• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 13/12/2023 العدد 881
    2023-12-14
     الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

    معاريف 13/12/2023

     

    حان الوقت لأن نغير الرواية

     

     

    بقلم: د. أوريت نمر كُتّاب

     

    ابتداء من 7 أكتوبر وإسرائيل تقاتل ضد عدو وحشي ومتلاعب يخوض أيضاً حرباً نفسية. النتائج في ميدان المعركة تثبت التفوق الإسرائيلي وأخلاقيتنا العسكرية.

    الولايات المتحدة تمنح إسرائيل غطاء هائلاً، ابتداء من إرسال قطار جوي مع عتاد عسكري متطور، عبر مساعدة في الاتصالات وفي المفاوضات حيال حماس حتى استخدام الفيتو في مجلس الأمن في الأمم المتحدة.

    مثلما في حينه قبل 50 سنة، اليوم أيضاً يدور الحديث عن الصديق الأفضل لنا.

    ومع أنها تقف إلى جانبنا، فإنها لا يمكنها أن تعمل بدلاً منا أو أن تدير عنا المعركة الإعلامية وتنجح في إقناع سكان العالم بعدالة طريقنا.

    سؤال واحد يكرر نفسه في حروب إسرائيل: لماذا نفشل في معركة الإعلام العالمي ولماذا يقف العالم المتنور والحديث ضدنا؟ الجواب على ذلك (فضلاً عن الجواب الفوري – اللاسامية) يحتمل أن يكون يكمن في رغبتنا في أن نقاتل حتى النهاية وألا نتنازل إلى أن نحقق الأهداف، في هذه الحالة إعادة المخطوفين إلى الديار وإبادة حماس.

    وهنا الخطأ. يجب على الرواية أن تكون مختلفة. لأجل تغيير الرأي العام في صالح إسرائيل علينا أن نقترح على حماس بادرة حسن نية لا بد سترفضها رفضاً باتاً لكنها ستترك في أيدينا الحق في أن نستخدم قوتنا على خلفية رفضها.

    صور الدمار، القتلى والنازحين من قطاع غزة تثير الغضب تجاه إسرائيل في العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة.

    لقد كان شرط حماس لتحرير المخطوفين هو الهدنة في الحرب وإدخال مستلزمات إنسانية إلى القطاع.

    أجرينا هدنة. أدخلنا مستلزمات إنسانية وحررنا مخطوفين. منذئذ أوقفت حماس إعادة المخطوفين، عادت إلى القتال وسلبت المستلزمات التي دخلت إلى القطاع من أيدي المواطنين الغزيين. رغم ذلك، تواصل إسرائيل إدخال شاحنات الوقود والمستلزمات كل يوم.

    على حكومة إسرائيل أن تستيقظ وأن تخرج إلى العالم بإعلان دولي إنساني: وقف نار مؤقت، إدخال مستلزمات على نحو واسع إلى القطاع وصفقة شاملة وكاملة حتى إلى درجة تحرير كل السجناء الأمنيين في إسرائيل مقابل إعادة كل المخطوفين الإسرائيليين.

    إذا قبلت حماس العرض الإسرائيلي السخي، نكون كسبنا مخطوفين. إذا رفضت، نكون كسبنا عدالة حربنا. إن رفض العدو للحلول التي تحسن وضع سكان غزة سيكون على رأسه.

    منذ اليوم يخرج مواطنون غزيون ضد حماس على أنها هي التي أوصلتهم إلى هذا الوضع. ويوجد بينهم من يدعون بأن حماس هي المذنبة في وضعهم وليس إسرائيل.

    حان الوقت لأن نتعلم من الأخطاء وأن نغير الرواية. هذه نقطة زمنية حرجة يجب أن نجري فيها تحويلاً للحبكة وتوجيه سهام الاتهام نحو حماس، بدلاً من أن تواصل إسرائيل تلقيها.

    --------------------------------------------

     

    يديعوت أحرونوت 13/12/2023

     

     

    لِيَكن نتنياهو أول الراحلين

     

     

    بقلم: سيما كدمون

     

    إذا لم نفهم حتى الآن، فقد بات الآن بيناً وعلنياً: نتنياهو يوجد عميقاً في حملة تتيح له استمرار ولايته.

    ذروة الحملة هذه سجلت أمس، في نقاش في لجنة الخارجية والأمن، امتشق فيها رئيس الوزراء حساباً مجازياً كي يطلق التصريح الذي لا يمكن استيعابه وبموجبه فإن عدد ضحايا اتفاق أوسلو «يشبه عدد الضحايا في 7 أكتوبر»، أي نحو 1200 شخص، «لكن على مدى زمني أطول».

    لا توجد أي وسيلة وأي حيلة يمتنع نتنياهو عن استخدامها كي يصرف النار عنه وعن قصوراته وأن يبعث الريح في أشرعة حملته السياسية التي تحيل كل الذنب إلى أوسلو وفك الارتباط، كجزء من حملة انتخابات يديرها منذ الآن. ولا تقلقوا، فأنتم ستسمعون هذه المقايسة أكثر كثيراً في الزمن القريب القادم على ألسنة أبواقه.

    إن المؤشرات على أن نتنياهو يدير حملة انتخابية كانت هناك منذ البداية تقريباً.

    يمكن للمرء أن يتعقبه فيقوده المسار إلى مقصده.

    وقد بدأ هذا بالتغريدة في منتصف الليل، اتهم فيها رئيس الوزراء رئيس شعبة الاستخبارات ورئيس جهاز الأمن بالقصور.

    وقد تحدد الهدف: حرب مع فشل عسكري يتيحان له إلقاء الذنب على الجيش، كما أن الاعتذار الذي جاء صباح الغد لم ينجح في تغيير اتجاه السهم الذي أطلق. فقد نثرت البذرة. وفهمت الأبواق ما الذي ينبغي لها أن تفعله، وشحنت آلة السم مرة أخرى: الجيش، رجال الاحتياط، الاحتجاج.

    منذئذ كان غير قليل من المؤشرات التي أكملت الصورة: فنتنياهو ليس فقط لم يعلن أبداً عن مسؤوليته عن القصور الأكثر رعباً الذي وقع هنا منذ قيام الدولة بل ولا يعتزم عمل ذلك. وهو يعد نفسه لكل سيناريو محتمل أيضاً. قبل كل شيء يثبّت كتلته. تلك الـ 64 مقعداً التي سيحتاجها في كل الأحوال. وهذا هو السبب الذي جعله يتنازل عن دخول لابيد إلى كابينت الحرب بعد أن كان شرطه هو إخراج بن غفير وسموتريتش من الحكومة.

    نتنياهو لا يعتزم التنازل حتى عن إصبع واحدة من تلك الـ 64 حتى لو كان يعني هذا التصويت لتحويل الأموال الائتلافية إلى أهداف ليست أهداف الحرب أو إغلاق وزارات حكومية زائدة ليس فقط لا تساهم في الجهد الحربي بل وتضيع مبالغ طائلة يمكنها أن تصرف على إعادة تأهيل ومساعدة المخلين.

    نتنياهو يركز جداً على بقائه، وكل ما يقوله ويفعله منذ بداية الحرب موجّه إلى ذلك.

    أهدافه تتعارض تماماً مع أهداف إسرائيل، والنصر من ناحيته مختلف تماماً عما يراه مواطنو الدولة. إعادة المخطوفين؟ إسقاط حماس؟ حرب قصيرة؟ النصر من ناحية نتنياهو لن يكون إلا إذا نجح في الحفاظ على حكمه.

    في المؤتمرات الصحافية يمتنع دوماً تقريباً عن الثناء على شركائه أو على قادة الجيش. وهو لا يعرف سوى «أنا».

    وعندما يتحدث عن الوحدة فإنه عن وعي يعد الانشقاق. كانت محقة تلك المرأة من عائلات المخطوفين التي انتقدته على أنه يشق الشعب وذلك بعد أن كادوا في اللقاء مع الكابينيت يصلون إلى المشادات اليدوية. نعم، حتى في أوساط هذه العائلات البائسة يفضل نتنياهو طريقة فرق تسد.

    ذاك التعبير الرهيب الذي قال فيه «تلك هي الحياة» رداً على مقتل يوفال كاستلمان، هو مثال آخر.

    وقالت عائلة كاستلمان المذهولة في حينه إنه لو كان نتنياهو رأى شريط الفيديو من الساحة ما كان ليعقب على هذا النحو. لكنهم على ما يبدو لا يعرفون نتنياهو. فقد رأى الشريط – حتى لو ادعى بعد ذلك أنه لم يره. بل ورأى أيضاً من الذي أطلق النار: حريدي يشهد على نفسه أنه من «فتيان التلال».

    لكن «تلك هي الحياة» – إذ إن كل عمل نتنياهو ليس موجهاً إلا لهدف واحد: البقاء السياسي.

    هذا القول كان لأجل الدفاع عن شركائه في الائتلاف، بن غفير وسموتريتش. هيا نَقُل إنه لو كان مطلق النار مثلاً كيبوتسي، لكان رد فعله مختلفاً تماماً إذ إن هذا الرجل لم يذكر منذ 7 أكتوبر الكيبوتسات والييشوفات التي ذبحت تحت ورديته.

    إن الرائحة النتنة التي صدرت عن جلسة الليكود الأخيرة كانت أكثر من مجرد تفجر الكراهية من إمسلم وغوتليف.

    كانت هذه صمت نتنياهو. ففي وقت الحرب يجري تحريض تخريبي ضد أجزاء من الشعب دمرت حياتهم بسبب ذاك الائتلاف، ورئيس الوزراء يصمت.

    وهذا ليس كل شيء. توجد أمثلة لا حصر لها تشهد أين يوجد رأس نتنياهو، بما في ذلك لقاءات شخصية مع نواب الليكود، عقد الكتلة، الخطاب الذي يتدحرج الآن عن تقديم موعد الانتخابات وفكرة أن يبادر إلى انتخابات تمهيدية سريعة لانتخاب الرئيس.

    وذروة التهكم – بعد أن «ذهل» من أن وسائل الإعلام تنشغل باستطلاعات في زمن الحرب، عرض نتنياهو على الوزراء والنواب استطلاعات عميقة تبين أنه وإن كان الليكود قد تضرر إلا أنه تضرر أقل مما عرض في قنوات التلفزيون، وأن الجمهور يميل إلى اليمين وينبغي توجيه الليكود إلى ذاك الاتجاه.

    لكن كل هذا يستهدف إعداد الأمر الحقيقي الذي يقصد نتنياهو عمله بعد لحظة من الحرب. لما كان قادة الجيش أخذوا على عاتقهم المسؤولية وحددوا بذلك نيتهم للاستقالة، فإن نتنياهو سيكون هناك كي يساعدهم: فهو يعتزم أن يقف خلف ظهرهم حين يقفون على شفا الهوة فيعطيهم دفعة خفيفة.

    هذه الدفعة هي جزء من الحملة التي بدأت منذ الآن في القناة 14، في الشبكات الاجتماعية ومن أبواقه وهدفها هو الإطاحة بكل قمة القيادة.

    ودرءاً لسوء الفهم: كل من يرتبط بقصور 7 أكتوبر يجب أن يرحل. كل رؤساء الجيش الذين كان ينبغي لهم أن يمنعوا المذبحة التي ارتكبت في بلدات الغلاف. من رئيس الأركان وحتى رئيس «أمان».

