الإعلام العبري: حماس لم تستسلم وإسرائيل تقترب من حربٍ بلبنان دون أهدافٍ
2024-09-14
منذ فترةٍ طويلةٍ يسود الاعتقاد بأنّ الحرب في الشمال، أيْ حرب لبنان الثالثة، باتت مسألة توقيت ليس إلّا، ولكن مع ذلك، فإنّ دولة الاحتلال وعلى الرغم من الضغوطات التي تمارسها قيادة المنطقة الشماليّة، تنتظر على ما يبدو لاتخاذ القرار، مع العلم أنّ الجيش ما زال موحلاً في قطاع غزّة، ولذا حذّرت محافل وازنة جدًا في تل أبيب من أنّه لا يُمكِن الاعتماد على الـ “نجاح” في غزّة، بأنّه يُشير إلى الحرب ضدّ حزب الله، لافتةً، كما أفادت صباح اليوم الجمعة، صحيفة (هآرتس) العبريّة، إلى أنّه بعد مرور 11 شهرًا على بداية الحرب لم ترفع حماس العلم الأبيض، فيما بات في حكم المؤكّد التآكل في الجيش الإسرائيليّ، الذي لم يتمكّن من حسم المعركة بعد حوالي السنة، طبقًا للمصادر.
إلى ذلك، رأى المستشرق د. تسفي بارئيل، محلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين يصوّره الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، جزءًا من النصر في المعركة ضد إسرائيل، تمامًا مثلما يقدّم إشغال الجيش الإسرائيليّ على الحدود الشمالية عنصرًا مركزيًا في إسهام المنظمة في (وحدة الساحات)، وهو ما يخفّف ظاهريًا من الضغط على غزة، على حدّ قوله.
وتابع: “بعيدًا عن التصريحات القادمة من إسرائيل والتحذيرات التي ترسلها الإدارة الأمريكية إلى الحكومة اللبنانية بشأن نوايا تل أبيب، تُفسر كثافة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة والمنطقة الجغرافية المستهدفة، لا سيما القرى الجنوبية ومحيط مدينة صور، بأنّها نيّة إسرائيلية لإنشاء (حزام فصل) بين الجنوب ونهر الليطاني”، طبقًا لأقواله.
وشدّدّ على أنّ “حزب الله ما يزال ملتزمًا بما صاغه هو بنفسه، والذي بموجبه المواجهة مع إسرائيل أو إنهاؤها مرهون بالتطورات في غزة واتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. طالما أنّ هذه المعادلة سارية، يركز نطاق العمل الدبلوماسي لوقف المواجهة في الشمال، بشكل أساسي، على نقل رسائل قوية وتهديدات علنية لكلّ من حزب الله وإيران بهدف تقليص قطاعات المواجهة من أجل الحؤول دون حربٍ واسعة”، كما قال.
كما أشار المستشرق إلى أنّه لا وجود لاستراتيجية إسرائيلية واضحة تُبيّن نوع الترتيب الذي تسعى إليه مع لبنان وحزب الله؛ لأنّ تدمير الحزب لم يُحدد هدفًا، كما أنّ إسرائيل لم تحدّد ما هو التهديد اللبناني الذي تهدف إلى تحييده، حيث إنّ قسمًا كبيرًا من هذا التهديد سيستمر، حتى لو طُبّق القرار 1701.
وختم: “يبدو أنّ إسرائيل، كما في غزة، تجهز نفسها لحرب في لبنان، من دون أنْ تكون لديها استراتيجية أوْ سياسة واضحة عمّا تريد تحقيقه فيها”.
على صلةٍ أدّت هجمات حزب الله على شمال إسرائيل لأضرار كبيرة تُقدّر بنحو مليار شيكل، أي ما يزيد على 264 مليون دولار، بحسب الإعلام العبريّ.
وتحدّث موقع (غلوبس) العبريّ عن الخسائر لافتًا إلى أنّ “حجم الدمار في الشمال لم يتبيّن بعد بشكل كامل، مُضيفًا أنّ “التقديرات بأنّ وتيرة إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان إلى المنطقة ستتناقص مع الوقت، هي تقديرات خاطئة، فالاتّجاه في الأشهر الأخيرة يثبت العكس”.
وأشار الموقع إلى إطلاق نحو 1,307 صاروخًا من لبنان في اتّجاه الشمال في آب (أغسطس) الفائت، مقابل 1,091 في تموز (يوليو) الذي سبقه، وقبله 855 صاروخًا في حزيران (يونيو. (
وفي هذا السياق، قال مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ في الشمال، غاي فارون، إنّ “على جميع متّخذي القرارات أنْ يصعدوا إلى الشمال، ليشعروا بصفارات الإنذار”.
وأضاف “الشمال عالم آخر، فيما حكومة إسرائيل لم تعالج منذ 11 شهرًا مشكلة الصليات يومًا بعد يوم، ساعة بعد ساعة، الموجهة من حزب الله نحو المستوطنات.. الأمر لا يُصدق أننّا في الوضع نفسه منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر).
وكان موقع (WALLA) العبريّ عن مسؤول أمريكيّ قوله: “ليس هناك حرب في ظروف مختبرية، إنها ليست لعبة، ولا أشك في قدرات جيش الاحتلال، لكن عليك أنْ تفكر في حقيقة أنّه ستكون هناك عواقب وخيمة على كلا الجانبين، مضيفًا في الوقت ذاته أنّ “المسؤولين في إسرائيل، الذين يريدون خوض حرب ضد حزب الله من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، يجب أنْ يأخذوا في الاعتبار أنّه في مثل هذا السيناريو يمكن أنْ يقتل العديد من الإسرائيليين ولن يكون للآخرين منازل يعودون إليها”، طبقًا لأقواله.
ومضى المسؤول الأمريكيّ قائلاً، بحسب الموقع العبريّ، إنّ “هناك فكرة، هي أنْ نذهب إلى الحرب ومن ثم نزيل كلّ الصواريخ التي يملكها حزب الله، وسيكون كل شيء على ما يرام”، مؤكدًا أنّ “الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يوجد حل سحري، ولا يمكنك تدمير الجانب الآخر، ففي نهاية الحرب قد تدفع إسرائيل ثمنًا باهظًا ولا تحقق أهدافها”، على حدّ تعبيره.