• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 21/12/2023 العدد 888
    2023-12-23
     الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

    هآرتس 21/12/2023

     

     

    يائير غولان.. الفرصة الأخيرة لليسار الإسرائيلي

     

     

    بقلم: ديمتري شومسكي

     

    "في العام 2005 اعطوا الغزيين فرصة للعيش إلى جانبنا بسلام – بعد ذلك أعطوهم مرة تلو الأخرى – ولكن الغزيين لم يستغلوها"، هكذا وصف الوضع في القطاع في أعقاب تطبيق خطة الانفصال، المرشح الرائد الآن لقيادة اليسار في إسرائيل – نائب رئيس الأركان ونائب الوزيرة السابق الجنرال (احتياط) يائير غولان، في مقابلة أجراها معه هيلو غلزر في "هآرتس". هذا الوصف بعيد جدا عن الطريقة الدارج فيها رؤية واقع ما بعد الانفصال لدى عدد قليل جدا من اليساريين في إسرائيل. وفي الوقت نفسه قريبة جدا من الرؤية السائدة للواقع في غزة بالنسبة لمعظم الاسرائيليين.

    في أوساط بقايا اليسار في إسرائيل يدركون بشكل جيد حقيقة أن الانفصال كان بصورة واضحة وعلنية كنوع من عملية شبه عسكرية، هدفت إلى تدمير الشعب الفلسطيني وتعزيز الاحتلال في الضفة الغربية والإسهام في تصفية إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة. الأغلبية الساحقة من الاسرائيليين تعتقد أن الانفصال مكن الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة في غزة، لكن الفلسطينيين، لأنهم متعطشون للدماء بطبيعتهم، اختاروا طريق العنف والإرهاب بدلا من إقامة سنغافورة الشرق الأوسط في غزة.

    يمكن الإشارة إلى مواضيع سياسية واجتماعية وغير ذلك، في المقابلة وفي تصريحات سابقة له، بأن مواقف غولان بعيدة كليا عن مواقف الأقلية اليسارية في إسرائيل، لكنها قريبة جدا من  وعمليا تتساوي بالكامل مع، مواقف المواطنين الاسرائيليين العاديين. مثلا، خلافا للقلة اليسارية، لكن شبيها بمعظم الاسرائيليين، غولان يسأل ما هو السيئ في لجان القبول في المستوطنات المجتمعية وفي القلق "من ألا يبقى يهود في الجليل"؛ هو لا يرى في أزمة المناخ وحقوق الحيوان أجندات ذات صلة بدولة إسرائيل، ويرفض تسمية واقع السيطرة على مناطق 1967 بـ"الاحتلال" وغير ذلك الكثير.

    لكن في القضية الأكثر وجودية بالنسبة لدولة إسرائيل وشعب إسرائيل، القضية الفلسطينية، فإن غولان يتمسك بشكل علني وبصراحة بالموقف السياسي المؤيد بشكل واضح لجمهور اليسار المتقلص، والبعيد جدا، بشكل خاص بعد فظائع 7 أكتوبر، عن مواقف الكثير من الاسرائيليين. حتى لو أنه مثل معظم الاسرائيليين بعد المذبحة، يجد صعوبة في لفظ مفهوم "دولة فلسطينية"، فإنه حتى الآن يؤيد دولتين لشعبين بين البحر والنهر تأييدا واضحا. هكذا، في حين أنه لا يزال سياسيا يساريا واضحا فإنه يتشارك في الوقت نفسه عالم المفاهيم والرؤى المشتركة مع كثيرين جدا في أوساط الجمهور الواسع غير اليساري. غولان يمكن أن يكون نوعا من الجسر بين نموذج الدولتين، الذي يستعد لتأييده الآن - لنعترف بالحقيقة، قلة فقط من الاسرائيليين - وبين أجزاء كبيرة في الجمهور الإسرائيلي الذي يوجد خارج "الفقاعة" اليسارية.

    في أبحاثه الكلاسيكية عن شبتاي تسفي وعن الحركة المسيحانية الشبتائية، أشار البروفيسور غرشون شالوم إلى إحدى السمات الرائعة والصادمة في العالم الديني الشبتائي: المسيح، قبل أن يستطيع أن يدفع قدما بشكل صحيح العملية لإصلاح العالم، هو مضطر إلى أن يمر في كل البوابات الدنسة، وحتى أن يفعل "أفعالا غريبة". شبتاي تسفي، شبيها بكل المسيحيين في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل، معروف أنه مسيحي كاذب. ولكن المبدأ الأساسي الديالكتيكي المذكور أعلاه للشبتائية ما زال ساري المفعول على الطريقة الصعبة وبشكل عميق جدا على كل القيادة الجماهيرية التي تسعى بجهد إلى تصحيح المشوه. العفو: زعماء الجمهور الذين يطمحون إلى شق الطريق والخروج من الظلام إلى النور لا بد أن يأتوا من الذين جربوا بأنفسهم طعم الظلام الذي جربه الجمهور الذي يريدون قيادته. وإلا فإن القائد إذا وضع نفسه فوق الجمهور وضده بكونه رجل النور الذي يستند إلى طهارته، فمن الذي سيثق به ويتبعه؟.

    بكلمات أخرى، العقل يقول، إنه فقط من كان جزءا لا يتجزأ من الاحتلال في نهاية المطاف سيكون قادرا على الإسهام بشكل ناجع في عملية إنهائه. فقط من فعل "أفعالا غريبة" بروحية اليسار، على شاكلة استخدام "إجراء الجار"، يمكنه أن يقود جمهورا واسعا من الاسرائيليين إلى التنور "هيتأرروت" (اسم الحركة التي أقامها غولان قبل ستة اشهر)، وجذبه بشكل طبيعي وليس عن طريق الخداع إلى قيم اليسار التي لا تزال غريبة على الكثير من الاسرائيليين. وفقط "نبتة غريبة" في اليسار يمكنها أن تربط مرة أخرى باليسار السياسي الجمهور المغترب عنه.

    اليسار في معظمه، وضمن ذلك الأشخاص المهمون جدا فيه، لم يتمكن حتى الآن من فهم كل ذلك، ومرة تلو الأخرى رفض أن يقود غولان المعسكر. أنا قمت بنشر عدة مقالات كتبت فيها بأن غولان يتوقع أن يضر باليسار الإسرائيلي. لقد أخطأت، ويجب الاعتراف بالخطأ. الآن غولان هو الفرصة الأخيرة لليسار الإسرائيلي من اجل اقتحام كل أسوار الاغتراب التي توجد حوله، والوصول إلى أعماق قلوب الشعب الإسرائيلي، وأن يقود عملية الإنقاذ للشعبين في البلاد من رقصة الموت "ثنائية القومية" التي هما عالقان فيها. الويل لليسار إذا فوت هذه الفرصة.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

    إسرائيل اليوم 21/12/2023

     

     

    على نتنياهو ان يطرح موعدا لاعتزاله

     

    بقلم: نداف شرغای

    ان إمكانية ان يعلن بنيامين نتنياهو الان بمبادرته بانه مع نهاية الحرب سيرحل او أن هذه ستكون ولايته الأخيرة، تبدو في هذه اللحظة وكأنها مأخوذة من عالم الخيال. فبعد كل شيء يدور الحديث عن نتنياهو. واذا كان رغم ذلك جديرة بان ترفع هذه الى السطح الان فان الامر ينبع من سبب واحد: هي جيدة وكثيرة المنفعة لدولة إسرائيل.

    من اللحظة التى يتخلى فيها نتنياهو عن بقائه السياسي المستقبلي ويكف عن الانشغال به في ظل الحرب، سنحصل على أداء نقي وحقيقي اكثر من جانبه كزعيم، في المعركة السياسية والعسكرية العسيرة التي نعيشها والتي لا تزال بانتظارنا - ويبدو انها بعيدة عن الانتهاء.

    فهو سيكف عن نثر السياسة في اعتباراته وفي خطاباته، كونه لن يكون بحاجة اليها بعد ذلك. فهو سيترك "أوسلو" لحاله إذ انها كانت ولا تزال شرا (باستثناء انه اصبح جزءا منه). وسيدع جانبا "ذنب الجيش" في الوقت الذي يضحي فيه الجنود والقادة بارواحهم في سبيل استمرار وجودنا هنا. سيكف عن الشعور بانه مهدد سياسيا، سواء كان هذا تهديدا خياليا ام تهديد حقيقي.

