• أوتشا تنشر تقريرا مفصلا لآخر المستجدات الانسانية والصحية في قطاع غزة
    2024-06-04
    نيويورك:  استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ‏ "أوتشا" في تقرير مفصل يوم الإثنين الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الواحد والأربعين بعد المئتين على التوالي.

    يُنشر التقرير بآخر المستجدّات حول الوضع الإنساني الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة ثلاث مرات في الأسبوع. بحيث يغطي قطاع غزة يومي الاثنين والجمعة، والضفة الغربية يوم الأربعاء. إن «التقرير بآخر المستجدّات حول الوضع الإنساني» هو إعادة تسمية لـ «التقرير الموجز بالمستجدّات.» وسوف يصدر التقرير بآخر المستجدّات حول الوضع الإنساني المقبل في 3 حزيران/يونيو، والتقرير بآخر المستجدّات حول الاستجابة الإنسانية المقبل في 12 حزيران/يونيو.

     

     

    النقاط الرئيسية

    لا يعمل سوى 14 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة، وتعمل جميعها بصورة جزئية وتواجه نقصًا حادًا في الإمدادات، حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية. ولا تزال ثلاثة مستشفيات ميدانية فقط تعمل في رفح، أحدها بصورة جزئية.

    يدعو برنامج الأغذية العالمي إلى فتح جميع نقاط الوصول على الفور، مشددًا على أن قدرته على دعم المحتاجين آخذة في التدهور.

    تحذّر الأونروا وشركاؤها من أن المخاطر الصحية والبيئية آخذة في الارتفاع بسبب شحّ الوقود ومحدودية سبل الوصول إلى المياه النظيفة وفيضان مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات الصلبة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

    قُتل مسعفان من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وهما على رأس عملهما في رفح.

     

     

    آخر المستجدّات الإنسانية

    لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو على معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. كما يتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف، ولا سيما في رفح. وقد أسفرت الأعمال القتالية التي اشتدت حدتها عقب إصدار أوامر الإخلاء والعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح حتى الآن عن نزوح نحو مليون شخص، وسط انخفاض في دخول المساعدات الإنسانية.

    وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 113 فلسطينيًا وأُصيب 637 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 29 و31 أيار/مايو، بمن فيهم 60 قُتلوا و280 أُصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و31 أيار/مايو 2024، قُتل ما لا يقل عن 36,284 فلسطينيًا وأُصيب 82,057 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

    كانت الأحداث التالية من بين الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 28 و30 أيار/مايو:

    عند نحو الساعة 11:35 من يوم 28 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين، من بينهم طفل، وإصابة آخرين عندما قُصفت مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الفلوجة في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة.

    عند نحو الساعة 1:00 من يوم 29 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة فلسطينيين، من بينهم طفلان، عندما قُصف منزل في منطقة معن، شرق خانيونس.

    عند نحو الساعة 14:30 من يوم 29 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين، من بينهم فتاتان على الأقل، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في شرق مدينة خانيونس.

    عند نحو الساعة 22:25 من يوم 29 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصفت بناية سكنية في منطقة الدرج في مدينة غزة.

    عند نحو الساعة 3:20 من يوم 30 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين، من بينهم امرأتان، وإصابة 15 آخرين عندما قُصف منزل في المربع (ج) في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح.

    بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 29 و31 أيار/مايو، أشارت التقارير إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 293 جنديًا وأُصيب 1,848 آخرين في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البريّة وحتى يوم 31 أيار/مايو. وفضلًا عن هؤلاء، وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي، من بينهم 33 طفلًا، في إسرائيل. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحتى يوم 31 أيار/مايو، تشير التقديرات إلى أن 125 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.

    عند نحو الساعة 23:00 من يوم 29 أيار/مايو، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل اثنين من مسعفيها وهما على رأس عملهما في منطقة تل السلطان غرب رفح. وفي بيان صدر في 30 أيار/مايو، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن عملية القتل نجمت عن غارة جوية أصابت بشكل مباشر الجزء الأمامي من إحدى مركبات الإسعاف الثلاث التي كانت في مهمة إنسانية، وعندما حاول باقي طاقم سيارة الإسعاف إخماد الحريق، أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم مما أجبرهم على الانسحاب. وتم انتشال الجثامين في صباح اليوم التالي. ودعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المساءلة لضمان وقف استهداف الأشخاص المحميين، بما في ذلك الفرق الطبية. وردًا على الحادثة، صرّح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأن: «حماية العاملين في المجال الإنساني هو التزام قانوني وأخلاقي. إن المعاناة الإنسانية في رفح، وفي قطاع غزة بشكل عام، أمر غير مقبول. وقد فرّ أكثر من مليون شخص، بما في ذلك متطوعو وموظفو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عدة مرات بحثًا عن الأمان، من دون إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية.» ومنذ احتدام الأعمال القتالية في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 270 عامل من العاملين في المجال الإنساني في غزة، بمن فيهم 192 موظفًا من موظفي الأونروا، وأربعة آخرين من موظفي الأمم المتحدة، وما لا يقل عن 42 من العاملين في المجال الإنساني الآخرين، و32 من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعيها، من بينهم 19 موظفًا كانوا على رأس عملهم.  

