كشفت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، السبت، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يُعد لتشكيل حكومة جديدة، استعداداً لليوم التالي للحرب على غزة، على أن يكون أمن القطاع وإعادة إعماره في مقدمة أولوياتها.
وأوضحت المصادر أن الحكومة الجديدة ستكون "تكنوقراط"، وليست حكومة سياسية، لافتة إلى أن الرئيس الفلسطيني رشح رئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى لتولي المنصب.
وأفادت المصادر بأن فريقاً من الخبراء أعدَّ خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، بطلب من عباس، ومن أبرز ملامح هذه الخطة "تأسيس هيئة لإعادة الإعمار" تعمل تحت إشراف البنك الدولي، وتخضع لشركة محاسبة دولية.
محاور اجتماع قطر
وأشارت المصادر إلى أن عباس، سيطرح فكرة الحكومة الجديدة على أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال اجتماعهما في الدوحة، الاثنين المقبل، لعرضها على حركة "حماس".
وتأتي زيارة عباس إلى العاصمة القطرية بدعوة من الأمير تميم بن حمد، لبحث فرص انضمام "حماس" إلى منظمة التحرير الفلسطينية، والبحث في مد نفوذ السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد انتهاء الحرب، إضافة إلى إعمار القطاع، استناداً إلى تفاهمات مشتركة "فلسطينية-فلسطينية".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اقترح على الرئيس الفلسطيني، في زيارته قبل الأخيرة، الاستعداد لليوم التالي للحرب، وعدم الانتظار إلى أن تنتهي الحرب. واقترح إقامة حكومة أوسع تمثيلاً للشعب الفلسطيني، ووضْع خطة للإصلاح وإعادة الإعمار.
وقالت مصادر مطلعة إن عباس، أطلع بلينكن، في زيارته الأخيرة على التحضيرات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، وخطة إعادة الإعمار، بالإضافة إلى خطة أخرى لإصلاح النظم الإدارية والقانونية والمالية للسلطة.
واشترط عباس على واشنطن ضمان إفراج إسرائيل عن أموال فلسطينية تحتجزها تل أبيب، قبل الشروع في تغيير الحكومة.
حماس ترحب ولكن بشرط
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون في حركة "حماس" لـ"الشرق"، إنهم يرحبون بالتعاون مع السلطة الفلسطينية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، لكن هناك حاجة إلى التفاهم على كل خطوة، بما في ذلك أعضاء الحكومة، وطبيعة الهيئة التي ستشرف على إعادة الإعمار، ونظام عملها ومرجعياتها.
وتطالب "حماس" بتشكيل "مرجعية وطنية للحكومة ولهيئة إعادة الإعمار، تشارك فيها مختلف القوى السياسية الفلسطينية وشخصيات وطنية مستقلة".
كما رحَّب مسؤولون في "حماس" بجهود قطر الرامية للوصول إلى تفاهمات "فلسطينية-فلسطينية" بشأن طبيعة الحكومة، والهيئة المختصة بإعادة الإعمار، وتعهدت الحركة بعدم تعطيل هذه الجهود الهادفة إلى إعادة إعمار غزة، ومساعدة أهالي القطاع على مواجهة آثار الحرب.
خطة إسرائيلية.. ورد فلسطيني
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بوضع "خطة مزدوجة" لإخلاء المدنيين الفلسطينيين من مدينة رفح المكتظة بالنازحين، في جنوب قطاع غزة و"هزيمة" آخر مقاتلي "حماس" هناك، في ظل تصاعد الضغوط على تل أبيب، بسبب تهديدها بشن هجوم بري على رفح.
وقال مكتب نتنياهو في بيان "من المستحيل تحقيق هدف الحرب دون القضاء على حماس وبقايا 4 كتائب لحماس في رفح. على العكس من ذلك، فمن الواضح أن النشاط المكثف في رفح يتطلب إجلاء المدنيين من مناطق القتال".
بدورها، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن "رفضها الشديد"، وإدانتها واستنكارها للتصريحات التي أدلى بها نتنياهو بشأن إخلاء رفح.
واعتبرت في بيان أن تلك الخطط تشكل "تهديداً حقيقياً، ومقدمة خطيرة، لتنفيذ السياسة الإسرائيلية المرفوضة التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
فيما حذَّرت جماعات الإغاثة من سقوط عدد كبير من الضحايا بين الفلسطينيين إذا اقتحمت القوات الإسرائيلية رفح، كما حذرت من تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.