• الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الثلاثاء 21/11/2023 العدد 862
    2023-11-23

      الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

    افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

     

     

    هآرتس 21/11/2023

     

    رؤيا بايدن لرفع مستوى السلطة لا تكفي لأجل مستقبل غزة

    بقلم: تسفي برئيل

    يوجد للرئيس الامريكي، جو بايدن في كل مرة تجديدات لتغييرات يصعب فهم القصد منها. بعد فترة قصيرة من تتويجه كرئيس اعلن "لقد قلنا ذلك من البداية. نحن ذاهبون لاعادة معايرة العلاقات مع السعودية. نفس "اعادة المعايرة" حصلت على اكوام من التفسيرات التي ملخصها كان أن بايدن ينوي التنصل من سياسات سلفه دونالد ترامب وأن يبرد بشكل كبير العلاقات مع الرياض. علاقاته مع المملكة ادارها مع الملك سلمان نفسه وليس مع ولي العهد محمد بن سلمان. هذا نجح لمدة سنة ونصف تقريبا الى أن دفعته الحرب في اوكرانيا وأزمة الطاقة الى أن يطير الى القصر السعودي وطلب الصفح. هناك طلب بایدن من ولي العهد المنبوذ استخراج المزيد من النفط، ولكنه عاد بخفي حنين الى بلاده.

    الآن بايدن يعرض مفهوما جديدا آخر - "سلطة فلسطينية مجددة"، التي من شأنها أن تحظى باصبع ثلاثية، هذه المرة من قبل اسرائيل. مرة اخرى القاموس السياسي يحتاج كي يقطب جبينه بحثا عن الترجمة السياسية الدقيقة لنوايا الرئيس. هذا المفهوم ظهر في المقال الذي نشره بايدن أول أمس في "واشنطن بوست"، الذي عرض فيه رؤيته للحل الاسرائيلي - الفلسطيني. "نحن نطمح الى السلام . غزة والضفة الغربية يجب أن تكون موحدة تحت بنية سلطوية واحدة، وفي نهاية المطاف تحت سلطة فلسطينية مجددة"، كتب واضاف "ايضا نحن جميعا سنعمل على حل الدولتين". لا يمكن أن يكون هناك تعبير اكثر صوابا من اجل التعبير عن الفجوة العميقة بين موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يرفض بشكل مطلق امكانية أن تحكم السلطة في غزة، سواء مجددة أم لا، وبين موقف الادارة الامريكية. ولكن في هذه الاثناء لا يوجد لهذه الفجوة أي معنى عملي طالما أن الرئيس الامريكي يكتفي فقط بصياغته.

    في عهد ما قبل التاريخ عندما تمت مناقشة امكانية اقامة علاقات دبلوماسية بین اسرائيل والسعودية فان موقف ولي العهد السعودي بالذات كان أقرب من موقف نتنياهو منه من رؤية بایدن "نحن نريد ضمان حياة افضل للفلسطينيين"، قال في حينه ابن سلمان ليس دولة فلسطينية مستقلة أو سيطرة على قسمي فلسطين، غزة والضفة الغربية. وهو حتى لم يطالب بتطبيق المبادرة العربية التي احدثت الثورة السياسية النظرية في 2002 في نظرة الدول العربية لاسرائيل. في الاتصالات بايدن لم يصمم على تعديل صياغات ابن سلمان هو لم يصمم على أن التطبيع بين اسرائيل والسعودية سيؤسس فقط على قاعدة حل الدولتين أو أن تمر السلطة الفلسطينية بتجديدات واصلاحات داخلية، أو عندما ستكف حماس عن الحكم في غزة.

    بايدن لا يعتبر مساهما كبيرا في تعزيز السلطة الفلسطينية أو من يترأسها، محمود عباس. في بداية طريقه هو في الواقع ارسل 15 مليون دولار للمساعدة في مكافحة وباء الكورونا، وارسل 75 مليون دولار لتطوير البنى التحتية و40 مليون دولار لتعزيز قوات الامن الفلسطينية. وبذلك اظهر تصميمه على قلب سياسة المساعدات لترامب رأسا على عقب.

    حسب ملخص نشرته وزارة الخارجية الامريكية في شهر آذار 2022 قبل اللقاء بين وزير الخارجية انطوني بلينكن مع محمود عباس، حولت الادارة الامريكية للفلسطينيين من نيسان 2021 وحتى ذلك الحين حوالي نصف مليار دولار. ولكن نصيب الاسد من هذا المبلغ، 417 مليون دولار، تم تحويله لوكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين "الاونروا". في الشهر الماضي بعد أن بدأت الحرب في غزة فان الادارة الامريكية اعلنت عن نيتها تحويل 100 مليون دولار كمساعدات انسانية بالاساس لسكان القطاع.

     

    المساعدات ليست استراتيجية

     

    ما زال من غير الواضح كيف ومتى وبالاساس لمن، سيتم تحويل هذه المساعدات. ولكن تغيير سياسة المساعدات لا يمكن أن يكون بديلا لخطوات استراتيجية أو سياسية. وهو ايضا لن يكون بديلا عن الخطوات التي استهدفت الدفع قدما بقدرة السلطة الفلسطينية على تمويل نفقاتها، وتعزيز خزينتها الفارغة دائما، ودفع الرواتب وتطوير بنية تحتية اقتصادية. إن ربط السيطرة الفلسطينية في القطاع بأن تقوم "سلطة مجددة" لا يوضح لماذا السلطة الحالية لا تناسب اليوم التالى - رغم أنها تحظى بالمساعدة من قبل الولايات المتحدة ولها علاقات سياسية مع الادارة الامريكية وتحظى بدعم دول عربية وهي شريكة في افکار مستقبلية ويطلب منها التجند للمساعدة في حل قضية غزة. في الواقع ليس فقط بايدن هو الذي يسعى الى سلطة جديدة تمر باصلاحات هيكلية. ايضا زعماء في حركة فتح وجهات رفيعة في رام الله يعتقدون أنه "فقط سلطة مختلفة" يمكن أن تلعب هذا الدور.

    لكن عندما هؤلاء الزعماء الفلسطينيين يصفون خطة السلطة الجديدة فهم يرون امام انظارهم جسما تمثيليا يشارك في عضويته الى جانب فتح ايضا ممثلون عن كل الحركات والتيارات الفلسطينيين، من بينها حماس والجهاد الاسلامي. هناك شك كبير اذا كان هذا ما قصده بایدن ب- "سلطة مجددة". اقامة سلطة تمثيلية كهذه، تحظى بالشرعية الجماهيرية حتى لو كانت حماس غير مشاركة فيها، ستقتضي اجراء الانتخابات أو على الاقل حوار وطني فلسطيني، الذي على اساسه سيتم تشكيل مجلس تأسيسي جديد، مجلس سيمهد لاحقا للانتخابات التي ستؤدي الى اقامة قيادة فلسطينية جديدة.

    قبل الحرب استثمرت مصر سنوات في الدفع قدما بجهود عظيمة، التي فشلت من اجل التوصل الى مصالحة بين فتح وحماس والتنظيمات الفلسطينية الاخرى. المصالحة استهدفت التمكين من اقامة حكومة موحدة يمكنها السيطرة على قسمي فلسطين اسرائيل اعتبرت الجهود المصرية تهديدا على استراتيجيتها، التي تقول بأن الفصل بين القطاع والضفة الغربية هو أمر حيوي، ليس لاسباب أمنية، بل من اجل منع وضع يكون فيه هناك جسم فلسطيني موحد يمكنه الادعاء بأنه ممثل كل الشعب الفلسطيني. وهذا أمر كان سيحطم رؤيا اسرائيل التي تقول بأنه طالما أن محمود عباس لا يمكنه التحدث باسم جميع الفلسطينيين فانه لا يعتبر شخصا ذا صلة بالمفاوضات. الحقيقة هي أن اسرائيل لم تكن بحاجة أبدا الى "خدمات" حماس من اجل ذلك. الاختلافات في الرأي بين هذه المنظمة وحركة فتح والسلطة بشكل عام، كانت وما زالت عميقة جدا، الى درجة أنه كان من المشكوك فيه أن تتحقق المصالحة. هذه لم تكن فقط اختلافات ايديولوجية أو سياسية في العام 2008 نشر تقرير لجنة التحقيق للسلطة الفلسطينية عن سيطرة حماس على قطاع غزة قبل سنة من ذلك.

