• نزوح مستمر.. أوتشا تنشر تقريرا مفصلا لآخر المستجدات الانسانية والصحية في قطاع غزة
    2024-07-03
    نيويورك:  استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ‏ "أوتشا" في تقرير مفصل يوم الثلاثاء الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم السبعين بعد المئتين على التوالي.

     

     

    النقاط الرئيسية

    قُتلت طفلة تبلغ من العمر تسعة أعوام جرّاء انفجار ذخائر غير منفجرة في خانيونس.

    جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وشركاؤها يفتتحون أول موقع إيواء مخصص للنازحين من ذوي الإعاقة.

    تفيد المنظمات العاملة في المجال الإنساني بأن عدم القدرة على تحمل تكاليف العديد من المواد الغذائية، إلى جانب محدودية القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية، يعيق إمكانية الحصول على الطعام المغذي في شتّى أرجاء غزة.

    تتزايد المخاوف بشأن خطر تفشي الكوليرا في غزة، حسبما تحذّر الأونروا.

     

     

    المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

    لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وما زالت التقارير تفيد بتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف، ولا سيما في بيت حانون والشجاعية ورفح. كما أشارت التقارير إلى إطلاق الصواريخ من جانب الجماعات المسلّحة الفلسطينية باتجاه إسرائيل.

    وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 135 فلسطينيًا وأُصيب 631 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 27 حزيران/يونيو و1 تموز/يوليو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و 1 تموز/يوليو 2024، قُتل ما لا يقل عن 37,900 فلسطيني وأُصيب 87,060 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

    كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 27 و30 حزيران/يونيو:

    عند نحو الساعة 20:00 من يوم 27 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 13 فلسطينيًا، من بينهم امرأة واحدة على الأقل، وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين عندما قُصفت خيام للنازحين في منطقة الشاكوش في المواصي غرب رفح.

    عند نحو الساعة 22:00 من يوم 28 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين، من بينهم طفلان، وإصابة عشرة آخرين عندما قُصف منزل بالقرب من ملعب اليرموك وسط مدينة غزة.

    عند نحو الساعة 9:00 من يوم 29 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين عندما قُصف منزل في منطقة السدرة بحي الدرج في مدينة غزة.

    عند نحو الساعة 10:00 من يوم 29 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل سبعة فلسطينيين، من بينهم فتى، وإصابة عدة أشخاص آخرين عندما قُصفت سيارة ومنزل في حي الصبرة بمدينة غزة.

    عند نحو الساعة 13:30 من يوم 29 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين، من بينهم فتاتان، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في المربع 4 في مخيم البريج للاجئين في دير البلح.

    عند نحو الساعة 1:25 من يوم 30 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل ستة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في شمال مدينة رفح.

    بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 28 حزيران/يونيو و1 تموز/يوليو، قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و1 تموز/يوليو، قُتل أكثر من 1,517 إسرائيليًا، غالبيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفقًا للجيش الإسرائيلي وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية.

    ويشمل هؤلاء 317 جنديًا قُتلوا في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية، كما أفادت التقارير بإصابة 2,018 جنديًا منذ بداية العملية البريّة.

    وحتى يوم 1 تموز/يوليو، تشير التقديرات إلى أن 120 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.

    في 1 تموز/يوليو، أُطلق سراح نحو 50 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، من الاحتجاز الإسرائيلي، وفقًا للوسائل الإعلامية الإسرائيلية.

    اعتُقل أبو سلمية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023 حيث قبع في السجون الإسرائيلية لأكثر من سبعة أشهر. وحتى شهر يوليو/تموز 2024، كان هناك 9,623 فلسطينيًا محتجزين في السجون الإسرائيلية، من بينهم 3,379 معتقلًا إداريًا (35 بالمائة) يقبعون في تلك السجون دون محاكمة، و1,402 آخرين (15 بالمائة) محتجزين «كمقاتلين غير شرعيين،»

    وفقًا لبيانات قدمتها مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة هموكيد، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تُعنى بحقوق الإنسان. ولا تشمل هذه الأرقام الفلسطينيين من غزة الذين لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتجزهم منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي لا يزال عددهم مجهولًا.

    في 30 حزيران/يونيو، افتتحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بالتعاون مع لجان الإغاثة الزراعية الفلسطينية وجمعية أطفالنا للصم، أول موقع لإيواء النازحين ذوي الإعاقة في دير البلح.

    وتحت إشراف فريق متخصص تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، سيستضيف هذا الموقع نحو 100 أسرة وسيوفر الدعم والخدمات المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، كما سيقدم برامج الإغاثة والرعاية الصحية والتأهيل والدعم النفسي.