    واساس الأسس من اللحظة التي يكف فيها بقاء نتنياهو السياسي عن اشغال باله، وبالنا فستحاكم مواقفه موضوعيا وليس ذاتيا. سواء كان الحديث يدور عن المعارضة السليمة للدولة الفلسطينية كتهديد وجودي ام عن استمرار الاستيطان الحيوي جدا، صهيونيا وامنيا في (يهودا والسامرة) ام تغييرات ضرورية بالفعل في جهاز القضاء. فالفكرة - أخيرا - ستفصل عن الرجل. اليوم هما، واحد وفي المركز ستكون الآراء والمواقف، وليس نتنياهو. أخيرا سنتمكن من محاكمة الأمور موضوعيا وليس ذاتيا للشخص او المنفعة او الضرر التي تجلبها له.

    ان الأغلبية اليمينية في الكنيست الحالية ام في الكنيست التالية يمكنها أن تحبط بنجاح اكبر سياسة اليسار - التي بات واضحا الان ان اغلبية الشعب لا تؤيدها - دون الاشتباه تلقائيا بان الهدف هو تعزيز او حفظ حكم نتنياهو.

    الامر سيؤثر بالطبع إيجابا أيضا على المصالحة الداخلية فينا، وسيمنع تدهورا متجددا الى مجالات وقعنا فيها عشية الحرب. وهكذا سيكون سهلا أيضا ان نفحص بعد الحرب بشكل حقيقي ماذا كان دور الحكومة، والإصلاح القضائي الجارف والمغرور واللهجة التهجمية لكبار رجالات الليكود، في قرار حماس الخروج الى الحرب في 7 أكتوبر. كما انه سيكون من الاسهل هكذا ان نفحص ماذا كان دور حملة الرافضين وباراك وأولمرت، والاحتجاج المجنون والمفعم بالكراهية ضد نتنياهو، الضعف الرهيب الذي عانينا منه والتوقيت الذي اختارته حماس لبدء حربها ضدنا.

     

    تحرير "قرون المذبح"

     

    كم صحيحا وجيدا كان لو انه بعد هذا القدر الطويل من السنين في المنصب، فيما هي وراءه إنجازات رائعة الى جانب إخفاقات نكراء يحمل نتنياهو نفسه الى هذه المعركة وهم بريء من كل مصلحة سياسية وانانية. لا يركز فيها الا على اهداف الحرب محو حماس، تحرير المخطوفين وتغيير الوضع في غزة من أساسه او على حد قول الام البطلة سريت زوسمان فى جنازة ابنها الجندي بن "اذا نجح جنودنا في وضع انفسهم جانبا والشعب في الوسط - فجدير بزعمائنا ان يفعلوا هذا أيضا".

    ومن يدري: لعله بعد طرح موعد للاعتزال، وتحرير قبضته عن "قرون مذبح" بقائه السياسي، سيتمكن المزيد من الناس من أن يتذكروا نتنياهو كمن عرف، وان كان بتأخير، كيف يأخذ المسؤولية عن المصيبة الأكبر الذي احاقت بإسرائيل منذ تأسيسها مصيبة وقعت فى ورديته، وإصلاح التشويه، دون السياسة التي ملها حتى من كانوا ذات مرة محبوه ومؤيدوه.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 21/12/2023

     

     

    لقادة إسرائيل: هل خطر ببالكم يوماً الاعتراف بحقوق الفلسطينيين؟

     

     

    بقلم: جدعون ليفي

     

    لو لم يكن نتنياهو رئيساً للحكومة مدة 16 سنة، أما كانت هذه الحرب الفظيعة ستندلع؟ هل كانت هذه الحرب ستظهر بشكل مختلف؟ أكان يمكن الثقة بأن مفاجأة وفشل 7 أكتوبر ما كانت لتحدث؟ أما كانوا المخطوفون ليختطفوا؟ أما كانت إسرائيل لتنفذ القتل الجماعي الفظيع هذا؟ هذه ليست أسئلة مثل “لو كان للجدة كرسي متحرك”، ولا تهدف إلى التقليل ولو قليلاً من ثقل المسؤولية وخطورة تهمة نتنياهو عما حدث. يجب أن يذهب نتنياهو، أمس واليوم وفي الغد، ومثله الحكومة عديمة القيمة والهستيرية التي شكلها، التي أوصلتنا إلى حافة الهاوية.

    أكان في إسرائيل زعماء يتصرفون بشكل جوهري أمام غزة والفلسطينيين؟ لا وألف لا. عندما يلقون التهمة على نتنياهو، فإنهم يقولون بأنه لولا نتنياهو لظهر كل شيء بشكل مختلف. هكذا تتصرف جماعة “فقط ليس بيبي” من يومهم الأول. لولا نتنياهو لما أصبحت غزة سجناً. المستوطنات لم تكن لتفسد إسرائيل، ولربما أصبح الجيش الإسرائيلي أخلاقياً.

    هذا غير صحيح. هناك أمور كثيرة لولا نتنياهو فيها لكانت إسرائيل مكاناً أفضل؛ إن إزالة داء الاحتلال والحصار ليس واحداً منها. في إسرائيل سياسيون عقلانيون ومستقيمون ولديهم نوايا حسنة ومتواضعون ويخلصون لوظائفهم أكثر منه، كان أكثر لطفاً أن نكون محتلين تحت سلطتهم؛ وإسرائيل كانت ستبقى نفس دولة الأبرتهايد، فقط مزينة أكثر. نتنياهو أفسد الجهاز السياسي ولوثه، خرب منظومات القضاء وإنفاذ القانون، ومن المفضل عدم إطالة الحديث عن سلوكه الشخصي.

    لكن عندما يصل الأمر إلى لب الموضوع، الأمر الذي تهرب منه إسرائيل هربها من النار، الذي فكر نتنياهو بشطبه من جدول الأعمال، يتبين أن نتنياهو قد تصرف كما تصرف أسلافه وكما سيتصرف ورثته. إذا استثنينا جهود رؤساء حكومات سابقين مثل إسحق رابين وشمعون بيرس وإيهود باراك وإيهود أولمرت وأريئيل شارون، من أجل العثور على حل، ولو جزئياً، فلا أحد منهم خطر بباله إعطاء الفلسطينيين الحد الأدنى من العدل الذي يستحقونه والذي لا حل بدونه.

    جميع رؤساء الحكومات أيدوا استمرار الاحتلال والحصار على قطاع غزة. لم يخطر ببال أحد منهم السماح بإقامة دولة فلسطينية حقيقية، مع صلاحيات كاملة، دولة مثل كل الدول. حتى إنهم لم يفكروا في تحرير قطاع غزة من أنشوطة الحصار. لولا كل هؤلاء لما وجدت حماس.

    الحصار على القطاع لم يفرضه نتنياهو. حكومة التغيير لم تفكر في رفع الحصار. في الحقيقة، الأموال القطرية لحماس تدفقت بشكل أكثر مسؤولية في عهد نفتالي بينيت، لكن السياسة في أساسها كانت نفس السياسة. لم يفكر أحد بفتح قطاع غزة على العالم ولو بشكل مراقب – الطريقة الوحيدة التي لم تتم تجربتها، وربما هي الطريقة التي كانت ستدفع بالحل قدماً. يصعب أيضاً التقدير إذا كان الجيش الإسرائيلي في عهد رئيس حكومة آخر سيكون مختلفاً.

    هل كان سيتم منع الفشل؟ غير متأكد. إن مهمة الاحتلال التي تحولت إلى معظم نشاطات الجيش الإسرائيلي، لم يخترعها نتنياهو. أي رئيس حكومة آخر كان سيوجه قوات وموارد غير عقلانية من أجل إرضاء المستوطنين وجنونهم. هكذا كان الأمر في ظل حكومات إسرائيل كلها.

    على هامش الملعب، يقوم المرشحون الآن بالتسخين؛ أي منهم سيكون رئيس حكومة أفضل من نتنياهو، وبالتأكيد أكثر استقامة وتواضعاً ونزاهة. ولكن لا أحد منهم سيغير الاتجاه الذي تسير فيه إسرائيل نحو الغرق. فلبيد لا رأي له، وبني غانتس وغادي آيزنكوت يشاركان في إدارة الحرب بكل جرائمها، والتي سيتبين لاحقاً بأنها كانت حرب عبثية. لا أحد منهم اقترح طريقة جديدة، طريقة لم نجربها في أي يوم. فقط القوة والقوة الزائدة.

    يجب أن يذهب نتنياهو، لا شك في ذلك. ولكن ستستمر إسرائيل في سيرها في الطريق نفسه.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

    هآرتس 21/12/2023

     

     

    في وحل غزة.. الإسرائيليون في واد وقيادتهم وصحافتهم في واد آخر

     

     

    بقلم: يوسي كلاين

     

    ما هو سبب الشعور غير اللطيف والمخيف بأن وسائل الإعلام (التي كانت تسمى ذات يوم صحافة) لا تقول الحقيقة كاملة لنا؟ هل توجد رقابة أخرى غير الرقابة العسكرية؟ هل أحد يقرر لنا ما الصحيح الذي يجب أن نعرفه وما الذي لا يجب أن نعرفه؟ هل هناك أحد يفصلنا عن العالم الذي يرى ما لا نراه فنتفاجأ من عدائه؟ هذا الانفصال يخلق عدم الثقة والشعور بأنهم يتركوننا مكشوفين وبدون حماية لخطابات نتنياهو وغالانت.

