أوتشا تنشر تقريرا مفصلا لآخر المستجدات الانسانية والصحية في قطاع غزة
2023-12-05
نيويورك: استعرض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير مفصل يوم السبت الأوضاع الإنسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون المدنيون في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم التاسع والخمسين.
النقاط الرئيسية
تتواصل عمليات القصف الإسرائيلية الكثيفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء غزة، إلى جانب العمليات البرية والقتال والصواريخ التي تطلقها الجماعات المسلّحة الفلسطينية باتجاه إسرائيل. ومن بعد ظهر يوم 2 كانون الأول/ديسمبر حتى بعد ظهيرة يوم 3 كانون الأول/ديسمبر، قُتل ما لا يقل عن 316 شخصًا وأُصيب 664 آخرين بجروح، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وفي 3 كانون الأول/ديسمبر، قُتل جندي إسرائيلي في غزة وتوفي آخر متأثرًا بالجروح التي أُصيب بها في الأيام السابقة، حسبما أفادت التقارير.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، دخلت الشاحنات المحمّلة بالإمدادات الإنسانية من مصر إلى غزة، ولكن عدد هذه الشاحنات وما احتوته لم يكن واضحًا حتى الساعة 23:00. كما فُتحت الحدود المصرية لإجلاء 556 مواطنًا من الأجانب ومزدوجي الجنسية، إلى جانب 13 مصابًا و11 من مرافقيهم، فضلًا عن دخول عشرة من الموظفين العاملين في المجال الإنساني.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، كانت محافظة رفح المحافظة التي شهدت توزيع كميات محدودة من المعونات في غزة، ولا سيما دقيق القمح والمياه. وفي محافظة خانيونس المجاورة، توقف توزيع المعونات إلى حد كبير بسبب كثافة الأعمال القتالية. وكانت المنطقة الوسطى مفصولة في عمومها عن الجنوب بعدما منعت القوات الإسرائيلية الحركة، بما شمله ذلك من منع نقل الإمدادات الإنسانية. وتعطلت إمكانية الوصول إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة (فيما يلي: «الشمال») من جهة الجنوب عقب استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، حدّد الجيش الإسرائيلي منطقة تغطي نحو 20 في المائة من مساحة مدينة خانيونس لإخلائها على الفور. وجرى تحديد هذه المنطقة في خريطة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وقبل نشوب الأعمال القتالية، كان نحو 117,000 شخص يقطنون في هذه المنطقة. كما تضم المنطقة المذكورة 21 مركزًا من مراكز الإيواء التي تؤوي قرابة 50,000 مُهجّر، هُجّرت الغالبية العظمى منهم من الشمال في وقت سابق. وتدعو التعليمات المرفقة مع تلك الخريطة السكان إلى الانتقال إلى بلدة الفخاري، شرق خانيونس، وحيي الشابورة وتل السلطان في رفح، والتي تشهد الاكتظاظ في الأصل. ويغيب الوضوح عن نطاق التهجير الناجم عن الأمر الصادر بالإخلاء.
بموجب القانون الدولي الإنساني، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة من أجل تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، وتقليصه في جميع الأحوال. وقد يشمل ذلك إجلاء المدنيين أو توجيه تحذيرات مسبقة وفعّالة إليهم بشأن الهجمات، مما يتيح لهم وقتًا كافيًا للمغادرة، فضلًا عن تأمين مسار ومكان آمنين لكي يتوجهوا إليه. ويجب تبني جميع التدابير الممكنة التي تكفل السلامة والمأوى والتغذية والنظافة الصحية وتضمن عدم انفصال أفراد الأسر عن بعضهم بعضًا. ولا يفقد المدنيون الذين يختارون البقاء في المناطق التي يتقرر إجلاؤها الحماية الواجبة لهم.
الأعمال القتالية والضحايا (قطاع غزة)
كانت الحوادث التالية من بين أكثر الحوادث الدموية التي أوردتها التقارير منذ ساعات ما بعد الظهر من يوم 2 كانون الأول/ديسمبر:
عند نحو الساعة 14:00 من يوم 2 كانون الأول/ديسمبر، قُصف منزل في القرارة شرق خانيونس، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين، حسبما أفادت التقارير.
عند نحو الساعة 21:00 من يوم 2 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت عدة منازل في دير البلح، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 12 آخرين، حسبما أشارت التقارير.
عند نحو الساعة 23:00 من يوم 2 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت شقة في بناية في النصيرات بالمنطقة الوسطى، مما تسبب في مقتل 13 شخصًا وإصابة العشرات غيرهم، حسب التقارير الواردة.
