العدد 89 من «كراسات ملف»: الحركة الوطنية الفلسطينية (2/2)
2024-08-01
■صدر العدد 89 من سلسلة «كراسات ملف»، ويتضمن الفصل الثاني والأخير من دراسة بعنوان «الحركة الوطنية الفلسطينية.. من النشوء إلى النكبة». وجاء هذا الفصل بعنوان «من هبة 1929 حتى النكبة»، وقد نشر الفصل الأول في العدد السابق من هذه السلسلة بعنوان «مرحلة النشوء والتكوين».
تغطي الدراسة بفصليها المرحلة الممتدة من 1919 وحتى النكبة، وتسلط الضوء على جوانب رئيسية من هذه المحطات بعلاقتها الصراعية مع الانتداب البريطاني والمشروع الصهيوني، وذلك انطلاقا من تطور الحركة الجماهيرية والنضال الوطني عموماً بمنعرجاته الأبرز: هبّات 1929 و 1933، المحطة القسّامية الفاصلة عام 1935، الإضراب العام والثورة الكبرى 1936 – 1939 وصولاً إلى حرب 1948.
ومن بين القضايا الرئيسية التي تتوقف أمامها هذه الدراسة مسألة القيادة، قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية التي لم تحسن توجيه هذا الزخم النضالي على إمتداد عقود من الزمن نحو إلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني المدعوم من بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
الإجابة التي تقدمها الدراسة، مع تأكيدها على الدور السلبي لقيادة طبقة كبار الملاك – البورجوازية الكبيرة عند كل المنعطفات الرئيسية للقضية الوطنية، لا تغفل الإحاطة الأشمل بالموضوع من خلال التوقف أمام طبيعة المشروع الصهيوني نفسه بتفوق حوامله، والوضع العربي العاجز بتعاظم كوابحه، ولكن أيضاً بتسليط الضوء على الحالة الفلسطينية نفسها التي انكشفت على تحولات اقتصادية – اجتماعية – سياسية كبرى منذ نهاية القرن التاسع عشر عجزت بنيتها السياسية الذاتية عن مواكبتها، فبقيت دون مستوى تحدياتها، ما أثر سلباً على تكوين ما يمكن أن نطلق عليه مجازاً تسمية «نظامها السياسي» الذي بقي طيلة هذه الفترة متعثراً بامتياز.
• أعد الدراسة المناضل والباحث اللبناني الراحل سليمان الرياشي(سعيد عبد الهادي)، الذي كرس حياته للنضال من أجل تجسيد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، من موقعه الفكري والسياسي كباحث أكاديمي وعضو في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وعلى الرغم من مرور نحو أربعة عقود على إعداد هذه الدراسة، إلا أنها ماتزال تشكل حتى اليوم بوصلة لتتبع مسار تبلور الحركة الوطنية الفلسطينية وتطورها حتى وقوع النكبة ■