• إعلام إسرائيلي: استهداف منزل نتنياهو يثبت براعةً.. تهديد المسيّرات يتسارع ولا نلحق به
    2024-10-20

    علّقت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، على هجوم مسيّرة من لبنان على منزل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في قيسارية صباحاً، مبديةً خشيتها من التحدي الذي تمثّله مسيّرات حزب الله للدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي "لا تتمتع بالقوة الملائمة للتعامل مع تهديدات الطائرات المسيّرة على نطاق واسع".

    وأكد أمير بار شالوم، من إذاعة "جيش" الاحتلال، أنّ هجوم المسيّرة على منزل نتنياهو "يُظهر تخطيطاً مسبقاً"، مشدداً على أنّ حزب الله "أبدى براعةً" في أدائه، بحسب ما نقلت عنه القناة "الـ12".

    بدوره، أكد موقع "والاه" أنّ قدرات حزب الله أثبتت فعاليتها أمام الدفاعات الجوية الإسرائيلية في عدة حالات، كما حدث في إطلاق المسيّرة في اتجاه مقرّ إقامة نتنياهو، السبت.

     

     

    وأشار الموقع أيضاً إلى أنّ هذه الفعالية ظهرت في الهجوم الذي شنّه حزب الله على القاعدة العسكرية التابعة للواء "غولاني"، في "بنيامينا"، جنوبي حيفا المحتلة، حيث استخدم الحزب مسيّرات نوعية، بعضها استُخدم للمرة الأولى، كما أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.

    ونجحت مسيّرات حزب الله حينها في اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي، من دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب لـ"غولاني"، وانفجرت في الغرف التي فيها العشرات من الضباط، بينهم ضباط كبار، والجنود، بحيث قُتل وجُرح العشرات منهم، بحسب الغرفة.

    وبالعودة إلى "والاه"، تحدث الموقع، في مقال كتبه محلل الشؤون الأمنية والعسكرية، أمير بو حبوط، عن كيفية تجنّب قدرات حزب الله الموسّعة في مجال المسيّرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّ الحزب ركّز، خلال الأعوام الأخيرة، على تطوير قدراته الجوية الخاصة، والتي تتكوّن، في الدرجة الأولى، من هذه الطائرات.

    في هذا السياق، أشار الموقع إلى أنّ هذا الأمر "منح حزب الله القدرة على ضرب المباني في إسرائيل بدقة، مع تعقيد اكتشاف مسيّراته أو اعتراضها".

    وإذ ذكر الموقع أنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية "طوّرت مجموعةً متنوّعةً من الأساليب للتعرف والتتبع والاعتراض"، فإنّه أكد، في الوقت نفسه، أنّ حزب الله "يعمل على خداع الجيش، وإطلاق مسيّرات على نطاق واسع، أو إطلاقها مع صواريخ لتشتيت الانتباه أو جعل  اكتشافها أكثر صعوبةً".

    "مشكلة تكنولوجية وثقافية.. إسرائيل تتخلّف عن الركب في التعامل مع المسيّرات"

    على نطاق أوسع، وفي حديث إلى "والاه" أيضاً، حذّر خبراء من أنّ قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي قصيرة المدى "تعاني عيوباً خطيرةً في التعامل" مع الطائرات المسيّرة، التي تمثّل "تهديداً يتقدّم بسرعة أكبر كثيراً من قدرة إسرائيل على محاربته".

    ونقل الموقع، عن ضابط كبير في احتياط "الجيش" الإسرائيلي، تأكيده أنّ سلاح الجو "لم يبنِ قوةً ملائمةً للتعامل مع تهديدات الطائرات المسيّرة على نطاق واسع"، في حين أنّ هذا الأمر يمثّل "قضيةً جوهرية"، بحسب ما تابع.

    وأضاف الضابط الكبير أنّ "الأمر انتهى بإسرائيل إلى وضع تطارد فيه 4 طائرات مقاتلة وسفينة صواريخ طائرةً مسيّرةً واحدة"، متابعاً: "كنا نعلم بذلك، تماماً كما كنا نعلم بأنّ سلاح الجو لم يبنِ قدراته في دعم القوات البرية عند الحدود بشكل جيد بما فيه الكفاية".

    بدوره، أكد ليران عنتيبي من جامعة "تل أبيب"، وهو خبير عالمي متخصص بالطائرات المسيّرة والمركبات الجوية غير المأهولة، عدم القدرة على اعتراض مثل هذه الأجسام في الحالات التي تحلّق فيها على ارتفاع منخفض للغاية، إذ "تزيد محاولات اعتراضها في احتمالات وقوع مخاطر وأضرار".

     

    ولا يقتصر التحدي الذي تواجهه "إسرائيل" في هذا الشأن على الناحية التكنولوجية، فهي تواجه "مهمةً صعبةً للغاية في استعدادها للتعامل مع المسيّرات والمركبات الجوية غير المأهولة من الناحية الثقافية أيضاً"، بحسب ما حذّر منه عنتيبي.

    في هذا الإطار، أوضح عنتيبي أنّ المقاومة "تتعلّم عن إسرائيل، وتتكيّف معها بصورة أسرع كثيراً مما يسمح لها بإجراء تطوير"، مبدياً خشيته من أنّ "إسرائيل تتخلّف عن الركب إلى أن يحين وقت معالجة" هذه المسألة.

    وإذ أكد الخبير الإسرائيلي وجود "منافسة بين قوتين، تعملان بسرعتين مختلفتين تماماً"، فإنّه حذّر من أنّ "العمليات (التي يجب أن تنفّذها "إسرائيل" لمواجهة هذا الواقع) تستغرق وقتاً، حتى لو وصلت إلى قمة التقدم التكنولوجي والعلمي ووضعت ذلك موضع التنفيذ".

    أما المقاومة، "فتعمل على الارتجال وتحقيق قدرات كانت في السابق حكراً على الدول، ودمجها بطرائق تتحدى" الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، وفقاً لما أكده عنتيبي لـ"والاه".


    http://www.alhourriah.ps/article/95127