    وإذا كان هذا يتضمن أيضاً قادة جهاز أمن سابقين ساهموا في القصور فليرحلوا هم أيضاً. وهذا على ما يبدو هو ما سيحصل، لمعرفتنا النفسيات العاملة.

    لا يوجد وضع لا يستقيل فيه رئيس الأركان، إذ إنه أعد التربة لذلك. وهكذا أيضاً رئيس الشاباك وكذا رئيس أمان.

    هؤلاء أناس قيميون، نزيهون، مسؤولون، يفهمون دورهم في الإخفاق الرهيب الذي وقع هنا ويعتزمون أخذ المسؤولية الكاملة عن ذلك.

    وهذا بالضبط ما ينتظره نتنياهو: أن يفعل قادة الجيش هذا. أن ينهضوا ويستقيلوا. بعد دقيقة من فعلهم هذا سيستبدلون برجال نتنياهو.

    من رئيس الأركان وحتى رئيس أمان. كان يمكنه أن يعين إمسلم وزيراً للطاقة النووية، لن يتردد في أن يعين أي واحد لرئاسة هيئة الأركان، المهم أن يكون من بين جماعته.

    وعليه، فإن من واجبنا أن نقاتل منذ الآن ضد محاولات نتنياهو إلقاء الذنب الاستخباري والعسكري على الجيش فقط.

    أن نترصد على أهبة الاستعداد لكل من يبدو كجزء من الحملة لتنحية قادة جهاز الأمن واستبدالهم بجيش من الموالين.

    يجب أن نخرج بالدعوة منذ الآن إلى قادة جهاز الأمن والجيش: أي منكم لا يتحرك عن منصبه قبل أن يفعل نتنياهو هذا.

    أي منكم لا يعلن عن استقالته قبل أن يعلن نتنياهو أنه يعتزل. مسؤوليتكم لا تنتهي مع نهاية المعارك. لن تنتهي إلا مع إزالة التهديد الأكبر على الدولة: استمرار حكم نتنياهو.

    أنتم ملزمون بهذا لنا. دعوناكم غير مرة لأن تضعوا المفاتيح حين هدد الانقلاب النظامي بأن يحول دولة إسرائيل إلى دكتاتورية. والآن نحن ندعوكم ألا تضعوا المفاتيح إلى أن نتأكد من ألا تكون هنا دكتاتورية.

    إذن حتى لو كانت مشاعر الذنب تعذبكم وأنتم لا تنتظرون إلا توقف القتال، مرحلة إنهاء الحرب كي تأخذوا المسؤولية وتستقيلوا – فأعيدوا التفكير.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 13/12/2023

     

    نعم لدخول منضبط للعمال

    بقلم: أسرة التحرير

    منذ نشبت الحرب حظرت إسرائيل دخول عمال فلسطينيين من الضفة الى أراضيها. يمكن ان نفهم المخاوف التي تعاظمت بعد 7 أكتوبر، لكن ليس في هذا ما يبرر استمرار السياسة التي من شأنها أن تتسبب بأزمة اقتصادية خطيرة في الضفة وفي أعقابها تدهور في الوضع الأمني في الأيام العادية يعمل في إسرائيل نحو 109 آلاف عامل فلسطيني. والحظر على دخولهم يمس بالاقتصاد الإسرائيلي: فحسب معطيات عرضت على الكابينت السياسي الأمني، ينقص الان 28 الف عامل فى إسرائيل. كما أن حظر الدخول يمس مسا شديدا بالوضع الاقتصادي في الضفة وتوجد لهذا أيضا تداعيات أمنية.

    لما كانت إسرائيل خلقت تعلقا اقتصاديا بها من جانب الضفة- فان منع دخول العمال معناه فك ارتباط اقتصادي، وذلك دون عرض بديل مما يمكنه عمليا أن يفكر بنوع من الحصار بزعم رؤساء جهاز الامن من شأن هذا الوضع أن يشعل المنطقة التي على أي حال يسود فيها توتر خاص في اعقاب الحرب.

    من المهم التشديد على أن الجيش والشباك يؤيدان ادخال العمال من الضفة الى إسرائيل، وفقا لمعايير متشددة اكثر مما هو بشكل عام، بما في ذلك مطلب ان يكون العمال متزوجين وأبناء 35 فما فوق. وتمهيدا لاقرار الدخول، من المتوقع لجهاز الامن ان يعرض قيودا إضافية، في محاولة لتقليص خطر ضلوع العمال في الإرهاب ولاجل السماح لجهاز الامن بان يعثر على من يشذ عن شروط التصريح.

    كما أن وزير الدفاع يواف غالنت يؤيد هو الآخر عودة العمال من الضفة وقال امس الاول ان من المهم التمييز بين "الإرهابيين" وبين "99 في المئة" الآخرين، الذين اقترح التعاطي معهم بالشكل الصائب".

    وعلى الرغم من ان الدخول الحذر المنضبط والخاضع للرقابة هو من كل ناحية ممكنة ضرورة اللحظة، فقد أجل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أول أمس التصويت في الكابينت السياسي الأمني على الاقتراح للسماح بدخول الاف العمال، بعد ان فهم بان اغلبية الوزراء لا يؤيدونه. وحسب المصادر، كان صعبا على وزراء الليكود تأييد الاقتراح بعد أن عارضه الوزراء جدعون ساعر، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير خشية ان يمس الامر بصورتهم في الحزب الحاكم في نظر مصوتي اليمين.

    بن غفير، وزارة الأمن القومي، وزراء اليمين بصفتهم هذه يشددون على الخوف من العمليات ومن ضلوع العمال في جمع المعلومات. فبعد 7 أكتوبر وفي ذروة الحرب، فان مسألة تصاريح الدخول للعمال من الضفة باتت بالفعل اكثر تعقيدا مما في الأيام العادية، لكن لا ينبغي ان نستنتج من هنا بان منع جارف لدخول العمال من الضفة افضل من ناحية امنية فتحويل الضفة الى وعاء ضغط من البطالة والإحباط، كما تشرح أوساط جهاز الامن، من شأنه أن يتبين كخطأ ذي تداعيات خطيرة.

    --------------------------------------------

     

    معاريف 13/12/2023

     

     

    الثمن البيئي للحرب

     

    بقلم: يوفال بينجو

    بحث جديد ينشر فى إطار المبادرة لبحث وسياسة بيئة وصحة لمركز طؤوب يركز على الاثار البيئية للحرب والتي من شأنها أن تتسبب بجملة من الكوارث. الباحثتان مايا سديه. ود. ركيفت شبيرن - نتان تعرضان صورة مقلقة. إسرائيل ليست جاهزة لتوريد المياه في حالة الطوارئ.

    بينما يزداد التعلق بالمياه المحلاة، فان توريد المياه من الابار ومن التنقيبات آخذ بالاهمال. فاليوم يوجد في إسرائيل نحو 500 بئر غير فاعلة أغلقت بسبب التلوث الذي اكتشف فيها ولم تجرى عليها أي عملية إعادة تأهيل. رغم ان هذه المصادر يفترض أن تكون متوفرة فى ساعة الطوارئ، حين لا تكون إمكانية لانتاج مياه محلاة.

    في إسرائيل توجد الاف المنشآت التي فيها مواد خطيرة، الكثير منها يتركز قرب التجمعات السكانية المكتظة: نحو 3,2 مليون من سكان إسرائيل يسكنون في مناطق يوجد فيها خطر حقيقي عند وقوع احداث مواد خطيرة. وتشدد نتائج البحث على أهمية الرقابة وانفاذ القانون في كل ما يتعلق بالمواد التي تشكل خطرا صحيا فوريا، لتعزيز جهاز الإطفاء واستكمال إقامة منظومة المواد الخطيرة الوطنية كما أوصى مراقب الدولة.

     

    نقل نفط بكميات كبيرة يعرض البيئة للخطر

     

    صادقت وزارة حماية البيئة لفترة الحرب ولاسبوعين إضافيين بعد انهائها على زيادة كمية النفط الخام الذي ينقل عبر خليج ايلات الى احتياجات الاقتصاد الإسرائيلي. هذه الخطوة تزيد خطر تسرب النفط عند نقله الامر الذي من شأنه ان يضر بالبيئة البحرية في خليج ايلات وباقتصاد المدينة الذي يعتمد في أساسه على السياحة بل وان يعطل منشأة التحلية في المدينة. هذا الخطر قائم في الأيام العادية لكنه يتعاظم في ضوء نار الصواريخ وتسلل الطائرات المسيرة.

     

    مكافحة ازمة المناخ وإعادة التدوير يهملان

     

    اعتزمت وزارة حماية البيئة ان تستخدم الميزانية الإضافية المخصصة لها للمواضيع المتعلقة بتغيير المناخ، لكن نقل الميزانية تأخر وفي النهاية الغي بسبب الحرب. وتجد تداعيات الحرب تعابيرها أيضا في تقليص حجوم إعادة التدوير. ففي بعض السلطات المحلية لا يخلون على نحو منفصل نفايات إعادة التدوير بسبب النقص في القوى البشرية.

    الخوف من الضرر بتوريد الغذاء الطازج وارتفاع الأسعار ان الضربة القاضية التي تلقتها بلدات غربي النقب في الحرب واخلاء عشرات الاف السكان من بلدات الشمال والجنوب وبينهم مزارعون كثيرون وعمال أجانب عملوا فى الزراعة، يحمل معه فضلا عن الضرر اللاحق برزق المزارعين خطرا على توريد الغذاء الطازج في إسرائيل أيضا وبالتالي ارتفاع أسعار الفواكه والخضار وارتفاع في غلاء المعيشة. مزروعات القطن في منطقة غلاف غزة التي تشكل 4,7 في المئة من اجمالي القطن في إسرائيل تضررت بغبار مواضع احتشاد قوات الجيش وبالحرائق وكذا مزارع الدواجن والإبقار في الغلاف (نحو 15 في المئة من عموم المزارع في إسرائيل) تلقت ضربة قاسية.

    المس بالطبيعة وبالاراضي غربي النقب المناطق الرملية في نتيف هعسرا وزيكيم مثلما هي أ هي أيضا محمية بيري، المناطق المفتوحة والمجالات الطبيعية في الغلاف كلها تلقت ضربة قاسية في الحرب. وتظهر نتائج البحث بان الاعمال العسكرية الطويلة من شأنها أن تلوث الأرض بالمواد السامة وبالوقود. يمكن لهذا التلوث أيضا ان يضر بالمزروعات التي قد تتسلل اليها السموم وبالتالي فانه قبل إعادة تأهيل البلدات من الحيوي اجراء استطلاع بوجود مواد التلوث في الأرض، وعند الحاجة العمل على إعادة تأهيلها وتطهيرها.

    --------------------------------------------

    هآرتس 13/12/2023

     

    إسرائيل: حماس غررت بنا بخروجها عن الصورة النمطية للإنسان الشرقي في 7 أكتوبر

     

     

    بقلم: ديمتري شومسكي

     

    الدكتور عوفر غروزبيرد، الذي عمل لنصف سنة كاختصاصي نفسي في قسم الأبحاث في “أمان” (الاستخبارات العسكرية)، وجه انتقاداً شديداً للصورة الاجتماعية – الثقافية والعاطفية للقسم، وطبيعة الاستعداد لدى رجاله فيما يتعلق بنماذج سلوك حماس. أحد الادعاءات الرئيسية في هذا السياق يشير إلى ما يصفه كتجاهل الاستخبارات للجوانب النفسية بين الثقافات، لتوضيح الفرق في التفكير بين الحضارة الغربية والعالم العربي، والإسهام في تحسين والتدقيق في التشخيص والتنبؤ بنوايا التنظيمات الإرهابية الإسلامية.

