• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 22/12/2023 العدد 889
    2023-12-23
     الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

    إسرائيل اليوم 22/12/2023

     

     

    سلم الأولويات: تصفية مسؤولي حماس ثم تحرير الرهائن

     

     

    بقلم: عدي شورتس

     

    باحث في معهد مسغاف للاستراتيجية الصهيونية

    ما سأقوله في ما يأتي يصعب طرحه خطياً. فمن شأنه أن يبدو حماسياً، قاسي القلب، غير إنساني. كفيل بأن يفسر كاستهتار بحياة الإنسان. أما الحقيقة فمختلفة: بالذات من تمتثل الأخلاق، الإنسانية ومحبة الحياة أمام ناظريه ملزم أن يقول صراحة إنه محظور بأي حال وشكل وضع تحرير الرهائن في غزة في رأس سلم الأولويات، فوق تصفية قوات حماس.

    من كل صوب تنطلق الآن بقوة أكبر دعوات "الكل مقابل الكل"، "عمل كل شيء"، أو "تحريرهم الآن" – وكأن الأمر هو بالمطلق في أيدي دولة إسرائيل.

    المأساة في نهاية الأسبوع الماضي والتي أطلقت النار فيها بالخطأ فقتلت ثلاثة رهائن شجعان حاولوا الهروب من خاطفيهم، شددت هذه الدعوات بشكل مفهوم.

    صحيح أن دولة إسرائيل فشلت بشكل ذريع في 7 أكتوبر في حماية مواطنيها، وهي ملزمة بمحاولة إعادة المخطوفين إلى الديار. لكنها ملزمة ليس فقط لـ 129 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة بل وأيضاً لباقي مواطنيها، نحو 10 ملايين لعددهم، يطالبون في ألا تكرر نفسها الفظاعة التي وقعت في 7 أكتوبر.

    أهالي وأطفال، شيوخ وشبان، في جنوب البلاد وفي شمالها. لهذا الغرض، فإن المرحلة الأولى يجب أن تكون تصفية حماس.

    تحرير الرهائن مقابل وقف القتال في غزة، مثلما تطالب حماس الآن، سيكون مصيبة وطنية لأجيال، تضع في خطر حياة عموم مواطني إسرائيل.

    كل سنة يولد في إسرائيل نحو 177 ألف وليد، بمتوسط 485 في اليوم.

    دم مئات المواليد الزكية هؤلاء ليس أقل حُمرة من دم الرهائن في غزة. حياتهم لا تساوي أقل. للمدى البعيد، القضاء على حماس وترميم الردع الإسرائيلي في أرجاء الشرق الأوسط سيضمن حياة إسرائيليين أكثر بكثير من تحرير 129 مخطوفاً – إذا كان الأمر ممكناً على الإطلاق – مقابل وقف الحرب.

    لـ 485 طفلاً سيولدون اليوم في إسرائيل لا توجد أسماء بعد. وجوههم ليست معروفة لنا، مثلما هي معروفة وجوه إخوتنا وأخواتنا المخطوفين في غزة، ممن تظهر صورهم في اليافطات في كل أرجاء البلاد.

    هذا اختيار وحشي، لكن من الواجب القيام به: تحرير المخطوفين دون هزيمة حماس هو هزيمة رهيبة ستعرضنا جميعنا للخطر.

    هذه ليست كلمات في الظلام: إذا لم تحيد إسرائيل التهديدات الوجودية التي حولها، فهذه مسألة وقت فقط إلى أن ينضم مزيد فمزيد من الأسماء إلى قوائم الضحايا.

    الرأي العام ووسائل الإعلام موجهة لتحقيق الأهداف للمدى القصير. لكن قيادة مسؤولة ملزمة بأن تفكر بتأثير قراراتها على المدى البعيد أيضاً والذي من الصعب أكثر الشعور به بشكل فوري.

    مثل هذه القيادة ملزمة بأن تضع في رأس سلم أولوياتها إنهاء المهمة التي بدأت بها – إزالة التهديد من جانب حماس على جنوب البلاد.

    ليس فقط 129 رهينة في غزة ينظرون إلينا ويطلبون ألا ننساهم. 485 طفلاً يولدون هنا كل يوم هم أيضاً يطلبون منا بالضبط الأمر نفسه.

    --------------------------------------------

    إسرائيل اليوم 22/12/2023

     

    خـطـر الاسـتـعـداد الإسـرائـيـلـي لـلـتـنـازل

     

     

    بقلم: أرئيل كهانا

     

    "من يعتقد أننا سنتوقف ليس مرتبطاً بالواقع"، هكذا خرج أمس رئيس الوزراء بالتوضيح في ضوء الأصوات الشكاكة التي انطلقت حول خطوات الحرب.

    ينبغي أن نقول بصدق إنه منذ السبت الأسود، توجد هموم كثيرة في أوساط الشعب الجالس في صهيون.

    في البداية، الكثيرون من بين الجمهور تخوفوا من ألا يكون رد فعل إسرائيل على هجوم حماس مناسباً.

    بعد ذلك، في الأسابيع الثلاثة الأولى من القصف الجوي، ادعى الناس أنه لن يكون دخول بري.

    بعد أن اقتحم الجيش بقوة واحتل شمال القطاع، كان هناك من حذروا من أن الجنوب سيبقى محصناً.

    عندما دخلنا إلى الجنوب أيضاً وبدأت هدنة تحرير المخطوفين، توقع المنتقدون بأن الحرب لن تستأنف.

    كل نبوءات الغضب هذه دحضت. فالجيش الإسرائيلي يعمل بشكل مبهر وببطولة عظيمة في القطاع، في توجيه من المستوى السياسي.

    هكذا فإنه على أساس هذا التاريخ القصير، يمكن إعطاء بعض الثقة على الأقل لأقوال نتنياهو في أننا "لن نوقف القتال حتى تحقيق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا".

    غير أنه يوجد أيضاً طرف آخر في المعادلة. في جانب الإنجازات الهائلة للجيش الإسرائيلي والإيمان بأن الوعود ستتحقق، ينبغي الاعتراف أيضاً بأن بعض المواقف الأولية تآكلت.

    ففي الأيام الأولى منعنا كل دخول لمساعدات إنسانية إلى غزة، وبخاصة الوقود وبالتأكيد ليس من إسرائيل.

    أما اليوم فكل هذا يحصل وبحجم كبير، وبعلم واضح بأن حماس تضع يدها على التوريد، تواصل الإظهار بذلك سيطرتها على غزة، وبالطبع تحسن قدرتها على البقاء.

    إضافة إلى ذلك، وعد وزير الدفاع غالانت عملياً وزير الدفاع أوستن بان في غضون بضعة أسابيع سيتمكن سكان شمال القطاع من العودة إلى بيوتهم. وذلك رغم أن حماس لا تزال بعيدة عن الإبادة، قواتها تعمل في الشمال والمخطوفون لم تتم إعادتهم.

    بمعنى أن إسرائيل في واقع الأمر تبدأ بإعادة غزة إلى الحياة الطبيعية، رغم أن أهداف الحرب لم تتحقق. هذا ليس تنازلاً تكتيكياً بل استراتيجي.

    الأمر التالي على جدول الأعمال هو صفقة أخرى لإعادة مخطوفين. هنا بات الاستعداد الإسرائيلي للتنازل مقلقاً حقاً.

    الثمن يوشك أن يكون تحريراً لمخربين دم عشرات اليهود على أيديهم. واضح أن هدنة أخرى ستنطوي على صفقة تسمح لحماس مرة أخرى برفع مستوى قدراتها والمس بجنودنا حين تستأنف النار.

    لقد استغلت حماس الهدنة السابقة جيداً وهي أحد الأسباب للإصابات الكثيرة بين جنودنا بعد استئناف المعارك.

    ينبغي أن نأخذ بالحسبان أن توقفاً إضافياً في القتال سيجبي ثمناً عالياً حتى أكثر من بين القوات.

    المعضلة، وإن كانت وحشية، لكن حياة الجنود ليست عزيزة أقل من حياة المخطوفين بقدر ما هو صعب قول هذه الكلمات.

    فضلاً عن ذلك سبق أن تعلمنا بالطريق الأصعب أن للصفقات بالمدى القصير يوجد ثمن رهيب في المدى البعيد.

    حتى الآن حررنا قرابة 200 مخربة ومخرب، بعضهم بالتأكيد سيعودون إلى الإرهاب.

