• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الثلاثاء 2/4/2024 العدد 976
    2024-04-03
     الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

     

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    حماس ونتنياهو: شراكة مستدامة

     

     

    بقلم: ستاف شابير

     

    إن إقامة الميناء في قطاع غزة هي علامة أولية على العودة الى السياسة التي كانت قبل 7 أكتوبر، الحفاظ على قوة «حماس» من اجل الحفاظ على حكم بنيامين نتنياهو. فيلم الرعب هذا شوهد في السابق. تكرار الخطأ نفسه يساوي الجنون. إقامة الميناء بتمويل قطر هي أولاً وقبل أي شيء إضرار فوري بفرصة نجاة المخطوفين. في الواقع القدرة العسكرية لـ «حماس» تضررت بشكل كبير، لكنها تحصل على طلبها: المساعدات الإنسانية وتقليص القتال بسبب دخول جهات أميركية ودولية من اجل العمل في الميناء، الأمر الذي يقيد حرية عمل إسرائيل. في هذا الوضع سيضعف حماسها للتوقيع على صفقة. هذا دليل آخر فظيع على الكارثة التي تقود اليها حكومة نتنياهو عندما ترفض اتخاذ قرار بشأن «اليوم التالي» وتجعل العالم يتدخل ويأخذ منا القدرة على تقرير مصيرنا.

    الرفض الاساسي لترجمة نتائج الحرب الى خطوات سياسية عمل على تآكل جزء من الذخر الموجود لدى اسرائيل. لو أنها حركت خطوات من اجل اقامة نظام جديد في قطاع غزة لكانت المساعدات الانسانية ستكون ورقة رابحة مهمة. المعارضة لتقديم المساعدة كانت من البداية خطأ أمنياً وجوهرياً ايضاً. خطأ أمني لأن المساعدات كانت ستعطي لاسرائيل دعماً دولياً اوسع لمواصلة العملية العسكرية. خطأ جوهري من اجل أن نذكر العالم من نحن: اسرائيل لا تمس بشكل متعمد غير المشاركين في القتال ولا تقوم بالتجويع ولا ترتكب إبادة جماعية. نحن افضل من أعدائنا. في هذه الأثناء العالم بدأ باليأس من نتنياهو، والمساعدات يتم فرضها على إسرائيل. من قالوا بأن منع المساعدات سيضغط على «حماس» اكتشفوا أن الضغط موجه بالذات لإسرائيل.

    ديناميكية مشابهة تجري في ما يتعلق بعودة السكان الى شمال القطاع. هذا كان يمكن أن يكون ورقة مساومة اسرائيلية في النقاشات حول الحكم الذي سيكون وحول نزع السلاح من غزة. لكن بسبب مماطلة الحكومة فانه في النهاية ستكون عودة كهذه لكن بدون مقابل، مع المواطنين ستعود «حماس»، الجيش الاسرائيلي سيضطر الى القتال مرة اخرى في مناطق احتلها في السابق. اقامة الميناء هي صعود درجة وتعطي «حماس» ذخراً لم يكن لديها قبل 7 اكتوبر. بعد قضية «مرمرة» اعترف العالم بشرعية الحصار البحري لاسرائيل، في حين أنه الآن تم فتح ممر بحري بقيادة الاصدقاء الكبار الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. نتنياهو اخترق الحصار من اجل حماس.

    الحكومة التي حولت لعقد المليارات لـ «حماس»، وفي تشرين الأول تفاجأت من قدرتها، تسمح الآن لهذه المنظمة الارهابية بالتعزز مرة أخرى.

    لو أن إسرائيل أظهرت الجدية ووضعت سياسة لـ «اليوم التالي» وقامت بوقف بناء المستوطنات وحافظت على الحلف مع الأميركيين وعدم إهانتهم، أيضاً مجال العملية العسكرية كان سيتسع. كيف يفضل نتنياهو بيع الوعود لقاعدته والانتظار من الأميركيين أن «يوقفوه» كي تكون له ضحية مريحة لاتهامها.

    إسرائيل تفقد السيطرة. حتى العملية في رفح تتم مناقشتها في البيت الأبيض وليس في القدس. الحرب تحولت الى تمرغ في الوحل، وهي يمكن أن تستمر سنوات. سيقتل المزيد من الجنود، وسيزداد الضغط والعزلة، وستضطر اسرائيل الى ادارة الشؤون المدنية لـ 2.3 مليون غزي. أو ستسمح لحماس بتولي الادارة بدلا منها، وهكذا ستبني قوتها مرة اخرى. هذه العملية بدأت الآن. في نهايتها سيبقى فقط سؤال: كيف يمكننا الهرب من هذا الوحل، بالضبط مثلما حدث في لبنان.

    هذه الكارثة الآخذة في التشكل يوجد لها بديل. اذا قامت اسرائيل بتحريك عملية سياسية فهي ستجد الكثير من الشركاء الذين لا أحد منهم يحب يحيى السنوار. في حركة فتح غاضبون من حماس ويتهمونها بنكبة فلسطينية جديدة وشن هجوم بدون تعاون واتفاق مع القيادة الفلسطينية. في مصر وفي دول الخليج المعتدلة لا يحبون منظمة الجهاد. ايضا الغرب اصبح يقلق أكثر من تأثيرات الحرب.

    نتنياهو يعرف ذلك، لكنه ايضا يعرف أنه لن يبقى على قيد الحياة اذا اجريت الانتخابات. لذلك، هو يستمر في بيع الاوهام للجمهور. وفي هذه الاثناء يتم اتخاذ قرارات مهمة بدون تدخل إسرائيل. وينضم اليه المسيحانيون في اليمين مثل سموتريتش وبن غفير وأوريت ستروك، الذين خلافاً لنتنياهو لا يخفون خطتهم: إعادة إقامة غوش قطيف، مهما كان الثمن يتمثل بحياة الجنود والمخطوفين.

    طالما أن الائتلاف هو الذي يملي خطوات الحرب فان اسرائيل لن تنتصر. قدرتها على التأثير على الواقع على الأرض ستتقلص وستضطر الى التعامل مع المعاني الاقتصادية والأمنية الشديدة لعزلتها الدولية الآخذة في التعمق. كارثة الحكومة الأكثر تطرفا وعزلة في تاريخ إسرائيل لم تنته في 7 أكتوبر. فهي تستمر في كل يوم. واستبدالها هو الضرورة الأكثر إلحاحاً من اجل وجود الدولة.

    ---------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    تجنيد الفن والاعلام والأكاديميا..

     

     

    في إسرائيل كل شيء مجند من أجل "النصر "المطلق"

     

     

    بقلم: نوعا ليمونا

     

    طلاب في الاعلام في كلية سبير طلبوا في الاسبوع الماضي من ادارة الكلية اقالة الدكتور ريغف متنزون، المحاضر الذي وقع على عريضة تطلب من جو بایدن وقف ارسال الاسلحة والاموال لاسرائيل خوفا من أنها ترتكب ابادة جماعية في غزة. في ادارة الكلية سارعوا الى التنصل من ريغف واعلنوا بأنه لا يمثلها. في الجامعة العبرية ضغط الطلاب أدى الى تعليق عمل البروفيسورة نديرة شلهوب كيبوركيان في اعقاب تصريح لها بأن اسرائيل تنفذ ابادة جماعية. عندما تم الغاء التعليق الطلاب احتجوا مرة اخرى ويطلبون اعتذارها.

