• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 8/12/2023 العدد 877
    2023-12-09


     

      الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

     

     

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

     

     

     

     

     

     

    يديعوت احرونوت 8/12/2023    

     

     

     

     

     

    لا توجــد رؤيا

     

     

     

     

    بقلم: آفي شيلون

     

     

    أحد الانتقادات المعروفة على بنيامين زئيف هرتسل الحالم بالدولة يكمن في أن حلمه تجاهل مقاومة الفلسطينيين للصهيونية. لكن الحقيقة التاريخية أكثر تعقيدا. فهرتسل بالتأكيد اعترف بوجود الفلسطينيين وبان من شأنهم أن يكونوا عائقا في 1899 بعد سنتين من المؤتمر الصهيوني الأول، تلقى رسالة من رئيس بلدية القدس الأسبق، يوسف خالدي الذي فاجأه في أنه اعترف بـ "جمال" بل وب "عدالة" التطلع الصهيوني لتجديد الاستقلالية اليهودية. لكن الخالدي أضاف بانه سيكون من الخطأ من جانب اليهود أن يؤمنوا بان بوسعهم ان يسكنوا البلاد من جديد، بسبب "القوة الوحشية للظروف"، أي وجود الفلسطينيين. كتب الخالدي ان اليهود يمكنهم أن ينجحوا فقط بـ "المدافع"، أي بالقوة، وعرض عليهم أن يختاروا السكن في بلاد أخرى، إذ انه لن تكون مساومة. بمفاهيم عديدة توقع النزاع مسبقا.

     

     

    هرتسل خاب أمله، لكنه واصل الايمان بان التطورات الاقتصادية التي سيجلبها اليهود سترفع أيضا مستوى معيشة الفلسطينيين وبالتالي ستضعف مقاومتهم.

     

     

    کاشتراكي، آمن دافيد بن غوريون في الأصل بالتعاون على خلفية طبقية مع عرب البلاد لاحقا، كما وصف في كتابه المشوق "لقاءات مع زعماء عرب"، اقترح فيدرالية وكونفيدرالية لكن أفكاره رفضت. بن غوريون هو الآخر خاب أمله. لكنه واصل البحث عن طرق للمصالحة حين ابتداء من منتصف الثلاثينيات تبنى فكرة تقسيم البلاد كوصفة للتعايش.

     

     

    سبق زئيف جابوتنسكي زعماء آخرين حين اجاد في فهم الرفض الفلسطيني للمساومة بل ادعى بان مقاومتهم طبيعية بسبب رؤيتهم الصهيونية كحركة غزاة استعمارية. ولهذا فقد اقترح في مقالته على الحائط الحديدي" الذي نشر بالضبط قبل مئة سنة، الاعتماد على القوة وليس على أوهام التوافق. لكن جابوتنسكي هو الآخر واصل البحث عن طرق للمصالحة، وفي القسم الثاني من مقاله شرح بان "الحائط الحديدي" يستهدف تيئييس الفلسطينيين من الايمان بانهم سينجحون في التغلب على الصهيونية؛ لكن عندما يحصل هذا وقد آمن بان اليوم سيأتي، سيتعين على الطرفين، وليس فقط على الفلسطينيين أن يتعهدوا بالمساومة. بمعنى: أبو اليمين الصهيونى لم يقترب الاستناد فقط الى السيف، بل ان يستعين به كوسيلة مؤقتة حتى تحقيق السلام.

     

     

    في نظرة الى الوراء امران مشتركان للقاء الآباء المؤسسين مع المسألة الفلسطينية. الأول هو انه منذ بداية الحركة الوطنية الفلسطينية عانت من ناحيتها في انه لم يتغلب البعد الإيجابي، أي التطلع الى الاستقلال ابدا على أهمية البعد السلبي أي مقاومة الصهيونية. منذئذ كان الميل للسياسة التضحوية – التي تبحث عن العدالة التاريخية على حد نهجهم وليس المساومة الواقعية – اخذ بالتعاظم ويقف فى قلب الصعوبة للمساومة معهم.

     

     

    لكن الأمر الثانى المشترك للاباء المؤسسين هو أنه رغم الاعتراف بالصعوبة - احد منهم لم يتنازل عن تطلعه وحلمه بالتعايش.

     

     

    هذه الأمور هامة على خلفية الحاجة الناشئة لتخطيط "اليوم التالي" في غزة أيضا من جهة بعد 7 أكتوبر واضح أنه لا يمكن التسليم باستمرار حكم حماس. وكل حكم مستقبلي هناك سيكون ملزما بان يراعي المطالب الأمنية بما في ذلك على حساب ما يعرفه الفلسطينيون كمس بالعدالة. لكن درس آخر هو ان محاولة حكومة نتنياهو الالتفاف على المشكلة الفلسطينية من خلال اتفاقات إبراهيم أخفقت، والدليل هو انهم نجحوا فى العودة الى مركز الاهتمام.

     

     

    وعليه، حتى بالنسبة لمستقبل غزة والمناطق فى نهاية الحرب، علينا أن نكون واقعيين ونتذكر ما فهمه الإباء المؤسسون: رغم الحاجة للوقوف بالمرصاد، فان المصلحة الصهيونية تستوجب مواصلة البحث بالذات من أوساط الفلسطينيين عن شركاء يوافقوا على قيادة شعبهم الى حياة مشتركة في المجال.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

    إسرائيل اليوم 8/12/2023    

     

     

    زمن الحسم

     

     

    بقلم: يوآف ليمور

     

     

    بعد شهرين بالضبط في داخل الحرب مطالبة القيادة السياسية بان تفعل ما تتملص منه: أن تحدد للجيش ما هو الإنجاز المرغوب فيه في الجنوب وفي الشمال، وماذا سيحصل بعده.

     

     

    ظاهرا، الأمور واضحة. تصريحات الوزراء قضت بان إسرائيل ستبيد حكم حماس وقدراتها، وستبعد حزب الله عن حدود الشمال. غير ان التعريفات الرسمية لاهداف الحرب اقل قطعا. فهي تتحدث عن نزع قدرات حكم وقدرات عملياتية من حماس، وهي لا تحدد أهدافا واضحة لمعركة في الشمال (عمليا هي تتحدث عن منع فتح معركة موازية كي تركز الجهد العملياتي على غزة). الجيش الإسرائيلي بحاجة الى تعريفات واضحة كي يعمل. حين يقال لقائد المنطقة الجنوبية ان يبيد كتيبة حماس في الشجاعية، فانه يعرف كيف يفعل هذا. وكما ذكر آنفا فى الشمال: قولوا لقائد المنطقة الشمالية أن يحرك الفرق وان يحرص على الا تكون قوة الرضوان جنوب نهر الليطاني، وهو سيفعل هذا في أوقات محددة وباثمان يمكن تقديرها.

     

     

    كل هذه لا تظهر فى الأهداف الرسمية للحرب، فى الجنوب او في الشمال. فضلا عن هذا: بخلاف التصريحات العلنية في أن ليس للحرب قيد زمني في المداولات الداخلية يتحدثون بتعابير أخرى. الفهم هو أنه لجملة أسباب - ضغط دولي، أزمة إنسانية في غزة، الوضع الاقتصادي في إسرائيل - يوجد لإسرائيل شيء ما مثل أسبوعين - ثلاثة لاستكمال الخطوة الحالية، المكثفة، في غزة الى أن تكون مطالبة ان تنتقل الى نمط عمل آخر.

     

     

    يمكن أيضا ان نرسم كيف سيبدو نمط العمل هذا. بعد أن يكمل الجيش الإسرائيلي الضرية المكثفة للقوة الأساس لحماس في شمال وفي جنوب القطاع، سيعيد انتشاره غربى السياج الحدودى مثابة ممر أمنى ومن هناك سينطلق الى اقتحامات وينفذ هجمات واحباطات مركزة. من يقولون ان الحرب تتواصل لاشهر طويلة أخرى يقصدون هذا، وليس المكوث المتواصل في الأراضي الفلسطينية.

     

     

    كي يتاح هذا ويكون فاعلا مطلوب أيضا جواب على سؤال ماذا سيحصل في غزة في اليوم التالي. يمتنع رئيس الوزراء عن الانشغال في ذلك حتى الان، واساسا لاسباب سياسية داخلية لكنه لا يمكنه أن يتملص من ذلك الى الابد. نتنياهو يقول لا لحماس، لا للسلطة الفلسطينية ولا لسيطرة إسرائيلية دائمة في غزة. وماذا نعم؟ يتحدثون في هذه اللحظة عن إدارة من طاقم دولي بتمويل عربي، لكن كي يحصل هذا مطلوبة خطوة دولية مركبة فرصها ليست واضحة ولم يجر تحريكها بعد.

     

     

    وهذا هو الحكم بالنسبة للشمال هناك الحل للمخلين يبدو حتى ابعد منه في غزة. توجد ثلاثة طرق لابعاد حزب الله عن الجدار في حرب واسعة او محدودة، في خطوة سياسية او في خليط من الاثنين. الامريكيون يتراكضون بين القدس وبيروت كي يدفعوا قدما بخطوة سياسية، لكن حتى لو تحقق مثل هذا الاتفاق - من يضمن الا يخرقه حزب الله بالضبط مثلما فعل مع قرار 1701 لمجلس الامن الذي أنهى حرب لبنان الثانية.

     

     

    الجواب واضح وعليه تتزايد التقديرات فى إسرائيل بانه سيكون مطلوبا خطوة عسكرية معينة في الشمال أيضا. غير أنه لاجل السماح بمثل هذه الخطوة بعد القصف المكثف لغزة مطلوبة شرعية دولية، تنقص إسرائيل في هذه اللحظة. حكومة إسرائيل لا تعمل حقا كي تدفعها قدما، بل ولا تقول للجيش الإسرائيلي (او للسكان) ما هو المتوقع للمستقبل القريب والبعيد.