    من التقرير تبين أن الافق السياسي للاتصالات مع اسرائيل أو غيابه، وايضا موقف اسرائيل من رام الله، كان هناك تأثير ضئيل على سلوك حماس وعلى مكانة السلطة نفسها ورئيسها على حماس. الخلافات الداخلية وصراعات القوى على المناصب والاموال وضعف السيطرة المركزية وتآمر قادة ضد القيادة وصراعات بين الاجيال وولاءات عائلية كل ذلك أثر على قدرة أي مبادرة سياسية على تحويل عباس الى زعيم يضع سياسة ويستطيع تطبيقها. ما كان صحيح في 2007 هو صحيح ايضا الآن، وربما حتى أكثر صحة. قبل 16 سنة كانت ما تزال لمحمود عباس شرعية الزعيم المنتخب، لكن منذ ذلك الحين هو يشغل المنصب منذ 12 سنة بدون قاعدة جماهيرية رسمية.

    لكن غزة لا يمكنها انتظار اقامة "سلطة مجددة". السلطة الفلسطينية القائمة، مع كل عيوبها، هي الجسم الاكثر تجربة من اجل ادارة منظومة الحياة المدنية. هي بحاجة الى اطار ميزانيات ثابت وكبير، اطار يمكن أن يساعدها في المرحلة الاولى على ادارة حياة مئات آلاف المهجرين وتشغيل البنى التحتية الحيوية المياه الصالحة للشرب، الكهرباء والعلاج المستعجل- وتولي السيطرة والادارة على المعابر الحدودية في رفح في الطرف الفلسطيني، وبعد ذلك اعادة بعض الخدمات المدنية مثل المدارس وجمع القمامة ومنع تفشي الامراض. هذه ايضا هي الطريقة لتحويل السلطة القائمة الى "سلطة مجددة"، بحيث تستطيع ايضا الادعاء بالشرعية التمثيلية إذا قرر بايدن الانتقال الى المرحلة التطبيقية لرؤيته السياسية.

    ---------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

    إسرائيل اليوم 21/11/2023

     

     

    لننقل الكرة إلى الطرف الآخر ب- «نعم، لكن»

     

     

    بقلم: إيتان غلبوع

     

    بروفيسور خبير في العلاقات الدولية في جامعة بار ايلان وباحث كبير في معهد القدس للاستراتيجية والامن

    تتصدى إسرائيل بشكل مختلف لثلاث مسائل تجوب في فضاء الحرب في غزة: "المخطوفون"، "وقف النار" و "اليوم التالي".

    في موضوع تحرير المخطوفين، تقول إسرائيل "نعم" للمفاوضات؛ بالنسبة لوقف النار، تقول "لا"؛ وبالنسبة لليوم التالي، "ليس الآن، بعد القتال". بالنسبة للمخطوفين – الموقف صحيح ومحق. السياسة حول المسألتين الأخريين يجب تغييرها، استراتيجيا وإعلامياً.

    وقف النار في حرب متواصلة هو وضع مرغوب فيه، وهو يعد خطوة إيجابية نحو "الهدنة"، وبعدها اتفاقات سلام. أمام الدمار والخسائر في غزة توجد نداءات متزايدة لوقف النار، ولا سيما في أميركا الشمالية وفي أوروبا الغربية. الجواب الإسرائيلي على النداءات سلبي، بادعاء صحيح بان وقف النار سيكون جائزة لحماس وللجهاد الإجراميين وسيسمح لهما بإعادة تنظيم قواتهما، البقاء والعودة لتكرار أفعالهما الإرهابية الفظيعة، مثلما يعد الناطقون بلسانهما.

    الرئيس الأميركي جو بايدن يطالب ب- "توقفات إنسانية" لاجل إدخال الغداء، المياه والأدوية لجنوب غزة والسماح بتحرير المخطوفين. لكن استطلاعا للرأي العام أجرته في الولايات المتحدة وكالة "رويترز" كشف عن أن 68 في المئة من المستطلعين يؤيدون وقف النار. معقول الافتراض بانه يوجد في الجمهور الأميركي تشويش بين "وقف النار" و "توقف نار انساني"، ومعدل كبير منهم لا يفهم بان وقف النار سيوقف الجيش الإسرائيلي ومن شأنه ان يبقي حماس في الحكم. لكن ما يقرر هو ما يفكرونه وليس ما يفهمونه.

    الموقف الإسرائيلي السلبي يجب تغييره واستبداله بتعابير إيجابية – "نعم، لكن".

    على إسرائيل أن تقول انها ستوافق على وقف نار اذا استسلمت حماس بلا شروط، سلمت الوسائل القتالية التي تحت تصرفها، وغادر زعماؤها وأعيد كل مخطوفيها. معقول ان ترفض حماس هذه الشروط، لكن إسرائيل بهذه الحالة ستنقل اليها الكرة وتثبت بانها هي المتسببة باستمرار الحرب، الخسائر والدمار.

    نهج مشابه يجب تبنيه بالنسبة ل- "اليوم التالي". تتفق الولايات المتحدة وإسرائيل على الا تحكم حماس في غزة. منذ بداية الحرب وبايدن ورجاله يطالبون بمعرفة كيف ترى إسرائيل الجهة التي ستحل محلها بعد ان تنتهي الحرب. اما إسرائيل فتجيب بان هذا ليس الوقت المناسب إذ لا يزال يتوجب إيقاع الهزيمة بحماس. بايدن يؤيد إعادة السلطة الفلسطينية الى السيطرة في غزة وحل "دولتين للشعبين". هو يريد لإسرائيل بالفعل أن تهزم حماس والجهاد، لكنه يرى أيضا فرصة لتحقيق الرؤيا الأميركية بعيدة السنين للحل الدائم. أما نتنياهو فيرفض إعادة السلطة.

    على إسرائيل أن تعرض مخططا خاصا بها يتوافق مع الموقف الأميركي، لأنها اذا ما واظبت على جواب سلبي، او على "ليس الآن"، فسيحاول الآخرون ان يملوا عليها رؤياهم. من كل البدائل التي عرضت لغزة لليوم التالي فان إعادة السلطة الفلسطينية تبدو أهون الشرور.

    على إسرائيل ان تتعاون مع الولايات المتحدة وان تصيغ جوابا بتعابير إيجابية: نعم لإعادة السلطة، لكن بشرط ان تتغير وان تفي بشروط معينة مثل حق وصول امني لإسرائيل في كل زمان ولكل مكان في القطاع، إقامة حزام أمني بين غزة وإسرائيل، حظر نشاط حماس والجهاد، حل وكالة الغوث، تغييرات في مناهج التعليم في المدارس وفي وسائل الإعلام، وقف دفع الرواتب لعائلات المخربين، الرقابة على حركات الأموال وما شابه. معقول الافتراض بان تتبنى الولايات المتحدة بعض هذه الشروط. فقد قال بايدن إن على السلطة ان تتغير. معقول للسلطة أن ترفض هذه الشروط، لكن عندها هذه ستكون مشكلة بايدن ما الذي سيفعله في مثل هذه الحالة.

    بمناهج إيجابية تتمثل ب- "نعم، لكن" لمسألتي "وقف النار" و "اليوم التالي" فان إسرائيل كفيلة بان تقلص النقد عليها، تبطئ دق الساعة السياسية، توقف التآكل في الشرعية الدولية للحرب وبدلاً من المواجهة مع الولايات المتحدة – تنسيق المواقف معها.

    --------------------------------------------

    معاريف 21/11/2023

     

    ما بعد حماس.. إسرائيل: يجب تشكيل “لجنة دولية” عاجلة لتغيير وجه القطاع

     

     

    بقلم: أفرايم غانور

     

    لا مكان لأكثر من مليون غزي يعودون إليه في نهاية الحرب، خصوصاً في شمال القطاع ووسطه. فقد حولت الحرب قسماً كبيراً من أراضي القطاع إلى جزر خرائب تحتاج إلى ترميم عظيم ينطوي على مليارات الدولارات، عمل يفترض الآن إعطاء الرأي فيه لتجند دول عظمى مهمة يفترض بها أن تغير وجه قطاع غزة من أقصاه إلى أقصاه.