    في دولة سليمة جمهور الطلاب على الاغلب هو جمهور سلمي، بالاساس هو يمثل الموقف المضاد والانتقادي مقارنة مع موقف المؤسسة السائد. الطلاب هم الذين قاموا في 1968 باشعال الاحتجاج في فرنسا وفي الولايات المتحدة قـاد طلاب وموسيقيون وفنانون الاحتجاجات الكبيرة في فترة حرب فيتنام. لكن في اسرائيل دولة جيش الشعب، المجموعات السكانية التي بشكل عام تتحدى المؤسسة، مثل طلاب بالتأكيد طلاب الاعلام، الصحافة، الموسيقى، الفن، الاكاديميا، يتساوقون في المواقف على الاغلب مع موقف المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي ويوافقون على اقواله مثل التوراة التي نزلت في سيناء. "كم من القذائف ستسقط في الليل قبل أن يهدأ العالم؟"، غنى بوب ديلن، وجون لينون دعا الى منح فرصة للسلام. وعندنا؟ الامر مختلف. صحفيون مثل نير دبوري يقولون إنه "لا يوجد جوع في غزة"، واذا انتقدوا الجيش فان هذا بسبب أنه غير قاتل بما فيه الكفاية.

    في اسرائيل الفن مجند والاعلام مجند والاكاديميا مجندة، كل شيء مجند من اجل "النصر المطلق"، تقريبا لا أحد يتجرأ على التشكيك في موثوقية واخلاقية الجيش. أي دليل على أن الجيش الاسرائيلي يرتكب جرائم حرب في غزة يتم تصنيفه بأنه دليل على اللاسامية ويتم ابعاده عن الوعي.

    اكثر من 32 ألف شخص من سكان غزة ماتوا ، 70 في المئة منهم من الاطفال والنساء، وهناك آلاف ما زالوا تحت الانقاض ؛ شهادات جنود حول اطلاق بدون تمييز على اشخاص غير مشاركين (حتى عندما يكون الحديث يدور عن مخطوفين)؛ افلام فيديو ينشرها الجنود في الانترنت (ليس خوارزمية لاسامية) توثق جرائم حرب ؛ تقارير 12 وكالة تابعة للامم المتحدة ومنظمات اغاثة التي بحسبها اسرائيل تتبع سياسة تجويع جماعي في غزة، التي حسب الخبراء ستؤدي الى عشرات آلاف الموتى الآخرين. كل ذلك لا يضعضع ثقة الاسرائيليين بالجيش الاسرائيلي. اذا كانوا في قسم منسق اعمال الحكومة في المناطق يقولون بأنه لا يوجد جوع، إذا لا يوجد جوع. واذا أعلن الجيش الاسرائيلي بأنه يطلب من المواطنين الاخلاء ولا يحدد مناطق "اعدام" (اذا تم ارتكاب اخطاء يتم التحقيق فيها) فلا شك أن هذه هي الحقيقة، حيث أنه في نهاية المطاف حتى الاخفاقات الفظيعة التي مكنت حماس من أن تخرج الى حيز التنفيذ الهجوم الفظيع في 7 اكتوبر لم تضعضع ثقة الجمهور بالجيش.

    هذا مشهد واضح من خداع الذات، التمسك بمعتقد معين رغم أن الأدلة على عدم مصداقيته آخذة في التراكم أمام ناظرينا الايمان باخلاق الجيش الاسرائيلي ومصداقيته ليس مجرد ایمان، بل هو ايمان اساسي، جزء من الهيكل الاساسي الذي توضع عليه كل معتقداتنا، واذا تضعضع فان كل شيء سينهار. لا شيء سيقنعنا بأن الجيش الاسرائيلي جدير بالانتقاد لأن هناك تشابه بيننا وبين الجيش وكل المجموعات السكانية التي بشكل عام توفر الفرضية المناقضة للفرضية المأسسة هي مجندة. بمعنى مزدوج، سواء بمعنى التمسك بالهدف أو بالمعنى البسيط الذي يقول إننا جميعا جنود وجنديات في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل، أو آباء واخوة واصدقاء لجنود.

    كما نشرت أمس نوعا لنداو في "هآرتس" فانه في اسرائيل لا توجد معارضة سياسية أو برلمانية، وهذه ظاهرة تضع الديمقراطية في خطر. ولكن لا توجد هنا ايضا معارضة مدنية. لذلك، يصعب القول بأنه توجد هنا مواطنة بكل معنى الكلمة.

    ---------------------------------------------

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    “مخزن سلاح.. حذرناهم.. يختبئون وراء المدنيين”.. ما أدنأ إسرائيل وما أجهل الإسرائيليين!

     

     

    بقلم: ب. ميخائيل

     

    الحروب بطبيعتها مجالات تطلق فيها المشاعر. مسموح أن يتم فيها فعل كل ما هو محظور في الأوقات العادية: القتل، التدمير، السرقة، النهب، التنكيل، الإهانة، الحيونة والمشاغبة. لذا فإنه من أجل تطهير أفعال الجنود يمارس الطرفان المتقاتلان منظومات دعاية لتبرير وإخفاء أي تدمير زائد أو قتل لا حاجة إليه أو قمع وحشي.

    هكذا أيضاً في حرب غزة. تسعى منظومة الدعاية في إسرائيل إلى اختراع مبررات وحجج لكل الأفعال التي تم القيام بها. نجاح ذلك ضئيل جداً في أرجاء العالم. والزبائن لا يشترون. لكنه نجاح كبير في إسرائيل، وهذا ليس غريباً. فالجمهور الإسرائيلي يتمتع بميزات تسهل الأمر على رجل الدعاية: انعدام مطلق للوعي الذاتي، وغياب بقايا الذاكرة التاريخية.

    هاكم مثالاً: رجل العلاقات العامة في الجيش الإسرائيلي مسرور دائماً بالإبلاغ عن اكتشاف الجيش “مخزن سلاح” في مدرسة أو مستشفى أو مسجد أو حي سكني. هذا دليل قاطع على وحشية العدو الحماسي، الذي يدنس المقدسات ويستغل المستشفيات ويخفي أدوات تدمير في بيوت المدنيين. فليخجل! لم يكن ليحدث. لذلك، من الجيد أننا قصفنا المدارس والمستشفيات والمساجد والأحياء السكنية.

    نعم، لم يكن لدينا شيء كهذا. كان لدينا “مخابئ سلاح” هناك. المخبأ هذا ليس “مخزن سلاح”. “المخبأ” جزء من تراث بطولي لحركاتنا السرية. لقد تم هناك إخفاء سلاح طاهر كي نحارب به المحتل الأجنبي ومن يكرهوننا.

    كان لدينا تقريباً 1500 مخبأ يهودي. لقد أخفيت في المدارس والكنس والمستشفيات (من بينها مستشفى هداسا) من تحت الخزانة المقدسة في بيت للأيتام وفي مئات بيوت المدنيين وفي عشرات المنشآت والأماكن العامة. ولكن كيف يمكن المقارنة؟ هذا “مخزن سلاح” دنس لهم. وهذا “مخبأ” طاهر ونقي لنا. يا للخزي ويا للعار!

    مثال آخر، الخدعة الأكثر نجاحاً لمجموعة الدعاية في إسرائيل تبرر وحشية الجيش بذريعة أن حماس “تختبئ وراء السكان المدنيين”. هذا فظيع حقاً. لا يقدرون إلا على مثل هذا العمل الدنيء.

    مرة أخرى، الجهل التاريخي يساعد في تسويق هذه الباستا الملونة. إسرائيل اليوم أيضاً قريبة من أن تكون بطلة العالم في إرسال مواطنيها إلى جبهات كي تختفي وراءهم. كل أسطورة “الاستيطان” بنيت على ذلك. كل قداسة “المحراث والعنزة” كمحددة للحدود تستند إلى الاختفاء وراء المدنيين. هؤلاء يرسلون مع النساء والأطفال لتنفيذ مهمات احتلال وتهجير. وعندما يصابون، لا سمح الله، يتم خلق ذريعة مدهشة لإرسال جيش محتل كي يبعد الحدود ويوسع المملكة. يصعب العثور على كولونيالي واحد لم يستعمل هذه الخدعة السيئة: الأوروبيون في أمريكا الجنوبية والشمالية، الإنجليز في أستراليا، الهولنديون والفرنسيون في إفريقيا… وبنفس الطريقة دائماً: احتلال سريع، إحضار مدنيين من قبل المحتل، وتدمير وطرد أو استعباد السكان الأصليين. “مشروع الاستيطان” الخبيث يعلن بشكل صريح أن هذا هو هدف وجوده.

