نشرت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية تقريرا أعده أندرو روث قال فيه إن التصعيد الإسرائيلي ضد إيران خطير، حيث كشفت التحليلات الاستخباراتية أن الصواريخ الإيرانية التي ضربت إسرائيل أن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الذي يتم التلويح به، ليس في الواقع منيعا.
فقد زعم المسؤولون الإسرائيليون وفي أعقاب هجوم ليلة الثلاثاء أن دفاعاتهم صمدت. وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت أكثر من 180 صاروخا، لكن لم يتم الكشف عن سوى القليل من التفاصيل حول الأضرار، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن الهجوم “يبدو أنه هزم ولم يكن فعالا”.
ومع استعداد إسرائيل لرد انتقامي، يعتقد المحللون أن هذه التقارير الأولية قد تكون مضللة، وربما غيرت حسابات رد إسرائيل إذا كانت تخشى الدخول في جولة مطولة مما أسماه الكاتب “لعبة بينغ بونغ الصاروخية” مع إيران، وبخاصة إذا اختارت طهران أهدافا أكثر ليونة في المستقبل.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية واللقطات على منصات التواصل الاجتماعي، الصاروخ بعد الصاروخ يضرب قاعدة نيفاتيم الجوية بصحراء النقب مما أدى إلى حدوث بعض الانفجارات الثانوية على الأقل. وهو ما يظهر إلى أنه رغم فعالية القبة الحديدية ودفاعات السهم الجوية الإسرائيلية، فإن الضربات الإيرانية كانت أكثر فعالية مما تم الاعتراف به سابقا.
ولاحظ الخبراء الذين قاموا بتحليل اللقطات، ما لا يقل عن 32 ضربة مباشرة على القاعدة الجوية. ومع أن أيا منها لم يتسبب بأضرار جسيمة، لكن بعضها هبط بالقرب من حظائر الطائرات التي تضم طائرات إف-35 ، وهي من بين أهم الأرصدة العسكرية في إسرائيل. ورغم أن هذه الصواريخ لم تصب على ما يبدو طائرات رابضة على الأرض، فربما تركت آثارا قاتلة إذا أطلقت على مدينة مثل تل أبيب أو إذا وجهت إلى أهداف أخرى حيوية مثل مصافي النفط التابعة لمجموعة بازان بالقرب من حيفا، وهو ما قد يؤدي إلى كارثة بيئية بجوار مدينة إسرائيلية كبيرة.
ويقول ديريك إيليفيث، المحلل والباحث في مجموعة سي أن إي والذي حلل اللقطات على منشور لموقع المجموعة “الحقيقة الجوهرية لا تزال قائمة وهي أن إيران أثبتت قدرتها على ضرب إسرائيل وبقوة لو أرادت”. وقال إن ” القواعد الجوية تعتبر أهدافا صعبة. وهي من النوع الذي لا يؤدي على الأرجح، إلى سقوط العديد من الضحايا. وقد تختار إيران هدفا مختلفا، مثل استهداف قاعدة مكتظة للقوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي أو هدفا داخل منطقة مدنية، يسقط فيه عدد كبير من الضحايا جراء إطلاق صاروخ عليه”.
وأكدت الصحيفة أن هناك خطر ناجم عن تبادل إطلاق الصواريخ مع إيران، وهي مشكلة ذات طابع اقتصادي، ذلك أن مخزون الدفاع الجوي الإسرائيلية من الصواريخ باهظ الثمن ومحدود، وهذا يعني أن البلاد قد تصبح أكثر عرضة للضربات الإيرانية مع استمرار الصراع.
وقد تستهدف إسرائيل، وعلى المدى البعيد خطوط انتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية والبنية الأساسية لها من أجل منع الهجمات.
ولطالما زعم بنيامين نتنياهو أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكل خطورة على إسرائيل مثل برنامجها النووي. ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي المضاد بات وشيكا. فقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الجنرال مايكل كوريللا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، سيكون في إسرائيل لتنسيق الرد الإسرائيلي.
وقال الرئيس جو بايدن ومستشاره للأمن القومي جيك سوليفان إنهما سيجريان مشاورات مباشرة مع إسرائيل بشأن ردها العسكري. وتم إطلاع الصحفيين المحليين على أن الرد على الضربة الإيرانية وشيك، وربما يكون توقيته قبل أو بعد الذكرى السنوية لهجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتشمل الأهداف المقترحة منشآت عسكرية إيرانية، بما فيها مراكز قيادة وتحكم للحرس الثوري وبنى تحتية للطاقة، مثل مصافي النفط وربما توجيه ضربة مباشرة للبرنامج النووي الإيراني، والذي حذرت طهران من أنه أحد خطوطها الحمر وحذر بايدن نتنياهو من المساس به.