطلع الشهر الحالي.
وأضاف غالانت مخاطباً الطيارين والطاقم الفني في قاعدة حتسور الجوية المتخصصة في تشغيل المسيّرات والصواريخ الدفاعية والدوريات الجوية: "أي شخص كان يحلم قبل عام بضربنا وهزيمتنا، دفع ثمناً باهظاً ولم يعد لديه هذا الحلم".
فرصة بلينكن الأخيرة
قال الكاتب السياسي في يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، إن بلينكن "رجل الإدارة الأقرب للرئيس الأميركي جو بايدن"، والذي يكثف جهوده الآن قبل الوصول إلى يوم الانتخابات الأميركية.
وأوضح برنياع "أن الأميركيين سينتخبون رئيساً جديداً بعد أقل من أسبوعين، ورغم أن بايدن ورجاله سيواصلون مهامهم حتى 20 يناير (كانون الثاني)، لكن قوتهم ستتبدد".
وتابع برنياع: "هناك فرصة أخيرة. صحيح أن هاتين الكلمتين قيلتا مراراً خلال سنة من الحرب، لكن بين فرصة وأخرى يتم تفويتها، هناك خسائر بشرية ورهائن وأضرار اقتصادية سيستغرق إصلاحها سنوات".
ورأى الكاتب الإسرائيلي أن المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، "لن يبذلا ما بذله بايدن من جهود لإعادة المخطوفين ولإنهاء الحرب".
وأشار برنياع إلى أن "توقيت الهجوم الإسرائيلي على إيران كان موضوعاً مركزياً في زيارة بلينكن؛ لأن إدارة بايدن تسعى لتقليص الهجوم إلى الحد الرمزي أو تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية".
وقال إن "الدافع سياسي بامتياز؛ لأن هجوماً إسرائيلياً واسعاً، والعمل المضاد المتوقع من إيران، من شأنهما أن يضرا بفرص هاريس في الولايات الأميركية المتأرجحة".
صفقة الرد الرمزي
وذكر الكاتب الإسرائيلي أن "الإدارة الأميركية تعرض على إسرائيل مقابل ردها الرمزي صفقة سلاح ودعماً مالياً، وهو ما قد يغضب ترمب، المرشح الذي اختار نتنياهو أن يراهن على انتصاره في الانتخابات".
وأكد بلينكن أنه "من المهم للغاية أن ترد إسرائيل على إيران بطرق لا تؤدي إلى تصعيد أكبر"، لكن رد نتنياهو كان ضبابياً، وأشار إلى أن هناك احتمالاً لتوجيه ضربة في أقرب وقت، خلال أيام.
وفي بيان أصدره نتنياهو بعد اللقاء مع بلينكن، أظهر أن الهجوم أصبح تحدياً شخصياً له، بعد ضربة مُسيرة حزب الله لنافذة منزله في قيسارية.
وقال: "هذه مسألة ذات مغازٍ دراماتيكية، محظور المرور عليها مرور الكرام".