    لذلك، أخاف أن تكون إسرائيل مخطئة تماماً في اتهام الآخرين بالاختباء وراء المدنيين. وللعودة والحصول على إذن للتلويح بهذه الحجة، بات من المناسب أولاً إخلاء جميع المستوطنات التي تختبئ إسرائيل وراء سكانها

    وتخفي نواياها.

    كل هذا ولم نتحدث بعد عن كذبة “عدد المخربين الذين قتلوا” و”لم نتعمد المس” و”حذرناهم كي يبتعدوا” قبل أن نقصفهم، ربما يكون هذا في الحلقة القادمة.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    مع دخوله حالة هستيريا.. لنتنياهو: مللنا أكاذيبك.. والاحتجاج وحده هو ما يعيد المخطوفين

     

     

    بقلم: يوعنا غونين

     

    علاقتنا بالحزب الحاكم علاقة مسيئة. لذا، من غير المفاجئ أن زعماءه ومساعديهم يحبون استخدام الهستيريا، أحد أساليب العنف العاطفي، الذي يقنع المسيء الضحية بأنها تتخيل أموراً وأن التنكيل لا يحدث. كلما حاولت الضحية إنقاذ نفسها من هذه العلاقة يزيد المسيء التلاعب والديناميكية التي يمكن تشخيصها في الردود الهستيرية إزاء ازدياد حدة الاحتجاج ضد الحكومة في الفترة الأخيرة.

    “الاحتجاج يؤخر إعادة المخطوفين”: رئيس الهستيريا بالطبع هو نتنياهو، كشخص يتفاخر بـ “الجين الشرقي” المخترع لديه اختار الوسيلة الأكثر أشكنازية: عدواني – سلبي محبط. في المؤتمر الصحافي، هدد السبت بأن “دعوات إجراء انتخابات الآن ستشل المفاوضات الدائرة لإطلاق سراح مخطوفينا”. في الواقع، السبب الوحيد في أن أعضاء الحكومة فشلوا في كل مجال بشكل كامل، بما في ذلك مجال (“أن تكون إنساناً”)، إنهم تنبأوا بشكل مسبق بأن احتجاج مقبل في وقت ما، ولكيلا يشعر المتظاهرون بسوء مع أنفسهم بسبب إفشال المفاوضات – أفشلتها الحكومة ببساطة. هذا جيد ويدعو إلى الاحترام. في الواقع، قال مصدر مطلع على الموضوع أمس للقناة 12 بأن “الضغط فعل شيئاً ما” ودفع بالصفقة قدماً. كما يقولون، هم يعرفون لغة القوة.

    “هذا بالضبط ما تريده حماس”: ما يثير الدفء في القلب هو رؤية مدى إشغال يحيى السنوار لمشاعر أعضاء الائتلاف. مثلاً، الوزير عميحاي شكلي، المعادل البشري لسجادة الحمام الذي قال عن المظاهرات “هذه هدية لحماس”، حيث إن ما يسعد السنوار رؤية إسرائيل تعيش مع حرية احتجاج. بشكل عام، من الآن، سيتم تحديد سياسة الحكومة حسب تقديرات شيكلي إذا كان هذا ما تريده حماس –نعرف جميعاً مدى انزعاج السنوار من الحظر المفروض على إدخال الخمائر إلى المستشفيات في عيد الفصح.

    “هذا غير ديمقراطي”: في هذا الأسبوع، حصلنا على دروس كثيفة في المدنيات من جانب العديد في اليمين، من بينهم الصحافية عوفرا لوكاس، التي أوضحت أنه “في أكبر الدول الديمقراطية يستبدلون الحكومة عبر صناديق الاقتراع”. أما نوغا أربيل، الباحثة في منتدى كهيلت، فقد اعتبرت الاحتجاج أمام الكنيست “خطوة غير ديمقراطية”، وبالإجمال غير عقلانية.

    هناك من سيقولون إن حرية التعبير جزء من أسس الديمقراطية، في حين أن نظاماً يشلها كلها ولا يقيم إلا صورة ظاهرية إجرائية للديمقراطية هو نظام ذو “ديمقراطية جوفاء”، أو بتعبير أقل أكاديمية “دولة خربة”. ولكن أربيل، تعمل في منتدى كهيلت، لذا تعرف أن “الديمقراطية” هي نظام يستخدم فيه أصحاب المليارات أموالهم لتفكيك نظام العدالة والإضرار بالعمال والفقراء.

    “الاحتجاج يخلق شرخاً في الشعب”: “يجب أن نكون الآن موحدين أكثر من أي وقت مضى”، كتبت الوزيرة ميري ريغف. أما أريئيل سيغل فسمى الاحتجاج بـ “العودة إلى 6 أكتوبر”. ليتنا نعود إلى 6 أكتوبر قبل أن يتحقق الدمار الذي حذر منه من يعارضون الانقلاب. الأمر الوحيد الذي لم يتغير منذ ذلك الحين هو سلوك الائتلاف الفاشل الذي يواصل التقسيم والنهب وتدمير كل ما يعترض طريقه، وبعد ذلك، تلف هذا بغطاء سكري من “الوحدة” المصطنعة والمسمومة.

    لئلا نعلق هناك مع كل ذلك إلى الأبد، علينا التوقف عن تصديق أكاذيبهم وإبعادهم عن الحكم. الهستيريا الكثيفة تظهر أنهم يدركون أن الاحتجاج يهز كراسيهم، ومثلما قال ذات يوم زعيمهم “هم خائفون”.

    ---------------------------------------------

     

    إسرائيل اليوم 2/4/2024

     

     

    اغتيال زاهدي.. رغبة في حرب شاملة أم تغطية على إخفاقات الحكومة؟

     

     

    بقلم: شاحر كلايمن

     

    تصفية المسؤولين الإيرانيين أمس هي ذروة في تغيير المعادلة مع الجمهورية الإسلامية. فضلاً عن قائد فيلق القدس في سوريا وفي لبنان، أفادت مصادر أجنبية بمقتل ثلاثة مسؤولين كبار آخرين في القنصلية في دمشق.

    منذ 7 أكتوبر، حاولت طهران الحفاظ على مسافة آمنة عن الحرب في غزة، باستخدام محدود لوكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن. فتح حزب الله جبهة في الشمال أدت إلى إخلاء عشرات آلاف الإسرائيليين، رغم سلسلة تصفيات مهمة في الآونة الأخيرة. نجح الحوثيون في ضرب التجارة الدولية عبر هجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. أما في سوريا فبدأ نشطاء الميليشيات التحرك إلى لبنان ونحو المنطقة الجنوبية بهدف المشاركة في أعمال الإرهاب. وفي العراق هوجمت قواعد للقوات الأمريكية.

    قامت الولايات المتحدة بهجمات على مستوى متغير. في الأشهر الأخيرة، صفت مسؤولين كباراً في الميليشيات المؤيدة لإيران في بغداد وتقلصت أعمال هذه بناء على ذلك. في اليمن، هوجمت مواقع عسكرية ووسائل قتالية، وصعدت المنظمة مؤخراً تهديداتها على مسارات الملاحة. وبقيت سوريا، حسب تقارير أجنبية، لمعالجة إسرائيل. قتل حتى الآن أكثر من عشرة مستشارين عسكريين من الحرس الثوري، إلى جانب غير قليل من مخربي حزب الله.

    وحسب مصادر سورية، كان أحمد شحيمي أحد المسؤولين، الذي يعتبر قائداً مهماً في تلك الساحة. هذا الهجوم في حلب، في الليلة التي بين الخميس والجمعة، كان الأكثر فتكاً حتى الآن. قتل فيه عشرات من نشطاء حزب الله وأناس آخرون أصيبوا جراء تفجير مخازن سلاح. ثمة ثوار سوريون استغلوا الفرصة وهاجموا بالتوازي. ضوء تحذير لنظام الأسد.