    حسب قوله، فإن معظم الأعضاء في قسم الأبحاث في الاستخبارات من الشباب الذين لديهم خلفية غربية عصرية، فيها أولوية “للتفكير التحليلي”. ويفترضون بالخطأ أن “العدو يفكر مثلنا، وينزلون عليه طبيعة تفكيرنا”. أي كمن يفعل مثلهم، على أساس مقاربات عقلانية وتحليلات منطقية محسوبة، في حين أن الأمر يتعلق بعالم يسير حسب شيفرات مختلفة للثقافة، مثل “الشرف العربي المعروف”، الذي هو بعيد جداً عن العقلانية والتفكير التحليلي. هذا الفهم الخاطئ، حسب قوله، هو أحد أسباب فشل الاستخبارات الذريع فيما يتعلق بالخطة القاتلة لحماس.

    معروف أنه لا يوجد تجاهل قيمة ووزن البعد في الاختلافات بين المجموعات الإنسانية. ولكن تكمن إحدى المشكلات التي تتعلق بادعاء غروزبيرد حول “التداخل الثقافي” في أن مذبحة 7 أكتوبر كان لها أهداف يجب فحصها بأدوات من مجال السياسة العقلانية. في حين أن نتنياهو نجح خلال ال- 15 سنة الأخيرة في زج القضية الفلسطينية إلى زاوية الساحة الدولية، سعت حماس من خلال الوسائل القاتلة إلى لفت انتباه العالم للقضية. وتفاخر نتنياهو أنه تمكن من تجاوز القضية الفلسطينية في الطريق إلى التطبيع مع السعودية، في حين حاولت حماس الإظهار بأنه واهم. فقد أرادت حماس الإثبات بأنها اللاعب الأهم في الشرق الأوسط الذي بدونه لن يمكن القيام بأي تحرك إقليمي. ويمكن تقديم ذلك كتعبير عن السعي ل- “الشرف العربي”، لكن الطموح للقوة من هذا النوع له نظراء في الغرب العقلاني.

    وثمة مشكلة أخرى في ادعاء غروزبيرد تكمن في أنه إذا حكمنا حسب التقارير الأخيرة حول طبيعة الإخفاق في جمع المعلومات في “أمان”، فإن رجالها كانوا أكثر إصغاء للفرضيات في علم النفس بين الثقافات، التي يأسف غروزبيرد على رفضها. مثلاً، مقال عاموس هرئيل في “هآرتس” في 27/11، عن ضابطة الصف ف. في “أمان” التي حذرت من نية حماس تنفيذ مذبحة في غلاف غزة، ونقلت لقادتها بأن رجال حماس أنهوا تدريبهم “أنهينا قتل كل سكان الكيبوتس”. هذا التحذير قوبل برفض من قبل ضابط كبير في الاستخبارات الذي أثنى في الحقيقة على عمل ضابطة الصف، ولكنه أضاف: “يبدو لي خيالياً”. ضابطة الصف صممت على موقفها وانضم إليها ضابط صف آخر، المسؤول عنها، الذي قال إنه حسب تجربته، دار الحديث عن مناورة حقيقية. ولكن كل ذلك كان عبثياً، فالقيادة العليا في الاستخبارات العسكرية “أمان” لم تتعامل بجدية مع التحذيرات.

    يصعب التحرر من الانطباع (الذي إلى جانب المفهوم الذي تقود جذوره إلى المستوى السياسي والذي يقول إن “حماس خائفة”) بأن رفض القيادة العليا في “أمان” تفسير مناورات حماس وتدريباتها استعداداً لهجوم حقيقي نبع من الافتراضات المسبقة لنفسية تداخل ثقافي استشراقي. وحسب هذه الافتراضات، تبدو احتمالية قيام مجموعة عرب بدائيين وبعيدين عن أي تفكير عقلاني وتحليلي بعملية منظمة ومخطط لها جيداً، احتمالية تساوي صفراً. بكلمات أخرى، وبإعادة صياغة ما قال المحامي دوف فايسغلاس من فترة الانفصال، “لو كان جيراننا، بدلاً من الفلسطينيين، فنلنديين أو أي شعب أوروبي آخر “عقلاني” فليس من الخطأ الافتراض بأن مستوى الإصغاء إلى التحذيرات الاستخبارية من هذا النوع التي وفرتها ضابطة الصف ف، أكبر بعشرة أضعاف.

    7 تشرين الأول جعل الكثير من أعضاء الوسط – يسار يمرون في عملية “استيقاظ”. ثمة تعبير عن هذه العملية في الخطاب الفكري يظهر أن جزءاً من “المستيقظين” لهم كيس مريح للكمات. المرحوم إدوارد سعيد، فلسطيني الأصل، الباحث في الأدب الأمريكي والثقافة الأمريكية ومؤلف كتاب “الاستشراق” (1978) الذي هو الكتاب التأسيسي في العلوم الإنسانية والمجتمع في العصر الحديث المتأخر، وصف في هذا الكتاب كيف أن الخطاب الثقافي الغربي الحديث فهم صورة المشرق العربي المسلم كبربري وجاهل و”حسي” من خلال عرضه نقيضاً للهوية الغربية “المتنورة والعقلانية”. هذا ليس المكان المناسب للتعليق على العمى المؤسف الذي يعاني منه بعض المؤيدين الحاليين لـ “استشراق” إدوارد سعيد، الذي ما زال سوء استخدامه يستحق الانتقاد الحاد. ولكن من المؤكد أن إعادة تبني الصورة النمطية للشرق “غير العقلاني” كوسيلة للتعامل مع الوحش الحمساوي، القاسي والبارد، ليست أسلوباً يوصى به.

    الفشل الاستخباري الذي أدى إلى كارثة 7 تشرين الأول لم ينبع من الافتقار إلى الصورة النمطية الاستشراقية لدى الطرف الإسرائيلي، بل من استخدامها الزائد.

    --------------------------------------------

    يديعوت أحرونوت 13/12/2023

     

    نتنياهو في ثلاثيته: أخبروا بايدن أني لست بن غوريون

     

     

    بقلم: نداف ايال

     

    كيف نفهم تصريحات اليوم الأخير للرئيس بايدن عن ائتلاف نتنياهو وتآكل التأييد لإسرائيل في العالم، مرغوب فيه أن نفهم ما الذي يسمعه المسؤولون الأمريكيون مؤخراً من إسرائيل. فالولايات المتحدة تطرح موضوعين سياسيين على إسرائيل (فضلاً عن تخفيض المس بالمدنيين في غزة وزيادة المساعدة الإنسانية): الأول هو الوضع السلطة الفلسطينية المهزوز، والآخر هو الخوف من احتلال إسرائيل لأرض في قطاع غزة ولا تخرج منها. ويسمعون من حكومة نتنياهو تصريحات وأفعال محبطة جداً حول هذا، وتثير قلق واشنطن.

     بالنسبة للبقاء في قطاع غزة. إسرائيل توضح بأن ليس لها نوايا ضم او استيطان. لكنها تعتزم إبقاء قوات ذات مغزى من الجيش الإسرائيلي في مناطق في شمال قطاع غزة حتى بعد انتهاء المرحلة الحالية والقوية من الحرب – هذا ما قاله في الأيام الأخيرة مسؤولون كبار في إسرائيل. وقالوا إن رسائل بهذه الصيغة نقلت إلى الولايات المتحدة. لن يتاح عودة فورية لكل الفلسطينيين الذين كانوا يعيشوا في الشمال واضطروا لأن يتركوا بيوتهم في أعقاب القتال، بل ستكون “مسيرة تدرجية من العودة، على مدى الزمن ونحن سنقرر من يعود إلى الشمال ومن لا كي نتأكد من أنه لا يوجد مخربون”. في المرحلة التالية، على حد قولهم، سيبقي الجيش تواجدا في شمال القطاع حقا وكذا في محور وادي غزة، على مسافة غير بعيدة من مدينة غزة. أمس نشر المراسل الحزبي ل- “يديعوت أحرونوت” يوفال كارني اقتباسا على لسان بنيامين نتنياهو في جلسة الخارجية والأمن في الكنيست: “بن غوريون كان زعيماً عظيماً، لكنه في النهاية استسلم لضغط أمريكي. رئيس الوزراء الذي لن يصمد أمام الضغط الأمريكي، عليه ألا يدخل إلى مكتب رئيس الوزراء”، وقصد انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة بعد حرب السويس في 1956 (في الكابينت كان هناك من ضحك: “رئيس الوزراء يشبه نفسه ب- “الجرف الصامد” التي كانت لبن غوريون؟ ليس لبيبي قدرة بالحد الأدنى للصمود أمام الضغوط”).

    لكن فضلاً عن نتنياهو، هناك اتفاق واسع نسبياً في المستوى السياسي برفض انسحاب سريع وكامل من شمال القطاع. أوضحت إسرائيل بأن “المرحلة القوية – هجوم بري، واستيلاء على أرض جديدة، وهجمات عنيفة من الجو بواسطة مناورة لوائية واسعة – ستنتهي. لا مصلحة لنا بالبقاء في غزة، أو الاستيلاء على حزام أمني. لكن لا يمكننا أن نوفر الأمن إذا لم نكن هناك، في هذا المدى الزمني. وإلا، كيف سيشعر سكان “ناحل عوز” بأنهم آمنون في العودة إلى الديار؟”.

    هذه الأمور مقبولة من أكثر من عضو واحد في كابينت الحرب. رجال رئيس الوزراء رفضوا التطرق إلى بقاء الجيش في أجزاء من شمال القطاع لفترة مفتوحة زمنياً. مستشار الأمن القومي سوليفان الذي سيصل إلى إسرائيل قبل نهاية الأسبوع، سيسمع أقوالاً مشابهة من أعضاء الكابينت.

    النقطة الثانية هي ضعف السلطة الفلسطينية، عرضت شعبة الاستخبارات “أمان” إخطاراً استراتيجياً عن انهيار السلطة. وثائق داخلية لجهاز الأمن حذرت أصحاب القرار من اقتراب الوضع الاقتصادي في الضفة من إسقاط السلطة ثم انتفاضة جديدة ضد إسرائيل، أو الظاهرتين معاً. بالتوازي، قتل الجيش الإسرائيلي في العام 2023 نحو 500 فلسطيني، غالبتهم العظمى مخربون. قتل منذ 7 أكتوبر نحو 300 في عمليات الجيش. هذه تطورات تؤثر على المنطقة التي تعاني من البطالة، مع مؤسسات مالية منهارة ومحاولات حماس تفجير برميل البارود هذا. لذا، أوصى جهاز الأمن السماح بدخول عمال إلى إسرائيل. في “كابينت الحرب” كان إجماع في هذا الموضوع. وها هي إحصاءات “الشاباك”: 14 ممن يحملون تصاريح إلى إسرائيل نفذوا عمليات منذ 2015. هذا من أصل عشرات الآلاف الذين يدخلون كل شهر، مئات الآلاف في السنة، ملايين عديدة في السنوات الثمانية الأخيرة. في حالة القرار الذي طرح هذا الأسبوع، يدور الحديث عن أبناء 35 زائد. التخوف بسيط: إذا لم يدخل مال ولم يكن عمل في الضفة، فستفتح جبهة ثالثة، وهذا ما يريده السنوار و”حزب الله” وإيران.

