مجلس سياسي لقيادة وكوادر «الديمقراطية» بأوروبا حول القضية الفلسطينية
2021-01-03
عواصم أوروبية (الاتجاه الديمقراطي)
عقدت قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين «إقليم أوروبا» مجلساً سياسياً موسعاً ضم صفاً واسعاً من كوادر الساحة الأوروبية للجبهة، تناول آخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، والتحديات التي تواجه القضية الوطنية، والمهام المطروحة على الحركة الوطنية الفلسطينية، بحضور الرفيق معتصم حمادة عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الاعلام المركزي، وذلك عبر تطبيق «زووم» على الانترنت.
افتتحت الندوة بطرح مقدمة مختصرة حول آخر التطورات التي تواجهها القضية الوطنية الفلسطينية، وخاصة في ظل استمرار الهجمة الاميركية الصهيونية على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينية من خلال ما بات يعرف بـ«صفقة القرن» ومشروع الضم الصهيوني من جهة وفي ظل انفراط سلسلة التطبيع لبعض الأنظمة العربية، تلاها تعريف بالرفيق معتصم حمادة.
قدم الرفيق معتصم مداخلة مكثفة تطرق من خلالها الى المشهد السياسي الفلسطيني الحالي، والتحديات التي تواجه القضية الوطنية الفلسطينية، في ظل جميع مشاريع التصفية التي تقودها الإدارة الاميركية فيما بات يعرف بـ«صفقة القرن»، وجوهرها مشروع الضم الصهيوني، مستعرضاً المسار الفلسطيني والإقليمي للصفقة، حيث أكد حمادة ان اليمين المتطرف الصهيوني بقيادة نتنياهو يسعى اليوم الى تكريس مشروع دولة «إسرائيل الكبرى» اليهودية، التي تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني، وإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس ومنح اللاجئين حقهم في العودة وفقا للقرار الاممي 194، وهذا ما عبر عنه بشكل واضح في الإعلان عن بنود الشق السياسي لصفقة القرن ان كان على صعيد اعلان القدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وقطع المساعدات عن وكالة الاونروا وتشريع الاستيطان واعتباره لا يخالف القانون الدولي، وإن كان على صعيد إعادة تعريف اللاجئين الفلسطينيين واسقاط حق العودة عن اكثر من 6 مليون لاجئ فلسطيني، كما عرض المسار الإقليمي المتمثل بإقدام بعض الأنظمة العربية على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، في إطار ما يسمى بتشكيل حلف أمني في المنطقة بقيادة إسرائيل، يستهدف جميع القوى المناضلة والمقاومة للمشروع الأميركي الصهيوني.
وأكد حمادة ان الأساس في افشال جميع هذه المشاريع التآمرية على الشعب الفلسطيني وقضيته يكمن في العامل الفلسطيني الداخلي، وإعادة استنهاض عناصر القوة الفلسطينية، وقلب موازين القوى لصالح الشعب الفلسطيني، وهذا يبدأ من خلال وقف العمل بجميع الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال تحت سقف اتفاقية أوسلو وخاصة التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي، مما يتطلب ضرورة تراجع السلطة عن قرار عودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي خلافا لما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين الذي عقد بتاريخ 392020، والالتزام بما جاء في البيان الختامي خاصة فيما يتعلق بتشكيل قيادة وطنية موحدة تضطلع بمهام قيادة الانتفاضة الفلسطينية الشاملة، وانهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية من خلال انجاز الانتخابات الثلاثية(التشريعية، الرئاسية، المجلس الوطني)، مثنياً على ما ورد في رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والتي وجهت للأمين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق نايف حواتمة، والتي اعلن من خلالها عن موافقة حركة حماس على انجاز الانتخابات وفق مبدأ التتالي والترابط.
وشدد حمادة ان لا خيار امام الحركة الوطنية الفلسطينية إلا خيار الوحدة وإعادة هيكلة النظام السياسي الفلسطيني وخاصة داخل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بما يستجيب للتحديات الراهنة، التي تتطلب حشد جميع القوى الفلسطينية والطاقات للدفع قدما في معركة انجاز الحقوق الوطنية تحت راية البرنامج المرحلي الذي يوجه البوصلة الفلسطينية ويوحد نضال الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
فيما يتعلق بالتطبيع، أكد الرفيق معتصم حمادة أن الرهان كان ومازال على الشعوب الحرة التي مازالت تعتبر فلسطين قضيتها المركزية، وعلى القوى الوطنية والتقدمية التي لن تتوانى عن تحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية اتجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الجبهة الديمقراطية تتواصل مع كافة القوى المناضلة العربية، وترتب لسلسلة من الزيارات واللقاءات مع هذه القوى بهدف وضع استراتيجية مواجهة موحدة لمسلسل التطبيع الذي يصب في مصلحة صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
وأنهى الرفيق حمادة مداخلته بالتشديد على الدور الوطني البارز الذي تضطلع به الجاليات الفلسطينية في جميع القارات وخاصة على صعيد القارة الأوروبية، بحيث اثبتت هذه الجاليات ارتباطها الوطني العضوي بقضيتها الوطنية وشكلت الصوت الصادح للشعب الفلسطيني داخل المجتمعات الأجنبية والأوروبية، وهذا ما برز في التحركات التي قامت بها الجاليات في اعقاب الإعلان عن صفقة القرن ومشروع الضم الصهيوني، مشدداً أن هذا الدور المركزي للجاليات على صعيد إدارة المعركة الديبلوماسية مهم ويجب ان يتصاعد وتتطور أدواته، ان كان على صعيد مواجهة الرواية الصهيونية المضللة والكاذبة وتثبيت السردية الفلسطينية، وإن كان على صعيد كسب أوسع تأييد شعبي ونقابي وثقافي وأكاديمي وسياسي للشعب الفلسطيني، من خلال تطوير نشاط حركة المقاطع (BDS)، والانخراط بها وتعزيز حضورها ومجابهة جميع محاولات تجريمها من قبل البرلمانات الأوروبية بضغط من اللوبيات الصهيونية، وأكد ان تكامل عناصر القوة الفلسطينية في اطار برنامج نضالي سياسي وتنظيمي موحد وبوحدة وطنية متينة، يستطيع الشعب الفلسطيني أن يتقدم الى الأمام وأن يفشل جميع هذه المؤامرات التصفوية.
تخلل اللقاء مجموعة واسعة من الأسئلة التي وجهت للرفيق معتصم حمادة، بالإضافة الى مجموعة من المداخلات المكثفة من وحي موضوع اللقاء.