• اعتقال المؤرخ المناهض للصهيونية إيلان بابيه في الولايات المتحدة
    2024-05-18
    واشنطن: قال المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه في منشور عبر فيسبوك، الخميس، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI، أوقفه، الاثنين الماضي، في مطار ديترويت الأميركي، وحقق معه لمدة ساعتين، فيما صادر هاتفه.

    وجاء في منشور بابيه الذي عنونه بـ"هل تعلم أنّ أساتذة التاريخ الذين يبلغون من العمر 70 عاماً يهددون الأمن القومي الأميركي؟"، أنّ أسئلة عدة وجهت إليه.

    واستعرض المؤرخ الإسرائيلي المناصر للقضية الفلسطينية، بعضاً من الأسئلة التي وجهها له عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، مثل: "هل أنت من أنصار حماس؟ وهل أعتبر التصرفات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية؟ وما هو حل الصراع؟ ومن هم أصدقائي العرب والمسلمين في أميركا... ومنذ متى أعرفهم، وما نوع العلاقة التي تربطني بهم؟".

    وأضاف بابيه في منشوره: "الخبر السار هو أن مثل هذه التصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تحت ضغط من اللوبي المؤيد لإسرائيل أو إسرائيل نفسها تفوح منها رائحة الذعر الشديد واليأس في رد فعل على تحول إسرائيل قريباً جداً إلى دولة منبوذة مع كل ما يترتب عن هذا الوضع من تداعيات".

    وأوضح بابيه أنه أحال، في إجاباته، مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى بعض كتبه، وفي حالات أخرى أجاب بنعم أو لا، لافتاً إلى أنه كان مرهقاً بعد قضاء رحلة طيران مدتها 8 ساعات.

    ولفت المؤرخ الإسرائيلي، إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أجرى محادثة هاتفية طويلة مع شخص ما من الإسرائيليين خلال التحقيق معه، وبعد ذلك أعيد إليه هاتفه بعد نسخ كل ما بداخله، ولاحقاً سُمح له بالدخول إلى الولايات المتحدة.

     

    من هو إيلان بابيه؟

    وإيلان بابيه هو مؤرخ إسرائيلي بارز وناشط اشتراكي، إذ ينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد الذين قاموا بإعادة كتابة التاريخ الإسرائيلي وتاريخ الصهيونية. ويلقي اللوم على إسرائيل في غياب السلام في الشرق الأوسط، كما أنه من الدعاة إلى مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية.

    ويدعم بابيه "حل الدولة الواحدة" و"قيام دولة ثنائية القومية للفلسطينيين والإسرائيليين"، إذ تم دعم أعماله من قبل بعض المؤرخين، لكن من جهة أخرى تعرض للكثير من النقد في إسرائيل بسبب تأييده للحقوق الفلسطينية في عودة اللاجئين وفي مقاومة الاحتلال.

    يثير اعتقال بابيه تساؤلات حول تآكل الحريات المدنية وتأثيره المروع على العلماء الذين يشاركون في التحليل النقدي للصراعات السياسية.

    وعلى الرغم من إطلاق سراحه بعد أن قام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بنسخ محتويات هاتفه، فإن تجربة بابي تسلط الضوء على مخاوف أوسع نطاقاً بشأن أساليب المراقبة والترهيب الحكومية التي تستهدف الأصوات المعارضة.


    http://www.alhourriah.ps/article/90724