    من السابق لأوانه أن نعرف ما سيكون رد إيران وحزب الله على التصفية. سيكون من يقولون إن إسرائيل، إذا كانت هي بالفعل وراء العملية، سارت بعيون مفتوحة نحو حرب شاملة في لبنان. لكن مع عشرات آلاف المخلين، وإقليم كامل من البلاد أصبح حزاماً أمنياً. وفي وسط حرب لا تبدو نهايتها في الأفق، لم يعد للإسرائيليين ما يخسرونه. يجب نقل هذه الرسالة ليس إلى طهران فحسب، بل أيضاً إلى كبار مسؤولي حماس و”الجهاد الإسلامي” ممن حلوا ضيوفاً عليها. وليس أقل من ذلك – للضاحية في بيروت.

    ---------------------------------------------

     

    معاريف 2/4/2024

     

     

    لنتنياهو وحكومته: كيف تتحدثون عن “نصر مطلق” وتستسلمون لحماس؟

     

     

    بقلم: عيدان ماراش

     

    في الأسبوع القادم سنحيي نصف سنة على بدء حرب “السيوف الحديدية” من يوم الهجمة الإجرامية في 7 أكتوبر. في الأشهر الأولى من الحرب كان يبدو أن “رب البيت جن جنونه”. الهجمات في غزة كانت مجنونة، كان يبدو أننا غيرنا القرص وفهمنا أننا ننتقل من الدفاع إلى الهجوم.

    لأسفي، تغير الوضع في الفترة الأخيرة وليس في الاتجاه الصحيح. خرجت قوات من غزة بكميات كبيرة جداً، نراوح في المكان، نستسلم لمطالب حماس ولا نقود هذا الحدث. ولم نتحدث بعد عن شمال البلاد الذي ترك لمصيره وأصبح دمية في يد حزب الله.

    كل هذا الوضع يبعث فيّ الكثير من الأسئلة الصعبة حول مستقبل دولة إسرائيل. لم أعد واثقاً بأننا في الطريق إلى هزيمة العدو الذي فرض علينا حرب الانبعاث الثانية لدولة إسرائيل. أقول لكم أكثر من هذا، أشعر وأرى بأن هناك بعضاً منا لم يفهموا بعد من هو العدو.

    أجدني ملزماً بأن أقول بصدق عن ماذا يتحدث رئيس الوزراء نتنياهو في كل مرة يقول فيها عبارة “النصر المطلق”. فالدخول إلى رفح يتأخر، وحماس تلعب بمخطوفينا كما تلعب بيديها، وحزب الله يفعل ما يشاء، و الكابنيت والحكومة لا يداران على نحو جيد. الفوضى الرهيبة التي رأيناها أول أمس في شوارع تل أبيب دليل على أن رجال احتجاج كابلن لم يتعلموا شيئاً من 7 أكتوبر. فقد أثبتت لي هذه المظاهر بأنه لا يمكن لأي كارثة أن تزيح أولئك الأشخاص الذين تدفعهم مصلحتهم السياسية لأخذ الكفاح الأكثر قدسية وألماً لتحرير مخطوفينا إلى بيوتهم وجعله أداة سياسية في صندوق أدواتهم. يا لها من حقارة ويا له من عار!

    أيها الراكبون بالمجان الذين تأخذون عائلات المخطوفين وتجعلون ألمهم لعبة تهكمية وشريرة، أحتقركم وأشمئز منكم.

    ولكني أريد أن أقول: علينا ألا نعود إلى 6 أكتوبر. جنودنا جديرون بأن نكون معاً. شهدنا كارثة رهيبة ولا إمكانية للعودة لأن نكون واحداً ضد الآخر. علينا ألا نعطي باباً لأعدائنا اللدودين.

    سننتصر في هذه الحرب لأنه لا خيار آخر، لكن للحصول عليه علينا أن نفهم بأن “معاً ننتصر” و”الحسم” هذه ليست مجرد شعارات، بل طريقة حياة. شعب إسرائيل حي!

    ---------------------------------------------

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    هل سيكون اغتيال زاهدي فتيل الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران؟

     

     

    بقلم: عاموس هرئيل

     

    اغتيال حسن مهداوي (المعروف أيضاً باسم محمود رضا زاهدي) قائد “فيلق القدس” التابع لحرس الثورة الإيراني في سوريا ولبنان، المنسوب لإسرائيل، يؤدي بالمواجهة بين إسرائيل ولبنان وحزب الله إلى نقطة ذروة قياسية. ربما هذا هو الفصل الأخطر في الجبهة الشمالية منذ بدء الحرب في قطاع غزة منذ ستة أشهر تقريباً.

    مهداوي هو الإيراني الأهم الذي نسب اغتياله لإسرائيل حتى الآن، القائد السابق لـ “فيلق القدس”، الجنرال قاسم سليماني، قتل في كانون الثاني 2020 في عملية اغتيال قامت بها الولايات المتحدة، والتي قيل إنها ارتكزت في جزء منها على معلومات استخبارية إسرائيلية. مهداوي (63 سنة) شخصية معروفة في سوريا ولبنان منذ ثلاثة عقود تقريباً.

    حسب أقوال الدكتور شمعون شبيرا، المختص في شؤون حزب الله، فقد اعتبر مهداوي مقرباً بشكل خاص لرئيس حزب الله، حسن نصر الله، ورجل الاتصال بين نصر الله وطهران، وهو ضليع جداً في نشاطات حزب الله العملياتية. ومثل شخصيات رفيعة أخرى في “فيلق القدس”، كان ينتمي لجيل مخضرم شارك في الثورة الإسلامية في إيران في نهاية السبعينيات وفي الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات. بعد ذلك، عمل هو وأصدقاؤه في جهود نشر الثورة في أرجاء العالم العربي والإسلامي. لبنان هي الدولة الأولى التي حقق الإيرانيون فيها نجاحاً حقيقياً بفضل دعمهم لحزب الله.

    لقد عرفت إيران وحزب الله عن خطة حماس لتنفيذ هجوم إرهابي قاتل في غلاف غزة، لكن رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار لم يشركهم في الوقت المحدد لقرار الهجوم، 7 أكتوبر السنة الماضية. نشرت وكالة “رويترز” بأن قرار السنوار فاجأ إيران وأغضبها، لذا قررت عدم الاستجابة لتوقعاته وأمرت حزب الله بالاكتفاء بهجوم عسكري محدود ضد إسرائيل في بداية 8 أكتوبر. الخط الذي اتبعه حسن نصر الله، من إطلاق الصواريخ بعيدة المدى وقذائف مضادة للدروع، كان يكفي لجذب ثلاث فرق إسرائيلية إلى الحدود وإخلاء عشرات آلاف المدنيين. ولكن حزب الله حرص دائماً على عدم إشعال حرب شاملة.

    بدرجة كبيرة، إسرائيل هي التي رفعت الثمن الذي جبته من أعدائها في الشمال. لا يدور الحديث فقط عن أكثر من 300 قتيل لحزب الله والمنظمات الفلسطينية بسبب الهجمات الإسرائيلية. أهداف الهجمات توسعت بالتدريج ووصلت إلى قادة كبار في “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله، وفي حرس الثورة وفي حماس لبنان. عمق الهجمات أيضاً أخذ يزداد، كانت دمشق هدفاً حتى قبل الحرب، في إطار هجمات “المعركة بين حربين” التي وجهت بالأساس ضد جهود تعزز قوة حزب الله. ولكن سجلت في الشهر الماضي هجمات جوية في البقاع وشمال بيروت.