    إلى جانب الترميم، ستعمل إسرائيل وستتطلع قبل أي شيء للإشراف ولتقرير ترتيبات الأمن في القطاع كي تمنع عودة حماس والإرهاب. نسمع من واشنطن طلباً واضحاً لنقل السيطرة على قطاع غزة في نهاية الحرب إلى أيدي السلطة الفلسطينية، ذات الأداء العليل، الفاشل والخطير الذي نراه هنا يومياً طوال السنوات الأخيرة. سمعنا أيضاً اعتراض رئيس الوزراء نتنياهو على الخطوة، ولا شك أنه موضوع قد يثير جدلاً غير بسيط في نهاية هذه الحرب.

    على إسرائيل أن تعمل الآن على عرض جدول أعمالها بعد الحرب في كل ما يتعلق بقطاع غزة والمليونين من سكانها، الذين باتت مشكلتهم، شئنا أم أبينا، هي مشكلتنا أيضاً. وإلى جانب شدة الحاجة للتركيز على ترتيبات الأمن في غزة، فعلى إسرائيل أن تبادر الآن من خلال الولايات المتحدة إلى مؤتمر دولي بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية ومصر ودول الخليج والاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، يتقرر فيه إقامة مجلس – لجنة دولية عاجلة لترميم قطاع غزة.

    ستكون مهمة اللجنة تحديد المبلغ اللازمة لترميم القطاع؛ ونصيب كل دولة في عبء الترميم؛ وموعد الترميم بما في ذلك الجدول الزمني؛ وتشكيلة الإدارة المدنية التي ستدير الحياة اليومية في القطاع، والإشراف على تنفيذ الترميم، وكذا تحديد موعد للانتخابات في القطاع كي ينتخب سكانه مرشحيهم لإدارة مدنية – إدارية في غزة.

    سيكون لإسرائيل مكانة خاصة في إطار هذا المؤتمر، تتيح لها أن تقرر أنظمة وترتيبات الأمن في القطاع. على مدى الأشهر الستة الأولى من إقامة اللجنة، تبقى قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع وتعنى بالأمن الجاري. مع نهاية الأشهر الستة، ينعقد المجلس لاتخاذ القرار والميزانية المدنية لسكان غزة. لهذا الهدف، تجند قوة حفظ نظام دولية تتشكل من قوات من كل العالم لتنفيذ أعمال فرض النظام والرقابة.

    قوة حفظ النظام تجتاز تدريبات في إسرائيل، تسلحها شرطة إسرائيل وحرس الحدود، وتكون تحت إرشاد وإشراف تام من الجيش الإسرائيلي والشرطة. تواصل إسرائيل حراسة معابر الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل ومصر، وتكون للجيش الإسرائيلي إمكانية الدخول إلى قطاع غزة كلما تطلب ذلك. وستكون لإسرائيل سيطرة أمنية كاملة.

    عند الحديث عن يوم التالي في غزة، من المهم التطرق لموضوع أمني حساس لم ينل اهتماماً كافياً: معبر رفح ومحور فيلادلفيا، في القاطع الفاصل الذي بين قطاع غزة ومصر، والذي أقيم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من سيناء. في أثناء فك الارتباط، نقلت إسرائيل القاطع إلى سيطرة مصرية، رغم معارضة محافل الأمن. بعد مذبحة 7 أكتوبر، وحين نرى كميات السلاح ونوعيته وأصوله، يتعزز رأي بأن معبر رفح كان بوابة دخول مر معظم السلاح عبرها، وخرج عبرها، وعاد منها رجال حماس الذين تدربوا في لبنان، وتطورت حماس وأصبحت جيشاً من خلالها. في هذه الساعات، حين يكون الجيش الإسرائيلي في القطاع، فالواجب الأولي هو السيطرة على هذا المحور لمنع هروب رؤساء حماس وحتى تهريب مخطوفينا.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

    معاريف 21/11/2023

     

     

    إسرائيل وهي تبحث عن “سلطة فلسطينية جديدة”: على رئيسها أن يشجب أحداث 7 أكتوبر

     

     

    بقلم: د. ميخائيل ميلشتاين

     

    منذ 7 أكتوبر كان يفترض بالسلطة الفلسطينية أن تعمل وتتحدث بطريقة تجسد لإسرائيل وللأسرة الدولية بأنها الجهة المناسبة والمرغوب فيها لتكون عنواناً سلطوياً في غزة في اليوم التالي لإسقاط حكم حماس، لكن سلوكها عملياً يعمق اليأس والشكك تجاهها وبخاصة من جانب إسرائيل.

    فضلاً عن غياب شجب مذبحة 7 أكتوبر، برز في الأيام الأخيرة بيان من السلطة يستند إلى قصاصات معلومات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتقرر فيه ك- “حقيقة” أن معظم قتلى حفلة المذبحة في “رعيم” [مستوطنة] لاقوا حتفهم من جراء نار أطلقها الجيش الإسرائيلي. وكان البيان قد شطب بعد نحو يوم عقب غضب أمريكي حاد تجاه رام الله، لكنه أكد علامة استفهام على طبيعة السلطة وإمكانية أن تتبوأ دوراً حيوياً وإيجابياً لإعادة تصميم الواقع الإسرائيلي – الفلسطيني.

     كانت هذه هي خلفية إعلان رئيس الوزراء نتنياهو، إذا لا يحتمل أن تحكم غزة ما بعد حماس سلطة تدعم عائلات المخربين وتربي فتيانها على كراهية إسرائيل. وعلى قول بايدن في صياغة أرق، أنه يجب أن تحكم “غزة المستقبلية” سلطة فلسطينية متجددة.

    السلطة ليست عدواً مريراً مثل حماس، وأبو مازن يمتنع عن أعمال العنف ضد إسرائيل على نحو ثابت، لكنها [السلطة الفلسطينية] من جهة أخرى، لا تتصرف كشريك ذي قدرة أو رغبة في إحداث تغيير عميق في الساحة الفلسطينية. إسرائيل بالطبع ليست بريئة من “المساهمة” في أزمة طويلة السنين بين الطرفين، وهي مطالبة بتغيير الاستراتيجية إزاء الموضوع الفلسطيني، لكن الواضح أن السلطة في صورتها الحالية ليست الجهة التي يمكن معها إصلاح أخطاء الماضي.

     إن “التجدد” موضع الحديث يجب أن يقوم على ثلاثة تغييرات: إنعاش القيادة السياسية المتعفنة والمغتربة، فيما ليس واضحاً في الخلفية إذا كان بوسع أبو مازن، ابن جيل النكبة، السير بالساحة الفلسطينية إلى الشفاء وإلى قرارات تاريخية؛ من حيث تطهير شامل من الفساد المستشري في صفوفها؛ والأهم والأصعب من أي شيء آخر معالجة مضامين التعليم المناهض لإسرائيل والتحريض السائد في السلطة، وهي خطوة غايتها تغيير طويل المدى في الوعي الجماعي الفلسطيني.

    في كل من العناصر المذكورة آنفاً، من الضروري ممارسة ضغط دولي على السلطة، وبخاصة من جانب الجهات التي تقدم بها المساعدة الاقتصادية. ربما يواجه هذا الضغط مقاومة من جانب الفلسطينيين، وليس واضحاً مدى وفرة البدائل السياسية والجماهيرية التي ستكون بدلاً عن النظام الحالي، لكنه في الوقت الحالي فرصة تاريخية لإعادة تصميم الواقع الذي يجب أخذ مخاطر محسوبة، بما في ذلك ضغط غير مسبوق على السلطة.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 21/11/2023

     

     

    مع حديث عن قرب التوصل إلى “صفقة”.. إسرائيل: السنوار شخص غير متوقع

     

     

    بقلم: عاموس هرئيل

     

    بعد أسبوع من التأخير والتعرجات، يبدو أن هناك تقدماً كبيراً في الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة أولية لإطلاق سراح مخطوفين في غزة. رئيس الحكومة، نتنياهو، التقى أمس للمرة الأولى بعد بضعة أسابيع مع عدد كبير من عائلات المخطوفين، وهي خطوة قد تشير إلى بداية تغيير في المأساة المتواصلة. في الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي إنه يأمل في أن يتمكن الطرفان من استكمال الصفقة قريباً.

