دمار مروع في مخيم نور شمس .. الاحتلال يتعمد تخريب معالم الحياة
2024-07-14
حيث ما تلفت بوجهك يقابلك الدمار والخراب، هذه هي حال مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في طولكرم شمال غربي الضفة الغربية المحتلة، بعد انسحاب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إثر اقتحام للمخيم ومخيم طولكرم والمدينة قبل يومين.
تصاعدت بوتيرة عالية اقتحامات واعتداءات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمخيم نور شمس ومخيمات الضفة الغربية عامة خلال الشهور الأخيرة، تزامناً مع حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، فيما يتعمد الاحتلال تحقيق أكبر قدر من التدمير في كل اقتحام إضافة إلى تصعيد انتهاكاته بحق الفلسطينيين فيها.
وكشف انسحاب جيش الاحتلال الأخير من مخيم نور شمس عن دمار مروع طاول البيوت والمحال التجارية والمؤسسات والشوارع والبنية التحتية من شبكات الصرف الصحي والمياه والاتصالات والكهرباء، فيما قدّر رئيس لجنة خدمات مخيم نور شمس نهاد الشاويش حجم الخسائر في المخيم جراء الاقتحامات المتكررة بمائة مليون دولار.
خسائر بعشرات ملايين الدولارات
وقال الشاويش: إن من 200 إلى 300 منزل تم تدميره في المخيم بشكل كلي أو جزئي، كما دمر الاحتلال حوالي 80 محلاً تجارياً، بينما قدرت الخسائر المالية نحو 100 مليون دولار موزعة على 3 آلاف منزل ومنشأة وشبكات البنية التحتية من الكهرباء والصرف الصحي.
يضيف الشاويش بأن الدمار طال كل مقومات الحياة في المخيم ضمن سياسة "إسرائيلية" جديدة يتعمد فيها الاحتلال الإمعان في الجرائم داخل المخيم، حتى أنه "خلال الاقتحام الأخير هدم بيوتاً وأصحابها موجودون داخلها"، مشيراً إلى أن النهج الأخير في سياسة الاحتلال تجاه مخيم نور شمس ومخيمات الضفة كافة، هو "الإمعان في آلية الوحشية التي تم التعامل بها".
تدمير مراكز الخدمات الاجتماعية
وتحدث رئيس لجنة خدمات المخيم عن استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للمؤسسات داخل المخيم، موضحاً أنه تم تدمير عدة مراكز للخدمات الاجتماعية منها مركز شبابي مكون من 3 طوابق بالإضافة إلى تحطيم مركز لذوي الاحتياجات الخاصة ورياض للأطفال، وإتلاف مقر اللجنة الشعبية في المخيم وسرقة محتوياتها، علماً أنها تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وإمعاناً للجرائم "الإسرائيلية" داخل مخيم نور شمس، يحاول الاحتلال قطع سبل العيش للفلسطينيين من خلال القضاء على مصادر رزقهم كالمحال التجارية التي يدمر العشرات منها أثناء الاقتحامات المتكررة.
محاولات لكسر عزائم الفلسطينيين
الحاج الفلسطيني نضال عليان في المخيم يقول: إن جرافة تابعة لجيش الاحتلال حطمت محله الذي يعتاش منه وعائلته للمرة الرابعة على التوالي.
يضيف عليان: "الجرافة ضربت المحل هدمت كل العريشة وباب المحل كله هدمته ووضعوا فوقه (طمر) تراب ما بيكفي انه هدموه، لا بل يجرفون من الشارع ويضعون داخل المحل وهذه المرة الرابعة ليست أول مرة"، موضحاً أن منزله أيضاً تعرض للاستهداف "الإسرائيلي".
ويصر الحاج الفلسطيني على البقاء في محله التجاري ومنزله داخل مخيم نور شمس لا سيما أنه يعد مصدر رزقه الوحيد متعهداً بإعادة إصلاحه وبنائه مرة أخرى، نافياً أن ينال اليأس من الفلسطينيين في المخيم، واصفاً جرائم الاحتلال من تدمير مرافق المخيم وإفساد حياة الفلسطينيين بأنها محاولة لكسر عزائمهم.