     

     

    الاستنتاج واضح وقيادة الجيش أيضا تحاول الصراخ به في كل نقاش، وحاليا بنجاح محدود على القيادة السياسية أن تحدد أهدافا ان تعمل في الساحة الدولية كي تخلق لها ظروفا وان تنسق التوقعات مع الجمهور. الا تكون فريقا من المشجعات - بل ان تقود.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    هآرتس/ ذي ماركر 8/12/2023   

     

     

    بعد الأمن، جبن نتنياهو يقود اسرائيل الى كارثة اقتصادية

     

     

    بقلم: میراف ارلوزوروف

     

     

    لا يمكن تجاهل اشارات التحذير الواضحة. ففي مؤتمر صحفي كذب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عندما قال بأن تكلفة زيادة الأجور، "افق جديد للمعلمين الحريديين، هي 30 مليون شيكل. وقد وصف كل النقاش حول اموال الائتلاف بأنه انشغال بـ "الكراهية غير المبررة".

     

     

    وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، حارب كل المهنيين في وزارة المالية من اجل عدم تقليص اموال الائتلاف في 2023. ايضا المحاولة المتواضعة لرفع الضرائب - اعادة فرض الضريبة على المشروبات - قام بوقفها عندما اعلن أمس بأن هذه الضريبة لن يتم رفعها في السنة القادمة، اضافة مداخيل محتملة تبلغ 800 مليون شيكل تم رميها في القمامة.

     

     

    رئيس الحكومة ووزير المالية يبثان في نفس الموجة: لا توجد لهما أي نية لاتخاذ قرارات مهنية صعبة فيما يتعلق بالازمة المتوقعة لميزانية 2024. وهما لا ينويان تنفيذ أي اقتطاعات مطلوبة من الميزانية - كل اقتراح لتقليص اموال الائتلاف هو مرفوض لاعتباره كراهية غير مبررة". وهما ايضا لا ينويان رفع الضرائب. ايضا رفع الضرائب الذي يعتبر مفيد للجمهور والاقتصاد مثل فرض الضريبة على السكر، تم الغاءه على الفور عندما تم البدء في التحدث عنها. ما الذي ينويان فعله فيما يتعلق بالازمة في الميزانية؟ التقدير السائد هو لا شيء. يبدو أنهما سيتخذان القرار الجبان والاسوأ وهو السماح بزيادة العجز والدين. بعد ثلاثة اسابيع ستبدأ سنة 2024 ورغم أن هناك ميزانية مصادق عليها لهذه السنة إلا أن هذا ليس ذي صلة. فتكلفة الحرب، التي حسب تقدير وزارة المالية وبنك اسرائيل ستبلغ 160 - 190 مليار شيكل سيتم تحويلها في معظمها الى السنة القادمة. لأن اطار الميزانية يعتبر قانون ومحظور تجاوزه فانه اذا لم يتم فعل أي شيء فستكون حاجة الى تقليص 150 مليار شيكل أو أكثر من الميزانية، وهو تقليص عرضي وعميق يشمل كل المجالات. مفهوم ضمنا أنه لا يمكن تطبيق مثل هذا التقليص، لذلك يجب تقديم ميزانية محدثة للعام 2024 مع اطار نفقات اكبر بكثير وتوقع مداخيل أقل بكثير.

     

     

    ميزانية جديدة مع اطار نفقات اكثر بـ 100 مليار شيكل وأكثر من الاطار الذي تم التخطيط له ليست فقط موضوع حسابي. هذه الاموال لا تنمو فوق الاشجار، و 100 - 150 مليار شيكل هذه يجب تمويلها بطريقة ما. هناك ثلاثة احتمالات للتمويل، بالطبع مع الدمج بينها الاول تقليص الميزانية من اجل التقليل بقدر الامكان الزيادة في نفقات الحكومة الثاني، رفع الضرائب من اجل زيادة بقدر الامكان المداخيل الحكومية. الثالث هو زيادة العجز والدين لاسرائيل. ادارة مسؤولة لميزانية الدولة تحتاج الى دمج هذه الخطوات الثلاثة السياسية. هذا بالضبط ما يحاول المستوى المهني في وزارة المالية فعله وفقا لتوصية بنك اسرائيل بالتساوق مع توقع اسواق رأس الاموال من دولة اسرائيل المهنيون في وزارة المالية قاموا ببناء خطة للاقتطاع بمبلغ 10 مليارات شيكل على الاقل من ميزانية 2024 - 6 مليارات من اموال الائتلاف و 4 مليارات من النفقات غير الائتلافية، لكن في نفس الوقت هي اقل حاجة - وبدأوا في اعداد خطة لرفع الضرائب. في نفس الوقت السماح ايضا للعجز في الارتفاع، من 4,5 الى 5,5 في المئة، وارتفاع الدين مرة اخرى من 60 في المئة الى 66 في المئة.

     

     

     

     

     

    التمسك بأركان المذبح

     

     

     

     

    لا يمكن عدم تمييز وجود حظ لاسرائيل في أنها دخلت الى هذه الازمة بعد ادارة ممتازة للاقتصاد في 2022، التي تقلص الدين فيها الى حضيض 60 في المئة من الانتاج وبعد مصادقة حكومة نتنياهو على ميزانية 2023 مع التخطيط لعجز يبلغ 1 في المئة فقط. هذا خلق لدينا فوائض التي نستند اليها الآن في وقت الازمة. ولكن هذا الحظ كان نتيجة عمل صعب وقرارات مسؤولة اتخذتها حكومة بينيت - لبيد وحكومة نتنياهو فى بدايتها. هذا الحظ لن يستمر اذا لم تتم مواصلة اتخاذ قرارات مسؤولة. في هذه الاثناء الرياح التي تهب من مكتب رئيس الحكومة معاكسة فى اساسها نتنياهو يتمسك بأركان المذبح ويقوم برشوة شركاءه في الائتلاف بواسطة ميزانية ائتلافية ضخمة، ويغمز للجمهور بواسطة توزيع المنح والتسهيلات بدون رفع الضرائب.

     

     

    كما يبدو الامر في هذه الاثناء فان نتنياهو يدير اقتصاد انتخابات متوحش من اجل ضمان بقاءه السياسي على حساب الاضرار الشديد بالاقتصاد. يبدو أنه سيخترق اطار الميزانية بالمبلغ المطلوب لتمويل الحرب، وتقريبا لن يتخذ أي خطوات للتقليص. كل التكلفة سيتم تحويلها الى بند العجز في الميزانية، الامر الذي سيؤدى الى زيادة دين اسرائيل.

     

     

    يمكن فعل ذلك. الاقتصاد كما هو معروف يوجد في وضع قوي بما فيه الكفاية من اجل الصمود امام ارتفاع لمرة واحدة في نسبة الدين - الانتاج 66 في المئة. ولكن لا يمكن الاستمرار في ذلك لفترة طويلة. الاقتصاد الذي يعتمد على الزيادة المستمرة في الدين، لأن السياسيين في الدولة اكثر كسلا واكثر جبنا لاتخاذ قرارات صعبة، هو اقتصاد محكوم عليه بالتراجع المستمر والوصول الى ازمة. هذه بالضبط كانت السياسة التي ادارتها اسرائيل بعد حرب يوم الغفران. حسب اقوال البروفيسور يوسي زعيرا الباحث في اقتصاد اسرائيل، فان النفقات الامنية ارتفعت من 19 في المئة الى 30 في المئة من الانتاج.

     

     

    دعم القطاع التجاري بسبب عدد ايام خدمة الاحتياط الكبير جدا، قفز من 4,5 في المئة الى 12 في المئة من الانتاج. وبدون خطوات للتقليص فان اسرائيل غرقت في دائرة العجز والدين الكبير والتضخم المدمر وتآكل النمو. هذا كان العقد الضائع للاقتصاد المحلي، الذي تم وقفه فقط عند وصول اسرائيل الى وضع الانهيار المالي فقط عندها في 1985. نفذت الحكومة خطوات التصحيح المطلوبة في اطار خطة اعادة الاستقرار. هذا كان احد الخطط الاقتصادية الصعبة التي نفذت هنا في أي يوم.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

     معاريف 8/12/2023

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    احـذر يـا غـانـتـس، احـذر

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: يورام دوري

     

     

     

     

    الاستطلاعات الأخيرة، التي تعرض ارتفاعاً دراماتيكياً في قوة المعسكر الرسمي إلى جانب ضعف الليكود برئاسة نتنياهو يجب أن تشعل أضواء حمراء لدى بيني غانتس.

     

     

    فهذه ليست سوى مسألة يومين إلى أن تخرج القصة من واحدة ما تعيش في الخارج، تروي أنها ذهبت إلى روضة الأطفال إياها مع غانتس في كفار أخيم، وقد ضرب طفلة وهو يلعب معها، ولهذا فواضح أنه محظور على ذاك الطفل الخائن أن يتولى في المستقبل منصب رئيس الوزراء.

     

     

    إضافة إلى ذلك، بانتظارنا تنقيط سم آخر يعظّم نظرية المؤامرة، فعل بموجبه في الاقتحام الإيراني لجوال غانتس كشفت كل خطط الدفاع عن بلدات الغلاف ما أتاح لحماس أن تدقق في مذبحتها.

     

     

    وربما سيجد أصحاب العقول التي تغمرها الكراهية والسم أن أولئك القراصنة الإيرانيين بنوا أيضا استعراضاً عابثاً بموجبه غانتس هو الذي طلب من نتنياهو وفرض عليه أن يسمح بدخول ملايين الدولارات من قطر التي عززت قتلة حماس مقابل السلطة الفلسطينية.

     

     

    فضلاً عن القصص الخيالية هذه التي ستروجها المرة تلو الأخرى مجموعة من المؤيدين، فإن المرحلة التالية ستحل في إحدى نشرات الأخبار المركزية في التلفزيون، والتي يظهر فيها محلل شاب وفهيم يعرض بسيماء جدية غانتس كانهزامي ضغط دوماً لوقف العمليات العسكرية للجيش في القطاع إلى جانب مظاهر الجبن لديه التي منعت تصفية حزب الله في الشمال.

     

     

    سيسمون هذا "ائتلاف الجنرالات الجبناء"، وسيضمون إلى غانتس غالانت الذي يراكم دعماً جماهيرياً وغادي آيزنكوت.

     

     

    الثلاثي الأمني هذا سيعرض كعصبة خِرق مهترئة تمنع نتنياهو البطل من الانتصار وتصفية حماس.

     

     

    كل تغريدة أو بوست بهذا الأسلوب ستشطب على الفور بعد أن تنشرها وسائل الإعلام المؤسساتية كي يعرف كل الجمهور جبن الثلاثي الأرنب مقارنة بالرامبو بيبي.