    ظاهراً، طرح رئيس الوزراء الموضوع على الحسم هذا الأسبوع ورفض الكابينت موقفه. عملياً، لعب لعبة مزدوجة تماماً: طرح الموضوع على الكابينت الاجتماعي – الاقتصادي برئاسة سموتريتش، ثم على الكابينت الأمني. لم يستخدم كامل ثقل وزنه في الموضوع، رغم أنه يفهم خطر الانفجار في الضفة. وسمح بتوصية صريحة من جهاز الأمن، بإسناد وزير الدفاع، أن تذوي وتسقط. إذا ما وقع الانفجار، فسيقول إن الكابينت هو الذي منع، وإذا ما تأجل فسينال الحظوة بأنه لم يضغط لإدخال عمال فلسطينيين إلى إسرائيل. وقال جهاز الأمن: “بعنا الأمن لقاء اعتبار سياسي”.

    النقطة الثالثة المرتبطة بالضفة هي جريمة اليهود القومية ضد الفلسطينيين في “المناطق” [الضفة الغربية]. وها هي المعطيات التي عرضت أمام القيادة السياسية: في 2021 حدث 446 فعلاً عنيفاً و154 اعتقالاً شرطياً. وفي 2022 حدث 947 فعلاً عنيفاً و232 اعتقالاً. وفي العام 2023 الذي لم ينتهِ – 1023 فعلاً عنيفاً ونحو 100 اعتقال. بكلمات أخرى، الشرطة لا تفرض القانون في الضفة، وهو ما يشعل المنطقة أكثر.

    إن رفض رئيس الوزراء القبول بالسلطة الفلسطينية كسيد ما في قطاع غزة بخلاف موقف بايدن، وامتناع نتنياهو عن الانشغال باليوم التالي، وتصريحات اليمين المتطرف في الحكومة حول استيطان قطاع غزة…كل هذا يؤدي بإدارة بايدن إلى مسار صدام حاد مع حكومة نتنياهو. للمفارقة، هذه المواجهة، إلى جانب تصريحات بايدن عن دولة فلسطينية، تخدم الحملة السياسية لرئيس الوزراء في اليمين الإسرائيلي، الحملة التي في أقصى سرعة. الحرب تعربد بكامل شدتها وتجبي أثمانها الجسيمة، لكن نتنياهو لا يدعها تعرقله في مهمة بقائه الشخصي.

    --------------------------------------------

    هآرتس 13/12/2023

     

    نتنياهو: إسحاق رابين هو المسؤول عما جرى في 7 أكتوبر

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

    بفراره من المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر، يحاول نتنياهو الإثبات بأن إسحق رابين هو المذنب الرئيسي في الكارثة. فهو يغرس في الوعي الجماعي فهماً بأن المفهوم الوحيد الذي تفجر في ذاك السبت الإجرامي هو مفهوم أوسلو من التسعينيات وليس سياسته التي انتهجها – رئيس الوزراء يضرب الرقم القياسي الإسرائيلي لأطول مدة متراكمة في المنصب. وهو يواصل مناكفة الحل الوسط الإقليمي والانفصال عن الفلسطينيين التي استند إليها عمله السياسي طوال سنواته في الحكم. وهو لا يخجل من التباهي باتفاقات إبراهيم والتلويح بحلم التطبيع مع السعودية، وكأن شيئاً من هذا كان ممكناً بدون أوسلو. وكما أسلفنا أيضاً بالنسبة للنمو الاقتصادي الذي يعزوه لنفسه. فما الذي سمح به لدون اتفاق أوسلو واتفاق السلام مع الأردن الذي لم يكن ممكناً بدون أوسلو.

    بدلاً من أن يستقيل مكللاً بالعار ويعترف بمسؤوليته عن كارثة أكتوبر وعن تحطم مفهومه، يواصل دون خجل ويطلق مواعظ دبلوماسية. وكأن موت 1200 إسرائيلي واختطاف 240 آخرين لم يثبت بما لا لبس فيه بأنه لا يمكن شطب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عن جدول الأعمال وأنه من غير المجدي تعزيز منظمة إرهابية والسماح لنموها إلى حجوم وحشية وإضعاف الجهة المعتدلة – التي هجرت طريق الإرهاب وتنسق أمنياً مع إسرائيل منذ بضعة عقود – وكل ذلك لتعميق الفصل بين الضفة وقطاع غزة، وبتر القيادة الفلسطينية ومنع نشوء الظروف لحل الدولتين.

    لا ينشغل نتنياهو بـ “اليوم التالي” لدولة إسرائيل ولا بـ “اليوم التالي” لغزة. كل ما يشغله هو الاستعداد للجنة التحقيق في القصور وبالانتخابات. فلكونه خبيراً في الهروب من الذنب، يعرف نتنياهو بأنه لأجل أن يعفيه المحلفون الجماهيريون من التهمة، عليه أن يشير إلى مذنب آخر. هكذا ينبغي أن نفهم ما قاله هذا الأسبوع في مداولات لجنة الخارجية والأمن في أن “اتفاق أوسلو هو المصيبة التي أدت إلى عدد ضحايا كعددها في هجوم حماس المفاجئ بفرحة التوراة، على مدى زمن أطول”. كما أن هذا هو تفسيره بتهجماته على السلطة الفلسطينية في تلك المداولات: “الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية هو أن حماس تريد إبادتنا هنا، أما السلطة فتفعل ذلك على مراحل”.

    كفى للأكاذيب، ولنكران الجميل، ولتحريض المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني ودفعهما إلى التطرف على حد سواء. على نتنياهو الرحيل فوراً، وعلى إسرائيل أن تتبنى طريق دبلوماسياً مباشراً: المس بمن اختار أن يكافحها بوسائل عنيفة، وفي الوقت نفسه مد اليد لمن يتبنى الدبلوماسية.

    --------------------------------------------

    يديعوت أحرونوت 13/12/2023

     

    بايدن ينذره علناً ونتنياهو يرد بشريط مصور.. وإسرائيل: المقابر تضج بجثث مقاتلينا

     

     

    بقلم: ناحوم برنياع

     

    مع نهاية الأسبوع، أجرى كبار المسؤولين في إدارة بايدن نقاشاً ثاقباً في مسألة هل ينبغي توريد كل الذخائر والمعدات التي تطلبها إسرائيل للحرب في غزة. وكانت الآراء منقسمة؛ أبرزها النفور من نتنياهو وحكومته. إن رحلات القطار الجوي الذي ينقل المعدات إلى إسرائيل لم تتوقف ولاقى إحباطاً في البيت الأبيض. وثمة تعبير آخر لا يقل أهمية؛ فقد قال بايدن أمس ما يقوله رجاله في محادثات مغلقة: إسرائيل تفقد تأييد الأسرة الدولية. في ترجمة للعبرية الأساسية: ليس مؤكداً أن تستخدم أمريكا الفيتو في مجلس الأمن في التصويت التالي.

    فضل بايدن مهاجمة نتنياهو في موضوع مشحون آخر: ترتيبة حكومته. ظاهراً، ثمة تدخل فظ ومرفوض في تركيبة حكومة انتخبت ديمقراطياً. لكن يمكن النظر من زاوية أخرى: الأغلبية في الحكومة منعت هذا الأسبوع طلب جهاز الأمن البدء بإدخال عمال من الضفة إلى إسرائيل. نتنياهو أيد الطلب وصد. نهج الأغلبية في الحكومة ينسجم مع رفض وزير المالية سموتريتش بتحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية، وهي أموال تستحقها قانونياً، وهذ فضلاً عن دعم سموتريتش وبن غفير للمشاغبين من بين المستوطنين.

    إن سلوك حكومة إسرائيل في هذه المواضيع يغيظ البيت الأبيض الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي في الكونغرس ومؤيدي الحزب الشبان في سنة انتخابات. فهذا لم يعد موضوعاً إسرائيلياً داخلياً، إنما أصبح موضوعاً أمريكياً داخلياً.

    الخطوة الأخطر من وجهة نظر بايدن، هي رفض نتنياهو البحث في إدراج جهات فلسطينية في إدارة غزة في اليوم التالي. أمس، بعد دقائق من أقوال بايدن، نشر نتنياهو على الملأ رده في شريط مسجل. وجعل الشريط المواجهة مع الرئيس الأمريكي صداماً علنياً، صداماً يصعب إخفاؤه. فقبل يوم من بدء جولة زيارات كبار مسؤولي الإدارة، أعلن نتنياهو الحرب.

    تناول بعض المحللين المعنى السياسي للخطوة: يحاول نتنياهو استعادة تأييد الجمهور اليميني بعد أن هجره كثيرون بسبب مصيبة 7 أكتوبر وقصورات الحكومة بعدها. بكلمات أخرى: ليس بايدن هو ما يهمه، ولا غزة أيضاً، بل ما يهمه هو مستقبله السياسي في اليوم التالي. لقد فشل كسيد أمن، وفشل كسيد أمريكا؛ لعله ينجح كسيد “لا لفلسطين”.

    قال هنري كيسنجر ذات مرة إنه ليس لإسرائيل سياسة خارجية، بل سياسة داخلية تتسرب خارجاً. أما نتنياهو فقد حمل هذا القول حتى مداه.

    الجوهر لا يقل أهمية؛ ربما نقبل رفض نتنياهو (وكذا غانتس ولبيد وبايدن) لقبول حكم “حماستان” في قطاع غزة؛ ويمكن حتى فهم صعوبته في إقامة حكم “فتحستان” في غزة؛ بغياب خيار آخر، والخيار الثالث هو حكم “بيبيستان” في غزة: سيكون جنود الجيش الإسرائيلي مسؤولين عن أمن 2.5 مليون فلسطيني يائس؛ وسيكون موظفو المالية مسؤولين عن رفاههم. ما لم يستوعب نتنياهو بأن ليس لهذه الحرب حل كامل الأوصاف فإنه يعرض ما حققه المقاتلون حتى اليوم، بحياتهم وبأجسادهم، للخطر.

    ما يقلق بايدن وإدارته موضوع آخر: قصف أحياء خانيونس والمصيبة الإنسانية جنوبي القطاع، يظهران بايدن أنه شخص متعاون مع ما يعتبر جريمة حرب. حين يصل رئيس مجلس الأمن القومي سوليفان ووزير الدفاع أوستن ووزير الخارجية بلينكن، سيعرض عليهم رئيس الأركان المعطيات التي تثبت، زعماً، بأن الجيش الإسرائيلي يعمل أفضل ما يمكنه على منع قتل المدنيين والمصيبة الإنسانية.