    لا يزال الاتجاه المفزع المتمثل في إجبار المنشآت الإنسانية الرئيسية على إغلاق أبوابها في رفح مستمرًا. ففي 30 أيار/مايو، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنها أغلقت مركزًا للرعاية الأولية في المواصي بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح. وفي 27 أيار/مايو، أُجبرت المنظمة غير الحكومية بالفعل على إخلاء نقطة لتحقيق استقرار الإصابات البالغة والتي تحظى بدعم من منظمة الصحة العالمية في منطقة تل السلطان «بسبب العنف الشديد،» وهي منشأة حيوية كانت قد استقبلت قبل يوم واحد فقط ما يزيد عن 180 مريضًا أُصيبوا في الغارة الجوية التي شُنت في 26 أيار/مايو على خيام تأوي النازحين. وبشكل عام، اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى مغادرة 14 منشأة طبية في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر. كما أعلنت منظمة قرى الأطفال أنها بدأت في 28 أيار/مايو عملية النقل الطارئ للأطفال والبالغين من المنظمة في رفح إلى موقع آخر في وسط غزة «بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة بشكل كبير.» وشدّدت المنظمة غير الحكومية على أن المنشأة «لم تعد مركزًا إنسانيًا للمجتمع المحلي والنازحين في رفح،» وأضافت أن العديد من الأطفال قد نزحوا مرات عديدة بالفعل للفرار من القتال. ووفقًا لمجموعة التغذية، توقف مركز لتحقيق الاستقرار الغذائي في منطقة تل السلطان عن العمل تمامًا، وتتواصل الجهود المبذولة في سبيل نقل خدماته إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

    لا تزال المنشآت الصحية المتبقية في غزة تواجه نقصًا حادًا في الوقود وغيره من الإمدادات والمعدّات الحيوية. وفي 29 أيار/مايو، أفادت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، بأنه لم تدخل سوى ثلاث شاحنات تابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم منذ بداية الاجتياح في رفح، بينما كانت 60 شاحنة أخرى تابعة للمنظمة عالقة في العريش بمصر. وفي رفح، لم تعد الخدمات الصحية الرئيسية، مثل غسيل الكلى، والتصوير الطبي، والجراحة، والطب الباطني، ورعاية الأمومة والأطفال، متوفرة. كما أن العديد من الأطباء والممرضين ذوي الكفاءات العالية قد نزحوا من المدينة. ومع توقف مستشفى الهلال الإماراتي للولادة عن العمل، باتت جميع المستشفيات الثلاثة في رفح التي كانت تعمل جزئيًا قبل العملية العسكرية الإسرائيلية خارج الخدمة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال هناك مستشفيان ميدانيان فقط يعملان في المحافظة على الرغم من أنهما يرزحان تحت عبء يفوق طاقتهما ويواجهان نقصًا في الإمدادات، في حين لا يمكن الوصول إلى مستشفى ثالث يعمل بصورة جزئية فقط. كما شددت الدكتورة هاريس على أن كافة الفرق الطبية تواجه تحديات جمة لتلبية الاحتياجات في شتّى أرجاء قطاع غزة، حيث يشاهدون المرضى يموتون بسبب افتقارهم للأدوات والمهارات والإمدادات اللازمة للقيام بما هو مطلوب. وأضافت أن الأطباء يواجهون تحديات في الوقاية من العدوى ومكافحتها ويضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة، مثل بتر الأطراف لإنقاذ الأرواح. ويؤدي عدم توفر الأشعة المقطعية جنوب وادي غزة إلى عدم قدرة الأطباء حتى على رؤية كسور العظام لإعادة تنظيمها بالطريقة الأنسب. وفي السياق ذاته، أكدّ ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الدكتور ديفيد بيبركورن، من جديد أن علاج الحروق الشديدة يتطلب عناية مركزة وخدمات طبية عالية المستوى لم تعد متوفرة في القطاع. وبالمثل، سلّطت منظمة أطباء بلا حدود الضوء على أن المعدات الأساسية اللازمة للعلاج، بما في ذلك المولدات ومضخات المياه وأجهزة التصوير بالأشعة والأشعة السينية والأكسجين ومواد التعقيم، لا تزال تُمنع من الدخول إلى غزة أو تواجه «تأخيرات مروعة» عند دخولها. 