     

     

    وسيأتي الشطب مع اعتذار بين الساعات 00:00 و 03:00 كي يقرأ طلب الاعتذار أولئك الذين لا ينامون في الليل.

     

     

    بالنسبة لمسألة المخطوفين سيحاولون إلصاق نهجين متعاكسين بغانتس.

     

     

    حسب الأول غانتس هو الذي يمنع صفقة تبادل لأنه مستعد لأن يدفع كل ثمن ما يرفع مطالب حماس.

     

     

    في الثاني سيتهم بأنه ضد أي صفقة ولهذا فإن المخطوفين لم يعودوا بعد إلى الديار.

     

     

    وكيف يسوى مثل هذا التناقض حسب عقيدة السم البيبية؟ لا يسوى. من يرِدْ فليؤمن بالأول ومن يرِدْ فليؤمن ويقتبس الثاني.

     

     

    يمكن أن نرى كيف تصرف مكتب رئيس الوزراء في موضوع عودة المخطوفين.

     

     

    ما أن عادوا إلى الديار وأغرقت النشوة قنوات التلفزيون أصدر نتنياهو تصريحاً وحده كي يسرق كل المجد على إعادة المخطوفين.

     

     

    ما أن صعدت أصوات احتجاج قاسية وأليمة من أبناء العائلات التي بقي أعزاؤها في غزة، سارع مكتبه لأن ينسق مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غالانت وغانتس، مثابة أنه إذا كانت هذه مشكلة فسنحدد هدفاً على ظهر الاثنين معاً.

     

     

    من ناحيتهم قد يحصل الأفظع من كل شيء. غالانت سينضم إلى غانتس في الانتخابات القادمة.

     

     

    يبدو لي أن المزاج في الجمهور، بمن في ذلك المناهضون للبيبية والمؤيدون للغانتسية أيضاً لا يوشكون على التغير، لذا لا يتبقى لي غير أن أقول لغانتس: احذر يا بيني، احذر.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

    يديعوت أحرونوت  8/12/2023

     

     

     

     

     

     

     

    البحث عن نقطة انكسار للمقاومين في غزة

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: يوسي يهوشع

     

     

     

     

    فقط في دولة مثل إسرائيل، يجد رئيس أركان أسبق ووزير كبير في كابينت الحرب نفسه في زيارة الى غرفة عمليات الفرقة التي يقاتل فيها ابنه، وبالذات هناك يُبلغ بموته. من تحدثوا مع غادي آيزنكوت، أول من أمس، رووا بأنه أثناء الزيارة لم يشاهد سياق المعارك التي شارك فيها الابن العريف أول احتياط غال مئير آيزنكوت على الشاشات، لكن بعد وقت ما توجه الى غادي اللواء احتياط نداف فدان الذي يخدم في قيادة الجبهة وروى له أنه عند الساعة 11:56 أصيب ابنه بجراح خطيرة بانفجار عبوة في فوهة نفق في جباليا، وبعد ذلك توفي متأثر بجراحه في مستشفى اسوتا. فأوقف آيزنكوت الزيارة كي يتوجه الى بيته في هرتسيليا ويبلغ زوجته حنه بالنبأ المشؤوم.

     

     

    مأساوي جدا أن نتذكر بأن غادي هو الذي أجاد في قراءة الخريطة قبل كثير من مهاجمة مقاومي حماس بلدات الغلاف: ففي ذروة الأزمة في الجيش بسبب التشريع القضائي حذر من مصيبة بحجم حرب يوم الغفران. قالوا عنه إنه ينثر "الذعر" وتفجرت دقته في وجوهنا جميعا. لشدة الرعب، في الأيام الأخيرة أيضا، أنذره قلبه بالشر، كان قلقا من القتال وخائفا على سلامة غال، ابن الشيخوخة المحبوب الذي كان مسعفا ومقاتلا في كتيبة 699، في إطار لواء 551. وجود غال في الجبهة لم يمنع غادي من الدفع باتجاه صفقة الأسرى من جهة، ومن جهة أخرى المطالبة باستخدام هجوم على الأرض من أجل هزيمة حماس. في بداية الأسبوع، تحدثنا في موضوع المناورة البرية، بعد أن كان هناك تأخير ما في استخدام القوات، بينما كان يعرف أن ابنه في الداخل والخطر كبير قال لي: "الويل إذا لم يناوروا بقوة". سألته إذا كانت القيادة السياسية مترددة، فأجاب آيزنكوت: "العكس. يجب العمل بكل القوة لأجل تحقيق أهداف الحرب". في كل لقاء مع عائلات المخطوفين، قال إنه يتصرف وكأن حفيدته مخطوفة وابنه في غزة.

     

     

    ما يزال من المهم القول إن إسرائيل لم تحقق الانكسار، "قرقعة" حماس. يمكن لهذا أن يكون تصفية السنوار، محمد ضيف أو مروان عيسى، الأمر الذي لم يحصل بعد. هذه المهمة مكلف بها الشاباك أساسا، وإلى أن تأتي الفرصة، فإن الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يحقق نقطة انكسار في المعركة في خانيونس. ضغط كهذا فقط يمكنه أن يحمل حماس على قبول صفقة أخرى لتحرير مخطوفين ومخطوفات. "إذا ما سمعنا القرقعة، الجرة ستنقلب رأسا على عقب"، يقول ضابط كبير في هيئة الأركان.

     

     

    لقد مرت مناورة البدء بنجاح رغم التخويفات حول قدرات الجيش البري، ووصل الجيش الى مستشفى الشفاء، المكان الذي قلة آمنوا بأن القوات ستدخل أبوابه. مدينة غزة احتلت ورغم وقف النار، عاد الجيش للقتال وبقوة. والآن يركز الجيش على ثلاثة جهود: في الشجاعية، في جباليا وفي خانيونس، حيث تعمل وحدة رأس الحربة 98. حتى أول من أمس، لم يسقط كلا الحيين بعد، والقتال هناك ضار لكنه يتقدم. يدور الحديث عن كتيبتين لحماس ألحقتا الضرر الأكبر لسكان غلاف غزة وقد استعدتا على مدى سنوات طويلة لدخول الجيش الإسرائيلي. بالمناسبة، الى الشجاعية دخل الجيش الإسرائيلي في الجرف الصامد، لكن في مخيم اللاجئين جباليا لم تطأ قدم مقاتل إسرائيلي منذ الحملات التي سبقت فك الارتباط في 2005.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

    هآرتس 8/12/2023

     

     

     

     

     

     

     

    هل أصبح هدف السنوار المراهنة على الوقت؟

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: عاموس هرئيل

     

     

     

     

    وزيرا المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي آيزنكوت، وصلا أمس لزيارة في قيادة الفرقة 162 التي تحارب في قطاع غزة قرب الحدود. رئيسا الأركان السابقان يكثران من التجول بين القيادات بالتنسيق مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الحالي. بصفتهما عضوين في مجلس الحرب، يفضلان مشاهدة التقدم في القتال عن كثب.

     

     

    أثناء الزيارة، وصل تقرير عن حادثة قاسية في مخيم جباليا، الذي تشن فيه الفرقة هجوماً ضد قوات حماس. عبوة ناسفة تم تفجيرها ضد قوة من لواء احتياط للنخبة، لواء المظليين 551، فقتل أحد المقاتلين. وقد تابع آيزنكوت وغانتس التطورات من غرفة العمليات إلى جانب كبار قادة الفرقة. جندي الاحتياط القتيل، كما تبين بسرعة، هو نجل آيزنكوت، الرقيب أول غال مئير ايزنكوت (25 سنة) من هرتسليا. آيزنكوت الابن خدم الخدمة النظامية في وحدة النخبة “ميجلان”. ومن هناك واصل الخدمة في الاحتياط في اللواء 551. وهو واحد من الخمسة قتلى الذين تم الإعلان عن سقوطهم في معارك الجيش الإسرائيلي أمس.

     

     

    كان ضباط القيادة جميعاً مرؤوسين لآيزنكوت الأب في السابق. رأيت عدداً غير قليل من زياراته للوحدات. كانت لهجته دائماً واقعية وبدون أوراق، وكان الحوار محترفاً والاحترام متبادلاً. ولكن حدث أمس شيء مختلف لم يتوقعه أحد. فقد اختلطت الأزمة الوطنية بالمأساة الشخصية، وهذا أصعب.

     

     

    منذ بداية الحرب تجنب آيزنكوت، الذي انضم هو وقائمة لمجلس الحرب في اليوم الخامس للمعارك، التصريحات العلنية. في محادثات شخصية ذكر بين حين وآخر بأن ابنه يشارك في القتال في القطاع، وأنه قلق عليه، ويتفاخر به. عندما خرجت وحدة الابن من القطاع لالتقاط الأنفاس، سارع للالتقاء مع ابنه غال.

     

     

    رئيس الأركان السابق ليس الضابط الكبير الأول الذي يفقد ابنه في القتال، فقد سبقه لصد هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر، ثلاثة من العمداء في الاحتياط، يوفال بيزك ودادي سمحي وروني بلكن. هذا بعيد عن أن يكون صدفياً. سلم القيم العائلي، النموذج الشخصي، جعل كثيراً من الأبناء يسيرون على خطى الآباء – منذ أكتوبر وجدوا أنفسهم في الخط الأول. هذا سائد في أوساط الجنرالات في الاحتياط وفي أوساط كبار الضباط في الخدمة النظامية. بصورة ما هذه الظاهرة سائدة بشكل أقل لدى عدد كبير من السياسيين.

     

     

     

     

     

    المرحلة القادمة لحماس

     

     

     

     

    كان أسبوعاً دراماتيكياً، أسبوعاً آخر في تطورات الحرب في القطاع. بعد انهيار وقف إطلاق النار قبل أسبوع بالضبط، توقفت الاتصالات لمواصلة صفقات تحرير المخطوفين، وتم استئناف القتال. من اعتقد بأنها كانت هدنة ستوقف العملية البرية للجيش ضد حماس، تلاشى اعتقاده بسرعة. بعد فترة قصيرة من إطلاق الصواريخ الأولى من القطاع، استأنف سلاح الجو هجماته الواسعة. في الأيام التالية دخلت فرقتان، فرقة 162 وفرقة 36، إلى هجمات جديدة في مناطق قلل فيها الجيش عمله حتى الآن في شمال القطاع، ومخيم جباليا في شمال مدينة غزة، وحي الشجاعية في الشرق قرب الحدود مع إسرائيل.