    هذه نيته، لكنها لا تبدو هكذا في عين الكاميرات. فضلاً عن أن هناك من يفعل العكس دوماً. فمسيرة الملابس الداخلية في شمال القطاع كانت حدثاً معيباً، ألحق ضرراً عظيماً في الرأي العام الغربي. 10 – 15 في المئة من المعتقلين كانوا رجال حماس، والباقون مدنيون. كان ينبغي لمن عرّوهم أن يسارعوا إلى إلباسهم، لكنهم بدلاً من هذا، صوروا ونشروا، وسعوا لخداع الجمهور الإسرائيلي، خصوصاً الجمهور المتعطش للثأر. ثمة توثيق رأيته يثبت بأن ضباطاً في الجيش هم الذين فعلوا ذلك. عندما أبدى أحد ما ملاحظة لهم، تباهوا بردود الفعل الحماسية التي تلقوها من الشارع. هذا ما يسمى في الجيش إخفاقاً قيمياً.

    الحرب في شمال القطاع وجنوبه ضارية. نحمل يومياً مقاتلين إلى المقابر العسكرية. والتوافقات مع الأمريكيين كان يفترض بها أن تعطي الجيش الكثير من الوقت. الوقت أمن؛ الوقت حياة جنود. أما التوافقات فتحولت إلى مواجهة. بايدن يراقب الحرب الآن بساعة ضبط الوقت. أسبوع آخر، أسبوعان… الساعة تدق.

    --------------------------------------------

    هآرتس 13/12/2023

     

    من الشجاعية: الجيش الإسرائيلي “يتقلص” وحماس “تشترط” وأنفاقها تفوق التوقعات

     

     

    بقلم: عاموس هرئيل

     

    بقي حي الشجاعية المعقل الرئيسي لحماس في شمال قطاع غزة، الذي ما زال يجري فيه قتال شديد. في الوقت الحالي، يظهر الجيش الإسرائيلي بعيداً جداً عن تحقيق السيطرة في هذا الحي. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن عن مقتل سبعة مقاتلين من لواء “غولاني” ووحدة الإنقاذ 669 في معركة مع حماس في الحي. من بين القتلى قائد كتيبة في “غولاني” واثنان من قادة الفصائل في اللواء وقائد فصيل في وحدة 669. كما قتل جندي آخر في معركة أخرى شمالي القطاع. أصيب القتلى أثناء السيطرة على مركز القصبة القديم والمكتظ. يظهر من التحقيقات الأولية أنهم وقعوا في كمين مركب شمل إطلاق قذائف “آر.بي.جي” وتفعيل حقل ألغام ضد عدد من قوات الإنقاذ.

    يبدو أن المقاومة تقلصت قليلاً مؤخراً في مخيم جباليا. في مناطق أخرى في شمال القطاع التي سيطر الجيش الإسرائيلي على جزء منها منذ فترة، تستمر نشاطات كثيفة للبحث عن فتحات أنفاق وسلاح ومخابئ لحماس، وتحدث بين حين وآخر حادثة محلية تدل على أن رجال حماس ما زالوا نشطين في المنطقة. أما جنوبي القطاع فيستمر الجيش الإسرائيلي في تركيز نشاطاته في خانيونس وعلى اللواء القطري لحماس.

    الأفلام التي ينشرها المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي عن المعارك تعكس صورة وضع معقدة. المقاتلون الذين يعودون من القطاع يتحدثون عن تقدم بطيء ومحسوب، وبأن وقتاً كبيراً يمر على القوات بانتظار التعليمات لاحتلال مناطق أخرى. ولكن القتال نفسه لمقاتلي المشاة وبدرجة كبيرة سلاح الدبابات، يكون من مسافة قريبة جداً وفي منطقة مأهولة ومكتظة، جزء منها دُمر. المنطقة المأهولة إضافة إلى فتحات الأنفاق التي بقي كثير منها قابلاً للاستخدام، تمكن خلايا حماس من الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وأحياناً من مسافة بضعة أمتار.

    هذا واقع يقلص التفوق النسبي للجيش الإسرائيلي بشكل جزئي، سواء في التكنولوجيا أو جمع المعلومات، ويجبي إصابات فينا. تبدو الأمور بشكل جيد في التوثيق الذي نشر أمس، الذي ظهر فيه مقاتل من وحدة “يهلوم” في سلاح الهندية وهو يقتل مخربين في اشتباك من مسافة صفر داخل شقة، وأصيب بشظايا قنبلة أثناء ذلك. المشاهدون في البيوت تأثروا بالتأكيد من شجاعة وهدوء هذا المقاتل، لكنهم ربما تساءلوا عن طريقة أخرى أكثر أمناً لمعالجة الخطر.

    النشاطات الهجومية يرافقها استمرار الجهود للعثور على جثث للمخطوفين. أول أمس، تم العثور على جثتين للشاويش زيف دادو من لواء “غولاني” ولعيدن زخاريا، وهي فتاة من حفلة نوفا. هناك جهود عملياتية كبيرة تستثمر في ذلك إضافة إلى العمليات الاستخبارية. قتل في الاسبوع الماضي أثناء العملية جنديان من الاحتياط من لواء المظليين 551: الرائد أياد مئير باركوفيتش، والرقيب غال مئير آيزنكوت.

    في المقابل، يبدو أنه لم يبدأ بعد أي تقدم جديد في الاتصالات لعقد صفقة تبادل. الوسطاء في قطر وإلى جانبهم دولة أخرى، يحاولون عقد صفقة جديدة للتبادل تشمل إطلاق سراح عدد من الـ 135 مخطوفاً، الأفضلية للنساء والرجال المرضى والمصابين والمسنين. لكن حماس لا تظهر أنها في استعجال.

    كانت الصفقة السابقة حاسمة لها لأنها؛ فقد كانت بحاجة إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع للانتعاش وتنظيم قواتها في ظل الهجوم الإسرائيلي. الآن حيث أصبح شمال القطاع في معظمه تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي وانسحب منه معظم مسلحي حماس، فلا يظهر ضغط مشابه في أوساط قيادة حماس. جهات رفيعة في حماس قالت إنه لن يتم إطلاق سراح مخطوفين آخرين إلا في صفقة شاملة يطلق فيها سراح جميع السجناء الفلسطينيين في إسرائيل. حتى الآن لا دلائل على أن حماس تشعر بانخفاض قدرتها على المساومة في المفاوضات.

    في المقابل، رغم الوضع الصعب للمخطوفين (الذين أعن الجيش عن موت 20 منهم)، فلا يبدو أن القيادة في إسرائيل تسارع إلى عقد صفقة. في الخلفية صعوبات سياسية؛ فرئيس الحكومة نتنياهو، يخشى من انتقاد الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف حول صفقة أخرى، التي سيراها تنازلاً لحماس وتشويشاً على سير العملية البرية.

     

     

    حدود الصبر الأمريكي

     

    ثمة تشخيص آخر يسمعه القادة والجنود، يتعلق بكمية كبيرة من السلاح والعبوات الناسفة التي تعثر عليها قوات الجيش الإسرائيلي أثناء عمليات التمشيط. أحياء كاملة في القطاع استخدمتها حماس كمناطق عسكرية، أقامت فيها منظوماتها الدفاعية ضد الغزو الإسرائيلي. هذا الاستعداد يشمل تفخيخ بيوت كثيرة إلى جانب مخزون كبير من السلاح. في الوقت نفسه، بذلت جهود كبيرة في حفر شبكة الأنفاق التي تفوق قوتها ما توقعته الاستخبارات، إضافة إلى إنتاج السلاح وتهريبه.

    السلاح الذي يتم تهريبه وصل في معظمه عبر الأنفاق بين شطري رفح. وليس واضحاً مدى مساهمة غض نظر مصر المتعمد في عمليات التهريب. ولكن العامل الأكبر الذي ساهم في مشروع حماس هي قطر. مليارات الدولارات التي حولتها لغزة ساعدت السكان الفقراء، لكنها فعلياً أعفت حماس من عبء الاهتمام بالمدنيين. إضافة إلى ذلك، نشرت “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع بأن الاستخبارات الإسرائيلية اكتشفت مؤخراً بأن قطر قد حولت بشكل مباشر أموالاً لذراع حماس العسكري، ومع ذلك لم توقف الحكومة الدفعات الشهرية القادمة من الدوحة لغزة.

    نتنياهو، المسؤول الرئيسي عن ذلك وعن فشل إسرائيل الشامل في معالجة موضوع القطاع خلال 15 سنة تقريباً، يستمر في تضليل الجمهور وتشويشه. رئيس الحكومة في حملة سياسية، ورسالته الأساسية للجمهور أنه الوحيد الذي بإمكانه إفشال المؤامرة الأمريكية بدمج السلطة الفلسطينية في السيطرة على القطاع في حالة هزيمة حماس هناك. نتنياهو صدر كل يوم تصريحات هجومية حول ذلك، في الوقت الذي يجد نفسه في عمليات حسابية مع خصومه السياسيين. أول أمس، كان منشغلاً ليثبت أن عدد القتلى في عملية أوسلو خلال عقد، يشبه عدد ضحايا هجوم 7 تشرين الأول.

    على خلفية أقواله، نفهم تصريح الرئيس الأمريكي بأنه يحب نتنياهو ولكنه لا يتفق معه على أي شيء (الجزء الأول يمكن عزوه لتهذيب أمريكا المبالغ فيه). وقال بايدن أيضاً إن على نتنياهو إجراء تغيير في تشكيلة حكومته، وحذر من فقدان تأييد العالم لإسرائيل. في المقابل، يستمر الرئيس في تبرير هجوم إسرائيل رداً على المذبحة التي نفذتها حماس في بلدات الغلاف ويعارض فرض وقف فوري لإطلاق النار.

    رغم التصريحات المتناقضة، يبدو أن خطوط التوافق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بقيت واضحة. إذا استمرت إسرائيل في الاستجابة لطلبات أمريكا، على رأسها ضخ المساعدات الإنسانية للغزيين، فستسمح الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي بوقت إضافي للعمل في القطاع ضمن الإطار الحالي الواسع. ولكن صبر أمريكا محدود، وربما نشعر بتغير في موقف أمريكا خلال بضعة أسابيع.

    اضطر نتنياهو للتراجع؛ فخلافاً لتصريحاته السابقة، سمح بإدخال كمية كبيرة من الوقود إلى القطاع الذي يصل جزء منه إلى حماس. ولكن تصريحاته الأخيرة، إلى جانب رفضه الانشغال بمخرج سياسي مستقبلي من المواجهة، تستمر في خلق التوتر مع واشنطن. هذه الأمور ستتجلى في الغد عندما يصل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، في زيارة أخرى لإسرائيل والمنطقة.

    سيضطر سوليفان إلى التعامل مع الوضع الذي يتصاعد بسرعة في البحر الأحمر. الحوثيون في اليمن هاجموا أمس سفينة أخرى كانت تبحر وهي ترفع علم النرويج، وهددوا بإغلاق كامل لمضيق باب المندب أمام السفن المتوجهة إلى إسرائيل. المشكلة هي كما أكدت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي، ليست إسرائيلية فقط؛ إذ يمر 13 في المئة من حجم الملاحة العالمية في المسار القصير للشرق الأقصى عبر قناة السويس والبحر الأحمر، وثمة حاجة لتحالف دولي حازم من أجل محاربة ذلك كما حدث قبل عقد ضد قراصنة من الصومال عملوا في تلك المنطقة.

     

    عدم يقين

     

    التجربة التي تمر على المقاتلين في الجيش النظامي وفي الاحتياط استثنائية جداً؛ سواء القتال في منطقة مأهولة ومكتظة أو الفترة الزمنية للقتال بقوة كبيرة. العبء على “الاحتياط” يذكر بالسنتين بعد حرب لبنان الأولى.

