• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 29/12/2023 العدد 895
    2023-12-30

      الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

    هآرتس 29/12/2023

     

     

    حرب غزة تجبر الشبان اليهود في الولايات المتحدة على الانحياز

     

     

    بقلم: جودي ميلتس

     

    عندما بدأت الدراسة في الجامعة قبل ثلاث سنوات كانت لودا سخاروف طالبة في الدفعة الاولى في برنامج جديد اطلقته "هيلل"، التنظيم الجامعي اليهودي هذا البرنامج هدف الى اعداد الطلاب كمحامين يدافعون عن اسرائيل. في ذلك الوقت لم تخصص لودا الوقت الكثير لذلك. " في كل مرة كان فيها اشتعال في اسرائيل كان يجب علينا التجند والتأكد من أن الطلاب في الجامعة لن يقوموا باستغلال هذه الفرصة لتمرير قرارات لحركة بي.دي.اس" ، قالت "لكن طوال الوقت كان يمكننا ادارة روتين حياتنا بدون التفكير كثيرا بما يحدث في الشرق الاوسط".

    في السنوات الاخيرة ابتعدت سخاروف، التي أنهت الدراسة في جامعة اورغون، عن الدفاع عن اسرائيل. وبدلا من ذلك فقد كرسة جهدها على دورها كرئيسة لاتحاد الطلبة.

    كل ذلك تغير في 7 اكتوبر. منذ هجوم حماس على اسرائيل عادت سخاروف للعمل في الدعاية بوظيفة كاملة، وانضمت لشبكة القيادة الاسرائيلية لـ "هيلل"، وفيها تعمل باسم اسرائيل. "في هذه الاثناء كل حياتنا تتركز على ما يحدث في اسرائيل" ، قالت. "لا يمكن التملص من ذلك".

    اکتوبر ونتائجه حولت ايضا جايك برستاین الى ناشط، لكن على الجانب الآخر للمتراس. "بعد اكتوبر شعرت أن الحزن على فقدان الحياة في اسرائيل قد انقطع بسبب افعال واقوال وزراء الحكومة الذين بدأوا فى التعبير بأقوال ومقارنات مخيفة مثل تسمية الفلسطينيين "حيوانات بشرية"، والدعوة الى "تسوية القطاع"، قال الطالب الذي يتعلم للقب الثاني في معهد برات في نيويورك. "شعرت أن يهوديتي تدعوني للقيام وعمل كل ما يمكن من اجل جلب السلام للمنطقة".

    برستاين الذي يتعلم النحت، انضم لمجموعة مناهضة للصهيونية باسم "صوت يهودي للسلام" (جي. في.بي). هذه المجموعة تنشط في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والتي ملأت الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة "أنا وجدت مجتمع مدهش مع اشخاص من كل الاعمار ، قال.

    اكتوبر والحرب بعده هزت اليهود في امريكا حتى اعماقهم، لا سيما الطلاب الذين عانوا من آثار الحرب فى الجامعات حتى قبل الحرب لم يكن بالامكان نفي ابتعاد الجيل الشاب عن اسرائيل. احيانا تعودوا على تفسير ذلك بالتصادم بين القيم المتقدمة لهذه المجموعة وبين الحكومة اليمينية - الدينية في اسرائيل. شباب يهود في الولايات المتحدة يجدون صعوبة فى استيعاب الاحتلال المتواصل وخرق حقوق الانسان للفلسطينيين الخاضعين لسيطرة اسرائيل.

    استطلاع اجراه مركز الابحاث "بيو" في العام 2021 اظهر أن 48 في المئة من يهود امريكا، في اعمار 18 - 29، شعروا بالصلة مع اسرائيل، مقابل 67 في المئة في اوساط الاكبر سنا. استطلاع اجراه معهد "الناخب اليهودي" في نفس السنة اظهر أن 33 في المئة من يهود امريكا الذين لم يكملوا الاربعين سنة من عمرهم وافقوا على مقولة أن "اسرائيل ترتكب ابادة ضد الفلسطينيين"، مقابل 15 في المئة فقط في اوساط الاكبر سنا ايضا في نفس الاستطلاع ظهر أن 20 في المئة من فئة الشباب وافقت على مقولة "لا يوجد لاسرائيل أي حق في الوجود"، مقابل 3 في المئة فقط من فئة الاكبر سنا.

     

    الاتجاه العكسي

     

    كثيرون توقعوا أنه فى اعقاب هجوم حماس في 7 اکتوبر سيعزز اعضاء اليسار اليهودي من الشباب علاقتهم مع اسرائيل بالنسبة لنوح ليدرمان، طالب فى السنة الاولى فى جامعة كولومبيا ، الذي يعتبر نفسه يهودي" صهيوني فخور"، هذا بالتأكيد يظهر هكذا على الاقل في البداية. عندما شارك للمرة الاولى في اعتصام مؤيد لاسرائيل في الجامعة، بعد بضعة ايام على العملية، لاحظ أن الامر لا يتعلق بالجمهور العادي. "الجميع كانوا هناك، ببساطة الجميع. حتى الطلاب اليهود الذين كنت اعرفهم كمناهضين فخورين للصهيونية".

    في اللحظة التي بدأت فيها اسرائيل بالهجوم المضاد وضمن ذلك العملية البرية في غزة، وفي اللحظة التي ارتفع فيها عدد الضحايا الفلسطينيين بشكل كبير، انعكس الاتجاه. عندما تتواصل الاخبار من اسرائيل ومن غزة الظهور في عناوين الاخبار في الولايات المتحدة، حيث أن لكل طالب في الجامعة رأى قاطع حول الوضع فان الكثير من اليهود الشباب في امريكا شعروا أنه في هذه المرة هم لا يمكنهم الجلوس على الجدار. رئيس ومدير عام هيلل" انترناشيونال آدم ليهمان، اشار الى أنه منذ 7 اكتوبر ازدادت القيادة في اسرائيل من 200 عضو الى 400، عضو، والمشاركة في النشاطات المتعلقة باسرائيل برعاية المنظمة ارتفعت بشكل كبير. وحسب قوله "نحن" شاهدنا زيادة واضحة في المشاركة وفي الدعاية المؤيدة لاسرائيل".

    سارة بروخين ناشطة في "هيلل" منذ السنة الاولى لها في جامعة كاليفورنيا قالت: "أنا اكتب شهادة الدكتوراة عن السياسة الداخلية الاسرائيلية"، هي ايضا انتبهت للتغيير. "يوجد لـ 7 اكتوبر تأثير على الطلاب الذين كانوا في السابق مسيسين أقل مني"، قالت طالبة العلوم السياسية. "ليس لأنهم يظهرون فجأة في الاعتصامات المؤيدة لاسرائيل، بل لأنهم اصبحوا يدركون أكثر ما يحدث في اسرائيل وازدياد اللاسامية في الجامعة والحاجة الى الدفاع عن اسرائيل".

    لكن مثل برستاین هناك ايضا طلاب يهود ينتقلون بشكل قاطع الى الجانب الآخر حسب المتحدثة بلسان "جي. في. بي" فانه منذ 7 اكتوبر تضاعف عدد الاعضاء في الحركة اليهودية المناهضة للصهيونية، التي مسجل فيها الآن نحو 720 ألف شخص. وحسب قولها فان هذا العدد يشمل اشخاص سجلوا للحصول على رسائلنا الاخبارية وهم يشاركون بشكل نشط في "جي. في. بي " ، حوالي 23 ألف شخص يدفعون رسوم العضوية.

    ج.، الذي طلب عدم ذكر اسمه، هو شخص جدید نسبيا في القضية الفلسطينية. ج. هو طالب للقب الثاني في الهندسة المعمارية في هارفارد قال إنه شارك فى اعتصام واحد مؤيد للفلسطينيين في اکتوبر. "أنا اعتقدت أن هذا يخدم الهدف، وأنه مهم أن اكون هناك، لكن في تلك الفترة خشيت من التعبير عن نفسي ، قال بالنسبة له العمية في 7 اكتوبر" كانت مفترق طرق". "كان لي ردين اولين على ما حدث الاول هو الرعب والصدمة من القتل الذي نفذه رجال حماس. في نفس الوقت كانت لدي تخوفات حول ما سيحدث للغزيين. شعرت أنني لم أعد استطيع مواصلة الصمت. بعد بضعة ايام انضم ج.، الذي ترعرع في عائلة اصلاحية في كنزاس سيتي، الى مجموعة "يهود هارفارد من اجل فلسطين واليوم هو عضو في طاقم هذه المنظمة.

    محاضر في التاريخ اليهودي في جامعة كاليفورنيا، البروفيسور دافيد مايرس، شاهد الطلاب وهم يذهبون في كل الاتجاهات بعد العملية. "بالنسبة لكثيرين منهم هذا كان تحذير صادم عن الطريقة التي فيها الجمهور حولهم يرى اليهود"، قال. "مع ذلك أنا اعتقد أن هناك كثيرين يرون الحرب في غزة التجلي لكل ما تشوش في الصهيونية".

    نائب الرئيس للشؤون الدولية في جامعة كونتيكت البروفيسور دانييل فاينر، قال بأن الوقت ما زال مبكرا لقول كيف سيؤثر 7 اكتوبر على الجيل الشاب ليهود امريكا. "أنا لا اريد المبالغة، لكني أرى أن طلاب يهود يعودون الآن الى هويتهم بطريقة مختلفة عن الطريقة السابقة"، اشار فاينر. "هذا أمر صحي".