    وعقد مجلس الحرب قبل يومين جلسة أخرى لمناقشة الاقتراح الأخير للصفقة الذي تم نقله عبر قطر. يمكن معرفة شيء ما من الصورة التي نشرها مكتب وزير الدفاع، يوآف غالانت، ومن المشاورات السابقة في هذا الشأن. يظهر فيها غالانت إلى جانب ضباط كبار في الجيش، لكن يجلس بجانبه المسؤولان عن إدارة المفاوضات عن الطرف الإسرائيلي: رئيس مركز الأسرى والمفقودين الجنرال احتياط نيتسان ألون، ورئيس الموساد دافيد برنياع.

    خلال الأسبوع الماضي، عقدت في المستويين الأمني والسياسي عدة مشاورات حول الصفقة. تسربت الاختلافات العاصفة إلى الخارج. يبدو الآن وجود تغيير يرتبط باستعداد جليّ لرئيس حماس يحيى السنوار، للتقدم نحو الصفقة. ولكن في الوقت نفسه، حدث تغير في الطرف الإسرائيلي، ويبدو أنه يكمن في إدراك غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي بأنه لا يمكن لإسرائيل التركيز فقط على العملية العسكرية الهجومية في شمال القطاع. يجب على جهاز الأمن، الذي فشل فشلاً ذريعاً، ومكن من حدوث المذبحة في 7 تشرين الأول، أن يبدأ في التصحيح. والتصحيح لا يقتصر على احتلال منطقة وقتل المخربين فحسب، بل يرتبط أولاً وقبل كل شيء بمحاولة إعادة الأمهات والأطفال المخطوفين في المرحلة الأولى على الأقل.

    خلال أيام بث كبار الضباط في جهاز الأمن خطاً بأن العملية البرية هي التي ستؤدي إلى الضغط على حماس، وستؤدي بشكل غير مباشر إلى تقديم تنازلات في المفاوضات من قبل السنوار. كان هذا يختلف عن الخط الذي عبر عنه بني غانتس وغادي آيزنكوت، وزراء المعسكر الرسمي، في لقائهم مع عائلات المخطوفين الذي تم بث تسجيلات منه في “أخبار 12”. غانتس وآيزنكوت تحملا مسؤولية الفشل، لكنهما كانا في 7 تشرين الأول في المعارضة ولم يكونا يشغلان أي منصب عسكري أو سياسي.

    لكن موضوع الصفقة لم يُغلق بعد؛ فالأمر يتعلق كما يبدو بنقاط خلاف بين الطرفين، وبشخصية السنوار. منذ بداية الحرب، هناك صعوبة متزايدة أمام إسرائيل في قراءة خطواته، وأبرز مثال على ذلك تعامله مع المخطوفات اللواتي لديهن الجنسية الروسية. الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبشكل غير مباشر يؤيد حماس التي تحارب إسرائيل. وحماس معنية بالحصول على تعاطف موسكو معهم. رغم ذلك، هذه قضية لم تُحلّ بعد. إسرائيل تعتبر السنوار شخصاً غير متوقع ويمكنه التشويش على الصفقة.

    حسب الصفقة التي تلوح في الأفق، فالنية هي أن تعيد حماس 50 امرأة وطفلاً في المرحلة الأولى. وهناك نقاش أيضاً حول عشرات المخطوفين الذين هم -وفق أقوال حماس- محتجزون لدى فصائل فلسطينية أخرى وعائلات في غزة. في المقابل، ستتسلم حماس حوالي 150 سجيناً فلسطينياً، نساء وقاصرين، إلى جانب الأمر الأهم كما تراه: خمسة أيام من وقف إطلاق النار. وتطالب حماس أيضاً بأن توقف إسرائيل الطيران في سماء القطاع أثناء وقف إطلاق النار.

    في هذه الأثناء، حدث أمس أمر مهين في الكنيست. “قوة يهودية”، قائمة اليمين المتطرف برئاسة بن غفير، طرحت مشروع قانون لفرض عقوبة الإعدام على المخربين. هذه الهستيريا الزائدة جاءت في توقيت فظيع ومخيف، حيث عائلات المخطوفين تناضل من أجل إطلاق سراح أعزائها وتخشى من خطوات حماس، التي أعلنت في هذا الأسبوع عن مقتل جندية في الأسر. وهذا لم يزعج أعضاء الكنيست من قائمة بن غفير للتطاول على أبناء العائلات، في الوقت الذي كانت تتوسل إليهم من أجل شطب مشروع القانون من جدول الأعمال.

    هذا القانون لن يمر الآن، لكن هذا السيرك القبيح في الكنيست عكس نقاط حضيض أخرى في ولاية الحكومة الأكثر فظاعة في تاريخ إسرائيل. وهو أمر لا يهم بن غفير بالطبع؛ فهو في حملة، فلماذا يعنيه المخطوفون الذين في معظمهم لم يصوتوا له أصلاً؟ قرار نتنياهو عدم التدخل في هذه الأمور أثبت مدى خضوع رئيس الحكومة لابتزاز شركائه في الائتلاف.

     

    الجيش الإسرائيلي يواصل تقدمه

     

    يستمر التقدم ببطء لفرقتين إسرائيليتين مدرعتين، هما 162 و36 إلى مخيم جباليا للاجئين وحي الزيتون وأحياء أخرى في شمال مدينة غزة وشرقها. حتى الآن، تضررت كتائب حماس في هذه المناطق بشكل قليل أثناء القتال. لذلك، تبدو المقاومة هناك صعبة جداً على الأغلب. في الوقت نفسه، تستمر حماس في محاولة قضم ذيل الجيش الإسرائيلي، بإطلاق نار القناصة وإطلاق صواريخ ال- “آر.بي.جي”، حتى في المناطق التي سيطر عليها الجيش في غرب المدينة وجنوبها. أمس، نشر عن مقتل ثلاثة جنود في معارك أول أمس. المشكلة التي تقلق القادة تتعلق بإطلاق النار المتبادل، عندما تشخص قوات قريبة بعضها بالخطأ كقوة معادية؛ وهذه مشكلة تتكرر في الحروب وفي العمليات داخل غزة، وهي تنبع من الاكتظاظ في المناطق المأهولة ومن كثرة القوات العاملة فيها. أمس، رفض الجيش الإسرائيلي بشدة الادعاء الذي نشرته وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، وكأن تعليمات أعطيت في هذه المرحلة من العملية من أجل تقليص إطلاق قذائف المدفعية والقصف الجوي التي ترافق القوات.

    أول أمس، نشر المتحدث بلسان الجيش صورة لرئيس الأركان هرتسي هليفي وهو يصادق على خطة عملياتية في قيادة المنطقة الجنوبية لمواصلة العملية العسكرية، وظهر بجانبه قائد المنطقة الجنوبية يارون فنكلمان، وقائد الفرقة 98 العميد دان غولدبوس. تبدو الإشارة واضحة لحماس: الجيش الإسرائيلي يخطط للعمل في ساحة أخرى؛ أي في المنطقة الواقعة جنوباً التي تنتهي في وادي غزة. وهذا يستهدف إعطاء إشارة بأن إسرائيل تستطيع وهي تنوي زيادة الضغط على الجنوب، الذي تختبئ فيه قيادة حماس تحت الأرض. من المرجح أن الجيش الإسرائيلي سيحاول في وقت عملية كهذه تقليص جزء على الأقل من قوات الاحتياط المنتشرة شمالي القطاع. عدد جنود الاحتياط الاجمالي الذي يستخدمه الجيش قليل الآن، وقد انخفض بآلاف الجنود.

    ليس للجيش مصلحة في وجود دائم في القطاع بصيغة احتلال. النية الأساسية هي نقل تركيز الهجوم على مناطق أخرى والحفاظ على وجود مقلص في المناطق التي فيها حاجة من أجل الدفاع عن الحدود من داخل المنطقة، هذا إلى جانب اقتحامات مركزة وقت الحاجة. أول أمس، أوضحت الإدارة الأمريكية بأنها تتحفظ من عملية إسرائيلية في جنوب القطاع إذا لم تأخذ إسرائيل في الحسبان حقيقة وجود حوالي 2 مليون مواطن في هذه المنطقة، هرب نصفهم من شمال القطاع بتعليمات من الجيش الإسرائيلي.