    لم تتحمل إسرائيل المسؤولية علناً عن الهجوم، وإن لم ينجح وزير المالية سموتريتش في ضبط نفسه فنشر تلميحاً في حسابه في “اكس”. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي نشر فيلماً قصيراً لرئيس الأركان هرتسي هليفي أثناء زيارته لقيادة المنطقة الشمالية، وجاء أنه صادق على خطط عملياتية. في الهجوم نفسه، وفي مبنى قريب من السفارة الإيرانية في دمشق، قتل أيضاً عدد من الشخصيات الإيرانية الرفيعة. وحسب التقارير، أحد القتلى هو نائب مهداوي، وآخر هو رئيس مكتبه. هددت إيران في بيان رسمي برد “حاد ومباشر وقاس” على عملية الاغتيال التي نسبتها لإسرائيل.

    عملية القصف في دمشق جاءت بعد ليلة أطلقت فيها مليشيا شيعية في العراق، ممولة من إيران، مسيّرة نحو قاعدة بحرية في إيلات. لم يتم اعتراض هذه المسيرة، وسبب انفجارها بأضرار في أحد مباني القاعدة، التي ترسو قربها عدة سفن تابعة لسلاح البحرية، منها سفينة ساعر 6. تصعب معرفة ما إذا كانت عملية الاغتيال رسالة مباشرة من إسرائيل موجهة لهذه العملية الإيرانية. لكن من الواضح أن فيها رسالة محسوبة: بدأت إيران تدفع ثمناً متزايداً بسبب مشاركتها في الهجمات ضد إسرائيل، التي تنفذها بواسطة مبعوثيها. لا حصانة لها من هجمات مضادة. ونشرت وسائل إعلام أمس صورة قديمة من الأرشيف ظهرت فيها شخصيات رفيعة في حرس الثورة مع رؤساء حزب الله، من بينهم رئيس الحزب حسن نصر الله. عدد كبير ممن ظهروا في الصورة، من بينهم مهداوي، لم يعودوا على قيد الحياة. ربما هذه الصورة تملأ نصر الله غضباً؛ وقد تجعله يظهر قدراً من الحذر.

    أطلق حزب الله في الحقيقة آلاف القذائف والصواريخ المضادة للدروع نحو إسرائيل منذ 7 أكتوبر، لكنه حذر جداً في اختيار الأهداف. أطلق صواريخ دقيقة مضادة للدروع على بلدات خط الحدود، كما أطلق صواريخ غير دقيقة بعيدة المدى جنوباً، على الأغلب ليس أبعد من صفد. حتى أول أمس، لم يتم إطلاق سلاح دقيق إلى عمق أراضي إسرائيل. السؤال هو: هل سيقرر حسن نصر الله وأسياده الإيرانيون أن المطلوب الآن هو رسالة مختلفة، وسيزيدون شدة الرد؟ خطوة كهذه ستقصر الطريق نحو اندلاع الحرب.

    يجب الانتباه إلى رد أمريكا على التطورات الأخيرة عندما يأتي. الرئيس الأمريكي، بايدن، عني بإرسال تأييد مباشر لإسرائيل بعد أن ثار شك في بداية حرب غزة بأن إيران وحزب الله سينضمان لحماس بكامل القوة، طهران وبيروت استوعبتا هذه الرسالة جيداً. وهكذا حرصت جهات رفيعة في الإدارة الأمريكية على بث هذه الرسالة. هؤلاء بذلوا جهوداً للتوضيح بأن الولايات المتحدة لن تدعم بعمى انجرار إسرائيل إلى حرب شاملة في لبنان. الحل الذي سيمكن من عودة سكان الجليل إلى بيوتهم يمر من ناحية واشنطن فقط بالاتفاق السياسي. يمكن الافتراض أن الأمريكيين سيبذلون الآن الجهود لمنع تدهور آخر في الشمال، الذي قد يورطهم مع إيران بشكل مباشر. حتى الآن لم تظهر الولايات المتحدة أي موقف متصلب تجاه إيران، بل بحثت عن مساومة لتأخير تقدم النظام نحو إنتاج القنبلة النووية.

    ---------------------------------------------

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    تظاهرون إسرائيليون التزموا خياماً أقاموها في القدس: شعارنا عزل الحكومة فوراً

     

     

    بقلم: نير حسون

     

    شاهد شارع كابلان في القدس كل أنواع الاحتجاج في السنة الأخيرة، مظاهرات واعتصامات وإضراب عن الطعام وإشعال الإطارات والمواجهات مع رجال الشرطة ومواجهات عنيفة بين معارضي الحكومة ومؤيديها، لكن مدينة خيام كبرى أمر لم تشاهده القدس بعد. مظاهرة الأحد الأكبر منذ بداية الحرب، وشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص.

    بعد المظاهرة أغلقت مجموعة من الشباب شوارع في القدس، ووضعت مجموعة أخرى الحواجز في شارع كابلان وملأت القسم الشمالي منه بمئات الخيام الصغيرة، كل الطريق من ميدان الكنيست إلى بنك إسرائيل. أحصى شخص 418 خيمة، هذا تقدير معقول. هذه الخيمة الكبيرة مقسمة إلى أقسام حسب حركات الاحتجاج – منطقة تم تخصيصها للدعوة إلى إعادة المخطوفين، منطقة لاحتجاج الهايتيك برئاسة موشيه ريدمان، منطقة لاحتجاج الشبيبة، بينهم كان أعضاء “أخوة في السلاح”.

    الحديث لا يدور عن تنظيم عفوي، بل عملية منظمة ومنسقة مع الشرطة، قد تستمر حتى الأربعاء. معظم الخيام جلبتها حركات الاحتجاج، لكن الكثير من المتظاهرين جلبوا خيامهم الخاصة. وضعت في الداخل فرشات وأكياس للنوم. زودت المنطقة بمراحيض متنقلة، وخيمة لوجستية وعدة خيام للأكل وصنابير مياه للشرب. طابور قصير لمن يغسلون الأسنان تجمعوا قربها في الصباح. ثمة طابور أطول شوهد قرب الخيام التي قدمت القهوة والفطائر. في زاوية شوهد شخص يرتدي ملابس الصلاة، وفي أكمة قريبة نُظمت مجموعة لتأمل الصباح، وخرجت امرأة رفقة كلبها للتنزه.

    في الساعة السادسة صباحاً، خرج عدد من المحتجين لمظاهرة صاخبة قرب منزل آريه درعي، وفي التاسعة والنصف كان هناك شخص يمسك مكبر صوت وبدأت المظاهرة قرب الكنيست. “عزل الآن!”، هذا كان الشعار الرئيسي، لكن كان يمكن أن نسمع أيضاً “بيبي والسنوار نفس الشيء”. وعندما حاول المتظاهرون اجتياز الحاجز أمام الكنيست صدهم رجال الشرطة بقوة.

    تبلورت في المكان مبادرة احتجاج تلقائية. فتاة حاولت إدخال إكليل زهور إلى مكتب رئيس الحكومة يشمل 136 زهرة بلون برتقالي بمناسبة العملية التي اجتازها، إضافة إلى تهنئة كتب فيها “عائلات المخطوفين تتمنى لرئيس الحكومة الشفاء العاجل والتعافي والعودة إلى المهمة الأهم: إعادة جميع المخطوفين”. شخص آخر وضع نصباً على شرف عطلة أعضاء الكنيست، وضع فيه مناشف بحر طبع عليها صور كيبوتس “بئيري” المحروق.

    لهذا النجاح آباء كثر، لكن من حافظ على جدول الاحتجاج قرب الكنيست في الأشهر الأخيرة هو الأب الثاكل يعقوب غودو، الذي قتل ابنه توم في 7 أكتوبر في “كيسوفيم”. هو يعيش منذ خمسة أشهر في خيمة قرب ساحة الكنيست، بشكل عام إلى جانب عدد من الداعمين. لقد بقي هنا في الليالي الباردة جداً تحت وابل شتائم من يمينيين، وحتى محاولة إحراق الخيمة على يد أحد مؤيدي رئيس الحكومة. حلم باليوم الذي سينضم فيه إليه الجمهور ويحاصروا الكنيست حتى إسقاط الحكومة. “انتظرت الجمهور أن يأتي، وقد جاء. لكن هذا استغرق وقتاً، هذا غير مهم”، قال في خيمته في الوقت الذي أقيمت فيه الخيام في الخارج. ولكن في الوقت نفسه، اعترف غودو بأنه لم يتخيل مثل هذا اليوم. “في أعماقي، توقعت أن هذا الجمهور سيحاصر أبواب الكنيست، هذا لم يحصل. مئات الخيام في الخارج هذا جيد، لكنه حدث بمصادقة من الشرطة. التنسيق مع الشرطة شوش كل شيء”، قال.