    أكدّ صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء الحوامل والمرضعات يعشن «في كابوس لا هوادة فيه،» وحذّر من ارتفاع معدلات الولادات المبكرة والمعقدة نتيجة تعرض النساء الحوامل للإجهاد والخوف وسوء التغذية والإرهاق. وفي الإجمال، أُجبرت نحو 18,500 امرأة حامل على الفرار إلى خانيونس ودير البلح، حيث فرص الحصول على الرعاية الصحية للأمهات ضئيلة للغاية، في حين تشير التقديرات إلى أن 10,000 امرأة أخرى لم يبرحن مكانهن في رفح حيث يواجهن ظروف بائسة. كما أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه فضلاً عن النقص الحاد في خدمات وإمدادات صحة الأم والصحة الإنجابية، «تواجه العديد منهن خطر المجاعة ويفتقرن حتى إلى الأساسيات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.»

    في 30 أيار/مايو، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى فتح جميع نقاط الوصول على الفور، مشيرًا إلى أن النزوح بأعداد هائلة من رفح يؤجج الجوع. كما أضاف البرنامج أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح لها آثار مدمرة على المدنيين والعمليات الإنسانية، حيث نال الإرهاق من البالغين والأطفال نتيجة النزوح المستمر والجوع والخوف. وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن المزيد من التصعيد قد يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية وتوقف عمليات تقديم المساعدات الإنسانية في ظل القيود المفروضة على الوصول إلى المناطق الجنوبية من غزة مما يؤدي إلى تدهور مستويات الجوع بوتيرة سريعة مماثلة لتلك التي شهدها الشمال في وقت سابق.

    تكافح وكالات المعونة الغذائية في سبيل الوصول إلى المساعدات الإنسانية، لا سيما من معبر كرم أبو سالم، بسبب النزاع الدائر، والطرق التي لا يمكن سلوكها، والذخائر غير المنفجرة، وشحّ الوقود، والتأخير على الحواجز، والقيود الإسرائيلية. وناشد برنامج الأغذية العالمي، في ظل تدهور قدرته على دعم المحتاجين، «السلطات الإسرائيلية بتيسير عملية استلام وتوصيل الإمدادات الإنسانية التي تدخل من معبر كرم أبو سالم، فمجرد فتح المعبر الحدودي غير كافٍ.» وعلى الرغم من أن عمليات تسليم المساعدات الإنسانية والوقود مؤخرا من مصر عبر معبر كرم أبو سالم هي خطوات إيجابية، إلا أن الوصول المستدام ضروري. كما لا يزال نقص الوقود يشكل مصدر قلق كبير، حيث يؤثر على الشاحنات والمستشفيات وشبكات الصرف الصحي وعمليات تحلية المياه والمخابز. ومن بين 17 مخبزًا من المخابز التي تحظى بالدعم من برنامج الأغذية العالمي في غزة، لا يعمل الآن سوى 11 مخبزًا بسبب نقص غاز الطهي وغيره من الضروريات، فضلًا عن الأعمال القتالية الجارية. ومن بينها مخبز واحد في جباليا وأربعة في مدينة غزة وستة في الجنوب.

    وصلت احتياطيات الوقود اللازمة لتشغيل منشآت المياه والصرف الصحي الحيوية إلى مستويات منخفضة للغاية، حيث تم تزويد هذه المنشآت بـ30,160 لترًا فقط في الفترة الواقعة بين 20 و26 أيار/مايو، أي نحو 43 بالمائة من متطلبات الوقود يوميًا، وفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وقد أدى هذا النقص، مقترنا بانقطاع الكهرباء، إلى تعليق إنتاج المياه وما يرتبط بها من نقل المياه بالصهاريج في محطتي تحلية المياه الرئيسيتين في وسط وجنوب غزة لمدة يومين، مما أدى إلى فقدان إنتاج نحو 4,500 متر مكعب يوميًا في يومي 25 و26 أيار/مايو. وكان إنتاج المياه في المحطة الرئيسية الثالثة لتحلية المياه في شمال غزة قد توقف بالفعل في شهر تشرين الأول/أكتوبر. وفي حين تعمل جميع خطوط مياه ميكوروت الثلاثة من إسرائيل الآن، إلا أن الخط الموجود وسط غزة والآخر في جنوب غزة يعملان بنسبة 50 بالمائة فقط من طاقتهما. ولا تزال إمكانية الحصول على مياه الشرب المأمونة في مواقع النازحين في خانيونس غير كافية لتلبية الاحتياجات، حسبما أفادت المجموعة، على الرغم من أنها شهدت تحسنًا إلى حد ما بعد إنشاء عشر نقاط جديدة لتوزيع المياه. وبشكل عام، يبلغ إنتاج المياه حاليًا نحو 80,000 متر مكعب في اليوم، أي نحو 21 بالمائة فقط من 374,000 متر مكعب تم إنتاجها يوميًا قبل احتدام الأعمال القتالية في تشرين الأول/أكتوبر.