    --------------------------------------------

    يديعوت أحرونوت 21/11/2023

     

    بن غفير يقدم للكنيست “قانون إعدام الفلسطينيين”.. ونتنياهو لأهالي “المخطوفين”: ائتلافي أولاً

     

     

    بقلم: سيما كدمون

     

    خط واحد يربط بين الحدث المعيب والمنفر الذي وقع في لجنة الأمن القومي وبين ذاك الذي وقع حين لم يسمح لبعض من عائلات المخطوفين الذين تلقوا الدعوة للقاء “كابينت الحرب” بالدخول لاعتبارات سخيفة تتعلق بالمكان. هذا الخط هو شخص يستمر بمفاجأتنا بانعدام أهليته لإدارة أي شيء؛ من بحث ينبغي إلغاؤه وحتى لقاء مفعم بالمشاعر مع الناس الأهم بالدولة الآن – عائلات المخطوفين، فإن نتنياهو يتلقى علامة صفر في الحالتين. عندما يخيل أن مستوى القرف امتلأ وليست سوى قطرة حتى يفيض كل شيء، يمكن الاعتماد على أعضاء الائتلاف ليذكرونا بإمكانية دس المزيد، وثمة من سيفعل هذا دوماً. بحثت عن كلمات مرادفة للقرف ووجدت بعضاً منها يصف مشاعري بدقة حين اطلعت على المداولات التي جرت في لجنة الأمن القومي، التي دفعت قدماً بمشروع قانون لفرض عقوبة الإعدام على المخربين.

    تقزز، مقت، نفور… كل طيف المشاعر هذه شهدتها حين وصلت ذروتها، وكانت كل أنواع الذرى في العناق الذي أعطاه (عفواً، فرضه) إيتمار بن غفير على جيل ديكمان الذي اختطفت ابنة عمته كرميل جات إلى غزة في سبت 7 أكتوبر. كان هذا بعد أن توجه ديكمان في بداية المداولات بالدموع إلى أعضاء اللجنة، وروى عن استجداءاته لوزير الأمن الداخلي بألا يجني ربحاً على معاناة عائلات المخطوفين، وأن محادثات عقوبة الإعدام هذه يمكن إجراؤها في اليوم التالي.

     بعد المداولات، نشر بن غفير صورته وهو يعانق ديكمان أو الأدق يشده إليه في حركة لا تدع مجالاً للشك بأن العناق لم يستقبل بالترحيب. لكن ماذا يهم ما يشعر به ديكمان، وماذا يضير بن غفير النفور الذي شعر به ديكمان حين حاول رئيس الحزب معانقته، وهو الذي قدم قانوناً قد يعرض ابنة عائلته للخطر؟ المهم انه كان ممكناً نشر الصورة والكتابة أسفلها: “أحب وأعانق عائلات المخطوفين”.

    رأينا في الكنيست لحظات درك أسفل غير قليلة، بينها تلك التي لن تنسى. لكن يخيل أننا لم يسبق أن رأينا مثل هذا الدرك، مثل هذا البؤس، مثل هذه الشعبوية السافلة في الوقت الذي تكون فيه حاجة إلى تسامي الروح.

     أن ترى عائلات المخطوفين مضطرة لاستجداء اللجنة وتبكي أمام الكاميرات وكل ما تطلبه هو التريث بقانون قد يعرض أبناء عائلاتهم للخطر، فذلك أمر يكسر القلب.

    اعتراف: لا مشكلة عندي أن موتهم يقود لتعذيب أفراد حماس الذين دخلوا إلى كيبوتسات وبلدات الغلاف ونفذوا مذبحة، والقضاء عليهم جميعاً. لكن من عارض البحث لم يفعل هذا حرصاً على القتلة، بل حرصاً على من هم في أيديهم. ضمن أطراف أخرى، فإن هيئة الأمن القومي التي قضت بأن البحث يعرض العائلات للخطر، ومساعد المستشار القانوني سابقاً، راز نزري، الذي ادعى بأنه لا حاجة لتعديل القانون القائم؛ إذ يتضمن قانون العقوبات مادة تبحث في حالات خطيرة، مثل هجمة حماس.

    لقد كشف حزب “قوة يهودية” للجمهور الإسرائيلي عن هويته؛ فقد انكشف وجهه أمس بكل بشاعته. من رئيس الحزب الذي أصر على إجراء بحث إعداد القانون للقراءة الأولى، رئيس لجنة الأمن القومي، والنائب تسفيكا بوغل الذي طُلب منه إلغاء البحث في هذا التوقيت ورفض، ثم النائب ليمور سون هار ميلخ، التي يعد هذا المشروع هو الذي تقدمت به وأجيز بالقراءة التمهيدية قبل نحو نصف سنة، ثم النائب الموغ كوهن الذي ردا على اقوال حن افيغدوري الذي قال إنه يجب الحديث عن إنفاذ مخطوفين بدلاً من الحديث عن قتل مخربين وعن الموت…

    لكن دعكم من الموغ كوهن؛ فهو برغي صغير، بل دعكم من بن غفير أيضاً. غهناك مذنب واحد في هذه القصة التي جرت أمس في الكنيست، بحجة أن الحديث يدور عن شؤون حربية، وهذا الشخص هو رئيس الوزراء. ادعى بمسؤولية بأن كل رئيس وزراء – بيغن، شامير، شارون، باراك، أولمرت وبينيت – كان سيخرج عن طوره لإلغاء البحث الذي أجري في الكنيست. ما كان لأحد منهم ألا يفعل شيئاً بوسعه ويضع ثقل وزنه كله حتى لا يحدث ما قد يجلب مصيبة على ال- 236 مخطوفاً في غزة.

    إذن، هذا هو الجاهل، أو من لا يهمه، أو الضعيف أمام ائتلافه، أو من ليس له أدني اهتمام بإنهاء هذه الحرب – هو رئيس الوزراء. هذا الذي قبل يومين تهجم على الصحافيين الذين يهتمون بالاستطلاعات وبالسياسة الصغيرة في زمن الحرب. بأي احتقار وغضب تحدث إليهم؟ وهذا هو الرجل الذي لا يتنفس إذا لم يكن لديه استطلاع ما يمكنه أن يسير على خطه، الرجل الذي يعنى منذ اليوم الأول للحرب بالسياسة هو الذي يحرص على إعداد ملفات لقادة الجيش أو للتشهير بهم بآلة الكذب خاصته، فيما يقاتل الجنود في غزة.

     هذا الرجل لم يفعل شيئاً كي يلغي البحث أمس لسبب بسيط، هو أن بن غفير أهم بالنسبة له من جيل ديكمان، أو حن افيغدوري أو يردين غونيل. وإن أيدي 64 عضواً في ائتلافه أهم له من 236 مخطوفاً.

    --------------------------------------------

     

    هآرتس 21/11/2023

     

     

    النازحون يلفهم اليأس

     

     

    بقلم: هاجر شيزاف

     

    على شارع صلاح الدين الذي يوجد على مدخل مدينة غزة تجمع أمس مئات من اللاجئين الذين هربوا من شمال القطاع. الأجواء كانت كئيبة، رمال وغبار تتطاير في الهواء وغطت عيونهم، حيث وقفوا في طابور طويل من البشر بشكل خاص، وحملوا الرايات البيضاء وآخرون لوحوا ببطاقات الهوية الخضراء. "بسرعة، بسرعة، في طابور منظم"، انطلق فجأة صوت في مكبر الصوت باللغة العربية. "يجب على الجميع النظر نحو اليسار. أحضروا بطاقات الهوية واحدا تلو الآخر. تعال الى هنا. أقول لك تعال الى هنا!".

     قبل فترة قصيرة من ذلك بعضهم وقفوا في مجموعة مكتظة، على بعد بضعة مئات من الامتار شمال مدينة غزة. قربهم كانت تقف دبابة وكان فوقهم مبنى مثقب بسبب الرصاص بعد قصف جزء منه. في الطابق السفلي كان ما يزال يمكن رؤية نوافذ جميلة على شكل اقواس تؤكد على مشهد جهنم. بين حين وآخر سمع في الخلفية صوت اطلاق نار بسلاح خفيف، الذي شرح قائد اللواء لاحقا بأن هذا الرصاص هو للتخويف، يطلقه الجنود في الهواء عندما لا يتمثل السكان للتعليمات.

    الطريق التي ساروا فيها كانت قبل بضعة اسابيع الشارع الرئيسي في القطاع الى أن دمره الجيش الاسرائيلي اثناء البحث عن العبوات الناسفة. على بعد مسافة مائة متر من النازحين كانت توجد كومة من الرمال التي يبدو أن الجيش هو الذي اوجدها هناك. تحتها كان يوجد جنود يقومون بحماية المراسلين الذين قام الجيش باستدعائهم الى المكان قبل يوم. الكثير من الجنود استلقوا فوق كومة الرمال مع تصويب البنادق نحو الجمهور، من مسافة لا تمكن من رؤية وجوه العابرين بوضوح.