    --------------------------------------------

    هآرتس 29/12/2023

     

    يجب إعادة المخطوفين الآن حتى بثمن إطلاق سراح سجناء

     

    بقلم: إيهود أولمرت

    احتمالية الوصول إلى تدمير كامل لحماس لم تكن موجودة منذ اليوم الأول الذي أعلن عنه بنيامين نتنياهو كهدف رئيسي للحرب. منذ ذلك الحين، كان واضحاً لكل عاقل أن التدمير المطلق لهذه المنظمة الإرهابية ليس سوى أمنية لا فرصة عسكرية لتحقيقها، حتى في ظل معطيات مختلفة عن القائمة في قطاع غزة.

    كانت تكفي معلومات محدودة جداً تلك التي كانت قبل 7 أكتوبر لنفهم بأن شبكة الأنفاق المتشعبة تمتد بكل أرجاء القطاع. كان يكفي ما عانيناه من الأنفاق الهجومية في عملية “الجرف الصامد” قبل تسع سنوات لنفهم أن شبكة الأنفاق الموجودة تحت المستشفيات وتحت مبان عامة كثيرة أخرى في هذه المنطقة الصغيرة نسبياً من القطاع والتي لا تسمح بعملية عسكرية قصيرة وسريعة وحاسمة، لن تسمح لنا بنصفية هذه المنظمة الإرهابية حتى في ظروف مريحة أكثر، بل هي عدو غير سهل.

    يعرف نتنياهو أن خطابه عار من الصحة وأن الأمر سينتهي به إلى الانفجار أمام الواقع العسكري والإنساني الذي سيجبر إسرائيل على الوصول إلى نقطة النهاية لما يسمى في هذه الأثناء بـ “حرب السيوف الحديدية”. ها قد حان الوقت، فهزيمة حماس بعيدة، أما نحن فلا نقترب حتى من المرحلة التي تهتز فيها سيطرته على الجدول الزمني للأحداث التي بدأتها في 7 أكتوبر.

    أفضل الجنود في الجيش النظامي وفي الاحتياط يحاربون بتصميم وشجاعة ومهنية مؤثرة. التعاون بين أذرع الجيش والتنسيق والتزامن بين سلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح البر والاستخبارات فعال أكثر مما كان في أي مواجهة عسكرية منذ حرب يوم الغفران. لم تعمل كل الأذرع القتالية في إسرائيل يوماً ما بتنسيق مثير للانطباع كهذا، سواء في حربي لبنان الأولى والثانية أو في كل العمليات العسكرية في “يهودا والسامرة”. هذا يشمل عملية “السور الواقي” التي كانت مواجهة عنيفة مع عدد من مخيمات اللاجئين التي تخلو من بنى تحت الأرض تهدد قواتنا. أيضاً عملية “السور الواقي” لم تؤد إلى تصفية التنظيمات الإرهابية في “يهودا والسامرة”، رغم أنها قللت أبعاد الإرهاب بصورة دراماتيكية. مرت عدة سنوات إلى قلنا إن العملية انتهت.

    وكذا العمليات في القطاع: “الرصاص المصبوب” و”الجرف الصامد” و”حارس الأسوار”، وكل العمليات العسكرية، لم تكن لتثير انطباعاً كالقتال الجاري الآن. ولكن التوهم وكأننا بعملية كهذه سندمر هذه المنظمة الإرهابية ليس سوى تضليل للنفس، إلا إذا تعلق الأمر بعملية خداع تم التخطيط لها مسبقاً تستهدف إبعاد إنهاء الحرب بقدر الإمكان عن أحداث 7 أكتوبر، لخلق فترة للراحة، التي ربما ستمنع غرق نتنياهو السريع في الهاوية التي يستحق أن يتم رميه فيها.

    نتوقع أياماً صعبة، وعدد قتلى أصبح متفاقماً ومزعجاً، ومشاهد قاسية من الدمار والخراب في قطاع غزة، التي تلقي بظل ثقيل على دولة إسرائيل وتقوض الدعم والتسامح الذي تظهره لنا الدول الصديقة.

     ما الذي يجب فعله؟ أعتقد أن الوقت قد حان للإعلان عن استعداد إسرائيل لوقف القتال. نعم، وقف القتال. ليس هدنة أو وقف مؤقت لبضعة أيام، 3 – 4 أيام، بل وقف القتال. نقطة. في هذه الأثناء، على إسرائيل إعادة المخطوفين، الأحياء والأموات. إذا انتظرنا، فبعد فترة قصيرة لن نعيد إلا الأموات. وقف القتال يجب أن يكون متفقاً عليه على أساس إطلاق سراح جميع المخطوفين عن آخرهم، سواء الجنود أو جثث المخطوفين المحتجزة لدى حماس منذ سنوات.

    في الوقت نفسه، ربما تضطر إسرائيل إلى إطلاق سراح سجناء حماس الموجودين لديها. رفضتُ عقد الصفقة التي عرضت علي في حينه من أجل إطلاق سراح جلعاد شاليط. الصفقة التي تم عرضها عليّ كانت أفضل بكثير، ومعقولة أكثر من التي نفذها نتنياهو في النهاية، التي أطلق فيها سراح 1027 من القتلة، وعلى رأسهم من يسميه الآن رئيس الحكومة، يحيى السنوار. لقد أطلق سراح كل هؤلاء القتلة، من بينهم سكان من شرقي القدس ومواطنون عرب من إسرائيل مقابل جندي واحد.

    أنا، الذي تنازلت عن الكرامة المشكوك فيها في الاحتفال المتوقع لإطلاق سراح شاليط لأنني خشيت من أن يتسبب إطلاق سراح عدد أقل بكثير من السجناء حتى بدون أن تكون أيديهم ملطخة بالدماء، بخطوة غير مقبولة تماماً، أقول الآن: أطلقوا سراحهم.

     إذا لم تكن هناك طريقة أخرى لإعادة المخطوفين، فلا مناص من التنازل في هذه القضية. وواجب الدولة تجاه مواطنيها الذين تم اختطافهم من بيوتهم، أكبر من الخجل الذي ينطوي عليه هذا التنازل المطلوب.

    يجب أن تعلن إسرائيل بأن وقف القتال سيكون مقروناً بتجميد انتشار القوات العسكرية في المكان الذي سيكونون فيه في اليوم الذي سيعلن فيه وقف القتال. في المقابل، ستعلن إسرائيل بأنها ستبدأ التفاوض مع الفلسطينيين على مستقبل قطاع غزة بوساطة مصرية.

    هذه هي صورة الوضع الحالية: من جانب إنجازات إسرائيلية مثيرة للانطباع على الصعيد العسكري، ودمار يهدد وجود غزة جراء العملية العسكرية المبررة والتي لم يكن بالإمكان تجنبها لإسرائيل. ومن الجانب الآخر الغيمة السوداء التي تلف دولة إسرائيل جراء مشاهد قاسية للدمار في غزة. يمكننا وبحق أن نغضب من توارع ونفاق مجتمعات مختلفة في العالم، ومن حكومات وزعماء يقدمون لنا المواعظ الأخلاقية كل يوم حول واقع لو جربوه لما كانوا سيردون عليه بشدة أقل من ردنا. جزء من الذين يوجهون إلينا الانتقاد تصرفوا بوحشية بدون تردد، بما في ذلك عمليات قصف دون تمييز، وتدمير دول ومناطق مأهولة بالسكان تقع على بعد آلاف الكيلومترات عنهم عندما تمت مهاجمة مواطنيهم، وفي بعض الحالات أيضاً تمت مهاجمتهم وقتلهم على يد التنظيمات الإرهابية.

    ولكن الأغبياء مثل الجاهلين في القناة 14 ومشاهديهم الذين يتفقون مع أقوال الهراء، لا يفهمون إلى أي درجة تعتمد إسرائيل على النية الحسنة لزعماء هذه الدول، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ وإلى أي درجة حوّل مسيحهم الملعون نتنياهو الاعتماد على دعم الولايات المتحدة ودول أخرى إلى أمر حاسم لاستقرار إسرائيل وقدرتها على الصمود.

    لقد حان الوقت، علينا الوقوف بحزم وبدون تردد، وبدون حسابات سياسية لاستطلاعات ومقاعد في الكنيست والتوصل إلى المرحلة القادمة في المواجهة الحالية، وهي وقف القتال وإعادة المخطوفين (الأحياء والأموات) وإجراء مفاوضات بوساطة مصر حول مستقبل القطاع، الآن.

    ليست هناك أي احتمالية لموافقة نتنياهو على ذلك، لأنه يؤمن بأن مستقبله ووجوده وحياته السياسية وإرثه وعائلته وأولاده، كل ذلك مرتبط باستمرار القتال، “ولتحترق الدولة”. هل هناك أحد من شركائه في “كاببنت الحرب” لديه الشجاعة والحزم للقيام بالخطوة التي يجب القيام بها اليوم والآن؟

    --------------------------------------------

    هآرتس 29/12/2023

     

    “صدمة للمحكمة العليا”.. من يخلص إسرائيل من هذه الزمرة ومشروعها الانقلابي؟

     

     

    بقلم: رفيت هيخت

     

    تسريب مسودة قرار الحكم في الاستئناف ضد تعديل قانون الأساس -القضاء وإلغاء ذريعة المعقولية- هو خطوة أخرى في مشروع الانقلاب النظامي الذي حاول المبادرون إليه أن يولدوا مؤخراً انطباعاً بأنهم تراجعوا عنه. هذه خطوة أكثر دقة من الانقضاض العنيف لصاحبيه ياريف لفين وسمحا روتمان، الذي تم إسكاته قبل سنة تقريباً، والذي قبل تسبب قبل المذبحة والحرب في انخفاض كبير في دعم الحكومة، وحوّلها عملياً إلى عديمة الشرعية والاحترام.

