الناجون من جرائم الإبادة في غزة يواجهون خطر تفشي الأمراض والقنابل غير المتفجرة
2024-07-06
جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "أونروا"، تحذيراتها من تراكم جبال النفايات والقمامة على طول الطرق وبالقرب من ملاجئ وخيام النازحين، مما يضاعف حجم المعاناة المعيشية لآلاف الفلسطينيين المعرضين للإصابة بالأمراض المُعدية، وخاصة الأطفال الذين باتوا يعانون من سوء التغذية وما يترتب عليه من ضعف المناعة.
ورجحت تقديرات "أونروا" إلى أن ما يقارب 85 ألف فلسطيني غادروا منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع خلال الأسبوع الماضي، في حين تشير أحدث البيانات إلى أنه بحلول يوم الثلاثاء الماضي، هجر الاحتلال ما لا يقل عن 66,700 فلسطيني آخر من شرق خان يونس ورفح في الجنوب، بعد أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" الجديدة.
انتشار الأمراض المعدية
وتضطر آلاف العائلات إلى الانتقال للعيش في المباني المدمرة أو بين أكوام القمامة، بسبب عدم وجود أماكن يمكنهم الذهاب إليها وفي غضون ذلك، جددت الوكالة تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تزايد الأمراض المُعدية بما في ذلك الإسهال والتهاب الكبد، وخاصة بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وشددت وكالة "أونروا" على أن الهجمات "الإسرائيلية" في منطقة خان يونس يمكن أن تفاقم عرقلة حصول الناس على المياه الصالحة للشرب في وقت يساهم فيه نقص الصرف الصحي بشكل كبير في انتشار الأمراض.
ومن جانبها حذرت لجنة الطوارئ في بلدية خان يونس جنوبي قطاع غزة من كارثة إنسانية وبيئية محدقة جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطات الصرف الصحي وآبار المياه مما سيعرض مليون ومائتي ألف نسمة من السكان والنازحين لمخاطر وأمراض فتاكة نتيجة التلوث وطفح مياه الصرف الصحي بالشوارع.
وأكدت لجنة الطوارئ في بيان لها، أن الأوضاع الميدانية في محافظة خان يونس تزداد صعوبة كل يوم نتيجة استمرار الحرب "الإسرائيلية" ومنع إدخال الوقود ومشتقاته، ما أحدث شللاً تامًا بخدمات البلدية التي تواجه صعوبة بالغة في تقديم خدماتها جراء شح الموارد والإمكانات في ظل الظروف القاهرة.
وطالبت لجنة الطوارئ بالعمل الجاد والسريع لإنقاذ البلديات من الوضع الكارثي الذي تمر به جراء استمرار الحرب، والسماح بإدخال الوقود وفتح المعابر لإدخال المعدات اللازمة لصيانة مرافق المياه والصرف الصحي وتجنيب النازحين الكارثة البيئية المتوقع حدوثها.
القذائف غير المنفجرة
وفي السياق ذاته، تواصلت التحذيرات الأممية من مخاطر كامنة إثر الذخائر غير المنفجرة التي يلقيها الاحتلال على سكان قطاع غزة في إطار حرب الإبادة التي يشنها منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بأن فتاة فلسطينية استشهدت وتبلغ من العمر 9 سنوات فيما أصيب ثلاثة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة في خان يونس يوم السبت 29 حزيران/ يونيو.
وقال مكتب "أوتشا": "تشكل الذخائر غير المنفجرة تهديدا هائلا للناس، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال إلى المناطق التي تعرضت للقصف أو كانت مسرحاً لقتال عنيف في السابق".
وكان خبراء الأمم المتحدة في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام قد أشاروا في وقت سابق إلى أن نحو 10% من الذخيرة التي يتم إطلاقها أثناء النزاع من المتوقع ألا تنفجر، وحذرت "أونروا" من أن هذا يمثل خطراً قاتلاً على المدنيين وخاصة العديد من الأطفال الذين يقضون "ست إلى ثماني ساعات يومياً في جمع المياه والغذاء، وغالباً ما يحملون أوزانا ثقيلة ويمشون لمسافات طويلة".
تقديم الاستجابة الإنسانية أًصبح مستحيلاً
وتصاعدت حدة التحذيرات الأممية أيضاً من عواقب استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم في ظل نقص الوقود وشح المساعدات الإنسانية ما يعرقل الاستجابة الإنسانية وسبل الوصول لآلاف النازحين الذين يحتاجون الغذاء والماء بشكل أساسي إلى جانب استمرار موجات النزوح القسري.
ويتسع حجم الاحتياجات الهائلة بعد صدور أوامر إخلاء "إسرائيلية" جديدة ليلة الاثنين لشرقي خان يونس ورفح، وهي مساحة تغطي حوالي ثلث إجمالي مساحة القطاع، وعدت "أونروا" أوامر الإخلاء الأخيرة الأكبر منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر.
وتقول "أونروا": إنها تواصل توزيع الطرود الغذائية وطرود الاحتياج الإنساني وما يتصل بها من الدقيق والحفاضات والمراتب والقماش المشمع والرعاية الصحية، إلا أنها لم تعد قادرة على تقديم أي نوع من الاستجابة بفعل الحصار "الإسرائيلي".
وعدت الوكالة الأممية أنه من المستحيل تقريباً على الأمم المتحدة تقديم أي نوع من الاستجابة بسبب الحصار الذي تفرضه "إسرائيل"، وشح الوقود، ونقص المساعدات الإنسانية وانعدام الأمان وانهيار القانون والنظام وزيادة الإجرام، والآن المزيد من أوامر الإخلاء والتي تؤثر على تحرك طواقمها وسلامتهم والوصول إلى المعبر الحدودي لتلقي المساعدات.