صحيفة عبرية تفجر مفاجأة عن عودة الأمير محمد بن نايف بعد تصفية محمد بن سلمان
2020-11-25
القدس المحتلة ( الاتجاه الديمقراطي)
فجرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية مفاجأة من العيار الثقيل، بكشفها خلال تقرير مطول عن زيارة رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو السرية الأخيرة للسعودية، عن مخاوف كبيرة لدى ولي العهد محمد بن سلمان وقناعات لديه بأن جهاز المخابرات الأمريكية يسعى لتصفيته ـ على الأقل سياسيا ـ وإعادة محمد بن نايف للواجهة مرة أخرى.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة العبرية أنه في إسرائيل والسعودية يستعدّون لعهد الرئيس المنتخب جو بايدن. مشيرة إلى أنه إذا كان هناك قلقا في تل أبيب من الإدارة الجديدة في واشنطن، ففي السعودية هناك مخاوف حقيقية أيضا.
تصفية حساب مع محمد بن سلمان
ففي إسرائيل ـ وبحسب تقرير الصحيفة العبرية ـ لا يفهمون مدى عداء الكونغرس الأميركي للسياسة السعودية، ولولي العهد محمد بن سلمان بوجهٍ خاص، وهم على قناعة بأن الديمقراطيين ماضون نحو تصفية الحساب معه، بسبب انتهاك حقوق الإنسان، والتجزير بالمدنيين في اليمن، وفي قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والأزمة مع قطر، وغير ذلك”.
كما ذكرت “يديعوت أحرونوت” أن ابن سلمان بات على قناعة بأن الـ “CIA” تنوي تصفيته. على الأقل سياسياً، وإعادة ولي العهد المحبوب لها، الأمير محمد بن نايف. الذي وضعه بن سلمان قيد الاعتقال المنزلي بعد ان انتزع منه صفة ولي العهد”.
وتابع تقرير الصحيفة أنه “خلال حملة بايدن الانتخابية تحدث الأخير بمصطلحات مثل (إعادة تقويم) للعلاقات الأميركية–السعودية. بما في ذلك تلميح إلى أن إدارة بايدن ستصفّي الحساب مع السعودية بسبب مسلكيتها في السنوات الأربعة الأخيرة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب. كذلك مرشّحه لوزارة الخارجية، طوني بلينكن. الذي غرّد في هذا الأسبوع ضد اعتقال ثلاثة من نشطاء حقوق الإنسان في مصر، وسمّى أجندة الإدارة وصوّب نحو السعودية أيضاً”.
المسألة الإيرانية
ورأت الصحيفة أنه “مثل السعوديين، فإن “إسرائيل” أيضاً تسعى لأن تكون مشاركة ومؤثرة على موقف الإدارة في المفاوضات المتوقعة مع إيران”. مشيرة إلى أن “التعاون والتنسيق بين “إسرائيل” والسعودية في المسألة الإيرانية له وزن يمكنه أن يفرض على إدارة بايدن أن تأخذهما بالحسبان”.
وختمت “يديعوت أحرونوت” أنه “من الممكن الافتراض أنه أيضاً يمكن أن تهاجم الولايات المتحدة منشآت نووية في إيران. مثلما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأميركية. والتي قد أُثيرت في الاجتماع بحضور الضلع الثالث، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو”.
واعتبرت أنه “مع كل الاحترام للمسألة الإيرانية وللتطبيع. من المشكوك فيه أن هذا الاجتماع كان سيُعقد لولا شعور السعوديين بالحاجة إلى تجنيد إسرائيل كدرعٍ إضافي أمام إدارة معادية في واشنطن.. الآن يجب ان نأمل ألا يدمّر التسريب ما قد تمّ البدء ببنائه”.
توقيت حساس لزيارة نتنياهو السرية للسعودية
ويشار إلى أن أنباء الزيارة السريعة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مدينة نيوم السعودية للقاء ولي عهدها محمد بن سلمان. جاءت في توقيت حساس، تتقاطع فيه تبعات الانتخابات الأميركية بتطورات إقليمية وشرق أوسطية غير اعتيادية.
وتركت حالة عدم اليقين بخصوص الزيارة -في ظل تأكيد إسرائيلي ونفي سعودي- الكثير من المعلقين الأميركيين في حالة ارتباك أمام كيفية قراءة هذه الخطوة ورسائلها.
واستغرب عدد من المحللين تسرع السعودية وعدم الانتظار لما بعد وصول بايدن للبيت الأبيض في العشرين من يناير المقبل لتبدأ خطواتها تجاه التطبيع.
وأشاروا إلى أن محمد بن سلمان قد يرغب في التحرك نحو التطبيع. لكنه يشعر أنه لا يستطيع القيام بذلك علنا مع استمرار حالة الرفض المجتمعي العام أو تردد والده الملك سلمان.
ويقول متابعون أمريكيون للشأن السعودي إن “هرولة السعودية قد تظهر العائلة الحاكمة في حالة ضعف. وربما يراها بعض السعوديين تابعة لدولة الإمارات”.
وولي العهد السعودي يستهدف أن يفعل كل ما في وسعه لتحسين صورته عند الديمقراطيين في واشنطن. فهو يدرك أن ما قام به من شراكة عميقة مع جاريد كوشنر وترامب لن تُسهل مهمته.
تطبيع السعودية
من ناحية أخرى، لم يستبعد خبراء أن محمد بن سلمان رأى أيضا كيف عزز التطبيع مكانة الإمارات في واشنطن. وأنه يأمل أن ينال التقدير نفسه، مضيفا “سيكون من الصعب عليه تحقيق ذلك الهدف”.
وعلى الرغم من احتمال أن تعلن السعودية عن التطبيع، فإنه “يبدو على الأرجح أن المملكة ستتخذ خطوات جزئية. ومن المؤكد أن زيارة نتنياهو إلى نيوم تشكل إحدى تلك الخطوات”.
هذا ويرى البعض أن لقاء نيوم يعد من وجهة نظر الرياض بمثابة انتصار دبلوماسي. وخطوة استباقية تحسّن موقفها في التأسيس لعلاقات جديدة مع إدارة بايدن.