الاحتلال يجيز «الخدمة الوطنية» لمواطنيه اليهود في البؤر الاستيطانية
2022-03-19
نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان اليوم تقريره الاسبوعي إن سلطات الاحتلال لا تكتفي بإصدار التشريعات والقوانين الهادفة الى إضفاء شرعية على بؤر استيطانية اقيمت حسب أقوال الحكومة خلافا لقانون الاحتلال ، وذلك في سياق تطبيقها لقانون التسويات ، الذي صادقت عليه الكنيست الاسرائيلي في أيار من العام الماضي، وفيما يلي نص التقرير :
سلطات الاحتلال لا تكتفي بإصدار التشريعات والقوانين الهادفة الى إضفاء شرعية على بؤر استيطانية اقيمت حسب أقوال الحكومة خلافا لقانون الاحتلال ، وذلك في سياق تطبيقها لقانون التسويات ، الذي صادقت عليه الكنيست الاسرائيلي في أيار من العام الماضي، بل تذهب ابعد من ذلك في تشجيع منظمات الارهاب اليهودي التي تتخذ من هذه البؤر ملاذات آمنة في حماية قوات الاحتلال وخاصة ما تسمى كتيبة ” نيتساح يهودا ” التي يشرف عليها حاخامات متطرفون وتتبع ما يسمى تعاليم التوراة وتعتبر ميلشيا ارهابية داخل الجيش الاسرائيلي . ففي تطور جديد وخطير سمحت سلطات الاحتلال للمواطنين الاسرائيليين من اليهود بأداء ما يسمى ” الخدمة الوطنية ” في البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة ، بما في ذلك المزارع والبؤر الاستيطانية التي صدرت بحقها أوامر هدم وإخلاء، حيث تم السماح حاليا لثمانية من هؤلاء بأداء “الخدمة الوطنية” بالبؤر الاستيطانية بالضفة، وذلك بالتعاون ما بين سلطات جيش الاحتلال ومنظمة ” هشومير- يشاع” التي تحصل على تمويل من الحكومة الإسرائيلية ، إذا يقدر أن 40% من ميزانياتها حصلت عليها من الأموال العامة. وذلك في 8 بؤر ومزارع استيطانية مختلفة بالضفة، ومن المتوقع أن يتم توسيع دائرة البؤر والمزارع الاستيطانية التي يسمح بأداء ” الخدمة الوطنية ” بها. ومن بين المزارع الاستيطانية التي يمكن أداء “ا لخدمة الوطنية ” فيها مزرعة ” ناحال شيلو ” و” جبل بني كيدم ” ومزرعة “هار كانوف” و”تسان كيدار”، و”كشوالا”، و”أهافات عولام”، وهي جميعها صدر بحقها أوامر إخلاء وهدم، إضافة إلى مزرعة “نوف آفي” و”حيفات هآرتس”.
علما أن المزارع هي أكثر أنواع البؤر الاستيطانية شيوعا وانتشار في الضفة، ووفقا لتقديرات حركة “السلام الآن”، يوجد حاليا حوالي 50 مزرعة استيطانية في الضفة التي تتوسع على حساب الأراضي المتواجدة بملكية خاصة للسكان الفلسطينيين.والمستوطنون الذين يستوطنون في المزارع والبؤر الاستيطانية عادة ما يكونون أفرادا من عائلة واحدة، ويعتمدون رعاية الأغنام في الأراضي الفلسطينية الخاصة، وذلك كإجراء ووسيلة لوضع اليد على الأراضي الفلسطينية وتعزيز الاستيطان الرعوي بذريعة “”حماية أراضي الدولة”.وبحسب إحصاءات منظمات إسرائيلية، ومنها “بتسيلم” و”كيرم نفوت”، فإنه خلال السنوات الخمس الماضية قامت 4 مزارع في الضفة بالسيطرة على أراضي فلسطينية بالضفة بمساحة حوالي 20866 دونم، وتحويلها لبؤر استيطانية، وذلك بدعم من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
شرعت آليات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف أراضٍ في بلدة بيت صفافا ، جنوب شرق القدس المحتلة، لإقامة حي استيطاني جديد، مكون من 2500 وحدة استيطانية في مستوطنة “جفعات همتوس”، المعروفة بـ “تلة الطيار” المقامة على أراضي القرية . وخلال عمليات التجريف تم الكشف عن منطقة أثرية في قمة البلدة، التي ستحولها بلدية الاحتلال إلى حي استيطاني ، بعدما تم الاستيلاء على أراضيها بحجة أنها “أملاك غائبين”، في محاولة لمحاصرتها وتطويقها بالمستوطنات. هذا المشروع الاستيطاني الذي بدأ تنفيذه الآن ، يأتي ضمن 5 مخططات جديدة لبناء 3557 وحدة استيطانية ، أقرت منذ مطلع العام الجاري ، حيث ستقام إحدى هذه الوحدات الاستيطانية بين مستوطنتي “هارحوما” جبل أبو غنيم جنوبا و”جفعات همتوس” بهدف إحكام إغلاق المنطقة الجنوبية بشكل كامل، وقطع التواصل بين مدينة بيت لحم وجنوب العاصمة الفلسطينية المحتلة .