    في محادثات مع مقاتلين في الاحتياط يمكن ملاحظة دافعية عالية للقتال وإيمان كبير بعدالة المعركة. ولكن إضافة إلى ذلك، هناك دلائل على “التآكل”، وتساؤلات حول مدة المعركة ونتائجها المتوقعة. ويظهر أيضاً انتقاد شديد لسلوك الحكومة، التي ينشغل وزراؤها بسرقة الأموال الائتلافية ويعالجون ببطء وإهمال الكثير من الإسرائيليين الذين تضرروا نتيجة الحرب.

    يبدو أن هيئة الأركان العامة لم تستوعب بعد حجم الحدث في الاحتياط، وتداعياته الكثيرة المتوقعة. هناك فجوة بارزة بين رجال الخدمة الدائمة ورجال الاحتياط، التي يصعب جسرها في الأوقات العادية. ولكن على الجيش الإسرائيلي الآن الإسراع وإعداد نفسه بخطط لجهاز الاحتياط في السنة القادمة. بدون مقاربة جدية ومنظمة ونزيهة مع وحدات الاحتياط، سنكون أمام شرخ يؤثر على أداء القتال أثناء المعركة.

    --------------------------------------------

    معاريف 13/12/2023

     

    معاريف.. “أكلناها.. وصدق نصر الله”: هكذا حول نتنياهو إسرائيل إلى “بيت العنكبوت”

     

     

    بقلم: ران أدليست

     

    أيها الرفيقات والرفاق، أكلناها. فحيثما نظرتم حولكم في هذه الحرب اللعينة، الضرورية حتى التعب وغير الضرورية على نحو ظاهر، بما في ذلك بهجة القتال لدى الأولاد المندفعين في الهجوم والجنرالات الذين يخططون للانتصار على العدو بشكل كامل الأوصاف وكأنه إبداع موسيقي، أكلناها. واضح أننا سننتصر مثلما هو واضح كيف ولماذا أكلناها. وهذه ليست الحرب التي ننتزع من ثمنها الرهيب تغييراً وأملاً، وهذان ليسا الجيش والمجتمع المدني اللذين يؤديان مهامهما اليوم. هذه هي الدولة التي تتدهور إلى الهوة بينما تتناثر أشلاؤها في كل صوب. إنه الملك الذي وهو في طريقه إلى التحطم يأخذ معه الدولة، ليس وحيداً، إنما حوله جوقة متزلفين ينهشون جثة الدولة بضحكات صاخبة.

    بعد الانسحاب من لبنان، ألقى نصر الله خطاب “خيوط العنكبوت” الذي قدر فيه بأن إسرائيل في الطريق إلى التفكك. وقال إن “إسرائيل تبدو قوية من الخارج، لكنها سهلة على الهدم والهزيمة. مثل خيوط العنكبوت تبدو قوية كأنها قوة عسكرية عظمى بتفوق تكنولوجي، لكن المجتمع الإسرائيلي لن يصمد أمام هجمات إرهاب وعمليات وكاتيوشا؛ فقد تعب من الحروب، وفقد المتانة والمناعة للصمود في صراع دموي وتكبد الإصابات”. عن حق كان يمكن أن نتعاطى مع أقواله كترهات تامة. إسرائيل، رغم الخلافات، كانت قلعة صلبة في غابة، وأكثر مما ينبغي. صلبة لدرجة أنه كان بوسعنا السماح لأنفسنا بسياسة وقحة وعديمة المسؤولية. كان واضحاً للجميع بأننا نملك القوة لأن نفرضها. لمصيبتنا.

    هكذا حتى صعود حكومة يمين كاملة، عندما استيقظنا بواقع جديد. ليس الجميع وليس فوراً بما في ذلك نصر الله الذي تحدث بخطاب عن “الحكومة الغبية الحالية” التي تدفع نحو المواجهة في داخل إسرائيل، وبين إسرائيل والفلسطينيين، مع إمكانية كامنة لخلق اشتعال إقليمي. وماذا تعرفون؟ الرجل محق. حتى ذلك الحين، كانت خيوط النسيج السياسي قوية ومرنة. مع صعود الائتلاف الحالي، أصبح النسيج متصلباً ومتطرفاً دينياً في صالح اليمين المجنون وإحباط محاكمات نتنياهو. النتيجة: شهران من القتال دون أفق معقول.

    بعد ضغط متوازن من جانب الأمريكيين، فهم نتنياهو بأنه ملزم بتوضيح كيف ترى حكومته إنهاء القتال واليوم التالي. النتيجة: مناورة مكشوفة لتسويف الوقت. فقبل شهر، أقيم “طاقم سري” لفحص اليوم التالي حين تعذرت رؤية نهاية اليوم الحالي.

    بالمناسبة لم تكن السرية عن الجمهور أو عن العدو، بل عن الجيش الذي يؤيد المخطط الأمريكي لليوم التالي، أي إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة والإعداد للدولتين. الجيش الإسرائيلي لم “ينشر” رأيه. غانتس تحدث باسم رئيس الأركان عن “تسليم الحكم”، ولم يفصّل، لكن واضح من الذي قصده. هكذا؟ نتنياهو يضحي بجسده: “لن تقام دولة فلسطينية في غزة ولو على جثتي”. يبلغ عدد الجثث الحقيقية حتى الآن عشرات الآلاف. لنا ولهم.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

    هآرتس 13/12/2023

     

     

    نتنياهو ملزم بالرحيل

     

    في فراره من المسؤولية عن احداث 7 أكتوبر يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كي يثبت اسحق رابين كالمذنب المركزي في الكارثة. فنتنياهو يغرس في الوعي الجماعي الفهم بان المفهوم الوحيد الذي تفجر في ذاك السبت هو مفهوم أوسلو من التسعينيات وليس لا سمح الله السياسة التي اتخذها هو نفسه – رئيس الوزراء يضرب الرقم القياسي الإسرائيلي لاطول مدة متراكمة في المنصب. ويواصل نتنياهو مناكفة الحل الوسط الإقليمي والانفصال عن الفلسطينيين التي استند اليها عمله السياسي على مدى كل سنواته في الحكم. وهو لا يخجل من التباهي باتفاقات إبراهيم والتلويح بحلم التطبيع مع السعودية وكأن شيئا من هذا كان ممكنا بدون أوسلو. وكما اسلفنا أيضا بالنسبة للنمو الاقتصادي الذي يعزوه لنفسه. فما الذي سمح به لو لم يكن اتفاق أوسلو واتفاق السلام مع الأردن الذي لم يكن ممكنا بدون أوسلو.

    بدلا من أن يستقيل مكللا بالعار ويعترف بمسؤوليته عن كارثة أكتوبر وعن تحطم مفهومه، فانه يواصل دون خجل ويطلق مواعظ دبلوماسية. وكأن موت 1200 إسرائيلي واختطاف 240 آخرين لم يثبت بما لا لبس فيه بانه لا يمكن شطب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عن جدول الاعمال وانه من غير المجدي تعزيز منظمة والسماح لنموها الى حجوم وحشية واضعاف الجهة المعتدلة – التي هجرت طريق العنف وتنسق امنيا مع إسرائيل منذ بضعة عقود – وكل ذلك فقط لاجل تعميق الفصل بين الضفة وقطاع غزة، بتر القيادة الفلسطينية ومنع نشوء الظروف لحل الدولتين.

    نتنياهو لا ينشغل بـ "اليوم التالي" لدولة إسرائيل ولا بـ "اليوم التالي" لغزة. فكله بكليله منشغل بالاستعدادات للجنة التحقيق في القصور وبالانتخابات. فلكونه خبير في الهروب من الذنب يعرف نتنياهو بانه لاجل ان يعفيه المحلفون الجماهيريون من التهمة فان عليه أن يشير الى احد آخر كمذنب. هكذا ينبغي أن نفهم ما قاله هذا الأسبوع في المداولات في لجنة الخارجية والامن في أن "اتفاق أوسلو هو المصيبة التي أدت الى عدد ضحايا كعددها في هجوم حماس المفاجئ، على مدى زمن أطول". كما أن هذا هو التفسير لتهجمات على السلطة الفلسطينية في تلك المداولات: "الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية هو فقط في أن حماس تريد أن تبيدنا هنا والان والسلطة تريد أن تفعل هذا على مراحل".

    كفى للاكاذيب، لنكران الجميل، لتحريض المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني الواحد على الاخر ودفعهما معا الى التطرف على حد سواء. نتنياهو ملزم بان يرحل والان. وعلى إسرائيل ان تتبنى الطريق الدبلوماسي المباشر: المس بمن اختار ان يكافحها بوسائل عنيفة وفي نفس الوقت ان تمد اليد لمن يهجر الكفاح العنيف ويتبنى الدبلوماسية.

    --------------------------------------------

     

    معاريف 13/12/2023

     

     

    نتنياهو.. والمقارنة المضللة

     

     

    بقلم: يعقوب بيري

     

     

    وزير ورئيس سابق للشاباك

     

    في المداولات في لجنة الخارجية والامن في موضوع الحرب والمخطوفين، تجادل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع النائبة ميراف ميخائيلي وادعى بأن عدد القتلى في الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر والذي وصل الى 1200 قتيل مساو لعدد قتلى اتفاقات أوسلو.

    مع أن رئيس الوزراء تكبد عناء الإشارة الى أن "المدة الزمنية كانت أطول" إلا أنه يثور بكل شدته السؤال الأليم: هل صحيحة، من حيث الحقائق، هذه المقايسة؟ لا شك ان المقايسة ليست صحيحة وليست في مكانها.

    يوجد نتنياهو في ذروة حملة انتخابات مكثفة. لأسفنا، في هذا السياق ينبغي التحفظ على هذا التصريح، مثل تصريحات كثيرة أخرى. فقد أضاف وأشار الى أن "السلطة الفلسطينية لن يكون ممكنا لها أن تحكم غزة باي حال من الأحوال، والمسؤولية الأمنية ستبقى في أيدي إسرائيل".

    يطرح السؤال لماذا لم يعمل نتنياهو على الغاء اتفاقات أوسلو. ولما كان لم يعمل هذا، فان أقواله تعد جزءا من حملة بقائه.

    الادعاء الدارج ضد اتفاقات أوسلو هو انها تسببت بتعاظم العمليات. اما المعطيات فانها وإن كانت تظهر ارتفاعا ما في عدد القتلى، لكن للأسف الشديد – كان غير قليل من القتلى قبل اتفاقات أوسلو أيضا، وقبل أن ينتخب اسحق رابين لرئاسة الوزراء. السنة الأكثر هدوءا كانت بالذات سنة ولاية ايهود باراك كرئيس للوزراء.

    من مسافة السنين واضح ان اتفاقات أوسلو أدت الى آلية وعمليات، لكن المقايسة مضللة. ما نشهده في السنوات الأخيرة هو نتيجة سنوات الصراع بين أولئك الذين يتطلعون الى حل وسط وسلام وبين أولئك الذين ليسوا مستعدين لأن يساوموا على سنتيمتر واحد.

    في 7 أكتوبر اجرى مهاجمو حماس مذبحة، غير إنسانية ضد مواطنين أبرياء. وهذه تلخصت في يوم واحد.