    وقال غودو إن ماكينة السم التابعة لنتنياهو نجحت في تخويف الجمهور وردع الاحتجاج: “المجتمع في إسرائيل يتعرض لهجوم من الحكومة ورئيس الحكومة. أقدر أن أشخاصاً كثيرين يعيشون في تشويش فظيع، لا يعرفون كيفية التصرف. هجوم الحكومة ينجح”.

    دافيد اغمون، وهو من قدامى الاحتجاج ومن الذين أقاموا في تجمع الخيام الأصلي لعائلات القتلى، غير راض عن الحدث. حسب رأيه، كان الاعتصام يمثل تفويتاً لفرصة “الوصول إلى الكنيست”، حسب رأيه. “تجاوزنا مرحلة الخطابات. نحن بحاجة إلى غضب يجبر الكنيست على الانحلال”، قال. شريكه في الخيمة الذي ينام معظم الليالي منذ أربعة أشهر في خيمة أمام الكنيست هو روني غورين بن تسفي، الذي قتل شقيقه في حفلة “نوفا”. “في 8 أكتوبر حلمت، والآن تحقق الحلم”، قال غورن بن تسفي. “هذا شيء لم تر إسرائيل مثله. يجب تطبيق هذا الأمر ليس كاحتجاج الآن، بل داخل مدينة تعيش مع ثقافة ووجود”.

     

    عائلات المخطوفين تخشى القدوم

     

    كانت أول محاولة لإقامة تجمع لخيام الاحتجاج أمام الكنيست قبل شهر. أقامت مجموعة نشطاء خيمة أخرى، غير بعيدة عن خيمة غودو، وسمتها “سور وبرج”. منذ ذلك الحين لا تمر ليلة دون أن يكون في الخيمة عدد من النشطاء. في إحدى الليالي، تحدث محاولة لإقامة عدد من الخيام، لكن الشرطة تفككها بالقوة وتطردهم من هناك.

    نام في هذه الخيام وزير الدفاع السابق موشيه يعلون. عندما سأله شخص: هل حصلت على سرير؟ أجاب: “ما السيئ في كيس النوم؟ خرج موشيه ريدمان حافي القدمين من إحدى الخيام. تعودتُ على المسيرات إلى القدس”، قال. وحسب قوله، إن خروج الكنيست إلى العطلة بعد نصف سنة على اندلاع الحرب، جلب الجمهور إلى تجمع الخيام. “شخص ما أجرى حساباً، ووجد أن كل ثلاثة أيام بالمتوسط يموت مخطوف، 42 يوم عطلة فهذا يعني 14 مخطوفاً ميتاً”، قال. مقارنة مع نشطاء آخرين، هو متفائل، وقال: “أؤمن أن هذه الحكومة ستتحطم خلال بضعة أسابيع”.

    إسرائيل غال (72 سنة)، من مؤسسي خيمة “سور وبرج” ومن مخضرمي الاحتجاج، استيقظ في الخيمة صباحاً. “أمس، كان حدث للتصميم والأمل، وهذا يشير إلى استيقاظ شعبي، لكن يجب أن نصعد درجة أخرى، وهذا لن يكون سهلاً”، قال. غير بعيد من هناك، استيقظ أبناء الشبيبة الذين انتقلوا بشكل مؤقت إلى تجمع الخيام. عيدي مارينوف (15 سنة) من “كفار فرديم” تنوي البقاء هنا حتى الأربعاء. “هذا أكثر أهمية من المدرسة. ماذا سيفيدني إذا كان لدي بغروت دون دولة؟” تساءلت.

    ضابط في الشرطة مر من هناك، عرف نفسه وقال: “ما الذي تحتاجونه؟ أخبروني”. “يمكنك أن تنظم لي 130…”، بدأت في الحديث لإكمال عدد المخطوفين، ولكنه قاطعها وقال: “قولي أموراً واقعية”.

    ---------------------------------------------

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    مستبدلاً بـ”النووي الإيراني” “النصر المطلق”.. هكذا يتلاعب نتنياهو بمصير إسرائيل وفقاً لأهوائه

     

     

    بقلم: إسحق بريك

     

    تقف إسرائيل الآن على مفترق طرق حاسم. نتائج أفعالها (أو إخفاقاتها) ستحسم مصيرها، خيراً أم شراً، وجوداً أم عدم وجود. للأسف، هذا المنحى ليس في صالحنا. إذا لم ينهض شعب إسرائيل من النوم، وإذا لم يجر تغييراً لاستبدال المستوى السياسي والأمني الفاسدين، فلن نبقى على قيد الحياة. الشعار الفارغ “تدمير حماس بشكل مطلق” الذي بناء عليه يقود المستوى السياسي والأمني الحرب، سيؤدي إلى أننا سنفقد المخطوفين والإنجازات العسكرية في قطاع غزة واقتصاد إسرائيل والدول الصديقة لنا في العالم والأمن الاستراتيجي للدولة.

    في فترة حكم نتنياهو الطويلة بصفته رئيساً للحكومة، كان مهووساً بالمشروع النووي الإيراني. رأى أن أمن إسرائيل متعلق بالنووي الإيراني. لم يستبعد استخدام أي وسيلة للدفع بخطته، حتى بثمن المس بالعلاقات مع الرئيس الأمريكي في حينه، براك أوباما. كرئيس للحكومة، لم يهمه قط التسلح الهائل بسلاح تقليدي – مئات آلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات لإيران ووكلائها حول حدود إسرائيل. قضية إعداد الجيش لهذا التهديد، الذي قد يدمر الدولة، مرت من فوق رأسه.

    في فترة حكمه، استثمرت مليارات الشواكل في المناورات لسلاح الجو، بما في ذلك مناورات مشتركة مع الجيش الأمريكي، حول مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. كان نتنياهو مستعداً لتدمير علاقاته مع الحزب الديمقراطي ورئيسه كي لا يسمح بعقد الاتفاق النووي. وها هو الآن، في ظل الحرب في غزة، تتقدم الأحداث بوتيرة سريعة نحو القنبلة النووية بدون إزعاج. ولكن صوت نتنياهو اختفى.

    يبدو أن التهديد النووي لإسرائيل، الذي كان شعاراً أمنياً طوال حكمه، اختفى. وجاء بدلاً منه “تدمير حماس بشكل مطلق”، وهذا شعار لا أساس له؛ لأنه يكرره يومياً وتحول إلى الموضوع الأمني الوحيد الذي ينشغل به. يطرح سؤال مرة أخرى: هل من الممكن أنه يهمل نتنياهو التهديد الاستراتيجي الأخطر على دولة إسرائيل من أجل “تدمير حماس بشكل مطلق”، ثم يتعامل معه وكأنه غير موجود؟ في نهاية المطاف، حتى لو بقيت حماس قائمة وسليمة ودون أن يلحقها أي ضرر، فتهديدها لإسرائيل لا يقارن مقابل التهديد الوجودي، النووي والتقليدي، لإيران ووكلائها. النتيجة بسيطة وصادمة؛ فنتنياهو يختار التهديدات على إسرائيل حسب مصالحه الشخصية، ومستعد أيضاً للقضاء على هذه التهديدات الاستراتيجية الكبيرة، وكل ذلك للحفاظ على حكمه.

    للأسف، المستويان السياسي والأمني يسيران في أعقابه مثل قطيع، لهم عيون لا يرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها. ينشغلون بالبقاء الشخصي بعد فشل 7 تشرين الأول 2023 بسبب خطيئتهم. بالنسبة لهم، إطالة مدة الحرب باسم شعار “تدمير حماس المطلق” تسمح بتأخير الأمر الذي لا مفر منه. ويفضلون البقاء على حساب أمن الدولة ومواطنيها. ويقودوننا نحو الهاوية.