    يواجه السكان مخاطر صحية وبيئية متزايدة في كافة أنحاء غزة بسبب محدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وفيضان مياه الصرف الصحي، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، ونقص مستلزمات النظافة، حسبما أفادت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. ووفقًا للمجموعة، فإن نحو 60 بالمائة من جميع منشآت المياه والصرف الصحي قد دُمرت أو تضررت. وفي خانيونس، لا توجد محطات عاملة لضخ مياه الصرف الصحي، وتعكف الأسر النازحة على بناء مراحيض مؤقتة خاصة بها وسط نقص المواد الأساسية لتحسين ظروف الصرف الصحي. وفي مدينة غزة، أدى نقص الوقود اللازم لضخ مياه الصرف الصحي إلى تراكم ما يقدر بنحو 500,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي الراكدة داخل بحيرة الشيخ رضوان.

    أدى نقص الوقود وعدم الوصول الآمن إلى مكبّي النفايات الرئيسيين إلى تقويض خدمات جمع النفايات الصلبة، مما أدى إلى تراكمها في شتّى أرجاء قطاع غزة. وشدّدت المتحدثة باسم الأونروا، لويز ووتريدج، في معرض إشارتها إلى أن موظفي الأونروا قد منعوا من الوصول إلى مكبات النفايات من قبل السلطات الإسرائيلية وأن العديد من مراكز الصرف الصحي التابعة للوكالة والآليات والشاحنات الخاصة بالتخلص من النفايات قد دمرت، أنه: «يخلق ارتفاع درجات الحرارة المزيد من المشاكل، ولا يقتصر الأمر على الروائح الكريهة فحسب، بل يؤدي إلى انتشار الأمراض والآفات مثل الفئران والجرذان والبعوض التي تزيد من انتشار الأمراض.» وإلى جانب نقص المياه النظيفة، يستمر هذا الأمر في زيادة عدد الإصابات بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة وأمراض الإسهال، بما في ذلك الإسهال الدموي والتهاب الكبد الوبائي (أ)، حسبما حذّر مدير دائرة الصحة في الأونروا، الدكتور أكيهيرو سيتا في 28 أيار/مايو.

     

     

     التمويل

    حتى يوم 31 أيار/مايو، صرفت الدول الأعضاء نحو مليار دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.4 مليار دولار (30 بالمائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ويشمل هذا المبلغ نحو 623 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 600 مليون دولار (104 بالمائة) للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2024، ونحو 395 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 2.8 مليار دولار (14 بالمائة) للنداء العاجل الذي أُطلق في 17 نيسان/أبريل ويغطي الفترة الواقعة بين شهري نيسان/أبريل وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.

    يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 118 مشروعًا بمبلغ إجمالي قدره 72.5 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (85 بالمائة) والضفة الغربية (15 بالمائة). وخصص الصندوق الإنساني مبلغًا إضافيًا قدره 22 مليون دولار لتعزيز المشاريع ذات الأولوية التي يمولها الصندوق في غزة. ومؤخرًا، صدرت الموافقة على 14 مشروعًا بمبلغ إجمالي قدره 5 ملايين دولار بموجب المخصص الاحتياطي الثالث بعنوان «المعونات الإنسانية الحيوية لغزة وسط النزاع والنزوح المتصاعدين (المرحلة الثالثة).» وعقب الزيادة الكبيرة التي شهدها النزوح من رفح إلى خانيونس ودير البلح ومن أجل الاستفادة من الوجود التنفيذي للمنظمات الشريكة الوطنية، سوف تنفَّذ هذه المشاريع من جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية (12 مشروعًا) أو من خلال شراكة تعقد بين المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية (مشروعان). ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حشد الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة أكثر من 100 مليون دولار من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة، وهذا المبلغ مخصص للبرامج التي يجري تنفيذها في شتّى أرجاء غزة.


    http://www.alhourriah.ps/article/91310