رام الله (الاتجاه الديمقراطي)
في قاعة مدرسة الكاثوليك برام الله، اجتمع كلُّ من أحبّها؛ من أجل إحياء ذكراها التي خلدت أثراً لا يزول، إنها الرفيقة المناضلة آمنة الريماوي الشهيرة بعبارة «كله منشان الوطن»، عاشت الريماوي ثابتة على مبادئها عنيدة منحازة لفلسطين أولاً، ولنساء فلسطين مؤمنة بحقوق العاملين الكادحين.
ولدت المناضلة الريماوي، عام 1957، في قرية بيت ريما، بالقرب من مدينة رام الله، وتعتبر قائدة عمالية شعبية، حيث رحلت عن عمر يناهز 64 عاماً قضتها في رفع راية الوطن ومناصرة المرأة.
شقيق آمنة د.يوسف ريماوي، قال، إن «للمناضل آمنة تاريخ حافل على صعيد الأسرى والوطن، وبرغم الألم والمرض استطاعت مقاومة المرض والنضال من أجل العمال في أحلك الظروف من أجل قضية تؤمن بها وبعدالتها».
وقال نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، إن «آمنة من الكوادر المتقدمة التي لعبت دوراً فعالاً في تأسيس الحركة النقابية العمالية، وشغلت مواقع قيادية متقدمة، وكانت باستمرار في الصفوف الأمامية بكل القضايا المتعلقة بالدفاع عن العمال».
وأضاف إبراهيم ذويب محامي ونقابي سابق في حديثه لشبكة وطن، أنه «كان للراحلة آمنة دور بارز في نقابة العاملين في الزراعة والصناعات الغذائية، حيث تعد هذه النقابة من أولى النقابات التي ترأسها امرأة من قواعد العمل النقابي، حيث كانت آمنة بذاتها عاملة يوماً ما».
وقالت رئيسة المكتب التنفيذي لاتحاد لجان العمل النسائي ندى طوير، إن «معرفتي بالراحلة آمنة كانت من خلال عملها الوطني والحزبي والنقابي». مضيفة: «عملنا معها عبر صفوف الجبهة الديمقراطية، التي كانت من مؤسسيها».
وأضافت طوير «آمنة عاشت فطرة مطاردة من قبل الاحتلال اخبئتها في منزلي وقتها، كما ان آمنة أسيرة محررة وعملها النضالي ضد الاحتلال لا يمكن اختصاره في كلمات».
وقالت مسؤولة دائرة المرأة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عائشة حموضة، إن «آمنة حالة نضالية لا يمكن وصفها في الكلمات لما لها من أثر كبير في كل من خالطها وعاشرها وعمل معها، وهي من غرست العمل النقابي فينا كشباب، كما كان لها دور كبير الدفاع عن حقوق النساء».
وقال أحد مؤسسي اتحاد الشباب الديمقراطي رباح جبر، «عملنا مع آمنة منذ الثمانينيات من القرن الماضي، في حماية نقابة العمال في كل مكان في المصانع والفنادق، واي مكان يواجه فيه العمال مشاكل أو صعوبات».
والرفيقة آمنة الريماوي، هي العضو السابق للجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للنقابات العمالية ومن أبرز المدافعات عن حقوق العمال والنساء بشكل خاص، وإحدى قادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية.
أنشطتها الوطنية المؤثرة وضعتها تحت دائرة الملاحقة والاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال، ما انعكس ذلك لاحقاً على صحتها، فقد كانت الراحلة مواظبة على عملية «غسيل الكلى» التي أنهكتها منذ سبعة أعوام إلاّ أنها لم تنسى مد يدها للآخرين حتى في لحظاتها الأخيرة، فنحتت من أوجاعها فكرة لتعالج غيرها عبر مساهمتها بتأسيس جمعية «مرضى غسيل الكلى».
رحلت آمنة الريماوي مفارجة تاركة خلفها تاريخاً نضالياً مشرفاً وفراغاً في قلوب رفاقها لن يملأه أحد، ورسالة للأجيال بأن الحرية قادمة لا محال. ■