    هذا التسريب هدف إلى إلقاء الرعب في قلوب قضاة المحكمة العليا قبل عرض موقفهم النهائي، وقد حددهم هدفاً للهجوم والضغط أثناء إصدار قرار الحكم. هذا التسريب هدف إلى تقييد تغييرات اللحظة الأخيرة في هذه الحالة، السائدة في تاريخ المحكمة العليا، التي قد تحقق نتيجة إشكالية أقل من اتخاذ قرار بأغلبية صوت واحد فقط، والتي سترسخ الانقسام العميق، الذي يعنى من سربوه بتسريعه. إذا كانت الأغلبية التي تؤيد إلغاء القانون أكثر قوة مما نشر عنها، فإن رئيسة المحكمة استر حيوت ستتهم بفرض موقفها على أي قاض من القضاة الذين نشرت بخصوص مواقفهم أمور مختلفة (هذا لا يعني أن الأمر محتمل ولا ينبغي أن يكون مثيراً للاهتمام)، لكن كل هذه الترتيبات الدعائية ستحدث.

    التسريب مكن ياريف لفين من القيام بالتفاف متهكم ووحشي، من خلال استخدام الألم الكبير لمواطني إسرائيل وبدون ضمير. “في الوقت الذي يحارب فيه الجنود إلى جانب بعضهم في الجبهات المختلفة، وفي الوقت الذي يتألم فيه كل الشعب من فقدان حياة الكثيرين”، كتب في الرد الذي تم نشره، “محظور تمزيق شعب إسرائيل بالخلافات. المواطنون الإسرائيليون يتوقعون من المحكمة العليا عدم نشر قرار مختلف عليه حتى بين القضاة أثناء الحرب”.

    المتحدث هو الشخص الذي أحدث الشرخ الأكثر عمقاً في تاريخ الهيكل الثالث؛ الذي هاجم شعب إسرائيل ورموزه وعلى الأقل نصف الجمهور، الذي خشي من كومة القوانين المشوشة التي حاول دفعها قدماً بدون أي عائق في الوقت الذي يستغل فيه التشويه السياسي، والقوة المبالغ فيها للهامشيين المتطرفين في الكنيست، ويصم الأذن عن سماع الصراخ والتحذيرات التي ثبت أنها صحيحة؛ هو يتحدث عن المسؤولية وعن تجنب الخلافات. هذه مهزلة. لو لم يتكبد خسارة كبيرة في الرأي العام، حتى قبل أن يصبح هو وحكومته المسؤولين عن الفشل الأكبر في تاريخ إسرائيل وعن الكارثة الأكثر فظاعة في تاريخ الشعب اليهودي، لكان استمر في أعمال الشغب كوكيل للفوضى.

    الأفعال تشهد على النوايا دائماً. “مثل سيده بنيامين نتنياهو، فضل لفين بشكل متعمد تقسيم المجتمع في إسرائيل بشكل غير مسبوق، دون أي تأنيب ضمير (هو نفسه اعترف، كما نشر يوفال البشان، بأنه توقع تداعيات قاسية لأفعاله)، وقاد الدولة إلى حرب داخلية أضعفت مناعتها بشكل لا يقدر، الضعف الذي شخصه أعداء الدولة وكان من بين أسباب 7 أكتوبر.

    هم مستمرون: لفين يستمر في التعويق وتأخير عملية تعيين إسحق عميت رئيساً للمحكمة العليا. وبسبب الخوف من الالتماس المبرر الذي قدم ضده واختطاف لجنة تعيين القضاة ورفض عقدها خلافاً للقانون، ينثر أصوات “التسوية” ويشترط تعيين عميت رئيساً للمحكمة العليا بتعيين اثنين من القضاة المحافظين فيها.

    إن هبوط الليكود والحكومة في الاستطلاعات، وحقيقة أن لا أحد من أعضائهما يمكنه السير في الشارع دون الالتقاء مع المواطنين المتألمين والغاضبين، يدل على أن أغلبية الجمهور لا تريد أخطار الفوضى، ولا تريد أشخاصاً ثوريين لا يساهمون بأي شيء ويتركوننا للأعداء. سبب القوة الحالية لأشخاص مثل بني غانتس وغادي آيزنكوت هو امتنان الجمهور لهما على اعتدالهما ورفض التطرف والاستقطاب.

    إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً جداً بسبب التطرف والإدمان على شخصيات هامشية وحالمة. تحملنا بما فيه الكفاية. هذه شخصيات يجب إخراجها من حياتنا.

    --------------------------------------------

    هآرتس 29/12/2023

     

    من يبرر لإسرائيل تجويعها المتعمد لسكان قطاع غزة أمام “الجنايات الدولية”؟

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    الصور والأفلام القصيرة التي تصل من غزة، والتقارير التي تبثها وسائل الإعلام العربية والدولية (لا تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية)، تتحدث عن قصة مخيفة للجوع والأمراض والعطش ونقص شديد في الدواء والمعدات الطبية في قطاع غزة. مئات الأطفال يقفون في طابور طويل في أماكن توزيع الطعام بشكل مكتظ جداً حاملين الطناجر والكؤوس والأوعية البلاستيكية للحصول على وجبة توزع حصة حصة. يضطر السكان إلى جمع الأعشاب لطهي الطعام لأولادهم، الأم التي أنجبت حديثاً لا يمكنها إطعام الرضيع لأنها هي نفسها جائعة ومتعبة. كبار السن غير القادرين على الوصول بأنفسهم إلى مكان التوزيع، يبقون في الخيمة أو في ملجأ مرتجل، ينتظرون نجاح شخص في الحصول على نصف رغيف من أجلهم. كل ذلك يترجم بلغة جافة وحارقة إلى جملة صادمة قالها الاقتصادي الرئيسي في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عريف حسين: “لم أشاهد يوماً شيئاً يشبه ما يحدث في قطاع غزة وبهذه السرعة”.

    هذه جملة كزيت في عظام عدد غير قليل من الإسرائيليين، ومن بينهم شخصيات رفيعة ومراسلون و”مؤثرون”. كل تخفيف في الحصار وزيادة في دخول عدد قوافل المساعدات إلى القطاع تمس -حسب رأيهم- بالمجهود الحربي. هذا الأسبوع أعلن السكرتير العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، عن تعيين سيغريد كاغ مبعوثة خاصة للإشراف على المساعدات الإنسانية في القطاع. هذا التعيين أثار عاصفة شديدة؛ لأن كاغ [القاق] مؤيدة للفلسطينيين، ومتزوجة الشخص الذي كان وزيراً وسفيراً في السلطة الفلسطينية في سويسرا، أنيس القاق. بالنسبة لمؤيدي التجويع، يكفي ذلك من أجل إثبات “مرة أخرى” وجهة الولايات المتحدة. تعيين كاغ [القاق] جاء استمراراً لقرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي، الذي يلزم إسرائيل بزيادة إدخال المساعدات الإنسانية والسماح بنقل سريع ناجع للمساعدات إلى سكان القطاع.

    لكن لا يهم أبداً من الذي سيشرف من قبل الأمم المتحدة على التوزيع، ما دام حجم المساعدات لا يوفر إلا نحو 10 في المئة من احتياجات سكان قطاع غزة. هذا أيضاً بعد أن سمحت إسرائيل بإدخال المساعدات عن طريق معبر كرم أبو سالم، وبذلك تضاعف عدد الشاحنات من 100 إلى 190 شاحنة في اليوم. حسب برنامج الغذاء العالمي، فإن الأغلبية الساحقة من بين أكثر من 2 مليون سكان القطاع، يعانون من نقص الأمن الغذائي، وإذا لم يحدث تغيير دراماتيكي في حجم المساعدات حتى شباط القادم فإن حوالي نصفهم سيتدهور إلى المستوى الأدنى في تصنيف نقص الأمن الغذائي، الذي يعني حالة طوارئ حادة.

    المعطيات حول الجوع والفقر، خاصة إذا كان مصدرها فلسطينياً، هي قصة مشوشة ويلفها الضباب، ودائماً تكون محل خلاف. هي لا تظهر وجه وجسد الذين يعانون من شدة الجوع أو من الضائقة الصحية، ولكن إذا كان وضع الجوع في القطاع لا يهم حكومة إسرائيل، فعليها القلق من تداعياتها القانونية اللاحقة. هذا الأسبوع، قدمت وزارة الخارجية الفلسطينية طلباً للأمم المتحدة للإعلان رسمياً بوجود حالة جوع حقيقي في قطاع غزة يعرض حياة السكان للخطر؛ وإلقاء مسؤولية “الإبادة بواسطة التجويع” على إسرائيل، أي، جريمة حرب.

