إنه وقت الصيف، وقت الإجازة السنوية، والبحث عن ساعات من المتعة والفرح والسعادة، برفقة العائلة والأصدقاء، بعيداً عن ضغوط العمل، والروتين اليومي المرهق. لكن، هناك من لا يحسن التعامل مع المساحة الكبيرة التي يوفرها فصل الصيف، فيصاب بالوهن والضعف وتقلب المزاج، ما يعني دخوله في مزاج حاد، في التعامل مع الأشياء من حوله، ويرد البعض حالته إلى مروره بشعورٍ بعدم الاتزان، ما يعني أنه أصيب باكتئاب فصل الصيف.
توتر الصيف، بحسب ما يعرفه خبير الصحة العامة ماثيو إدلوند، هو عدم القدرة على التفاعل مع الأشياء المبهجة من حولك، وبحسب ما قال لمجلة اميركية، المتخصصة في الصحة النفسية، فإن هذا التوتر يجلبه الشخص معه غالباً إلى فترة راحته، كون عقله لايزال متعلقاً بالمهام المطلوبة منه. يطلب ماثيو من الذين يمرون بحالة اكتئاب فصل الصيف أن يتركوا أمورهم العالقة في العمل خارج منزلهم، وأن يقنعوا أنفسهم بأنهم الآن دخلوا في مرحلة الراحة والبهجة والمتعة، وعليهم الحصول على قسط من الراحة الإجبارية، التي تتعلق بالعقل قبل الجسد، فالاسترخاء لساعات طويلة على أريكة مريحة لا يكفي، ومع الجسد يعد استرخاء العقل وحصوله على راحة أمراً إجبارياً. ويمكن التخلص من اكتئاب الصيف عبر طرد الأفكار السلبية، والاستعاضة عنها بالتخطيط لأيام الإجازة الطويلة، التي يمكن تقسيمها إلى محطات عدة، تبدأ من الاسترخاء الجسدي والعقلي، مروراً بتنفيذ مهمات البيت المؤجلة، بشرط القيام بها بدافع الحب والمسؤولية لا الواجب، والاشتراك مع أفراد العائلة في التخطيط لقضاء الإجازة، بفعل أشياء ونشاطات مشتركة.
من المهم، أيضاً، التعود على المشي لنصف ساعة يومياً، لبث الطاقة في الجسم، ولا بأس من الاستلقاء قليلاً تحت أشعة الشمس، بعد أن تتناول فطورك الصباحي الصحي. ويشير ماثيو إلى ضرورة التخطيط لأي شيء ترغب في القيام به، سواء على الصعيد الشخصي أو العائلي، مفسراً الأمر إلى أن أي شخص يمكن أن يشعر بالقلق إن فقد السيطرة على أفكاره وخططه ومشاريعه، لذا يمكن التخطيط بروية وبقليل من المقارنة، لاختيار القرار المناسب. ويفسر خبير الصحة النفسية انجذاب الإنسان الطبيعي إلى الروابط الاجتماعية التي تربطه بالعائلة والأصدقاء، بكونها تحسن نفسية الناس من خلال تعاملاتهم مع المحيط حولهم.
وقد يصيب الاكتئاب بعض الناس، عندما يتفرغون لأنفسهم، ويلاحظون زيادة أوزانهم أو شعورهم بدرجات الحرارة العالية، أو عند فحص التزاماتهم المالية والمطلوب منهم تحقيقه، لذا من الضروري محاربة الشعور بالاكتئاب من خلال تناول الأغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، فضلاً عن ممارسة الأنشطة الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء، ومن أهم النصائح التي يمكنها تحسين المزاج وطرد الاكتئاب، هي اتخاذ قرار بالفرح والسعادة.