     

     

    المقاومة الأشد سجلت في الشجاعية، فقد بنت حماس هناك كتائبها لمواجهة هجوم عسكري من الشرق، لذلك بقيت الكتائب القوية مختبئة قرب الحدود، وهي المنطقة التي بقيت بدون مهاجمة حتى الأسبوع الماضي. هذا الحي له تراث من الصمود أمام إسرائيل، في عمليات “الرصاص المصبوب” (2009) وفي “الجرف الصامد” (2014)، ويبدو أيضاً أن مسلحين آخرين تدفقوا إليها عبر الأنفاق أثناء وقف إطلاق النار. حتى الآن يبدو أنه ليس لحماس قدرة حقيقية على وقف فرقة إسرائيلية مهاجمة، بالتأكيد عندما تتقدم هذه الفرقة بمرافقة القصف الجوي. جهود حماس تركزت على محاولة قضم ذيل القوات بواسطة إطلاق صواريخ “آر.بي.جي” والقناصين وتفجير العبوات.

     

     

    معارك مشابهة سجلت أيضاً في جباليا. ففي هذا المخيم، تم أمس تصوير مجموعة تتكون من مئة فلسطيني تقريبا استسلموا للمرة الأولى، وتم أسرهم من قبل قوات الجيش. وجاء من الجيش أنه يتم فحص إذا كانوا من رجال حماس، رغم أنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية وشباشب. مع ذلك، إذا كان الأمر متعلقاً بمخربين، فإن لهذا الحدث أهمية رمزية. حتى الآن، لم يتم توثيق أي استسلام جماعي لمسلحين، وهذا الحادث يدل على القليل من الضائقة المحلية التي تعيشها القوة التي تتم مهاجمتها.

     

     

    صعوبة الجيش الإسرائيلي ليست في معارك التقدم، بل في الجهود المبذولة لتحقيق سيطرة عملية، وبعد ذلك محاولة طويلة لتطهير المنطقة. هذه مهمة معقدة وبطيئة وسيكون من الصعب استكمالها في زمن محدود. في الأسبوع القادم سيضطر المستوى السياسي وهيئة الأركان أن يقررا إذا كانا سيواصلان بذل الجهود أو سيعيدان التنظيم في الشمال والتركيز على استمرار العملية في جنوب القطاع.

     

     

    تعمل في جنوب القطاع منذ بداية الأسبوع قيادة فرقة أخرى هي فرقة 98 التي تدمج بين قوات مشاة ورجال كوماندو من القوات النظامية والاحتياط إلى جانب الألوية المدرعة. التركيز هنا على خانيونس التي دخلتها القوات بعملية سريعة في ليلة الإثنين. يعمل الجيش الإسرائيلي هناك إضافة إلى الهجوم في غزة من خلال الافتراض أن قيادة حماس في القطاع تركزت في المدينة مع بداية القتال– الأخوان يحيى ومحمد السنوار، ومحمد ضيف، ومروان عيسى. جميعهم رؤساء الذراع العسكري في حماس. من غير الواضح إذا كان هؤلاء الأربعة يختبئون في الأنفاق تحت الأرض في خانيونس أم واصلوا الطريق إلى مكان لجوء آخر اقتربت منه الدبابات الإسرائيلية. تشكيلة قيادة حماس في المدينة تشمل لواء قطرياً يتكون من أربع كتائب، لم تتضرر في الشهرين الأولين للقتال. المس بها جزء من محاولة تفكيك قدرة حماس العسكرية.

     

     

    في هذين الشهرين، سجلت إسرائيل لنفسها إصابة واضحة لحماس، بقتل آلاف المسلحين وتدمير قواعد عسكرية وتدمير منهجي لمؤسسات الحكم وتدمير شديد للمباني، بالأساس في شمال القطاع. الضرر العسكري الذي نجحت حماس في إلحاقه بإسرائيل، خلال الهجوم، أقل مما تم توقعه في البداية، سواء من حيث الخسائر أو الإصابات في الآليات المدرعة. حتى الآن، يتكبد الجيش الإسرائيلي عدداً من القتلى في المعارك يومياً، ووصل العدد منذ العملية البرية إلى 90 قتيلاً تقريباً.

     

     

    محظور تجاهل أن قيادة حماس من ناحيتها حققت كل ما طمحت إليه في 7 أكتوبر، وقتل أكثر من 1100 إسرائيلي واختطاف 250 مدنياً وجندياً. في حين أن المقاومة العسكرية في القطاع ما زالت محدودة، ويجب التساؤل ما إذا كان هذا ليس هو المخرج المريح من ناحية حماس. هي لا يمكنها وقف هجوم إسرائيل على الأرض، لكن لا يجب أن تواجه على نطاق كامل. معظم قادتها وعدد من المسلحين يمكنهم الاختباء تحت الأرض والأمل بأنهم محميون نسبياً من ضربة إسرائيلية، والانتظار إلى حين انسحاب القوات.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

    هآرتس 8/12/2023

     

     

     

     

     

    هكذا حولت إسرائيل سجونها إلى “منشآت إعدام” للأسرى الفلسطينيين

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: أسرة التحرير

     

     

     

     

    موت ستة فلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ بداية الحرب هو ضوء تحذير منبه. فقد وجدت آثار عنف على جثتي أسيرين على الأقل، قضى تقرير التشريح بأن صاحب إحداهما عانى من قصور في الضلوع وعظمة الصدر. في حالات أخرى تثير شهادات الإهمال الطبي الاشتباه بأن اثنين آخرين على الأقل توفيا لانعدام العلاج الطبي المناسب. هذه الحالات المتطرفة تنضم إلى شكاوى متزايدة من سجناء فلسطينيين عن عنف من جانب السجانين والجنود.

     

     

    تظهر هذه الشكاوى خطياً، في محضر إثر محضر، في المحاكم العسكرية، يسمعها القضاة ولا تلقى جواباً. الوضع سيئ لدرجة أن المحامين رووا بأنهم حاولوا أن يجعلوا المداولات تجري دون حضور المعتقلين لإعفائهم من العنف الذي على الطريق. في اثنتين من الحالات التي مات فيها عمال غزيون احتجزوا في معتقلات الجيش الإسرائيلي، أخفى الجيش أمر موتهما عن عائلتيهما إلى أن نشر الأمر في “هآرتس”.

     

     

     العنف والإهمال لا يجريان في فراغ. فمنذ تعيين إيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي وهو يدير حملة بتدهور الظروف الاعتقالية للسجناء الأمنيين. مع تعيينه، احتفل بالتشديد في ظروف اعتقالهم، أحدها إغلاق المخابز في السجون، ما أثار السخرية، لكن منذ نشوب الحرب تفاقم الوضع جداً: لقد قضت الكنيست بأن بإمكان السجناء النوم على الأرض، وأوقفت مصلحة السجون تيار الكهرباء، وباتت تقيد ساعات الإنارة ووقت الاستحمام. ويشهد السجناء على أنهم يمنعون من الخروج لتلقي العلاج الطبي.

     

     

    إن التأييد الجماهيري لأفعال الثأر، كما يخيل، يساهم مساهمته هنا أيضاً؛ فدولة تتحلل من مؤسساتها، بما فيها المحاكم والسجون، وتطلق العنان للعنف ضد من تحتجزهم دون رقابة، هي دولة فقدت الاتجاه من ناحية أخلاقية وباتت تعرض المخطوفين الإسرائيليين الذين في أسر حماس للخطر. إن الحرص على شروط اعتقالية معقولة للسجناء الفلسطينيين هو مصلحة عامة. على الهيئات المسؤولة عن السجون ومصلحة السجون إجراء مراجعة حول الموتى في المعتقلات والعمل ضد من يساهم في الإهمال أو العنف ضد السجناء.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

    يديعوت أحرونوت 8/12/2023

     

     

     

     

     

    من محاصرة منزل السنوار إلى الصفقة الأمريكية “جرحى ومرضى” حتى “معضلة الوقود” “كابينت الحرب”.. صراع بين السطور وأمام الكاميرات

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: ناحوم برنياع

     

     

     

     

    بدأت أمس محاولة متجددة، بدفعة أمريكية، لصفقة مخطوفين مقابل سجناء، هذه المرة تحت عنوان “جرحى ومرضى”. في إطار ذلك، سيكون ممكناً تحرير نساء أيضاً. حماس لم تقل نعم بعد، وكابينت الحرب عندنا لم يقل نعم أيضاً. قيادة الجيش غير راضية عن وقف القتال في النقطة الزمنية الحالية دون تحقيق حسم، ودون إنجازات يكون ممكناً التباهي بها حتى بعد أن يترسب غبار المعركة. الجدال الذي يرافق عملية اتخاذ القرارات منذ بداية المعركة يسيطر على جدول الأعمال. ما الذي يسبق، ما هو الأهم، تحرير المزيد من المخطوفين أم تصفية المزيد من أهداف حماس. التوتر بين المستوى العسكري والمستوى السياسي والانقسام الشخصي والعاطفي داخل الكابينت يضيف نصيبه.

     

     

    من ناحية عسكرية، الهجوم البري في جبهة خان يونس هو فرصة أخيرة، أليمة. لا مكان جنوب خان يونس يمكن الذهاب إليه، لا لحماس ولا للجيش الإسرائيلي، ولا لمليون ونصف فلسطيني نزحوا من بيوتهم. والتبجحات عن أن الجيش يحاصر منزل السنوار هي قصة يرويها رئيس وزرائنا لنفسه، يرويها لنا. فالقتال ضار ويكلف كل يوم قتلى بنار حماس، بالعبوات، بالنار الصديقة. قوات أكثر مما ينبغي في أرض مكتظة؛ في زمن قليل جداً. الحصار يشتد، لكن خانيونس ليست “متسادا”. نحن نقترب من 100 مقاتل قتيل منذ بداية الخطوة البرية، الثمن باهظ ومعذب. العمل في الميدان مبهر، فالمعنويات عالية، لكن الأهداف لم تتحقق بعد، والقتال بعيد عن النهاية. والمطلوب نظرة واعية وتخفيض مستوى التوقعات.