    ميثاق جنيف يحظر استخدام تجويع السكان كوسيلة قتالية. محظور مهاجمة وتدمير الوسائل الحيوية لوجود السكان المدنيين أو تحويلها إلى أشياء غير قابلة للاستخدام، مثل المنتجات الغذائية والمناطق الزراعية المخصصة لزراعتها والحيوانات ومنشآت مياه الشرب ومياه الري. محكمة الجنايات الدولية اعتبرت في 1998 استخدام التجويع كوسيلة قتالية في النزاعات الدولية جريمة حرب.

    في العام 2019 أضيفت مادتان تعتبران جريمة حرب أيضاً: استخدام التجويع كسلاح في النزاعات غير الدولية، مثل النزاع بين الدول والتنظيمات المسلحة. بطبيعة الحال، هذه البنود أوجدت تفسيرات قانونية كثيرة ومتناقضة؛ والقضية الرئيسية فيها أنه كيف نثبت بأن منع الغذاء والماء والدواء نابع من نية متعمدة وليس نتيجة “طبيعية” للحرب. والتفسير المقبول هو أن أفعال من يتسبب بالتجويع قد تدل على النية دون إعلانه عن ذلك بشكل صريح. أعلنت إسرائيل في بداية الحرب أنها لن تسمح بإدخال السلع من أي نوع إلى القطاع. وزير الدفاع يوآف غالنت، أعلن أنه “سنقطع الكهرباء والغذاء والوقود، كل شيء مغلق. نحن نحارب حيوانات بشرية، ونتصرف وفقاً لذلك”.

    بعد ذلك، قصفت إسرائيل معبر رفح الذي كان يجب دخول المساعدات منه إلى القطاع. نشطاء في منظمات اجتماعية في غزة نشروا بأن إسرائيل هاجمت 30 مخزناً للمواد الغذائية في الشهر الأول للحرب. تزويد المياه من إسرائيل تم استئنافه في الحقيقة لاحقاً، لكن معظم مضخات المياه تعطلت بسبب نقص الوقود. وتم قصف وتدمير مئات المحلات الغذائية، خطوط التموين لا تعمل، ورغم أن إسرائيل اعتبرت مناطق في جنوب القطاع، بالأساس رفح، “مناطق آمنة”، فإنها عملياً لم تكن كذلك. وهناك صعوبة في نقل المواد الغذائية الضرورية إليها. هل سيكون هذا كافياً للإثبات بأن إسرائيل تستخدم التجويع المتعمد ووسيلة قتالية محظورة؟

    في العام 2009 نشر كل من اوري لاو ويتوم فيلدمان في “هآرتس” عن وجود وثيقة باسم “الخطوط الحمراء” وضعت في عهد إيهود اولمرت عندما كان رئيس الحكومة، استهدفت تحديد المسموح، بالأساس الممنوع، إدخاله إلى القطاع بعد سيطرة حماس عليه. بعد نضال قانوني طويل، بدأته جمعية “غيشاه” في تلك السنة، سمحت المحكمة بنشر هذه الوثيقة. مضمون الوثيقة كاملاً نشرته عميره هاس في “هآرتس” في تشرين الأول 2012. هذه وثيقة حسابية مدهشة، حيث تم فيها حساب الحد الأدنى اليومي من السعرات الحرارية التي يجب السماح بإدخالها إلى غزة دون التسبب بمجاعة، بدقة ميزان المجوهرات.

    من هنا تم تحديد الأرقام الأسبوعية والشهرية، ومنها عدد الشاحنات المسموح دخولها. النتيجة -حسب الوثيقة- أنه يجب إدخال 170.4 شاحنة في اليوم، من بينها 68.6 شاحنة وزن حمولتها يساوي كمية الإنتاج الزراعي المحلي، إضافة إلى ما وصف بأنه غذاء للأطفال في جيل أقل من سنتين. هكذا حصلنا على النتيجة النهائية وهي 101.8 شاحنة في اليوم. منسق أعمال الحكومة في “المناطق” [الضفة الغربية] أوضح في حينه بأن فحص الكمية الدقيقة هدف إلى التأكد من أنه لا يوجد تجويع، ولن يكون نقص في الغذاء. الحد الأدنى الضروري لا يعتبر تجويعاً.

     

    وثيقة “الخطوط الحمراء” لم تعد ذات صلة

     

    المقارنة مع العام 2007 لم تعد ذات صلة. بعد الحصار الكامل الذي فرض على قطاع غزة عند بداية الحرب الحالية، سمحت إسرائيل في 21 تشرين الأول بإدخال 20 شاحنة في اليوم (مقابل 500 شاحنة قبل الحرب)، وازداد العدد ووصل مؤخراً إلى 100 شاحنة في اليوم، وتمت مضاعفته عقب ضغط من الولايات المتحدة. بحساب بسيط، يبدو أن إسرائيل تلبي شروط العتبة لعدم التجويع التي حددت في 2007. ولكن في الوقت الذي وضع فيه جدول السعرات الحرارية في وثيقة “الخطوط الحمراء”، سيئة الصيت، كان يعيش في القطاع 1.4 مليون نسمة. في حين أن العدد الآن 2.3 مليون نسمة.

    هذا الفرق يجب أن يضاف إليه فقدان القدرة على إنتاج الغذاء محلياً، زراعياً أو ما شابه، الذي استخدم في 2007 كأساس مكمل حيوي في حساب كمية الغذاء المسموح إدخالها. قالت إسرائيل سابقاً إنها مخولة بإدارة “حرب اقتصادية” ضد الاعداء. وتقول الآن إن فرض الحصار على القطاع هدفه منع إدخال وسائل البقاء للعدو المباشر، حماس، وبذلك تساعد في جهود تدميره. لكن عندما تحدد إدخال قوافل الغذاء والدواء إلى القطاع بشكل كاسح بشكل خطير، فهي تعتبر أن جميع سكان غزة عدو مباشر. وبذلك، هي نفسها تسحب أساس ادعائها.

    إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تستخدم مثل هذه الخطوة القاسية. لا حاجة للعودة إلى الزمن القديم أو حتى إلى “خطة التجويع” التي انتهجها هتلر، وأدت إلى موت 4.2 مليون شخص من مواطني الاتحاد السوفييتي سابقاً بسبب الجوع في الحرب العالمية الثانية؛ أو خطة بولبوت، رئيس كمبوديا، الذي استخدم التجويع الجماعي كجزء من خطة تحويل بلاده إلى دولة زراعية. وفي 1945 استخدمت الولايات المتحدة عملية “التجويع”، هكذا كان اسمها، ضد اليابان عندما أمر الجنرال تشستر نميتس بزرع آلاف الألغام البحرية حول الموانئ لمنع دخول المواد الغذائية. في نفس هذه الثلة من الدول، السعودية والإمارات اللتان فرضتا حصاراً كاملاً على مناطق تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، وهو الحصار الذي أدى إلى موت عشرات الآلاف بسبب الجوع والمرض، الأمر الذي وصف بأنه “الكارثة الإنسانية الأكثر خطورة في العصر الحديث”. تجويع ملايين الأشخاص في جنوب السودان والإغلاق القاتل على أبناء الروهينغا في ميانمار، والحصار الذي فرضه نظام الأسد على مدن مثل حمص ودرعا وحلب، الذي أدى في الحقيقة إلى استسلامها، لكن ليس قبل أن يقتل الجوع عشرات آلاف السكان فيها. وهكذا أيضاً حصار روسيا على حركة التجارة لأوكرانيا في البحر الأسود… كل ذلك يثبت الصعوبة في التمييز بين التجويع الهادف لتدمير العدو، الذي يحصل على حماية معينة في القانون الدولي، وبين العقاب الجماعي والانتقامي.

    لكن مثل هذه المقارنات، التي لها شروط وظروف مشابهة كما يبدو وتؤدي إلى استنتاجات متشابهة، لن تساعد في حالة إسرائيل. وبالتأكيد محظور أن تشكل الأساس لتبرير التجويع حتى لو لم يكن متعمداً ومخططاً له، كوسيلة قتالية ضد سكان غزة. إسرائيل لا تقلق في الحقيقة من الجوانب الأخلاقية لوسائلها القتالية، من بينها التجويع، لكن على اعتبار أنها تشن حرباً يتوقع استمرارها مدة طويلة، فعليها فحص مستوى شرعية هذه الوسائل في الساحة الدولية، بالأساس في الولايات المتحدة. في اللحظة التي أوضح فيها الرئيس الأمريكي بأنه يبرر ويؤيد الحرب، شريطة ألا تخرق قوانين الحرب الدولية، فقد قرر بأن الجانب الإنساني سيكون جزءاً لا يتجزأ من اعتبارات إسرائيل الاستراتيجية، ورسم حدود الشرعية التي يمكن أن تحصل عليها. بلغة الحساب المحببة على صائغي وثيقة “الخطوط الحمراء” قبل 16 سنة، فإن عدد السعرات الحرارية التي ستدخل إلى القطاع سيحدد عدد الأيام التي تستطيع فيها إسرائيل الاستمرار في الحرب دون اعتبارها مجرمة حرب.

    --------------------------------------------

    معاريف 29/12/2023

     

    “حزب الله” يكتشف ضعفه والحوثيون تهزمهم “لغتهم البدوية”.. ولكن ماذا عن حماس بعد الحرب؟

     

     

    بقلم: ألون بن دافيد

     

    ضباب المعركة آخذ في التبدد من على شمال القطاع في الوقت الذي يكمل فيه الجيش الإسرائيلي سيطرته على المنطقة وتفكيك أطر حماس القتالية. لكن تنكشف في هذا الإيضاح الفجوة التي بين هدف الحرب الطموح والواقعي بتفكيك حماس بصفتها قوة عسكرية وسلطوية، وبين الإنجاز العملياتي المبهر الذي حققه الجيش الإسرائيلي حتى الآن وسيحققه. هذه الفجوة لن تغلق إلا بفعل سياسي فقط.

