• الشيوعي اللبناني: كسر عدوان الاحتلال مهمة مقدسّة لا تحتمل التأجيل والمساءلة
    2023-11-04
    بيروت: افتتحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني اجتماعها المنعقد يوم الثلاثاء الواقع فيه31 تشرين الأول 2023 ، بالوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبارا لشهداء الملحمة البطولية التي يسطّرها الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة التي تخوض في قطاع غزة معركة مفصلية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، وأكّدت على أن ما يبديه الشعب الفلسطيني ومقاومته من صمود اسطوري أمام آلة الحرب  الأطلسية – الصهيونية، سيكون له تأثيره الحاسم لا على صعيد  اسقاط مشروع  تصفية القضية الفلسطينية فحسب ، بل على صعيد المنطقة عموما ومشاريع التطبيع خصوصا.

    وتوقفت اللجنة المركزية، عند هول مذبحة الإبادة الجماعية المستمرة التي  يرتكبها  الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بدعم أميركي – أطلسي وتواطؤ رجعي عربي ، مؤكّدة أن حرب الإبادة الجماعية هذه، انما تندرج في اطار تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد التي عرضها نتنياهو قبل أسابيع في الأمم المتحدة  وأمام العالم  أجمع، الأمر الذي يعكس جذرية المشروع وخطورته الذي طاول ويطاول دول المنطقة عموما ومنها لبنان، وهو ما يفسّر حجم تصعيد اعتداءات الكيان الصهيوني على قطاع غزّة والضفة، وعلى أهلنا في الجنوب حيث يستمرّ احتلاله وامعانه في نهب ثروتنا  المائية والنفطية والغازية بشتى الطرق والوسائل والأدوات.

    ان اللجنة المركزية  للحزب الشيوعي اللبناني، تؤكد على الموقف الذي اتخذته منذ بداية المذبحة وعلى مبادراتها وتحركاتها الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تصدّرت المشهد العربي والدولي ببطولاتها ودماء شهدائها وأعادت فلسطين كقضية العرب المركزية في التحرر الوطني والاجتماعي للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية عموما ، وهي القضية التي  لطالما حملها الشيوعيون والتقدميون وكل أحرار العالم ولا يزالون، فكان نزول الملايين من شعوبنا العربية ومختلف شعوب العالم الى الشوارع، منتصرين للقضية ومطالبين بوقف حرب الإبادة الجماعية  في مشهد أممي تضامني قلّ نظيره  في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بالعودة واقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.

    إن حزبنا، كان ولا يزال شريكا شراكة الدم في الانتصار لقضية فلسطين وشعبها الذي لا يزال الشعب الوحيد في العالم الواقع تحت ظلم الاحتلال واجرامه. وتحرّر هذا الشعب - كما الشعوب العربية عامة – يعتبر مسؤولية وطنية وقومية واجتماعية، ضد الهيمنة الامبريالية والصهيونية، وضد أنظمتها العربية التابعة لها والمطبّعة مع العدو .

    وانطلاقا من هذه المسؤولية التاريخية، ومن موقع حزبنا وموقفه المستمر في التمسك أكثر من أي يوم مضى بقضية التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا اللبناني، القضية التي يتجدّد بها شباب حزبنا وجذور سنديانته الحمراء الخالدة،

    تفتتح اللجنة المركزية السنة المئوية لحزبنا  بإطلاق ندائها التالي:-

    إلى شعبنا اللبناني ، الى  الشيوعيين واليساريين والوطنيين على امتداد مساحة الوطن، الى كل الذين ملأوا الشوارع والساحات، دفاعا عن القضية الوطنية وعن حقوقهم السياسية والاجتماعية، وطننا اليوم ينادينا، مصيره في خطر وجودي،

    انقاذه يتوقف علينا ، على وحدتنا ، على شجاعتنا.

    فتعالوا نستذكر تاريخنا.

    تضحيات شهدائنا والقادة والأبطال الذين رحلوا وأودعونا الأمانة : "من اجل وطن حرّ وشعب سعيد"

    لنكن على العهد الذي قطعناه لهم .

    لنحفظ الأرث التاريخي العظيم الذي تركوه لنا.

    استمدّوا من تاريخكم ، من  كفاحكم على كل الجبهات ، من تضحيات شهدائكم أينما سقطوا وفي كل الميادين .

    استمدوا منهم، القوة والعزيمة.

    انتم اليوم امام عدوان أميركي – أطلسي ، على منطقتنا ولبنان جزء منها.

    امام عدو صهيوني عنصري توسّعي لا حدود لكيانه وأطماعه،

    ما يرتكبه من جرائم في غزة وفلسطين ، هو ما سبق ان ارتكبه ضد لبنان وشعبه وشعوب منطقتنا العربية بدعم أميركي اطلسي.

    هذا هو تاريخه الأسود، اليوم فلسطين وغدا لبنان .

    مقاومته، واجب وطني وقومي واجتماعي وانساني.

    كسر عدوانه، مهمة مقدسّة لا تحتمل التأجيل والمساءلة.

    حملنا وسنبقى نحمل، اليوم وكل يوم، راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.

    جبهة ، للتحرر الوطني والاجتماعي ، جبهة عابرة للطوائف والمناطق ، دفاعاً عن لبنان ولكل لبنان.

    جبهة حاضرة في كل قضايا شعبنا الوطنية والسياسية والاقتصادية – الاجتماعية، الى الانخراط في صفوفها، شبابا وشابات، رجالا ونساء، مقاومةً للعدوان وللاحتلال الصهيوني متى تعرّض لبنان له.

    فلا خيار لنا الا المقاومة، مقاومة بكل ما ملكت أيدينا من سلاح وقدرات وامكانيات، هذا هو تاريخ حزبنا ، حزبا مقاوما منذ تأسيسه، هكذا كان وسيبقى كما هو اليوم، جزءا من هذه المعركة وفي قلبها.


    http://www.alhourriah.ps/article/85023