    الآن الأعداد و"النوعيات" من المحررين ستكون أعلى. والأهم: بخلاف المسيرة الضرورية لنزع الحماسية، فإن صفقة مخطوفين تترك لدى الفلسطينيين الرسالة في أن الإرهاب مجدٍ، وأن إسرائيل لا تقف عند مبادئها وأن كل شيء مجرد مسألة ثمن. وهذه رسالة سيئة جداً.

    إلى جانب الحزن الشديد على المخطوفين الذين يحتجزون في غزة في الحاضر، يجب أن نتذكر أن تحرير مخربين معناه أن يكون مزيد من المخطوفين في المستقبل.

    أفلم تحن الساعة لإبداء التصلب، لكسر هذه الدائرة الدموية وللعودة إلى مبدأ عدم الاستسلام للإرهاب بل الانتصار عليه فقط؟

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 22/12/2023

     

     

    نتنياهو عقيد التفريق بين فتح في الضفة وحماس في غزة تحطمت في 7 اكتوبر

     

     

    بقلم: عكيفا الدار

     

    لا يوجد لبنيامين نتنياهو أي فكرة حول كيفية الخروج من الكارثة التي انزلها علينا تحالفه القديم . ولكن الآن اصبح لديه تحالف جديد معها. العدو السياسي لهما يواصل الجلوس في رام الله ويهددهما بعملية اوسلو. محظور بأي شكل من الاشكال السماح له برفع الرأس، حتى بثمن التصادم مع الرئيس الامريكي وفقدان اتفاقات ابراهيم والمس بالعلاقات مع الاردن ومصر وتفويت احتمالية التطبيع مع السعودية وتعزيز قوة ايران.

    بعد أن قام رئيس الحكومة بالسماح بدخول الاموال القطرية فانه يشق طريق هذه المنظمة الى قلب القدس وغلاف كفار سابا. عقيدته للفصل بين فتح الضفة وحماس غزة تحطمت الى شظايا في 7 اكتوبر. الآن المتهم رقم 1 بالكارثة رقم 1 في تاريخ الدولة يتبنى عقيدة تدميرية جديدة وهي "وحد تسد".

    الشعار الاخير الذي يقوم باعداده لحملته الانتخابية بعد انتهاء الحرب هو "الحوار بين حماس وفتح (السلطة) ليس هل سنقضي على دولة اسرائيل، بل كيف سنفعل ذلك". في نفس الوقت يقول الكذاب من قيصاريا بأنه لا يوجد أي فرق بين المعسكرات الفلسطينية المتخاصمة، جميعها تدعو الى الارهاب وتؤيد الارهاب وتموله من اجل ترسيخ ادعاء "كل العرب يريدون القضاء علينا" فان نتنياهو يعتمد على نتائج الاستطلاع الاخير للدكتور خليل الشقاقي، الذي بحسبه 82 في المئة من سكان الضفة الغربية (العرب في يهودا والسامرة حسب تعبيره) يبررون المذبحة فى الجنوب. بعد 56 سنة على قتل القاصرين والآلاف من السجناء ومصادرة الاراضي والاهانة وعدم الأمل في الحرية، يجب مباركة أن هناك 18 في المئة ما زالوا لا يؤيدون حماس التي تنجح في لدغ اسرائيل.

    اذا بقي نتنياهو في الحكم فان الجيش الاسرائيلي ربما سينجح في اقصاء حماس عن القطاع، لكن هذه المنظمة ستدخل قدميها الى رام الله عندها فان أي مواطن أو أي جندي اسرائيلي يضل الطريق ويصل الى طولكرم سيختفي في أقبية حماس. قلائل يعرفون أن آلاف الاسرائيليين مدينون لحياتهم لرجال الشرطة الفلسطينية، الذين ينقلون للسلطات الاسرائيلية كل سنة عشرات الجنود والممدنيين الذين ضلوا الطريق وواجهوا الجمهور الغاضب في طولكرم أو قلقيلية (حسب اعداد السلطات سجلت في هذه السنة 49 حادثة كهذه).

    في السنة الماضية كان هناك تعاون بين السلطة الفلسطينية واسرائيل على قمع موجة العنف التي هددت بالوصول الى انتفاضة ثالثة.

    السلطة الفلسطينية اعتقلت نحو 20 عضو في المجموعة "عرين الاسود"، الذين كانوا مسؤولين عن 34 عملية اطلاق نار في الضفة الغربية، وهذا رقم قياسي في العقد الاخير في ورقة موقف نشرت في حينه في موقع "آي.ان.اس. اس" كتب العميد (احتياط) أودي ديكل أن مجموعات من الشباب الفلسطينيين المتحمسين يتم جذبهم الى الفراغ السياسي الذي يعيش فيه الجمهور الفلسطيني مع الشعور بعدم وجود مخرج أو طريق تضمن مستقبل وطني افضل، وعدم وجود قيادة يمكن الاعتماد عليها. ليس فقط أن هذا التنظيم للشباب يجبي الثمن بالاصابات في اوساط الجنود والمستوطنين الاسرائيليين"، كتب من كان رئيس فرع الاستراتيجية في قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي، "بل هو ايضا يضعف السلطة الفلسطينية ويقوض قدرتها على فرض القانون والنظام والاستقرار في المناطق".

    حتى أن وزير الدفاع يوآف غالنت (الليكود) قال بشكل صريح في 1/11 بأن "قوات السلطة الفلسطينية تساعد حسب تقديرها في منع الارهاب". لذلك فانه من المهم تحويل الاموال للسلطة التي تقوم اسرائيل بمصادرتها منها.

    الجنرالان من المعسكر الرسمي واللذان يجلسان في كابنت الحرب يعرفان عن كثب ميزان القوة في الضفة. نتنياهو عاد واعلن "أنا لن اسمح لاسرائيل بتكرار خطأ اوسلو"، أي "أنا لن اسمح بذلك. أنا الوحيد الذي سيقضي بشكل كامل على حل الدولتين أنا وليس بني غانتس أو يئير لبيد". في الحقيقة يوجد له شريك مخلص وهو وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الذي قال في الاسبوع الماضي بأن القاسم الوحيد المشترك بين ايران واسرائيل هو أنهما لا تؤمنان بحل الدولتين.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت احرونوت 22/12/2023

     

     

    اذا أرادوا اسـقاط حماس

     

    بقلم: نداف ايال

    صورتان من قطاع غزة. الأولى: مجموعة مدنيين فلسطينيين يتحركون في منطقة المستشفى الاندونيسي فى شمال القطاع. يحاولون الانتقال جنوبا. الجيش يشرف على المحور، في محاولة لتشخيص مخطوفين أو رجال حماس فارين.

    صورة ثانية:  في حي الرمال في مدينة غزة اجتياح للواء 401 رجل ابن 60 تقريبا يقترب من القوة. هذه تنفذ نار تحذير اما هو فيواصل التقدم - ويتفجر. لا إصابات للجيش الإسرائيلي التقدير في الفرقة هو ان هذا كان من حماس، واذا كانت كل هذه التفاصيل دقيقة - وانا أكدتها مع الناطق العسكري - فان هذه كانت العملية الانتحارية الأولى في حرب غزة.

    من روى لي عن هذه الاحداث هم جنود في الميدان الاحداث تجسد المعاضل الصعبة للمقاتلين والقادة هي تمثل شيئا آخر أيضا: المراوحة في المكان وحرب العصابات التي تخطط لها حماس وتنفذها في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي منذ الان.

    في الأسبوعين الأخيرين كان هذا قد بدأ. نار قناص فرد. تسلل حماس (ربما في انفاق لم تكتشف بعد) عودة الى الأماكن التي يشعر فيها الجيش بامان اكثر حتى قبل أسبوعين - ثلاثة أسابيع في المرحلة التالية ستكون حاجة الى احباط عملیات انتحاریین اطلاق صواريخ كورنيت، سيارات مفخخة.

    المرحلة التالية هي المرحلة الثالثة: المرحلة الثانية من الحرب - البرية - لا تزال جارية. بعدها ستتركز القوات من جديد في داخل قطاع غزة واساسا في الشمال. سيسمح بعودة معينة للسكان محدودة، منضبطة ظاهرا، واساسا لاحياء معينة في مدينة غزة.