    يقاتل الجيش الإسرائيلي في غزة في طابقين، مثلما أجاد التعبير زميلي ومعلمي رون بن يشاي: يسيطر على الطابق الذي فوق الأرض ويدمر ببطء وبمنهاجية الطابق السفلي. لكن إذا لم يبنَ عليهما طابق سياسي، فسينهار الإنجاز والمبنى.

    بدلاً من البدء بعرض مبنى الحكم الذي سيحل محل حماس فيزاد الضغط عليها، يهرب المستوى السياسي من مسألة “اليوم التالي”. وتدخل إلى الفراغ اقتراحات سيئة من مصر وقطر، تبقي حماس جهة مسيطرة في القطاع، سواء علناً أم تحت غطاء “حكومة خبراء”. إذا واصلت إسرائيل التخندق في صمتها ولم تعرض بديلاً، فستضطر في النهاية لقبول إملاء أمريكي – عربي لإدارة غزة بعد الحرب.

    من ناحية يحيى السنوار، فإن كل حالة إنهاء تنجو فيه حماس كقوة سياسية في غزة، ستشكل نصراً حتى لو لم ينجُ هو نفسه. أما من ناحية إسرائيل، فإن كل حالة إنهاء تخلو من جهة سلطوية في غزة تقاتل معنا ضد حماس، فسيبدأ العد التنازل نحو إعادة تسلح حماس بالمال القطري. الفوضى ليست حلاً مثلما ثمة من يخطئون في التفكير، لأن الفوضى ستنمي من جديد حماس – داعش، أو أسوأ من هذا – “داعش” نفسه.

    قبيل الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في شمال القطاع بالخروج من معظم المنطقة وانتهاج الاجتياحات المركزة، يصر وزير الدفاع يوآف غالنت على منع عودة سكان مدينة غزة وضواحيها إلى بيوتهم. 1.8 مليون لاجئ يتجمعون في جنوب القطاع هم أرض خصبة للاضطرابات التي ستتعاظم ضد حماس – ووسيلة ضغط أخرى على المنظمة.

    صحيح أن سماح إسرائيل بتموين إنساني لجنوب القطاع يخفف الضغط قليلاً، لكن الشتاء الذي حل ومعه المطر والأمراض، ستفعل فعلها. مع كل انعدام الراحة التي يسببها التموين الإنساني لدولة العدو، يبدو أنه أكسب إسرائيل أيام قتال أخرى لتعميق الإنجاز العسكري في جنوب القطاع وربما أيضاً إلى ما بعد كانون الثاني 2024.

     

    تقدير زائد في الشمال

     

    إنهاء المناورة في شمال القطاع سيسمح بتحرير قسم من رجال الاحتياط وبدء الاستعدادات للتحدي التالي الرابض على أعتابنا في لبنان. هناك، بعد نحو ثلاثة أشهر من القتال، تعلمت إسرائيل الكثير عن “حزب الله” الذي لم نحتك به منذ سنوات، كما تعلم “حزب الله” أيضاً الكثير عن نفسه. إذا ما أجملنا أشهر الحرب الثلاثة الأولى، يمكن القول إنه مثلما عانينا من تقدير ناقص لحماس وقدراتها، فربما منحنا “حزب الله” أيضاً تقديراً زائداً.

    دون التقليل من قدرات “حزب الله” الاستراتيجية، كشفت الأشهر الأخيرة الكثير من مواضع ضعفه. قدرات مضادات الدروع لديه أقل تأثيراً مما قدرت إسرائيل، وكذا ناره الصاروخية الدقيقة، وكذا قدرات مضادات الطائرات تنكشف كمصدر تنغيص يتصدى له سلاح الجو جيداً.

    يمكن الافتراض بأن نصر الله هو الآخر فوجئ من مواضع الضعف التي انكشفت في قدراته، وهذا يدخل في منظومة اعتباراته العملياتية. تلقى ضربات أليمة هذا الأسبوع: تصفية الجنرال الإيراني في دمشق، وهجوم إسرائيلي في بنت جبيل أيضاً، لأول مرة منذ 17 سنة. كان رده، حتى الآن، إطلاق مسيرات إلى كريوت وخليج حيفا.

    لعل إشارة إلى الاتجاه الذي سيأخذه “حزب الله” حين تحل لحظات الحسم في غزة: فهل سيتوجه إلى التصعيد مع إسرائيل أم سيسعى إلى الاتفاق؟ فوجئ الجيش الإسرائيلي بعدم استغلال “حزب الله” أيام الهدنة في تشرين الثاني للعودة إلى المواقع المجاورة للحدود، وبقائه مع قوات الرضوان في سفح خلفي وعلى مسافة آمنة.

    لقد استغلت إسرائيل أشهر الحرب وحقيقة أن عشرات الآلاف من رجال شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” مجندون، لتعميق جمع المعلومات في كل الجبهات. لم توجه كل مقدرات الاستخبارات إلى غزة. خبراء لبنان من شعبة الاستخبارات واصلوا الانشغال بلبنان، وخبراء إيران بإيران، وحتى حيال اليمن بدأ انشغال ذو مغزى. لقد تبين بأن اللغة الأقرب للحوثية هي العربية البدوية، والبدء حيالهم أيضاً باختصاص يتطور. ألمح وزير الدفاع هذا الأسبوع بأن إسرائيل تعمل أيضاً في إيران والعراق.

    لكن يجب الحذر من الركون والاعتداد بالنفس جراء نتائج المواجهة مع “حزب الله”. من المهم أن نتذكر بأن “حزب الله” منظمة تتعلم، تستخلص الدروس وتتحسن من الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي. عندما ننهي المناورة في غزة ونبدأ ببناء القوة قبيل مواجهة محتملة في الشمال، يجب الافتراض بأننا سنلتقي “حزب الله” وقد استغل الزمن لتعزيز قوته حيال الجيش الإسرائيلي والعثور على نقاط الضعف لدينا.

    المشكلة الأساس في الشمال هي أن الطرفين، إسرائيل و”حزب الله”، مقتنعان بأن الطرف الآخر لا يريد الحرب. هذه وصفة ربما تؤدي إلى أخطاء في تقدير رد فعل الطرف الآخر. ربما حرب في لبنان تبدو أمراً محتماً، لن نتمكن بدونها من إعادة السكان، لكن يجدر بنا إذا ما دخلنا إلى مثل هذه المعركة، أن يكون هذا انطلاقاً من اختيار واع للتوقيت وللطريق، وليس نتيجة لحساب مغلوط لنوايا الخصم.

    ---------------------------------------------

    يديعوت أحرونوت 29/12/2023

     

    لقادة إسرائيل: لن تهزموا فلسطينياً يقفز من نفق إلى آخر حافي القدمين

     

     

    بقلم: أورلي ازولاي

     

    حرب 7 أكتوبر لن تجلب النصر. حتى دولة مع جيش فاخر لن تهزم مخرباً سهل حركة القدمين ليا يملك ما يخسره. سيقفز من فوهة نفق إلى فوهة نفق أخرى ويلاحق الجيش المنظم، الذي بعثت به دولة مصابة بالرعب لفرض النظام في مكان هو شرك موت.

    ليس صدفة أن قال بايدن لنتنياهو في بداية القتال: تعلموا من أخطائنا؛ وقصد أفغانستان. 20 سنة قتال قضتها الولايات المتحدة هناك إلى أن انسحبت مكللة بالعار وأعادت المفاتيح لطالبان. وهكذا فعلت في فيتنام أيضاً. مقاتلون يعودون في التوابيت، أو جرحى جسدياً ونفسياً، مثلما حصل لمقاتلين أمريكيين كثيرين في أفغانستان والعراق.

    إن المذبحة التي ارتكبها مخربو حماس في بلدات غلاف غزة واجبة الرد. ولكن متى يكون كفى هو كفى؟ سوينا غزة بالأرض وخربنا وجوّعنا، حتى بدت غزة مكاناً غير صالح للبشر. فكيف يطعمون اليوم رضيعاً في القطاع؟ كيف تتمكن امرأة حامل بلغت لحظة إنجابها من أن تلد وليدها بدون ماء نظيفة أو كهرباء؟

    مشكوك أن تكون صورة نصر أخلاقية حتى لو عاد المخطوفون إلى إسرائيل. فبعد أن تركوا لمصيرهم وتعرضوا للخيانة، يبدو أنهم تنازلوا عنهم. وعليه، فلأجل ماذا كان كل شيء؟ فالحرب تخاض كي يأتي الأمل في نهايتها: تسوية سلام، هدنة، هدوء. وليس لتعظيم الإحساس بأن كل شيء كان عبثاً.