    ---------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    هآرتس 2/4/2024

     

     

    إسرائيل تضع هدفاً ثالثاً للحرب: احتلال شمال قطاع غزة

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

    حدد رئيس الوزراء نتنياهو هدفين للحرب: إسقاط حماس وإعادة المخطوفين. وبينما لم يتحقق أي من هذين الهدفين بعد، يبدو أن إسرائيل تمضي لهدف ثالث: احتلال دائم لشمال القطاع.

    مثلما حصل في احتلال الضفة، تخلق إسرائيل هذا الواقع بواسطة الجيش الإسرائيلي، ظاهراً لاعتبارات أمنية آنية، وبالتوازي تستخدم مشروع الاستيطان ومبعوثيه في الكنيست والحكومة، الذين يستغلون كل فرصة لتحقيق تطلعاتهم الأيديولوجية.

    وبالفعل، على جدول أعمال جلسة الحكومة هذا الأسبوع، طرح اقتراح قرار عنوانه: “تخويل صلاحيات الحكومة في مجال الاستيطان”. هدفه: نقل المسؤولية عن دائرة الاستيطان من وزارة الزراعة إلى وزيرة الاستيطان والمهمات القومية أوريت ستروك من “الصهيونية الدينية”. في ظل القول وبموجبه الرقابة المالية عن أعمال الدائرة، يتم من الآن فصاعداً من قبل محاسبة في الدائرة وليس محاسبة خارجية.

    بكلمات أخرى، الهدف هو إزالة القيود عن دائرة الاستيطان، التي تشكل ذراع الحكومة و”الهستدروت الصهيونية” لغرض استثمارات حساسة خلف الخط الأخضر (آفي بارئيلي 21/3/2024). سطحياً، لا يدور الحديث “إلا” عن الاستيطان في الضفة. ظاهراً، تنفذ الحكومة “فقط” هذا التوافق المتحقق في الاتفاق الائتلافي مع “الصهيونية الدينية”. غير أنه على خلفية الدعوات لمنع عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع وتوطينه باليهود، فإن نقل دائرة الاستيطان إلى أيدي ستروك قد يشكل بنية تحتية لإقامة سريعة لمستوطنات في شمال غزة.

    ليس وحده مشروع الاستيطان ومبعوثوه في الحكومة الذين يستعدون لوجود يهودي في قطاع غزة على مدى الزمن، فالجيش الإسرائيلي يعمل على مشروعين يشيران إلى استعداد لبقاء طويل في القطاع: خلق حزام أمني بجانب الجدار الحدودي بعرض نحو كيلومتر يصل إلى 16 في المئة من مساحة القطاع، وخلق ممر سيطرة يبتر القطاع بين الشمال والجنوب ويسمح للجيش الإسرائيلي بإدارة الحركة في الطرق الاستراتيجية المتعلقة بقلب المفاوضات مع حماس.

    هذا التداخل بين مصالح أمنية وتطلعات استيطانية يعدّ كارثة وجودية، ورطت إسرائيل مع احتلال أفسد فيها كل جانب طيب. محظور السماح لليمين باستغلال المذبحة الرهيبة والحرب التي نشبت في أعقابها لإلغاء فك الارتباط، للعمل على نكبة ثانية ولإبقاء الجيش الإسرائيلي في غزة. وكل هذا بالطبع في ظل ترك المخطوفين لمصيرهم. ثمة حاجة عاجلة لإسقاط هذه الحكومة ورئيسها. ففي كل يوم يعمقون الحفرة التي أوقعوا إسرائيل فيها.

    ---------------------------------------------

     

    يديعوت أحرونوت 2/4/2024

     

     

    استطلاع يفحص جاهزية الجمهور لحرب في الشمال

     

     

    بقلم: يوسي يهوشع

     

    على افتراض أن إسرائيل مسؤولة بالفعل عن تصفية المسؤول الكبير في الحرس الثوري في دمشق أول من أمس، فالحديث لا يدور فقط عن إنجاز مهم في الجبهة الشمالية، بل وأيضا عن تذكير إضافي بالحاجة الحقيقية لإعداد عموم الجمهور للمعركة الكاملة ضد حزب الله وأسياده من إيران.

    على هذه الخلفية، تكشف "يديعوت آحرونوت" (أمس) عن مداولات أجريت في 28 آذار (مارس)، برئاسة وزير الدفاع يوآف غالنت، عرضت قيادة الجبهة الداخلية فيها عليه حملة إعلامية تستهدف تنسيق التوقعات مع الإسرائيليين في حالة تدهورت المناوشات بالفعل إلى حرب.

    يدور الحديث عن إنجاز مهم جدا. محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس في لبنان وسورية، شغل منصب رئيس شعبة العمليات، قائد القوات البرية وكذا سلاح الجو في الحرس الثوري وهو الشخصية الإيرانية الأقرب إلى نصرالله منذ تصفية عماد مغنية. هذا وجع ليس فقط للإيرانيين بل وله أيضا. حتى الآن لجم الإيرانيون حزب الله عن توسيع الحرب والآن السؤال هو كيف سيرد المحور. واضح بما يكفي أن التصفية ليست ردا على تسلل المسيرات التي أطلقتها الميليشيات المؤيدة لإيران في العراق إلى إيلات. وإذا كانت هذه بالفعل عملية إسرائيلية، كما زعم، فهذا إنجاز لشعبة الاستخبارات التي تعرضت لانتقاد مبرر على إخفاق 7 تشرين الأول (أكتوبر)، والنزاهة تستوجب الإشارة إلى الإنجازات أيضا.

    وكما أفيد هنا في الماضي، يوجد إجماع في المنظومة حول الحاجة للحملة. لكن يوجد خلاف حول الشكل الذي يطرح فيه الموضوع على الجمهور. وعلمت "يديعوت آحرونوت" أنه توجد في هذه اللحظة خيارات مهدئة إلى هذا الحد أو ذاك، وأن القرار سيتخذ بناء على طلب وزير الدفاع إجراء مزيد من المشاورات مع مسؤولي هيئة الأركان وقادة الاستخبارات. إضافة إلى ذلك وجه وزير الدفاع تعليماته لإجراء استطلاع يفحص مواقف الجمهور في المسألة. ليس واضحا أي أسئلة ستعرض وكيف ستؤثر على القرارات المتعلقة بالأمن القومي، لكن الأمر يدل على الحساسية التي تتعاطى بها المنظومة كلها تجاه الموضوع.

    من خلاصة المداولات، يتبين أنه إلى جانب الخوف من الفزع الجماهيري الناشئ عن رفع الوعي، فإن غالنت قلق أيضا من الشكل الذي ستؤثر فيه الحملة على أمين عام حزب الله الذي يعد مستهلكا مدمنا للإعلام الإسرائيلي ويكثر من تحليل المزاج العام في إسرائيل، ومن شأنه أن يفكر أن مجرد طرح الحملة، يشكل لحظة مناسبة لعمل ما امتنع عنه في 7 تشرين الأول (أكتوبر). حتى الآن وصل نصرالله إلى إنجاز استراتيجي في شكل إخلاء بلدات خط التماس، (ويدور الحديث عن العشرات، لكن أقل من مائة ألف)، لكنه يتعرض إلى خسائر فادحة جدا، قوات الرضوان أبعدت نحو 5 كيلومترات عن الحدود، ولا حاجة أيضا للاستخفاف ببوادر الضغط الداخلي في لبنان في أعقاب تعميق الهجمات. غني عن البيان أن العملية في دمشق أمس أخذت منه عنصرا مقربا جدا.

