لم تكن الحياة الأدبية ـ بعامة ـ والحركة الشعرية ـ بخاصة ـ بمعزل عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي مر بها الشعب الفلسطيني، بل كان لها دورها الفاعل والمتواصل في رصد تلك الأحداث والتفاعل معها؛ وبالتالي كان لتلك الظروف دورها في تغيير مسار الحركة الشعرية الفلسطينية، وفي تطورها وتجديدها، لذلك؛ كان لابد لنا ـ بعد مرور قرن على مسيرة تلك الحركة ـ من وقفة معها، لحصر ملامح التطور والتجديد والمعاصرة فيها.
بعد النكسة سنة 1967؛ واصل الشعب الفلسطيني دوره الأدبي والسياسي، والمشاركة الفعلية سياسياً ونضالياً على كافة المستويات الوطنية والقومية والأممية، فقد شارك بشعره في كافة حروب الاستنزاف العربية الإسرائيلية، وشارك بشعره وبنفسه في المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة من أجل التحرير، وتابع معركة الكرامة، وحرب رمضان، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، وغيرها، ولم ينس دوره في حروب الخليج، وفي مفاوضات السلام العربية والفلسطينية مع إسرائيل، كما شارك بشعره وبنفسه في انتفاضتي الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني؛ رصداً وتسجيلاً وتحليلاً، مبيناً رأيه، ومتخذاً موقفه بكل وعي.
لقد أثرت القضية الفلسطينية على الشعر الفلسطيني المعاصر بفيض غزير من القضايا والموضوعات الجديدة. وعليه؛ فإن ديوان الشعر الفلسطيني المعاصر يمثل دائرة واسعة من دوائر الرصد والمتابعة لأبعاد القضية الفلسطينية وملابساتها وأحداثها وتطوراتها وتسلسلها التاريخي والزمني، منذ أن وطئت أقدام الإنجليز أرض فلسطين، حتى اليوم، ورصداً متكاملاً لجميع الظروف والملابسات وألوان المعاناة التي مر بها الإنسان الفلسطيني قبل النكبة وبعدها، داخل الوطن المحتل وخارجه، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ونضالياً. وبحق، فقد استطاع الشعر الفلسطيني المعاصر أن يكون من نفسه مصدراً أساسياً من مصادر دراسة القضية الفلسطينية.
هذا الفيض الزاخر من القضايا والموضوعات الجديدة، التي نمت وتطورت مع نمو وتطور أحداث القضية، التي تبناها الشاعر الفلسطيني المعاصر، يقف شاهداً على مدى التطور الفكري الكبير الذي وصل إليه وعي الشاعر الفلسطيني المعاصر وإدراكه، سياسياً واجتماعياً وثقافياً ونضالياً؛ فمنذ بداية العقد الثاني من القرن الماضي؛ بدأ الشاعر الفلسطيني يخرج من دائرة الرصد والملاحظة، إلى دائرة التساؤل، ومن ثم إلى دائرة الكشف والتحليل. من خلال وعيه بمفاهيم الأحداث الجديدة في بلاده، والأهداف الظاهرة والخفية وراءها؛ ثم تحديد موقفه منها اجتماعياً وسياسياً ونضالياً؛ فحدد دوره فيها، من خلال وعيه الفكري برسالته التي يجب أن يؤديها بصدق وأمانة.
ومن شواهد ذلك التطور على المستوى الفكري: اقتراب الشاعر من القاعدة الشعبية، من خلال إدراكه لدور الشعب وأهميته، ومن خلال إدراكه لدوره في تبني نهج الاصلاح والتثقيف والتوعية والإرشاد والتصحيح لذلك الشعب وتبصيره بحقائق الأمور، والأخذ بيده إلى الطريق الصحيح، وبث روح الوطنية والحماس الوطني في نفسه.
وانتقل الموقف بعد النكسة سنة 1967، ليتخذ شكل الثورة المسلحة؛ فظهر شعر المقاومة، وشعر الثورة الفلسطينية، وشارك الأدباء في المقاومة والثورة والنضال المسلح عملياً، مع ضرورة الإشارة ـ أن الشعر الفلسطيني قد خرج من نطاقه الإقليمي منذ النكبة، ليتخذ مواقف أكثر بعداً، تمثلت في المواقف القومية والعالمية والإنسانية، وذلك في مرحلة تطورية لاحقةـ فكرياً واجتماعياً ـ.