    كان من الأفضل لو انتقت قيادة إسرائيل تصريحاتها بعناية أكبر وبدقة تاريخية. فليس مناسبا على الاطلاق ان يتحدث رئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي بهذا الشكل الذي قال فيه في مقابلة تلفزيونية انه اذا كانت إسرائيل ستقف عند تصفية يحيى السنوار بينما هو محوط بالمخطوفين – ستكون هذه "معضلة تمزق القلب".

    قول بائس. واضح للجميع بانه حتى لو كانت حاجة لدحر تصفية السنوار فلا يعقل ان تمس إسرائيل عن وعي بمخطوفيها. تصفية السنوار يمكنها أن تدحر، وعودة المخطوفين احياء هي في الأولوية العليا. هنغبي اصلح صيغة أقواله، لكن من الصعب شطب قوله الأصلي.

    حان الوقت لان يتصرف رئيس الوزراء ووزراؤه بحساسية اكبر، ويحرصوا على صياغة اقوالهم بحذر وبمراعاة قصوى لاولئك الذين من شأنهم أن يتضرروا ويدفعوا اثمانا باهظة.

    --------------------------------------------

    نيويورك تايمز 13/12/2023

     

    تذمراً من واشنطن: حرب غزة تفرض نفسها على أجندات المجالس المحلية الأميركية

     

     

    بقلم: شون هابلر وهيذر نايت

     

    ظل الأميركيون محتشدين داخل المباني الحكومية لأسابيع في مجموعة من المدن، التي يقودها التيار الديمقراطي، من أجل عقد اجتماعات ولقاءات ماراثونية بهدف المطالبة باتخاذ موقف فوري عاجل من جانب الشخصيات القيادية المحلية بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

    أصدرت عشرات مجالس المدن الأميركية حتى الآن قرارات تحثّ إسرائيل على وقف قصف قطاع غزة، من بينها مدن عديدة في ولاية ميشيغان، التي يقيم بها عدد كبير من المسلمين، إلى جانب العديد من المدن في ولاية كاليفورنيا. وكان من بين أكبر المدن، التي اتخذت هذا النهج أيضاً، أتلانتا وديترويت.

    ومع ارتفاع عدد القتلى جرّاء الحرب التي تدور رحاها بين إسرائيل و«حماس»، وتسبب القصف في مقتل أكثر من 15 ألفاً و500 شخص، حسب مسؤولي الصحة في غزة، أثارت الخلافات اضطرابات داخل مجتمعات كبيرة وصغيرة. وقابل الدعم المبكر لإسرائيل بعد مقتلة 7 أكتوبر (تشرين الأول)، التي أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي على أيدي حركة «حماس»، دعوات لمساعدة الفلسطينيين.

    لا ترقى القرارات المحلية بشأن الشؤون الدولية سوى إلى مستوى اللفتات الرمزية التي لا تؤثر بشكل مباشر على عملية وضع السياسات الأجنبية. مع ذلك يمكنها أن توفر وسيلة تتيح لبعض الناخبين المتشبثين برأيهم التعبير.

    يعتقد من يدعون إلى إصدار قرارات وقفِ إطلاق النار في احتمال أن تكشفَ مجموعة مهمة من تلك اللفتات المحلية هذه المرة للبيت الأبيض عن فقدانه الدعم اللازم لمؤازرة الحملة العسكرية الإسرائيلية، خصوصاً إذا كانت تلك القرارات صادرة عن معاقل ديمقراطية تعمل قاعدةً للرئيس جو بايدن.

    وقال إدواردو مارتينيز، عمدة مدينة ريتشموند بولاية كاليفورنيا، التي كانت أول مدينة تصدر قرار وقف إطلاق النار: «يمكن للمرء أن يلاحظ الزخم».

    الجدير بالذكر أن الولاية قد أعربت أيضاً عن انتقادها الحاد لإسرائيل، حيث اتهمتها بانتهاج «سياسة الفصل العنصري» وممارسة «التطهير العرقي». وأضاف قائلاً: «بصفتي عمدة، ربما لا يكون صوتي وحده ذا معنى، لكن عندما أغني ضمن جوقة، نقدم أنغاماً موسيقية يستطيع الناس سماعها».

    تنوعت القرارات المحلية بين إدانات واسعة النطاق للعنف الذي تتم ممارسته ضد جميع المدنيين وبين تصريحات مؤيدة للفلسطينيين.

    وطالب الكثيرون بإطلاق حركة «حماس» لسراح جميع الرهائن وأدانوا معاداة السامية إلى جانب رهاب الإسلام.

    وذكر مجلس مدينة سياتل في قراره الخاص بوقف إطلاق النار الصادر في تشرين الثاني أن الجيش الإسرائيلي ألقى «72 قنبلة لكل ميل مربع من غزة، التي تعدّ إجمالي مساحتها أصغر من مساحة مدينة سياتل».

    أما في ولاية ديلاوير، مسقط رأس الرئيس بايدن، دعمت مدينة ويلمنغتون، وهي أكبر مدن الولاية، قرار مجلس النواب الذي يدعو بايدن إلى «تيسير وقف التصعيد ووقف إطلاق النار في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة».

    وكان هذا الضغط مكثفاً بوجه خاص في الولايات الديمقراطية بشكل كبير، ومن بينها كاليفورنيا، حيث عبّر نشطاء مؤيدون للفلسطينيين وأنصار للنهج التقدمي عن شعورهم بالإحباط من إدارة بايدن، ومارسوا ضغوطاً على مدن يقودها ديمقراطيون من خلال حملات منظّمة.

    وشعرت منظمات يهودية بالقلق من تلك الجهود التي تقول إنها تتضمن استخدام لغة مناهضة للسامية وقللت من شأن عمليات الاختطاف والقتل التي تقوم بها حركة «حماس».

    جذب النقاش بشأن الدعوات المقترحة لوقف إطلاق النار حشوداً متدفقة واصلت حركتها حتى انسدال الليل في سانتا آنا في ولاية كاليفورنيا وسان فرانسيسكو، حيث تجمع أكثر من ألف متظاهر مناهض للحرب على جسر غولدن غيت «البوابة الذهبية» يوم الأربعاء عند شروق الشمس.

    كذلك تسلق أحد المتظاهرين سارية العلم في الطرف الجنوبي من الجسر من أجل وضع علم فلسطين تحت العلم الأميركي قبل إصدار الشرطة أمراً بإزالته وإلقاء القبض عليه.

    وأثار قرار ذو كلمات رصينة ومنتقاة بعناية في مدينة أوكلاند خلال الأسبوع الماضي جدالاً ساخناً امتد لساعات، وأنتج مقطع مصور حظي بإدانة واسعة النطاق يضمّ معلقين متنوعين على الأخبار دافعوا عن «حماس»، وشككوا في روايات إخبارية عن المقتلة التي حدثت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

    وحتى الضواحي الصغيرة انجذبت نحو النزاع والخلاف، حيث أصدر مسؤولون في مدينة كوداهي، في مقاطعة لوس أنجليس، التي أغلب سكانها ذوو أصول لاتينية، ويبلغ عددهم 22 ألفاً، خلال الشهر الماضي، قراراً يدين الحكومة الإسرائيلية بسبب «الانخراط في عقاب جماعي للفلسطينيين»، وهو ما يعدونه جريمة حرب.

    وتشير مجموعات مؤيدة لإسرائيل بقلق إلى أنه حتى قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كانت جرائم الكراهية في ازدياد.

    والآن بعد ما أصبحت الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» على أجندات المجالس المحلية، فتحت مباني البلديات بشكل رسمي الباب لخطاب كراهية محتمل، ونشر لمعلومات مضللة بشكل عام، على حد قول تايلر غريغوري، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات المجتمعية اليهودية في سان فرانسيسكو. وقال: «لقد كنت داخل الغرفة في مدينة أوكلاند، وكانت معاداة السامية مروّعة».

    وتمثل الإجراءات، التي تم اتخاذها مؤخراً، تناقضاً واضحاً مع استجابة الحكومات المحلية خلال شهر أكتوبر عندما أدان مسؤولون حكوميون بشكل واسع الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر، وعبّروا عن تضامنهم مع إسرائيل.

    وأصدر قادة يمثلون بعض أكبر الدوائر المحلية قرارات مؤيدة لإسرائيل بما فيها مقاطعة لوس أنجليس ودالاس، كما فعلت ذلك مدن بها عدد كبير من السكان اليهود مثل بيفرلي هيلز وكاليفورنيا، ومدن يقيم بها ناخبون ينتمون إلى التيار المحافظ مثل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا.

    يقول مؤيدو وقف إطلاق النار إن لديهم بعض الخيارات الأخرى لجذب انتباه واشنطن، التي لا يزال يدعم فيها الكونغرس والبيت الأبيض ممارسات الجيش الإسرائيلي.

    إنهم ينسّقون الجهود من أجل إقناع شخصيات قيادية منتخبة في مناطق مختلفة بضرورة اتخاذ موقف، واستخدام لغة عامة، وحثّ الناخبين على التجمع والاحتشاد.

    توضح استطلاعات الرأي أن أكثر الأميركيين لا يزالون يدعمون إسرائيل، لكن الديمقراطيين منقسمون، والصبر ينحسر في ظل القصف المتواصل لقطاع غزة.

    ويشير استقصاء صدر عن وكالة أنباء «أسوشييتد برس» ومركز «نورك» للأبحاث الخاصة بالشؤون العامة بجامعة شيكاغو إلى أن نحو نصف الأميركيين البالغين ونحو ثلثي الديمقراطيين قد شعروا بضرورة جعل التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار أولوية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.

    قد يعقّد ذلك الدعم الممتد منذ فترة طويلة لإسرائيل والدعم الديمقراطي لمحاولات إعادة انتخاب بايدن خلال العام المقبل.

    وأرسلت مجموعة من المتدربين المجهولين في البيت الأبيض خطاباً خلال الأسبوع الحالي إلى بايدن من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ودعت مجموعة «يونايتيد أوتو ووركورز»، الأسبوع الماضي، إلى إنهاء الصراع بشكل فوري.

    مع ذلك وجدت بعض المدن الليبرالية صعوبة في إصدار قرار لوقف إطلاق النار.

    --------------------------------------------

    طوفان الأقصى... الموقف اليوم الأربعاء: 13/12/2023 الساعة: 09:00

     

     

     

     

     

    عبدالله أمين

    خبير عسكري وأمني

    أولاً: الموقف  

    في اليوم 67 لبدء الحرب على قطاع غزة؛ ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال. كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال، خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو. أما في تفصيل موقف في الـ 48 ساعة الماضية: 

     

    ففي صفحة العدو القتالية؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية التي تم ذكرها في موقف 8/12/2023. 