    لماذا يبعدوننا؟ بسبب الخوف من الضغط العام؛ لوقف الحرب وإعادة المخطوفين. هذا الضغط يهدد الحكومة والجيش. الجيش الإسرائيلي ونتنياهو، العدوان اللدودان في تحقيق “اليوم التالي”، يتوحدان حول نفس الهدف، وهو كسب الوقت. هما يريدان الاستمرار في القتال. نتنياهو من أجل تعزيز حكمه، والجيش من أجل ترميم صورته. المحللون معهم ولكن الجمهور لا.

    المحللون ليسوا قناة لنقل المعلومات فقط، بل لا يمكنهم ترديد أقوال الجيش كما هو المحلل الاقتصادي؛ لا يجب عليه ترديد أقوال وزارة المالية. نير دبوري وألون بن دافيد وروعي شارون واور هيلر، لهم أقدمية ومعرفة، ورأي أيضاً. من المهم معرفة كيف سيؤثر موت المخطوفين على المجتمع الإسرائيلي، وماذا سيفعل لهم وقف إطلاق النار، ويجب عدم التملص بذريعة “لسنا سوى محللين عسكريين”. هم يعيشون هنا وليس في برج عاجي أكاديمي.

    لهم دور، وهو إيصال المعلومات من الحكومة والجيش (هذا ما يفعلونه بإخلاص). ولهم دور آخر، وهو طرح الأسئلة التي تقلق الجمهور على الحكومة والجيش. ولكن لا يتم طرح الأسئلة ولا توجد إجابات، والأزمة تزداد. من أجل مصلحة الجمهور، سأطرح هنا عدة أسئلة كي يفحصها المحللون العسكريون:

    ·        هل يعرض استمرار القتال حياة المخطوفين للخطر أو يقرب موعد إطلاق سراحهم؟

    ·        هل يعرضنا وقف القتال للخطر؟

    ·        هل يوجد ثمن لحياة الجنود، الذي هو مرتفع جداً؟

    ·        هل هناك ثمن لحياة النساء والأطفال الغزيين، الذي هو مرتفع جدا؟

    ·        هل من الصحيح التضحية بالمقاتلين من أجل إنقاذ جثامين قتلى؟

    ·        هل المجتمع المنقسم والاقتصاد المضروب يمكنهما الصمود في حرب طويلة وتحمل ضحاياها؟

    ·        هل يوجد في الأصل وضع يقولون فيه: كفى، لا يمكننا المواصلة هكذا؟

    نريد معرفة كل شيء (ضمن قيود الرقابة). وعدد الخسائر المتراكم في ذاك اليوم (466 جندياً حتى 20/12)، لعدم التملص من الثمن الذي تجبيه الحرب منا، في بداية النشرات الإخبارية وليس فقط في موقع الجيش الإسرائيلي. عليكم الإبلاغ عن كل شيء، حتى لو كان من غير اللطيف سماعه. يجب أن نعرف بأن نحو 20 ألف مواطن، من النساء والأطفال الغزيين، قتلوا (هذا العدد لا يشمل أعضاء حماس)، حتى لو كان هذا التقرير سيغضب المصادر التي يأكل المحللون من يدها.

    يجب أن يكون المحللون العسكريون في مكان المراقب المتشكك حتى في فترة الحرب، لا سيما في الحرب. ليس دورهم هو اقتراح الحلول التي يجب على الحكومة اقتراحها، بل الإشارة إلى الإخفاقات كي يتم إصلاحها. إذا كان مراقب الدولة يشير إلى الإخفاقات باسم الحكومة، فعلى المحللين فعل ذلك باسم الجمهور.

    اتخذ المحللون العسكريون موقفهم في النقاشات الجارية حول استمرار القتال أو إطلاق سراح المخطوفين: هم مع الحكومة والجيش في التطلع إلى الانتصار العسكري، الذي لن يأتي كما يبدو. المخطوفون لا يساهمون في الطبعة المستمرة أكثر من “اللون” و”القصص الإنسانية”. لا يوجد أي محلل عسكري يضع المخطوفين على رأس سلم الأولويات. المحللون تنازلوا عنهم.

    حتى هم أيضاً تفاجأوا مما حدث في 7 أكتوبر. المفاجأة لا تتركهم. الجنود الذين قاموا بالقتل تفاجأوا عندما اكتشفوا أن من قتلوهم هم من المخطوفين. ضابط رئيسي في الاستخبارات تفاجأ باقتحام الجدار، ونتنياهو تفاجأ من انهيار المفهوم. أيضاً المحللون العسكريون تفاجأوا، ولم لا؟ كيف يمكن لمن يلتصق بمؤخرة الجيش لا يرى ما يراه الجيش؟ ربما هم أيضاً يحلمون خفية، مع بيبي ورئيس الأركان، بتكرار عنتيبة في عملية عسكرية براقة لا مثيل لها، ستعمل على محو أو على الأقل نسيان عار 7 أكتوبر.

    --------------------------------------------

    هآرتس 21/12/2023

     

    في “نكبة مزدوجة”.. منظمات دولية: نصف سكان قطاع غزة يعيشون حالة جوع شديد أو شديد جداً

     

     

    بقلم: جاكي خوري

     

    إذا كانت الصور التي خرجت من القطاع قد ركزت في بداية الحرب على القتلى، خصوصاً الأطفال، والدمار الذي تسببت به عمليات القصف الكثيفة، فقد ظهرت في الأسابيع الأخيرة صور تدل على أزمة غير مسبوقة في أي جولة قتال سابقة في القطاع، وربما حتى لم يشاهد مثلها في أي يوم. صور الأطفال الذين يحملون الطناجر الفارغة ويتدفقون نحو مراكز المساعدات أو يقفون في الطابور للحصول على صحن حمص أو صحن فول، تحولت مؤخراً إلى منظر شائع أكثر. ليس أمام سكان القطاع إلا أن الأمل لتغيير مشهد أطفالهم جائعين أما نظرة العالم إليهم، لأنه عالم لم يعد يؤثر فيه صور التدمير في القطاع وعدد القتلى الذي يقترب من الـ 20 ألف شخص.

    أحد الأطفال الجائعين تحدث عن المعاناة في فيلم فيديو نشر في الإنترنت: “نكتفي برغيف أو نصف رغيف طوال اليوم”، قال محمد الخالدي، الذي انتقل مع عائلته من شمال القطاع إلى الجنوب. “في المساء أقول لأمي أنا جائع. فتقول لي بأننا لا نملك الطعام. هكذا نواجه الأمر يوماً بعد آخر”.

    وثمة منظمات دولية أيضاً تحدثت عن الجوع الشديد في القطاع. حسب الإدارة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن حوالي نصف سكان القطاع في حالة جوع شديد أو شديد جداً. وأن 90 في المئة منهم يقضون أحياناً بضعة أيام بدون طعام. أكدت هذه المنظمة أن حوالي 10 في المئة فقط من الغذاء المطلوب لـ 2.2 مليون شخص قد دخل إلى القطاع.

    وحذرت “اليونسيف” من تداعيات الأزمة الإنسانية في القطاع، وأشارت إلى أن الأطفال المهجرين الذين وصلوا مؤخراً إلى جنوب القطاع لا يحصلون على كمية المياه المطلوبة للحفاظ على صحتهم. وحسب المنظمة، لا يحصل الأطفال المهجرون إلا على 1.5 – 2 لتر من المياه كل يوم، رغم أن الحاجة اليومية في حالة الطوارئ تصل 11 لتراً كل يوم للشرب والطبخ والغسيل والاستحمام لكل طفل. وقالت اليونسيف إن الحصول على مياه صالحة للشرب تحول إلى موضوع حياة أو موت، وإن الكثير من الأطفال المهجرين هم الآن في خطر على حياتهم بسبب نقص الغذاء وتفشي الأمراض في القطاع.

    كثيرون في القطاع يكتفون بأكلات أو شوربة ترتكز إلى ما لديهم، مثل شوربة من البصل والماء فقط. فيما يحصل المحظوظون على نصف كيلو أو كيلو من العدس. تزداد في القطاع أيضاً ظاهرة أعداد الوجبات من النباتات والخضراوات التي يمكن العثور عليها في المناطق المفتوحة أو الحدائق التي لم يقصفها الجيش الإسرائيلي بعد، وليس من المنتجات الزراعة. في مراكز الإيواء أيضاً يرتجلون طرقاً للخبز؛ لأن الأغلبية الساحقة من المخابز مغلقة في ظل غياب الغاز أو الكهرباء.