    الجيش سيواصل اجتياحات خاصة وغارات من الجو "حتى تدمير قدرات حماس"، كما يقولون في الكابينت حماس ستحاول ان تجبي من القطاع الأمني ومن استحكامات الجيش الإسرائيلي في داخل القطاع لترات من دمه من المهم التشديد على ان الجيش لم يطهر شمال ووسط غزة؛ فقد سيطر عليها عملياتيا. طالما كانت توجد هناك فوهات انفاق، الاف البيوت التي لم تمشط، فان من المتوقع لخلايا حماس ان تعمل في قلب الميدان بالتوازي، فان شاحنات الغذاء والمعدات ستنقل المؤن للجيوب، لنفترض جباليا.

    من الجنوب سيواصلون محاولة اطلاق الصواريخ نحو إسرائيل؛ عصر "التفاهمات"، "الهدوء يستجاب بالهدوء" او "وقف النار" مع حماس انتهى. هناك من يشبهون المرحلة الثالثة بالاحتلال في لبنان حتى انسحاب الجيش من الحزام الأمني في 1985. حبذا. هذا وضع اكثر تعقيدا بكثير.

    حماس، كقوة سلطوية وعسكرية، يجب تصفيتها إسرائيل قررت عمليا، بتوصية من المستوى العسكري - عدم احتلال القطاع حقا. عدم الانتقال من بيت الى بيت السيطرة التامة على رفح إقامة حكم عسكري. في هذه الظروف، فان التصفية العسكرية صعبة ومتحدية صعبة بسبب الانفاق، الدعم الواسع من السكان، استمرار وجود حماس في جنوب القطاع.

    إذن ما هو معنى القضاء على قوة حماس السلطوية؟ في إسرائيل يقتبسون المرة تلو الأخرى الميزانية التي تتلقاها حماس من قطر ومن ايران لكن الجهاز الحماسي اكثر تعقيدا وتطورا بكثير.

    وهو يعمل على النحو التالي: السلطة الفلسطينية تقدم الخدمات في داخل قطاع غزة. لكن الضريبة التي تجبى من سكان غزة لا تصل اليها. كما أن منظمات الإغاثة (مثل الاونروا) تدعم السكان المدنيين بالمجان، بتمويل الغرب. قطر، تحول عشرات الملايين كل شهر، ومعظمها تصل الى سكان غزة أنفسهم. لكن حكومة غزة اقامت منظومة هائلة من جباية الضريبة، الجمارك وبدل التهريب.

    في إسرائيل يقدرون بانها ارادت تمويل الحرب المقتربة المال الذي تجبيه حماس لا يعود فى معظمه الى السكان؛ فهؤلاء تعنى بهم التبرعات، المنظمات الدولية، السلطة الفلسطينية وقطر. وهكذا تتمتع منظومة حماس السلطوية من ميزانية امن ضخمة مقارنة بكل المنظمة الفلسطينية أخرى – لكن بدون مسؤولية عن الاحتياجات المدنية للسكان.

    وكيف تجبي حماس الضريبة تفرضها. لديها احتكار على العنف في القطاع وهذا صحيح في هذه الأيام أيضا التي تواصل فيها العمل الأسواق والدكاكين في جنوب القطاع طالما بقيت الاعمال الاقتصادية لملايين الناس، وحماس تمسك بالسيطرة على البضائع الوافدة، فانها ستواصل تلقى المداخيل، وقوتها السلطوية يمكنها أن تبقى.

    الغارات من الجو والاجتياحات اللوائية لن تحل هذه المشكلة. لا توجد هنا علامات تعجب ولا حتى علامات استفهام . يوجد هنا سؤال واحد: هل احد ما في إسرائيل بجدية، يعنى بالاجمال في اسقاط نظام حماس. الاقتصادي، الثقافي، المدني. وليس في إحصاء جثث صعب.

    --------------------------------------------

     

    مسؤول إسرائيلي سابق يدعو لتكثيف الهجمات والاغتيالات بغزة

     

     

     

     

    دعا مسؤول أمني إسرائيلي سابق إلى تكثيف الهجمات الجوية وعمليات إخلاء الفلسطينيين من منازلهم واغتيالهم والحد من دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

    وكتب مستشار الأمن القومي السابق مئير بن شابات في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم”، الجمعة: “ينبغي لإسرائيل أن تكثف الضغوط على حماس في كافة النواحي”.

    وأضاف: “يجب أن نعود إلى الصيغة التي خدمت إسرائيل في المرحلة الأولى من القتال”.

    وأضاف مفسرا الخطوات التي يقترحها: “الهجمات الجوية واسعة النطاق؛ إجلاء السكان من المناطق التي لم تتعرض للهجوم بعد، مثل مخيمات اللاجئين وسط القطاع”.

    وتابع: “منع عودة السكان الذين تم إجلاؤهم من شمالي غزة، ولا حتى إلى ما تبقى من منازلهم؛ واغتيالات مستهدفة داخل القطاع وخارجه؛ ولا يقل أهمية عن ذلك، السيطرة على الإمدادات والوقود الذي يدخل إلى القطاع”.

    وتابع بن شابات: “ينبغي النظر إلى المساعدات وكأنها ذخيرة؛ أي أنه يجب أن تكون محدود النطاق ومراقبة بحيث لا يتم تحويلها إلى حماس”.

    واعتبر بن شابات أن “السماح بدخول الإمدادات هو خطأ جسيم”.

    وقال: “للتعامل مع الضغوط الدبلوماسية، ربما تستطيع إسرائيل إعلان منطقة ’خفض تصعيد’ جنوب غزة، والتي ستكون الوجهة الوحيدة للمساعدات الإنسانية، وحيث يمكن لأي ساكن الذهاب إليها إذا احتاج إلى المساعدة”.

    واستهجن بن شابات موافقة الحكومة الإسرائيلية على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم.

    وقال: “هذا يفتح الطريق إلى الضغط لزيادة نطاق المساعدات وسيمنع إسرائيل من وقف التدفق عندما تريد ذلك، والأسوأ من ذلك أنه من وجهة النظر المستقبلية، فإنه يعهد مرة أخرى إلى إسرائيل بالمسؤولية عن الجوانب المدنية في قطاع غزة”.

    وأضاف: “إذا كانت إسرائيل تريد تجنب الوضع الذي يصبح فيه فتح معبر كرم أبو سالم سابقة ونموذجاً لمزيد من الاتفاقيات، فمن المستحسن الآن تفكيك معبر إيرز (بيت حانون في شمال غزة) وإغلاقه نهائيا من خلال إنهاء عمليات التنسيق هناك”.

    ورأى بن شابات أن ما قام به الجيش الإسرائيلي بالحرب حتى الآن هو “مجرد إنجازات تكتيكية بتكلفة باهظة للغاية”.

    وزاد: “لقد تغيرت طبيعة الهجوم الإسرائيلي: فقد أصبحت الغارات الجوية واسعة النطاق التي تشنها الطائرات المقاتلة أقل شيوعا”

    وأكمل: “القتال البري مكثف، لكنه يوفر لحماس فرصا لإلحاق الأذى بقواتنا باستخدام الأساليب التي أعدت لها مسبقا، ومن خلال ممرات الأنفاق والكمائن والفخاخ التي خططت لها”.

    وفي وقت سابق الجمعة، حذرت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا باولا غافيريا بيتانكور، من سعي إسرائيل إلى “تغيير دائم” لتركيبة سكان غزة من خلال أوامر الإخلاء المتزايدة، والهجمات واسعة النطاق على المدنيين والبنية التحتية المدنية في جنوب القطاع.

    --------------------------------------------

    هآرتس 22/12/2023

     

    في مصيبة إنسانية لم يشهدها التاريخ.. إسرائيل: نطردهم من الشمال ونجوعهم في الجنوب

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

    منظمة الإغاثة الغذائية للأمم المتحدة تقدر بأن نحو نصف سكان القطاع، نحو مليون نسمة، يعيشون حالة جوع خطير أو متطرف. في جنوب قطاع غزة، يكتظ عشرات آلاف الفلسطينيين، يبحثون عن منتجات غذائية أساسية ومياه صالحة للشرب.

    هذه مصيبة إنسانية على نطاق غير مسبوق في مواجهات سابقة، وهي تلزم إسرائيل – التي وجهت سكان شمال القطاع للانتقال جنوباً، بتقليص المس بالسكان المدنيين قدر الإمكان. لم يكن التجويع الجماعي لسكان قطاع غزة جزءاً من أهداف الحرب التي فرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر.