    بعد المذبحة كان عطف لحظي على إسرائيل أمام الفظائع التي انكشفت. وسرعان ما استبدل به غضب عالمي ترجم إلى مظاهر لاسامية عقب عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة. وحتى البيت الأبيض بات يضغط على ساعة التوقف. بسبب “أمور إجرائية” لم تخرج بعد إرساليات ذخيرة. وبات للأمريكيين الكثير من التفسيرات، وكلها تبدو كـ “شيك في البريد”، أو لا يجدون حارس الكتيبة حامل المفاتيح. لقد أوضح بايدن لنتنياهو هاتفياً بأن العالم فقد عطفه وصبره. الميل العالمي، أساساً لدى الشبان والليبراليين، هو لتحطيم العالم القديم، لركل الاستعمار والرأسمالية، والإمبريالية. الأقليات والمقموعون خلقوا حلفاً مكتوباً: باتوا يرون فينا أمة بيضاء تضرب أقلية عديمة الحقوق تقاتل في سبيل تطلعاتها وأرضها وكرامتها.

    لقد صفى نتنياهو بدفعة واحدة إمكانية تغيير ميزان القوى حين دفع ترامب للخروج من الاتفاق النووي مع إيران، رغم إيفائها بكل التزاماتها. لقد كسر رئيس الولايات المتحدة السابق الأواني، فكسرتها إيران أيضاً، ومنذئذ سرعت نحو النووي. بايدن، الذي كان شريكاً في الاتفاق، يبذل كل جهد كي لا يسمح لنتنياهو بمنع اتفاق آخر، هذه المرة مع الفلسطينيين. يعرف الرئيس، مثل كل العالم، بأن لا يوجد حسم عسكري للدائرة الدموية بين إسرائيل والفلسطينيين، بل حل سياسي فقط. يحاول بايدن الدفع قدماً بكل قوته، قبل أن يرفع يديه ويتفرغ لشؤون انتخابه.

    في الأسبوع القادم، سيصل وزير الخارجية بلينكن إلى إسرائيل للمرة الخامسة منذ نشوب الحرب، وسيطالبها بتفسيرات وجهتها وكيف ستنخرط هذه في تسوية سياسية تجند الولايات المتحدة لها السعودية ودولاً أخرى.

    متظاهرون في أرجاء العالم من أجل الفلسطينيين ينشدون استفزازاً “من النهر حتى البحر”. نقيض النشيد البيتاري الذي صاغ جابوتنسكي كلماته: ضفتان للأردن، هذه لنا وتلك أيضاً. لن تكون للفلسطينيين دولة من النهر إلى البحر، ولن لنا أيضاً. بدلاً من الحلم بالخروج من رقصات “شعب إسرائيل حي”، من شمال وجنوب وادي غزة، مثلما يتطلع أولئك الذين استسلم لهم نتنياهو حتى يبقى، يجب الإنصات لمحاولات العالم توجيه الخطى نحو دولة فلسطينية، إلى جانب إسرائيل. البديل هو حرب وحشية أخرى، وليس السلام.

    ---------------------------------------------

     

    إسرائيل هيوم 29/12/2023

     

     

    إسرائيل تستحق أكثر

     

     

    بقلم: يوآف ليمور

     

    الحقيقة البشعة ينبغي أن تقال: أقل من ثلاثة أشهر بأسبوع عن السبت الأسود، بخلاف كل الوعود، فإن المعمعان السياسي عاد إلينا مرة أخرى، وبكل القوة.

    إذن ماذا إذا وعدنا بأن يكون هذا مختلفا. إذن ماذا إذا أقيمت هنا حكومة وحدة، بهدف الاهتمام بما هو مهم ووضع ما هو أقل أهمية جانبا. إذن ماذا إذا وعدونا بأن تكون الميزانية موضوعية، وليست فئوية، وبالتأكيد ليست حزبية. إذن ماذا إذا كانوا وعدونا ألا تكون تنحيات أو تعيينات. إذن ماذا إذا كانوا وعدونا بأن توضع جانبا كل الخصومات والاحتكاكات في صالح الأمر الأساس.

    إذن وعدوا ولم يوفوا بوعدهم. قصة كبيرة. السياسون مرة أخرى يكذبون. هذا هو. الجمهور الإسرائيلي لا يوجد هناك. منذ 7 تشرين الأول (كتوبر) وهو يوجد في مكان آخر تماما. هو مرتبط بقوة، متراص الصفوف في داخل الدبابة أو المجنزرة، يعنى بالتطوع، التبرع، المعونة والنجدة. وهو يفعل كل ما ينبغي كي ينتصر وليس له أي اهتمام بأن يلمس أو يعرف ما هو عفن الرائحة في السياسة أو في الاعتبارات السياسية.

    هذا الجمهور يستحق أكثر. أكثر بكثير. الـ130 ألفا من المخلين الذين لم يعودوا يعيشون في بيوتهم منذ أسابيع طويلة يستحقون أكثر. الـ190 ألف رجل احتياط يستحقون أكثر. ونساؤهم وأطفالهم أيضا ممن تبقوا خلفهم، وحيدين، ليتحملوا العبء الاقتصادي والنفسي القاسي، هم أيضا يستحقون أكثر. عشرات آلاف جنود النظامي الذي يقاتلون يستحقون أكثر، وكذا أهاليهم الذين لا ينامون في الليالي. لكل هؤلاء الناس الطيبين لا يوجد عنوان. افحصوا كم وزيرا التقوا مع عائلات المخطوفين أو زاروا المخلين. افحصوا كم نائبا ينشغلون بما هو مهم حقا الآن لدولة إسرائيل، التي توجد في إحدى ساعاتها الأصعب -سياسيا، أمنيا، اقتصاديا واجتماعيا. افحصوا كم بندا في الميزانية حقا تخدم الجهد الوطني، وكم منها تخدم الجهد السياسي. افحصوا كم ساعة في اليوم تستثمر القيادة في الحرب وفي مضاعفاتها، وكم في السياسة ومضاعفاتها. وافحصوا التغريدات. وفي واقع الأمر من الأفضل لكم ألا تفعلوا هذا.

    إسرائيل تستحق أكثر من هذا. هي تستحق قيادة تنهض في الصباح، والأمر الوحيد الذي يهمها هو الانتصار في الحرب، والحرص على ميزانية تدعم هذا الجهد، والحرص على شرعية دولة تمنح زمنا وتشق الطريق الى هناك، والحرص على كل ما يحتاج حسب سلم الأولويات الواضح، وعلى رأسهم أولئك الذين دفعوا ويدفعون الثمن الأغلى -المخطوفون، القتلى، المخلون، العاطلون عن العمل، الأعمال التجارية التي بحاجة الى المساعدة.

    لسوء الحظ، تتصرف الحكومة بشكل معاكس. فبدلا من تقريب النصر، مثلما وعدت، تعرضه للخطر بأفعالها وبأقوالها. هذه مأساة حقيقية لأن السبت الأسود أعطى لإسرائيل الإمكانية لإعادة بدء لمرة واحدة. ما يزال يمكن لهذا أن يحصل، لكن لهذا الغرض مطلوب صحوة حادة وسريعة. إذا لم تحصل فسنكتشف قريبا بأنه بدلا من نداء الصحوة، صحونا كلنا مرة أخرى على 7 أكتوبر.

    ---------------------------------------------

     

     

     

     

    "موند أفريك" 29/12/2023

     

     

    الصهيونية هي الخاسر الأكبر و"إسرائيل" لم تكسب لا عسكرياً ولا سياسياً

     

    لا يزال لدى "إسرائيل" الضوء الأخضر الأميركي والدولي للاستمرار، طالما لم يتم التوصل إلى حل ما بعد الحرب، وما دام المفاوضون مستمرين في الحديث عن حل إداري ليس فقط لغزة، بل أيضاً لفلسطين والمنطقة برمتها. لكن لا أحد يتحدث أو يناقش مستقبل الصهيونية، ممثلة بـ"إسرائيل" اليوم، بينما على المدى الطويل فإنّ الأخيرة بشكلها الحالي أكثر عرضة للخطر من الدولة الفلسطينية.. لماذا؟

    أصبحت "إسرائيل" معزولة بشكل متزايد في العالم. لقد أصبح الدعم غير المشروط نادراً على نحو متزايد، والتكاليف في الأرواح البشرية والمواد هائلة. سيتعين على "إسرائيل" أن تقوم بتقييم ما بعد هذه الحرب والكشف عنه لعامة الناس، ولن تتمكن بعد الآن من إخفاء الأرقام عندما يعود الجنود إلى منازلهم، أو عندما يعودون معوقين، أو لا يعودون على الإطلاق.

    في الحرب، نصف قوة المقاتلين على الأقل تكمن في إرادتهم للقتال. لكن على الجانب الإسرائيلي، لن يكون هذا موجوداً كثيراً بـ"استثناء بين المتطرفين والمستوطنين"، بينما على الجانب الفلسطيني، فهو فطري ومتأصل في جميع السكان.

    بعد الحرب، من المحتمل أن تكون هناك انتخابات في "إسرائيل". هذه لن تكون سهلة. المنافسة الشديدة ستكون بين اليمين المتطرف والمعارضة. وبغضّ النظر عمن سيفوز، فإنّ الفصيل الذي يخسر الانتخابات سيكون لديه ما يكفي من النفوذ لمنع الفصيل الذي يفوز من إدارة البلاد بشكل صحيح. وسندخل مرة أخرى في دوامة الانسداد، كما حدث في السنوات الأخيرة مع 5 انتخابات متتالية في أقل من 4 سنوات.

    ناهيك عن أنّ عملية التطبيع مع الدول العربية ستتباطأ. والقضية الفلسطينية عادت إلى واجهة المشهد السياسي.

    وبالتالي فإنّ الصهيونية، ممثلة بـ "إسرائيل"، هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب. ولم تكسب إسرائيل شيئاً لا عسكرياً ولا سياسياً، ولا في أي مجال آخر سوى زرع بذور الانتقاد، وحتى الكراهية، في جميع أنحاء العالم. ماذا ستنتج هذه البذور؟.. ومن المحتمل أن تندلع حرب جديدة ضد الصهيونية (وليس ضد اليهود) في غضون سنوات قليلة، والتي من المحتمل أن تكون أكثر فتكاً.

    إنّ هذه الحروب التي تشنها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 هي حروب استعمارية بحتة. جميع المشاريع الاستعمارية فشلت واختفت، وسوف تختفي الصهيونية أيضاً بالطريقة نفسها.

    ---------------------------------------------

     

     

    هآرتس 29/12/2023

     

     

    كاتب إسرائيلي: لا أحد يستطيع تبرير قتل نحو 10 آلاف طفل في غزة

     

     

    بقلم: غدعون ليفي

     

    قال الكاتب الإسرائيلي غدعون ليفي في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه لا توجد وسيلة "لتفسير" سلوك إسرائيل في قطاع غزة، وتبرير الدمار والقتل والمجاعة والحصار بهذه الأبعاد الوحشية، حتى من خلال آلة دعاية فعالة مثل الدبلوماسية العامة الإسرائيلية (هسبارا).

    وتابع بأنه لم يعد من الممكن إخفاء الشرّ بأي دعاية، إذ رغم أن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا تزال محفورة في الذاكرة، لكنها لا يمكن أن تبرّر المشهد الحالي في غزة.

    وزاد أن من يستطيع أن يفسر أو يبرر قتل 162 طفلا رضيعا في يوم واحد لم يولد بعد؟ ناهيك عن تبرير قتل نحو 10 آلاف طفل في شهرين.

    وقال ليفي إن إسرائيل بالفعل تعمل على تنظيم زيارات لليهود الأميركيين إلى المنازل المحروقة في الجنوب ليروا ويتحدثوا عما فعله "هؤلاء المعادون للسامية بنا".

     

    دعاية تحت التهديد

     

    وحسب الكاتب، لن يتمكن أي ضيف رسمي من الآن فصاعدا من الهبوط في إسرائيل دون أن يضطر إلى المرور عبر مستعمرة بئيري، وبعد ذلك، إذا تجرّأ على تحويل نظره إلى قطاع غزة، فسيوصف بأنه معاد للسامية.

    وأوضح أن شكوكا كثيرة تحيط بجدوى هذه الدعاية، إذ تعتبر مؤسسات الدعاية هذه "أداة غير أخلاقية، ومن يكتفي بالصدمة مما حدث لنا ويتجاهل ما كنا نفعله منذ ذلك الحين، لا يتحلّى بذرّة نزاهة أو ضمير".

    وقال إنه من الضروري أن نقول ونُظهر للعالم ما فعلته حركة "حماس" بنا، لكن هناك معاناة أكبر بكثير في قطاع غزة، وليس لها تفسير، ولا تحتاج إلى تفسير.

    وذكر الكاتب أن الدبلوماسية العامة الإسرائيلية مجرّد خدعة، فهي لا تروي الحقيقة كاملة.

    وأضاف أن النقطة المهمة تكمن في أن المخادعين يتحوّلون إلى أبطال، مثل تلك المرأة الإسرائيلية التي ظلت تقول إن "الأمة اليهودية هم السكان الأصليون لإسرائيل"، وفي اللحظة التي هبطت فيها مطار بن غوريون اضطرت إلى الهروب إلى ملجأ، وصوّرت نفسها بالطبع ونشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتهتزّ قلوب كل "حليف لإسرائيل" وتُذرف الدموع.

    ---------------------------------------------

     

     

    هآرتس 29/12/2023

     

     

    "دولة إبراهيم" من النهر إلى­ البحر.. وصفة دموية

     

     

    بقلم: ايال فنتر

     

    بعد 15 – 20 سنة، وبعد التوقيع على اتفاق تاريخي برعاية الجامعة العربية والولايات المتحدة واوروبا وروسيا والصين - الاتفاق الذي ستضطر الحكومة الاسرائيلية الى المصادقة عليه في الوقت الذي ستقف فيه على طول حدودها جيوش كل من ايران والعراق ومصر وسورية ولبنان، التي جاءت لمساعدة منظمة «شهداء مكة» في الضفة والقطاع – ستكون بضعة اشهر تهدئة قصيرة في الأراضي المقدسة.

    إسرائيل ستوافق على الاتفاق الرهيب الذي سيلغي مكانتها كدولة مستقلة بعد اعلان الولايات المتحدة عن الحياد والجيش الاسرائيلي سيوضح بأنه في هذه الحرب لا توجد أي امكانية للانتصار. الاتفاق، الذي ربما سيكون بعنوان «دولة ابراهيم من النهر الى البحر»، سيؤدي الى تهدئة قصيرة لأنه على الفور بعده سيتم التوضيح بأن هذه الدولة الحرة لا تختلف كثيرا عن دول تجريبية اخرى مثل يوغسلافيا أو ارمينيا أو لبنان أو السودان، التي حاولوا فيها تجميع في دولة واحدة مجموعات سكانية متعادية من ناحية عرقية ودينية.

    رغم ذلك، ربما تكون هذه دولة مختلفة بسبب الكراهية غير العادية بين المجموعتين السكانيتين اللتين ستشكلان دولة ابراهيم. هذه ستكون دولة دموية، القتل فيها في الطرفين سيكون يومياً وكثيفاً. هذه ستكون دولة مع ناتج محلي خام أقل مما في نيجيريا، المواطنون فيها، اليهود والعرب، سيضطرون الى السفر من اجل تلقي العلاج الكيميائي في مستشفى في العريش كي يحصلوا على بضعة اشهر اخرى من الحياة. هذه ستكون دولة سيتعلم فيها معلمو المدارس الثانوية، وفي المدارس الثانوية سيعلمون فقط الدفاع عن النفس والقرآن والتوراة. هكذا ستظهر دولة ابراهيم، ليس لأن مواطنيها اليهود والعرب لا توجد لديهم الكفاءات، بل لأن جميع قدراتهم وكفاءاتهم سيتم استثمارها في العداء والكراهية، وبسبب عدم القدرة على اتخاذ قرارات حكومية حتى في المواضيع الصغيرة جدا. الفوضى التي ستكون في دولة ابراهيم ستعتم على الفوضى التي سادت في الدولة اليهودية التي وصلت الى الذروة في صيف 2023.

    دولة ابراهيم ستكون ساحة للجلادين الذين لا يكفي أنه فرض عليهم تقاسم قطعة الارض نفسها، بل هم سيضطرون ايضا الى تقاسم دولة واحدة. بعد ذلك، ذات يوم سينشر في صفحة الآراء في صحيفة «هآرتس» في العام 2045، الصفحة الاخيرة، مقال قصير لعومر ايميت، يسأل فيه كيف حدث كل ذلك. كيف حدث أن سكان دولة اسرائيل لم ينجحوا في منع الخراب الفظيع، ولم يعرفوا كيفية تطبيق فكرة الدولتين.

    حتى خطة التقسيم من العام 1947 بكاملها هي افضل من الواقع الآن، سيكتب، أو تسوية خطوط العام 1967 التي رفضنا الموافقة عليها اكثر من 80 سنة، وعادت الى جدول الاعمال بشكل ناجع بعد المذبحة الفظيعة في 7 اكتوبر في العشرينيات.

    وهو ايضا سيسأل كيف بقي حتى بعد يوم السبت اللعين 90 في المئة من اعضاء الكنيست في الدولة اليهودية في حينه، يعارضون حل الدولتين على أمل وهمي بحكم يهودي من النهر الى البحر. وكيف حدث أن جزءا كبيرا من اليسار في تلك السنوات كان أسيرا لفكرة رومانسية، لا تقل اهمية عن الاولى، عن دولة يهودية – عربية، ديمقراطية وحرة، تقوم هي ايضا من النهر الى البحر.

    بعد بضعة ايام سيظهر في الصفحة الاخيرة في «هآرتس» مقال رد لبتسلئيل سموتريتش، الذي سيقول في الحقيقة وضعنا اسوأ بكثير، لكنه لم يكن امامنا أي خيار، لأن الضعف الذي اظهرته اسرائيل أمام الفلسطينيين زاد شهيتهم الى أن كف خيار الدولتين عن الوجود.

    بعد بضعة ايام سيظهر مقال رأي لجدعون ليفي في الصفحة الاولى يقول بأن سموتريتش على حق 100 في المئة، لأنه يخالف صديقه الرأي بأن السبب في ذلك لم يكن هو أنه لم يكن لدينا خيار. وسيشرح بأن السبب الحقيقي هو أن اسرائيل كرّهت الفلسطينيين فيها من خلال الاحتلال المتواصل الى درجة أن حل الدولتين اعتبر استمرارية للاحتلال.

    اذا كنت قد تسببت بالذعر للقراء بسبب توقعاتي الفظيعة فسأنتقل الى توقعات متفائلة اكثر، التي احتماليتها تقل يوما بعد يوم. ولكن من المحتمل أن المذبحة الفظيعة في 7 اكتوبر والحرب قد أحدثت الشرخ في وعي من يحبون من النهر الى البحر لأسباب مختلفة. وهو الشرخ الذي يمكن للضوء أن يمر من خلاله.

