تقرير: «متنزه استيطاني» بين القدس والبحر الميت يغلق ملف ما يسمى «حل الدولتين»
2022-06-18
رام الله (الاتجاه الديمقراطي)
أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان تقرير الاستيطان الأسبوعي سلط الضوء على المخطط الاستيطاني الأكبر والأخطر على الإطلاق في حال إقراره وتطبيقه وهو إقامة «متنزه استيطاني» بين القدس والبحر الميت يغلق ملف ما يسمى «حل الدولتين»، وهذا هو نص التقرير:
في مخطط استيطاني هو الأكبر والأخطر على الاطلاق في حال إقراره وبدء تطبيقه، كشفت وسائل الاعلام العبرية عن مخطط لإقامة "حديقة وطنية" تابعة للمستوطنات في الضفة الغربية على مساحة تصل إلى مليون دونم بين القدس والبحر الميت. ومن المعروف أن مجلس "يشع" للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة كان يضغط بقوة في هذا الاتجاه لليحلولة دون إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية إلى الأبد .
فقد تم الاسبوع الماضي كشف النقاب عن اكبر مشروع سطو لصوصي على اراض فلسطينية بين القدس والبحر الميت بهدف معلن يدعي إقامة متنزه بين القدس والبحر الميت وهدف آخر مضمر بهدف ترسيم وضع المنطقة الواسعة تحت تصرف المخططات الاستيطانية على اعتبار ان المنطقة أصبحت منطقة نفوذ للمستوطنات .
مشروع المتنزه في اطار المخطط الاستيطاني يقوم على مصادرة مليون دونم بين القدس المحتلة والبحر الميت ، ومن شأنه أن يغير وجه المنطقة الواقعة بين القدس المحتلة والبحر الميت بذريعة تحويلها لمحمية طبيعية . وبحسب تفاصيل المخطط الجديد فإن الحديقة الاستيطانية الكبرى سوف تمتد من مستوطنة " كوخاف هشاحر " شرق رام الله لتصل منطقة الهيروديون شرق بيت لحم. مشروع الحديقة الاستيطانية في حال تنفيذه هو في المحصلة أخطر من مشروع التمدد الاستيطاني قي المنطقة المسماة (E1) وهو مفصل بشكل محكم ليفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها وسطها .
أما التداعيات السياسية لهذه الخطوة فهي واضحة تماما فمنذ عقود يطالب اليمين الاسرائيلي بالبناء الاستيطاني في المنطقة E1 بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس ، ويأتي هذا المخطط الجديد لسد الفجوة بين المنطقتين وإغلاق ملف ما يسمى حل الدولتين . ويشمل المخطط إقامة مراكز سياحية في المنطقة ، ومطاعم متحركة وشبكة فنادق شمال البحر الميت ومركز معلومات مشترك. وعلى الرغم من أن المخطط ما زال أوليًا ، إلا أنه يُعتبر استراتيجيًا في محتواه السياسي. ويعمل التجمع الاستيطاني للبحث عن شركاء لدعم المشروع ودفع حكومة الاحتلال لتبنيه.
على صعيد آخر بدأت بلدية الاحتلال في القدس بتنفيذ المرحلة الأولى من مخطط تهويدي جديد يستهدف تقطيع أوصال القدس الشرقية المحتلة ، ضمن ما تطلق عليه هذه البلدية مشروع " مركز المدينة " الذي أعدته وزارة الداخلية الإسرائيلية قبل نحو 20 عامًا . يمتد المشروع على مساحة نحو 700 دونم ، قرب شارع عثمان بن عفان من الشمال ، حتى شارع المقدسي من الشرق ؛ بهدف تحديد سياسات البناء فيها وتغيير هويتها . ويبدأ المخطط التهويدي الجديد من شارع الأنبياء الذي يقع في الجزء الغربي من القدس، ويتصل بباب العامود وشارع السلطان سليمان وصولا الى شارع صلاح الدين الأيوبي ، ويهدف لربط القدس الغربية بالقدس الشرقية ضمن مخطط ما يسمى " القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ".
ويتضمن المخطط، الكثير من اليافطات باللغة العبرية داخل المنطقة المستهدفة ، بهدف " عبرنة " المنطقة والشوارع . وقد رصدت بلدية الاحتلال مبلغ 600 مليون شيكل لتنفيذ ما تسميه أعمالا تطويرية في وقت بدأ تنفيذ المرحلة الأولى بالفعل ، فيما تخطط البلدية لاستكمال المراحل الأخرى خلال فترة قصيرة لا تتجاوز اسابيع .
كما نفسه صادقت بلدية الاحتلال على المخطط الهيكلي التفصيلي لتحويل سوق الأغنام " الجمعة " أو "أرض الخندق " وجزء من أرض المقبرة اليوسفية في الزاوية الشرقية من سور البلدة القديمة الى متنزه سياحي بعد ان أعلنت المصادقة على المخطط الهيكلي التفصيلي رقم 0872952/101 لمشروع السوق في الزاوية الشمالية الشرقية من سور البلدة القديمة .ويهدف المشروع إلى إقامة متنزه سياحي حول أسوار البلدة القديمة على مساحة 4.5 دونم" ، علما أن الأرض بملكية خاصة لعائلات عويس وحمد وعطا الله. وكانت العائلات المذكورة قد تمكنت في نهاية العام 2019 من انتزاع قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بملكيتها للأرض بعد صراع مع بلدية الاحتلال استمر عدة سنوات. والأرض ملاصقة للمقبرة اليوسفية وكانت تعرف لسنوات طويلة خلت باسم " سوق الجمعة " لأنه كانت تباع الأغنام والمواشي فيها حتى الثمانينيات حينما صادرتها بلدية الاحتلال وحولتها الى مكب للنفايات.. ومن جهة ثانية ، فإن أرض "صرح الشهيد" الملاصقة للمقبرة اليوسفية هي أرض وقف إسلامي. وكان المواطنون احتجوا على قرار تحويل أرض صرح الشهيد إلى متنزه وحديقة خاصة وأن فيها قبوراً إسلامية غير أن بلدية الاحتلال رفضت الاحتجاجات وأصرت على موقفها بتحويل الأرض إلى حديقة توراتية ■