"فايننشال تايمز” : نتنياهو لن يُغير سياسته في غزة وانتهاء القتال يعني المحاسبة وسيسعى لإنجاز كبير قبل شهر نوفمبر
2024-09-04
نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن محللين إسرائيليين، أنّ السبب في عدم إجبار الإضراب الأخير رئيسَ حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على التراجع، هو أنه، بدلاً من تقديم جبهة موحَّدة في مواجهته، كشف الإضراب الانقسامات العميقة في إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ النسبة الأكبر من المحتجين “ما زالت مستمَدّة من القطاعات الليبرالية”، وليس من داخل معسكر نتنياهو الخاص، وأن من شأن هذه التحركات أن توحّد مناصري اليمين وأحزابه، بعد إدراكهم أنهم إن لم يتحدوا فسيفقدون الحكم.
ولفتت “فايننشال تايمز” إلى أنّ تأثير الإضراب ضعف أكثر، عندما قضت محكمة، بعد ظهر الإثنين، بضرورة إنهائه مبكراً، بحجة أنّ الدعوة إليه كانت لأغراض سياسية.
ونقلت الصحيفة، عن مدير حملة نتنياهو الانتخابية خلال انتخابات عام 2009، الخبير الاستراتيجي روني ريمون، قوله إنّ “الشيء الوحيد، الذي يمكن أن يُسقط الحكومة، هو الخلافات داخلها، وليس الضغوط الخارجية”.
ورأى ريمون أن هذه الخلافات أصبحت علنية على نحو متزايد، في الأشهر الأخيرة، مثل الخلاف بشأن تجنيد “الحريديم”، مشيراً إلى أنّ الخلافات الأكثر ضراوة كانت بسبب الحرب، وإصرار وزير الأمن وقادة المؤسستين الأمنية والعسكرية على أنّ التوصل إلى اتفاق مع حماس هو أفضل وسيلة لتأمين إطلاق سراح نحو مئة أسير، ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وقال ريمون إنه كان في إمكان نتنياهو، العام الماضي، وقف التعديلات القضائية والنجاة بحكومته. أما هذه المرة، فإذا استسلم، فهذا يعني الذهاب إلى الانتخابات وفقدان السيطرة على الأمور.
وقال الخبير الاستراتيجي، ناداف شتراوشلر، الذي عمل سابقاً مع نتنياهو، للصحيفة، إنه “ما دام إبرام صفقة الرهائن يهدد بقاء ائتلافه واستراتيجيته العسكرية، فإنه لن يفعل ذلك”.
وإذ نقلت “فايننشال تايمز” عن شتراوشلر قوله إن نتنياهو “يريد إنجاز شيء كبير قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قد يكون صفقة، وقد يكون شيئاً في الشمال”، قالت إنّ المراقبين، في معظمهم، لا يتوقعون أن يغير نتنياهو سياسته، فـ”إنهاء القتال الآن من شأنه أن يجعله يواجه المحاسبة على إخفاقات الـ7 من أكتوبر من دون أن يتمكن من الرد بأنه رد بتدمير حماس”، كما يقول أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي، والذي كان رئيساً لمكتب نتنياهو.
ورأى بوشينسكي أنه “في الوقت الحالي، يُلام نتنياهو على الـ7 من أكتوبر، وهو الذي يقود حرباً لم تحقق النصر الذي وعد به”، مضيفاً أنه “في ظل هذه الظروف، لا يستطيع نتنياهو، الذي يعرّف نفسه بأنه السيد أمن، أن يتحمل هذا”.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية حذّرت من أن إصرار نتنياهو على البقاء في “محور فيلادلفيا”، ومنعه التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، سيؤديان إلى “رصف فيلادلفيا بجثث الأسرى الإسرائيليين في الطريق إلى إعادة احتلال القطاع”.