    يُشاهد في عدد من مراكز الإيواء أشخاص يقفون حول موقد وهم يحملون الطناجر ويقومون بغلي المياه غير الصالحة للشرب. فتاة من مدينة غزة، انتقلت للعيش في رفح، اعترفت في محادثة مع “هآرتس” بأنها اضطرت إلى إطعام أولادها أطعمة انتهت صلاحيتها. “ربما يعانون من الإسهال، لكن لديهم ما يأكلونه على الأقل”، قالت.

    وقال مواطنون من القطاع ومنظمات دولية بأنه حتى لو كانت هناك مواد أساسية في الأسواق القليلة التي ما زالت في وسط القطاع أو في الجنوب، فليس لدى السكان الأموال الكافية لشراء الطحين أو الفواكه والخضراوات بسبب ارتفاع الأسعار بشكل خيالي، الذي يقدر بعشرات النسب المئوية. إضافة إلى ذلك، فإن معظم سكان القطاع، ليس فقط اللاجئين، يضطرون إلى الاعتماد منذ بداية الحرب على المساعدات الدولية، سواء من الأونروا أو من مؤسسات دولية أخرى.

    أحمد، أحد سكان حي الرمال في مدينة غزة والذي انتقل مع عائلته إلى خانيونس ويعيش الآن في خيمة في رفح، قال: “رجعنا عشرات السنين إلى الوراء. نبني فرناً من الصلصال ونشعل النار، ثم نخبز ما يتوفر لدينا”. حسب قوله، هو لم يشاهد مثل هذه الأمور في العمليات السابقة في القطاع. “هذه نكبة مزدوجة ومضاعفة بالنسبة لنا – تهجير وتدمير بيوت وبنى تحتية ونقص كبير في المياه والغذاء والدواء.

    --------------------------------------------

    هآرتس 21/12/2023

     

    للمشاركة في حكم غزة.. حماس تستبق “اليوم التالي” بسعيها لدخول منظمة التحرير: ماذا يقول السنوار؟

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    “نحن لا نحارب فقط لأننا نريد ذلك. لا نؤيد اللعبة التي مجموعها صفر. نحن نريد أن تنتهي هذه الحرب”، قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس في مقابلة مع “وول ستريت جورنال”. النتيجة النهائية التي قصدها بدران هي “دولة فلسطينية في الضفة والقطاع والقدس”، أي حدود 1967.

    أقوال بدران انعكاس لمقابلة أجراها موسى أبو مرزوق مع موقع “مونيتر” في الأسبوع الماضي، التي قال فيها إن “على حماس التمسك بالموقف الرسمي لـ (م.ت.ف) الذي اعترف بدولة إسرائيل”. في الحقيقة، سارع أبو مرزوق على الفور إلى “تعديل ما لم يتم فهمه”، حسب قوله. وأوضح بأن “حماس لا تعترف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لا يوافق على أي تنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني”. وأن “حماس تؤكد أن المقاومة مستمرة إلى حين التحرير والعودة”. ولكن هذه التصريحات، التي اعتبرها اللذان أجريا المقابلتين كـ “انقلاب” في موقف حماس، لا يجب أن يفاجئ أحداً، فهي موجهة للأذن الفلسطينية أكثر مما هي موجهة لإسرائيل أو العالم.

    حماس تدير منذ سنوات حوارات فلسطينية وسياسية مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية، مباشرة أو برعاية مصر وقطر، حول مسألة بنية م.ت.ف والطريقة التي يجب إدارة النضال فيها ضد إسرائيل. في الفصل الأخير للمحادثات التي جرت في تموز الماضي في العلمين في مصر، اجتمع كبار قادة حماس، من بينهم إسماعيل هنية، مع محمود عباس ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لفحص إمكانية انضمام حماس لـ م.ت.ف.

    لم تخرج هذه المحادثات تحقيق بأي نتيجة ملموسة. محمود عباس تمسك بموقفه القائل بأن على حماس الاعتراف بالاتفاقات التي وقعت عليها م.ت.ف مع إسرائيل، أي اتفاق أوسلو. ولكن حماس رفضت، وبعد فترة قصيرة اندلعت الحرب. وحسب أقوال بدران، المحادثات لم تتوقف حتى أثناء الحرب، وتجري بين قادة حماس، ومن بينهم بدران نفسه وخالد مشعل، وممثلي م.ت.ف مثل رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض ومحمد دحلان، الذي طرده محمود عباس من صفوف فتح، وحسين الشيخ الذي يعتبر الرقم 2 في م.ت.ف وكما يبدو هو الذي يدير المحادثات من قبل المنظمة مع حماس.

    زيارة هنية أمس لمصر لا تعتبر مقطوعة عن العملية السياسية التي تحاول حماس دفعها قدماً. التفسير العلني للزيارة هو بذل الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المخطوفين. ولكن حسب مصادر مصرية، يدور الحديث عن رزمة أوسع من المواضيع، تشمل خطة عمل لليوم التالي.

    أحد المراسلين الذين يقومون بتغطية العلاقات بين مصر وحماس والحرب في غزة، قال للصحيفة إن “هنية سيطلب من مصر الدعوة لعقد لقاء مشترك في القريب بين قيادة فتح، بما في ذلك محمود عباس، وبين شخصيات رفيعة من حماس وربما أيضاً رئيس “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة، لمناقشة انضمام حماس و”الجهاد الإسلامي” لـ م.ت.ف”.

    الافتراض في هذه المرة هو أن الحرب أوجدت ظروفاً جديدة قد تساعد على بلورة اتفاق على صيغة جديدة يتوقع فيها أن تظهر حماس مرونة أكثر، وتمكن محمود عباس من الدفع قدماً بعملية انضمام حماس لـ م.ت.ف. القاسم المشترك بين الحركتين هو أن جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من م.ت.ف. هذا الموقف سُمع في الحقيقة من فم سلام فياض ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية ومن جهات رفيعة في السلطة مثل جبريل الرجوب وناصر القدوة وقيادات أخرى حتى قبل اندلاع الحرب.

    ولكن من اللحظة التي تحدث فيها الرئيس الأمريكي بصورة محددة عن “سلطة فلسطينية محدثة”، يجب عليها أن تتحمل المسؤولية عن إدارة القطاع ونيته الدفع قدماً بحل الدولتين، بدأ يثور في أوساط فتح شعور بأن أمامهم فرصة لإعادة بناء الحركة والقيادة وإبعاد عباس والدفع قدماً بالجيل الشاب الذي لم يعد شاباً تماماً، وأن طموحاتهم ستحصل على دعم أمريكي. ويعترفون بأن الدعم الأمريكي الذي سيحصلون عليه لن يحقق لهم الشرعية الجماهيرية بدون انضمام حماس والتنظيمات الأخرى، في حين أن مقاربة أمريكا قد تتغير بالكامل عند انضمام حماس. “الحرب في غزة أضعفت حماس التي تبحث عن طريقة للحفاظ على مكانتها وقوتها السياسية حتى لو لم تعد مسيطرة على قطاع غزة، لكنها عززتها في الوقت نفسه، بكونها تتحمل عبء الحرب ضد إسرائيل”، قال للصحيفة مصدر فلسطيني وهو عضو في اللجنة المركزية في حركة فتح.

    في الوقت نفسه، يبدو أن قيادة حماس غير واثقة بكيفية نهاية الحرب وما الذي سيحدث لمكانتها الجماهيرية ومن سيكون “جمهورها” في ضوء نتائج الحرب. من هنا، عليها الإسراع وتحقيق مكاسب سياسية قبل انتهاء الحرب، بالأساس ضمان مكانتها في أي حل سيعرض حول طبيعة السيطرة في قطاع غزة. ربما تقدر قيادة حماس بأن مصر قد تساعدها في إعادة حماس إلى طاولة النقاشات حول اليوم التالي، حتى لو كان بشكل غير مباشر. الاحتمالية التي تم فحصها هي تسريع إعادة تنظيم م.ت.ف بحيث تضم حماس و”الجهاد الإسلامي” وفي داخلها إقامة مجلس أو سلطة تكون مسؤولة عن إدارة القطاع، لا تشمل أعضاء من حماس. من أجل انتقال هذه الخطط من المجال النظري إلى العملي، يجب على قيادة فتح توحيد صفوفها والموافقة على تشكيلة جديدة لـ م.ت.ف، رغم أن حماس أيضاً تواجه معضلات صعبة لا تقل عن ذلك. الصعوبة الفورية هي تكييف يحيى السنوار ومحمد ضيف مع مواقف الخارج. حسب معرفتنا، ما زال السنوار يؤمن بقدرته، ليس على مواصلة إدارة الحرب أمام إسرائيل فحسب، بل أيضاً على إقامة منظومة سلطوية. ربما يعول على الضغط الدولي أو على ضغط الجمهور الإسرائيلي. من هنا، يستخدم التفاوض على إطلاق سراح المخطوفين كورقة مساومة قوية، ليس أمام إسرائيل فحسب، بل أيضاً أمام قيادة حماس في الخارج، التي تخضع لضغط كبير من قطر ومصر، وهي ملزمة بإظهار تصميم ونجاعة للحفاظ على مكانتها.