    حسب تقرير في برنامج الغذاء العالمي الذي يعمل في إطار الأمم المتحدة، فإن نحو 90 في المئة من سكان قطاع غزة يقضون في أحيان قريبة يوماً كاملاً بدون غذاء. وحسب المنظمة، فإنه منذ بداية الحرب، لم يدخل إلى غزة إلا نحو 10 في المئة من كمية الغذاء اللازمة لمعيشة أكثر من مليوني نسمة. “أكتفي برغيف أو بنصف رغيف طول اليوم”، روى طفل انتقل مع عائلته إلى جنوب القطاع في شريط مسجل نشرته الشبكات الاجتماعية. “في المساء أقول لأمي إني جائع، فتجيبني أن لا شيء نملكه”. فضلاً عن هذا، فإن أسعار المنتوجات الأساسية التي يمكن إيجادها في الأسواق القليلة التي لا تزال تعمل في وسط القطاع أو في جنوبه، ارتفعت بعشرات في المئة.

    وحسب منظمة اليونيسيف، فإن أطفالاً من عائلات من شمال القطاع ممن توجهوا جنوباً يضطرون للاكتفاء بـ 1.5 – 2 لتر ماء في اليوم، مقابل حاجة أكبر تقدر بعشرة الأضعاف. والمعنى أن آلاف الأطفال تنقصهم كميات المياه اللازمة للحفاظ على صحتهم. وحسب المنظمة، فإن الحصول على مياه محلاة أصبحت مسألة حياة وموت. وأطفال كثيرون هم الآن في خطر الحياة بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض.

    طلبت إسرائيل السماح للجيش بمجال عمل قليل إزاء المدنيين في شمال القطاع، ودعت السكان هناك للانتقال إلى “مناطق آمنة” في جنوبه. منذ أسابيع والآلاف محشورون في منطقة هي أضيق من أن تحتوي الجميع. هذا وضع خطير: على إسرائيل السماح بإدخال مكثف لمنتجات الغذاء والماء. الجوع ليس وضعاً يمكن التسليم به، وبالتأكيد يجب ألا يشكل خطة عمل.

    --------------------------------------------

    إسرائيل اليوم 22/12/2023

     

    إلى غانتس: انسحب من مستنقع نتنياهو قبل فوات الأوان

     

     

    بقلم: يوسي بيلين

     

    ميري مايبس دودج، الكاتبة الأمريكية من أصل هولندي، التي خلقت شخصية الطفل الذي يغلق فتحة السد بإصبعه، ويمنع اندثار قريته في الطوفان ويكاد يفقد حياته – دفعت الكثير من الناس في الـ 150 سنة الأخيرة للتماثل معه. افترض أنك تشعر هكذا عندما تجد نفسك في حكومة نتنياهو التي أقسمت ألا تشارك فيها، إلى جانب وزراء يأتون من هوامش ظلماء داخل المجتمع الإسرائيلي.

    أنا مقتنع بأنك تقول أموراً مهمة في الكابينت الذي يلتف على بن غفير. لا شك عندي بأن هناك أموراً تمنعها أو تبادر إليها، وقلة فقط يعرفون ذلك. ربما تكون مكانتك في الاستطلاعات محفوظة بل وحتى متعززة، كنتيجة لانضمامك إلى الحكومة الأكثر تطرفاً والأكثر هذياناً في التاريخ الإسرائيلي. أعتقد أن قرار انضمامك جاء بقلب ثقيل وليس رغبة في استغلال فرصة سياسية وقعت لك حين شعر نتنياهو بأنه لا يمكنه وحده رفع الحمل الثقيل.

     لكن لا يمكنك أن تواصل حمل هذه الحمالة وإن كان بأن حاملوها الآخرون يفعلون هذا بتهكم لا يصدق، ويستغلون التزامك الصادق. تحاول أن تكون معارضة في الائتلاف، فتجد نفسك أقلية بائسة في الحكومة وتصوت في الكنيست ضد قرارات الحكومة، لكن لا يمكنك الهروب من نصيبك في المسؤولية الجماعية عن كل هذه القرارات. لا معنى لتصويتك مع كتلتك ضد تحويل ميزانيات من الجهد الحربي إلى جهد ائتلافي لنتنياهو، ونتنياهو لم يقدم لك أي بادرة طيبة في أنه لم يقيلك أنت وزملاءك من الحكومة. أنت مسؤول عن القرارات المتناقضة بشكل متطرف مع فكرك القيمي وهو يستخدم مشاركتكم في الائتلاف كي يضعف وزراء يستخف بهم في أفضل الأحوال ويعاديهم في حالات أخرى. حان الوقت لوضع حد لهذا، ليس فقط بسبب الانتخابات المقتربة، بل أساساً بسبب المرآة. ربما يكون الانفصال عن ساعر والكين صعباً، لكن عليك ألا تتنافس معهما في الانتخابات القادمة؛ لأن فكرهما معاكس لفكرك. إذا اعتقدت بأن الموضوع السياسي قد ينتظر وبأن منع الانقلاب الدستوري الهاذي هو الأمر الأساس والأهم على جدول الأعمال، فلا يوجد الآن موضوع مهم وعاجل وحيوي أكثر من “اليوم التالي”، وإن الطريق إلى الحل الدائم مع م.ت.ف لن يخرج مع شركاء يرفضون تقسيم البلاد. إذا بقي هذان الاثنان معك، فستجد نفسك في وضع مشابه لذاك الذي كنت فيه حين لم يكن ليوعز هندل وتسفي هاوزر أي مشكلة في أن يمنعا عنك رئاسة الوزراء في آذار 2020، لأنهما عارضا إقامة حكومة بمعونة الأصوات الموحدة، قائمة منصور عباس. ربما تصل الحرب إلى منتهاها في عيد الميلاد أو بعده بقليل، ولكن نتنياهو لن يعترف بهذا التوقيت، لأن اعترافاً كهذا يقرب نهايته السياسية. إنما سيتحدث عن قوى أدنى، وأن الأهداف لم تتحقق بعد، وسيطالبك بالبقاء في الحكومة وأخذ أمراضها على عاتقك، وألا تترك الحمالة. ولما كان هكذا، فإن القرار بالانسحاب من الحكومة في يدك الآن؛ ستكون أنت من يقرر بأنه ليس بوسعك أن تساهم أكثر في الحكومة، التي قراراتها مغلوطة وسياسية حتى في اللحظات الأكثر دراماتيكية.

    قد تجد نفسك بعد بضعة أشهر ستجد في وضع مختلف تماماً. ليس كمن اضطر لإدخال الإصبع في فتحة السد لأجل إنقاذ قريته، بل كمن يحتاج لأن يكون الجهة المركزية في تحديد مصير إسرائيل للأجيال القادمة. بيبي سيعرض مبرره الوحيد لمواصلة ولايته بأنه سينجح في عرقلة إقامة دولة فلسطينية، وسيحاول إقناع الجمهور بأنه ينقذنا جميعاً بذلك. سيكون دورك أن تشرح بأن الدولة اليهودية والأغلبية اليهودية ستفقد بدون حدود شرقية، وستحترق رؤيا هرتسل بالنار لا سمح الله. قبيل صراع الجبابرة هذا، عليك ألا تراوح في مياه الحكومة الضحلة التي هي الأسوأ في تاريخنا، وأن تكون مسؤولاً عن أفعالها غير المسؤولة. اخرج من هناك الآن.

    ---------------------------------------------

    هآرتس 22/12/2023

     

    لقادة إسرائيل: أتريدون “المخطوفين” أحياء أم أمواتاً؟

     

     

    بقلم: إيهود أولمرت

     

    الحرب في غزة، أولاً في شمال القطاع والآن في مركز منظومة حماس العسكرية في خان يونس، هي قتال قاس واستثنائي. هذه تجربة من أجل العثور على توازن صحيح بين تحقيق الهدف العسكري المطلوب بتصفية مقاتلي حماس وتدمير بناها التحتية والمدنية، وفي المقابل جهود كبيرة لتقليص عدد الخسائر لدينا وتقليل الخسائر في أوساط سكان غزة غير المشاركين في الإرهاب إلى الحد الأدنى، الذي لا يمكن تجنبه.