كما تحرك بلدية الاحتلال في القدس مخططا لإقامة مشروع استيطاني على جزء من قرية المالحة المهجرة،في سياق الخارطة الهيكلية لمسماة ” تاما 38″ . وقد كشف النقاب عن المشروع من خلال الاعتراضات التي قدمها المستوطنون الذين استوطنوا القرية المهجرة، وسكنوا في منازل العائلات الفلسطينية التي تم تشريدها خلال النكبة عام 1948 . وقدمت الاعتراضات إلى لجنة التنظيم والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال، وتشير الاعتراضات إلى أن المشروع قد يتسبب في هدم وتدمير العديد من المنازل القديمة، ومسجد المالحة التاريخي، ومنازل يعود إعمارها للقرن الماضي. وبحسب المخطط المدرج ضمن مشروع الخارطة الهيكلية “تاما 38″، سيتم إقامة مشروع استيطاني ، يشمل بناء عمارات وأبراج ووحدات سكنية استيطانية على أنقاض المنازل التاريخية والمباني والمواقع القديمة.
يذكر أن المنازل القديمة والمباني التاريخية لقرية المالحة تقع على سفح تلة جبلية مرتفعة يحدها من الجهة الشرقية بيت صفافا ، وحي القطمون ، ومن الجهة الغربية قريتا عين كارم والجورة ، ومن الجهة الشمالية أراضي لفتا ودير ياسين، ومن الجنوب أراضي بيت جالا وشرفات. ومن المتوقع أن تناقش بلدية الاحتلال الاعتراضات من خلال اللجنة المحلية للتنظيم والبناء. ويتضح من خلال الاعتراضات، أن المستوطنين أبدوا معارضتهم للمخطط وأعربوا عن المعارضة للطلب الذي قدمه المبادر للمشروع الاستيطاني للحصول على تصاريح وتراخيص لبدء العمل في منطقة الحي التاريخي وهو حي كانت أزقته تضم منازل قرية المالحة العربية التي هجرت خلال النكبة ، وسكنها فيما بعد مهاجرون يهود من مختلف الجنسيات ، حيث يتميز الحي بالمباني السكنية القديمة ذات البناء العربي التقليدي، ومعظمها مباني قديمة جدا، تعتمد على وحدة سكنية واحدة مبنية على قطع أراضي زراعية وواسعة.وسيؤدي مشروع المخطط لهدم المنازل والمباني القديمة والتاريخية، لبناء عمارات من 4 طوابق تقام فوق مواقف للسيارات ومخازن، إلى جانب إقامة 8 وحدات استيطانية.
وطالبت الاعتراضات برفض طلب الحصول على تصاريح لبدء العمل بالمشروع لعدد من الأسباب، لكن دون التطرق إلى حقوق أصحاب هذه المنازل من الفلسطينيين الذين حولتهم إسرائيل بعد النكبة إلى لاجئين، وسلبت حقوقهم في أراضيهم ومنازلهم، والذين هجروا إلى الضفة الغربية والقدس ومحيطها وفي الشتات. وحسب الاعتراضات فإن هذا المخطط الاستيطاني يأتي ضمن مخطط لتوسيع أحياء استيطانية جنوب القدس ومسح الخط الأخضر على أراضي بيت صفافا وشرفات وتوسيع مستوطنة جيلو جنوبًا وربطها بالشارع اللالتفافي الذي يجري شقه جنوبًا من مستوطنة كفار عتصيون ويتقاطع مع الشارع الأمريكي لربط المستوطنات الجنوبية في القدس وفي الغور والمستوطنات في القدس الشرقية – معالية ادميم وبسجات زئيف .
وفي نفس السياق عقدت لجنة التخطيط والبناء في القدس برئاسة القائم بأعمال الرئيس شيرا تلمي باباي، مناقشة إيداع خطة بناء برج في القدس وفندق أيقونيين في مجمع إبستين على محور القطار الخفيف على أراضي قرية عين كارم المهجرة عام 1948. وحسب الخطة سيتكون البرج من 40 طابقًا صممته شركة المهندسين المعماريين العالمية، وهي واحدة من الشركات الرائدة في العالم، والتي صممت أيضًا “ برج خليف ة” في دبي. الخطة تقع على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 7 دونمات في الطرف الشمالي من حي كريات يوفال، بجوار محطة القطار الخفيف على ما يسمى جبل هرتسل وموقف سيارات، والبرج ومجمع ذو موقع فريد على التلال الممتدة على جبال القدس الغربية، المطلة على منظر خلاب لجبال القدس . وتتضمن الخطة بناء 240 وحدة استيطانية في برج مكون من 40 طابقًا، منها 48 وحدة سكنية مخصصة للشقق الصغيرة، كما تتضمن الخطة بناء فندق تبلغ مساحته حوالي 9000 متر مربع، ومبنى عام للثقافة بمساحة حوالي 5000 متر مربع.
