لا بد أن يعترف العالم أنه فشل في حماية أطفال فلسطين الذين يواجهون الإرهاب الإسرائيلي من خلال عمليات القتل والاعتقال والنزوح والتهجير القسري، خصوصا في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ بداية عدوانها على قطاع غزة لأكثر من 400 يوم على التوالي.
تصريحات الأمم المتحدة عندما تقول: "إن 70 بالمئة من ضحايا الحرب من النساء والأطفال"، تُعد مؤشر خطير يعكس حالة التهديد لحياة الأطفال الذين يواجهون التشريد وانعدام الغذاء والمياه الصحية، حيث جاء ذلك تباعا للحصار المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاما والذي طال مناحي الحياة الإنسانية.
ان الاستهداف المباشر لحقوق الأطفال الفلسطينيين الأساسية من قبل الاحتلال جريمة ضد الإنسانية، خصوصا في ضوء ما يجري في قطاع غزة عامة وشمال غزة خاصة، من عمليات قتل وحصار واعتقال وتنكيل، واستخدام حرب التجويع والتعطيش، وإصابة المئات بأمراض سوء التغذية، والجفاف، والجهاز التنفسي، والتقرحات الجلدية، والكبد الوبائي، والتهاب السحايا، ناهيا عن حرمانهم من التعلم للعام الثاني على التوالي بعد أن تم استهداف مراكز التعليم كافة وتحويلها لمراكز تأوي العائلات النازحة، وعدم سماح إسرائيل للمؤسسات الأممية بفتح مراكز وبرامج تعليمية جديدة للأطفال.
فرغم النداءات الإنسانية التي تُطلقها المنظمات الدولية، إلا أن الاحتلال لم يكترث لهذه الحقوق بل لم يُطلع الرأي العام على حقيقة ما يتعرضون له من جرائم والتي نعيش ذروتها في الاجتياح البري والحصار لمنطقة شمال قطاع غزة لليوم الـ40 على التوالي، سواء فقدان الحق في الصحة أو التعليم أو البيئة النظيفة أو حتى مكان آمن للعيش والحماية من الأذى.
كما أن خطاب الاحتلال لم يتغير منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بل يزداد عنصرية وتطرف وامعان في ظل استمرار الانتهاك الجسيم لمبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، بل يتجاهلها على مرأى ومسمع العالم، وذلك رغم الادانات الدولية الواسعة لسلوكه الإرهابي الذي يستهدف الطفولة الفلسطينية في قطاع غزة ويجعل مصيرها الموت.
فمنذ الخامس من أكتوبر 2024 وشمال غزة يتعرض للاجتياح البري، أي للمرة الثالثة منذ بدء الحرب الوحشية على قطاع غزة، حيث يشهد عمليات تدمير وتجويع وقتل، وحصار لأكثر من 80,000 مدني، من بينهم قرابة 40,000 طفل يصعب الوصول إليهم، وفق تصريحات رسمية لوزارة الصحة.
في حين أظهرت تقارير رسمية أنه نحو 17 ألف طفل فلسطيني استشهدوا في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي، وهذا ينسجم مع تصريحات منظمة "اليونيسف" التي قالت: "إن كثيرا من الأطفال في قطاع غزة باتوا غير قادرين على النوم وعيش طفولتهم، لهول ما رأوه جراء الحرب الإسرائيلية"، كما أوضح مسؤولها الإعلامي بأن "هناك أمورًا كثيرة يجب على المجتمع الدولي القيام بها من أجل أطفال غزة".
السؤال، متى سوف تخضع إسرائيل للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب على غزة، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة؟!