    هكذا، حتى لو كان يمكن الافتراض بأن قيادة حماس ترغب في التوصل إلى صيغة موسعة، سيتم فيها تحرير عدد كبير من المخطوفين مقابل وقف طويل لإطلاق النار، فإن الكلمة الأخيرة في هذه الأثناء هي للسنوار، الذي حتى بتصفيته لا يمكن أن تضمن شريكاً غزياً أكثر مرونة في المفاوضات. في الوقت نفسه، لا تتكون قيادة حماس الخارج من نفس الطينة. فالعلاقات بين مشعل وهنية كانت وما تزال متوترة، وكذلك أيضاً العلاقات بين مشعل وصالح العاروري، نائب هنية والمسؤول عن الضفة، الذي لم يسمع صوته في الفترة الأخيرة.

    لن تكون هناك أي مخاطرة في التقدير بأن إسرائيل، التي تعارض نقل الإدارة عن القطاع للسلطة الفلسطينية بالتشكيلة الحالية، سترفض عملية التجاوز التي بحسبها ستكون حماس الحاضر – الغائب في السلطة المستقبلية التي ستدير القطاع. وسيكون السؤال عندها: هل ستوافق واشنطن على قبول سلطة “محدثة” كحل، لا موطئ فيها لأعضاء من حماس ولكنها سلطة تستمد الشرعية من م.ت.ف التي ستكون حماس عضواً كبيراً فيها؟

    --------------------------------------------

    يديعوت أحرونوت 21/12/2023

     

    الجيش يشم رائحة النهاية.. والأهداف التي وضعها السياسيون تفوق قدرته على تحقيقها

     

     

    بقلم: ناحوم برنياع

     

    “نواصل الحرب حتى النهاية”، قال نتنياهو أمس. “ستستمر حتى تصفية حماس، حتى النصر”.

    بتعابير تاريخية قد يكون نتنياهو محقاً: الحرب بين إسرائيل ومنظمات الإرهاب الجهادية كفيلة بأن تستمر سنوات، وربما لأجيال.

    لكن أقترح أن التعاطي مع التصريحات العليا بحذر، خصوصاً للعائلات التي اختطف أحباؤها في غزة، للزوجات اللواتي خرج أزواجهن في 7 أكتوبر إلى خدمة الاحتياط ولم يعودوا بعد، للأهالي الذين يقاتل أبناؤهم أو بناتهم في الميدان، ولكل الإسرائيليين الذين قلبت هذه الحرب عالمهم. فالحديث عن حروب المستقبل تستهدف إخفاء معاضل الحاضر. خانيونس هي المحطة الأخيرة في ما يسميه الجيش “المرحلة القوية” من الحرب. ستكون المرحلة التالية أكثر تواضعاً.

    الأنباء التي نشرت في اليومين الأخيرين عن توسيع العمليات البرية تفيد بأمرين: الأول، أن مدن شمال القطاع لم تطهر بعد: ثمة مخربون يخرجون بين الحين والآخر من فوهات أنفاق ومبان ويلاحقون جنودنا؛ والثاني أن الجيش يشم رائحة النهاية، يحاولون الوصول إلى مزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف النار. يمكن تسمية هذه الأيام أنها ترتيبات أخيرة في غزة. الهدف هو تسهيل وجود الجيش الإسرائيلي في القطاع في المرحلة التالية.

    يفترض بهذا أن يحصل في النصف الأول من كانون الثاني. ربما يعود قسم كبير من جنود الاحتياط إلى الديار. وسيكون الجيش منشغلاً بتأهيل حزام أمني يفصل بين القطاع وبلدات الغلاف. سيكون بعرض نحو كيلومتر. وقبل أن يقرر المخلون من بلدات الغلاف إذا كان مهماً العودة إلى الديار، فإن مئات آلاف الغزيين سيواجهون وضعاً متعذراً: لن يسمح بالعودة لقسم كبير منهم، لأن بيوتهم كانت ضمن الحزام الأمني أو تلامسه؛ آخرون فقدوا بيوتهم والبنى التحتية المادية والاجتماعية في الأحياء والمدن التي كانوا يسكنون فيها.

    إذا لعب الحظ معنا، فثمة دفعة أخرى من صفقات الأسرى. سيخرج المزيد من الأشخاص من الأسر مرضوضين، ولكن على قيد الحياة. ثم سيكون فضل واحد آخر لصفقة أخرى ستسمح للإسرائيليين بانتقال أكثر سلاسة من مرحلة الحرب الكبرى، في أربع فرق إلى مرحلة الصيانة. بضعة أيام من وقف النار ستحلي إحساس الحموضة.

    ثمة حموضة، لا شك. فالأهداف التي وضعها المستوى السياسي أمام الجيش كانت غير قابلة للتحقق. كان هذا واضحاً للجميع، من اليوم الأول: تصفية، إبادة، إسقاط، كلها أماني متوقعة عندما يدور الحديث عن ضربة من النوع التي تلقيناها في 7 أكتوبر. لكن الأماني ليس خطة عسكرية، ليست استراتيجية. التوقعات المبالغ فيها تولد خيبة أمل: هي ستكون أليمة على نحو خاص في أوساط القوات المقاتلة، وعلى سبيل الفرق، في أوساط محافل اليمين المتطرف أيضاً والتي أملت بحرب متعددة الجبهات تولد طرداً لملايين الفلسطينيين واستئنافاً للمفاوضات في قطاع غزة.

    ---------------------------------------------

     

     

     

    هآرتس 21/12/2023

     

     

    بفكر العصابات.. بن غفير لقادة الجيش: الويل إذا لم يعودوا

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

    يثبت إيتمار بن غفير مرة تلو الأخرى بأنه ليس جديراً بأن يكون وزيراً، خصوصاً كعضو كابينت سياسي أمني في أثناء الحرب. فقد اضطر رئيس الأركان هرتسي هليفي هذا الأسبوع إلى صد محاولاته تجاوز صلاحيات الجيش الإسرائيلي في معاقبة الجنود وتحقيق “فكرة العصابات”، التي حذر منها غادي آيزنكوت حين كان رئيس الأركان إبان قضية اليئور أزاريا. حصل هذا أول أمس في مداولات “الكابينت” السياسي الأمني التي عنيت بجنود الاحتياط الذين وثقوا في أعمال داخل مخيم اللاجئين استخدامهم مكبر صوت المسجد لإطلاق آية “أسمع إسرائيل”. أبعدهم الجيش فوراً عن النشاط العملياتي، وأوضحوا بأن الجيش يرى في سلوكهم سلوكاً يتعارض تعارضاً تاماً مع قيم الجيش وأن “الجنود سيعالجون انضباطياً وفقاً لذلك. أما بن غفير، فالأمر عنده غير وارد. على حد قوله، “الويل إذا لم يعودوا إلى الخدمة، الويل”.

    عندما أصر رئيس الأركان على قوله إن صلاحيات القرار إزاء جنود الجيش تعود له وأن “هذا ليس من شأن الكابينت، أجاب بن غفير “بالتأكيد هذا شأن الكابينت”، بل وأوضح بأنه “الجيش في دولة ديمقراطية يكون تابعاً للقيادة السياسية وليس العكس. وعندما يصدر الجيش بياناً عن رجال احتياط في وقت الحرب لتعليق عملهم لأنهم قالوا “أسمع إسرائيل” في مسجد استخدم كعش دبابير للإرهاب، فهذا لم يعد شأناً عسكرياً داخلياً فقط”.

    هذا دليل آخر على التسيب بإبقاء بن غفير في منصبه. كان محقاً وزير الدفاع يوآف غالنت الذي اضطر مرة أخرى ليدافع عن رئيس الأركان وضد تسييس الجيش الإسرائيلي. “سأواصل إسناد الجيش ورئيس أركانه في وجه سياسيين عديمي المسؤولية يحاولون جني أرباح سياسية على ظهر القادة الذين يحملون عبء الحرب”.