    ويُعد الأشخاص ذوي الإعاقة من بين الفئات المستضعفة الأشد تضررًا من الأعمال القتالية والنزوح وانعدام البنية التحتية الحيوية ومجموعة من مخاطر الأمن والحماية في قطاع غزة.

    ووفقًا للتقييم متعدد القطاعات الذي أجرته اليونيسف حول ظروف إمكانية الوصول في 39 مركز إيواء في رفح خلال شهر آذار/مارس 2024، أفاد 41 بالمائة فقط من مراكز الإيواء بأن نقاط توزيع المياه كانت متاحة للأشخاص ذوي الإعاقة، في حين أفاد ثلث مراكز الإيواء بأنه يتعذر على الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية الوصول إلى المراحيض.

    وفي 29 حزيران/يونيو، أشار قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بالمثل إلى أن النزوح يفاقم التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة نظرًا لكثرة مراكز الإيواء المكتظة وغير الشاملة، حيث تكون النساء ذوات الإعاقة معرّضات بشكل خاص لخطر سوء المعاملة.

    وأضافت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن نحو 10,000 شخص، نصفهم من الأطفال، يقدر أنهم أُصيبوا بإعاقات منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي معرض دعوتها إلى توفير الحماية العاجلة للأشخاص ذوي الإعاقة، حذّرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من أن تدمير المستشفيات ومراكز التأهيل والقيود المفروضة على إجلاء المرضى ومحدودية دخول الأدوات المساعدة، كالكراسي المتحركة والعكازات والسماعات الطبية والمراتب الطبية، قد عرّضت حياتهم للخطر.

    لا تزال المتفجرات من مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة تشكل خطرًا كبيرًا على السكان في جميع أنحاء قطاع غزة من حيث الإصابة أو الموت، حيث يتضرر منها النازحون والعائدون إلى المناطق التي تعرضت للقصف أو شهدت قتالًا عنيفًا والأطفال بشكل خاص.

    ففي 29 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بمقتل طفلة تبلغ من العمر تسعة أعوام وإصابة ثلاثة آخرين جراء انفجار ذخائر غير منفجرة في منطقة قيزان النجار جنوب خانيونس.

    وفي وقت سابق من يوم 5 حزيران/يونيو، أفادت التقارير بإصابة ستة أطفال عندما انفجرت ذخيرة غير منفجرة بالقرب من جامعة الأقصى غرب خانيونس. وفي 31 أيار/مايو، أُصيب نازح وطفليه إثر انفجار ذخائر غير منفجرة في مدرسة في جنوب خانيونس، حسبما أفادت الأونروا في 28 حزيران/يونيو.

    وتقدّر دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 37 مليون طن من الأنقاض في قطاع غزة تحوي نحو 800,000 طن من مادة الأسبست وغيرها من الملوثات والذخائر غير المنفجرة، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 10 بالمائة من الذخائر التي يجري إطلاقها يُحتمل أن تتعطل.

    ووفقاً لمجموعة الحماية، تتواصل الجهود الرامية إلى إجراء تقييمات للمخاطر الناجمة عن المتفجرات، ونشر المزيد من أخصائي التخلص من الذخائر المتفجرة، وزيادة الوعي العام حول مخاطر الذخائر المتفجرة، على الرغم من وجود مجموعة من التحديات التي تحول دون توسيع نطاق العمل في مجال الإجراءات المتعلقة بالألغام، بما فيها نقص التمويل والعقبات الإدارية (كالتأخر في إصدار التأشيرات)، وانعدام الأمن، ومنع دخول الإمدادات الضرورية للأعمال المتعلقة بالألغام.

    إن انهيار القانون والنظام يجعل من الصعب على الجهات الفاعلة في المجال الإنساني إيصال المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم لتوزيعها داخل غزة، مما يزيد من تفاقم التحديات التي تواجه العمليات الإنسانية، بما فيها انعدام الأمن والطرق المتضررة ونقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول.

    وبالتوازي مع ذلك، لا تستطيع الأسر الضعيفة تحمل تكاليف المواد الغذائية المتوفرة في السوق، حيث فقد الكثير من أفرادها مصادر دخلهم أو استنفدوا مدخراتهم، حسبما شدّد المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة إنقاذ الطفولة الدولية هذا الأسبوع.

    وتمكن برنامج الأغذية العالمي من إدخال كميات كبيرة من الأغذية المعلبة ودقيق القمح إلى شمال غزة بفضل التحسينات التي طرأت على إمكانية الوصول، ولكن هذا التحسن يبقى «هشًا» فهناك نقص حاد في اللحوم والخضروات والفواكه والسكر.

    وبشكل عام، أعاد برنامج الأغذية العالمي التأكيد على أن جميع السكان تقريبًا في جميع أنحاء قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي «وليس لديهم ما يكفي من الطعام للاستمرار في حياتهم.