    بعد مرور شهرين على القتال، يمكن القول إن هذه الجهود العسكرية تمت بشجاعة مثيرة للإلهام على يد جيل جديد من القادة والجنود المخلصين. بالتدريج وأحياناً ببطء متعمد، تتقدم الوحدات المقاتلة وتكشف الأنفاق السرية وتمشط مراكز التخريب المفخخة داخل المساجد والمدارس وتضعف قوة صمود حماس.

    كان هناك من خافوا (وأنا من بينهم) من نقص الاستعداد لدى القوات البرية الإسرائيلية، إزاء إخفاقات تم الكشف عنها في أحداث سابقة، بدءاً من حرب لبنان الثانية وانتهاء بالأحداث في القطاع خلال السنين. أما الآن فيمكن القول إن الجيش برئاسة رئيس الأركان هرتسي هليفي، يعمل في مستوى محترف ومثير للانطباع مع تنسيق استثنائي بين سلاح الجو والقوات البرية، مع دمج نادر للمعلومات الاستخبارية، التي تم جمعها أثناء القتال ويتم نقلها إلى رأس حربة القوات المقاتلة في الوقت الحقيقي، الذي يساعد في الوصول إلى الاتصال في ساحة القتال.

    الحرب ضد منظمة إرهابية، التي تبني قيادتها داخل المناطق المأهولة، ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً، وللأسف أيضاً أكثر دموية من التصادم المباشر بين المدرعات في الصحراء أو من المعارك الجوية بين الطائرات.

    التوقعات التي أطلقتها حكومة التدمير لدينا في الهواء عن أهداف الحرب، لا أساس لها وليست حقيقية، وهي غير قابلة للتحقق من البداية. قالها نتنياهو بوجه خجول وعينين ذابلتين ويدين تتحركان بوتيرة ممثل المسرح بعد فترة قصيرة على تلقيه الصدمة الأولى في 7 أكتوبر – حينها ظهر وكأن عالمه انهار فوق رأسه. إن إطلاق هذه الآمال تم لسبب تحايلي، بالتأكيد نريد تصفية حماس، ولا يوجد شخص عاقل بيننا لا يأمل في اختفاء حماس، ويتخيل في أي لحظة غضب لتحويل غزة مثل كومة أنقاض.

    لو كان نتنياهو في وعيه الكامل عندما أطلق هذا التعهد المتبجح، ثم كرره في أي مؤتمر صحافي عقده، لعرف أن لا إمكانية حقيقية لتحققه؛ ولكنه منذ اللحظة الأولى لم يكن منشغلاً بحرب شعب إسرائيل، بل بحربه الشخصية، الشخصية له ولعائلته. وإن خلق هذه التوقعات استهدف تمهيد الأرض في الوقت المناسب لاتهام كل المستويات التي هي تحت مسؤوليته بعدم تحقيق هذه الأهداف.

    أنا يا بيبي، أردت ذلك. هم (وزير الدفاع ورئيس الأركان والجنرالات في هيئة الأركان والجنود)، الذين أشير إليهم من قبل جزء من مؤيدي نتنياهو بأنهم بشكل شركاء في مؤامرة خيانة مع حماس التي جلبت كارثة 7 أكتوبر، هم المذنبون. أنا يا بيبي البطل، كنت مستعداً للوقوف على رأس الانقضاض حتى التصفية النهائية. هذا هراء وخداع وتضليل وعرض مسرحي. بيبي على حقيقته وفي أوج كذبه.

    أصبح من الواضح لكثيرين اليوم بأنه رغم أن الجيش الإسرائيلي حارب بشجاعة وتصميم وبالحذر المطلوب ويتكبد خسائر مؤلمة، فلا يبدو أن هناك فرصة لتحقيق التوقعات التي خلقها بيبي. لن نتمكن من تصفية لحماس.

    غزة تتدمر. الآلاف من سكانها يدفعون حياتهم ثمناً، للأسف. آلاف من مقاتلي حماس تتم تصفيتهم، وهذا يفرحني. ولكن تدمير حماس لن يتحقق. وسواء تم اكتشاف يحيى السنوار أو حصل على حياة قصيرة حتى تصفيته هو ومحمد ضيف وشركاؤهم في القيادة، فستظل حماس باقية، وستستمر كقوة ضعيفة جداً ومضروبة ونازفة، ولكن حضورها سيستمر في هوامش غزة.

    على فرض أن هذا هو تقدير الوضع الحقيقي، فعلينا إذن الاستعداد لتغيير الاتجاه. أعرف أن هذا قد يظهر غير شعبي، ولكن في أجواء التحريض والتبجح والغطرسة التي تميز سلوك رئيس الحكومة وأعضائها، فمن المحظور الخشية من قول الأمور غير المفهومة ضمناً، لكنها مطلوبة ويجب قولها بدافع المسؤولية الوطنية. يقف أمام دولة إسرائيل في هذه الأثناء اختيار بين وقف القتال مع صفقة ربما تعيد المخطوفين إلى البيت على أمل أن معظمهم على قيد الحياة، وبين وقف القتال بدون صفقة أو مخطوفين وبدون رؤية أي إنجاز، مع فقدان مطلق لما تبقى من الدعم في الرأي العالمي لحق دولة إسرائيل في الوجود بدون أي تهديد من منظمات قتلة. وقف قتال كهذا سيفرضه علينا أفضل أصدقائنا، على رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

    لن تتمكن هذه الدول من تحمل الثمن الذي تدفعه جراء الرأي العام فيها إزاء الفجوة بين غياب حسم عسكري واستمرار القتال الذي ينطوي عليه ثمن إنساني لم تكن مستعدة لتحمل نتائجه.

    هذه هي المسارات الواقعية الوحيدة التي نقف أمامها. إن استمرار القتال سيجلب لنا إنجازات محلية مهمة، وستتم تصفية المزيد من الحمساويين، وكشف المزيد من الأنفاق، ومن قادة حماس القاتلة، ولكن لا يمكن تصفية حماس، بل الممكن هو موت مخطوفين، لا سمح الله.

    إذا أنهت دولة إسرائيل الحرب بعد دفع الثمن بالكثير من الضحايا ورغم شجاعة القلب وتضحية القادة والمقاتلين وقيادتنا العسكرية مع قائمة طويلة من المخطوفين الموتى، فلن نغفر لأنفسنا كشعب ومجتمع. إذا وصلنا إلى ذلك، إقصاء المحتال الفارغ والملعون عن رئاسة الحكومة بعاره، فلن يشكل أي تعويض لفشلنا الأخلاقي كدولة.

    لقد حان الوقت للحسم، إما وقف القتال – مع مخطوفين على قيد الحياة، أو وقف قتال مفروض علينا – مع مخطوفين أموات.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت أحرونوت 22/12/2023

     

     

    إزاء “صفقة التبادل”.. إسرائيل تعترف: السنوار يعتلي الآن ظهر الجواد

     

     

    بقلم: رونين بيرغمان

     

    “في الأسبوعين الأخيرين، في كل مرة أحتاج فيها للتحدث مع هذا أو ذاك، أشعر بقرف ومقت ورفض، وكأني أحتاج بعدها للاستجمام. المشكلة ليست مع هؤلاء الأشخاص؛ فالنفور نابع من نفسي بأني أردد رسائل الحكومة وجهاز الأمن وأعرف أن ما أقوله جد جد غير دقيق، وهذا هو أقل ما يقال تاريخياً. الناطق – رجل يتبوأ منصباً حكومياً رفيعاً- يتعين عليه أن يعبر علناً عن الرأي ويلتقي محافل أجنبية تشطب أسماؤها وألقابها منعاً لإمكانية معرفته. فهو يعرف جيداً ما يجري في ميدان المعركة، وضليع في المادة الاستخبارية. أما “القرف الخفيف” فيتعلق بالأوامر التي يتلقاها ذاك الشخص إياه: أن يكرر خط الحكومة الإعلامي، وفي أعقابه خط الجيش بأن للحملة هدفين: إبادة بنية قدرات حماس وحكمها، وتحرير المخطوفين.

    هذه هي الرسائل التي يكررها وزراء، ناطقون، ورئيس الوزراء وجهاز الأمن كله أمام الجمهور وباقي العالم، ابتداء من أسبوعين بعد هجوم حماس. “المناورة البرية وسيلة الضغط المركزية على السنوار للوصول إلى صفقات المخطوفين”، يقولون، “وعليه، يجب الاستمرار في المناورة لتحقيق الهدف الأول، وتفكيك المنظمة، وكذا الثاني أيضاً ممارسة ما يكفي من الضغط على السنوار كي يخضع ويوافق على صفقة يتقبلها إسرائيل”.

