أوتشا تنشر تقريرا مفصلا لآخر المستجدات الانسانية والصحية في قطاع غزة
2024-05-23
نيويورك: استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير مفصل يوم الأربعاء الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم التاسع والعشرين بعد المئتين على التوالي.
يُنشر التقرير الموجز بالمستجدّات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة في أيام الإثنين والأربعاء والجمعة، وترد معلومات مستوفاة وشاملة عن آخر المستجدّات في الضفة الغربية في التقرير الصادر يوم الأربعاء.
النقاط الرئيسية
تعرّض نحو 40 في المائة من سكان غزة للنزوح على مدى الأسبوعين الماضيين، وكان العديد منهم قد نزح مرات متعددة من قبل.
تحذّر مجموعة الصحة من زيادة كبيرة أخرى في سوء التغذية والأمراض المعدية بسبب النزوح واسع النطاق نحو مناطق تفتقر إلى الغذاء والمياه وغيرهما من الضرورات الأساسية.
تناشد وزارة الصحة تقديم الدعم لسد النقص الحاد في الأدوية.
آخر المستجدّات في قطاع غزة
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو على معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. كما يتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف، ولا سيما في مخيم جباليا للاجئين وشرق رفح، حسبما تنقله التقارير.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 259 فلسطينيًا وأُصيب 391 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 17 و20 أيار/مايو. ومن بين هؤلاء 106 قُتلوا و176 أُصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و20 أيار/مايو 2024، قُتل ما لا يقل عن 35,562 فلسطينيين وأُصيب 79,562 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية التي نقلتها التقارير بين يومي 16 و19 أيار/مايو:
عند نحو الساعة 14:50 من يوم 16 أيار/مايو، قُتل أربعة فلسطينيين، من بينهم امرأة حامل وجنينها، عندما قُصف منزل في مخيم جباليا للاجئين، حسبما أشارت التقارير إليه.
عند نحو الساعة 0:55 من يوم 17 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل ستة فلسطينيين عندما قُصف منزل في شارع الفالوجة بجباليا.
عند نحو الساعة 10:00 من يوم 18 أيار/مايو، نقلت التقارير مقتل 15 فلسطينيًا وإصابة آخرين وهم يحاولون العودة إلى منازلهم في مناطق انسحبت القوات الإسرائيلية منها في مخيم جباليا.
عند نحو الساعة 12:30 من يوم 18 أيار/مايو، قُتل 28 فلسطينيًا، من بينهم 10 نساء و10 أطفال، وأُصيب آخرون عندما قُصف مربع سكني في مشروع بيت لاهيا بالقرب من مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، حسبما أفادت التقارير به.
عند نحو الساعة 11:00 من يوم 18 أيار/مايو، قُتل 12 فلسطينيًا وأُصيب آخرون عندما قُصفت مكتبة اقرأ في وسط مخيم جباليا، حسبما ورد في التقارير.
عند نحو الساعة 14:00 من يوم 18 أيار/مايو، أشارت التقارير إلى مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في منطقة خزاعة بخانيونس.
عند نحو الساعة 1:00 من يوم 19 أيار/مايو، قُتل 31 فلسطينيًا وأصيب آخرون عندما قُصف منزل في المخيم الجديد في النصيرات بدير البلح، حسبما جاء في التقارير.
بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 17 و20 أيار/مايو، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في غزة وتوفي جندي آخر بالجروح التي أُصيب بها في 15 أيار/مايو. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 282 جنديًا وأُصيب 1,745 آخرين في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرّية وحتى يوم 20 أيار/مايو. وفضلًا عن هؤلاء، وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي، من بينهم 33 طفلًا، في إسرائيل. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبين ساعات ما بعد الظهر من يومي 17 و20 أيار/مايو، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استعاد جثامين أربعة إسرائيليين من غزة. وحتى يوم 20 أيار/مايو، تشير التقديرات إلى أن 128 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. ويشمل هؤلاء الموتى الذين لا تزال جثامينهم محتجزة.