عند نحو الساعة 23:20 من يوم 2 كانون الأول/ديسمبر، قُصف منزل في رفح، مما أفضى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين، حسبما نقلته التقارير.
عند نحو الساعة 1:50 من يوم 3 كانون الأول/ديسمبر، قُصف منزل في مخيم البريج، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص، حسبما أوردته التقارير.
عند نحو الساعة 10:00 من يوم 3 كانون الأول/ديسمبر، قُصفت ستة منازل في حي الزيتون بمدينة غزة، مما أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا، حسب التقارير المنقولة.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 15,523 فلسطينيًا في غزة بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر و3 كانون الأول/ديسمبر. ويُقال إن نحو 70 في المائة من هؤلاء هم من النساء والأطفال. وثمة عدد أكبر بكثير من الفلسطينيين في عداد المفقودين، ويسود الافتراض بأنهم لا يزالون تحت الركام في انتظار إنقاذهم أو انتشالهم.
تشمل حصيلة من قُتلوا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر حتى استئناف الأعمال القتالية في 1 كانون الأول/ديسمبر ما لا يقل عن 198 فلسطينيًا من أفراد الطواقم الطبية وفقًا لوزارة الصحة في غزة، و112 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة، و77 صحفيًا وإعلاميًا وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، وما لا يقل عن 26 من أفراد فرق الدفاع المدني حسب الدفاع المدني الفلسطيني.
في الإجمال، قُتل 77 جنديًا إسرائيليًا في غزة منذ بداية العمليات البرّية الإسرائيلية، وفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
التهجير (قطاع غزة)
في 1 كانون الأول/ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة مفصلة على مواقع التواصل الاجتماعي، يقسَّم قطاع غزة بموجبها إلى مئات المناطق الصغيرة. وتفيد التقارير بأن الخريطة يُقصد منها تسهيل أوامر إجلاء الناس إلى مناطق محددة قبل استهدافها. وفي اليومين التاليين، جرى تحديد مناطق مختلفة تُشكل ما نسبته 28 في المائة تقريبًا من مساحة قطاع غزة لغايات إخلائها.
فضلًا عن المنطقة الواقعة داخل مدينة خانيونس (انظر أعلاه)، تشمل أكبر المناطق التي تقرّر إخلاؤها تجمعّات سكانية تقع إلى الشرق من خانيونس – القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلا – حيث صدرت الأوامر لسكانها بالانتقال جنوبًا إلى رفح. وتُشكّل هذه المناطق ما نسبته 19 في المائة من مساحة قطاع غزة (69 كيلومترًا مربعًا) وكانت تؤوي نحو 352,000 شخصًا قبل نشوب الأعمال القتالية. وفي وقت لاحق، وصل الآلاف من المُهجّرين إلى محافظة رفح، مما زاد من الضغط على كاهل عمليات الاستجابة الإنسانية، بما يشمل مراكز الإيواء المكتظة في الأصل.
في 2 كانون الأول/ديسمبر، أصدر الجيش الإسرائيلي الأوامر بإخلاء المناطق الشرقية من مدينة غزة (الشجاعية والزيتون والبلدة القديمة) وجباليا، وكلاهما في الشمال، ووجه التعليمات للسكان بالانتقال إلى المناطق الغربية من مدينة غزة. وتغطي المناطق المحددة نحو 6 في المائة من مساحة قطاع غزة، وكان يقيم فيها قبل اندلاع الأعمال القتالية نحو 415,000 شخصًا، حيث أخلاها عدد كبير منهم بالفعل. ولا يزال حجم انتقال السكان ونطاقه في أعقاب هذه الأوامر غير واضح.
تشير التقديرات إلى أن نحو 1.8 مليون شخص في قطاع غزة، أو 80 في المائة تقريبًا من سكانه، باتوا مُهجّرين. ومع ذلك، تشوب التحديات الحصول على إحصاء دقيق بسبب الصعوبات التي تكتنف متابعة عدد المُهجّرين الذين يقيمون لدى عائلات تستضيفهم، وحركة المُهجّرين الذي انتقلوا بعد صدور أوامر الإخلاء منذ 1 كانون الأول/ديسمبر والقيود المفروضة على الوصول.
سُجل نحو 1.1 مليون مُهجّر في 156 منشأة تابعة للأونروا في شتّى أرجاء غزة، ونحو 86 في المائة من هؤلاء (958,000 مهجر) مسجلون في 99 مركز من مراكز الإيواء التي تديرها الأونروا في الجنوب. وتشير التقديرات إلى أن 191,000 مُهجّر آخرين يقيمون في 124 مدرسة عامة ومستشفى وفي أماكن أخرى أيضًا مثل قاعات الأفراح والمكاتب والمراكز المجتمعية. أما من تبقى منهم فيقيمون لدى عائلات تستضيفهم.