     

     

    خير يكون إذا ما أدى القتال في خان يونس إلى تفكيك حقيقي لحماس وتصفية شريحة قيادتها. هذه إمكانية وأمل ورهان؛ أما الخطر على حياة المقاتلين وحياة المخطوفين فهو بمثابة يقين.

     

     

    حماس تقاتل حربها الأخيرة، بما في ذلك شمالي القطاع، وبيت لاهيا، والشجاعية وجباليا، وكذا في الجنوب. هي تطلق الصواريخ، وتنتج أفلام الدعاية، وتتخذ قرارات عن مصير المخطوفين. صحيح، جيش من القتلة والمغتصبين الأنذال، ومع ذلك جيش. المراسلون في قنوات التلفزيون المهتمون برفع المعنويات الوطنية يصفونهم كجبناء بائسي الروح. ليتهم كانوا جبناء. لو كانوا جبناء لخرجوا من فوهات الأنفاق بجموعهم، رافعين الأيادي والأعلام البيضاء.

     

     

    الكابينت الموسع، مع سموتريتش وبن غفير، مطالب بالمصادقة على القرار بتوسع دخول ناقلات الوقود إلى القطاع. عملية اتخاذ القرارات كانت محرجة، على حدود إثارة الشفقة. في البداية، تعهد نتنياهو وغالانت بعدم إدخال ولو قطرة سولار إلى القطاع. بعد ذلك، صادقا على القليل ثم المزيد. والسبب الضغط الأمريكي. تحول الوقود من لعنة إلى بركة: فالمزيد من الوقود يعطي مزيداً من الزمن، ومزيداً من الإمكانية لإسرائيل لتمديد القتال. لقد نسيا بأن الوقود هو الزمن بالنسبة لحماس أيضاً. فالتوريد اليومي يسمح لحماس بتمديد قتالها أكثر.

     

     

    الحرب تجمع أحياناً ومؤقتاً مصالح الطرفين.

     

     

    جانبنا في هذا الحرب يتصرف بشكل مختلف قليلاً عن جانبنا في حروب سابقة. فالدور الأمريكي، بما في ذلك التعلق بالتوريد العسكري، أكبر مما هو في الماضي؛ والإحساس بأن الجيش الإسرائيلي هو الجهة التي تتخذ القرارات – وزراء الكابينت يمكنهم إيقاف مخططات الجيش لكن لا يمكنهم فرض إراداتهم على الجيش – أقوى مما في الماضي. للخير أم للشر، رئيس الأركان هو استراتيجي الحرب. في المستوى السياسي فراغ قيادي. ينبع بعض منه من انعدام الثقة: بعض من أسلوب عمل نتنياهو التأجيلي. نتنياهو وغالانت يخطبان كثيراً، وغانتس أيضاً. هذا لا يعني أنهم يقررون كثيراً.

     

     

    يجري بين السطور صراع بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع عن صورتيهما في الحرب. كل منهما يحرص على الظهور للجمهور، بأنه هو، هو فقط من يدير الحرب. النتيجة أنهما يكثران من الظهور. أكثر من كل من تبوأ منصبيهما في كل الحروب السابقة – ويكثران من التورط في أقوال تتطلب المزيد من الشروحات والمؤتمرات الصحافية. “هذه هي الحياة”، قال نتنياهو عن النهاية المأساوية للعملية في القدس، واضطر لمهاتفة الأب الذي ثكل ابنه ويعتذر؛ “أحترمكم أكثر مما ينبغي”، قال نتنياهو لعائلات المخطوفين في اللقاء الفوضوي في هرتسيليا. كانت النية طيبة، لكن نتنياهو اضطر للعودة إلى الشرح. قال غالنت الحقيقة لرؤساء البلدات في الشمال، لكنه اضطر لإعادة صياغة أقواله من جديد. كل هذا وغيره، في ذروة الحرب.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

    هآرتس 8/12/2023

     

     

     

     

     

    هل ترى الدول العربية في حماس مهدداً استراتيجياً لأنظمتها؟

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

     

     

     

    عرف فلاديمير بوتين كيف يدخل؛ أربع طائرات حربية روسية من نوع سوخوي، التي رافقت طائرته الرئاسية الأربعاء الماضي طوال الطريق من موسكو إلى الرياض ومن هناك إلى أبو ظبي، والـ 21 صلية تحية التي أطلقتها المدفعية في الإمارات، وحرس الشرف الزاهي الذي وقف على مدخل القصر، والمصافحة الحارة مع محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، ومحمد بن زايد حاكم الإمارات – كل ذلك ملأ وسائل الإعلام في دول الخليج، وتنافس بنجاح مع التقارير عن الحرب في قطاع غزة.

     

     

    في الواقع، تحتل غزة معظم العناوين والتحليلات والأفلام، ولكنها ليست كل شيء؛ فالفلسطينيون أيضاً، وهذه ليست المرة الأولى، توقفوا عن سؤال: “أين زعماء الدول العربية، أين العالم أمام الكارثة التي نزلت علينا”. الإسهام الرئيسي لعدد من الدول العربية والإسلامية هو إرسال قوافل الغذاء والأدوية والمستشفيات الميدانية إلى القطاع. وقامت بعد مؤتمرات قمة خاصة لمناقشة ما يحدث فيها. الأردن وتركيا أعادتا السفراء من إسرائيل، لكن لم تقطع أي دولة عربية لها اتفاقات سلام مع إسرائيل العلاقات معها. الدول العربية تكتشف مرة أخرى بأنه في الصراعات الإقليمية، فإنه حتى التي تتعلق بالأمن القومي والاستقرار فيها، تظل قدرتها محدودة على التأثير في سير الأمور.

     

     

     تعامل دول المنطقة مع الحرب في القطاع ينقسم إلى قسمين: حسب الرؤية الأولى، تعد الحرب تهديداً استراتيجياً يعرض أمنها للخطر المباشر. وحسب الرؤية الثانية، تعد غزة “حدثاً إنسانياً”، وطبقاً لذلك، هي تشكل سياستها. مصر مثلاً تعتبر نفسها الدولة العربية المهددة أكثر بسبب خطر غزو مئات آلاف الغزيين لأراضيها. في موقفها القاطع الذي يقول إنها لن تسمح لأي لاجئ فلسطيني باجتياز الحدود، باستثناء الحالات الإنسانية التي قد تصل إلى المستشفيات بتصريح خاص، فقد حددت حدود التزامها الذي لا يسمح بأي مجال للشك.

     

     

     وصلت إلى مصر هذا الأسبوع بعثة خاصة برئاسة غسان عليان، منسق أعمال الحكومة في “المناطق” [الضفة الغربية] وممثل الموساد، في محاولة لتهدئة القاهرة بأنه لا نية لإسرائيل بدفع الفلسطينيين نحو حدودها، وأنه لا أساس لما نشر عن خطط إسرائيلية للقيام بترانسفير فلسطيني إلى مصر. ربما صدقت مصر هذا التفسير الإسرائيلي، لكنها غير مقتنعة بأن إسرائيل يمكنها أو تريد منع تدفق عفوي للغزيين نحو سيناء. وللتأكيد، هي كثفت منظومة الدفاع عن حدودها على طول القطاع.

     

     

     مصر تسيطر على معبر رفح، وهو البوابة الوحيدة بعد إغلاق المعابر الأخرى مع إسرائيل، الذي تمر قوافل المساعدات إلى القطاع عبره. عملياً، يمكنها فتح هذا المعبر على مصراعيه للسماح بعبور عدد غير محدود من الشاحنات ووضع إسرائيل أمام معضلة صعبة. ولكنها خطوة قد تجر مصر إلى مواجهة ليس فقط مع إسرائيل بل أيضاً مع الولايات المتحدة. وبذلك ستضر بمصالح استراتيجية حيوية أخرى، التي تعد مهمة لها بدرجة لا تقل عن الوضع الفظيع لسكان غزة.

     

     

      الأحد سيتم فتح صناديق الاقتراع للرئاسة في مصر والتي ستستمر ثلاثة أيام. لا حاجة لفحص استطلاعات الرأي العام أو تحليل السيناريوهات المحتملة؛ فالسيسي هو الرئيس القادم، على الأقل حتى العام 2030. المرشحون الثلاثة المتنافسون ضده ربما يقضمون بضع نسب مئوية من الأصوات، وعلى الأكثر سيستخدمهم السيسي كعباءة لإظهار الانتخابات بأنها ديمقراطية.

     

     

    لكن مشكلة الرئيس الأساسية ليست انتخابه، بل كيف سيسدد الدين الذي يبلغ 29 مليار دولار. صندوق النقد الدولي أعلن بأنه مستعد لزيادة القرض الذي طلبته مصر، من 3 مليارات إلى 5 مليارات دولار. ولكن سيكون عليها في المقابل تلبية شروط قاسية، مثل تعويم سعر الجنيه المصري وخصخصة شركات حكومية.

     

     

     وسيضطر المواطنون المصريون يضطرون للوقوف في طوابير طويلة لشراء كيلو أو اثنين من السكر عقب نقص كبير في الإنتاج المحلي وإدارة فاشلة لاستيراد هذه السلعة. وزير التموين المصري طلب من المواطنين الصبر وعدم شراء السكر إلى حين حل الأزمة، “بعد أسبوعين” حسب قوله. مصر التي كان لها إسهام كبير في المفاوضات حول إطلاق سراح المخطوفين وحصلت على ثناء دولي من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا يمكنها الاكتفاء بشهادة الشكر هذه. هي بحاجة إلى الدعم الأمريكي عندما تريد الحصول على قروض أخرى من مؤسسات تمويل دولية، وهذا الدعم لا يعطى بدون مقابل سياسي، الذي يعني ضمن أمور أخرى، التنسيق الكامل مع النشاطات الحربية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، والحرص على حجم قوافل المساعدات المتفق عليه. مصر لا يمكنها السماح لـ “مشكلة إنسانية” بأن تمس بمصالحها الاستراتيجية.