     المجموعة المحتشدة انتظمت في طابور عندما مرت في ما يشبه الحاوية التي يوجد حولها اسلاك شائكة. ما يحدث داخلها لا يمكن رؤيته من قبل المراسلين. من هذه الحاوية خرج رجال ونساء واطفال بعضهم يحملون الاكياس وبعضهم يحملون حقائب. على خلفية اللون الرمادي للحرب والدمار برزت بشكل خاص الحقائق باللون الوردي وطفلة صغيرة ترتدي ملابس باللون الوردي الفاتح من قمة الرأس وحتى أخمص القدم. الامطار بدأت تغرق الجميع، الجنود والنازحون على حد سواء، وحولت الرمال الى وحل. من هناك تقدم النازحون قليلا حيث تستمر في الخلفية الدعوات باللغة العربية من قبل الجنود أو من رجال الشاباك في مكبرات الصوت.

    "أنت، الذي تحمل الكيس الازرق، ضعه بجانب الحقائب وتعال الى عندي. الآخرون استمروا في السير"، دعا الصوت. ابناء عائلة هذا الشخص حصلوا على تعليمات بالتقدم وعدم انتظاره. الذين نادوا وكانوا يقفون في مكان مرتفع على بعد بضعة امتار عن النازحين، استمروا في استدعاء بين حين وآخر احد السكان كي يخرج من الطابور ويقترب منهم. "أنت، أيها العجوز، الذي معه اطفال. اترك اولادك وتعال"، هكذا نادى عليه. من تم استدعاؤهم من الطابور من اجل التحقيق معهم طلب منهم ترك الحقائب والاكياس عند ما يشبه كومة على الوحل. بعد ذلك التقدم نحو المكان المرتفع.

     في كل لحظة كان هناك نحو عشرين شخصا من الذين يتم التحقيق معهم قرب هذا الموقع، وهم يجلسون. وبين حين وآخر كانت القوات تطلب من أحدهم الوقوف. كم من الوقت مكثوا أو سيمكثون هناك ومتى سيعودون الى الطابور الذي يتقدم نحو الجنوب؟ لا أحد يمكنه معرفة ذلك. احيانا كان هؤلاء من الشباب واحيانا من النساء أو الفتيان. ولكن يبدو أن هؤلاء كانوا بعد الفحص الاولي، لأنه تم استدعاؤهم من الطابور بعناية. يبدو أن الحاويات التي مروا فيها من قبل، هي التي وصفها مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "اوتشا" ب- "نقاط التفتيش غير المأهولة"، حيث قدروا بأنه تم تركيب نظام مراقبة من اجل التعرف على الوجوه.

    النازحون، حسب الامم المتحدة، شهدوا بأنهم تلقوا تعليمات لاظهار بطاقات الهوية وأن النظام قام بمسح الوجوه ضوئيا، وكان من الواضح أن المكان الذي طلب من المحقق معهم بالتقدم نحوه كان مزود بتكنولوجيا متقدمة مثل الكاميرات.

    --------------------------------------------

     

     

     

     

    يديعوت أحرونوت 21/11/2023

     

     

    عشرات الاشتباكات من قرب

     

     

    بقلم: يوسي يهوشع

     

    حرب غزة 2023 تتميز نسبيا بقدرة وصول عالية بما يكفي الى صور الحرب، سواء بفضل عمل الناطق العسكري، التغطية الإعلامية او التوثيق الذي يقوم به المقاتلون في الميدان. ومع ذلك يخيل أن الجمهور لا يفهم كم ارتفعت المعارك في الأيام الأخيرة درجة. ففي الاحياء الشرقية من القطاع مثلا تقاتل فرقة 36 بقيادة العميد ددو بار خليفة ببسالة استثنائية ضد مقاتلي حماس، أي أولئك منهم الذين قرروا الا ينسحبوا جنوبا وان يقاتلوا حتى النهاية من فوق الأرض ومن تحتها أيضا في ظل استخدام وحشي للسكان الذين تبقوا في المنطقة.

    في هذه الظروف ينبغي ان نرحب في أن الرجل الذي اؤتمن على القتال هو ضابط ذو مؤهلات قيادية وتجربة هائلة مثل بار خليفة: فخليط معرفته القريبة للوحل الغزي من عمليات سابقة الى جانب رباطة الجأش يساعده جدا على إدارة المعركة في ظروف معقدة. واضح من الشهادات في الميدان بانه يبث في المقاتلين الثقة في اللحظات القاسية - وثمة مثل هذه غير قليل. واذا لم يكن كل هذا بكاف فعليه أن يأخذ بالحسبان أيضا إمكانية ان تكون حماس ما تزال تحتجز مخطوفين إسرائيليين، لم ينقلوا جنوبا.

    بخلاف المراحل السابقة في القتال، يخوض القادة والمقاتلون في الفرقة عشرات الاشتباكات من مسافات قريبة. فالقشرة القاسية في كل حي هي الخط الأول لخلايا حماس. وبعد أن تصفى يكون تقدم اسرع حيال مقاتلين افراد باتوا يتركون سلاحهم وينتقلون الى الملابس المدنية في محاولة للهروب. القوات، ومنها لواء مدرعات 188 وقوات هندسة، وجدت في اليومين الأخيرين الاف الوسائل القتالية المختلفة والمتنوعة، بما في ذلك مسيرات ركبت بطريقة هندسية رجعية: بداية وجدوا هناك مسيرات عسكرية إسرائيلية سقطت خلف أراضي القطاع، درسوها وجعلوا منها مسيرات لهم. في هذه الاثناء عثرت الفرقة المتقدمة النظامية ودمرت مئات فوهات القتال والفوهات المرتبطة بالأنفاق. قتل مئات في هذه المعارك التي تتواصل منذ عدة ايام، بمساعدة سلاح الجو. لا تقل أهمية هي الخطوة البرية لفرقة 162 بقيادة العميد ايتسيك كوهن. هناك المهمة هي السيطرة على مخيم اللاجئين جباليا ومن المتوقع للمعارك ان تكون اكثر ضراوة مما في الزيتون.

    تعزز النجاحات والتحديات النهج الذي يقول انه لا يوجد أي سبب يدعو الى حث القوات. فهذه معارك خطيرة وافضل أبنائنا يضحون فيها بحياتهم. المهمة الصعبة هذه يجب أن تنفذ ببطء وبحذر، مع الكثير من النار من الجو وفي ظل اليقظة الشديدة للبيوت المفخخة، الصواريخ المضادة للدروع وكذا النار الصديقة. كل جهة تتجرأ على الشكوى من بطء العملية مدعوة لان تتفضل فترتدي البزات وتحل محل المقاتلين. وأعلنت وزارة الاعلام الحكومية لحماس في غزة بان عدد الضحايا منذ نشوب الحرب يبلغ نحو 13.300 بينهم 5.600 طفل و 3.550 امرأة. وبزعم الوزارة فان هناك ما لا يقل عن 6.500 مفقود. الدمار في غزة غير مسبوق.لا شك ان دولة إسرائيل تدفع ثمنا باهظا جدا: بالقتلى، بالجرحى وكذا بالمقاتلين الذين سيصابون بالصدمة. لكن في كل ما يتعلق باحداث الحرب، فان الجهد الهائل يعطي ثماره.

    بالتوازي لم ينشأ بعد من يوقف دق ساعة الصفقة لاعادة جزء من المخطوفين والمخطوفات. إسرائيل، رغم الضغط الذي يعيشه يحيى السنوار ما تزال تسمح له بقيادة الخطوات وتنتظر قراره. مع ذلك، في القدس اكثر حذرا مما في واشنطن بالنسبة للتفاؤل الذي جاء أمس من جهة بايدن: عندنا، لا بد انه بعد الضربة الشديدة في 7 أكتوبر نعرف بان لدى السنوار كل شيء ممكن، وبالتأكيد حين تكون الشروط لم تتغير وهو بحاجة الى وقف النار كي يأخذ بعض الهواء ويعيد تنظيم اموره.