بسبب الاكتظاظ وتردّي الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب، طرأت زيادة كبيرة على بعض الأمراض والحالات السارية، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة الصحية مثل تفشي القمل. وفضلًا عن ذلك، ثمة تقارير أولية تفيد بتفشي الأمراض، بما فيها التهاب الكبد الوبائي (أ).
تثور المخاوف حيال الفئات المستضعفة من الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا صعبة على صعيد المأوى. ومن بين هؤلاء الأشخاص ذوو الإعاقة، والنساء الحوامل أو اللواتي وضعن مواليدهن مؤخرًا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية وأولئك الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
الكهرباء
منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر، لم يزل قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء والوقود ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وتنتج الموّلدات الكهرباء حسب توفر الوقود، كما يجري توليدها بواسطة اللوحات الشمسية.
انظر لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.
الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)
في 2 كانون الأول/ديسمبر، أعلن مستشفى العودة في النصيرات (المنطقة الوسطى) عن نفاد ما لديه من مخزون الوقود المخصص لتشغيل الموّلدات وسيارات الإسعاف، مما يعرضه لخطر الإغلاق التام في حال عدم تقديم المزيد من الوقود له. ويعد هذا المستشفى المنشأة الرئيسية التي تقدم خدمات رعاية الأمومة في المنطقة الوسطى.
في 2 كانون الأول/ديسمبر، صرّحت وزارة الصحة في غزة بأن معدل إشغال الأسرّة في المستشفيات العاملة يفوق طاقتها بشوط بعيد، حيث بلغ ما نسبته 171 في المائة، على حين وصل معدل إشغال وحدات العناية المركزة إلى 221 في المائة. ولا يزال العمل جاريًا على إنشاء نقاط للتعامل مع الحالات في عدة مستشفيات من أجل إسناد العمل على إدخال المرضى وتحويلهم إليها.
في 1 كانون الأول/ديسمبر، أشارت الأونروا إلى تفشي التهاب الكبد الوبائي (أ) في أحد مراكز الإيواء التابعة لها.
تعمل أربعة مستشفيات في الشمال جزئيًا وتستقبل المرضى، ولكنها لا تقدم سوى خدمات محدودة. ويقدم مستشفيان آخران خدمات غسيل الكلى لمرضى الكلى دون غيرهم. ولا يملك أي من هذه المستشفيات الستة القدرة على إجراء العمليات الجراحية.
تزاول المستشفيات الاثني عشر المتبقية في الجنوب عملها جزئيًا. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في جميع أنحاء غزة 1,400 سرير، حيث انخفضت من 3,500 سرير قبل الحرب. ويأتي هذا التراجع في خضم الزيادة الهائلة التي تشهدها أعداد من يحتاجون إلى العلاج. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يملك سوى مستشفى واحد من المستشفيات العاملة في الجنوب حاليًا القدرة على معالجة الإصابات الحرجة أو إجراء العمليات الجراحية المعقدة.
المياه والصرف الصحي (قطاع غزة)
تستمر دواعي القلق البالغ حيال تفشي الأمراض المنقولة بالمياه بسبب تناول المياه من مصادر غير مأمونة، ولا سيما في الشمال الذي لا تعمل فيه محطة تحلية المياه ولا خط الأنابيب الإسرائيلي. ولم يطرأ أي تحسن تقريبًا على إمكانية حصول السكان في الشمال على المياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية منذ أسابيع.
في الجنوب، تواصل الأونروا تشغيل ثمانٍ من آبار المياه التي توفر مياه الشرب والمياه المستخدمة في الأغراض المنزلية لمراكز إيواء المُهجّرين، فضلًا عن عمليات نقل المياه بالصهاريج. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تواصل العمل على جمع النفايات الصلبة من المخيمات ومراكز الإيواء الطارئ ونقلها إلى مكبات النفايات من أجل تقليص مستوى المخاطر الصحية والبيئية.
الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)
واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ بصورة عشوائية من غزة باتجاه إسرائيل في 3 كانون الأول/ديسمبر. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات. وقُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
خلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا. وتُشير التقديرات إلى أن نحو 137 شخصًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم إسرائيليون وأجانب، وفقًا للمصادر الإسرائيلية. وقبل الهدنة، أفرجت حماس عن أربعة رهائن مدنيين وأنقذت القوات الإسرائيلية مجندة إسرائيلية واحدة واستعادت جثامين ثلاث رهائن، حسبما ورد في التقارير.
