وعد بلفور المشؤوم .. 104 سنة على سرقة فلسطين
2021-11-01
غزة ( الاتجاه الديمقراطي)
تحل غدا الثلاثاء، الثاني من تشرين الثاني، الذكرى الـ104 لصدور "اعلان بلفور" المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
وكان هذا الاعلان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.
قبل 104أعوام، كان الفلسطينيون على موعدٍ مع تاريخ يصفونه بـ"الأكثر شؤما" في تاريخهم، تجسدّ في "وعد بلفور"، الذي منحت بموجبه الحكومة البريطانية آنذاك حقا لليهود بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين.
و"وعد بلفور"، هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها وزير خارجية بريطانيا "آرثر جيمس بلفور" بتاريخ 2 من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد ليونيل والتر روتشيلد، تعهد من خلالها بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".
واشتهرت الرسالة باسم "وعد بلفور".
وجاء في نصها: "عزيزي اللورد روتشيلد ؛ إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وأضافت الرسالة: "على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين وسأكون ممتنًّا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح".
بعد أعوام قليلة من وعد بلفور في عام 1920، احتل الجيش البريطاني فلسطين بشكل كامل، وتم انتداب بريطانيا عليها من قبل عصبة الأمم (الأمم المتحدة حاليا)؛ حيث تم إدارة الانتداب بفلسطين من خلال المندوب السامي البريطاني الذي مارس بالكامل جميع السلطات الإدارية والتشريعية فيها.
وفي عام 1948، خرجت بريطانيا من فلسطين، ووفق التاريخ الفلسطيني، فإن بريطانيا سلّمت الأراضي الفلسطينية لـ”منظمات صهيونية مسلّحة”.
تلك المنظّمات الصهيونية ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين وهجّرتهم من أراضيهم لتأسيس دولتهم عليها، فيما عُرفت هذه الحادثة فلسطينيا بـ”النكبة”.
ثلاثة أرباع فلسطين وقعت آنذاك تحت السيطرة الإسرائيلية، في حين حكمت الأردن الضفة الغربية وخضع قطاع غزة للإدارة المصرية.
وبعد 19 عاما، وبالتحديد سنة 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) وقطاع غزة مع شبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.
وبعد توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، خضعت الضفة الغربية (بدون القدس) وقطاع غزة، للحكم الذاتي الفلسطيني.
ويعتبر مراقبون سياسيون ذكرى "وعد بلفور" "يوما أسودا في تاريخ الشعب الفلسطيني، والبشرية بأكملها، وضربة للعدالة الدولية".
ويؤكد المراقبون أن تداعيات هذا الوعد كارثية على الشعب الفلسطيني.
وفي كل مناسبة سنوية لإحياء ذكرى وعد بفلور، ينظم الفلسطينيون فعاليات احتجاجية ميدانية يطالبون خلالها بريطانيا بتصحيح خطئها التاريخي، والاعتذار للشعب الفلسطيني، من خلال تمكينه من إقامة دولة فلسطينية، والاعتراف بالدولة على الحدود التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.
تجدر الإشارة إلى أن مركز العودة الفلسطيني الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له يقود منذ سنوات حملة عالمية لدفع بريطانيا للاعتذار للفلسطينيين عن وعد بلفور.
وتهدف الحملة التي أطلقها مركز العودة عام 2017، إلى دفع بريطانيا للاعتراف بمسؤوليتها التاريخية عن منح وعد بلفور الذي مهّد لطرد نحو 750 ألفاً من الفلسطينيين عام 1948م وإقامة إسرائيل على أنقاض قراهم المدمرة، وإبقاء هؤلاء كلاجئين في مختلف أنحاء العالم بعد أكثر من سبعين عاماً، بعد أن صار عددهم بالملايين.
وقد ردت الحكومة البريطانية على عريضة حملة المركز -التي تطالبها بالاعتذار- بالاعتراف ولأول مرة في تاريخها أن الوعد لم يحمِ الحقوق السياسية للفلسطينيين وخاصة حقهم في تقرير المصير.