    لكن هذا القول دقيق تقريباً مثل توقعات الجيش الإسرائيلي قبل حرب لبنان الثانية؛ إذ كانت حالة اشتعال وضع القتال حيال “حزب الله”، فبمقدور سلاح الجو وباقي وسائل إطلاق النار لدى الجيش الإسرائيلي أن تشل كل مصادر إطلاق النار لدى المنظمة الشيعية نحو إسرائيل “باستثناء كاتيوشا على حمار هنا وهناك”، على حد قول ممثلي الجيش للحكومة قبل الحرب. في النهاية، تبين أن الكاتيوشا كانت، وأكثر بكثير من هنا وهناك. كما أن حماراً كان، لكن ليس مؤكداً أنه كان يسير على أربعة.

    لا يدور الحديث عن حكمة بأثر رجعي أو استنتاج لا يمكن الوصول إليه إلا بعد وقت. في 26 أكتوبر، قبل بضعة أيام من الدخول إلى قطاع غزة، حذرنا من تضليل الجمهور الإسرائيلي بتحقيق هدفين للحرب. فقد كتبنا نقول: “محظور التشوش، فأمام إسرائيل خياران، خياران فقط: إما محاولة الوصول إلى صفقة تحرير مخطوفين تكون أكبر ما يمكن، أو الخروج إلى مناورة برية. في مفترق الـ T هذا يمكن التوجه يميناً، إلى رحلة تثبت أنه يوم الثأر والدفع قد حل، وبأن رحلة تثبت أن الفرق بين مشاهد الكارثة في أوروبا في الأربعينيات وبين المنافسة البربرية لمخربي حماس هو الجيش الإسرائيلي، اليهودي المستعد بسيفه. أو يمكن أيضاً التوجه يساراً، لاحترام قوة “الرمبام” بعدم وجود فريضة أكبر من فريضة فداء الأسرى، القيمة الأعلى، الإنسانية واليهودية للتكافل المتبادل وإنقاذ الحياة، وبالتأكيد في المكان الذي تعرض فيه الآن لهذا القدر الكثير من الموت”.

     

    طرق متضاربة

     

    كل عاقل أدرك منذ ذلك الحين بأن “الطريقين تعارض إحداهما الأخرى، هما معاكستان في الاتجاه، وفي النتيجة، وفي الخيار، كل منهما تعطل الأخرى، كما كتبنا. وحذرنا من أنهما “ليستا إمكانيتين، بل خيار وثلاثة أرباع سرعان ما يصبحان خياراً ونصف خيار، وعندها سيتبدد تماماً”. كان واضحاً منذئذ بأن “الائتمان غير المسبوق الذي أعطاه العالم لإسرائيل تحت مشاهد الفظاعة ” – هذا الائتمان سينتهي، و”في النهاية حتى رئيس بايدن سينفر من هذا”. كتبنا بأن الخروج إلى خطوة برية، وكان نتنياهو متردداً في حينه، يجب أن تكون قصيرة ولا يمكنها أن تستمر مدة سنة، مثلما قال الجيش إنه يحتاج كي يصل إلى الهدف.

    إن من خطط للبقاء سنة في القطاع في حينه واعتقد أن الأمر ممكن، هو شخص ساذج جداً أو عديم المعرفة تماماً لما حصل لإسرائيل في الجولات السابقة أو حصل في أحداث مشابهة في العالم. إذ لم يكن شك، فالعالم لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة. إن الضغط الدولي، إلى جانب الثمن المتعاظم من المقاتلين القتلى من جيش يراوح في المكان ويقف في مكانه ومكشوف لمخربين، فأعادوا انتظامه، هو ضغط سيلزم الجيش الإسرائيلي بالانسحاب قبل ذلك بكثير جداً.

    لم يتصور أحد في الحياة العامة الإسرائيلية أن يخلق القادة وهماً عابثاً، وعملياً قد تنهي إسرائيل جولتها دون تحقيق الهدف الأول للحرب؛ دون الإبادة التامة لمنظومة الصواريخ، ودون إبادة منظومة الأنفاق تحت الأرض ومع ضربة جزئية جداً وغير هامشية لكن جزئية لعصبة السنوار وسبعة مساعديه الكبار، الذين جرى تصفية اثنين منهم فقط حتى الآن. كان واضحاً منذئذ أنه من الصعب جداً تحرير المخطوفين بقوة الذراع، وأن الجيش في النهاية سيصل في أقصى الأحوال إلى وضع يحيط فيه بالقلعة التحت أرضية الأخيرة للسنوار والضيف، وعندها وفي ظروف ضغط حقيقي على زعيم حماس، سيحاول الوصول إلى صفقة ما.

    حقق الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن إنجازات هائلة في المعركة البرية. فبمجرد الخروج إليها، بعد عقود من التخوف منها، فضلاً عن عمل ذلك بعد الضربة الرهيبة والمهينة في 7 أكتوبر، كان هو الأهم. بالنسبة للتوقعات المسبقة لأعداد القتلى الكبيرة أكثر بكثير، ولحقيقة أن جزءاً كبيراً من القوات هم رجال احتياط بالكاد تدربوا، هذا إذا كانوا قد تدربوا على الإطلاق، في السنوات الأخيرة، ولعدد القتلى العالي بنار صديقة، والفوضى العامة (حدث قتل المخطوفين لا يقع في فراغ) قي حرب في منطقة مبنية، ثم تآكل الوحدات في هذه الخطوة البرية التي تواصلت لزمن طويل جداً – بدا أن عدد القتلى رهيب وعظيم، لكن أدنى بكثير مما هو متوقع في مثل هذه الظروف. لكن الحقيقة هي خيار أيضاً. في 16 أكتوبر، بعد ضغط جماهيري، أضاف الكابينت موضوع المخطوفين كهدف ثان للحرب. الخطوة البرية، كما كرر مندوبو الحكومة والجيش، ستساعد في تحريرهم. أما التجربة من أسابيع القتال فتثبت إخفاق جدوى المناورة البرية بأنها محفز لتحرير المخطوفين، وأنه خيار ليس دقيقاً حقاً. فالصفقة التي توصل إليها الجيش الإسرائيلي وخرجت إلى حيز التنفيذ كانت على الطاولة بعد وقت قصير من دخول القطريين إلى الحدث. التعديلات (بما في ذلك بند سري أخفته إسرائيل وقضت فيه تعهداً إضافياً تجاه حماس) مقارنة بالصيغة النهائية كانت طفيفة. في نهايتها، أي في الليلة الأخيرة لوقف النار، تلقى رئيس الموساد دافيد برنياع قائمة أخرى لحماس، التي اقترحت تبادل جثث مقابل استمرار الهدنة: رجل واحد شاب نسبياً وبضعة كبار في السن آخرين. وأعلنت المنظمة بأنها لا يمكنها تحرير باقي النساء وادعت بأنهن لسن تحت سيطرتها. كان الجيش وأسرة الاستخبارات يعرفون جيداً بأن هذا كذب. فقد تخوفت حماس، هكذا حسب محافل استخبارات مطلعة على الأمور، مما سترويه تلك النساء مع عودتهن.

    برنياع، وباقي القيادة الإسرائيلية، قرروا بأنه لا يمكن ترك هؤلاء النساء والانتقال إلى صنف آخر. وأعلن برنياع بأن حماس خرقت الاتفاق وأنه يغادر. وخرق الطرفان وقف النار في الصباح. بذل جهاز الأمن جهوداً عظيمة في محاولة للعثور على المخطوفين والوصول إليهم في حملة إنقاذ. نجح هذا مرة واحدة، وفشل مرة أخرى. عمليات كثيرة لم تخرج إلى حيز التنفيذ خوفاً من نقص في المعلومات أو خطر عال جداً لكل الأطراف. المخطوفون الذين عادوا رووا مدى تعرّض حياتهم للخطر جراء القصف الإسرائيلي. يقول الجيش إنه لا توجد معلومات لا لبس فيها عن حالات قُتل فيها مخطوفون بقصف إسرائيلي. لكن ثمة شبهات بذلك كفيلة بأن تتأكد في المستقبل.

