استطلاع رأي: تشاؤم تجاه المصالحة يقابله مساندة لفكرة تشكيل مجموعات مسلحة
2022-12-13
بيت ساحور (الاتجاه الديمقراطي)
تشير نتائج استطلاع رأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أن الربع الأخير من عام 2022 إلى تغير محدود في توازن القوى الداخلي لصالح حماس تركز في الضفة الغربية، فيما هبطت شعبية الرئيس محمود عباس عدة درجات مئوية خاصة في الضفة.
وبشأن الأوضاع الداخلية الأخرى، تشير النتائج إلى أن ربع الجمهور فقط يعتقد أن اتفاق أو اعلان الجزائر سيؤدي لمصالحة فلسطينية بين فتح وحماس، وتزيد نسبة التشاؤم حول مستقبل المصالحة عن 70%.
كما ينظر الجمهور لقرار الرئيس عباس بتشكيل مجلس أعلى للقضاء برئاسته نظرة سلبية إذ يرى واحد من كل خمسة فقط أنه يهدف لتقوية القضاء فيما تزيد نسبة الاعتقاد أنه يضعف استقلال القضاء عن أكثر من 70%.
وأشارت نتائج هذا الربع إلى هبوط ملموس في نسبة تأييد حل الدولتين يصاحبه ارتفاع ملموس في نسبة الاعتقاد بأن هذا الحل لم يعد عملياً أو ممكناً بسبب التوسع الاستيطاني، لكن هذا التغيير لا يصاحبه ارتفاع في نسبة تأييد حل الدولة الواحدة ذات الحقوق المتساوية للفلسطينيين والإسرائيليين اليهود، وعلى العكس، تشير النتائج لهبوط في تأييد هذا الحل أيضاً.
وتدل هذه النتائج على أن التغيير الحاصل في المواقف تجاه التسوية مع إسرائيل تعكس تشدداً في المواقف الشعبية تجاه الحل السياسي، ويظهر هذا الأمر بوضوح في ارتفاع كبير في الضفة الغربية في نسبة تأييد العودة لانتفاضة مسلحة لتصبح الأغلبية مؤيدة لها.
كما طرأ هبوط ملموس، في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً، في نسبة النظر بإيجابية لخطوات بناء الثقة الفلسطينية-الإسرائيلية.
كما أن أكثر من 70% من الجمهور يساندون فكرة تشكيل كتائب مسلحة مثل "عرين الأسود"، ويقول واحد فقط من بين كل عشرة فلسطينيين أنه يحق للسلطة الفلسطينية اعتقال أفراد هذه المجموعات أو نزع سلاحهم.
وقال المركز: لعل أبرز هذه التطورات هو الدور الذي لعبته الاشتباكات المسلحة المتصاعدة وغير المسبوقة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في شمال الضفة الغربية مع قوات الجيش الإسرائيلي أثناء اقتحامها للمدن والمخيمات الفلسطينية وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء من المقاومين المسلحين والمدنيين، ويوضح هذا التطور السبب الرئيس وراء كون الضفة الغربية هي المنطقة الأكثر تغيرا في المواقف.
في النتائج التفصيلية، 72% من الجمهور (84% في قطاع غزة و65% في الضفة الغربية) يقولون إنهم مع تشكيل مجموعات مسلحة مثل "عرين الأسود" لا تخضع لأوامر السلطة الفلسطينية وليست جزءاً من قوى الأمن الرسمية، لكن 22% يقولون إنهم ضد ذلك.
تقول نسبة من 59% أنها تخشى أن يؤدي تشكل هذه المجموعات المسلحة إلى اشتباكات مسلحة داخلية بينها وبين قوى الأمن الفلسطينية فيما تقول نسبة من 39% أنها لا تخشى ذلك.
و79% من الجمهور يقولون إنهم ضد قيام أفراد المجموعات المسلحة هذه بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية لحمايتهم من الاغتيالات الإسرائيلية، وتقول نسبة من 17% أنها تؤيد ذلك.