في 18 أيار/مايو، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا جديدًا بإخلاء 10 أحياء بكاملها أو أجزاء منها في الجهة الغربية من محافظة شمال غزة وتغطي مساحة تبلغ 7.7 كيلومتر مربع. ومنذ 6 أيار/مايو، صدرت ستة أوامر إخلاء غطت مساحة وصلت إلى 61 كيلومترًا مربعًا. وتشمل هذه الأوامر أمرين بإخلاء 37.1 كيلومتر مربع في رفح وأربعة أوامر بإخلاء 24.4 كيلومتر مربع في شمال غزة. وحتى هذا اليوم، يخضع ما مساحته 285 كيلومترًا مربعًا، أو نحو 78 في المائة من مساحة قطاع غزة، لأوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي. وهذا يشمل جميع المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة، والتي صدرت التعليمات لسكانها بإخلائها في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر، فضلًا عن مناطق محددة جنوب وادي غزة كان الجيش الإسرائيلي قد قرر إخلاءها منذ يوم 1 كانون الأول/ديسمبر.
يتواصل التهجير القسري الذي يتعرض له آلاف الناس من رفح وفي شمال غزة، والذين هُجّر العديد منهم مرات متعددة من قبل. ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 900,000 شخص أو نحو 40 في المائة من سكان غزة، ويشمل هؤلاء ما يقارب 812,000 شخص نزحوا من رفح وما يزيد عن 100,000 نزحوا في شمال غزة. ويلتمس الأشخاص النازحون من رفح المأوى حاليًا في خانيونس ودير البلح في أي أرض مفتوحة تتاح لهم، بما يشمل الطرق والأراضي الزراعية، فضلًا عن البنايات المتضررة التي لم يجرِ تقييم هياكلها. ويشير تقييم مجموعة المأوى إلى أن غالبية الأشخاص الذين أُجبروا على الرحيل عن رفح في حاجة إلى مساعدات المأوى. ومع ذلك، فليس ثمة خيام وبقيت كمية ضئيلة للغاية من مواد المأوى والمواد غير الغذائية لتوزيعها في غزة. وفي 18 أيار/مايو، لاحظ المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، أن الناس ينتقلون دون تأمين ممر آمن أو حماية لهم ويحطون رحالهم في مناطق، كالمواصي، التي تشهد الاكتظاظ في الأصل وتفتقر إلى إمدادات المياه ومنشآت الصرف الصحي و«الشروط الدنيا التي تيسر تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة بطريقة تصون أمنهم وكرامتهم.» كما شدد لازاريني على أنه ليس ثمة أحد ولا مكان آمن في غزة: «إن الادعاء بإن الناس في استطاعتهم الانتقال إلى مناطق ’آمنة‘ أو ’إنسانية‘ ادعاء زائف. ويعرّض حياة المدنيين لخطر شديد في كل مرة.»
في 15 أيار/مايو، أشار تقييم سريع أجرته المنظمات الإنسانية في موقعين من مواقع النازحين ، ويتألف كل منهما من مركز إيواء يضم 500-700 خيمة، إلى أن المساكن المؤقتة تقام باستخدام البطانيات والنايلون والمواد التي يتيسر العثور عليها. وكانت الخيام التي تقع على منحدر الشاطئ مباشرة تفتقر إلى الاستقرار في الغالب وتعوزها الحماية الكافية من الأحوال الجوية، وكانت النفايات الصلبة تنحدر إليها وإلى البحر من المناطق المرتفعة القريبة منها. وكانت هذه المواقع تفتقر إلى إمكانية تخزين المياه ونقاط توزيعها وإلى مياه الشرب الميسورة التكلفة. وكانت الأسر تلجأ إلى حرق النفايات والبلاستيك من أجل الطهي بسبب انعدام إمدادات الكهرباء والتكلفة الباهظة لغاز الطهي والحطب. كما استُخدمت الحفر والدلاء غير الصحية كمراحيض عشوائية. وفضلًا عن ذلك، كان المهنيون العاملون في مجال الصحة في مواقع المهجرين التي جرى تقييمها في حاجة إلى الدعم في إقامة النقاط الصحية المحلية أو تحسينها. وبموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية المدنيين – سواء رحلوا عن أماكنهم أم بقوا فيها. ويجب الوفاء باحتياجاتهم الأساسية، بما فيها الغذاء والمأوى والمياه والصحة، أينما كانوا في غزة.