    في خانيونس بالذات، حين يكون “السيف على رقبته”، كما قال أحد المحللين، يفترض بالسنوار -حسب نظرية “هدفان للحملة أحدهما يدفع الآخر”- أن ينثني تحت ضغط إسرائيل التي سرعان ما ستصل إليه، والموافقة على شروط لم يسبق أن وافق عليها من قبل. أما عملياً، فقد حصل العكس تماماً؛ استنفدت إسرائيل الخطوة البرية بينما هي بعيدة جداً عنه. هي التي انثنت، وهجرت المخطط الأصلي، وها هي مستعدة لصفقة أخرى تماماً، ربما مثل تلك التي رفضتها، عن حق، في الليلة إياها. فجأة، تغير خط المحللين، وأعلنوا بأن “حماس لم تغلق الباب”. أي باب؟ من أغلق؟ حماس بالذات نعم أغلقت، بما في ذلك المدخل إلى عموم أنفاق السنوار، وكذا باب الصفقة إياها.

     

    شددت الشروط

     

    السنوار يلعبها الآن مع شعور بأنه يعتلي ظهر الجواد في ضوء الضغط الأمريكي على إسرائيل، ومخازن أنفاق مليئة بكل خير، بمخطوفين. لقد شدد الشروط ووصل إلى الأهم من ناحيته: وعد إسرائيلي مشروط بضمانات من دول أخرى، ووقف تام للقتال من جانب إسرائيل دون سقف زمني، إلى جانب تحرير سجناء ثقيلين جداً مقابل الصفقة. تدعي محافل إسرائيلية بأنها مطالب منقطعة عن الواقع. السنوار بالتأكيد شعر بإهانة كبيرة. في السطر الأخير: إسرائيل ضربت حماس، لكنها بعيدة عن القضاء عليها. وبينما هي متخندقة تحت الأرض، ليس لها في هذه اللحظة مصلحة ذات مغزى للوصول إلى صفقة. هناك من يعتقد أن إسرائيل معنية فجأة بصفقة، إذ واضح للجميع أنه سيعين عليها إيقاف المناورة بضغط أمريكي في غضون أسبوعين. وحتى أصحاب الخط الصقري في جهاز الأمن ممن طالبوا مواصلة المناورة، لا حاجة بهم ليعارضوا الصفقة. عملياً، العكس هو الصحيح: ستكون الصفقة فعل نهاية متفائلاً للحرب، ألطف بكثير من أن يقول الأمريكيون لإسرائيل ببساطة أن تتوقف وتنسحب. إذن، ماذا كان تخطيط إسرائيل؟ سألت المسؤول في بداية المقال. “الضربة الرهيبة التي تلقيناها في 7 أكتوبر خلقت لدى الكثيرين في القيادة إحساساً بأن ما حصل رهيب وفظيع لدرجة أنه يحررهم من الحاجة لتخطيط الكثير إلى الأمام. ببساطة، هناك حاجة لضربهم، وبعد ذلك التفكير ماذا بعد”. وماذا بعد؟ “الخيارات التي ستكون أمام قادة الدولة وجهاز الأمن في الأسابيع القريبة القادمة -قال الرجل المجرب جداً- هي خيارات شيطانية وحشية. لكن الأسوأ سيكون اتخاذها دون معرفة أولية بالوضع الذي خلقها، في الواقع”.

    ---------------------------------------------

     

    صحف إسرائيلية وعالمية: الحرب تقترب من نهايتها وإسرائيل مشوشة

     

    22/12/2023

    ركزت صحف إسرائيلية وعالمية على احتمالية انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة قريبا، وأشارت إلى أن جيشها لم ينجح إلا في ذبح المدنيين وتدمير بناهم التحتية.

    ففي صحيفة يديعوت أحرونوت، توقع الصحفي البارز ناحوم برنيع انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب قريبا، وقال إن معركة خان يونس ربما تكون آخر الجولات العنيفة قبل أن تنتقل الحرب إلى مرحلة أقل حدة.

    وقال برنيع إن التقارير الأخيرة تشير إلى أن البوابات الشمالية لقطاع غزة "لم تطهر بعد"، وإن المقاتلين يخرجون من الأنفاق والمباني (المهدمة) لنصب الكمائن للجنود.

    كما أن الجيش "يشعر بأن النهاية باتت قريبة، ويحاول تعزيز إنجازاته قبل إعلان وقف إطلاق النار"، حسب برنيع.

    أما مجلة الإنترسبت الأميركية، فقالت إن إسرائيل تنجح في ذبح المدنيين وتدمير بناهم التحتية في غزة، مشيرة إلى أن الهجوم البري ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "يتحول إلى مستنقع لإسرائيل".

    وأضافت المجلة أن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعرفان أن الأمور ليست على ما يرام من الناحية العسكرية "لكنهما لا يجرؤان على قول ذلك علنا".

    ولفتت المجلة إلى أن "إسرائيل الدولة النووية التي تمتلك أسلحة حديثة وتحظى بدعم كامل من أقوى دولة في العالم تسعى بشدة لتحقيق نصر تكتيكي على حماس".

     

    على إسرائيل قبول الحقيقة

     

    وفي الغارديان البريطانية، كتب بول روجرز -الأستاذ الجامعي في دراسات السلام- أن إسرائيل تخسر الحرب ضد حماس، "لكن نتنياهو وحكومته لن يعترفا بذلك أبدا".

    وأضاف روجرز أن السردية الإسرائيلية كانت تتحدث عن أن حماس تضعف، لكن الواقع هو أن عقيدة القوة الهائلة التي يتبناها الجيش الإسرائيلي هي التي تفشل، حسب قوله.

    وفي فورين أفيرز الأميركية، قال دانيال بايمان إنه خلص من زيارته البحثية لتل أبيب إلى أن إستراتيجية إسرائيل في غزة مشوشة، وأن الوقت قد حان لاتخاذ خيارات صعبة هناك.

    وبعد أن شرح الكاتب مظاهر الفشل الإسرائيلي، خلص إلى أن على إسرائيل أن تقبل الحقيقة، وأن على قادتها اتخاذ خيارات صعبة بشأن الأهداف التي يمكن وضعها في المقدمة وبين تلك التي يجب تنحيتها جانبا. وفي السياق، قال جيل جاكوبز في مقال بصحيفة جيروزاليم بوست إن على أولئك الذين يهتمون بإسرائيل ويلتزمون بازدهارها الدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة عن طريق التفاوض.

    واعتبر جاكوبز أن القيام بذلك "قد يكون الموقف الأكثر تأييدا لإسرائيل بل الأكثر يهودية الذي يمكن للمرء أن يتخذه".

     

    إحدى أكبر عمليات القصف في التاريخ

     

    وفي صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أظهر تحليل أجراه خبراء استنادا لصور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لمدينتي غزة وخان يونس أن الجيش الإسرائيلي "نفذ واحدة من أكبر حملات القصف في التاريخ على القطاع المحاصر".

    ووفق التحليل، فقد أظهرت الصور بوضوح أن الهجوم أدى إلى تضرر 75% من مباني شمال غزة الذي بات غير صالح للسكن.

    ويشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 20 ألف شهيد فلسطيني و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

    ---------------------------------------------

     

    الولايات المتحدة: "نشعر بالفزع من فشل قرار مجلس الأمن في ادانة حماس بسبب هجوم 7 أكتوبر"

     

    ليندا توماس غرينفيلد: "لا أفهم لماذا يقف بعض أعضاء المجلس في الطريق ويرفضون إدانة هذه الشرور بشكل قاطع"

    أعربت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد لدى الأمم المتحدة عن أسفها لأن القرار" الذي تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يدين حماس بسبب الفظائع التي ارتكبتها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول" وتابعت "في نهاية المطاف، بينما نشعر بالتشجيع لأن المجلس تحدث علناً عن هذه الأزمة الإنسانية، فإننا نشعر بخيبة أمل عميقة - بل في الواقع، بالفزع - لأن المجلس لم يتخذ مره أخرى إجراء لإدانة حماس بسبب الهجوم الإرهابي المروع الذي نفذته في 7 أكتوبر"

    وأضافت: "لا أفهم لماذا يقف بعض أعضاء المجلس في الطريق ويرفضون إدانة هذه الشرور بشكل قاطع" وقالت "لماذا يصعب إدانة حماس لقتلها الشباب في حفل موسيقي، أو لتقطيع أوصال عائلات حية، أو بسبب تقارير عن أعمال عنف جنسى واسعة النطاق؟ لن أفهم أبدا لماذا بقى بعض أعضاء المجلس صامتين فى مواجهة مثل هذه الأفعال".

