تُسبّب الارتباك والهوس".. كيف تُكسب أنفاق غزة ميزةً للمقاومة ضد قوات الاحتلال؟
2023-11-02
تحدّثت صحيفة "فورين بوليسي" عن التحديات التي تواجه قوات الاحتلال من جراء الأنفاق التابعة للمقاومة في غزة، مشيرةً إلى أنّ هذه التحديات تتجاوز مزاياها المادية وتكسبها أيضاً بعداً نفسياً.
وشبّهت الصحيفة حرب الأنفاق التي تشنها المقاومة في غزة بأنظمة أنفاق الثوار الفيتناميين "الفيتكونغ" في حرب فييتنام، وخاصةً تلك التي كانت الموجودة في مقاطعة "كو تشي"، والتي أدّت دوراً حاسماً في الحرب.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى "إبطال تفوق الولايات المتحدة المتمثل في الطائرات القاذفة والمدفعية والهاون والقدرات الأخرى في حرب فييتنام، بسبب هذه المتاهات تحت الأرض، والتي سمحت للقوات الفييتنامية بنصب كمائن للقوات الأميركية".
وبحلول عام 1968، "أصبحت أنظمة أنفاق الفيتكونغ تختصر تجربة الولايات المتحدة القاتمة في فييتنام تحت الأرض، وتحولت المزايا التقنية الكبيرة للجيش الأميركي إلى مجرد مواجهات في أماكن ضيقة وغير مألوفة وبالسكاكين"، بحسب "فورين بوليسي".
في هذا السياق، أوضحت الصحيفة أنّ "أنفاق غزة تحمل تشابهاً استراتيجياً وتكتيكياً مع تلك الأنفاق الخاصة بمقاطعة كو تشي"، مشيرةً إلى أنّ "التشابك المترامي من الأنفاق في غزة يُمثّل جانباً من الحرب لم تواجهه القوات الأميركية خلال حروب العراق وأفغانستان".
وفي التفاصيل، نقلت "فورين بوليسي" أنّ "هياكل الأنفاق تحت الأرض طُوّرت قبل فترة طويلة من سيطرة حماس على المنطقة"، لافتةً إلى أنّ "أغراضها متنوعة"، وأنّ "تعقيداتها واستخداماتها المتعددة ستصيب الجيش الإسرائيلي بالحيرة".
وبيّنت أنّ "أنفاق غزة تتركز في مساحة أصغر بكثير من تلك الفييتنامية، ممّا يؤدي إلى كثافة وتعقيد أعلى"، كما أنّ "الكثير من تربة غزة الساحلية ألين من تربة جنوب شرق فيتنام، وبالتالي سيكون القتال في أنفاق غزة خانقاً".
وأكّدت الصحيفة أنّ "حماس ستمتلك كل المزايا في هذه الحرب، فعلى الأقل، لا يزال إجمالي العمق والاتساع للشبكة تحت الأرضية مجهولاً للقوات الإسرائيلية"، فيما تشير بعض التقديرات إلى "وجود أكثر من 300 ميل من الأنفاق تحت غزة".
وأضافت أنّ "المهارة الهندسية المذهلة لحماس وقدرتها على الاستثمار الاستراتيجي على مدى عقود أصبحت واضحة مع وجود أنفاق عميقة وواسعة تصل إلى 115 قدماً تحت الأرض، بما يكفي لنقل الدراجات النارية".
ولذلك، فإنّ التحديات التي تواجهها "إسرائيل" من جرّاء هذه الأنفاق تتجاوز ما هو مادي إلى البعد النفسي، بحيث يمكن لقوات المقاومة القادرة على الظهور من الأرض ثم الاختفاء بسرعة أسفلها أن "تُكسبها ميزة نفسية من خلال إدخال الارتباك والهوس في صفوف القوات الإسرائيلية، كما هو الحال مع مقاتلي أنفاق الفيتكونغ".
حمام دم في الأنفاق
في السياق ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرٍ إقليمي، في وقتٍ سابق، أنّ مدينة غزّة تضمّ أنفاقاً تجعل أنفاق الثوار الفيتناميين (الفيتكونغ) والتي استخدموها ضد الولايات المتحدة، تبدو وكأنّها لعبة أطفال.
وذكرت الوكالة أنّ "إسرائيل"، لن تنجح بإنهاء "حماس" بالدبابات وقوّة النيران.
بدورها، لفتت وكالة "بلومبرغ" إلى أنّ القوات الإسرائيلية تشعر بالقلق من الاقتراب من الشبكة الواسعة من الأنفاق السرية تحت الأرض التي يتواجد فيها مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
كذلك، تحدثّت صحيفة "ديلي ميرور" اليريطانية عن أنّ "ما ينتظر القوات الإسرائيلية في حال دخولها غزة، سيكون حمام دم في الأنفاق، التي ستبتلعهم، مشيرةً إلى أنّ تجهيزات حماس "كابوسية".