    في الساحة الشمالية يواصل حزب الله رفع مستوى اللهيب: فقد هاجم امس هدفا رمزيا، قيادة فرقة الجليل التي تضررت ضررا شديدا بصاروخ البركان الثقيل الذي يزن مئات الكيلوغرامات. بالتوازي اطلقت مسيرات متفجرة، قذائف هاون وصواريخ. فرد الجيش بقوة. حزب الله يدفع ثمنا وفي الأيام الأخيرة يمتنع عن نشر العدد الدقيق للمقاتلين القتلى. غير أن هنا أيضا، مثلما في غزة، اخذ نصرالله الصدارة فيما ان القيادة السياسية لم تتراجع عن الخطة التي تبقي فيها لبنان كساحة فرعية. ومثلما كتب هنا قبل أسابيع، ينبغي إعادة النظر فيما اذا كان هذا هو السبيل: فمع ان نصرالله تكبد حتى الان مئات القتلى، لكن الجسارة لم تقل والوعي الإسرائيلي اكتوى – يحتمل أن هناك حاجة لإيجاد سبيل آخر للجنة، حتى لو كنا لا نريد حربا شاملة.

    --------------------------------------------

    طوفان الأقصى... الموقف اليوم الثلاثاء: 21/11/2023  الساعة: 08:00

     

     

    عبدالله أمين

     

    خبير عسكري وأمني

    لم يطرأ على الموقف القتالي في ال- 24 ساعة الماضية ما يؤثر تأثيراً جذريا على الموقف الكلي للعمليات في عموم مسرح عمليات غزة أو باقي ساحات العمل الخارجية، مع وجود تغيرات طفيفة يمكن ملاحظتها في ثنايا التقرير

     

     

    أولاً: الموقف  

    لم يتحرك الموقف الميداني  للحرب في يومها 45 على بدئها، وانطلاق مناورة العدو البرية في ي: 27/10/2023 س: 2230 بشكل جذري يؤثر على مساراتها الكلية: 

    ففي صفحة العدو القتالية؛ لا زال العدو مستمراً في تقطيع المدينة إلى بقع عمليات منفصلة عن بعضها البعض، بحيث يدفع قواته باتجاه أكثرها سهولة للمناورة وتحقيق للأهداف، مثبّتاً البقع الأكثر صعوبة وصلابة، للعودة لها لاحقاً، ففي ال- 24 ساعة الماضية: 

    1.    قاتل العدو على القشرة الخارجية للأحياء الداخلية - الصفطاوي، الكرامة، الشيخ رضوان، الزيتون، محيط مشفى الشفاء -  لمدينة غزة

    2.    اندفع بقواته من الشرق - تل الزعتر - بالتجاه الشمال الغربي، حيث وصل إلى مشارف أبراج زايد، بالقرب من المستشفى الإندونيسي، كما دفع بقوات من الشمال الغربي / مشروع بيت لاهيا، لتلتحق بقواته عند أبراج زايد، وبذلك يكون العدو قد بدء حصار وعزل جباليا من الشمال

    3.    كما بقي العدو يمارس عمليات الأمن الجاري الساخن، بحثاً عن المقاومين وأصولهم المادية والبشيرة، وتحصيناتهم، فوق الأرض وتحت الأرض، محيداً ما يصل له من هذه الأصول، بالتدمير، أو بحرمان المقاومة من استخدامها، الاستفادة منها .

    4.    أما في باقي مسرح العمليات؛ فقد بقي العدو مثبّتاً مناطق جنوب وادي غزة، بمختلف صنوف النار، والمناورات السطحية، بحيث لم يحتك إلى الآن بعمق الجهاز الدفاعي للمقاومة في تلك المناطق، في إجراء - المناورات السطحية - الهدف منه: 

    ·         استطلاع قتالي بهدف جمع معلومات، أو التثبت من معلومات موجودة .

    ·         كشف انتشار واستعداد الجهاز الدفاعي في منطقة العمليات جنوب وادي غزة

    ·         كشف قواعد النار الثابتة لجهاز المقاومة الدفاعي جنوب الوادي

    ·         تليين الأهداف وعُقد الدفاع الصلبة في منطقة العمليات

     

    أما في صفحة موقف المقاومة فلم تتغير في ال- 24 ساعة الماضية وبقيت على النحو الآتي: 

    1.    عمليات استطلاع وجمع معلومات عن الأهداف المعادية التي تتحرك في مناطق المسؤولية

    2.    الكر والفر والتعرض للأهداف المعادية بمختلف صنوف وتكتيكات حرب العصابات في المدن

    3.    الدفاع المرن والمتحرك من بقعة عمليات إلى أخرى، دون خوض اشتباكات حاسمة مع العدو

    4.    الاشتباك بالنار مع العدو في عمق مناطق حشده، ومراكز ثقله السياسية، بواسطة سلاحي المدفعية والصواريخ

     

    أما في الجبهات الخارجية / لبنان، سوريا، العراق، اليمن: 

    1.    بقاء المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " مشتبكة مع العدو على كامل خط الجبهة بمختلف صنوف النار، وتكتيكات العمل، حيث استخدمت بالأمس صواريخ بركان والطائرات المسيرة في استهداف العدو، في قواعده وثكناته

    2.    التعرض على قواعد العدو الأمريكي في سوريا والعراق برشقات الصواريخ، والطائرات المسيرة

    3.    محاولة إيصال النار من اليمن إلى قواعد العدو الصهيوني، في عمق أرضنا المحتلة

     

    وفي الضفة الغربية؛ ما زال العدو يكرر عمليات اقتحامه اليومي - وبنفس طرق العمل والتكتيكات الميدانية - لمدن وقرى الضفة الغربية في عمليات أمن جاري ساخن، يُحيّد فيه مقاومين، ويدمر بناً تحتيه وخدمية، ويُثّبتُ قدرات للمقاومة، يمكن أن تساعد في اشغاله، وتشتيت جهوده، وتجميد جزء من قدراته، أو تعيق تحركه السلسل باتجاه جبهات قتاله في الشمال أو الجنوب .

     

    وفي الدعم الشعبي للمقاومة؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل: 

    1.    مظاهرات ومسيرات

    2.    اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات

    3.    ندوات وخطب ولقاءات

     

    وفي الجهود السياسية؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة، حيث تنصب الجهود على تحرير الأسرى المدنيين، ومنع تمدد الحرب إلى خارج فلسطين المحتلة، مع ارتفاع منسوب الحديث عن غزة بعد الحرب، وطبيعة إدارتها، والجهة التي ستديرهاوكان اللافت بالأمس الحديث عن قرب التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق نار - لم تنشر تفاصيلها حتى الآن - بوساطة قطرية وأممية،  بين حركة المقاومة الإسلامية " حماس " وبين العدو الإسرائيلي، يتم فيها تبادل أسرى بين الطرفين . 

    ثانيا: التحليل والتقدير 

    بقي الموقف الميداني في ال- 24 ساعة الماضية على رتابته من حيث الفعل الميداني المعادي، أو الجهد العسكري المقاوم، أو الحراك السياسي الإقليمي والدولي؛ فما زال العدو يُظهر تعنتاً وصلابة في مواجهة الضغوط السياسية التي تطالبه بوقف نار مؤقت، وفتح ممرات مستدامة لإدخال المعونات إلى أهلنا في قطاع غزة، كما يظهر إصراراً لافتاً على تحقيق ما أعلنه من أهداف لهذه المعركة . كما تُظهر المقاومة صلابة وقدرة كبيرة على إشغال العدو وتدفعيه أثماناً بشرية ومادية في مناطق الجهد الرئيسي في منطقة عمليات شمال قطاع غزة . وعلى صلة يتزايد منسوب التوتر في جبهة شمال فلسطين، حيث تنفذ المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " عمليات اشتباك بالنار مع العدو بشكل يومي، وعلى طول خط الجبهة؛ من رأس الناقورة غرباً وحتى العرقوب شرقاً . كما بقيت المقاومة في الساحات الخارجية تشتبك مع العدو الأمريكي في سوريا والعراق بنار الصواريخ أو الطائرات المسيرة، مع تفعيل الخيار البحري من قبل " أنصار الله " في اليمن.