وخلال تلك المرحلة لم ينس الشاعر الفلسطيني دوره في معركته مع أعداء البلاد بنفسه وشعره، من خلال مشاركته في أحداث البلاد وفي مراحلها النضالية بنفسه أولاً، ثم بشعره ثانياً؛ فقد ناضل الشاعر الفلسطيني بشعره من خلال تعرية الأحداث واظهارها أمام الشعب، ومن خلال توعية الشعب سياسياً ونضالياً، وبث روح الحماس والوطنية في نفوسهم، وتحبيب النضال والجهاد إلى نفوسهم؛ دفاعاً عن أراضيهم ووطنهم ومسايرته للمراحل النضالية في فلسطين، وتسجيل وقائعها والتأريخ لها، وتخليد بطولات شهدائها المجاهدين فيها، ومن خلال شرح أبعاد قضيته على جميع الأصعدة الإقليمية والعربية والعالمية.
ولعل التطور الفكري في القصيدة الفلسطينية يكاد أن يكون قد دخل مرحلة تطورية جديدة حين أدرك الشاعر الفلسطيني ضرورة الالتزام بتلك القضية. والالتزام كجانب فكري بدأ في الشعر الفلسطيني منذ مرحلة مبكرة؛ حيث التزم الشاعر الفلسطيني بقضية بلاده منذ أوائل العشرينات من القرن الماضي، من خلال تحديده للفئات البشرية التي خاطبها وطنياً، ومن خلال الأبعاد الرئيسية التي شملها التزامه؛ تلك الفئات البشرية التي تمثلت قبل النكبة في المستويين الإقليمي الفلسطيني والقومي العربي، لم تلبث أن تطورت بعد النكبة لتشمل البعد العالمي بجانبه الإنساني، ثم الأممي بعد النكسة، وربما قبل ذلك، وبالتالي؛ التزم الشاعر الفلسطيني بجميع القضايا الوطنية والتحررية إقليمياً وعربياً وعالمياً، وناصر جميع حركات التحرر الوطني العربية والعالمية ضد جميع أشكال الاستعمار؛ فقضية بلاده جزء من القضايا الأممية الباحثة عن التحرر والاستقلال.
وكما حققت القصيدة الفلسطينية تطوراً ملموساً في جوانبها الموضوعية والفكرية، وفي جوانبها الفنية؛ فقد تأثر الشعر الفلسطيني بالاتجاهات والمذاهب الأدبية التي شاعت في بلاد الغرب، والتي هبت بعض رياحها على المنطقة العربية، دون أن تتكون مثل هذه الاتجاهات في الشعر الفلسطيني بشكل خاص، والشعر العربي بشكل عام على الوجه الذي ساد في بلاد الغرب؛ فمنذ أوائل القرن الماضي وحتى نهاية الرابع الأول منه؛ كان الجانب التقليدي "الكلاسيكي" هو الجانب البارز في شعر تلك الفترة، والذي من سماته اهتمام الشعراء الفلسطينيين بالشعر العمودي ووحدة الوزن والقافية، ثم اهتمامه بشعر المناسبات الوطنية والسياسية، والاحتفالات والمهرجانات، والاهتمام بالصور والقوالب التقليدية الجاهزة، ثم الحرص على متانة السبك، والاهتمام بصياغة الألفاظ وانتقائها وقواعد النحو والصرف، ثم الأسلوب الخطابي والتقريري المباشر.
ومنذ بداية الربع الثاني من القرن الماضي، بدأت نفحات الرومانسية تهب على الشعر الفلسطيني من خلال البدايات التي بدأها إبراهيم طوقان، وعبد الكريم الكرمي، والتي أخذت تنمو بشكل سريع خلال العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين، والعقود التالية، وخاصة بعد النكبة؛ نتيجة لعدة عوامل مختلفة، سياسية واجتماعية وثقافية؛ فظهرت الموضوعات الجديدة بأساليب جديدة وصور جديدة وموسيقى جديدة، والتي كان من ظواهرها: صدق الإحساس، وطغيان العاطفة، وسعة الخيال، وتنوع الصور، وحيوية اللغة وبساطتها، وانسياب الموسيقى، والتنوع في القوافي والأوزان، وغير تلك من الظواهر.
أما النمط الواقعي، فقد ظهر بشكل بارز في الشعر الفلسطيني المعاصر بعد النكبة، وإن كانت بذوره قد رافقت الرومانسية منذ الربع الثاني من القرن العشرين، ولعل شعراء الأرض المحتلة كانوا من أكثر الشعراء الفلسطينيين تأثراً بالاتجاه الواقعي، حيث استطاعوا إلى حد ما التخلص من آثار الازدواجية التي رافقت الشعراء الفلسطينيين في المنفى، والتي تحولت إلى واقعية أكثر ثورية بعد النكسة، ثم اندفعوا بوعي في حركة الحداثة التي بدأت تطغى على الشعر العربي بعامة منذ منتصف القرن، والتي كان من مظاهرها شعر التفعيلة والأسلوب الإيحائي والتجديد في مصادر الصورة الفنية.