    قبل بضعة أيام من ذلك، اتصل بن غفير بضابط حرس الحدود الذي علق عمله مع شرطي حرس حدود آخر، بعد أن وثقا ضربهما مصوراً صحافياً فلسطينياً في شرقي القدس ويركلانه بينما كان ملقياً على الأرض. اتصل بن غفير اتصل يساندهما. في هذه الحالة أيضاً يكون الحديث عن تجاوز للصلاحيات باسم فكرة العصابات، تلك التي يدفع بها بن غفير قدماً. ونشر مكتبه بياناً جاء فيه إنه مصور “مؤيد لحماس”. ووجه وزير الأمن القومي تعليماته لإعادة الضابط وباقي المقاتلين إلى النشاط العملياتي بعد انتهاء تسعة أيام التعليق التي قررتها وحدة التحقيق مع الشرطة “ماحش”.

    إن إبقاء بن غفير في منصبه يشهد على فكر مريض يحمله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يضحي بأمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي الذي يستند إلى أصوات اليمين المتطرف. الأمر يلحق ضرراً لا يمكن لأي إعلام إسرائيلي رسمي أن يصلحه. الوزير يدفع قدماً بثقافة عصابات لقوات الأمن، سواء في الشرطة أم في الجيش، ويجبر رئيس الأركان مثلما أجبر المفتش العام على الحرائق الأخلاقية والأمنية التي يشعلها مرة تلو الأخرى.

    --------------------------------------------

     

    دول خليجية وجهت تحذيرا نهائيا لإسرائيل بشأن غزة

     

     

    نقلت قناة N12 الإسرائيلية عن مصادر عربية لم تسمها، أن الأخيرة وجهت إنذارا نهائيا لتلّ أبيب بأنه إذا لم تتوقف الحرب مع “حماس” الشهر المقبل سيتم تخفيض المساعدات الإنسانية الخليجية لغزة.

    وذكرت وكالة روسيا اليوم، نقلا عن القناة العبرية، أن “دول الخليج بقيادة السعودية والإمارات، حذرت من أنه إذا لم يتوقف القتال في شهر يناير، سنضطر إلى تقليص المساعدات الإنسانية التي ننقلها إلى قطاع غزة”.

    وأكملت القناة نقلا عن المصادر: “إذا كانت النوايا الإسرائيلية هي البقاء في قطاع غزة على المدى الطويل، سيكون من مسؤولية الإسرائيليين والأمريكيين”. وأن “ما ترونه في غزة لم يسبق له مثيل في أي مكان في العالم، ونحن نواجه تحديا كبيرا. هناك مئات الأطنان من المواد الغذائية في المستودعات ولا تزال هناك فوضى كبيرة. هم لا يعملون هناك بطريقة منظمة بما فيه الكفاية”.

    ---------------------------------------------

     

    هآرتس21/12/2023

     

     

    الإسرائيليون يحتاجون إلى أكاذيب المتحدث باسم "الجيش" ليعتقدوا أنّهم ينتصرون

     

     

    بقلم: حاييم ليفنسون

     

    لقد تمّ إطلاق عملية دعاية سياسية موجهة إلى الإسرائيليين منذ حملة "حارس الأسوار" (الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2021)، تهدف إلى إقناعنا بأنّ "الجيش" عظيم، وأن لا مثيل لسلاح الجو الإسرائيلي في العالم بأسره، وأنّ حماس تلقّت ضربةً خطرةً، ضربةً مميتة. هذه الكلمة التي يؤثِرها الإسرائيليون. وإليكم جملة أخرى يحبونها: "لقد استعدنا قدرتنا على الردع".

    كما اجتمع الساسة وجنرالات الاحتياط والصحافيون، معاً، في حملة دعاية سياسية كاذبة انفجرت في وجوهنا صبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر. لكن علينا ألا نلوم سوى أنفسنا. نحن الإسرائيليون، نحب من يكذب علينا. إنّ خلاصة عمل الناطق بلسان "الجيش" الإسرائيلي تتمثّل في التقاط كمية مناسبة من الهراء، ثم تغليفها ورشّها بالعطور، ثم بيعها لنا كما لو كانت طعاماً شهياً. في نهاية المطاف، لا أحد بيننا يريد أن يسمع أنّ لدينا "جيشاً" متواضعاً، لديه معلومات استخباراتية فاشلة، وأنّ جماعةً (حماس) قادرة على تركيعه على ركبتيه.

    الكذب في "إسرائيل" هو مهنة. سلعة عليها طلب شديد هنا. صناعة العظمة والفخر "القوميين" تتباهى بكل ما يقوم به "الجيش" الإسرائيلي.

    في أثناء شبابي، جلست مع مراسل عسكري أكبر مني بعشرات السنين. حدّثني الرجل عن اللحظة التي قرر فيها أن يصبح صحافياً، عندما كان يقضي حاجته في إحدى الحفر (من شدة الخوف) في أثناء حرب 1973، بعد ساعة من قراءته صحيفةً تصف مدى نجاحنا في ضربهم. حينها، قرر أن يصبح صحافياً، وأن يقول "الحقيقة" للجماهير.

    بات لزاماً على "إسرائيل" الإقلاع عن إدمان كثير من الأشياء، وأهم ما عليها الإقلاع عنه، هو الكذب على نفسها. نحن نغدق المديح على حملات الـ"هسبارا"، و"إيصال الرسائل"، و"نشر مقاطع الفيديو"، من دون أن ننتبه إلى أنّ الجمهور المستهدف الأساسي من هذا كله هو نحن، لا الشعوب في الخارج. نحن نعيش منذ 15 عاماً في ظلّ رئيس حكومة يرى الكذب أهمّ الفنون التي يتقنها، ونشر الهراء هو خبرته الأكبر، وإطلاق التفاهات مصدر رزقه. يشعر ذلك الرجل (نتنياهو) بأنّ عليه دائماً أن يُظهر أنّه و"الجيش" الإسرائيلي عظيمان، محقان، قويان ومذهلان، يوجّهان إلى العدو ضرباتٍ قاتلةً، استثنائية، منتصرة وثابتة. وفي الوقت ذاته، يضمن حصوله على الدعم من "الجيش" ومن صحافيي البلاط.

    وها قد عدنا، عبر الدعاية الكاذبة السياسية إلى الشماتة والهذيان والتهديدات الجوفاء. عدنا إلى إطلاق الوعود بأنّنا سندمّر بيروت ونقصف لبنان، وبأنّنا على مرمى حجر من تحطيم حماس، وبأنّنا سنقوم عما قريب باسترجاع الأسرى في غزة نتيجة الضغط العسكري، وبأنّ حضورنا العسكري على الأرض هو ما سيصنع الفرق. "نحن ننتصر"، كان الشعار المكتوب على خلفية برنامج "استوديو الجمعة" الإخباري قبل بضعة أسابيع، مع خطاب متحمس من المذيع. وأنا أفهمه حقاً؛ فمن الممتع حقاً أن نقول لأنفسنا إنّنا ننتصر، بدلاً من أن نعترف بأنّنا عالقون ونتعثّر.

    يمكن للمرء حقاً أن يتفهّم هذا الميل الإنساني البسيط الذي يدفع الإنسان إلى اختيار الاعتقاد أنّ كل شيء على ما يرام، بدلاً من اعترافه بأنّ كل ما يحدث سيئ. ويمكن للمرء أن يتفهّم تفضيل الناس سماع أخبار عن قدرات سلاح الجو وعظمته ومقاتلاته الهائلة، الذكاء الاصطناعي، عباقرة السايبر، خبراء وحدة التجسس السيبراني 8200 والوسائل المتطورة التي يستخدمها "الكوماندوس" الإسرائيلي.

    من الممتع أن نسلّي أنفسنا بتخيّل محققي جهاز "الشاباك" الماكرين والمتطورين، القادرين على إجبار الحجارة نفسها على التكلم، ولديهم وسائل تجسّس في سماعة هاتف يحيى السنوار. ومن المفرح أن نحلم بجهاز الموساد القادر على تنفيذ عملية اغتيال لرئيس البرنامج النووي في وسط إيران. ومن الممتع جداً جداً أن نستمع إلى محللين عسكريين سعداء، بدلاً من الاستماع إلى محللين يقولون لنا في وقت السلم، إنّ الحرب القادمة آتية، وإنّ "الجيش" الإسرائيلي غير مستعد لها، وإنّنا لسنا أقوياء كما نتمنى، وإنّ مستوى قيادتنا يتراوح ما بين المتوسط والفاشل. بيْد أنّ المخدرات لها ثمن.

    ---------------------------------------------

     

    مؤيدو الاحتلال في الغرب يوفرون له سلما للنزول عن شجرة الحرب بغزة

     

     

     

     

    فيما كثفت الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية الداعمة للاحتلال من الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، مؤخرا، لإنهاء القتال الواسع النطاق في قطاع غزة في غضون أسابيع قليلة، ما يزال الاحتلال يتمنع ويرفض نصائح مؤيديه الأميركيين والأوروبيين.

