• تقرير: صيادو غزة يتحدّون خطر القصف لإطعام أُسرهم من فتات البحر
    2024-03-30
    غزة: يخاطر صياد السمك في غزة عبد الرحيم النجار بحياته، كل يوم، وهو يجذف بزورق وسط الأمواج تحت المراقبة العسكرية الإسرائيلية، لصيد كميات صغيرة من السلطعون والأسماك بين الحين والآخر؛ لإطعام أسرته الجائعة. وفقا لتقرير "رويترز".

    ويخضع الصيادون في القطاع الفلسطيني الصغير، منذ فترة طويلة، لحظر إسرائيلي صارم بشأن المسافة التي يمكنهم صيد الأسماك في نطاقها، لكن منذ أن بدأت الحرب المدمرة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لم يجرؤ أي منهم على المغامرة إلا في نطاق نحو 100 متر فقط من الشاطئ.

    ودفعت الحرب الإسرائيلية والحصار والقصف منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قطاع غزة، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إلى حافة المجاعة، إذ تشير تقييمات الأمم المتحدة إلى أن سكان القطاع معرَّضون لخطر المجاعة.

    وبالنسبة للصيادين، الذين يتمكنون بصعوبة من اجتياز الموجات الأولى في البحر المتوسط، ولا يستطيعون الوصول إلى المياه العميقة؛ حيث كميات أكبر من الأسماك، فإن أي شيء يصطادونه أصبح الآن مهماً للحفاظ على حياتهم وحياة عائلاتهم.

    وقال النجار، وهو جالس على الشاطئ ممسكاً سلطعوناً وحيداً هزيلاً أخرجه من شبكته «هاي اللي بنصيده... قليلة جداً قليلة جداً، بنخش 100 متر قليلة جداً، هاي الصيد. شايف؟! مبنجمعش نطعم ولادنا».

    وجلست فتيات صغيرات يراقبن النجار وهو يعمل، ويبحث عن الفتات في الشباك، بينما كان يفرزها ويعلّقها حتى تجفّ.

    وقبل الحرب، كان الصيادون يستخدمون المُحرّكات في قواربهم الصغيرة، وكان من الممكن أن تبحر لعدة كيلومترات من الخط الساحلي في غزة. والآن ينطلقون في أزواج باستخدام المجاذيف؛ أحدهما يجذف، بينما يقف الآخر لرمي الشباك.

    وأضاف أنه عندما يصلون إلى مسافة تزيد عن 100 متر، تُطلق القوات الإسرائيلية أحياناً قذائف تجاههم لدفعهم إلى العودة إلى الشاطئ، في ظل مخاوف أمنية متزايدة مرتبطة بالحرب.

    وقال إبراهيم النجار، شقيق عبد الرحيم، الذي يعمل معه في الصيد: "هذا يطعم خمس عائلات، مش عيلة ولا عيلتين... رغم اللي إحنا فيه، برضه إحنا بدنا نسرح (نصيد) بدنا نعيش".

    السبب وراء استعداد الصيادين لتحدّي نيران القذائف مقابل هذه المكافأة الصغيرة، واضح في وسط مدينة رفح، حيث اصطفّ الناس أمام مطبخ خيري، ووقف الأطفال، ووجوههم عابسة، ينتظرون تناول كميات ضئيلة من العدس أو المكرونة.

    وقال محمد الشندغلي، وهو أحد النازحين: «أجسامنا تنهار بسبب نقص الغذاء. أطفالي مرضى؛ من قلة الغذاء، إنه لا يكفي، إنه بالكاد يكفي شخصين ويجب أن يقدم لسبعة أشخاص، إنه ليس حتى وجبة واحدة».

    وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 24280 شخصاً، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، كما أدى إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم.

    وتعهدت إسرائيل بالقضاء على"حماس"، بعدما قتل مسلَّحون من الحركة أكثر من 1200 شخص، واحتجزوا 240 رهينة، خلال هجوم مُباغت يوم السابع من أكتوبر الماضي على بلدات في جنوب إسرائيل.

    وقال تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) إن سكان غزة يواجهون مستويات أزمة الجوع مع ازدياد مخاطر المجاعة يومياً. وأظهرت لقطات حديثة اشتباكات، بينما كان مئات الأشخاص في مدينة غزة يهرعون لنقل مساعدات نادرة من الطحين.

    وفي المطبخ الخيري، قالت امرأة تُكنّى أم مصطفى إنها جاءت متأخرة، ونفد الطعام عندما وصلت إلى مقدمة الطابور الطويل.

    وقالت: "لا أعرف ماذا سأطعم أطفالي، والدي كبير في السن ويعاني مرضاً في القلب، ولا تقدم المدارس سوى زجاجة ماء وقطعتين من البسكويت".


    http://www.alhourriah.ps/article/89269