ونتيجة لعدة ظروف؛ بدأت ملامح الرمزية تظهر في أفق الشعر الفلسطيني المعاصر، وخاصة بعد النكبة، حيث نجد عدداً لا بأس به من الرموز التي تعامل معها الشعراء الفلسطينيون، خاصة الرموز الأسطورية والتاريخية، وخاصة شعراء الوطن المحتل؛ نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشونها داخل الوطن المحتل، تلك الرموز التي اتخذت شكلاً أكثر غموضاً بعد النكسة، وخاصة في فترات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
ولعل الجانب التطوري البارز في الشعر الفلسطيني المعاصر ـ فنياـ قد ظهر في خصائصه الفنية، اللغوية والأسلوبية والتصورية والموسيقية؛ فمن حيث اللغة، ظهرت ملامح التطور والمعاصرة من خلال تفاعل لغة الشعر الفلسطيني المعاصر، مع روح المجتمع الفلسطيني، واحتوت على الكثير من مضامين التراث الشعبي والعادات والتقاليد الاجتماعية، ونفسية الإنسان الفلسطيني،مثل: الألفاظ الشعبية، والأغاني والمواويل الشعبية، والأمثال والحكايات الشعبية، ثم احتواء لغة الشعر الفلسطيني الكثير من المضامين الجغرافية، مثل: الأراضي والقرى والمدن الفلسطينية، وأسماء النباتات والأشجار والثمار والورود والأزهار، والأودية والجبال والسهول وغيرها، بالإضافة إلى احتوائها على فيض هائل من مصطلحات المأساة وألفاظها ورموزها، واهتمامها بالعديد من الأسماء التي تحمل الهوية الفلسطينية، وبالتالي كان للشعر الفلسطيني دوره في حفظ الذاكرة الفلسطينية من التغيير أو الانقراض. فها هي مقطوعة أفردها الشعر محمود درويش للقدس (المقطوعة السابعة عشرة من ديوان أحبك أو لا أحبك-1973)، يستعمل فيها رموزاً تحمل بُعداً بكل ما فيه فلسطيني:
ونغني القدس:
يا أطفال بابل
يا مواليد السلاسل
ستعودون إلى القدس قريباً
وقريباً تكبرون
وقريباً تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
وقريباً يصبح الدمع سنابل
آه يا أطفال بابل
ستعودون إلى القدس قريباً
وفي الشعر الفلسطيني المعاصر، نجد الكثير من الوجوه اللغوية الجديدة، كاللغة الفاعلة التي تدل على الفعل والحركة والعمل، واللغة المتسائلة، ولغة النداء واقعاً ورمزاً، كذلك نجد الكثير من الألفاظ العصرية والأجنبية والتصرف فيها تصرفاً موحياً. هذا بالإضافة إلى سهولة اللغة وانتقائها، وكثافتها، والقلب والتحول في مدلولاتها، وتكرار بعض الألفاظ، والترميز اللغوي.
ولعل تنوع الأساليب في الشعر الفلسطيني المعاصر يعد ظاهرة تطورية معاصرة؛ فمن حيث بناء المعماري للقصيدة الفلسطينية؛ نجد ظاهرتي المطولات والملاحم الشعرية، ثم القصائد القصيرة المركزة، ثم التنوع في أساليب التعبير في الشعر الفلسطيني المعاصر، والانتقال من أسلوب الفن الغنائي بوجوهه المختلفة إلى أسلوب القصة الشعرية، فأسلوب المسرحية الشعرية والحوار الشعري. ومن أسلوبي القصة الشعرية والمسرحية الشعرية تعامل الشاعر الفلسطيني مع الحوار الدرامي والفن التراجيدي. تلك الأساليب التي لم تنمُ بشكل واضح إلا بعد النكبة.
وإذا كان الأسلوب الخطابي والتقريري المباشر، هو الأسلوب الغالب في الشعر الفلسطيني ـ قبل النكبة ـ فقد تطور ليتخذ شكلاً إيحائياً ومن ثم شكلاً رمزياً بعد النكبة، بالإضافة إلى أسلوب الوحدة الموضوعية الغالب على القصيدة الفلسطينية.
ويقف التنوع والتطورفي أسلوب الشعر الفلسطيني المعاصر شاهداً عل تطوره أسلوبياً، ومراعاته لظواهر التجديد والتطور والمعاصرة عربياً وعالمياً.
وفي مجال الصورة الشعرية؛ كانت الصورة التقليدية القديمة هي الصورة البارزة في شعر مرحلة الانتداب والنصف الأول من جيل الخمسينات.