    ويأوي الكثير منهم إلى فراشهم وهم جوعى، ويتناولون وجبة واحدة في اليوم إن حالفهم الحظ.» كما شدّد برنامج الأغذية العالمي على أن «المجاعة لا تقتصر على الغذاء فحسب. فالناس بحاجة إلى التغذية. إنهم بحاجة إلى الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى.»

    في 27 حزيران/ يونيو، أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن ما لا يقل عن 557,000 امرأة في غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأكثر ما يثير القلق هو وضع الأمهات والنساء البالغات اللواتي يتحملن مسؤوليات متزايدة في تقديم الرعاية والمسؤوليات المنزلية في الخيام ومراكز الإيواء المؤقتة، «مما يدفع الكثير منهن إلى تخطي وجبات الطعام أو تقليل حصتهن من الغذاء من أجل إطعام أطفالهن.»

    وكشف مسح أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في جميع أنحاء القطاع في نيسان/أبريل أن 76 بالمائة من النساء الحوامل اللاتي شملهن المسح أفدن بأنهن يعانين من فقر الدم، و99 بالمائة منهن أفدن بأنهن يواجهن تحديات في الحصول على الإمدادات الغذائية والمكملات الغذائية الضرورية.

    كما أفادت 55 بالمائة من الأمهات الجدد بأنهن يعانين من ظروف صحية تقوض قدرتهن على الإرضاع، وواجهت 99 بالمائة منهن تحديات في تأمين ما يكفي من حليب الأم، مما يعرض حياة الرضع ونموهم وتطورهم للخطر. كما أشار المسح إلى أنه في ظل عدم وجود بدائل، تعتمد النساء إلى حد كبير على حرق الخشب والمواد البلاستيكية وغيرها من النفايات للطهي، مما يعرضهن بشكل خاص للدخان والملوثات الخطرة التي تسبب أمراض في الجهاز التنفسي ومشاكل صحية أخرى.

    لا تزال أكوام القمامة ومياه الصرف الصحي تتراكم في غزة حيث بدأت تتعفن في الحر الشديد بالقرب من مواقع النزوح، إذ انتشرت الروائح الكريهة لدرجة أنها تسبب الغثيان، حسبما أفاد مدير التخطيط في الأونروا، سام روز. وفي خضم الظروف الصحية البائسة، تستمر الحرارة الشديدة ونقص المياه النظيفة في زيادة تفشي الأمراض المعدية، مما يؤدي إلى تفاقم العبء الذي يثقل كاهل المنشآت الصحية المكتظة بالفعل والتي تعاني من نقص شديد في الموارد.

    وفي 30 حزيران/يونيو، سلّطت وزارة الصحة الضوء على أن المستشفيات تكافح من أجل معالجة ما يزيد عن 10,000 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي "أ" و880,000 حالة إصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مع تفشي حالات الإسهال والتهابات الجلد والقمل.

    ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بلغت معدلات الإصابة بالإسهال بالفعل 25 ضعفًا عما كانت عليه قبل النزاع. ومع تفاقم الوضع، هناك مخاوف متزايدة من احتمال تفشي الكوليرا، «مما يزيد من تدهور الظروف المعيشية اللاإنسانية،» حسبما حذّرت الأونروا.

    من أصل 115 بعثة من بعثات المساعدات الإنسانية التي كان من المقرر وصولها إلى شمال غزة وتم تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية بين يومي 1 و30 حزيران/يونيو، جرى تيسير 53 بعثة (46 بالمائة)، وعرقلة وصول 41 بعثة (35.7 بالمائة)، ورفض وصول 11 بعثة (9.6 بالمائة) وإلغاء 10 بعثات (8.7 بالمائة) لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية.

    ومن بين 299 بعثة من بعثات المساعدات الإنسانية التي كانت مقرّرة إلى مناطق في جنوب غزة، يسّرت القوات الإسرائيلية 213 بعثة (71.2 بالمائة)، وعرقلت وصول 34 بعثة (11.4 بالمائة)، ورفضت وصول 16 بعثة (5.4 بالمائة) وأُلغيت 36 بعثة (12 بالمائة).

     

     

    التمويل

    حتى يوم 1 تموز/يوليو، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.22 مليار دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (36 بالمائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.

    يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 109 مشاريع بمبلغ إجمالي قدره 78.9 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (86 بالمائة) والضفة الغربية (14 بالمائة).

    وينفذ 69 مشروعًا من هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الدولية و26 مشروعًا من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية و14 مشروعًا من جانب وكالات الأمم المتحدة.


    http://www.alhourriah.ps/article/92030