     

     

     

     

     

    مقياس الضغط الأردني يرتفع

     

     

     

     

     الأردن هو الدولة الثانية التي تتعرض للتهديد وتخشى من ترانسفير إسرائيلي يدفع سكان الضفة الغربية داخل حدودها. الحرب الثانوية التي تجري في الضفة، بالأساس التنكيل المتزايد من قبل المستوطنين للفلسطينيين وتجاهل حكومة نتنياهو أيضاً لتحذيرات واشنطن، كل ذلك يرفع مقياس الضغط الأردني. ولكن لا تستطيع عمان فعل الكثير، سواء في الضفة أو قطاع غزة. والأردن أيضاً تم دفعه إلى هامش المشاورات الأمريكية حول قضية “اليوم التالي” في غزة أو في موضوع الحل السياسي الذي يحاول جو بايدن دفعه قدماً.

     

     

    حول استيعاب سكان غزيين في أراضيه، في الوقت الذي يعيش في الأردن اليوم أكثر من مليون لاجئ سوري وبقايا اللاجئين من حرب العراق، ليس هناك ما يمكن قوله، بالأحرى إن أي إضافة للاجئ فلسطيني ستهز الميزان الديمغرافي الهش وستعزز حلم إسرائيل بإقامة وطن بديل للفلسطينيين في الأردن. الأردن رفع في الواقع نسبة تصريحاته ضد إسرائيل، والمظاهرات ضد إسرائيل تلاقي غض نظر من قبل الشرطة، لكن المملكة تحذر في هذه الأثناء من اتخاذ أي خطوات تكون غير قابلة للتراجع عنها، وبهذا فقدان الحزام الأمريكي.

     

     

     دولتا الأردن ومصر تقفان في جبهة المعارضة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ولكنهما ليستا وحيدتين. لا توجد دولة عربية، حتى التي وافقت على استيعاب اللاجئين السوريين، اقترحت حتى الآن استيعاب اللاجئين من غزة. الحجة المطروحة أيديولوجية. استيعاب اللاجئين الفلسطينيين “سينهي القضية الفلسطينية”، حسب أقوال زعماء عرب ومراسلين. ولكن السبب الحقيقي هو الخوف من أن يخلق التركيز العالي للاجئين من غزة بؤرة جديدة من العداء والتهديد الأمني في الدول العربية. لأنه خلافاً للاجئين السوريين والعراقيين، لا توجد للاجئين الفلسطينيين دولة ليعودوا إليها بعد انتهاء الحرب.

     

     

     هذا الذعر كان يمكن سماعه في لبنان في هذا الأسبوع بعد أن أعلنت حماس عن إقامة منظمة محلية جديدة باسم “طلائعيو طوفان الأقصى”، هدفها محاربة إسرائيل من أراضي لبنان. نشأ في الدولة احتجاج شاركت فيه عدة أحزاب، وطلب زعماء من كل الطيف السياسي منع وحظر أي نشاطات عسكرية لحماس من لبنان.

     

     

     دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات، لا حدود مشتركة لها مع القطاع، وتتعامل مع غزة كمنطقة كارثة إنسانية. السعودية تقود مجموعة من وزراء الخارجية الذين التقوا مع زعماء الصين وروسيا وفرنسا ودول أخرى في محاولة للدفع قدماً بوقف لإطلاق النار لأغراض إنسانية، لا من أجل مناقشة خطوات سياسية مستقبلية.

     

     

     

     

     

    قيود التعاون العربي

     

     

     

     

    تطور في هذه الأثناء تهديد جديد على دول الخليج، على شكل هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر. وكالة “رويترز” نشرت هذا الأسبوع أن السعودية توجهت للولايات المتحدة وطلبت “التعامل بضبط للنفس” في ردها على الهجمات من اليمن، حيث تخشى الرياض إذا كان الرد الأمريكي شديداً من إلحاق ضرر بفرص المفاوضات الجارية بين السعودية والحوثيين لإنهاء الحرب، أو حتى إعادة السعودية إلى مرمى أهداف الحوثيين.

     

     

     للسعودية والإمارات عدة أمور ملحة للانشغال بها، مثلاً تنسيق سعر النفط العالمي، وهو الموضوع الذي استحوذ على الاهتمام أثناء زيارة الرئيس الروسي هذا الأسبوع. بوتين الذي لا يخرج من بلاده منذ بداية غزو أوكرانيا، يمكنه الشعور بالأمان في السعودية والإمارات، لا بسبب سرب الطائرات الحربية التي رافقته فحسب؛ بل لأن هاتين الدولتين لم توقعا على ميثاق محكمة الجنايات الدولية في لاهاي التي أصدرت أمر اعتقال ضد الرئيس الروسي.

     

     

    السعودية والإمارات لا تتبنيا العقوبات المفروضة على روسيا، بل إن التجارة بينهما وبين موسكو آخذة في الازدهار، حتى إن بوتين أعلن هذا الأسبوع بأن “الإمارات هي الشريكة التجارية الأهم لروسيا في الشرق الأوسط”. هذا التصريح صحيح، رغم الحرب في غزة، لوصف علاقات إسرائيل مع أبو ظبي.

     

     

    الفجوة في مواقف الدول العربية ورؤيتها لتهديد الحرب في غزة عليها، لا يجب أن تفاجئ أحداً؛ ففي 2011 اتخذت الجامعة العربية قراراً يشكل سابقة، حيث جمدت عضوية سوريا في الجامعة العربية. مقاطعة سوريا استمرت 12 سنة إلى حين عودتها إلى الحضن العربي، بدون أن تغير سوريا معاملتها لمواطنيها. في 2017 فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً اقتصادياً على قطر بسبب ما اعتبر تأييداً للمنظمات الإرهابية وبسبب علاقاتها الوثيقة مع إيران ونشاط قناة “الجزيرة” كوسيلة تحريض ضد الأنظمة العربية.

     

     

     استمر الحصار أربع سنوات إلى حين المصالحة. وفي هذه الحالة، لم يحقق التحالف العربي أي نتائج حقيقية. تستمر قطر في تحسين علاقتها مع إيران، ولم تغلق قناة “الجزيرة”، وتستمر الدوحة في تمويل المنظمات الإرهابية، إضافة إلى حماس. يبدو أن الحرب في غزة تُحفظ في ملف الاستنتاجات العربية، التي بحسبها هناك حدود لقدرتها على تنظيم عمل مشترك ضد عمليات عسكرية أو سياسية في المنطقة.

     

     

    القناة الوحيدة المحتملة ربما، من أجل نجاحها، هي القناة التي تربط بينها وبين واشنطن. ولكن حتى الآن يبدو أن هذه القناة لم تتأثر بالضغط العربي. وقرارات الرئيس الأمريكي، من بينها القيود التي يضعها على إسرائيل، تنبع من الضغط السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، بسبب الثمن الإنساني الفظيع الذي يدفعه الغزيون أكثر من خوفه من القطيعة مع الدول العربية.

     

     

    --------------------------------------------

     

     

    معاريف 8/12/2023

     

     

     

     

     

    “المبادرة العربية” هي الحل الوحيد للسلام.. لماذا ترفضها إسرائيل؟

     

     

     

     

     

     

     

    بقلم: مئير شطريت

     

     

     

     

    إن وضع إسرائيل الحالي في منطقة الشرق الأوسط يبدو عديم الحل. ومن المتوقع استمرار عدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك سباق التسلح لكل الجهات المشاركة. ظاهراً يبدو الوضع بلا مخرج ودون حلول سحرية لتثبيت استقرار وسلام في إسرائيل والمنطقة.

     

     

     أعتقد أن هناك حلاً ممكناً وصحيحاً للمتاهة التي نحن فيها – المبادرة السعودية التي عرضها ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز، التي أصبحت المبادرة العربية للسلام، التي أقرت خمس مرات منذ عرضتها الجامعة العربية، دون أي رد إسرائيلي. لأسفي، العرض الذي سأفصله لاحقاً قائم منذ 2002، لم يرد على هذا العرض ولم يفعل كل رؤساء وزراء إسرائيل منذئذ وحتى اليوم شيئاً بشأنه، رغم أن معظمهم قالوا إن هذه فكرة جيدة.

     

     

     تبنت المبادرة العربية للسلام الجامعة العربية في 28 آذار 2002 في بيروت، وهي تعكس الموقف الرسمي المشترك للدول العربية بالنسبة لحل النزاع الإسرائيلي -العربي. وتتضمن المبادرة التزاماً من دول عربية وإسلامية لعقد علاقات سلام طبيعية مع إسرائيل والإعلان عن نهاية النزاع معها، تبعاً لثلاثة شروط:

     

     

    الشرط الأول هو انسحاب إسرائيلي كامل لخطوط الرابع من حزيران 1967 بما في ذلك من الجولان السوري ومن الأراضي التي “تحتلها” إسرائيل في لبنان، مزارع شبعا. الثاني، إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، والثالث، حل عادل ومتفق عليه لمسألة اللاجئين وفقاً لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة 194، في ظل معارضة توطين اللاجئين في الدول المضيفة لهم دون موافقة تلك الدول. نظرت الولايات المتحدة إلى المبادرة العربية بنظرة إيجابية، وإن كانت تحتفظ لنفسها في الصدارة كوسيط حصري بين إسرائيل والعرب.

     

     

     مع إقرار المبادرة في الرياض، اقترحت على رئيس الوزراء أرئيل شارون بدلاً من تنفيذ خطة فك الارتباط التوجه للبحث مع السعودية في المبادرة العربية، واقتراح لقاء في القدس أو في الرياض لكل الدول العربية المشاركة في المبادرة، التي تشكل حلاً شاملاً لإنهاء النزاع. لأسفي، رغم اعتقاد شارون أنها فكرة جيدة، فإنه سار نحو فك الارتباط عن غزة وعن شمال “السامرة”.

     

     

    لاحقاً، طرحت المبادرة العربية على البحث في حكومة إيهود أولمرت وفي الكابينت، ولأسفي، اعتقد أولمرت بأن المبادرة فكرة جيدة لكنه لم يتخذ أي خطوة في هذا الاتجاه. لاحقاً، بصفتي نائباً في المعارضة حاولت أن أقنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمبادرة إلى حل شامل من خلال المبادرة العربية، لكنه لم يقبل موقفي. بعد ذلك، أقمت لوبياً في الكنيست لتأييد مبادرة السلام العربية وكان فيه 42 نائباً من كتل مختلفة، لكن لم يكن بوسعنا الدفع قدماً بالمبادرة.