ومنذ النصف الثاني من الخمسينات وخلال فترة الستينات، بدأت ظواهر جديدة ـ في مجال الصورة الشعرية ـ تنمو في الشعر الفلسطيني المعاصر، حيث ظهرت الصورة الجديدة، التي تعتمد على عدم اقتراب العلاقة بين المشبه والمشبه به في الصورة، ثم ظهور الصور النفسية التي تعتمد على حركة الانفعال الداخلي، ومن ثم ظهور أنواع جديدة من الصور كالصورة الأسطورية والصور المركبة والكلية والمكثفة وصورة التوقيعات والصورة المتوازنة والانتشارية والتفصيلية، وغيرها الكثير من الصور الجديدة التي تَنُم عن وعي الشاعر بظواهر التطور والتجديد والمعاصرة في صورة الشعر المعاصر؛ فقد انتقل الشاعر الفلسطيني خلال تطوره في مجال الصورة الشعرية، من الصورة التقليدية القديمة إلى الصورة التقليدية الجديدة؛ ومن الصورة الجزئية والبسيطة، إلى الصور المركبة والكلية؛ ومن الصور المحدودة إلى العديد من الصور المتنوعة، بالإضافة إلى إشراق الصورة وكثرة الظلال فيها، ثم واقعيتها في الغالب، واستلهام الموروثات التاريخية والشعبية والأسطورية والتراثية في تنويع مصادر التصوير الأدبي والفني، ومعالجتها لمختلف جوانب المأساة، وآثارها وتطوراتها وأبعادها قبل النكبة وبعدها.
وبالنسبة للصورة الموسيقية في الشعر الفلسطيني المعاصر؛ فقد تطورت أيضاً، فمن حيث الأوزان؛ مرت القصيدة الفلسطينية بمراحل تطورية ثلاث هي: مرحلة البيت الشعري ذي الشطرين في الشعر التقليدي القديم، ثم مرحلتي السطر الشعري والجملة الشعرية في شعر الحداثة الذي يعتمد على وحدة التفعيلة لا وحدة البيت.
وخلال تلك المراحل الثلاث، فقد تعامل الشعراء الفلسطينيون مع الأوزان المتعددة في القصيدة الواحدة. وأدخلوا بعض التعديلات على الأوزان، ثم مزجوا بين النمطين: التقليدي، والحر داخل القصيدة الواحدة، بالإضافة إلى التعامل مع ما يسمى "بقصيدة النثر".
ومن حيث القافية؛ تعامل الشعر الفلسطيني مع مختلف أنواع القوافي، حيث ظهرت في الشعر الفلسطيني قواف متنوعة: القافية العمودية الموحدة على نمط القافية التقليدية، ثم القوافي العمودية المتعددة مستفيداً من امكانيات الموشحات، وامكانيات الشعر المرسل، ثم قوافي الشعر الحر الموحدة والمتعددة والمهملة.
وخلال ذلك تعامل الشعر الفلسطيني المعاصر مع الموسيقى الداخلية، وظاهرتي التدوير والتكرار، كأبعاد لها آثارها في تلوين موسيقى الشعر الفلسطيني المعاصر.
من كل هذا، نصل إلى حقيقة صادقة، هي أن الشعر الفلسطيني المعاصر، على الرغم من كل ظواهر الإضراب السياسي والاجتماعي التي مر بها قد قطع أشواطاً بعيدة في نموه وتطوره وتجديده موضوعياً وفنياً خلال القرن الماضي؛ فقد سايرت القصيدة العربية التطور، ودخلت الحداثة من أوسع أبوابها، وتوغلت فيها توغلاً بعيداً، تاركةً بصمات واضحة في الشعر العربي والعالمي؛ يمكن من خلالها أن نطلق عليه ـ بقوة وحزم ـ اسم الشعر الفلسطيني المعاصر، بظروفه الخاصة وكيانه المفرد ونكهته الفريدة ومذاقه المتميز واتجاهاته المحددة، وخصائصه المتميزة.
محمود درويش ... حالة شعرية متميزة
محمود درويش المولود عام 1945، بدأ مسيرته الشعرية في الستينات، ولا يمكن الحديث عن تطور الشعر الفلسطيني دون الحديث عن تجربة محمود درويش بالذات، وقد جنى محمود درويش فائدة كبرى من ثورة الستينات والسبعينات في عالم الصورة الشعرية؛ إذ دفعت خياله الخصب إلى حرية لم يعهدها من قبل، فصورتُهُ في العادة مضيئة لا تنسى، ومن الصعب نسبة محمود درويش إلى هذه الفترة أو تلك، بحيث أصبح محمود درويش جزء لا يتجزأ من الحركة الشعرية الحديثة في العالم العربي. ورسخ إضافة إلى منجزاته الثقافية سمعة الفلسطينيين بصفتهم شعباً أسهم بإبداعه وعطائه الفكري في الحياة الثقافية العالمية في العصر الحديث.