• و"البيت الأبيض محبط".. مسؤولون أميركيون: نتنياهو وليس بايدن من يحدد "أجندة" الشرق الأوسط
    2024-10-01
    واشنطن: قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن "شعروا بالصدمة"؛ جراء الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضية، وأسفرت عن اغتيال الأمين العام لحزب الله"  الشهيد حسن نصر الله وقيادات بارزة في الحزب، وفق ما ذكرت شبكة NBC News.

    وذكرت الشبكة، أن العملية أظهرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو مَن يضع أجندته في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، فيما يقف البيت الأبيض "المُحبَط" بقيادة بايدن "عاجزاً عن التأثير على مجريات الأحداث أو حتى التخفيف من حدة الصراع المتصاعد في المنطقة".

    وأشارت الشبكة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ظل يتنقل بشكل مكثف بين الوفود في نيويورك، على هامش جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الأيام التي سبقت الهجوم الإسرائيلي الأخير، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل وحزب الله، بموجب المقترح الأميركي الفرنسي.

    وبدا أن إدارة بايدن واثقة للغاية من نجاح هذا المقترح لدرجة أن مسؤولاً كبيراً في الإدارة أخبر الصحافيين أن اتفاق الطرفين يبدو وكأنه "نتيجة حتمية".

    وكان المسؤولون الأميركيون والأوروبيون يعتقدون أنهم باتوا يقتربون من التوصل لصفقة محتملة، لكنهم فوجئوا بأنباء الضربة الضخمة التي شنتها إسرائيل على بيروت يوم الجمعة، على شاشات التليفزيون.

    ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن بايدن وكبار قادة وزارة الدفاع (البنتاغون) وغيرهم من كبار المسؤولين في الإدارة أعربوا عن غضبهم من "توقيت العملية الإسرائيلية". 

    وذكرت الشبكة أن الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة في لبنان عززت مخاوف الإدارة الأميركية من أن نهج نتنياهو العدواني قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي قد تؤدي بدورها إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً قد تشمل تدخل الولايات المتحدة.

    وقالت الشبكة إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة في لبنان كانت أحدث مثال على كيفية اتباع نتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني المتطرف مسارهم الخاص منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.

    ووفقاً للشبكة، فإنه في الأيام التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر، احتضن بايدن نتنياهو وإسرائيل بحرارة، "حرفياً، ومجازيا"، معتقداً أن الدعم الأميركي الصريح لإسرائيل سيجعلها مستعدة للاستجابة لبعض المطالب الأميركية، لكن على مدى العام الماضي، بدا أن تأثير الرئيس الأميركي ومساعديه على نتنياهو أصبح أقل.

     

     

    لا تأثير أميركي ملموس

    ومع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، وجَه المسؤولون الأميركيون، مراراً وتكراراً، نداءات في السر والعلن إلى الحكومة الإسرائيلية لتغيير تكتيكاتها في القطاع والموافقة على تسوية تسمح بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن هذه النداءات فشلت في التأثير على أقرب حليف لواشنطن في المنطقة، حتى أن التهديدات بأن الإدارة قد تقلص أو تعلق تسليم شحنات الأسلحة لم يكن لها تأثير ملموس على عملية صنع القرار لدى نتنياهو، بحسب الشبكة. 

    ورأت الشبكة أن بايدن لم يكن على استعداد لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، قائلة إنه على الرغم من دعوات بعض الديمقراطيين في الكونجرس للقيام بذلك، فإن الولايات المتحدة استمرت في إرسال قنابل زنة 2000 رطل وصواريخ "هيلفاير" إلى تل أبيب. 

    ويقول المحللون إنه حتى لو اتخذت الإدارة الأميركية الخطوة غير المسبوقة المتمثلة في وقف إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، فإنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تغيير الموقف الإسرائيلي، وذلك لأنها تمتلك بالفعل مخزونات كبيرة من الأسلحة. 

    وقال مسؤولون ومحللون غربيون، إن بايدن يبدو عاجزاً عن تغيير موقف نتنياهو، وهو ما يرجع، جزئياً، إلى أن إسرائيل لديها مجموعة مختلفة من الأهداف، ولأن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لا يستطيع تحمل معارضة الأصوات السياسية اليمينية المتطرفة التي تشكل جزءاً من ائتلافه الحاكم".

    وترى إسرائيل، والجمهوريون الذين ينتقدون دعوات بايدن لكبح جماح تل أبيب، أن مخاوف الإدارة الأميركية بشأن التصعيد في المنطقة، "ليست في محلها"، إذ يعتقد نتنياهو وأنصاره أن "أفضل طريقة لمنع الحرب الأوسع نطاقاً هي الرد على إيران و الحلفاء، وذلك لرفع تكلفة أي هجوم على تل أبيب، وإجبار خصومها على إعادة النظر في مدى استفادتهم من مهاجمتها". 

     

     

    "حروب استنزاف"

    ونقلت الشبكة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "تل أبيب تأمل في أن تغنيها عملية اغتيال نصر الله عن شن غزو بري للبنان"، مضيفاً "أنهم سيستغلون الزخم الذي حصلوا عليه الآن بعد تراجع خصمهم"، وفق قوله.

    وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن "امتنانه" للدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ القادمة من إيران ووكلائها، على الرغم من قوله إن "تل أبيب تقاتل وحدها" ضد ما وصفه بـ "التهديد الوجودي" الذي تشكله تلك الجهات.

    وقال آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي"، إن الصراعات التي تتكشف الآن بين إسرائيل وحماس في غزة، وإسرائيل وحزب الله في لبنان، وإسرائيل وإيران، هي "حروب استنزاف مستمرة".

    وتابع: "لا يوجد وضع نهائي مستقر، كما لا توجد جهود دبلوماسية يمكن أن تُنهي حروب الاستنزاف هذه، بشكل نهائي". ورأى ميلر أن الخيارات الوحيدة المتاحة الآن هي "احتواء الخصوم أو ردعهم"، دون التعامل مع الأسباب الجذرية وراء النزاع.

    واعتبر أن من سيقرر الخطوات التالية هم "نتنياهو وزعماء إيران وحماس وزعيم حزب الله المستقبلي، وليس بايدن".


    http://www.alhourriah.ps/article/94622