    النصائح الغربية تأتي بعد قراءة قادتهم أن أهداف الاحتلال في غزة وأبرزها القضاء على "حماس" وتحرير الأسرى لن يتحقق مهما طال أمد الحرب التي وصل لظاها لأثوابهم، وباتت مواقفهم مع كل يوم يمر محرجة أمام ناخبيهم المختلفين بمعظمهم في الرؤية عنهم بشأن الحرب، لذلك يسعون لتوفير سلما لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للنزول عن شجرة الحرب.

    تمنع نتنياهو عن وقف الحرب يأتي لسببب معاكس تماما، وهو الحفاظ على أصوات أحزاب اليمين المتطرف المتعطش لدماء الفلسطينيين، والتواق للانتقام حتى قبل السابع من تشرين أول (أكتوبر)، إضافة إلى ذلك هناك سبب آخر يمنعه من انهاء الحرب أو تخفيض وتيرتها وهو أن ذلك سينهي مستقبله السياسي، وسيجره للتحقيق بإخفاق حكومته بمواجهة "طوفان الأقصى" وكذلك سيعيده الى دائرة الضوء في محاكمته عن تهم الفساد التي يقول محللون في كيان الاحتلال إنها كفيلة كذلك بالقضاء على مستقبله السياسي.

    في السياق وجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي زار كيان الاحتلال أول من أمس، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي سبقه بالزيارة الأسبوع الماضي، برسائل واضحة حول هذا الأمر إلى أعضاء مجلس الوزراء الحربي في الكيان.

    يأتي ذلك بينما تواصل إدارة الرئيس جو بايدن في واشنطن علنا التعبير عن دعمها  الكامل لأهداف إسرائيل من الحرب على غزة، حتى إن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، قال نهاية الأسبوع، إن الإدارة تعتقد أن "هذا قد يستمر لأشهر".

    ومع ذلك، أوضح كيربي أن الولايات المتحدة والاحتلال يناقشان "الانتقال من عملية عسكرية عالية الكثافة إلى عمليات عسكرية أقل كثافة وأكثر دقة"، حسب وصفه.

    وفي نهاية لقائه مع وزير الأمن يوآف غالانت، نشر أوستن رسالة قصيرة، كتب فيها أنهما ناقشا أهداف الحرب ومراحلها وحماية المدنيين.

    ووفقا لمصدر في كيان الاحتلال مطلع على تفاصيل المحادثات، قال إن "أوستن أوضح أن المرحلة الحالية من الحرب، التي تعمل فيها قوات كبيرة من الجيش في عمق غزة، وتتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية المدنية، يجب أن تنتهي".

    وأضاف المصدر في حديث مع "هآرتس" أن "أوستن لم يحدد موعدا دقيقا، لكن الرسالة كانت واضحة جدا".

    وفي إحاطة إعلامية للصحفيين قبل هبوط أوستن في مطار بن غوريون في مدينة تل أبيب، قال مسؤول أمني أميركي، إن الخبرة التي اكتسبها وزير الدفاع الأميركي في أفغانستان والعراق، عندما كان قائدا في الجيش، هي في صلب المناقشات وذات صلة بالمعضلات التي يناقشها الاحتلال في ظل الحرب على غزة.

    وأوضح المسؤول الأميركي أن أوستن يمكنه تقديم وجهة نظر قيمة حول هذه الأسئلة والمعضلات، وهذا ما فعله". مضيفا أنه "تحدث مع الاحتلال حول سبل الانتقال بين مراحل القتال المختلفة".

    ولم تكن إدارة بايدن وحدها هي التي نقلت مثل هذه الرسائل إلى الاحتلال في الأيام الأخيرة، حسب ما أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، إذ دعت حكومتا بريطانيا وألمانيا، وهما من أكثر الدول المؤيدة للاحتلال في الغرب، في بداية الأسبوع إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة. وتقول الصحيفة، إن حكومة نتنياهو لم تستجب رسميا للدعوات البريطانية والألمانية.

    كما دعت فرنسا إلى وقف إطلاق النار في وقت سابق، وانتقده الاحتلال بسبب ذلك.

    وما تزال إدارة بايدن وحيدة تقريبا في معارضتها المعلنة لوقف إطلاق النار، وهو ما انعكس أيضا في التصويت الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في هذا الشأن.

    وقدر المسؤول في كيان الاحتلال الذي تحدث إلى "هآرتس" أن دعوات وقف إطلاق النار من جانب الحكومات الأوروبية، والانتقادات المتزايدة لنتنياهو في مجلسي الشيوخ والكونغرس الأميركيين، تنسق مع الإدارة الأميركية.

    وحسب قوله، فإن "بايدن يفكر في هذه الأمور لكنه لا يصرح بها ولا يقولها بشكل مباشر في هذه اللحظة، لكنه يتحدث إلى أشخاص آخرين، وهم يحرصون على إيصال الرسالة".

    يأتي هذا الموقف للإدارة الأميركية، في وقت هاجم السيناتور الديمقراطي كريس كونز، المقرب من الرئيس بايدن، نتنياهو، ووصفه في مقابلة بأنه "شريك مثير للمشكلات".

    وعلى مر السنين، حصل كونز على دعم اللوبي المؤيد للاحتلال "أيباك"، وفي الأغلب لم يعرب عن انتقادات حادة للاحتلال، إلا أنه قال، إن نتنياهو "فعل كل ما في وسعه على مر السنين للإضرار برؤية السلام للاحتلال".

    وفي الأسبوع الماضي، قال عضو الكونغرس ستيف كوهين، وهو أحد المشرعين اليهود البارزين في الحزب الديمقراطي، إن بايدن "سئم" من الحرب في غزة.

    وحذر كوهين من أنه إذا لم يغير الاحتلال نهجه، "فسوف يفقد آخر صديق حقيقي له في العالم، وهو الرئيس بايدن".

    وللمرة الأولى منذ بداية الحرب الصهيونية على غزة، تقول "هارتس" "تعالت أصوات حتى في الحزب الجمهوري التي تطالب الاحتلال بالتفكير في عواقب العملية العسكرية في غزة".

    وقال السيناتور ليندسي غراهام، الذي يعد مؤيدا بارزا للاحتلال، يوم الأحد الماضي في مقابلة مع قناة "إن بي سي"، إن على الاحتلال أن يأخذ في الاعتبار آثار الحرب في غزة على جهود تطبيع علاقاته مع السعودية.

    وأوضح غراهام أن "أولئك الذين يريدون إضعاف إيران على المدى الطويل، يجب ألا يسمحوا له بتخريب العلاقات الإسرائيلية السعودية".

    وأضاف أنه لا يمكن للسعودية ودول أخرى أن تتحرك نحو التطبيع مع الاحتلال، إذا استمرت بممارساتها ضد الفلسطينيين.

    وأضاف غراهام أنه بعد أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي "أصبح هناك خياران، مواصلة دائرة الموت، أو استخدام الكارثة حافزا للتغيير".

    وتابع "أعتقد أن العرب سيطالبون بحل الدولتين، وأن الاحتلال سيطالب بمنطقة عازلة أمنية. لا أعرف كيف سينتهي الأمر، لكن من الواضح بالنسبة لي أنه إذا لم ننجح هذه المرة سيستغرق الأمر جيلا آخر، قبل أن نتوصل إلى اتفاق"

    ---------------------------------------------

    طوفان الأقصى... الموقف اليوم الخميس: 21/12/2023 الساعة: 08:00

     

     

     

     

     

    عبدالله أمين

    خبير عسكري وأمني

    أولاً: الموقف 

    في اليوم 75 لبدء الحرب على غزة؛ لم يغادر الموقف القتالي في مسرح عمليات غزة روتينه اليومي؛ حيث ما زال العدو مستمراً في هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال. كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور؛ خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو. أما في تفصيل موقف في الـ 24 ساعة الماضية: 

     

    ففي صفحة العدو القتالية؛ أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية: 

    • تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات، يصحبه قصف مدفعي وجوي لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة، من الشمال فالوسط حتى الجنوب. 
    • استهداف مقرات النزوح والمرافق الصحية ومنشآت الخدمات الاجتماعية لأهنا المحاصرين في مختلف مناطق قطاع.
    • تدمير برج الشوى الذي مكاتب محطات إعلامية. 
    • الضغط على قلب مدينة خان يونسمنطقة الجهد الرئيسي، عبر محاور القتال من الشمال / القرارة، والشرق / عبسان والغرب، وقصف الأحياء والمخيمات المحيطة بها. 
    • قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة: الزيتون، جباليا ومخيمها، الشاطئ، الصبرة، الدرج، الرضوان، التفاح، الشجاعية، مشروع بيت لاهيا، النصيرات، و مخيمي البريج المغازي. 
    • قصف مدينة رفح ومحيطها، حيث استهدفت بالأمس برشقات مدفعية متفرقة. 
    • بقاء خروج مظاهرات لعوائل أسرى العدو لدى المقاومة، للمطالبة بعقد صفقة تبادل مع المقاومة تضمن عودة أبنائهم قبل أن يلحقهم ضرر من جراء قصف العدو لمدن ومخيمات القطاع. وفي سياق متصل؛ فقد أعلن أهالي الأسرى عن بدء اعتصام مفتوح أمام مقر الحكومة بدء من يوم الأثنين 18/12/2023 للمطالبة بإتمام صفقة لتبادل الأسرى. 
    • قصف العدو قواعدنار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في: عيتا الشعب، كفار كلا، أطراف الناقورة، يارون، مرتفعات كفار شوبا، مركبا، كفر حمام، الخيام، حلتا، راميا. 