تحذّر مجموعة الصحة من زيادة كبيرة أخرى في سوء التغذية والأمراض المعدية، بما فيها الطفح الجلدي وأمراض الاسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ) بسبب اتساع نطاق النزوح نحو المناطق التي لا تزال تفتقر إلى الضرورات الأساسية، كالمياه والغذاء. وفي هذه الأثناء، بات يتعذر الوصول إلى المنشآت الصحية الحيوية بسبب وجودها داخل المناطق التي تشملها أوامر الإخلاء أو على مقربة منها، مما يعطل قدرة الناس على الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، بما فيها غسيل الكلى، وإدارة الأمراض غير المعدية، والصحة العقلية، وصحة الأطفال وخدمات رعاية المصابين. وتضم هذه المنشآت أربعة مستشفيات وأربعة من مركز الرعاية الصحية الأولية و16 نقطة طبية في رفح، ومستشفيين وخمسة من مراكز الرعاية الصحية الأولية و16 نقطة طبية في شمال غزة. وتفيد مجموعة التغذية بأن المنظمات الشريكة في برنامج الأغذية العالمي فقدت القدرة كذلك على الوصول إلى 101 نقطة من نقاط التوزيع من أجل تنفيذ أنشطة الوقاية من سوء التغذية في رفح. وبالمثل، تأثرت تسع نقاط تغذوية تابعة للأونروا أو أُغلقت.
حتى يوم 20 أيار/مايو، كان 15 مستشفى من مستشفيات غزة الـ36 تعمل جزئيًا، وما عاد بعضها يقدم خدمات رعاية المرضى الداخليين. وقد زاد الوقف المفاجئ لجميع عمليات الإجلاء الطبي إلى خارج غزة منذ يوم 7 أيار/مايو عقب إغلاق معبر رفح من تفاقم نقص الأسرّة في المستشفيات. وتقدر مجموعة الصحة أن نحو 700 مريض ومصاب في حالات حرجة لم يتمكنوا من مغادرة غزة من أجل الحصول على العلاج الطبي الذي يحتاجون إليه في مكان آخر. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و18 أيار/مايو، صدرت الموافقة على ما نسبته 46 في المائة (5,957 من أصل 12,761) مريض من ذوي الحالات العصيبة ممن قدموا طلبات للإجلاء الطبي، على حين جرى إجلاء 38 في المائة (4,895) إلى الخارج.
في شمال غزة، يقع مستشفيا العودة وكمال عدوان ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء. وتفيد مجموعة الصحة بأن مستشفى العودة ما زال محاصرًا وأنه لا يمكن الوصول إليه حاليًا. ولا يزال عدد من المرضى والعاملين الصحيين موجودين داخل هذه المنشأة، وتحذّر منظمة أطباء بلا حدود من أن «مياه الشرب نفدت من المستشفى وسط القتال القريب منه.» وفي هذه الأثناء، تتزايد صعوبة الوصول إلى مستشفى كمال عدوان، إذ تشير التقارير إلى أن الأعمال القتالية الكثيفة وقعت بجوار المستشفى وأسفرت عن تزايد أعداد المصابين الذين يتدفقون على هذه المنشأة التي ترزح تحت وطأة أعباء تفوق طاقتها في الأصل. وفي 19 أيار/مايو، ناشدت وزارة الصحة جميع المؤسسات الإنسانية والدولية تأمين الدعم لمساعدتها في سد النقص الحاد في الأدوية الضرورية لتقديم الرعاية الصحية الطارئة والأولية وغيرها من الخدمات الصحية. وحذّرت وزارة الصحة من أن المستشفيات وغيرها من نقاط تقديم الخدمات نفدت مخزوناتها من الأدوية، مما يهدد حياة المرضى.
التمويل
حتى يوم 20 أيار/مايو، صرفت الدول الأعضاء نحو 835 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 3.4 مليار دولار (23 في المائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. ويشمل هذا المبلغ نحو 623 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 600 مليون دولار (104 بالمائة) للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2024، فضلًا عن 212 مليون دولار من المبلغ المطلوب وقدره 2.8 مليار دولار (7.5 في المائة) للنداء العاجل الجديد الذي أُطلق في 17 نيسان/أبريل ويغطي الفترة الواقعة بين شهري نيسان/أبريل وكانون الأول/ديسمبر 2024. ولقراءة تحليل هذا التمويل، يُرجى الاطّلاع على لوحة المتابعة المالية للنداء العاجل.
يدير الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة 118 مشروعًا بمبلغ إجمالي قدره 72.5 مليون دولار من أجل الوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (85 بالمائة) والضفة الغربية (15 بالمائة). وفي ضوء النداء العاجل المحدّث، خصص الصندوق الإنساني مبلغًا إضافيًا قدره 22 مليون دولار لتعزيز المشاريع ذات الأولوية في غزة بتمويل من الصندوق. ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حشد الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 90 مليون دولار من الدول الأعضاء والجهات المانحة الخاصة، وهذا المبلغ مخصص للبرامج التي يجري تنفيذها في شتّى أرجاء غزة.