وتقول الأغلبية الساحقة (87%) أنه لا يحق للسلطة الفلسطينية القيام باعتقال أفراد هذه المجموعات المسلحة لمنعهم من القيام بأعمال مسلحة ضد إسرائيل أو لتوفير الحماية لهم فيما تقول نسبة من 10% أنه يحق لها القيام بذلك.
وتتوقع الأغلبية (59%) أن تمتد وتنتشر هذه المجموعات المسلحة لمناطق أخرى في الضفة الغربية فيما تقول نسبة من 15% أنهم يتوقعون أن تنجح إسرائيل في اعتقال أو قتل أفرادها، وتقول نسبة مماثلة (14%) أنهم يتوقعون أن تنجح السلطة الفلسطينية في احتواء هذه المجموعات المسلحة.
بشأن الانتخابات الفلسطينية، تقول نسبة من 69% أنها تريد إجراء انتخابات فلسطينية عامة تشريعية ورئاسية قريباً في الأراضي الفلسطينية فيما تقول نسبة من 29% أنها لا ترغب بذلك، فيما ترتفع نسبة المطالبة بإجراء الانتخابات إلى 75% في قطاع غزة وتهبط إلى 65% في الضفة الغربية، لكن أغلبية من 63% تقول بأنها لا تعتقد بأن انتخابات تشريعية أو انتخابات تشريعية ورئاسية ستُجرى فعلاً قريباً.
وحول فيما إذا، جرت انتخابات رئاسية جديدة اليوم وترشح فيها اثنان فقط هما محمود عباس واسماعيل هنية فإن نسبة المشاركة ستبلغ 46% فقط، ومن بين المشاركين يحصل عباس على 36% من الأصوات ويحصل هنية على 54% (مقارنة مع 53% لهنية و38% لعباس قبل ثلاثة أشهر). في قطاع غزة، تبلغ نسبة التصويت لعباس 36% وهنية 60%، أما في الضفة فيحصل عباس على 36% وهنية على 46%. أما لو كانت المنافسة بين مروان البرغوثي وهنية فإن نسبة المشاركة ترتفع لتصل إلى 62%، ومن بين هؤلاء يحصل البرغوثي على 61% وهنية على 34%. ولو كانت المنافسة بين محمد اشتيه وإسماعيل هنية فإن نسبة المشاركة تهبط إلى 43% فقط، ومن بين هؤلاء يحصل اشتية على 31% وهنية على 60%.
وفي حال لم يترشح الرئيس عباس للانتخابات فإن مروان البرغوثي هو المفضل حيث اختارته، في سؤال مغلق، أي محدد الخيارات، نسبة من 39%، يتبعه اسماعيل هنية بنسبة 17%، ثم محمد دحلان بنسبة 5%، ثم يحيى السنوار بنسبة 4%، ثم محمد اشتيه وخالد مشعل وحسين الشيخ بنسبة 3% لكل منهم، وقالت نسبة من 22% أنها لم تقرر أو لا تعرف من ستختار.
وعن نسبة الرضا عن أداء الرئيس عباس تبلغ 23% ونسبة عدم الرضا 73%. نسبة الرضا عن عباس في الضفة الغربية تبلغ 23% وفي قطاع غزة 23%، بلغت نسبة الرضا عن الرئيس عباس قبل ثلاثة أشهر 26% وعدم الرضا 74%. وتقول نسبة من 75% أنها تريد من الرئيس الاستقالة فيما تقول نسبة من 20% أنها تريد من الرئيس البقاء في منصبه. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 74% أنها تريد استقالة الرئيس. تبلغ نسبة المطالبة باستقالة الرئيس 73% في الضفة الغربية و79% في قطاع غزة.