    ولفت ليندا توماس غرينفيلد، في جلسة للمجلس خصصت للتصويت على القرار إلى أنّ القرار سيسمي مندوبا أمميا للإشراف على توسيع إيصال المساعدات"، مشيرة إلى أنّ "القرار" لا يؤيّد أي خطة قد تساعد على بقاء حماس في السلطة"، متسائلة في إشارة إلى روسيا: "لا أفهم لماذا رفض بعض أعضاء المجلس إدانة حماس في هذا القرار".

    وفي وقت سابق من مساء اليوم الجمعة، أكد مندوب روسيا بمجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة، أنّ "الولايات المتحدة الأميركية استخدمت الذرائع والابتزاز لوضع قرار يرضيها بخصوص غزه". وكشف أنّ "الولايات المتحدة أدرجت عنصرا خطيرا في مشروع القرار يسمح لإسرائيل بتطهير قطاع غزة".

    وكان مجلس الأمن بالأمم المتحدة، قد مرر، مساء اليوم الجمعة، على مشروع قرار بشأن توسيع المساعدات إلى قطاع غزة، وصوتت 13 دولة من أعضاء المجلس لصالح القرار، في ما وامتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، ويأتي ذلك بعد تأجيل لأكثر من مره بهدف التوصل إلى اتفاق قبل التصويت.

    ---------------------------------------------

     

     

     

     

    هآرتس 22/12/2023

     

     

    الاعتراف بالخسارة

     

     

    بقلم: هيلل شوكن

     

    نحن لن ننتصر. حتى لو كنا معا. المعركة الحالية في غزة على حقنا بوطن قومي في أرض إسرائيل خسرناها في 7 أكتوبر. كل يوم إضافي في العملية البرية فقط يعزز الفشل. عندما ستنتهي هذه المعركة الحالية، كما هو متوقع خلال بضعة أسابيع في أعقاب الضغط الدولي، فإن إسرائيل ستكون في وضع أصعب من الوضع الذي دخلت فيه الى هذه الحرب في أعقاب الهجوم الوحشي لحماس. هل يمكن أن ينبت من داخل الفشل أي شيء جيد؟ هل ربما نهاية النزاع؟

    في 16 أكتوبر، أعلن كابنيت الحرب في إسرائيل عن أهداف الحرب: تدمير سلطة حماس وقدراتها العسكرية وإزالة التهديد من القطاع على إسرائيل وبذل الجهود الكبيرة لحل قضية الرهائن وحماية حدود الدولة ومواطنيها. في نهاية المعركة لن نحقق أي هدف من هذه الأهداف.

    في هذه الأثناء، الاستطلاعات تشير الى أن سلوكنا في غزة يعزز مكانة حماس في أوساط الفلسطينيين، ليس فقط في غزة بل في الضفة الغربية أيضا. ومن لم يكن يرغب بحماس في قطاع غزة سيحصل عليها أيضا في مناطق السلطة الفلسطينية. وما ظهر للكثيرين كأقصى الجهود من أجل تحرير المخطوفين، نجح بشكل جزئي عند تحرير أقل من نصفهم، وكل يوم إضافي للحرب يعرض للخطر حياة معظم الذين بقوا في الأسر. إذا كانت هناك صفقة من أجل تحريرهم، فعندها الى جانب أنه سيطلب منا تحرير كل السجناء الفلسطينيين في إسرائيل، فنحن سنضطر أيضا الى الانسحاب من القطاع والتعهد بإنهاء الحرب. قادة حماس ليسوا أغبياء. فهم لن يوافقوا على أقل من ذلك. أصدقاؤنا الذين يقومون برعاية الصفقة سيتعين عليهم تقديم ضمانات بألا تهاجم إسرائيل فيما بعد.

    مكانة إسرائيل الدولة تدهورت الآن الى حضيض غير مسبوق، يعرض للخطر ليس فقط علاقاتها مع أصدقائها، لا سيما الولايات المتحدة، بل أيضا مع الجاليات اليهودية في أرجاء العالم، ويحول الإسرائيليين الى منبوذين في الخارج. أيضا مكانتنا أمام دول المنطقة ضعفت بشكل دراماتيكي. وخلافا للاعتقاد الذي بحسبه حزب الله خائف من شن الهجوم، إسرائيل هي الخائفة. ضعفنا أمام حزب الله تأكد بشكل صارخ عندما فهم الرئيس الأميركي الوضع وقام بسرعة بإرسال قوة عسكرية كبيرة الى البحر المتوسط.

    رغم القوات الأميركية الرادعة، إلا أن مبعوثي إيران ينجحون في الإزعاج. فحزب الله حول آلاف سكان الشمال الى لاجئين في بلادهم، والحوثيون ينجحون في قطع علاقة إسرائيل البحرية من الجنوب. بذلك إسرائيل تضطر الى التسليم بما اعتبرته في 1956 و1967 ذريعة لإعلان الحرب. من دون تبرير الهجوم البربري للفلسطينيين على بلدات النقب الغربي، يجب أن نعتبره الذروة الحالية للنضال الوطني الفلسطيني العنيف ضد مجرد وجود دولة إسرائيل كوطن للشعب اليهودي في أرض إسرائيل. خلال 75 سنة من وجودها، نجحت إسرائيل في وقف طموحات الفلسطينيين لتصفيتها وتقرير المصير لفلسطين كدولة سيادية في المنطقة التي توجد بين النهر والبحر. في البداية بواسطة الحكم العسكري للفلسطينيين داخل الخط الأخضر مع صد الهجمات من خلف حدود الهدنة. وبعد ذلك بواسطة السيطرة العسكرية على سكان المناطق التي تم احتلالها في حرب الأيام الستة، الضفة الغربية وقطاع غزة.

    السنوات الكثيرة التي مرت لم تضعف الفلسطينيين. قوة معارضتهم لمجرد وجود إسرائيل يجبي من الطرفين ثمنا دمويا واقتصاديا آخذا في الازدياد. من أجل ألا تصبح المعركة الحالية سابقة لأعمال عنف أكبر وضمان الوطن القومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل، فإنه يجب عليها اعتبار إلغاء المعارضة الفلسطينية لمجرد وجودها هدفا ساميا استراتيجيا لسياستها.

    الحركة المسيحانية في إسرائيل تأمل تحقيق "بعون الله" هذا الهدف من خلال طرد جميع الفلسطينيين من القطاع ومن الضفة الغربية. حسب رأيهم، فإن القتل الكثيف في قطاع غزة وأعمال شغب المستوطنين في الضفة الغربية، التي ترتكب برعاية الجيش والشرطة الإسرائيليين، استهدفت "تشجيع" الفلسطينيين على الهجرة الى خارج حدود المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل، وهي الخطوة التي تعني التطهير العرقي لخمسة ملايين فلسطيني. يصعب تخيل أن العالم، الذي في القريب سيجبر إسرائيل على وقف القتال في غزة إزاء عشرات آلاف القتلى والمصابين والتدمير المادي والإنساني بوحشية، سيسمح بهذا الحل.

    فشل حرب يوم الغفران ونجاح المصريين في اجتياز القناة عمل على إعادة الكرامة لمصر وأدى الى التوقيع على اتفاق السلام. اعتراف إسرائيل بالهزيمة في المعركة الحالية، كما ذكر أعلاه، سيساعد على إعادة الكرامة الوطنية للفلسطينيين، التي تم سحقها خلال 56 سنة. هذا كما يبدو هو المرحلة الحيوية في العملية التي ستؤدي الى وقف القتال في غزة وإلى صفقة تبادل سيتم فيها إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين مقابل جميع المخطوفين، الذين مصيرهم مرهون بالفترة التي ستمر الى حين اعتراف إسرائيل بهذا الواقع. إسرائيل ستضطر الى الاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة ذات سيادة وإجراء المفاوضات مع أي قيادة يقومون باختيارها حول إنهاء النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والمبادرة السعودية. هل يمكن أن تبشر كارثة 7 أكتوبر بأفق جديد في الشرق الأوسط؟.

     ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/86485