     

    كما أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية: 

    • تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات، يصحبه قصف مدفعي وجوي لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة، من الشمال فالوسط حتى الجنوب. 
    • قصف عنيف على المنطقة الوسطى من قطاع غزة / دير البلح، النصيرات، البريج، في جهد ثانوي لتثبيت تشكيلات المقاومة العاملة في منطقة العمليات هذه، تحقيقاً للأهداف الآتية: 
    • تليين الجهاز الدفاعي للمقاومة في منطقة المسؤولية هذه. 
    • إلحاق أكبر كم من الخسائر البشرية والمادية في الجهاز الدفاعي للمقاومة في منطقة المسؤولية. 
    • كشف التنظيم القتالي لجهاز المقاومة الدفاعي في منطقة المسؤولية
    • كشف قواعد النار الثابتة للمقاومة في منطقة المسؤولية. 
    • منع المقاومة من التعرض على مؤخرة قوات العدو العاملة في محور جنوب مدينة غزة، أو شمال خان يونس. 
    • منع المقاومة من تعزيز تشكيلاتها العاملة في منطقة مسؤولية جنوب مدينة غزة، أو شمال خان يونس. 
    • منع المقاومة من تشغيل قدرات نارية يمكن أن تؤثر على حركة قوات العدو التعبوية أو الإدارية في منطقة مسرح عمليات قطاع غزة وغلافه، أو العمق الفلسطيني المحتل. 
    • تركيز النار والمناورة في مناطق شمال وشرق وغرب خان يونس / القرارة، دوار المطاحن، المدرسة الصناعية، خزاعة وعبسان والزنة، بني سهيلة، حيث ما زال العدو يضغط على مدينة خان يونس من جهة الشرق / بني سهيلة، ومن الشمال / القرارة ومن الشمال الغربي / شرق مدينة حمد. 
    • قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة: الزيتون، مخيم جباليا، الشاطئ، الصبرة، اليرموك، الدرج، الرضوان، التفاح، الشجاعية، مشروع بيت لاهيا، النصيرات، المغازي، وباقي مناطق القطاع. 
    • قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي، دير البلح وخان يونس، والطريق الموصل بين خان يونس ورفح. 
    • اعتراض - س: 1145 - الدفاعات الجوية المعادية لـ 6 أهداف جوي في أجواء شمال فلسطين المحتلة. 
    • حديث العدو حول تسيره مدمرة من نوع " ساعر6 " باتجاه البحر الأحمر لتأمين حرية الملاحة للسفن المتجهة نحو الكيان المؤقت. 
    • هذا وقد قصف العدو قواعدنار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في: ميس الجبل، أطراف الناقورة، محيط عيترون، يارون، حولا، كفار شوبا. وفي سياق متصل فقد زاد العدو من وتيرة ضغطة على قرى الجنوب اللبناني، كرد على النار التي تستهدفه انطلاقاً منها، بحث أصبح يستخدم الطائرات المقاتلة، ويدمر منازل واحياء كاملة في هذه القرى والحواضر السكنية

     

    وعلى صلة؛ فقد اعترف العدو بمقتل 8 من جنوده في كمين نُصب لهم في منطق الشجاعية، من بينهم ثمانية ضباط، عرف منهم: المقدم قائد الكتيبة 13 جولاني " تومر غرينبرغ "، الرائد قائد سرية في الكتيبة 13 جولاني "روعي ملداسي "، الرائد قائد سرية في الكتيبة 51 جولاني "موشيه أفرام "، الرائد قائد فصيل وحدة انقاذ 669  "بن شيلي مكدارون "، النقيب قائد فصيل في الكتيبة 51 جولاني "ليل حيو".  

     

    وفي صفحة المقاومة القتالية؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة، إلّا أن أعنف المعارك في ال- 24 ساعة الماضية شهدها محور الشجاعية حيث يقاتل اللواء المدرع 188 "باراك / البرق"، وجباليا وبيت لاهيا شمالاً، وخان يونس / حي الكتيبة جنوباً، وفي التفصيل: 

    • اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا، الشجاعية والتي يقاتل على محورها تشكيلات من لواء جولاني، الزيتون، جباليا حيث تصدت تشكيلات المقاومة لقوات العدو العاملة على هذه المحاور بمختلف وسائط النار ومضادات الدروع، وعبوات العمل الفدائي. هذا وفد أفيد عن تدمير 7 آليات واستهداف قوات مشاة العدو في منطقة الشجاعية، كما تم ضرب قوة مشاة مكونة من 20 جندي بقذائف الـ  TBGفي حي الشيخ رضوان.
    • اشتباكات عنيفة على محاور عمل العدو شمال خان يونس / القرارة، كما أفيد عن قصف قوات العدو في محيط مسجد الظلال ومحور المحطة والمركز الثقافي بقذائف الهاون، كما سُجلت اشتباكات عنيفة مع العدو في منطقة "معن" في بني سهيلة. حيث تستهدف تشكيلات المقاومة العدو العامل على هذه المحور بمختلف صنوف الأسلحة الفردية والمتوسطة، وأسلحة الإسناد والجهود الهندسية. وفي سياق متصل فقد تم ضرب مقر قيادة العدو العاملة على المحور الجنوبي لقطاع غزة بمنظومة الجروم من عيار 114. 
    • قصفت المغتصبات على غلاف غزة / كسوفيم، وعسقلان في العمق الفلسطيني المحتل.

     

    هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في: المالكية، شلومي، زرعيت، وشومير، جل العلّام، بركة ريشا، العباد، حدب يارون، ماعر، بياض بليدا، كما تم استهدف تجمع للجنود في محيط موقع العاصي المعادي. هذا وقد أفيد عن قصف سلاح البحرية في الجيش اليمني السفينة النرويجية "استيرندا" بصاروخ أرض - سطح، لرفضها الانصياع لتوجيهات البحرية اليمنية. كما استهدفت المقاومة العراقية قواعد العدو الأمريكي في حقلي "العمر" و "كونكو" النفطيين. 

     

    وفي الضفة الغربية؛ فقد اقتحمت قوات العدو مدينة جنين ومخيمها بما لا يقل عن 300 آلية، حيث بقيت الاشتباكات دائرة بين المقاومين وقوات العدو حتى ساعات متأخرة من الليل، مستخدمين - المقاومين - مختلف أنواع الأسلحة الفردية والعبوات الشعبية في تصديهم للمحتل الذي دمر البنية التحتية في هذا المنطقة، وما لا يقل عن 10 منازل مدنية. كما اقتحم العدو دير أبي مشعل / رام الله، مخيم الأمعري / الخليل، قرية مادا / نابلس، كما هاجم المقاومون العدو في الحي الغربي في طول كرم، ومدن وقرى أخرى في الضفة الغربية.

     

    وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل: 

    • مظاهرات ومسيرات. 
    • اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات. 
    • ندوات وخطب ولقاءات. 

     

    وفي الجهود السياسية؛ وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة التوصل لهدنة ثانية، والتي بدأ الحديث عن إمكانية بدء البحث في متطلبات عقدها مجدداً، لإطلاق أسرى، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذا الموقف عن شيء ذو قيمة. كما بقيت الدعوة الفرنسية لعقد لقاء لبحث ترتيبات مواجهة حركة "حماس" قائمة؛ حيث سيعقد هذا اللقاء غداً 14/12/2023، بحضور الدول التي ذكرت في موقف 12/12/2023، وغيرها من الدول. وفي سياق متصل؛ صرح رئيس وزراء العدو "نتن ياهو" أن قواته ستنشئ إدارية سياسية جديدة في غزة تحت مسؤولية سلطة الحكم الذاتي، على أن تبقى لقواته حرية الحركة الأمنية والعسكرية في القطاع. هذا وقد ذكرت وسائل إعلام أن السعودية والإمارات ترفضان تمويل عمليات إعادة إعمار غزة خارج سياق أي ترتيبات سياسية في إطار حل الدولتين. 

     

    ثانياً: التحليل والتقدير 

    ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة، التي ذكر - ي: 3/12/2023 - قائد سلاح مدرعاته أنه يوشك على إنهاء عملياته فيها خلال 24 ساعة، فقد عاد ودفع بأهم ألوية مشاته ودروعه للقتال في منطقة العمليات، هذه ولم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف من إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته، أو استهدافها بمختف تكتيكات عمل العصبات في قتال المدن، فما زال اطلاق الصواريخ على غلاف غزة، والاشتباكات اليومية، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات، ما زالت دائرة وبشكل مؤثر ويومي، الأمر الذي منع العدو من تحرير بعضاً قواته، والدفع بها للعمل على محور مدينة خان يونس، التي يناور العدو على محاورها بتشكيلات الفرقة  98، حيث يتقرب لها عبر محور القتال الشمالي / القرارة شارع المطاحن. كما بدء بالضغط على ضواحي المدينة الشرقية / خزاعة، عبسان الكبرة، عبسان الجديدة، بني سهيلة، حيث أفيد عن وصول العدو إلى محيط مدينة حمد (غوش قطيف) في الشمال الغربي لخان يونس، ومحيط مسجد الكتيبة، بحيث أصبح ضغط العدو على المدينة يتحرك من ثلاثة اتجاهات: من الشمال والشرق والغرب. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تقارب جبهات القتال، وتقليص مسافات الاشتباك مع العدو، وتمكنه من المناورة بسلاح المشاة داخل الأحياء والحارات التي دخل لها، تمكن العدو من القيام بـ: 

    1.    عمليات خاصة للقضاء على أصول بشرية ومادية للمقاومة. 

    2.    جمع معلومات ميدانية للتخطيط، أو تنفيذ، أو تطوير عمليات عسكرية، جارية أو آنية. 

    3.    تأمين عمليات الإنزال لقوات خاصة لتنفيذ أهداف بعينها. 

    4.    توجيه نار الإسناد الجوية والبرية. 

    5.    الوصول إلى مواضع ومرابض قدرات نارية لحرمان المقاومة من تشغيلها، الأمر يتطلب إعادة النظر في إمكانية هذا العمل من عدمها، ليبنى على الشيء مقتضاه. 

     

    هذا وقد أبدت، وتبدي المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة. كما أنها قادرة على تشغيل قدرات نارية، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة، موقعة خسائر فادحة بقوات العدو ومعداته، الأمر الذي يشي بأن تشكيلاتها ما زالت تمتلك من قدرات القتال، ووسائط السيطرة، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات، كما يمنعه - العدو - من تقديم صورة نصر حقيقي - تحرير أسرى، تحييد قيادات وازنة، منع تشغيل قدرات نارية ضد العمق الفلسطيني المحتل -  يبحث عنه منذ بدء حربه على غزة في 7/10/2023.

     

    وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي: 

    1.    زيادة تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس، في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي، الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة العاملة في منطقة المسؤولية هذه من إجراءات للمحافظة على الأصول البشرية والمادية لها. 

    2.    قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي - الوحدة المجوقلة 7298 - في المناطق الغربية أو الشرقية لمدينة خان يونس. الأمر الذي يجب التنبه له، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة، لمنع العدو من تحقيق هدفه هذا، حال قرر السير بمثل هذا الخيار. 

    3.    بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة، وبدء تضيق هامش المناورة على قوات المقاومة العاملة في منطقة العمليات هذه، ومنعها من تشغيل قدرات نارية تهدد غلاف غزة، أو عمق فلسطين المحتلة. 

    4.    بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً، والقطاع عموماً، مشتبكة مع العدو، بمختلف صنوف النار، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية. 

    5.    بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة - حزب الله - مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار، وفي كامل المنطقة الحدودية، من رأس الناقورة غرباً، وحتى العرقوب شمالاً. 

    6.    استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة. 

    7.    استئناف "أنصار الله" في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر

    8.    لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية، أو هدنة، أو وقف دائم لإطلاق النار. 

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/86218