وحول فيما إذا جرت انتخابات برلمانية جديدة اليوم بمشاركة كافة القوى السياسية التي شاركت في انتخابات 2006 فإن 65% يقولون بأنهم سيشاركون فيها، ومن بين هؤلاء المشاركين تحصل قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس على 34%، وفتح على 34%، وتحصل كافة القوائم الأخرى التي شاركت في انتخابات عام 2006 مجتمعة على 10%، وتقول نسبة من 21% أنها لم تقرر بعد لمن ستصوت. قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التصويت لحماس 32% ولفتح 34%. تبلغ نسبة التصويت لحماس في قطاع غزة 43% (مقارنة مع 44% قبل ثلاثة أشهر) ولفتح 30% (مقارنة مع 29% قبل ثلاثة أشهر). اما في الضفة الغربية فتبلغ نسبة التصويت لحماس 26% (مقارنة مع 21% قبل ثلاثة أشهر) ولفتح 38% (مقارنة مع 38% قبل ثلاثة أشهر).
وتقول النسبة الأكبر (28%) أن حماس هي الأكثر جدارة بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني اليوم فيما تقول نسبة من 25% فقط أن حركة فتح بقيادة الرئيس عباس هي أكثر جدارة بذلك. وتقول نسبة من 40% ان الاثنتين غير جديرتين بالتمثيل والقيادة. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 27% إن حماس هي الأكثر جدارة، وقالت نسبة من 26% أن "فتح بقيادة الرئيس عباس" هي الأكثر جدارة، وقالت نسبة من 42% إن الاثنتين غير جديرتين بالتمثيل والقيادة.
وفي ضوء التسريبات الصحفية حول أسباب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، نصف الجمهور الفلسطيني (50%) يعتقدون أن جهة فلسطينية نفذت عملية التخلص من عرفات ولكن بتخطيط من إسرائيل وبتعليمات منها، فيما تعتقد نسبة من 24% أنه لم يكن لأي طرف فلسطيني دور في وفاة عرفات، وتقول نسبة من 14% أن جهة فلسطينية خططت ونفذت عملية التخلص من عرفات.
وحول هجرة الشبان، تم سؤال الجمهور عن الجهة المسؤولة عن غرق مجموعات من الفلسطينيين من قطاع غزة في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول بطرق غير مشروعة لبلدان أوروبية. تقول النسبة الأكبر (27%) أنها حماس، وتقول نسبة من 24% أنها إسرائيل، وتقول نسبة من 18% أنها السلطة الفلسطينية، وتقول نسبة من 18% أن المسؤول هم الأشخاص المهاجرون أنفسهم، وتقول نسبة من 3% أنها مصر.
وتقول نسبة تبلغ 24% من الجمهور الفلسطيني أنها ترغب في الهجرة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة وتبلغ هذه النسبة 30% في قطاع غزة و20% في الضفة الغربية. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 23% من سكان الضفة الغربية أنها ترغب في الهجرة وقالت نسبة من 29% من سكان القطاع أنها ترغب في الهجرة.
ونسبة التقييم الإيجابي لأوضاع قطاع غزة تبلغ 6% في هذا الاستطلاع ونسبة التقييم الإيجابي لأوضاع الضفة الغربية تبلغ 22%، في حين أن نسبة الإحساس بالأمن والسلامة الشخصية في قطاع غزة تبلغ 77% ونسبة الإحساس بالأمن في الضفة الغربية تبلغ 64% فقط.
وتبلغ نسبة الاعتقاد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية 81%. وتقول نسبة من 69% أنه يوجد فساد في المؤسسات التي تديرها حماس في قطاع غزة. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 86% بوجود فساد في أجهزة السلطة الفلسطينية وقالت نسبة من 73% بوجود فساد في المؤسسات العامة التي تديرها حماس.
وتقول نسبة من 46% من سكان الضفة الغربية أنه يمكن للناس انتقاد السلطة الفلسطينية في الضفة بدون خوف فيما تقول أغلبية من 51% أن ذلك غير ممكن. أما بين سكان قطاع غزة فتقول نسبة من 48% أنه يمكن انتقاد سلطة حماس بدون خوف فيما تقول نسبة من 51% أن ذلك غير ممكن.