     

    وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في ال- 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي: 

    1.    بقاء نمط عمليات العدو على ما هو عليه في كافة مناطق العمليات في مسرح عمليات غزة

    2.    بدء العدو بنقل جهود قتالية لعزل مناطق جغرافية داخل مدينة غزة - جباليا، الرضوان، بيت لاهيا، التفاح - والتعامل مع مجموعات المقاومة العاملة فيها، مع عدم اعتقدانا بأن العدو سيعمد إلى اقتحام هذه المناطق والتفتيش فيها بيت بيبت، وبناية بناية، وإنما سيبقى يعمل على القشرة الخارجية لهذه المناطق

    3.    إتمام عزل جباليا عن بيت حانون في الشمال الشرقي، ومحاولة إطباق الحصار عليها من الجنوب عبر التقدم إلى جبل الكاشف، ثم الاندفاع غرباً للوصول إلى شارع الفلوجة، لتلتقي قوات العدو العاملة على طول شارع الفلوجة غرب جباليا، مع تلك القادمة من مرتفع الكاشف باتجاه الشارع المذكور

    4.    نعتقد أن مرحلة سيطرة العدو على الهيئات الأرضية الحاكمة شرق مدينة غزة - تل الزعتر، الكشاف، الريس - قد بدأت، بحيث يؤمن احتلال العدو هذه العوارض الحساسة، سيطرة بصرية ونارية على كامل عمق منطقة عمليات مدينة غزة، كما أن سيطرته على جبل الريس تمكنه من بدء حصار وعزل منطقة "التفاح " عن باقي الأحياء الداخلية لمدينة غزة، الأمر - احتلال الكاشف والريس -  الذي يجب التنبه له، وتخصيص قدرات بشرية ونارية مناسبة لهذا الجهد، لمنع العدو من تحقيق أهدافه في اتجاه العمليات هذا

    5.    بدء نقل جزء من جهود النار والمناورة المعادية ومن مختلف الوسائط للتركيز على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، حيث بدأ العدو بالتمهيد لعمليات التقدم باتجاه خان يونس عبر شنه غارات جوية مكثفة على عمق المدينة، وعلى الحافة الأمامية للمناطق السكنية فيها

    6.    نعتقد أن العدو بعد أن يُحكم حصاره على أهم أحياء مدينة غزة - بيت حانون، جباليا، الرضوان - سوف يكون متاحاً له تحرير جزء من قواته المناورة في شمال قطاع غزة، لنقلها إلى منطقة وسطة وجنوب غزة الأمر - نقل الجهود - يجب التنبه له من الآن، وعدم تمكين العدو من نقل هذه الجهود بشكل مريح، وإنهاكها قبل الوصول، عبر قيام المقاومين  بالإجراءات التالية : 

    ·         استهداف خطوط حركة هذه القوات باتجاه الوسط والجنوب

    ·         منع العدو من عمل رؤوس جسور في مناطق الجهد الجديدة، عبر جهود المدفعية والهندسة

    ·         استهداف مقار حشد العدو الحالية، بمختلف صنوف النار المتوفرة لدى المقاومة

    ·         التنبه للجهود الخداعية أو الثانوية التي يمكن أن يقوم بها العدو عبر المناطق الساحلية، وغيرها من بقع العمليات في منطقة المسؤولية

    1.    بقاء العدو يستخدم مختلف وسائل الضغط على المواطنين في غزة، كورقة قوة في يده يستثمرها في الضغط على قيادة المقاومة؛ العسكرية في الداخل، والسياسية في الخارج

    2.    بقاء نمط عمل جبهة شمال فلسطين على رتابتها اليومية، وتنوع طرق عملها القتالية

    3.    بقاء نمط عمليات الجبهات الخارجية على ما هو عليه من رتابة العمل ونوع الاشتباك.

    4.    قد تصل الجهود السياسية في ال- 24 ساعة القادمة إلى هدنة مؤقتة للحرب، يتم فيها إطلاق سراح أسرى، الأمر - الهدنة - يمكن أن يتم تمديها أكثر مما يتم الحديث عنه - خمسة أيام - وفقاً لظروف وتطورات سياسية أو ميدانية تستدعي ذلكوفي هذا السياق يجب على المقاومة أن تراعي الأصول والإجراءات الأمنية، منعاً من استغلال العدو لفترة الهدنة في استهداف كوادرها وعناصرها، أو القيام بجمع معلومات أو التأكد من معلومات، يستثمرها العدو بعد انقضاء الهدنة في توجيه ضربات لأصول المقاومة؛ البشرية والمادية . 

    --------------------------------------------

     

     

     

     

     

     

    "هآرتس 21/11/2023

     

     

    حماس تستولد الروح الفلسطينية الجديدة ولا يمكن القضاء عليها

     

     

    بقلم: تسفي برئيل

     

    أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن لا أحد يطرح إمكان أن "تتوقف حماس عن الوجود"، كحركة فكرية وسياسية، "حتى لو تدمّرت مؤسساتها في غزة"، على حدّ قولها.

    وفي مقال كتبه محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، تسفي برئيل، شدّد على أنّ "الروح الفلسطينية تحمل توقيع حماس"، مشيراً إلى أنّ العدوان على قطاع غزة "لن يغيّر هذه الحقيقة".

    ورأت "هآرتس" أنّ حماس نجحت في التوليف ما بين كونها حركةً دينية وحركةً وطنيةً، تطمح إلى تحرير كامل فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، بما يشمل كل الأراضي المحتلة في فلسطين التاريخية، وليس فقط الأراضي التي احتُلت عام 1967.

    ولن تلغي الحرب على غزة وجود حماس السياسي، بين أوساط الجمهور في الضفة الغربية أو في القدس، بحسب الصحيفة، "حتى لو لم تكن مؤسساتها قادرةً على النشاط، ولم يستطع ممثلوها العيش في الضفة".

    ووفقاً لها، منحت الحرب على غزة حماس مكانةً وطنيةً متينةً، "لن يكون بمقدور أي زعيم فلسطيني في المستقبل تجاهلها أو التنصل منها، لأنّ الحرب تستولد الآن الروح الفلسطينية الجديدة، وهي بتوقيع حماس".

    كذلك، أشارت "هآرتس" إلى الرفض الذي يُقابل به "حل الدولتين".

     

    منظمة التحرير لا يمكن أن تمثّل الفلسطينين بلا حماس

     

    وتطرّقت الصحيفة إلى الحديث عن الأسير مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ نحو 20 عاماً، الذي يبرز اسمه لدى الحديث عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في المستقبل، لافتةً إلى أنّه يطالب دائماً بإشراك حماس في القيادة.

    وفي هذا الإطار، أشارت "هآرتس" إلى مقابلة أجراها المركز الفلسطيني للإعلام مع البرغوثي عام 2016، عرض فيها برنامجَه من أجل "إعادة بناء منظمة التحرير".

    وفي المقابلة، أكد الأسير ضرورة أن يجري، "قبل أي شيء آخر، حوار وطني مفتوح بين حركتي فتح وحماس وجميع الأعضاء في مؤسسات الحركتين، لا سجال بين ممثلين عنهما".

    هذا الحوار، الذي سيستمر حتى 3 أشهر، يُفترض أن يقود إلى "صياغة أسس ومبادئ تُبنى عليها الشراكة الفلسطينية، في جميع مؤسسات الحكم، بحيث يحصل كل طرف على حصته، وفقاً لنتائج الانتخابات".

    كما لفتت "هآرتس" إلى أنّ البرغوثي، الذي كان أحد واضعي نص "وثيقة الأسرى للوفاق الوطني" عام 2006، مع ممثلي الأسرى البارزين من جميع الفصائل الفلسطينية، والتي اتفق الموقعون عليها على انضمام حماس إلى المنظمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، شدّد أيضاً على أنّ "وثيقة الأسرى" ستشكّل أحد الأركان الأساسية لأي اتفاق مستقبلي.

    واليوم، وفي ظل العدوان على غزة، "لا مكان للاعتقاد بأنّ الحرب ونتائجها سوف تغيّر من مواقف البرغوثي فيما يتعلق بحماس ودورها، في تعزيز صفوف منظمة التحرير كحركة وطنية"، وفق الصحيفة.

    وخلصت إلى أنّه حتى لو تحرّر البرغوثي من الأسر، وحتى لو نجح في إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية، فإنّ الأخيرةَ لا يمكن أن تكون الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني، إذا لم تضم حركة حماس إلى تركيبتها.

    ------------------انتهت النشرة------------------


    http://www.alhourriah.ps/article/85597