     

     

     

     

     

     فضائل لا نهاية لها

     

     

     

     

     المبادرة العربية للسلام هي الحل الأفضل، وذلك في ضوء جملة واسعة من الأسباب.

     

     

     السلام مع كل العالم العربي. حتى من يؤيد السلام مع السلطة الفلسطينية يجب أن يسأل نفسه، لماذا يعقد سلام فقط مع السلطة، إذا كان ممكناً بالثمن ذاته الحصول على سلام شامل مع كل الدول الإسلامية ووضع حد للنزاع العربي الإسرائيلي؟

     

     

      حل مشكلة حق العودة. المبادرة العربية تحل المشكلة الأكبر للفلسطينيين التي بسببها لم يوقع ياسر عرفات حيال إيهود باراك، وأبو مازن حيال إيهود أولمرت، على اتفاق السلام رغم أنهما عرضا عليهما كل ما طلباه.

     

     

     لا يمكن لأي زعيم فلسطيني أن يوقع على اتفاق دون أن يضمن حق العودة، لكن المبادرة تحل المشكلة بشكل سلس. الصيغة “حل عادي ومتفق عليه للاجئين”. متفق عليه، معناه أن على إسرائيل أن توافق. منذ العام 2002، عندما نشرت المبادرة، قلت إني أعتقد أنه ليس هناك زعيم عربي في الجامعة العربية يعتقد أن إسرائيل لا توافق على إعادة اللاجئين إلى أراضيها. وعليه، فإن المعنى في واقع الأمر هو أن المبادرة ستلغي هذا المطلب الفلسطيني.

     

     

     مطلب عودة إسرائيلية إلى خطوط 1967. هنا أيضاً، عندما نشرت المبادرة قلت إنه لا يوجد زعيم عربي يعتقد أن إسرائيل بالفعل ستعود إلى خطوط 1967 حقاً، وبرأيي المقصود هو الحصول على أرض بديلة بمساحة مشابهة. بمعنى أنه إذا ضمت إسرائيل أرضاً غربي جدار الفصل، نحو 5 في المئة من أراضي الضفة، تعطى للفلسطينيين أرض أخرى في منطقة “يهودا” أو في غزة.

     

     

    لاحقاً، تبين أني كنت محقاً تماماً، إذ عندما أدار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مفاوضات السلام مع حكومة نتنياهو ويئير لبيد وتسيبي لفني، بلغه مندوبو الجامعة العربية بأنهم موافقون على تبادل الأراضي.

     

     

      الاستفتاء الشعبي. إن التنازل عن أرض للدولة يتطلب حسب القانون الإسرائيلي إجراء استفتاء شعبي. واضح أنه إذا جرى اتفاق السلام مع كل الدول العربية، فإن احتمال الحصول على موافقة الجمهور أكبر بكثير من الاتفاق مع الفلسطينيين وحدهم.

     

     

    ضمانة لتنفيذ الاتفاق. اتفاق السلام الشامل هو الضمانة لإنفاذ السلام، لأنه إذا ما وقعت كل الدول الإسلامية سلاماً وتطبيعاً مع إسرائيل، فمن سيتجرأ على كسر هذا الاتفاق؟ إذا كان السلام فقط مع الفلسطينيين، يكفي زعيم مصادف لا يريد ذلك، فيموت الاتفاق.

     

     

     إعادة قطاع غزة إلى حكم السلطة الفلسطينية. هذا أيضاً سبيل ممكن لإعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، وبذلك إخراج حماس من السلطة. هذا ما كنت أقوله منذ العام 2002.

     

     

     تعب الدول العربية من الفلسطينيين ومن الإرهاب. الدول العربية أيضاً تعبت من القضية الفلسطينية. وفي بعضها تدور حرب مع الإرهاب. لذا، فمن ناحية الأردن ومصر والإمارات والسعودية أيضاً، يبدو أن اتفاق السلام الشامل سيشكل تعزيزاً للخط المعتدل السني، حيال محور إيران والشيعة.

     

     

     كل الأسباب والشروحات هذه شددت عليها المرة تلو الأخرى أمام رؤساء الوزراء في إسرائيل، وفي كل محفل بحث في علاقات السلام لإسرائيل مع العرب. لأسفي، لم يبادر أي رئيس وزراء إلى أي خطوة في هذا الاتجاه ولا حتى مكالمة لرؤساء الحكم السعودي. غريب لماذا يتملص رؤساء الوزراء في إسرائيل من الموضوع. ربما يريدون إرضاء الإدارة الأمريكية، التي تريد إبقاء مكانتها الوسيط الأكبر بين إسرائيل والعرب، لذا لا يبادرون إلى خطوات في هذا الاتجاه.

     

     

     خطوة هائلة. أعتقد أنه على إسرائيل قيادة خطى السلام بنفسها وألا تنتظر أحداً. أنا واثق بأنه إذا ما بدأ رئيس وزراء إسرائيلي في خطوة في هذا الاتجاه، وجرت مفاوضات لتحقيق المبادرة، فإن العالم كله سيقف مصفقاً.

     

     

     اليوم أكثر من أي وقت مضى هو الوقت الصحيح للدفع قدماً بالمبادرة، وأساساً في ضوء الحرب الجارية مع حماس وفي ضوء تحسين العلاقات بين إسرائيل والسعودية والإمارات. أقدر بأنه إذا ما طلبت إسرائيل من السعودية الدفع قدماً بالمبادرة، سيكون هذا بالتوازي خطوة هائلة للتقدم في اتفاق السلام مع السعودية، كون هذه الخطوة ستحترم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتعظم النفوذ السعودي في المنطقة.

     

     

    نحن اليوم بحاجة إلى إسناد أمريكي وأوروبي وعربي لإنهاء حكم حماس في غزة، وهذه الخطوة تنخرط جيداً مع مبادرة السلام. خطوة إسرائيلية لتحقيق مبادرة السلام العربية ستحقق لنا الإسناد الدولي لمواصلة القتال وتصفية حكم حماس، ومن جهة أخرى سيكون هذا حجر الزاوية لإقامة تحالف دولي لإعمار غزة وتنفيذ سلام حقيقي مع السلطة الفلسطينية التي ستكون مسؤولة عن غزة أيضاً.

     

     

    أخشى أن المراوحة في المكان والتملص من اتخاذ القرارات سيمسان بقدرة إسرائيل على إكمال إسقاط حماس، وسيضران بالدعم الأمريكي والعالمي لمواصلة القتال على مدى الزمن، ما قد يؤدي إلى عدم تحقيق أهداف الحرب، وأساساً يؤدي إلى استمرار النزاع وتبذير مقدرات هائلة، دون تقدم في تحقيق سلام مستقر ودائم.

     

     

     إن القرار في هذا الاتجاه ليس سهلاً، لكن تجاهل إمكانية تحقيق سلام شامل سيكون بكاء للأجيال. أتوقع من رئيس وزراء إسرائيل أن يتجرأ لفحص الطرق لسلام شامل والكفاح من أجل تحقيقه. أما إغماض العيون أمام المبادرة، التي لا تزال على الطاولة وعدم محاولة إجراء بحث مع السعودية على الأقل، حتى بدون تعهد مسبق لقبول كل أجزائها، فسيكون خطأ جسيماً.

     

     

    --------------------------------------------

    طوفان الأقصى.. الموقف اليوم الجمعة: 8/12/2023  الساعة: 12:00

     

     

     

     

     

     

     

     

    عبدالله أمين

     

     

    خبير عسكري وأمني

     

     

    لم يطرأ على الموقف القتالي في الـ 24 ساعة الماضية ما يؤثر تأثيراً جذريا على الموقف الكلي للعمليات في عموم مسرح عمليات غزة أو باقي ساحات العمل الخارجية، مع وجود تغيرات طفيفة يمكن ملاحظتها في ثنايا التقرير

     

     

     

     

     

    أولاً: الموقف 

     

     

    في اليوم اليوم 62 لبدء الحرب على قطاع غزة ما زال العدو يشن هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال. كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة محاور القتال، خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو. أما في تفصيل موقف اليوم: 

     

     

     

     

     

    ففي صفحة العدو القتالية؛ عاد العدو للعمل في معظم مناطق مدينة غزة، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، باستخدام التشكيلات القتالية الآتية: 

     

     

     

     

     

    منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدينة غزة / محور بيت حانون : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16. 

    • منطقة عمليات الشمال الغربي لمدينة غزة / محور زكيم ساحل غزة حتى أبراج المقوسي: تشكيلات الفرقة 162 والتي تضم الألوية المدرعة 401 و 460، ألوية مشاة الناحال و جفعاتي و لواء الكومانودس. 
    • منطقة عمليات جنوب وجنوب غرب مدينة غزة / محور الزيتون الشجاعية تل الإسلام، الشيخ عجلين شارع الرشيد حتى منطقة الميناء تقريباً: تشكيلات اللواء مدرع 188 باراك، أولية المشاة غولاني و ساعر 7 و المظليين. 
    • كما تضم منطقة العمليات التشكيلات التالية: لواء تدريب المشاة 828، لواء تدريب المظليين 226، لواء المظليين الاحتياط 551، لواء المظليين احتياط 646، كتيبة من لواء المدرعات كرياتي، كتيبة من لواء المظليين 55، كتيبة من لواء كفير، قوات المهام الخاصة / شيطيت، شلداغ، يهلوم، متكال. 
    •  
    •  
    • منطقة عمليات خان يونس / الفرقة المظلية 98  "تشكيل النار احتياط" بقيادة العميد دان غولدفوس  المكونة من التشكيلات التالية: اللواء المظلي النظامي 35 "الثعبان الطائر"، اللواء النظامي كوماندوز "عوز"، اللواء المظلي احتياط 55 "هود هانيت / رأس الرمح"، اللواء المظلي احتياط 551 "هتسي هايش / سهم النار"، الوحدة المجوقلة 7298 "يانمان"، كتيبة إشارة الفرقة. 