وأعلنت سلطة الأراضي الإسرائيلية وبلدية القدس، في إطار مناقصة الأرض عن فوز مجموعة تسفيلي بالعطاء ، الذي بلغت قيمتة 78.5 مليون شيكل، لبناء 9 أبراج استيطانية على أراضي قرية لفتا الفوقا مدخل مدينة القدس الشمالي الغربي . ويعتبر المشروع الذي تسميه بلدية الاحتلال مشروع حي مدخل القدس مشروعا مشتركا بين (سلطة الأراضي الإسرائيلية) وبلدية القدس وشركة إيدن – شركة التنمية الاقتصادية البلدية . ويمتد المشروع من القدس الغربية عبر شارع يافا إلى القدس الشرقية من الغرب إلى الشرق في نقلة نوعية في شكل وطراز ونوعية البناء المرتفع بأبراج ومجمعات تجارية وعمارات سكنية ضخمة. ويخترق المحطة المركزية ومحطة قطار وبين شوارع يافا ونورداو وشازار
وفي المداولات الجارية حول مصير القرية البدوية في الخان الاحمر منحت المحكمة العليا الإسرائيلية ما يسمى “ممثل الدولة/ الحكومة”، مهلة 120 يومًا لتوضيح أسباب عدم وفائها بالتزامها قبل 3 سنوات لإخلاء القرية . وقد جاء ذلك بعد تقديم التماس من حركة “ريجافيم” اليمينية المتطرفة التي تصر على إخلاء القرية البدوية شرقي القدس المحتلة.وكان “ممثل الدولة” قد طلب منذ أيام من المحكمة تأجيل البت في الالتماس الذي يطالب بتنفيذ الإخلاء، لمدة 30 يومًا أخرى، وهو الطلب السابع المماثل الذي تقدمه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ 3 سنوات.
وفي محافظات الضفة الغربية الاخرى يتواصل النشاط الاستيطاني . فقد شرع مستوطنون ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة “شدموت ميخولا”، المقامة على أراضي الفلسطينيين في الأغوار الشمالية. وفي السياق ذاته أقام مستوطنون غرفة من الخشب وألواح “الزينكو” في أراضي خربة الفارسية بالأغوار الشمالية في الأراضي الواقعة بين مستوطنتي “روتم”، و”شدموت ميخولا” المقامتان على أراضي المواطنين في الفارسية بالأغوار الشمالية . وفي الوقت نفسه تخطط سلطات الاحتلال لدمج أربع مستوطنات ضمن تكتل استيطاني كبير في الاغوار الشمالية ، في ظل وجود أعمال توسعة تجري على قدم وساق لمستوطنات “شدموت ميخولا”، و”روتم”، و”جفعات ساليت”، و”مسكيوت” تهدف إلى جعلها مستوطنات مترابطة جغرافياً، لتكون أول مدينة استيطانية يقيمها الاحتلال في الاغوار الفلسطينية
وفي محافظة بيت لحم أقام مستوطنون بؤرة استيطانية عشوائية جديدة في أراضي قرية بتير قرب بيت لحم فيما منعت قوات الاحتلال أصحاب أراضي محاذية للبورة الاستيطانية من الوصول إلى أراضيهم منذ إقامة البؤرة ، الأسبوع الماضي. ويزعم الاحتلال أن البؤرة الاستيطانية مقامة على “أراضي دولة”، لكن سكان بتير يؤكدون أن أراض بملكية خاصة فلسطينية، وتوجهوا إلى “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مطالبين بإخراج المستوطنين وفتح تحقيق ضدهم. وأفاد عضو مجلس محلي بتير، محمد عبيد الله، أن المستوطنين وضعوا في الأرض التي استولوا عليها شاحنة يستخدمونها للمبيت وبيت متنقل وزريبة أغنام. وأضاف أن هذه المرة الرابعة التي يحاول فيها المستوطنون إقامة بؤرة استيطانية في المكان، وفي مرة سابقة شقوا طريقا إلى البؤرة الاستيطانية، وقاموا بتوسيعها، الأسبوع الماضي. ويتواجد في المكان عدد من المستوطنين وبهائم. كما أخطرت سلطات الاحتلال بوقف استصلاح أراض في قرية أرطاس، جنوب بيت لحم.في منطقة جبل أبو زين جنوب القرية، ووضعت فيها إخطارا يتضمن وقف استصلاحها ، وتعود ملكيتها لجميع عائلات القرية ، وتبلغ مساحتها قرابة 700 دونم.