وتقول أغلبية من 59% أن السلطة الفلسطينية قد أصبحت عبءً على الشعب الفلسطيني وتقول نسبة من 36% فقط أنها إنجاز للشعب الفلسطيني. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 57% أن السلطة عبء وقالت نسبة من 38% أنها إنجاز.
بشأن المصالحة، 26% متفائلون بنجاحها، 72% غير متفائلين، قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 25% أنها متفائلة. وعند السؤال عن إمكانية نجاح المصالحة على ضوء اتفاق الجزائر قالت نسبة من 26% فقط أن الاتفاق سيؤدي للمصالحة وقالت نسبة من 67% أنه لن يؤدي للمصالحة.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تشكيل حكومة اشتية فإن توقعات الجمهور للمستقبل لا تعكس تفاؤلاً، حيث تقول الأغلبية العظمى (78%) أن حكومة اشتية لن تنجح في تحقيق المصالحة وتوحيد الضفة والقطاع فيما تقول نسبة من 18% أنها ستنجح في ذلك. وفي سؤال مماثل عن التوقعات بنجاح الحكومة في إجراء انتخابات تشريعية أو تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع تقول نسبة من 20% فقط أنها ستنجح في ذلك وتقول نسبة من 76% أنها لن تنجح. وفي سؤال مماثل عن التوقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية تقول الأغلبية (79%) أن الحكومة لن تنجح في تحقيق ذلك فيما تقول نسبة تبلغ 17% أنها ستنجح في ذلك.
وحول المونديال في قطر، تقول نسبة من 66% من الجمهور الفلسطيني أنها قد استعادت الكثير من الثقة بالشعوب العربية بعد خيبات الأمل من التطبيع العربي مع إسرائيل، وذلك على ضوء ما تبين من حجم التأييد الفلسطيني من بين المشجعين أثناء مباريات كرة القدم في مونديال قطر، وتقول نسبة من 21% أنها استعادت بعض الثقة، فيما تقول نسبة من 5% فقط أن ثقتها في العالم العربي بقيت ضئيلة، وتقول نسبة من 4% انه لا يوجد لديها ثقة بالعالم العربي بالمرة.
وعن الغايات العليا للشعب الفلسطيني، تقول نسبة من 39% تعتقد أن الغاية العليا الأولى للشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون تحقيق انسحاب إسرائيلي لحدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية. في المقابل فإن 33% يقولون إن الغاية الأولى يجب أن تكون الحصول على حق العودة للاجئين وعودتهم لقراهم وبلداتهم التي خرجوا منها في عام 1948، وتقول نسبة من 14% أنها ينبغي أن تكون بناء فرد صالح ومجتمع متدين يلتزم بتعاليم الإسلام كاملة، وتقول نسبة من 13% أن الغاية الأولى ينبغي ان تكون بناء نظام حكم ديمقراطي يحترم حريات وحقوق الإنسان الفلسطيني.
وفي سؤال عن المشكلة الأساسية التي تواجه المجتمع الفلسطيني اليوم، قالت النسبة الأكبر، 25% (8% في قطاع غزة و36% في الضفة الغربية) إنها انتشار الفساد؛ وقالت نسبة من 21% (26% في قطاع غزة 17% في الضفة الغربية) إنها تفشي البطالة وانتشار الفقر؛ وقالت نسبة من 20% إنها استمرار الاحتلال والاستيطان؛ وقالت نسبة من 17% (26% في قطاع غزة و11% في الضفة الغربية) إنها الحصار والإغلاق على قطاع غزة؛ وقالت نسبة من 10% إنها الانقسام بين الضفة والقطاع، وقالت نسبة من 4% إنها ضعف القضاء وغياب الحريات والمساءلة والديمقراطية.
ووعند السؤال عن المشكلة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للفلسطينيين اليوم، قالت النسبة الأكبر (38%) أنها الاحتلال، وقالت نسبة من 22% أنها الفساد، وقالت نسبة من 15% أنها البطالة، وقالت نسبة من 15% أنها الانقسام، وقالت نسبة من 6% أنها العنف الداخلي.