الرئيس عباس يجدد حالة الطوارئ ويصدر تعليماته للحكومة لكسر منحنى الاصابات العالي بـ«كورونا»
2020-12-03
رام الله (الاتجاه الديمقراطي)
أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً بتمديد حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثين يوما، اعتبارا من اليوم الخميس.
وبناء على المرسوم، تستمر جهات الاختصاص باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمجابهة المخاطر الناتجة عن فيروس كورونا، وحماية الصحة العامة وتحقيق الأمن والاستقرار.
وفي كلمة متلفزة له قال الرئيس عباس «اتفقنا مع الدولِ والجهاتِ المعنيةِ لتوفيرِ لقاح فيروس كورونا بأعدادٍ كبيرةٍ لعلنا نستطيعُ أنْ نَقِيَ أنفسَنا شرَ هذا الوباء».
وأضاف الرئيس «أعطيتُ تعليماتي للحكومةِ للقيامِ بالإجراءاتِ الضروريةِ لكسرِ هذا المنحنى العالي للإصاباتِ مهما كان الثمن».
وتابع الرئيس: إننا «اليوم نواجهُ وضعاً مُستَجداً خطيراً للغاية، وقدْ يعتقدُ البعضُ أنهُ لمْ يعدْ بمقدورِنا الصمودُ أمامَه، لكنَّ الحقيقةَ والواقعَ هو أننا نستطيعُ إذا ما اتخذْنا الإجراءاتِ اللازمةَ وبشكلٍ جماعي وصارم منَ الدولةِ والشعبِ على حدٍ سواء"، مؤكدا نجحْنا إلى حد كبير في الحدِ منْ انتشارِ الفيروس على نطاقٍ واسع».
واستطرد الرئيس«في هذهِ اللحظاتِ الصعبةِ التي نعيشُها معاً، ويعيشُها العالمُ في مواجهةِ جائحةِ كورونا، فإنني أخاطبكُمْ اليومَ منْ موقعِ المسؤوليةِ والحبِ لكمْ والحرصِ عليكم».
وأِشار الرئيس إلى أنَّ العالمَ كلَّه يواجهُ اليومَ جائحة غيرَ مسبوقةٍ في تاريخِ البشرية، وقدْ باتَ واضحا أنهُ ورغم الإمكاناتِ الهائلةِ لدى الدولِ الكبرى والمتقدمة، فإنَّ الجائحةَ تشتدُ وتزدادُ اتساعا وخطورة، رغمَ أنَّ حلولا لها تلوحُ في الأفُق، وكما تذكرونَ، فقدْ بدأنا في مواجهةِ هذهِ الجائحةِ في وقتٍ مبكرٍ جداً، وحققْنا نجاحاً أولياً هاماً، ولكنَّ هذا الوباءَ كانَ أكبرَ منْ إمكاناتِنا وطاقتِنا، وعَجزَ العالمُ بأسرِه عنْ منعِ استشرائهِ.
وقال الرئيس مخاطبا الشعب: «أتوجه إليكمُ اليومَ بهذهِ الرسالةِ لأطمئنكَم بأننا لنْ ندّخرَ جُهداً في القيامِ بواجبِنا كدولةٍ تجاهَ أبناءِ شعبِنا، ولكنَّ هذا الجهدَ لا يمكنُ أنْ يُكتملَ إلا بكمْ وبجهودِكمْ وتعاونِكمْ ووعيِكمْ لكي نحميَ هذهِ الأجيالَ منَ الآباءِ والأمهاتِ والأجدادِ والأبناءِ والأحفادِ منْ مخاطرِ هذا الوباءِ».
وأضاف الرئيس: «يا أبناءَ شعبيَ العزيز والغالي، أرجوكمْ أنْ تُحافظوا على أنفسِكم، ففي كلِ لحظةٍ هناكَ خطر، وكلما سمعتُ بإصابةِ أو فقدانِ عزيزٍ ينتابُني الحزنُ والألمُ الشديد، وأسألُ نفسي هلْ كانَ بمقدوري وبمقدورِنا جميعاً أنْ نحميَ أرواحَ أبنائِنا؟ وبصدق، نعمْ يمكنُنا أنْ نفعل، أو على الأقلِ أنْ نقللَ منَ المخاطرِ والخسائر».
وشدد على أن الشجاعةَ صبرُ ساعة، وقدْ بدأَ الضوءُ يظهرُ في نهايةِ النفق، فالتقاريرُ الدوليةُ التي تصلُنا اليومَ تُبشرُنا باقترابِ الحصولِ على اللقاح الذي يمكنُ أنْ يحميَ الأرواحَ بإذنِ الله، لذلك أرجوكمْ وأطالبكُمْ أنْ تحافظوا على أنفسِكمْ في ربعِ الساعةِ الأخيرِ هذا، حتى نحصلَ على الِلقاح ونضعَهُ في متناولِ الجميع.
وقال الرئيس: «لا أطلبُ منكمُ الكثير، فقطْ أعينوني بحمايةِ أنفسِكمْ والمحافظةِ على أرواحِكمْ وأرواحِ أعزائكِم، ارتدوا الكماماتِ الواقية، وتباعدوا وأفسحوا في المجالسِ يفسحِ اللهُ لكم، كما علَّمنا دينُنا الحنيف، وأملَنا في اللهِ كبيرٌ وثقتُنا فيكمْ عالية، هذِه هي اللحظاتُ التي تُختبرُ فيها الشعوب، وشعبُنا أثبتَ جدارته في اللحظاتِ الصعبة».
وأضاف : «مثلما صَمدْنا وقَبضْنا على الجمرِ ونحنُ نتشبثُ بحقوقِنا ومواقِفنا الوطنيةِ ونصونُها في وجهِ أعتى القوى وأخطرِ المخططاتِ التي تستهدفُ وجودَنا، فإننا اليومَ سنصمدُ وننتصرُ على هذا البلاءِ بإرادتِكمُ التي لا تلينُ وبصبرِكمُ الجميل».■