العنف والضحايا (الضفة الغربية)
في 2 كانون الأول/ديسمبر، قُتل رجل فلسطيني بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون الإسرائيليون النار عليه وأُصيب ثلاثة آخرون خلال هجمة شنّها المستوطنون على بلدة قراوة بني حسان (سلفيت). وقد وصل المستوطنون الإسرائيليون المسلّحون، الذين رافقهم الجنود الإسرائيليون، إلى مشارف البلدة، حيث ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة وأطلقوا النار على منازل الفلسطينيين، التي اندلعت النيران في أحدها وأصابت الأضرار غيره.
في 3 كانون الأول/ديسمبر، نفذت القوات الإسرائيلية عملية في مدينة قلقيلية، حيث وقع تبادل لإطلاق النار بينها وبين الفلسطينيين. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني، أشارت التقارير إلى أنه كان يمر بالمكان، وقتلته بعدما أصابته في ظهره.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 244 فلسطينيًا، من بينهم 65 طفلًا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذّان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وكان من بين من قُتل في الضفة الغربية 234 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وتمثل حصيلة الأسابيع الثمانية أكثر من نصف جميع الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية خلال هذه السنة. وتعد سنة 2023 السنة الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل عدد الضحايا في سنة 2005.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أربعة إسرائيليين، من بينهم ثلاثة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل أربعة آخرون في القدس الغربية في هجوم فلسطيني (ويبدو أن أحد هؤلاء قُتل على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته).
قُتل ثلثا الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر خلال عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية وشهد بعضها تبادل إطلاق النار مع الفلسطينيين، وخاصة في محافظتي جنين وطولكرم. وقُتل أكثر من نصف الضحايا في عمليات لم تشهد اشتباكات مسلّحة، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت القوات الإسرائيلية 3,279 فلسطينيًا، من بينهم 520 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب 45 في المائة من هؤلاء في سياق المظاهرات و46 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات. كما أُصيب 82 فلسطينيّا على يد المستوطنين، وأُصيب 18 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع متوسط شهري بلغ 9 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
فضلًا عن الهجمة التي شنّها المستوطنون على قراوة بني حسان (انظر أعلاه)، نفذ المستوطنون ثلاث هجمات في 2 كانون الأول/ديسمبر، مما أسفر عن إلحاق الأضرار بممتلكات تعود للفلسطينيين. ففي أحد هذه الأحداث، ألقى المستوطنون الذين كانوا برفقة القوات الإسرائيلية الحجارة على منازل الفلسطينيين ومركباتهم في قرية مادما (نابلس)، مما أسفر عن إصابة مركبتين ومنزل واحد على الأقل بأضرار واشتعال النيران في مركبة أخرى. وفي قرية ياسوف (سلفيت)، هاجم المستوطنون الإسرائيليون الأسر الفلسطينية التي كانت تقطف ثمار الزيتون، وأطلقوا النار وألقوا الحجارة على المركبات الفلسطينية وأعطبوا أربع مركبات. وفي قرية قصرة (نابلس)، اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على ثلاثة مزارعين وأتلفوا 50 شجرة زيتون، حسبما أفادت التقارير.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 308 هجمات شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (33 حدثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (233 حدثًا) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (41 حدثًا). وقد وصل المتوسط الأسبوعي لهذه الحوادث خلال هذه الفترة إلى 39 حادثًا، بالمقارنة مع 21 حادثًا شهدته الفترة الممتدة بين يومي 1 كانون الثاني/يناير و6 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع ذلك، شهد عدد الأحداث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر تراجعًا تدريجيًا من 80 حدثًا في الأسبوع الأول (7-14 تشرين الأول/أكتوبر) إلى 18 حدثًا في الأسبوع الأخير (27 تشرين الثاني/نوفمبر-3 كانون الأول/ديسمبر). وانطوى ثلث هذه الأحداث على التهديد بالأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار. وفي نصف الحوادث تقريبًا، رافقت القوات الإسرائيلية أو أمّنت الدعم الفعلي للمستوطنين الإسرائيليين وهم يشنّون هجماتهم.
التهجير (الضفة الغربية)
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، هُجّر ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1,014 فردًا، من بينهم 388 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا.
وفضلًا عن هؤلاء، هُجّر 235 فلسطينيًا، من بينهم 125 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم التي طالت منازلهم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في المنطقة (ج) والقدس الشرقية بحجة افتقارها إلى الرخص. كما هُجّر 63 فلسطينيًا آخرين، من بينهم 31 طفلًا، في أعقاب عمليات الهدم العقابي.
التمويل
حتى يوم 3 كانون الأول/ديسمبر، صرفت الدول الأعضاء 352.6 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويُشكّل هذا المبلغ نحو 29 في المائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار. وتجمع التبرعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني.