التصريح الصحفي للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع خلال الندوة الصحفية التي انعقدت يومه الجمعة 22 دجنبر 2023 بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
2023-12-23
السيدات والسادة الصحفيات والصحفيين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية ووكالات الأنباء والملحقين الصحافيين بالسفارات والسيدات والسادة ممثلي هيآت المجتمع المدني.
باسم السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، نتوجه بالتحية لكن ولكم، على تلبية الدعوة للحضور في هذه الندوة الصحفية، التي نود من خلالها استعراض دواعي اللقاء بكن/م عشية تنظيمنا المسيرة الشعبية بمدينة الرباط بعد الغد الأحد 24 دجنبر 2023.
إن السياق الذي تنظم فيه هذه المسيرة هو التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، والتي يتابعها العالم أجمع، عقب ملحمة طوفان الأقصى التي أطلقت شرارتها حركة المقاومة الإسلامية حماس من قطاع غزة، وانخرطت فيها كافة الفصائل الفلسطينية الشعبية والمسلحة، من كافة أجزاء الوطن الفلسطيني المحتل بالضفة الغربية بما فيها القدس، وأراضي 48 حيث انتقلت المواجهة والصراع مع العدو الصهيوني إلى مستويات جديدة في مقاومة المحتل وتم تأكيد مقولة أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، وأن ما حدث يوم 07 أكتوبر2023، يشكل محطة مفصلية في تاريخ الكفاح الفلسطيني ومقاومته الباسلة، التي لا زالت تسجل منذ 77 يوما من مقاومة العدو الصهيوني صمودا أسطوريا أمام آلة الحرب الصهيونية، التي تمارس سياسة المجازر والتدمير الشامل، بالقصف الجوي والاجتياح البري بأسلحة متطورة وأخرى محضورة دوليا، وبدعم كامل ومشاركة مباشرة لقوى الغرب الاستعماري وعلى رأسها الإدارة الأمريكية من خلال عشرات الآلاف من المرتزقة من 20 دولة، حيث يستهدف كيان الإجرام الصهيوني كل شيء ينبض بالحياة، من المباني والعمارات السكنية التي يقصفها ويدكها فوق رؤوس ساكنيها، ومن المستشفيات وسيارات الإسعاف والمؤسسات التعليمية، والمساجد والكنائس، والمخابز والأسواق العمومية وخزانات المياه، وكل المناطق التي ينزح إليها السكان، ومخيمات اللاجئين، بل وحتى مدارس الأنوروا، وهو ما أسفر لحد الآن عن سقوط أكثر من عشرين ألف شهيد وشهيدة، أمثر من سبعين بالمائة منهم من الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى نساء ورجال الإعلام، والأطر الطبية، وأكثر من اثنين وخمسين ألفا من الجرحى والمعطوبين، بالإضافة إلى دمار وخراب لا نظير لهما في جميع الحروب التي شهدتها البشرية في العصر الحديث.
وطبعا فإن كل جرائم الحرب والعدوان والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبت ولا تزال ترتكب إلى يومنا هذا في كل دقيقة وثانية، مع ما يرافقها من تعذيب وقتل للمعتقلين، حسب التقرير الأخير للمركز المتوسطي لحقوق الإنسان، وحصار عام وحرمان من كل ضروريات الحياة من غذاء ووقود وماء وكهرباء ودواء، اعتقادا من العدو الصهيوني المحتل وشركائه الرئيسيين في قوى الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أن الشعب الفلسطيني سيتراجع عن الأهداف التي سطرتها معركة طوفان الأقصى. ولكنه، وعكس توقعاتهم، وبرغم التضحيات الجسيمة، فإن المقاومة لا زالت تصنع الملاحم، وتلحق بجيش الاحتلال الصهيوني الهزيمة تلو الهزيمة، مكبدة إياه المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد، مكذبة للأهداف التي سطرها، والمتمثلة في تصفية المقاومة، وعلى رأسها حركة "حماس"، وتحرير أسراه، بل وفضحت للعالم طبيعة كيان الأبارتهايد الصهيوني الذي تابع الرأي العام الإقليمي والدولي بشعوبه وحكوماته الجرائم البشعة بالصوت والصورة، اتجاه المدنيين وخصوصا النساء والأطفال منهم. وبذلك استطاعت المقاومة الفلسطينية إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الساحة الدولية، ولأروقة الأمم المتحدة العاجزة أمام الحماية المستمرة لجرائم الصهاينة الذين يظلون بعيدين عن أية مساءلة أو عقاب منذ 75 سنة، رغم مئات القرارات الصادرة عن المنتظم الدولي ومؤسساته، بفعل سلاح "الفيتو" الذي تستعمله أمريكا للمرة الثالثة خلال هاته المدة بمجلس الأمن، بل إن التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية ليشكل أحد الأهداف الاستراتيجية التي تحققت بفضل معركة طوفان الأقصى المظفرة.
السيدات والسادة هذا هو السياق الذي ننظم فيه هذه المسيرة الشعبية.
ونستحضر في نفس الوقت والآن، في هذا اليوم 22 دجنبر 2023، يوم 22 دجنبر من سنة 2020، الذي أعلن فيه النظام الرسمي المغربي جهارا تطبيعه الخياني مع كيان الاحتلال الصهيوني، بتوقيع رئيس حكومته حينها، على عدد من اتفاقيات الذل والعار، التي ومنذ ذلك اليوم استمر التوقيع على أخريات منها في كافة المجالات، بما فيها المجالات المرتبطة بالشؤون العسكرية والأمنية والمخابراتية والسيبريانية لبلدنا، والتي هي في الجوهر مساس بالسيادة المغربية. وطبعا فإن تلك العملية لم تمر في صمت لأن ما قام به النظام المخزني كان ضدا على إرادة الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية تحررية، وهو الأمر الذي كان وراء تشكيل جبهتنا هذه في 28 فبراير 2021 والتي تضم 19 هيأة حالياً (الحزب الاشتراكي الموحد، الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حزب النهج الديمقراطي العمالي، فيدرالية اليسار الديمقراطي، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي-، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، حركة ب د س – المغرب، الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبيضاء، الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، الفيدرالية المغربية لحقوق الإنسان، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، والفضاء المغربي لحقوق الإنسان، والجمعية المغربية للنساء التقدمي