• وفاة «بيكاسو اليوناني» الرسام أليكوس فاسيانوس
    2022-01-20
    اثينا  (أ ف ب)
    توفي الرسام اليوناني أليكوس فاسيانوس المعروف بشخصياته المستوحاة من الأساطير والفلكلور في بلاده، الأحد عن 86 عاما على ما أفادت ابنته لوكالة فرانس برس.
    وأوضحت فيكتوريا فاسيانو أن أليكوس فاسيانوس الذي بقي طريح الفراش على مدى الأشهر الماضية في منزله في باباغو بضاحية أثينا، توفي «أثناء نومه» بعد صراع طويل مع المرض.
    وتوزعت حياة الرسام المتعدد المواهب بين اليونان وفرنسا، حيث درس الطباعة الحجرية في الكلية الوطنية للفنون الجميلة بجانب أسماء كبيرة في الأدب والرسم، من أمثال لويس أراغون ورينيه ماتيس وبابلو بيكاسو الذي كان معجبا به كثيرا، حتى أن البعض كان يلقبه بـ«بيكاسو اليوناني».
    وعلقت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني على نبأ الوفاة قائلة إن «كل أعمال فاسيانوس والألوان التي تملأ لوحاته والأشكال المتعددة الأبعاد التي تهيمن على رسماته، تعبق برائحة اليونان»، واصفة إياه بأنه «من أبرز (الفنانين) المعاصرين الذين رسموا الحضارة الهيلينية».
    وقد بلغ أليكوس فاسيانوس عامه السادس والثمانين في 25 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، لكنه توقف عن الرسم قبل ذلك في 2019 إثر إصابته بمرض انتكاسي، على ما أفادت عائلته خلال لقاء في الخريف الفائت.
    وكانت ابنته التي تترأس جمعية «فاسيانوس إستيتس»، وزوجته ماريزا فاسيانو أعلنتا لوكالة فرانس برس عن افتتاح متحف يحمل اسمه في خريف 2022 داخل مبنى قديم في وسط أثينا أعاد تصميمه بالكامل الفنان مع صديقه المهندس المعماري كيرياكوس كروكوس.
    ووجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تحية مساء الأحد إلى الرسام والشاعر الذي كان يظهر «توازنا دائما بين الواقعية والتجريد».
    وقال إن أليكوس فاسيانوس «ترك لنا إرثا ثمينا»، لافتا إلى أن الفنان المتعدد المواهب دعا أخيرا إلى مواجهة الجائحة الحالية بروح من «التضامن والمحبة والتربية»، لأن «أكثرية أعماله تكرّم الإنسان».
    ويُعرف فاسيانوس الذي درس بداية في الكلية الوطنية للفنون الجميلة في أثينا قبل انتقاله إلى باريس، بلوحاته وأعماله بأسلوب الطباعة الحجرية (ليثوغرافيا) المعروضة في العالم أجمع، حيث يمكن رؤية الدرّاج الذي كان يصادفه الفنان حين كان طفلا لدى التوجه إلى الشاطئ، والشعر الذي يطيّره الريح بحسب التوصيف الوارد في قراءاته من الأساطير الإغريقية، وأسماك جزيرته المفضلة كيا، والأمواج الدائرية كما في ملحمة الأوديسة، والطيور التي تبسط جناحيها… كل هذا وأكثر استحال بمثابة علامة خاصة بأعماله.
    ورغم تشبيه أعماله بأسلوب ماتيس او بيكاسو، نفى فاسيانوس باستمرار أن يكون قد استلهم أعماله من فنان أكثر من آخر، وكان يفضل القول إنه يستوحي من «77» ملهما، وفق زوجته.
    وكان فاسيانوس الرافض لأي ضغوط، يرسم من دون ظلال أو رسوم تمهيدية، شخصياته المستقاة من الميثولوجيا الإغريقية والفن البيزنطي أو الفطري.
    جابت أعمال فاسيانوس أرجاء المعمورة، من باريس إلى ميونيخ مرورا بساو باولو. ويمكن رؤيتها خصوصا في متحف الفن المعاصر في باريس ومؤسسة ماخت في جنوب فرنسا ومكتبة البيناكوتيك في أثينا.
    وقد كرّمته فرنسا، وطنه الثاني، برتبة ضابط في جوقة الشرف ووسام الفنون والآداب الفرنسي، وتسلم هذا التكريم في أثينا سنة 2020.
    غير أن «الانتماء لليونان كان دائما مصدر إلهام له، من الميثولوجيا إلى اليونان المعاصرة»، على تعبير زوجته.
    وقالت الزوجة «لطالما كان يعتقد أن الفنان يجب أن يبدع بالاستناد إلى ما يعرفه». وهو كان يقول إن «ما أعرفه هي اليونان بزرقة سمائها، لذا كنت أرسم بالأزرق. كنت أعرف الجزر اليونانية والبحر والموج».

    http://www.alhourriah.ps/article/73538