     

    وعلى صلة؛ فقد اعترف العدو بمقتل رائد وإصابة 24 جندي في الـ 24 ساعة الماضية، كما أعلن - العدو - عن سحب الكتيبة 101 مظلي للاستراحة بعد دخولها للجهد القتالي في 7/10/2023. 

     

    وفي صفحة المقاومة القتالية؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة، وفي التفصيل: 

    • اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا، وحي الزيتون والرضوان؛ جباليا ومخيمها، خاصة في منطقة السكلة، الشجاعية، تل الزعتر، وشمال و شمال شرق خان يونس، المغراقة وشمال النصيرات، وغيرها من محاور القتال في مدينة غزة. 
    • قصف تجمعات العدو في منطقة جحر الديك بقذائف الهاون. 
    • اشتباكات عنيفة على كامل محاور عمل العدو في محافظة خان يونس. 
    • إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية عن: تفجير عبوة برميلية في جرافة شرق الشجاعة، كما أفيد عن تدمير دبابتين وناقلة جنود شرق خان يونس، ودبابتين وناقلة جنود بقذائف التاندوم في شارع الجلاء، وتدمير دبابة في تل الزعتر بقذائف الياسين 105، كما ذكرت بيانات المقاومة أنها دمرت منزلاً تحصن فيه 12 جنديا معادياً في حي الدرج وسط غزة، وفي سياق متصل ذكر بيانٌ للقسام أنه قواتهم دمرت 8 آليات في منطقة الصبرا وتل الإسلام / الهوا، كما استهدفت جرافتين  في حي الزيتون، كما تم قنص جنود للعدو في جباليا. 
    • وعلى صلة؛ فقد ذكر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أن تشكيلات الكتائب قد دمترت أو أعطبت في الـ 72 ساعة الماضية ما لا يقل عن 41 آلية، وقتلت ما يقرب من 25 جندي، كما استهدفت مجاميع المقاومة غرف عمليات ميدانية للعدو، وفخخت وفجرت مدخل نفقين ومنزلين كان العدو يعمل فيهما، هذا وقد قصفت مدفعية المقاومة مناطق حشد العدو. 

     

    هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في: العباد، الراهب / صواريخ بركان، التصدي لمروحتين قتاليتين في أجواء شتولا وشوميرا بصواريخ م.ط، كما تم قصف مترفعات كفار شوبا، وكريات شمونة، مسكاف عام. هذا وقد أفادت المعلومات بخروج صلية صواريخ من سوريا باتجاه الجولان المحتل. 

     

    وفي الضفة الغربية؛ اقتحمت قوات العدو كل من: قرية صيدا، عتيل / طول كرم، بيت وزن، عراق بورين / نابلس، عرابة / جنين، مخيم عيادة، تقوع / بيت لحم، كما أفيد عن عملية دهس لجنود العدو في عينون / الخليل. 

     

    وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل: 

    • مظاهرات ومسيرات. 
    • اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات. 
    • ندوات وخطب ولقاءات. 

     

    وفي الجهود السياسية؛ لم تفض الجهود السياسية حتى كتابة هذا الموقف إلى أي نتيجة تنعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة، كما بدأ العدو بالحديث عن استعداده لعقد هدنة إنسانية طويلة المدى – شهر- يصاحبها انسحاب جزئي من بعض مناطق غزة، مع الإفراج عن أسرى للمقاومة، في مقابل إفراجها - المقاومة - عن 40 أسير يقول العدو أنهم في حوزتها، الأمر - الهدنة - الذي ذكرت وسائل إعلام العدو أن قيادة المقاومة ترفضه؛ ما لم يتم وقف إطلاق دائم في غزة. وفي سياق متصل؛ فقد وصل وفدٌ قيادي من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى مصر، على أن يليه وفد من حركة الجهاد الإسلامي، لبحث ما هو مطروح حول الهدنة المُتحدث عنها سابقاً، هذا وقد ذكر بالأمس زعيم "أنصار الله" اليمنية؛ السد عبد الملك الحوثي، أن قواتهم تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الكيان المؤقت فقط، محذراً من مغبة دخول القوات الأمريكية من الاعتداء على اليمن، متوعداً برد على أي تهديد، بغض النظر عن الجهة التي يصدر عنها. 

     

    ثانياً: التحليل والتقدير 

    ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة، حيث لم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته، أو استهدافها له؛ فقد بقي إطلاق الصواريخ على غلاف غزة، والاشتباكات اليومية، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات، بقيت مستمرة وبشكل مؤثر ويومي، الأمر الذي منع العدو من تحرير بعضاً من قواته، والدفع بها للعمل على محور مدينة خان يونس محور الجهد الرئيسي لقتال العدو، والتي يناور على محاورها من الشمال والشرق والغرب، كما بدأ بتركيز النار على قلب المدينة ووسطها. 

    هذا وقد أبدت، وتبدي المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة. كما أنها بقيت قادرة على تشغيل قدرات نارية، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة، موقعة خسائر فادحة بقوات العدو ومعداته، الأمر الذي يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال، ووسائط السيطرة، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات، كما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي، تشكل له مخرجاً من مأزق غزة الذي وجد نفسه فيه.

    أما في جهود وقف العدوان؛ فقد ارتفعت وتيرة الحديث عن هدنة طويلة الأمد ـ شهر ـ، الأمر المطلوب للمقاومة وبيئتها، والعدو وقيادته وبيئته، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العدو يحاول تثبيت أمر واقع مرتبط ببقاء قواته داخل غزة؛ عندما يتحدث عن وقف إطلاق نار، مع انسحاب جزئي من القطاع، يضمن من خلاله عدم تعرض قوات المقاومة لهذه القوات، من خلال تكبيلها - المقاومة - بنصوص اتفاق الهدنة، حال عقدها، الإمر الذي يتطلب من المقاومة: 

    • الإصرار على عدم بقاء قوات للعدو داخل القطاع إجمالاً. 
    • في حال عدم قبول ما سبق؛ الضغط على العدو من أجل الانسحاب إلى المساحات الخالية خارج المدن والمخيمات، وبعيداً عن التجمعات السكنية، ومناطق النزوح. 
    • فتح جميع الطرق أمام المواطنين للتنقل بحرية وأمان حيث شاءوا. 
    • وقف حركة الطيران المقاتل والمسير في كامل أجواء القطاع أثناء الهدنة. 
    • عدم التهاون مع أي خرق للهدنة من قبل العدو، والرد بما يناسب كل حالة من حالات الخرق في حال حصوله. 
    • إدخال ما يحتاجه أبناء شعبنا من غذاء ودواء ومشتقات طاقة، إلى كامل مناطق قطاع غزة. 

     

    وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي: 

    1.    بقاء تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس، في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي والقيادي.

    2.    بقاء العدو عاملاً في منطقة شمال غزة بهدف إخماد بؤر التهديد أو تقليص خطرها، وتحييد ما يمكن من أصول بشرية ومادية للمقاومة فيها. 

    3.    تخصيص قدرات نار ومناورة معادية للتعامل مع تشكيلات المقاومة العاملة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وفي مدينة رفح جنوباً.

    4.    بقاء المقاومة على زخمها، وحرية مناورتها في مختلف مناطق مسؤولية مسرح عمليات غزة، بحيث تجبي من العدو أثماناً في الأرواح والمعدات، وتهدد تجمعات جنوده في غلاف غزة، وفي العمق الفلسطيني المحتل. 

    5.    قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي في المناطق الغربية أو الشرقية لمدينة خان يونس، الأمر الذي يجب التنبه له، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا، حال قرر السير بمثل هذا الخيار. 

    6.    بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة - حزب الله - مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار، وفي كامل المنطقة الحدودية، من رأس الناقورة غرباً، وحتى العرقوب شمالاً. 

    7.    استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة. 

    8.    استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر

    9.    لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية، أو هدنة، أو وقف دائم لإطلاق النار. 

     ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/86484