    ترافق معضلة الحملة كل مسؤولي الجيش منذ العام 2006 تقريبا. حتى لو كان الإعلام ينشغل بعدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، فإن الرأي السائد هو أن معظمنا لا نعرف (أو نفضل أن نكبت) الحقائق. فمثلا يمكن لحزب الله أن يطلق كل يوم عدد من الصواريخ التي أطلقتها حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) أي 4 آلاف. إضافة إلى ذلك، مثلما كشفت لعبة الحرب الأخيرة للجيش الإسرائيلي، فإن السيناريو المعتمد يتضمن القدرة على إدخال أجزاء من الدولة في الظلام. بالمقابل، من المهم التذكير أن لدى إسرائيل منظومات دفاع من الأكثر تطورا في العالم وسلاح الجو مزود بقدرات تجعل غزة تبدو لاس فيغاس إلى جانب ما سيحصل لبيروت في يوم الأمر. "يجب الإسراع بالحملة"، أجمل مصدر مطلع على التفاصيل. "على المواطنين أن يعرفوا بالضبط ما الذي يستعدون إليه لا لضغطهم لكن أيضا نعم لزيادة الوعي. للاستعداد بدلا من الكبت. هذا لا يعني أن غدا ستنشب حرب شاملة لكن الدفاع حرج لأن الدفاع عن النفس ينقذ الحياة. نرى هذا في السيوف الحديدية: عدد القتلى في الجبهة الداخلية، متدن جدا بالنسبة لعدد الصواريخ التي أطلقت نحو إسرائيل. الجمهور يستمع إلى التعليمات ويجب أن يتصرف هكذا في حالة مواجهة كاملة مع حزب الله".

    في هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن الجهات المدنية أيضا واعية للوضع وتستعد بالتنسيق مع مجال الطوارئ. من الصعب التقليل من أهمية هذه الجهات في حالة الطوارئ. في هذه الأثناء، مع كل الاحترام – ويوجد احترام – للضربات التي وجهتها إسرائيل إلى لبنان وسورية، فان السكان لن يعودوا من دون شرطين. الأول: تعهد الدولة بالتصدي لكل خرق لاتفاق وقف النار. فقد انتهت الأيام التي كان الناس فيها يثقون بنكات مثل جيش لبنان وقوة اليونيفيل. الثاني: مضاعفة قوة الحراسة في الحدود كي لا يكرر 7 تشرين الأول (أكتوبر) نفسه في الشمال.

    الشرط الثاني يستوجب كما هو معروف توسيع مهم للجيش (ومن هنا الأزمة الكبرى مع الجمهور الحريدي)، لكن أيضا ميزانيات طائلة للتسلح ولتنمية تكنولوجيات الدفاع الحديثة. في كل الأحوال، في هذين البندين لن تساعد حملة بل تجنيد قومي نحو تحد أمني مشكوك أننا شهدنا مثله.

    ---------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    يديعوت أحرونوت 2/4/2024

     

     

    الطريق إلى صفقة تبادل ما يزال قائما

     

     

    بقلم: آفي كالو

     

    في الأسابيع الأخيرة شهدت المفاوضات لإعادة مخطوفينا شدا وجذبا كقاعدة لم تكن في صالح الهدف، وشهدت مرة أخرى كم هو محيط عمل المفاوضين عن إسرائيل، مثل محيط عمل الوسطاء من الدوحة والقاهرة أيضا ليس مستقرا. هكذا مثلا قرار مجلس الأمن غير الملزم الذي يدعو إلى وقف نار كامل، أتاح لحماس العودة (تصريحيا فقط) إلى الموقف الأساس الذي يربط عودة المخطوفين بإنهاء الحرب؛ هكذا أيضا الاحتكاك الإسرائيلي – الأميركي الذي يسحق عظمة إسرائيل سياسيا وعسكريا على حد سواء ويصدح في أرجاء المنطقة.

    عدم استقرار المفاوضات ليس ظاهرة خاصة للمسيرة الحساسة والمركبة لإعادة المخطوفين، ومعروفة جيدا في المحيط التجاري؛ أحيانا، سياقات المفاوضات تدخل في نوع من "الجمود"، بشكل يستدعي إعادة احتساب المسار أو الفهم بأن الزمن كفيل بأن تهدأ التوترات ويسمح بانعاش قنوات الاتصال. لكن بخلاف الواقع التجاري، فإن البعد الإنساني يدخل إلى الصورة هنا بكامل شدته: كل يوم وساعة أخرى في جحيم أسر حماس هي كارثة إنسانية وقومية حقيقية تستدعي أعمالا فورية وتكييف البرامج والمواقف، المفاهيم وطرق العمل مع الواقع الفوضوي المتغير – وبالتأكيد كذاك الذي في المفاوضات الجارية، بشكل خاص، تحت النار. هذه وتلك أيضا تستوجب بالتالي جهازا أزرق أبيض فاعلا وناجعا على نحو خاص لديه قدرة على إنتاج جواب 360 درجة (من الوسطاء وحتى عائلات المخطوفين؛ من البيت الأبيض وحتى قصر الاتحادية في القاهرة) على التطورات - وبالتأكيد الازمات – تكون حادة، سريعة، موضوعية وفي السياق. وها هو، رغم حجم التحدي واللحظة تبدو غير قليل من الحراكات في عملية اتخاذ القرار بشكل يبعث على العجب في مدى جدية رئيس الوزراء لإعادة المخطوفين، رغم تصريحاته المتكررة حول التزامه بالموضوع. هكذا، ضمن أمور أخرى، تعود دوائر في جهاز الأمن لتدعي بأن رئيس الوزراء يصر على عدم منح تفويض مرن وواسع لطاقم المفاوضات ويدير الحدث في دائرة قصيرة، تتعارض من أساسها مع الممارسات المتبعة في هذا المجال. هذا الوضع ينزع أيضا القدرة من مبعوثيه لطاولة المفاوضات لأن يكونوا ناجعين وأن يتخذوا صورة من هم مخولون، بشكل يمس بأدائهم وبمصداقيتهم أمام الوسطاء فما بالك في نظر حماس. وهكذا، ثمة مثابة مس خطير بالمسيرة وبالقدرة على التقدم في المفاوضات بشكل يؤدي الى تأخيرات إضافية في إمكانية إعادة أي من مخطوفينا في أقرب وقت ممكن.

    على المستوى المنظوماتي تلتقي هذه التحديات بمجالين مركزيين واضح فيهما أن حكومة إسرائيل تعاني من سلوك متردد يتحدى مسيرة المفاوضات؛ الأول، الامتناع عن رسم "اليوم التالي"، بشكل يثقل على القدرة على إيصال مسألة المخطوفين كلها إلى حل، وبالتأكيد في ضوء استمرار المعركة والتصريحات العليلة حوب "النصر المطلق". الثاني، إهمال مجال الاتصال الإستراتيجي للمفاوضات مما يسحق موقف إسرائيل في المسيرة، مثل التوتر العلني، واحيانا بمبادرة من القدس، بين إسرائيل والولايات المتحدة وهكذا أيضا رسائل متصلبة تستهدف اعتبارات سياسية اكثر من غيرها (كاهانة الوسطاء او وضع "خطوط حمراء" مزعومة من على موجات الاثير) أكثر مما تدفع قدما بمسيرة المفاوضات لاعادة المخطوفين.

    رغم التحديات التي واجهتها المفاوضات، فإن نافذة الفرص الإقليمية والدولية للصفقة مفتوحة. الاحتجاج المستيقظ الى جانب الضغط الدولي لإنهاء الحرب يخلق زخما متجددا للمسيرة مما يستوجب من القيادة السياسية أن تقرر أين وجهتها. وبناء على ذلك، فإن السلوك المتردد والملتبس في هذا الشأن لم يعد خيارا، بحيث أن تأخير القرار في دفع المفاوضات إلى الأمام في الوقت الحالي ليس فقط مفصلا لفحص سلوك الحكومة بل وأيضا أساس لبحث جماهيري ثاقب في مسألة الاعتبارات الغريبة لدى الحكومة وبخاصة رئيسها، في وقت الطوارئ التاريخي هذا.

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/89427