بسبب الحرب الباردة.. قتل 100 ألف بهذه الدولة الإفريقية
2023-09-07
غزة(الاتجاه الديمقراطي)
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، اتجهت القوى الاستعمارية بالقارة الإفريقية لإنهاء وجودها بالمنطقة عن طريق منح الاستقلال لمختلف الدول المستعمرة التي قبعت تحت وطأة الاحتلال على مدار عقود. وخلال العام 1980، مثلت زيمبابوي آخر دولة إفريقية رحل عنها الأوروبيون، حيث اتجه البريطانيون خلال شهر نيسان/أبريل من ذلك العام لإنزال علمهم ومغادرة المنطقة. ويعود الفضل في نهاية الحقبة الاستعمارية حينها لتزايد نفوذ الحركات الوطنية التي لقيت تعاطفا من قبل عدد من القوى العالمية كالولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي.
تدخل سوفيتي
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تزعمت بعض الشخصيات المثقفة الكونغولية الحركة الوطنية التي نادت بضرورة إنهاء الاحتلال البلجيكي للكونغو، ويوم 30 حزيران/يونيو 1960، نالت مستعمرة الكونغو البلجيكية السابقة استقلالها لتتحول لجمهورية الكونغو التي عانت منذ نشأتها من عدة أزمات تركزت أساسا على التوجهات العرقية والتنظيم الفيدرالي الذي لم يحسم أمره بشكل واضح من قبل مختلف أطياف المشهد السياسي. وخلال الأيام الأولى للاستقلال، عاشت جمهورية الكونغو على وقع أعمال عنف عرقية بين الإفريقيين والبيض. وكرد على ذلك، عمدت بلجيكا لإرسال عدد من قواتها نحو المنطقة لحماية البيض. فضلا عن ذلك، دعمت بلجيكا استقلال منطقتي كاساي الجنوبية (South Kasai) وكاتانغا (Katanga) بجنوب الكونغو.
وأمام تزايد وتيرة العنف، عمدت الأمم المتحدة لإرسال قوات القبعات الزرق نحو الكونغو لحفظ الأمن، فضلا عن ذلك، رفضت الأمم المتحدة استغلال قواتها لدعم الحكومة المركزية بليوبولدفيل، التي أصبحت فيما بعد كينشاسا، ضد الانفصاليين بالجنوب. وأمام هذا الوضع، فض ل رئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا (Patrice Lumumba)، الذي اغتيل عام 1961، تغيير موقفه واتجه في خضم الحرب الباردة لطلب الدعم السوفيتي. وفي الأثناء، وافقت موسكو على طلب لومومبا، أملا في زيادة نفوذها ووجودها بالقارة السمراء، وعمدت لإرسال العديد من الخبراء والمدربين العسكريين للكونغو كما وفرت في الآن ذاته دعما لوجيستيا لحكومة ليوبولدفيل.
100 ألف قتيل
وعقب التدخل السوفيتي، عاشت الكونغو على وقع خلاف سياسي حاد بين كل من رئيس الوزراء لومومبا والرئيس جوزيف كازافوبو (Joseph Kasa-Vubu). ومستغلا هذا الوضع، قاد الجنرال موبوتو (Mobutu)، بدعم غربي، انقلابا أطاح بالحكومة وتم على إثره طرد المبعوثين والمستشارين السوفييت للكونغو. وعلى إثر ذلك، شهدت مدينة ستانليفيل (Stanleyville) ظهور حكومة جديدة، ضمت أنصار لومومبا، حظيت بدعم الاتحاد السوفيتي، إلى ذلك، زحفت قوات موبوتو على ستانليفيل وأطاحت بهذه الحكومة خلال فترة وجيزة.
وأمام تواصل التدخل السوفيتي بالمنطقة، وسعت القوات الأممية مهامها بالكونغو واتجهت لدعم موبوتو ضد الحركات الانفصالية بالجنوب. وبفضل ذلك، استعادت الكونغو السيطرة على الأقاليم التي أعلنت انفصالها واستقلالها بوقت سابق. من جهة ثانية، شهد العام 1964 اندلاع ثورة سمبا (Simba)، بشرق الكونغو، التي قادها متمردون ذوو توجهات ماركسية. وبدعم أميركي، تمكنت الكونغو من القضاء على هذه الثورة أواخر العام.
عقب انتخابات العام 1965، عاشت البلاد على وقع أزمة سياسية جديدة. وأمام هذا الوضع، قاد الجنرال موبوتو انقلابا آخر هيمن بفضله على مقاليد الحكم بالكونغو، التي تحولت لجمهورية الزائير بحلول العام 1971، لحدود سنة 1997 قبل أن يعزل عقب انقلاب عسكري. ولقبت الفترة ما بين عامي 1960 و1965 بفترة الأزمات الكونغولية. وخلال هذه الفترة، قتل ما لا يقل عن 100 ألف كونغولي بينما هج ر الملايين نحو مناطق داخلية ودول الجوار.