     

     

     

     

     

    كما أدام العدو عملياته القتالية لليوم الـ 61 عبر الإجراءات التالية: 

    • تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات.
    • تركيز النار والمناورة في مناطق شمال وشرق خان يونس / القرارة، دوار المطاحن، المدرسة الصناعية، خزاعة وعبسان والزنة، بني سهيلة، حيث ما زال العدو يضغط على مدينة خان يونس من جهة الشرق / بني سهيلة، ومن الشمال / القرارة. حيث أفادت المعلومات أن العدو وصل إلى محيط مدينة حمد في الشمال الغربي لمدينة خان يونس. 
    • قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة / الزيتون، مخيم جباليا، الشاطئ، الصبرة، اليرموك، الدرج، وحي الرضوان، و الشجاعية، مشروع بيت لاهيا، النصيرات، وباقي مناطق القطاع، كما شن العدو أكثر من غارة على المناطق الوسطى في قطاع غزة. لكن جهده الرئيسي في منطقة العمليات هذه يتركز على مناطق: جباليا، الشجاعية، بيت لاهيا، وعلى أحياء شرق مدينة غزة. وفي هذه المناطق يناور بتشكيلاته القتالية على أكثر من محور. 
    • قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي، دير البلح وخان يونس، والطريق الموصل بين خان يونس ورفح. 
    • قصف بري وبحري من زوارق العدو المنتشرة قبالة دير البلح جنوب وادي غزة، خاصة محافظة الوسطى التي نالها النصيب الأكبر من القصف البحري. 
    •  
    •  
    • رد العدو على مصادر النار التي استهدفت قواته ومقاره في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، حيث قصف العدو: محيط يارون، عيتا الشعب، الخيام، طير حرفا، أطراف مركبا ومجدل سلم، حرش كونين، محيط الناقورة، الظهيرة، رباع التبن، تلة الحمامص، سهل الخيام، خلة وردة. 

     

     

     

     

     

    وعلى صلة؛ فقد أفادت المعلومات بمقتل نجل رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني السابق وعضو مجلس الحرب المصغر الجنرال "غادي أيزنكوت" في معارك داخل غزة. كما أفيد عن مقتل ما لا يقل عن 8 جنود للعدو في الـ 24 ساعة الماضية؛ من بينهم ضباط من رتب متوسطة. 

     

     

     

     

     

    أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة، إلّا أن أعنف المعارك بالأمس شهدها محور الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا شمالاً، وخان يونس جنوباً، وفي التفصيل: 

    • اشتباكات عنيفة مع العدو على محاور بيت لاهيا، الشجاعية، الزيتون، حيث تصدت تشكيلات المقاومة لقوات العدو العاملة على هذه المحاور بمختلف وسائط النار ومضادات الدروع من نوع ياسين 105، والعبوات المضادة للآليات والأفراد. 
    • اشتباكات عنيفة على محاور عمل العدو شمال خان يونس / القرارة، حيث أفيد عن استهداف واعطاب العديد من آليات العدو المتوغلة في هذا المحور. 
    • اشتباكات عنيفة على كافة محاور شرق خان يونس / عبسان الكبرى والجديدة، خزاعة، بني سهيلة؛ حيث تصدت تشكيلات المقاومة للعدو بمختلف وسائط النار الفردية ومضادات الدروع، والعبوات المضادة للآليات والأفراد. 
    • استهداف قوات العدو بقذائف الهاون من العار الثقيل - 120 - في محيط مسجد "الظلال" شرق مدينة خان يونس.
    • التصدي لقوات العدو على محور جحر الديك شمال قطاع غزة. 
    • استهداف غرفة عمليات ميدانية للعدو في محور جنوب غزة بصلية من صواريخ الرجوم من عيار 114.
    • تفجير عدة عيون للأنفاق في أكثر من محور من محاور القتال في مسرح عمليات غزة. 
    • قصف موقع " كيسوفيم" شرق خان يونس بمنظومة صواريخ رجوم 114. 
    •  
    •  
    • قصفت معظم المغتصبات على غلاف غزة / نير عام، سيدروت، وصفد في العمق الفلسطيني المحتل.

     

     

    وفي سياق متصل؛ فقد أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها اعطبت في الـ 72 الماضية ما لا يقل عن 135 آلية للعدو، في كامل مسرح عمليات قطاع غزة. كما أعلنت سريا القدس عن ارتقاء مقاومين من منتسبيها أثناء أدائهم لمهمة جهادية في جنوب لبنان. 

     

     

     

     

     

    هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله " مواقع العدو الإسرائيلي في 11 عملية اشتباك ناري، حيث قصفت المقاومة مواقع العدو في: المرج، معيان باروخ، أفيتار، بياض بليدا، جل العلام، خلة وردة، مرج شتولا، زرعيت، الجرداح، الراهب، المالكية، كما أفيد عن إطلاق صلية صواريخ باتجاه مغتصبة " كريات شمونا" في الجليل الأعلى. 

     

     

     

     

     

    وعلى صلة؛ فقد قصفت المقاومة العراقة قواعد العدو الأمريكي في حقل كنكو النفطي في الأراضي السورية، بصلية من الصواريخ. 

     

     

     

     

     

    وفي الضفة الغربية؛ فقد شهدت الضفة الغربية عدة اقتحامات من العدو الإسرائيلي لعدد من المدن والقرى، حيث اقتحم العدو مخيم نور شمس / طولكرم، ومخيم عيادة / بيت لحم، وبيت لقيا / رام الله، ورجيب / نابلس، كما أفيد عن ارتقاء 6 شهداء في مخيم الفارعة / طوباس.

     

     

     

     

     

    وفي الدعم الشعبي للمقاومة؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل: 

    • مظاهرات ومسيرات. 
    • اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات. 
    •  
    •  
    • ندوات وخطب ولقاءات. 

     

     

     

     

     

    وفي الجهود السياسية؛  وبعد استئناف العمليات القتالية المعادية؛ عادت هذه الجهود لتنصب على محاولة التوصل لهدنة ثانية، وفتح معابر لإدخال المعونات لشعبنا المحاصر في قطاع غزة، الأمر الذي لم يفض حتى كتابة هذه الموقف عن شيء ذو قيمة. كما بدا لافتاً التصريح المنسوب لأحد مسؤولي الإدارية الأمريكية، والذي يطلب فيه من العدو الإسرائيلي ترك التصدي "لأنصار الله" في اليمن للقوات الأمريكية العاملة في المنطقة، خوفاً من توسع رقعة الصراع، ونطاق الحرب، كما أفيد ونقلاً عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنهم ليسوا معنيين بدخول صراع مسلح مع اليمن. وفي سياق متصل؛ فقد أفادت صحيفة "التايمز البريطانية" أن فريقاً من وزارة الدفاع موجودٌ في رام الله من أجل المساعدة في إعداد السلطة الفلسطينية، لتحمل مسؤولية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، الأمر ـ تولي السلطة ـ نقل عن أحد مستشاري رئيس سلطة الحكم الذاتي في رام الله، أنهم مستعدون لتحمل المسؤوليات الأمنية في غزة وضبطها كما ضبطت في الضفة الغربية. 

     

     

     

     

     

    ثانياً: التحليل والتقدير 

     

     

    ما زال العدو يظهر إصراراً على إنهاء المظاهر الرئيسية للمقاومة - اطلاق الصواريخ على غلاف غزة، الاشتباك اليومي، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات - في شمال قطاع غزة، من أجل التفرغ للعمل على محور مدينة خان يونس، التي دفع العدو بتشكيلات الفرقة 98 للقتال على محاورها المختلفة، حيث يتقرب لها عبر محور القتال الشمال / القرارة شارع المطاحن، مستخدماً الطرق الرئيسية / شارع المطاحن، والفرعية الموصلة إلى شمال المدينة. 

     

     

    كما بدء بالضغط على ضواحي المدينة الشرقية / خزاعة، عبسان الكبرة، عبسان الجديدة، بني سهيلة. كما بقي العدو يتعرض لتشكيلات المقاومة في مدينة غزة؛ مركزاً جهده القتالي على مناطق الشجاعية، ومخيم جباليا، ومشروع بيت لاهيا، وعلى الحافة الشرقة للمدينة، حيث الهيئات الحاكمةجبل الريس، جبل الكاشف.

     

     

    هذا وقد أبدت المقاومة شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة؛ حيث برز بشكل لافت الجهد الهندسي لقوات المقاومة خاصة على محور شرق خان يونس؛ حيث أعاق هذا الجهد تقدم العدو في بعض المحاور، وأبطأه في محاور أخرى، الأمر الذي جعل قادة العدو يُصرحون أنهم يخوضون اشتباكات عنيفة مع المقاومة في الشجاعية وجباليا، ومناطق شرق خان يونس، كما أن بقاء المقاومة قادرة على تشغيل قدرات نارية، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة، الأمر - شراسة المقاومة، وتشغيل قدرات - يشي بأن تشكيلات المقاومة ما زالت تمتلك من قدرات القتال، ووسائط السيطرة، ما يشكل تهديداً ذا مصداقية على قوات مناورة العدو في مختلف بقع القتال في مسرح العمليات. 

     

     

     

     

     

    وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي: 

     

     

    1.    زيادة تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس، في محاولة لمحاصرتها وقطع تواصلها وعزلها عن باقي مناطق قطاع غزة، الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة العاملة في منطقة المسؤولية هذه رعية ما يلزم من النقاط التي تمت الإشارة لها في موقف 05 12 2023. 

     

     

    2.    قد يعمد العدو إلى القيام بعمليات إنزال جوي - الوحدة المجوقلة 7298 - في المناطق الغربية لمدينة خان يونس، الأمر الذي يجب التنبه له، وتخصيص جهود نارية وهندسية مسبقة، لمنعه من تحقيق هدفه هذا، حال قرر السير بهذا الخيار. 

     

     

    3.    بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة، على أن يبقي قتاله على القشرة الخارجية للأحياء والحارات الداخلية، دون التوغل إلى داخلها، تحسباً من الخسائر والأضرار المتوقعة. 

     

     

    4.    بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً، والقطاع عموماً، مشتبكة مع العدو، بمختلف صنوف النار، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية. 

     

     

    5.    بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة - حزب الله - مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار، وفي كامل المنطقة الحدودية، من رأس الناقورة غرباً، وحتى العرقوب شمالاً. 

     

     

    6.    استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة. 

     

     

    7.    استئناف "أنصار الله" في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر

     

     

    8.    لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية، أو هدنة، أو وقف دائم لإطلاق النار. 

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/86019