    الحروب بطبيعتها تخلق الفرص الجديدة للاتفاقات. والزعماء الذين اعتقدوا في السابق بأن المشكلة الفلسطينية هي حبة البطاطا الساخنة التي من الافضل إبقاؤها داخل الفرن وعدم الاقتراب منها، يدركون الآن بأنه اذا لم يتم اخراجها من الفرن فهي يمكن أن تحرق كل البيت، وربما حتى كل القرية العالمية. واذا حدث ذلك فيتوقع أن نشاهد نبوءة مختلفة، التي بدايتها ستكون اتفاقا آخر، اتفاق الدولتين. اتفاقاً ربما ستغيب عنه ايران وروسيا، لكن الجامعة العربية والولايات المتحدة واوروبا بالتأكيد ستدعمه سياسيا وماليا.

    خلافاً للاتفاق السابق الذي وصفته، في الاشهر الاولى بعد التوقيع على هذا الاتفاق بالتحديد لن يكون أي هدوء. كما يبدو ستكون عمليات ارهابية واستفزازات للمستوطنين، لكن التصميم والاستمرار سيؤديان الى خفوت الارهاب. اسطوانة الاوكسجين الذي تغذيه بواسطة المعاناة والفقر والإهانة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، ستفرغ. وعندما سيترسخ الهدوء ويصبح روتين قبل 2045 بكثير سينشر مقال رأي لعومر ايميت في صحيفة «هآرتس»، سيسأل فيه كيف استغرقنا 100 سنة كي نصل الى حل الدولتين؟ وكيف أنه في كل مرة حاولنا التقدم من هذا الحل استسلمنا للمتطرفين الذين حاولوا افشاله؟.

    لماذا في كل مرة حدث ذلك تم طرح الفكرة الغبية لدولة «من النهر الى البحر» التي صاغها المتطرفون من اليسار واليمين. وكيف يمكن الشرح بأنه بالنسبة لأغلبية الجمهور العقلاني كان الحل الأفضل هو أنه لا يوجد حل، حيث أنه اضافة الى شقة صغيرة في حولون وحساب صغير في البنك، اورث كل جيل لأولاده أيضا دولة معيبة كان يمكنه إصلاحها بنفسه. ولن يكون أي مقال رد على مقال عومر ايميت هذا، سواء من سموتريش أو من ليفي.

    ---------------------------------------------

     

    معاريف 29/12/2023

     

     

    علاقة نتنياهو مع إدارة بايدن: عثرة اليمين المتطرف

     

     

    بقلم: البروفيسور ايتان غلبواع

     

    بعد زيارات إلى البلاد من كل رجالات الرئيس جو بايدن في مجالي الخارجية والأمن، انقلب الآن الاتجاه ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سافر بزيارة حرجة الى واشنطن. بالمقابل المصالح والمواضيع على جدول اعمال العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، التي سيعنى بها، بقيت مشابهة جداً لما كانت عليه في بداية الحرب في غزة.

    اختيار ديرمر هو اختيار طبيعي. فهو يعرف جيدا السياسة الأميركية من فترة ولايته كسفير إسرائيل في واشنطن، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتمد عليه ولديرمر علاقات طيبة مع كل هيئات الإدارة. كما سيلتقي ديرمر أيضا مع كبار رجالات الكونغرس كي يوقف انجرافا محتملا في تأييد بايدن، ويضمن إقرار مساعدة عسكرية واموال خاصة بمقدار 14.5 مليار دولار. وهذه عالقة في الكونغرس لأن بايدن يصر على رزمة مساعدة واحدة لإسرائيل ولاوكرانيا بينما الجمهوريون يطالبون بالفصل. بايدن يتوقع من ديرمر ان يمارس نفوذه الكبير على الجمهوريين لاجل إقرار الرزمة المشتركة.

    ان المهمة الأساس للزيارة هي الوصول الى توافقات في مواضيع مختلف عليها بين الدولتين. ويفترض بديرمر أن يعرض أجوبة على مواضيع تقلق الإدارة، بما في ذلك الجدول الزمني للانتقاد من حرب بقوى عالية الى حرب بقوى منخفضة واليوم التالي؛ وسيعرض تحديات إقليمية تقلق إسرائيل، بما فيها البرنامج النووي الإيراني وتفعيلها وكلائها: حزب الله والحوثيون.

    إدارة بايدن تريد ان تنهي إسرائيل المناورة البرية القوية حتى نهاية كانون الثاني وتنتقل الى المرحلة الثالثة من القتال بقوى منخفضة. للحفاظ على الإنجازات وخلق الظروف لاستبدال حكم حماس. الإدارة تعارض احتلالا طويلا للقطاع وسيطرة إسرائيلية في حزام أمني حول غزة، هو حيوي لإعادة سكان الغلاف الى بلداتهم. ديرمر سيسأل كيف برأيهم يمكن تحقيق اهداف الامن الدنيا هذه.

    الإدارة معنية باستبدال حماس بالسلطة الفلسطينية وتفكر بأن هذا هو الوقت لوضع خطة لأنها كفيلة بمجرد وجودها ان تضعضع حكم حماس. علنياً نتنياهو يعارض. لكن رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي نشر مقالاً في صحيفة «ايلاف» السعودية وفيه موافقة على حكم في غزة «للسلطة الفلسطينية التي تجتاز اصلاحا جذريا». حيال الأميركيين أيضا بدأ موظفون إسرائيليون كبار باستخدام تعبير مشابه.

    حتى الآن رد نتنياهو طلبات لإجراء بحث جدي في اليوم التالي، أساساً خوفا من ابتزاز ائتلافه. بن غفير وسموتريتش انتقدا بحده مقال هنغبي. ديرمر سيكون مطالباً بأن يشرح ماذا يريد نتنياهو الذي لم يعد قادرا على أن يتفادى ذلك بحجة ان هذا ليس الوقت، ويجب أولا هزيمة حماس».

    ايران تفعّل بقوة أكبر وكلاءها ضد إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان، سورية، العراق واليمن. حزب الله والحوثيون يصعدون هجماتهم على إسرائيل، وهكذا يتعاظم الاحتمال لحرب إقليمية واسعة يتطلع بايدن لمنعها. الولايات المتحدة وفرنسا تعملان دبلوماسيا على انسحاب حزب الله من الحدود مع إسرائيل.

    سيرغب ديرمر في أن يعرف ما هو احتمال نجاح هذه الخطوة، واذا كان هناك إسناد ستعطيه الإدارة لإسرائيل في حالة هجوم واسع على حزب الله. اقامت الإدارة قوة مهمة دولية لحماية حرية الملاحة في مضيق بان المندب، لكن هذه لا تزال لا تردع الحوثيين بما يكفي، الذين يواصلون مهاجمة سفن في البحر الأحمر وإسرائيل. وهنا أيضا السؤال سيكون ما العمل لأجل إيقافهم.

    برعاية الحرب في أوكرانيا وفي غزة، تتقدم ايران جدا في الطريق الى تحقيق سلاح نووي. تقرير نشرته وكالة الطاقة الذرية للأمم المتحدة يقضي بان ايران تبرعت مؤخراً بوتيرة تخصيب اليورانيوم في منشآت النووي بوردو ونتناز الى 60 في المئة ورفعت انتاجه من 3 كيلوغرامات الى 9 كيلوغرامات في الشهر. وتيرة كهذه ستكفي لثلاث قنابل نووية. ديرمر سيرغب في أن يعرف اذا كانت إدارة بايدن تخلت عن اتفاق نووي جديد مع ايران، واذا كان لا، فكيف تعتزم كبح، سواء السباق الى القنبلة ام التشجيع الإيراني لحزب الله والحوثيين والقتال ضد إسرائيل.

    اكثر من 200 طائرة شحن أميركية هبطت في إسرائيل منذ بداية الحرب، ومع السفن جلبت الى إسرائيل اكثر من 10 الاف طن من الذخيرة والعتاد العسكري. لكن الحرب المتواصلة في غزة والخطر من أن تتصاعد المواجهة مع حزب الله الى حرب شاملة تفترض مواصلة التوريد في المستقبل. سلاح الجو قلص اسراب الكوبرا (مروحيات قتالية) وعليه فقد طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة تلقي مروحيات مطلوبة للقتال في كل الجبهات. لا تزال إدارة بايدن تبحث في الطلب. ويفترض بديرمر ان يستوضح المساعدة العسكرية التي تحتاجها إسرائيل. هذه ورقة ضغط مهمة لبايدن على نتنياهو.

    مع أن رئيس الوزراء بدأ يدير حملة انتخابات بشعار انه هو وحده يمكنه أن يتصدى للضغط الأميركي، اثبت الواقع حتى الان استخدم نتنياهو الضغط الأميركي كي يلجم محافل يمين متطرف في حكوماته. ويعول الأميركيون على هذا النمط، الا ان نتنياهو الضعيف اليوم مختلف عن ذاك الذي كان في الماضي. إسرائيل متعلقة تماما بالمساعدة العسكرية والدبلوماسية الأميركية، واذا واصل رئيس الوزراء تفضيل مصالح ائتلافه، فمهمة ديرمر ستفشل والخلافات مع البيت الأبيض ستتعمق فقط.

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/86691